الموضوع: فهل لكم شِركٌ في السماء والأرض ومُناخها؟!

النتائج 1 إلى 8 من 8
  1. افتراضي فهل لكم شِركٌ في السماء والأرض ومُناخها؟!

    قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين،


    أحباب القادر الصمد ما بيان هذه الآية ؟


    وقال الله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ ۖ ائْتُونِي بِكِتَابٍ مِّن قَبْلِ هَٰذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِّنْ عِلْمٍ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ‎﴿٤﴾‏ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَن لَّا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَن دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ ‎﴿٥﴾‏} [الأحقاف]. صدق الله العظيم .

  2. افتراضي

    اهلا اختي العزيزة ناصرة محمد .ساقول ما الهمني الله بعد التفكر فيها الآن وانا اقرأها .إن الله سبحانه جعل للناس تصرف وإشتراك محدود للناس في الارض مثل الصنايع وتغيير مكان الجبال وخلط الماء والطين وخلق منه ناطحات السحاب ولكي لا يحسبوا ذلك اشراك بالله ولذلك تحداهم بصنعته هو وهي خلق اصل الأشياء وزراتها وخلق الخلية الحية الاولى للكائنات فقال ( اروني ماذا خلقوا من الارض) ثما إذا اتى على ذكر السماء قال ( ام لهم شرك في السماء ) اي هنا ليس لهم لا الخلق ولا حتى التصرف المحدود مثل الارض وليعلموا ان التصرف في الأرض التي اعطيتهم كلها كانت بإذني ومشيئتي وانا اخلق اصل الاشياء وهييئتها للتصرف فيها واعطاهم الدليل ان السماوات اكبر من الارض واكثر تعقيدا بفارق عظيم وهي تمشي بإذني بدقة متناهيه ولم احتاج احد ولن يستطيع احد ان يكون شريكا فيها .
    ولذلك ترين في الاية عندما ذكر الارض ذكر الخلق وعندما ذكر السماء ذكر الشرك .
    اي مثل ماقلت انت ايضا المناخ وزيدي عليه كافة احوال السماوات من مسير وغيره لا نحيط بها فهما .
    هذا مافهمتهه بعقلي المحدود والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته وعظيم نعيم رضوانه.

  3. rose

    اقتباس المشاركة : ناصرة محمد
    قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين،


    أحباب القادر الصمد ما بيان هذه الآية ؟


    وقال الله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ ۖ ائْتُونِي بِكِتَابٍ مِّن قَبْلِ هَٰذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِّنْ عِلْمٍ إِ... تم اختصار الاقتباس
    رابط الاقتباس :
    https://albushra-islamia.com../showthread.php?p=393223
    انتهى الاقتباس من ناصرة محمد
    تدبري هاذا البيان اختي الكريمة تقوى لعلك تجدين اجابتك فيه .. ودمتى في حب وقرب ورضوان نفس الرحمن ..

    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 166385 من موضوع ردّ الإمام المهدي على السائلين من أحبتي الأنصار السابقين الأخيار..

    - 1 -
    [ لمتابعة رابط المشاركـــــة الأصليّة للبيـــــان ]
    https://albushra-islamia.com./showthread.php?p=166379

    الإمام ناصر محمد اليماني
    26 - 01 - 1436 هـ
    19 - 11 - 2014 مـ
    08:00 صباحاً
    ــــــــــــــــــ



    ردّ الإمام المهديّ على السائلين من أحبتي الأنصار السابقين الأخيار
    ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة الأنبياء والمرسلين وآلهم الطيبين وجميع المؤمنين، أمّا بعد..
    سلامُ الله عليكم ورحمة الله وبركاته أحبتي في الله، ونقتبس من بيان حبيبي في الله (قول الحق) ما يلي:
    اقتباس المشاركة :
    فهل بالعقل والمنطق ان يسمع اي انسان لإيات الله ويعتبرها اساطير الاولين ؟ فهل اي انسان عاقل سواء في عهد مبعث الرسل او في الفترة من قبل مبعث الرسل يسمي أيات الله باساطير الاولين؟
    انتهى الاقتباس
    والجواب على النقطة الأولى التي يقول فيها الأنصاري (قول الحق) ما يلي: فهل بالعقل والمنطق ان يسمع اي انسان لآيات الله ويعتبرها اساطير الاولين؟ فمن ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: يا حبيبي، إنّ كافة المكذبين من أمم الأنبياء يقولون: {إِنْ هَـٰذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ} [الأنعام:25]؛ رغم أنّهم ليسوا من شياطين البشر الكافرين بالحقّ من ربِّهم وهم يعلمون أنّه الحقّ؛ بل يقول ذلك قومٌ لا يعلمون أنّه الحقّ من ربِّهم؛ بل هم ضالون عن الصراط المستقيم.

    ويا رجل، حتى لا نخرج عن الموضوع فدعنا في الأقوام الذين ماتوا قبل بعث رسل ربهّم إليهم، فلا يوجد كتابٌ بين أيديهم ولا آثارة من الآيات حتى تلومهم، وتريد أن يُلقى بهم في نار جهنم! ويا رجل، إنّ سبب قولهم حين سمعوا عن البعث في قصص الأولين هو: بما أنّه لا يوجد لديهم رسولٌ من ربِّهم ولا كتابٌ بين أيديهم تَنزّل من ربِّهم على أمّةٍ قبلهم فيدرسون آياته ويتدبّرونها؛ بل نقول لا وجود لكتابٍ تنزّل إليهم من ربِّهم بلسانٍ عربيٍّ مبينٍ ليتدبّروا آياته فلذلك حين سمعوا بقصص البعث جاءت في قصص الأمَم الأولى فقط لا غير من غير برهانٍ بين أيديهم من ربِّهم ولذلك قالوا: " أساطيرُ الأوّلين ". والبرهان أنّهم لم يسمعوا من آيات الكتاب شيئاً تجده في قول الله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ ائْتُونِي بِكِتَابٍ مِنْ قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} صدق الله العظيم [الأحقاف:4].

    ونستنبط من ذلك أنّ آباء هؤلاء لم يكن لديهم كتابٌ من الله ولا آياتٌ يدرسونها على الإطلاق وإنّما يسمعون عن القصص أنّه يوجد هناك بعثٌ فظنّوا أنّ ذلك مجرد أساطير الأولين. ولكنّهم لو كذّبوا بآيات ربّهم التي تتلى عليهم إذاً لأقيمت عليهم الحجّة وقضي الأمر أنّهم من أصحاب الجحيم ممن أقيمت عليهم الحجّة، ولكنّ الكفار من أصحاب الأعراف لم يتنزّل عليهم كتابٌ ولم يأتيهم نذيرٌ. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا آتَيْنَاهُم مِّن كُتُبٍ يَدْرُسُونَهَا ۖ وَمَا أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ مِن نَّذِيرٍ (44)} صدق الله العظيم [سبأ].

    ونستنبط من خلال ذلك أنّ الأمّة الوسط ليس لديها نذيرٌ ولا كتابٌ تدرسه، إذا يا حبيبي في الله فكيف تقول أنّه من غير المعقول أن يَصِفوا ذكر آيات ربّهم بأساطير الأولين؟ ولكنّي لم أجد في الكتاب أنّه يوجد آياتٌ تتلى عليهم ولا نذيرٌ، فمن أين أتيت بهذا الخبر هداك الله؟ فهل تريد أن تقيم الحجّة عليهم بغير الحقّ؟ وهيهات هيهات ولا يظلم ربّك أحداً. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً} صدق الله العظيم [الإسراء:15].

    إذاً فما ظنّك بمن لم يأتِهم نذيرٌ من الكفار، فهل سوف يعذّبهم الله؟ ألم يقل الله تعالى: {وَمَا آتَيْنَاهُم مِّن كُتُبٍ يَدْرُسُونَهَا ۖ وَمَا أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ مِن نَّذِيرٍ (44)} صدق الله العظيم؟ إذاً لا وجود للآيات بلسانٍ عربيٍّ مبينٍ أُنزلت إليهم من ربِّهم لكون الله لا يبعث رسولاً إلا بلسان قومه حتى يفقهوا قوله. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُول إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمه لِيُبَيِّن لَهُمْ فَيُضِلّ اللَّه مَنْ يَشَاء وَيَهْدِي مَنْ يَشَاء وَهُوَ الْعَزِيز الْحَكِيم} صدق الله العظيم [إبراهيم:4].

    ويا حبيبي في الله السائل، حقيقةً أقولها بالحقّ أنّ سؤالك إلينا من قبل كان منطقيّاً وذا أهميّةٍ كبرى حتى نُبيّن نقطةً في قولهم: {يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا} [يس:52]، فمن ثمّ بيّناها بالحقّ للأنصاري السائل (قول الحق) لكوننا لم نبيّن هذه النقطة في الآية من قبل، ثمّ جاءك البيان وصاحبك وأيقنتما به والحمد لله ربّ العالمين.

    وأما سؤالك هذا الذي بقولك: (هل يوجد إنسان يسمع آيات الله تتلى عليه فيسميها أساطير إلا شياطين البشر؟). فمن ثمّ نردّ عليك بالحقّ: ليس فقط الشياطين من يقولون ذلك؛ بل كافة الكافرين من الأمم ظنّوا أنّها نفس الأساطير التي كانوا يسمعون عنها في قصص الأولين وهم لا يعلمون أنّه قد جاءهم الحقّ من ربِّهم. وقال الله تعالى: {وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَىٰ عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (5)} صدق الله العظيم [الفرقان].

    فهذا قول الكفار الذين كفروا بآيات ربّهم التي تُتلى عليهم، وظنّوا أنّه تمّ تأليفها على أساس قصص الأساطير للأمم الأولى، ولكنّه لا يحقّ لهم أن يسمّوها أساطير، كونها آيات محكمات جاءتهم بالحقّ من ربِّهم فكفروا بها وظنّوا أنّه تمّ تأليفها بناءً على قصص الأساطير الأولى؛ بل هي الحقّ من ربِّهم وكفروا بها، وأولئك أقيمت عليهم الحجّة بسبب وجود رسول ربّهم يتلو عليهم آيات ربّهم وكفروا بها.

    وأمّا الكفار الذين من قبلهم فلن يعذبهم الله بسبب تسميتهم لقصص الأولين أنّها أساطيرٌ لكون الله لم يبعث إليهم رسولاً يتلو عليهم آياته، وإنما كانوا يسمعون عن قصص الأمم الأولى في القرون الغابرة بأنّه يوجد هناك بعثٌ، ولذلك ظنّوا أنّها مجرد أساطير لكونهم فقط سمعوا ذلك من قصص الأولين ولا يوجد كتابٌ لديهم يتدبرون آياته، ولذلك فلهم الحجّة على ربّهم لو يعذبهم كونه لم يبعث إليهم رسولاً يتلو عليهم آياته. وقال الله تعالى: {رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا} صدق الله العظيم [النساء:165].

    ونستنبط من ذلك أنّ الله لن يعذِّب من لم يبعث إليهم رسولاً لكون لهم الحجّة على ربّهم بسبب عدم بعث رسولٍ إليهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً} صدق الله العظيم. وأولئك لا وجود لكتابٍ من الله بين أيديهم ليتدبّروا آياته. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا آتَيْنَاهُم مِّن كُتُبٍ يَدْرُسُونَهَا ۖ وَمَا أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ مِن نَّذِيرٍ (44)} صدق الله العظيم [سبأ].

    ويا أحبتي في الله الأنصار السابقين الأخيار، وتالله لو تعلمون لكم يسيئُني الجدل بينكم وفيكم الإمام المهديّ يبيّن لكم ما كنتم فيه تختلفون بإذن الله، لأنّ الجدل إذا طال يسبب المِراء ثم الكبر ثم تأخذ الإنسان العزّة بالإثم إلا من رحم رّبي فلا تأخذه العزّة بالإثم ويُسلِّم للحقّ تسليماً. فكونوا من الشاكرين إذ بعث الله الإمام المهديّ في أمّتكم، وكونوا من الشاكرين إذ قدّر الله لكم العثور على دعوة المهديّ المنتظَر في عصر الحوار من قبل الظهور، وكونوا من الشاكرين إذ بصّركم بالبيان الحقّ للقرآن العظيم فأصبحتم بنعمة الله إخواناً. فتذكروا قول الله تعالى: {ولَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ ۚ وَأُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (105)} صدق الله العظيم [آل عمران]. لكون الجدل والاختلاف يسبب تفرّق الأمّة إلى شيعٍ وأحزابٍ فتذهب ريحهم، كما هو حال المسلمين اليوم تفرّقوا إلى شيعٍ وأحزابٍ بسبب قول أئمةٍ اصطفوا أنفسهم أئمةً على الناس ولم يصطفِهم الله ويقولون على الله في دينه برأيهم وظنّهم من عند أنفسهم، فأضلّوا أنفسهم وأضلّوا أمّتهم، وفرّقوا أمّتهم إلى مذاهبٍ و شيعٍ وأحزابٍ فذهبت ريحهم، فلا تكونوا مثلهم يا معشر الأنصار السابقين الأخيار. وإذا شعر الأنصاري أنه سوف يدخل مع إخوانه في جدلٍ عقيمٍ ومراء فليعتذر عن استمرار الجدل، ويقول: "سوف أترفع عن الجدل حتى يبيّن لنا إمامنا تلك النقطة متى ما يعثر عليها بإذن الله".
    وصَبِّروا أنفسكم وصابروا بعضكم بعضاً، ورابطوا في الدعوة إلى الله، واتّقوا الله لعلكم تُرحمون، وكونوا من الشاكرين.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين ..
    أخوكم؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ___________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..
    ربنا اتمم لنا نورنا واغفر لنا إنك على كل شئ قدير
    سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
    والحمدلله رب العالمين

  4. افتراضي

    بارك الله بكم اخوتي في حب ربي وقربه ورضوان نفسه لكن أشعر أيضا المقصود بنظرية الاحتباس الحراري وان علماء اليوم يظنون لهم شرك مع الله في السيطرة على أحوال المناخ حرب الله الكونية متناسين قدرة الله وان السبب هو بسبب اقتراب كوكب سقر ازدياد موشر الحرب الكونية وليس نظرية الاحتباس الحراري

  5. افتراضي

    نعم صحيح قولك اختي فإذا اسقطت الاية على الوجه اللذي قلتيه صحيحة ايضا فلا تعارض .وهذا يتناسب مع وقتنا الحالي.

  6. افتراضي

    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 4645 من موضوع البيانُ العاجِل إلى كُلّ ذي عَقلٍ يَتدَبَّر ويَتفَكّر فيَتّبِع البيان الحَقّ للذِّكر ..

    الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني
    15 - جمادى الآخر - 1431 هـ
    29 - 05 - 2010 مـ
    09:47 مساءً
    (بحسَبِ التّقويم الرّسمِي لأمّ القُرَى)

    [ لمتابعة رابط المشاركة الأصلية للبيان ]
    https://albushra-islamia.com./showthread.php?p=2787
    ــــــــــــــــــــ



    البيانُ العاجِل إلى كُلّ ذي عَقلٍ يَتدَبَّر ويَتفَكّر فيَتّبِع البيان الحَقّ للذِّكر ..


    بِسْم الله الرّحمن الرّحيم؛ والصّلاة والسّلام على خاتم الأنبياء والمُرسَلين وآله الطّيِّبينَ الطّاهِرينَ والصّلاة والسّلامُ على كافّة الأنبياءِ والمُرسَلين ومَن تَبِعَهم بإحسانٍ إلى يومِ الدِّين؛ ولا أُفرّقُ بين أحَدٍ مِن رُسلِه حَنيفًا مُسلِمًا وما أنا مِن المُشرِكين..

    ويا أُمّة الإسلام يا حُجّاجَ بيتِ الله الحَرام، سَلامُ الله عليكم ورَحمتُه وبركاتُه، لقد رأيتُ بعد صَلاةِ فَجرِ هذا اليوم المُنقَضِي محمدًا رَسولُ الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وكان واقِفًا وأنا كنتُ كذلك واقفًا مِن خَلفِه وبرغم أنّي لم أكن أرى وَجهَهُ لأنّني واقفٌ خَلفَه غير أنّي أعلمُ أنّي وَاقفٌ وراءَ جَدِّي محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وكان وُقوفُنا فوقَ جَبلِ عَرفاتٍ؛ وكان ينظرُ إلى الحُجّاج ومِن ثُمّ سَمِعتُه يقول:
    [ يا حَسرَةً على المُعرضين عن الدّعوة إلى اتّباع الحَقّ مِن ربّهم ].

    ومِن ثُمّ سَمِعتُه يَتلو قول الله تعالى: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ ءَامَنُوٓا۟ أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ ٱللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ ٱلْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا۟ كَٱلَّذِينَ أُوتُوا۟ ٱلْكِتَٰبَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ ٱلْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَٰسِقُونَ ‎﴿١٦﴾‏} صدق الله العظيم [سورة الحديد].

    وانتهَت الرُّؤيا بالحقّ، ألا وإنّ المَقصُودَ
    بالحُجّاج بمَعنى أنه يَتحسَّرُ على المسلمين لأنه لا يَحجُّ بيتَ الله إلّا مُسلمٌ ومَن أظلمُ مِمّن افتَرَى على الله كذِبًا، فاتَّقوا الله يا أولي الألباب فلا يَجتَمِعُ النُّور والظُّلماتُ؛ فكيفَ السّبيلُ لإنقَاذِكم؟


    ويا عُلماء الأُمّة الإسلاميّة أجمَعين على مُختَلَفِ مَذاهِبِهم وفِرَقِهم؛ إنّي الإمامُ المهديّ ناصر محمد اليمانيّ جَعَلنِي الله مُتَّبِعًا لكافّةِ الأنبياءِ والمُرسَلين مِن أوّلهم إلى خاتمِهم جدّي محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - ولذلكَ أدعُوكم وطائِفتَيْ أهلِ الكتابِ والناس أجمَعين إلى كلمةِ التّوحيدِ سواءٍ بيننا وبين الناس أجمَعِين أن لا نَعبُدَ إلّا الله الذي لا إله غيرُه الذي خلقَنِي وخلقَكم ربّ كُلِّ شيءٍ ومَليكه وأدعو إليه على بَصيرةٍ مِن لدُنه (القرآن العظيم)، فلماذا لا تَستَجِيبُون لدَعوة الحَقّ إن كنتُم مُؤمِنين؟ فما هي حُجّتُكم على ناصر محمد اليمانيّ {قُلْ هَاتُوا۟ بُرْهَٰنَكُمْ إِن كُنتُمْ صَٰدِقِينَ‏} [سورة البقرة]؟

    فلكُلّ دَعوَى بُرهان، ولا يَنبغِي أن يكونَ بُرهانُ الدَّعوَةِ إلى الرّحمن إلّا مِن الرّحمن، فهل عندكم كتابٌ هو أهدَى مِن كتابِ الله القرآن العظيم فأتَّبِعهُ؛ فأْتوا بسُلطانِ العِلم مِنهُ إن كنتم صادِقين؟ وقال الله تعالى: {أَمْ لَكُمْ سُلْطَٰنٌ مُّبِينٌ ‎﴿١٥٦﴾‏ فَأْتُوا۟ بِكِتَٰبِكُمْ إِن كُنتُمْ صَٰدِقِينَ ‎﴿١٥٧﴾} صدق الله العظيم [سورة الصافات].

    وقال الله تعالى: {قُلْ أَرَءَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَرُونِى مَاذَا خَلَقُوا۟ مِنَ ٱلْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِى ٱلسَّمَٰوَٰتِ ٱئْتُونِى بِكِتَٰبٍ مِّن قَبْلِ هَٰذَآ أَوْ أَثَٰرَةٍ مِّنْ عِلْمٍ إِن كُنتُمْ صَٰدِقِينَ ‎﴿٤﴾‏} صدق الله العظيم [سورة الأحقاف].

    فانظروا يا قَوم إلى بُرهانِ دَعوةِ الصِّدقِ تَجِدُوا أنّ البُرهانَ هو العِلمُ الحَقّ مِن ربّ العالَمين، ولذلك قال الله تعالى: {ٱئْتُونِى بِكِتَٰبٍ مِّن قَبْلِ هَٰذَآ أَوْ أَثَٰرَةٍ مِّنْ عِلْمٍ إِن كُنتُمْ صَٰدِقِينَ ‎} صدق الله العظيم.

    ولكنكم تُجادِلونَني برِواياتٍ مُفتَرَياتٍ تُخالفُ لآياتِ الكتابِ البيّناتِ لعالِمِكم وجاهِلكُم إن كنتُم تَعقِلون! وعلى سَبيل المِثال: حُجّتكم التي تُحاجُّونَ بها الإمام المهديّ خليفة الله المُصطفَى ناصر محمد اليمانيّ فتُنكِرونَ عليه قوله: يا أيّها الناس إنّي المهديّ المنتظَر خليفة الله المُصطفَى مِن ربِّ العالَمين. ومِن ثُمّ قلتُم: "ألا إنّ قَولكَ هذا للناسِ أنّك المهديّ المنتظَر هو حُجّتُنا عليك، كَون المهديّ المنتظَر إذا حضَرَ لا يقولُ أنّه المهديّ المنتظَر؛ بل علماء الأُمّة يُعَرِّفونَه على شَخصِه فيَقولون له أنّه المهديّ المنتظَر حتى ولو أنكَر أجبَروهُ على البَيعَةِ كَرهًا"! ومِن ثُمّ يقولُ لكم ناصر محمد اليمانيّ: فما يُدريكُم أنّه المهديّ المنتظَر إذا كان هو لا يَعلمُ أنّه المهديّ المنتظَر فهل أنتم أعلمُ منه؟ فكيف يَزيدُكم الله بَسطةً في العِلم على الإمام المهديّ! إذًا فكيف يَستطيعُ أن يَحكُمَ بينكم مِن كتابِ الله فيما كنتم فيه تَختَلفُون؛ أفَلا تَعقِلون؟

    ويا أُمّة الإسلامِ؛ إنّي أَشهَدُ والله يَشهَدُ وكفَى بالله شَهيدًا أنّ الله لم يَجعَل لكم الخِيرة في اصطِفاءِ خَليفَتِه مِن دُونِه سُبحانَه وتعالى عمّا يُشرِكون؛ بل الذي خلقَنِي وخلقَكُم هو الذي يَختارُ خليفَتَه في قَدَرِهِ المَقدُور في الكتابِ المَسطُورِ تَصديقًا لقول الله تعالى: {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ ٱلْخِيَرَةُ سُبْحَٰنَ ٱللَّهِ وَتَعَٰلَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ ‎﴿٦٨﴾‏} صدق الله العظيم [سورة القصص].

    ويا أُمّة الإسلامِ؛ والله الذي لا إله غَيرُه لا أعلمُ لكم بِسَبِيلٍ للنّجاةِ إلّا أن تَعتَصِمُوا بحَبلِ الله القرآنِ العَظيم؛ فتَعتَصِمُوا بمُحكَم كتابِ الله وتَكفُروا بما خالَفَ لمُحكَم كتابِ الله سَوَاءً في التّوراةِ أو في الإنجيلِ أو في أحادِيث ورِواياتِ السُّنة النّبوِيّة، وذلكَ لأنّ الله لم يَعِدكم إلّا بحِفظِ كتابِ الله القرآن العظيم مِن التّحريفِ والتَّزيِيفِ إلى يومِ الدِّين ولذلكَ تَجِدونَه نُسخةً واحِدةً في العالَمين لم تَختَلِف فيه كلمةٌ واحدةٌ برغمِ أنّه عاصَرَ أعمارَ أُمَمٍ مِن البشَر ولا يزالُ مَحفوظًا مِن التّحريفِ تَصديقًا لقول الله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا ٱلذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُۥ لَحَٰفِظُونَ ‎﴿٩﴾‏} صدق الله العظيم [سورة الحجر].

    ويا علماءَ المسلمين وأُمّتَهم؛ إنّ لكم الحَقّ أن لا تُصدِّقوا الإمامَ ناصِر محمد اليمانيّ حتى تَجِدوهُ هو حقًّ أعلمكم بكتابِ الله القرآن العظيم، ومِن ثُمّ لا تَجِدُوا أحدًا منكم يَستَطيع أن يأتِي بتَأويلِ القرآن كمِثلِ بيان الإمام ناصر محمد اليمانيّ، فإذا تبيَّنَ لكم أنّ بيانِي للقرآن هو حقًّا خَيرٌ مِنكُم وأحسَنُ تَفسِيرًا فقد تبيّنَ لكم أنّي حقًّا أعلمُكم بكتابِ الله القرآن العظيم.

    ولربّما يَوَدُّ أحدُ علماءِ الأُمّة أن يقول: "نعم إنّ لديكَ عِلمًا وافِرًا مِن كتابِ الله مِمّا عَلَّمكُم الله ولكن هذا لا يَعنِي أنكَ المهديّ المنتظَر". ومِن ثُمّ يَرُدُّ عليكم الإمام ناصر محمد اليمانيّ وأقول: ويا سُبحانَ ربّي! فكيفَ يُؤتِينِي اللهُ الحُكمَ والكتابَ ومِن ثُمّ أفتَري عليه ولم يَصطفِني المهديَّ المنتظَر ما لم يكن حقًّا اصطَفانِي عليكم وزادَني عليكم بسطةً في العِلم، أفلا تَعقِلون؟

    وإليكم سُؤال المهديّ المنتظَر: فهل لو أنّ الأنبياءَ افتَرَوْا على الله واتّبَعَهم الناسُ في دَعوَتِهم إلى عبادَة الله وهم ليسُوا بأنبياء ولم يُوحِ اللهُ إليهم شيئًا؛ فهل تَرَوْنَ أنّ الله سوفَ يُحاسِبُ أتباعَهم على اتّباعِهم وهم اسَتَجابوا لدَعوَة الحَقّ إلى عِبادَة الله وَحدَه لا شَريكَ له؟ حتى ولو كان الأنبياءُ مُفتَرينَ في الكتابِ المُنَزَّلِ عليهم لمَا حاسَبَ الله أتباعَهُم؛ بل سوفَ يُحاسِبُ مَن افتَرَى عليه وَحدَه تَصديقًا لقول الله تعالى: {أَمْ يَقُولُونَ ٱفْتَرَىٰهُ قُلْ إِنِ ٱفْتَرَيْتُهُۥ فَعَلَىَّ إِجْرَامِى} صدق الله العظيم [سورة هود: 35].

    وكذلك الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ إن يَكن مُفتَرِيًا وليسَ الإمام المهديّ المنتظَر فعَلَيَّ إجرَامِي، وأمّا أنتم فكيفَ يُحاسِبُكم الله لو استجَبتُم لدَعوَة الحَقّ إلى عِبادَةِ الله وَحدَه لا شَريكَ له وأتّبَعتُم آيات الكتابِ البَيِّناتِ لا يَكفرُ بها إلّا الفاسِقون؟ وذلك لأنّي أرَى الشياطين تُخوِّفكم في أنفُسِكم فتُوسْوِس لكم بغير الحَقّ فتقولون: "ماذا لو اتّبعنا الإمام ناصر محمد اليمانيّ وهو ليسَ المهديّ المنتظَر؟ إذًا فقد أضَلَّنا عن سوَاء السّبيل". ومِن ثُمّ يَرُدُّ عليكم الإمام المهديّ وعلى شياطينِكم مِن الجنّ والإنس: فهل مَن عبَدَ الله وَحدَه لا شريكَ له حتى جاءَ ربَّه بقلبٍ سليمٍ مِن الشِّركِ؛ فهل ترَونَه قد ضلّ عن سوَاء السّبيل؟ أفلا تتّقُون؟

    ويا علماءَ أُمّة الإسلام، إنّما أعِظُكُم بواحِدةٍ هو أن تقولوا: "يا ناصر محمد اليمانيّ نحن لن نُصَدّقَ أنّك حقًّا الإمام المهديّ حتى نَجِدكَ تَستَطيعُ أن تَحكُمَ بيننا فيما كُنّا نَختَلِفُ فيه مِن الدِّين فتأتينا بالحُكم المُقنِع لعُقولنا مِن مُحكَم كتابِ الله القرآن العظيم". ومِن ثُمّ يَرُدُّ عليكم ناصر محمد اليمانيّ وأقول: فذلك بيني وبينكم وما يَنبَغي لي أن أحكُمَ بينكم إلّا بما أرانِي الله في مُحكَم كتابِه تصديقًا لقول الله تعالى: {إِنَّآ أَنزَلْنَآ إِلَيْكَ ٱلْكِتَٰبَ بِٱلْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ ٱلنَّاسِ بِمَآ أَرَىٰكَ ٱللَّهُ} صدق الله العظيم [سورة النساء: 105].

    وقال الله تعالى: {وَمَآ أَنزَلْنَا عَلَيْكَ ٱلْكِتَٰبَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ ٱلَّذِى ٱخْتَلَفُوا۟ فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ‎﴿٦٤﴾‏} صدق الله العظيم [سورة النحل].

    وقال الله تعالى: {وَأَنزَلْنَآ إِلَيْكَ ٱلْكِتَٰبَ بِٱلْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ ٱلْكِتَٰبِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَٱحْكُم بَيْنَهُم بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَآءَهُمْ عَمَّا جَآءَكَ مِنَ ٱلْحَقِّ} صدق الله العظيم [سورة المائدة: 48].

    ولرُبّما يَودُّ أحدُ فَطاحِلةِ علماء الأُمّة أن يُقاطِعَني فيقول: "مَهلًا مَهلًا إنّما ذلكَ القولُ مِن الله والأمرُ هو إلى رسوله وليسَ لك يا ناصر محمد اليمانيّ". ومِن ثُمّ يَردُّ عليه الإمام المهديّ وأقول: ولكنّي مُتّبعٌ ولستُ مُبتَدِعًا، وأعوذُ بالله أن أكون مِن الجاهلين فأَتّبع أهوَاءَكم؛ بل أدعوكم على بَصيرَةٍ مِن الله وهي ذاتها بَصيرَة محمدٍ رسول الله بالقرآن العظيم صلّى الله عليه وآله وسلّم، ولذلكَ أُحاجّ الناس بما كان يُحاجّهم به خاتم الأنبياء محمد - صلّى الله عليه وآله وسلّم - القرآن العظيم تصديقًا لقول الله تعالى: {قُلْ هَٰذِهِۦ سَبِيلِىٓ أَدْعُوٓا۟ إِلَى ٱللَّهِ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا۠ وَمَنِ ٱتَّبَعَنِى} صدق الله العظيم [سورة يوسف: 108].

    إذًا بَصيرة القرآن هي لمحمدٍ رسول الله ولِمَن اتَّبعه، فلماذا اتّخَذتُم هذا القرآن مَهجُورًا؟ فمَن يُجيرُكم مِن الله؟ ولرُبّما يَودُّ عالِمٌ آخر أن يقول: "فهل أنت يا مَن تَزعمُ أنك المهديّ المنتظَر أعلمُ مِن محمدٍ رسول الله وصحابته الأخيار بهذا القرآن العظيم؟ فقد بيَّنه لنا محمدٌ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - عن طريق السُّنة فيَكفينا اتّباع السُّنة وذلك لأنّ القرآن لا يَعلمُ تأويله إلّا الله تصديقًا لقول الله تعالى: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُۥٓ إِلَّا ٱللَّهُ} صدق الله العظيم [سورة آل عمران:7].

    ومن ثُمّ يردُّ عليكم الإمام المهديّ وأقول: قال الله تعالى: {إِنْ عِندَكُم مِّن سُلْطَٰنِۭ بِهَٰذَآ أَتَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ‎﴿٦٨﴾‏ قُلْ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى ٱللَّهِ ٱلْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ ‎﴿٦٩﴾‏} صدق الله العظيم [سورة يونس].

    ولكنّي لم أجِد في كتابِ الله أنّ القرآن لا يعلمُ تأويله إلّا الله؛ بل قال الله تعالى: {وَلَقَدْ أَنزَلْنَآ إِلَيْكَ ءَايَٰتِۭ بَيِّنَٰتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَآ إِلَّا ٱلْفَٰسِقُونَ ‎﴿٩٩﴾‏} صدق الله العظيم [سورة البقرة].

    وقال الله تعالى: {هُوَ ٱلَّذِىٓ أَنزَلَ عَلَيْكَ ٱلْكِتَٰبَ مِنْهُ ءَايَٰتٌ مُّحْكَمَٰتٌ هُنَّ أُمُّ ٱلْكِتَٰبِ وَأُخَرُ مُتَشَٰبِهَٰتٌ فَأَمَّا ٱلَّذِينَ فِى قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَٰبَهَ مِنْهُ ٱبْتِغَآءَ ٱلْفِتْنَةِ وَٱبْتِغَآءَ تَأْوِيلِهِۦ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُۥٓ إِلَّا ٱللَّهُ وَٱلرَّٰسِخُونَ فِى ٱلْعِلْمِ يَقُولُونَ ءَامَنَّا بِهِۦ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّآ أُو۟لُوا۟ ٱلْأَلْبَٰبِ ‎﴿٧﴾} صدق الله العظيم [سورة آل عمران].

    إذًا يا قوم إنّما يَقصِدُ الله بقوله تعالى: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُۥٓ إِلَّا ٱللَّهُ}؛ ويَقصدُ المُتَشابه وليس آياتِ الكتابِ المُحكَماتِ البيّنات هُنّ أُمّ الكتاب لعالِمكم وجاهِلكم، فلمَ تُحرِّفون كلامَ الله عن مَواضِعه حتى تتّبعوا أهواءَكم أفلا تتّقون؟ فمَن يُجيرُكم مِن الله؟ أفَلا تعلمونَ أنَّما المُتشابه في القرآن قليلٌ بنسبة عشرةٍ في المائة تَقريبًا وتِسعينَ في المائة مِن آياتِ الكتابِ آياتٌ مُحكَماتٌ هُنّ أُمّ الكتاب جَعلهُنّ الله آياتٍ بيّناتٍ لعالِمكم وجاهلكم حتى لا تكونَ لكم الحُجّة على الله؛ بل وتُوجَدُ سورٌ جميعها مُحكَمٌ واضحٌ بيِّنٌ للعالِم والجاهل، أم أنّكم لا تَعلمونَ ما يَقصِدُ الله بقوله في سورة الإخلاص: {قُلْ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ ‎﴿١﴾‏ ٱللَّهُ ٱلصَّمَدُ ‎﴿٢﴾‏ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ‎﴿٣﴾‏ وَلَمْ يَكُن لَّهُۥ كُفُوًا أَحَدُۢ ‎﴿٤﴾‏} صدق الله العظيم.

    أم أنّكم لا تعلمون ما يقصِدُ الله بقوله تعالى: {لَوْ أَنزَلْنَا هَٰذَا ٱلْقُرْءَانَ عَلَىٰ جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُۥ خَٰشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ ٱللَّهِ وَتِلْكَ ٱلْأَمْثَٰلُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ‎﴿٢١﴾‏ هُوَ ٱللَّهُ ٱلَّذِى لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ عَٰلِمُ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَٰدَةِ هُوَ ٱلرَّحْمَٰنُ ٱلرَّحِيمُ ‎﴿٢٢﴾‏ هُوَ ٱللَّهُ ٱلَّذِى لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلْمَلِكُ ٱلْقُدُّوسُ ٱلسَّلَٰمُ ٱلْمُؤْمِنُ ٱلْمُهَيْمِنُ ٱلْعَزِيزُ ٱلْجَبَّارُ ٱلْمُتَكَبِّرُ سُبْحَٰنَ ٱللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ ‎﴿٢٣﴾‏ هُوَ ٱللَّهُ ٱلْخَٰلِقُ ٱلْبَارِئُ ٱلْمُصَوِّرُ لَهُ ٱلْأَسْمَآءُ ٱلْحُسْنَىٰ يُسَبِّحُ لَهُۥ مَا فِى ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ ‎﴿٢٤﴾} صدق الله العظيم [سورة الحشر].

    ويا علماء أُمّة الإسلام لِمَ تخدَعونَ أنفسَكم وأُمَّتكم؟ فإذا كان لا يعلمُ تأويله إلّا الله؛ فلِمَ تجرَّأتُم على تفسيرِ القرآن مُحكَمه ومُتشابهه وأنتم لا تُفرِّقونَ بين المُتشابه والمُحكَم؟ ولسوفَ أُفتيكم وأُمّة المسلمين عالِمهم وجاهلهم كيف تُميِّزون بين آياتِ الكتابِ المُحكَمات هُنّ أُمّ الكتاب والآيات المُتشابهات؛ ألا وإنّ الأمرَ يَسيرٌ جدًّا يُدرِكُه أولوا الألباب الذين يتدبّرون آياتِ الكتاب الذين يَتلونَه حقَّ تلاوتِه تصديقًا لقول الله تعالى: {ٱلَّذِينَ ءَاتَيْنَٰهُمُ ٱلْكِتَٰبَ يَتْلُونَهُۥ حَقَّ تِلَاوَتِهِۦٓ أُو۟لَٰٓئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِۦ وَمَن يَكْفُرْ بِهِۦ فَأُو۟لَٰٓئِكَ هُمُ ٱلْخَٰسِرُونَ ‎﴿١٢١﴾‏} صدق الله العظيم [سورة البقرة].

    ولا يَقصِدُ حقَّ تِلاوَته بالغُنّة والقلقلة والتّجوِيد كما جَعلتُم جُلَّ اهتِمامِكُم في ذلك وذلك مَبلغُكم مِن العِلم! بل حقّ تِلاوَته أيْ: بالتَّدبُّر والتَّفكُّر في آياتِه تَصديقًا لقول الله تعالى: {كِتَٰبٌ أَنزَلْنَٰهُ إِلَيْكَ مُبَٰرَكٌ لِّيَدَّبَّرُوٓا۟ ءَايَٰتِهِۦ وَلِيَتَذَكَّرَ أُو۟لُوا۟ ٱلْأَلْبَٰبِ ‎﴿٢٩﴾} صدق الله العظيم [سورة ص].

    وأمّا كيف تَستَطيعونَ أن تُميِّزوا بين آياتِ الكتابِ المُحكَماتِ مِن الآياتِ المُتشابِهات؛ فسَبقَ أن ضَربنا لكم على ذلك مَثلًا في قول الله تعالى: {وَإِذِ ٱبْتَلَىٰٓ إِبْرَٰهِـۧمَ رَبُّهُۥ بِكَلِمَٰتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّى جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِى قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِى ٱلظَّٰلِمِينَ ‎﴿١٢٤﴾‏} صدق الله العظيم [سورة البقرة].

    وكلمة التّشابُه هي في قول الله تعالى: {ٱلظَّٰلِمِينَ} فهل يَقصِدُ ظُلمَ الخطيئَة أم يَقصِدُ ظُلمَ الشِّركِ في القلبِ؟ فإذا كان يَقصِدُ ظُلمَ الخَطيئة فهذا يعني أنّ جميع الأنبياء والأئمّة مَعصومونَ مِن الخَطيئَة! ولكنّ الظنّ لا يُغني مِن الحَقّ شيئًا؛ فكيفَ لكم أن تَعلموا هل في هذه الآية تَشابُهٌ أم أنّها مُحكَمة؟ فالأمرُ يَسيرٌ عليكم لو كنتم تَعقِلون، فارجِعوا إلى قِصص الأنبياء والمُرسَلين وتدبَّروا هل قَطُّ وَجدتُم لأحَدِهم أخطاءً؟ فإذا لم تَجِدُوا أنّ أحدَهُم أخطأَ فقد تبيَّنَ لكم أنّ قول الله تعالى: {وَإِذِ ٱبْتَلَىٰٓ إِبْرَٰهِـۧمَ رَبُّهُۥ بِكَلِمَٰتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّى جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِى قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِى ٱلظَّٰلِمِينَ ‎﴿١٢٤﴾} صدق الله العظيم، خاليَة مِن كلماتِ التّشابُه.

    أمّا إذا وَجَدتُم أنّ المُرسَلين قد يَتعرّضُونَ لظُلم الخطيئَة فقد أصبحَت الآية فيها كلماتٌ مُتَشابِهة، وتعالوا للتّطبيقِ للتّصدِيق؛ فهل نَجِدُ أنّ الله يُفتِينا في آيةٍ أُخرَى أنّ المُرسَلين يتَعرّضُونَ لظُلم الخَطيئَة؟ وتَجِدونَ الفَتوَى في قولِ الله تعالى: {يَٰمُوسَىٰ لَا تَخَفْ إِنِّى لَا يَخَافُ لَدَىَّ ٱلْمُرْسَلُونَ ‎﴿١٠﴾‏ إِلَّا مَن ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنَۢا بَعْدَ سُوٓءٍ فَإِنِّى غَفُورٌ رَّحِيمٌ ‎﴿١١﴾‏} صدق الله العظيم [سورة النمل].

    إذًا يا قوم إنّ المُرسَلين مُعرَّضونَ لظُلم الخطيئة وربّي غَفورٌ رَحيمٌ لِمَن تابَ وأنابَ كما أخطأ نبيّ الله موسى فارتكبَ ظُلم الخطيئَة بقتلِ نفسٍ تَعصُّبًا مع الذي هو مِن شِيعتِه في ساعةِ غَضبٍ، ولَمّا أدركَ موسى أنّه ظَلمَ نفسَه بخطيئَة القَتلِ قال: {قَالَ رَبِّ إِنِّى ظَلَمْتُ نَفْسِى فَٱغْفِرْ لِى فَغَفَرَ لَهُۥٓ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلْغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ ‎﴿١٦﴾‏} صدق الله العظيم [سورة القصص].

    وذلك تَصديقًا لقول الله تعالى: {يَٰمُوسَىٰ لَا تَخَفْ إِنِّى لَا يَخَافُ لَدَىَّ ٱلْمُرْسَلُونَ ‎﴿١٠﴾‏ إِلَّا مَن ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنَۢا بَعْدَ سُوٓءٍ فَإِنِّى غَفُورٌ رَّحِيمٌ ‎﴿١١﴾‏} صدق الله العظيم.

    ولو يتَدَبّر الباحثون عن الحَقّ كيف اختَلفَ علماءُ الشيعة وعلماءُ السُّنة في هذه المسألة فكُلٌّ منهم جاء ببُرهانه مِن القرآن، فأمّا الشيعة فقالوا أنّ الأنبياء والأئمة مَعصومُونَ مِن ظُلم الخَطيئَة وجاءُوا بالبُرهان على عقيدتهم مِن مُتَشابِه القرآن وقالوا: {وَإِذِ ٱبْتَلَىٰٓ إِبْرَٰهِـۧمَ رَبُّهُۥ بِكَلِمَٰتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّى جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِى قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِى ٱلظَّٰلِمِينَ ‎﴿١٢٤﴾‏} صدق الله العظيم [سورة البقرة].

    وأمّا أهلُ السُّنة فاستَدَلّوا بقَتلِ موسى لنفسٍ فظلمَ نفسَه فتابَ وأنابَ وجاءُوا بالبُرهان مِن القرآن في قَولِ الله تعالى: {قَالَ رَبِّ إِنِّى ظَلَمْتُ نَفْسِى فَٱغْفِرْ لِى فَغَفَرَ لَهُۥٓ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلْغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ ‎﴿١٦﴾} صدق الله العظيم [سورة القصص].

    وعجَزَ أهلُ السُّنة في إقناعِ الشيعَة وعَجَز الشيعة في إقناعِ السُّنة! ولكنّ ناصر محمد اليمانيّ سوفَ يُلجمُ أَلْسِنَةَ الشيعة والسُّنة بالحقّ حتى لا يَجِدُوا إلّا أن يُسَلّموا تسليمًا لِما قَضيتُ بينهم بالحقّ أو يكفروا بالقرآن العظيم! وأمّا سِرُّ إلجامِي للشيعة، وذلك لأنّي أخَذتُ الآية التي يُحاجّونَ بها الناس وبيَّنتُ أنّ فيها مِن كلماتِ التّشابُه، وأنه يَقصِدُ ظُلمَ الشِّركِ ولا يَقصِدُ ظُلمَ الخطيئة وذلك لأنّ الشِّركَ ظُلمٌ عظيمٌ تصديقًا لقول الله تعالى: {ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ وَلَمْ يَلْبِسُوٓا۟ إِيمَٰنَهُم بِظُلْمٍ أُو۟لَٰٓئِكَ لَهُمُ ٱلْأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ ‎﴿٨٢﴾‏} صدق الله العظيم [سورة الأنعام]، أي: أنّ قلوبَهم سَليمةٌ مِن ظُلم الشِّركِ بالله تصديقًا لقول الله تعالى: {‏يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ ‎﴿٨٨﴾‏ إِلَّا مَنْ أَتَى ٱللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ‎﴿٨٩﴾} صدق الله العظيم [سورة الشعراء].

    وتصديقًا لقول الله تعالى: {إِنَّ ٱلشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} صدق الله العظيم [سورة لقمان: 13].

    وتصديقًا لقول الله تعالى: {إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِۦ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَآءُ وَمَن يُشْرِكْ بِٱللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَٰلَۢا بَعِيدًا ‎﴿١١٦﴾‏} صدق الله العظيم [سورة النساء].

    ولذلك لا يَنبغِي أن يكون الأنبياء والأئمة مِن المُشركين بالله؛ بل يُطهِّر الله قُلوبَهم مِن ذلك تَطهيرًا حتى يَدعُوا الناس إلى كلِمة التّوحيدِ فيُخرجُوا الناس مِن الظُلماتِ إلى النُّور. وتبيَّن لكم الآن البيان الحَقّ لقول الله تعالى: {وَإِذِ ٱبْتَلَىٰٓ إِبْرَٰهِـۧمَ رَبُّهُۥ بِكَلِمَٰتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّى جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِى قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِى ٱلظَّٰلِمِينَ ‎﴿١٢٤﴾‏} صدق الله العظيم [سورة البقرة].

    وتَبيَّنَ لكم أنه يَقصِد: ظُلم الشِّركِ وليس ظُلمَ الخَطيئَة.

    ويا معشَر الأنصار، أرجُو مِن الله أن لا تَمَلّوا كثرةَ التِّكرارِ والتّفصِيلِ المُستَمِرّ لعلّه يُحدِثُ لهم ذِكرًا وتَجِدونَني أُكرِّر هذه النقطة كون هذه العقيدَة هي السبب في مُبالغَة الشيعة في الأئِمّة أنهم مَعصُومُونَ مِن الخطأ ويُحاجّونَ الناسَ بقول الله تعالى: {وَإِذِ ٱبْتَلَىٰٓ إِبْرَٰهِـۧمَ رَبُّهُۥ بِكَلِمَٰتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّى جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِى قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِى ٱلظَّٰلِمِينَ ‎﴿١٢٤﴾‏} صدق الله العظيم.

    ولكنّي الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ؛ أَشهدُ لِله أنّي قد ارتَكبتُ ذُنوبًا كثيرةً ولا يُحِيطُ بها الناسُ عِلمًا، والحمدُ لله الذي هَداني حين وَجدَني تائبًا مُنيبًا فهَدانِي إلى ما يُحبُّه ويَرضَاه، والحمدُ لله ربّ العالَمين.

    ولرُبّما يَوَدُّ أحَدُ الأنصار أن يُقاطعَ المهديّ المنتظَر فيقول: "يا إمام ناصر لا تَجعَل للناس الحُجّة علينا فإنهم يُنكِرونَ أمرَك، وحين يَجدُونَ أنّكَ تقول: (أَشهَدُ لِله أنّي قد ارتَكبتُ ذُنوبًا كثيرةً ولا يُحيطُ بها الناسُ عِلمًا)، سوفَ يَزدادُونَ إنكارًا وسَيَقولونَ: أفَلَا تَرَونَ إمامَكم أنّه كان يَتّبِعُ الشَّهَواتِ؟! فكيف تُصدِّقونَه؟". ومِن ثُمّ يَرُدُّ عليه الإمام المهديّ الحَقّ وأقول: بل إنّي بقولي هذا قد أغلقتُ بابًا كبيرًا مِن أبوابِ الوَسواسِ الخنّاس في صُدورِ الناس حتى لا يَقولوا لأنصاري المُذنِبين: "كيف يقول ناصر محمد اليمانيّ أن أتْباعَهُ صَفْوَةُ البَشَريَّة وخير البَرِيّة وأنتم تَعلَمُونَ أنفسَكُم أنكم قد أذنَبتُم كثيرًا وناصر محمد اليمانيّ لا يعلمُ بِذُنوبِكُم، أفَلَا تَذكُرُ يا فلان ماذا فَعلتُ أنا وأنتَ في الجِنسِ اللطيفِ في الإجازة يوم سَافَرنا إلى الدّولةِ الفُلانيَّة؟ فكيف تكونُ مِن صَفوَةِ البَشَريّة وخيرِ البَريّة كونكَ مِن أتباعِ ناصر محمد اليمانيّ؟! فهذا يَدُلّ أنه لن يتّبِعَه إلّا الغاوُون"، ومِن ثُمّ يردُّ عليه الإمام ناصر محمد اليمانيّ الذي كان مِن المُذنِبينَ وأقول: بل نحن التَّوّابُونَ المُتَطهِّرون أحبابُ ربّ العالَمين تَصديقًا لقول الله تعالى: {إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلتَّوَّٰبِينَ وَيُحِبُّ ٱلْمُتَطَهِّرِينَ} صدق الله العظيم [سورة البقرة: 222].

    ولا حاجَةَ لنا برضوانِ العالَمين؛ بل نَعبُد نعيمَ رِضوانِ الله ربّ العالَمين فنحن له عابدُون وفي حُبّه وقُربِه مُتنافِسُون.

    وسَلامٌ على المُرسَلين، والحمدُ لله ربّ العالَمين..
    أخوكُم المُذنبُ التّائِب المُنيبُ إلى ربّه ليَغفِرَ ذنبَه؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    _________________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..


    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 166385 من موضوع ردّ الإمام المهدي على السائلين من أحبتي الأنصار السابقين الأخيار..

    - 1 -
    [ لمتابعة رابط المشاركـــــة الأصليّة للبيـــــان ]
    https://albushra-islamia.com./showthread.php?p=166379

    الإمام ناصر محمد اليماني
    26 - 01 - 1436 هـ
    19 - 11 - 2014 مـ
    08:00 صباحاً
    ــــــــــــــــــ



    ردّ الإمام المهديّ على السائلين من أحبتي الأنصار السابقين الأخيار
    ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة الأنبياء والمرسلين وآلهم الطيبين وجميع المؤمنين، أمّا بعد..
    سلامُ الله عليكم ورحمة الله وبركاته أحبتي في الله، ونقتبس من بيان حبيبي في الله (قول الحق) ما يلي:
    اقتباس المشاركة :
    فهل بالعقل والمنطق ان يسمع اي انسان لإيات الله ويعتبرها اساطير الاولين ؟ فهل اي انسان عاقل سواء في عهد مبعث الرسل او في الفترة من قبل مبعث الرسل يسمي أيات الله باساطير الاولين؟
    انتهى الاقتباس
    والجواب على النقطة الأولى التي يقول فيها الأنصاري (قول الحق) ما يلي: فهل بالعقل والمنطق ان يسمع اي انسان لآيات الله ويعتبرها اساطير الاولين؟ فمن ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: يا حبيبي، إنّ كافة المكذبين من أمم الأنبياء يقولون: {إِنْ هَـٰذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ} [الأنعام:25]؛ رغم أنّهم ليسوا من شياطين البشر الكافرين بالحقّ من ربِّهم وهم يعلمون أنّه الحقّ؛ بل يقول ذلك قومٌ لا يعلمون أنّه الحقّ من ربِّهم؛ بل هم ضالون عن الصراط المستقيم.

    ويا رجل، حتى لا نخرج عن الموضوع فدعنا في الأقوام الذين ماتوا قبل بعث رسل ربهّم إليهم، فلا يوجد كتابٌ بين أيديهم ولا آثارة من الآيات حتى تلومهم، وتريد أن يُلقى بهم في نار جهنم! ويا رجل، إنّ سبب قولهم حين سمعوا عن البعث في قصص الأولين هو: بما أنّه لا يوجد لديهم رسولٌ من ربِّهم ولا كتابٌ بين أيديهم تَنزّل من ربِّهم على أمّةٍ قبلهم فيدرسون آياته ويتدبّرونها؛ بل نقول لا وجود لكتابٍ تنزّل إليهم من ربِّهم بلسانٍ عربيٍّ مبينٍ ليتدبّروا آياته فلذلك حين سمعوا بقصص البعث جاءت في قصص الأمَم الأولى فقط لا غير من غير برهانٍ بين أيديهم من ربِّهم ولذلك قالوا: " أساطيرُ الأوّلين ". والبرهان أنّهم لم يسمعوا من آيات الكتاب شيئاً تجده في قول الله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ ائْتُونِي بِكِتَابٍ مِنْ قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} صدق الله العظيم [الأحقاف:4].

    ونستنبط من ذلك أنّ آباء هؤلاء لم يكن لديهم كتابٌ من الله ولا آياتٌ يدرسونها على الإطلاق وإنّما يسمعون عن القصص أنّه يوجد هناك بعثٌ فظنّوا أنّ ذلك مجرد أساطير الأولين. ولكنّهم لو كذّبوا بآيات ربّهم التي تتلى عليهم إذاً لأقيمت عليهم الحجّة وقضي الأمر أنّهم من أصحاب الجحيم ممن أقيمت عليهم الحجّة، ولكنّ الكفار من أصحاب الأعراف لم يتنزّل عليهم كتابٌ ولم يأتيهم نذيرٌ. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا آتَيْنَاهُم مِّن كُتُبٍ يَدْرُسُونَهَا ۖ وَمَا أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ مِن نَّذِيرٍ (44)} صدق الله العظيم [سبأ].

    ونستنبط من خلال ذلك أنّ الأمّة الوسط ليس لديها نذيرٌ ولا كتابٌ تدرسه، إذا يا حبيبي في الله فكيف تقول أنّه من غير المعقول أن يَصِفوا ذكر آيات ربّهم بأساطير الأولين؟ ولكنّي لم أجد في الكتاب أنّه يوجد آياتٌ تتلى عليهم ولا نذيرٌ، فمن أين أتيت بهذا الخبر هداك الله؟ فهل تريد أن تقيم الحجّة عليهم بغير الحقّ؟ وهيهات هيهات ولا يظلم ربّك أحداً. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً} صدق الله العظيم [الإسراء:15].

    إذاً فما ظنّك بمن لم يأتِهم نذيرٌ من الكفار، فهل سوف يعذّبهم الله؟ ألم يقل الله تعالى: {وَمَا آتَيْنَاهُم مِّن كُتُبٍ يَدْرُسُونَهَا ۖ وَمَا أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ مِن نَّذِيرٍ (44)} صدق الله العظيم؟ إذاً لا وجود للآيات بلسانٍ عربيٍّ مبينٍ أُنزلت إليهم من ربِّهم لكون الله لا يبعث رسولاً إلا بلسان قومه حتى يفقهوا قوله. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُول إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمه لِيُبَيِّن لَهُمْ فَيُضِلّ اللَّه مَنْ يَشَاء وَيَهْدِي مَنْ يَشَاء وَهُوَ الْعَزِيز الْحَكِيم} صدق الله العظيم [إبراهيم:4].

    ويا حبيبي في الله السائل، حقيقةً أقولها بالحقّ أنّ سؤالك إلينا من قبل كان منطقيّاً وذا أهميّةٍ كبرى حتى نُبيّن نقطةً في قولهم: {يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا} [يس:52]، فمن ثمّ بيّناها بالحقّ للأنصاري السائل (قول الحق) لكوننا لم نبيّن هذه النقطة في الآية من قبل، ثمّ جاءك البيان وصاحبك وأيقنتما به والحمد لله ربّ العالمين.

    وأما سؤالك هذا الذي بقولك: (هل يوجد إنسان يسمع آيات الله تتلى عليه فيسميها أساطير إلا شياطين البشر؟). فمن ثمّ نردّ عليك بالحقّ: ليس فقط الشياطين من يقولون ذلك؛ بل كافة الكافرين من الأمم ظنّوا أنّها نفس الأساطير التي كانوا يسمعون عنها في قصص الأولين وهم لا يعلمون أنّه قد جاءهم الحقّ من ربِّهم. وقال الله تعالى: {وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَىٰ عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (5)} صدق الله العظيم [الفرقان].

    فهذا قول الكفار الذين كفروا بآيات ربّهم التي تُتلى عليهم، وظنّوا أنّه تمّ تأليفها على أساس قصص الأساطير للأمم الأولى، ولكنّه لا يحقّ لهم أن يسمّوها أساطير، كونها آيات محكمات جاءتهم بالحقّ من ربِّهم فكفروا بها وظنّوا أنّه تمّ تأليفها بناءً على قصص الأساطير الأولى؛ بل هي الحقّ من ربِّهم وكفروا بها، وأولئك أقيمت عليهم الحجّة بسبب وجود رسول ربّهم يتلو عليهم آيات ربّهم وكفروا بها.

    وأمّا الكفار الذين من قبلهم فلن يعذبهم الله بسبب تسميتهم لقصص الأولين أنّها أساطيرٌ لكون الله لم يبعث إليهم رسولاً يتلو عليهم آياته، وإنما كانوا يسمعون عن قصص الأمم الأولى في القرون الغابرة بأنّه يوجد هناك بعثٌ، ولذلك ظنّوا أنّها مجرد أساطير لكونهم فقط سمعوا ذلك من قصص الأولين ولا يوجد كتابٌ لديهم يتدبرون آياته، ولذلك فلهم الحجّة على ربّهم لو يعذبهم كونه لم يبعث إليهم رسولاً يتلو عليهم آياته. وقال الله تعالى: {رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا} صدق الله العظيم [النساء:165].

    ونستنبط من ذلك أنّ الله لن يعذِّب من لم يبعث إليهم رسولاً لكون لهم الحجّة على ربّهم بسبب عدم بعث رسولٍ إليهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً} صدق الله العظيم. وأولئك لا وجود لكتابٍ من الله بين أيديهم ليتدبّروا آياته. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا آتَيْنَاهُم مِّن كُتُبٍ يَدْرُسُونَهَا ۖ وَمَا أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ مِن نَّذِيرٍ (44)} صدق الله العظيم [سبأ].

    ويا أحبتي في الله الأنصار السابقين الأخيار، وتالله لو تعلمون لكم يسيئُني الجدل بينكم وفيكم الإمام المهديّ يبيّن لكم ما كنتم فيه تختلفون بإذن الله، لأنّ الجدل إذا طال يسبب المِراء ثم الكبر ثم تأخذ الإنسان العزّة بالإثم إلا من رحم رّبي فلا تأخذه العزّة بالإثم ويُسلِّم للحقّ تسليماً. فكونوا من الشاكرين إذ بعث الله الإمام المهديّ في أمّتكم، وكونوا من الشاكرين إذ قدّر الله لكم العثور على دعوة المهديّ المنتظَر في عصر الحوار من قبل الظهور، وكونوا من الشاكرين إذ بصّركم بالبيان الحقّ للقرآن العظيم فأصبحتم بنعمة الله إخواناً. فتذكروا قول الله تعالى: {ولَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ ۚ وَأُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (105)} صدق الله العظيم [آل عمران]. لكون الجدل والاختلاف يسبب تفرّق الأمّة إلى شيعٍ وأحزابٍ فتذهب ريحهم، كما هو حال المسلمين اليوم تفرّقوا إلى شيعٍ وأحزابٍ بسبب قول أئمةٍ اصطفوا أنفسهم أئمةً على الناس ولم يصطفِهم الله ويقولون على الله في دينه برأيهم وظنّهم من عند أنفسهم، فأضلّوا أنفسهم وأضلّوا أمّتهم، وفرّقوا أمّتهم إلى مذاهبٍ و شيعٍ وأحزابٍ فذهبت ريحهم، فلا تكونوا مثلهم يا معشر الأنصار السابقين الأخيار. وإذا شعر الأنصاري أنه سوف يدخل مع إخوانه في جدلٍ عقيمٍ ومراء فليعتذر عن استمرار الجدل، ويقول: "سوف أترفع عن الجدل حتى يبيّن لنا إمامنا تلك النقطة متى ما يعثر عليها بإذن الله".
    وصَبِّروا أنفسكم وصابروا بعضكم بعضاً، ورابطوا في الدعوة إلى الله، واتّقوا الله لعلكم تُرحمون، وكونوا من الشاكرين.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين ..
    أخوكم؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ___________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  7. افتراضي

    اقتباس المشاركة : رضي الله والوالدين
    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 4645 من موضوع البيانُ العاجِل إلى كُلّ ذي عَقلٍ يَتدَبَّر ويَتفَكّر فيَتّبِع البيان الحَقّ للذِّكر ..

    الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني
    15 - جمادى الآخر - 1431 هـ
    29 - 05 - 2010 مـ
    09:47 مساءً
    (بحسَبِ التّقويم الرّسمِي لأمّ القُرَى)

    [ لمتابعة رابط المشاركة الأصلية للبيان ]
    https://albushra-islamia.com./showthread.php?p=2787
    ــــــــــــــــــــ



    البيانُ العاجِل إلى كُلّ ذي عَقلٍ يَتدَبَّر ويَتفَكّر فيَتّبِع البيان الحَقّ للذِّكر ..


    بِسْم الله الرّحمن الرّحيم؛ والصّلاة والسّلام على خاتم الأنبياء والمُرسَلين وآله الطّيِّبينَ الطّاهِرينَ والصّلاة والسّلامُ على كافّة الأنبياءِ والمُرسَلين ومَن تَبِعَهم بإحسانٍ إلى يومِ الدِّين؛ ولا أُفرّقُ بين أحَدٍ مِن رُسلِه حَنيفًا مُسلِمًا وما أنا مِن المُشرِكين..

    ويا أُمّة الإسلام يا حُجّاجَ بيتِ الله الحَرام، سَلامُ الله عليكم ورَحمتُه وبركاتُه، لقد رأيتُ بعد صَلاةِ فَجرِ هذا اليوم المُنقَضِي محمدًا رَسولُ الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وكان واقِفًا وأنا كنتُ كذلك واقفًا مِن خَلفِه وبرغم أنّي لم أكن أرى وَجهَهُ لأنّني واقفٌ خَلفَه غير أنّي أعلمُ أنّي وَاقفٌ وراءَ جَدِّي محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وكان وُقوفُنا فوقَ جَبلِ عَرفاتٍ؛ وكان ينظرُ إلى الحُجّاج ومِن ثُمّ سَمِعتُه يقول:
    [ يا حَسرَةً على المُعرضين عن الدّعوة إلى اتّباع الحَقّ مِن ربّهم ].

    ومِن ثُمّ سَمِعتُه يَتلو قول الله تعالى: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ ءَامَنُوٓا۟ أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ ٱللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ ٱلْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا۟ كَٱلَّذِينَ أُوتُوا۟ ٱلْكِتَٰبَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ ٱلْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَٰسِقُونَ ‎﴿١٦﴾‏} صدق الله العظيم [سورة الحديد].

    وانتهَت الرُّؤيا بالحقّ، ألا وإنّ المَقصُودَ
    بالحُجّاج بمَعنى أنه يَتحسَّرُ على المسلمين لأنه لا يَحجُّ بيتَ الله إلّا مُسلمٌ ومَن أظلمُ مِمّن افتَرَى على الله كذِبًا، فاتَّقوا الله يا أولي الألباب فلا يَجتَمِعُ النُّور والظُّلماتُ؛ فكيفَ السّبيلُ لإنقَاذِكم؟


    ويا عُلماء الأُمّة الإسلاميّة أجمَعين على مُختَلَفِ مَذاهِبِهم وفِرَقِهم؛ إنّي الإمامُ المهديّ ناصر محمد اليمانيّ جَعَلنِي الله مُتَّبِعًا لكافّةِ الأنبياءِ والمُرسَلين مِن أوّلهم إلى خاتمِهم جدّي محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - ولذلكَ أدعُوكم وطائِفتَيْ أهلِ الكتابِ والناس أجمَعين إلى كلمةِ التّوحيدِ سواءٍ بيننا وبين الناس أجمَعِين أن لا نَعبُدَ إلّا الله الذي لا إله غيرُه الذي خلقَنِي وخلقَكم ربّ كُلِّ شيءٍ ومَليكه وأدعو إليه على بَصيرةٍ مِن لدُنه (القرآن العظيم)، فلماذا لا تَستَجِيبُون لدَعوة الحَقّ إن كنتُم مُؤمِنين؟ فما هي حُجّتُكم على ناصر محمد اليمانيّ {قُلْ هَاتُوا۟ بُرْهَٰنَكُمْ إِن كُنتُمْ صَٰدِقِينَ‏} [سورة البقرة]؟

    فلكُلّ دَعوَى بُرهان، ولا يَنبغِي أن يكونَ بُرهانُ الدَّعوَةِ إلى الرّحمن إلّا مِن الرّحمن، فهل عندكم كتابٌ هو أهدَى مِن كتابِ الله القرآن العظيم فأتَّبِعهُ؛ فأْتوا بسُلطانِ العِلم مِنهُ إن كنتم صادِقين؟ وقال الله تعالى: {أَمْ لَكُمْ سُلْطَٰنٌ مُّبِينٌ ‎﴿١٥٦﴾‏ فَأْتُوا۟ بِكِتَٰبِكُمْ إِن كُنتُمْ صَٰدِقِينَ ‎﴿١٥٧﴾} صدق الله العظيم [سورة الصافات].

    وقال الله تعالى: {قُلْ أَرَءَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَرُونِى مَاذَا خَلَقُوا۟ مِنَ ٱلْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِى ٱلسَّمَٰوَٰتِ ٱئْتُونِى بِكِتَٰبٍ مِّن قَبْلِ هَٰذَآ أَوْ أَثَٰرَةٍ مِّنْ عِلْمٍ إِن كُنتُمْ صَٰدِقِينَ ‎﴿٤﴾‏} صدق الله العظيم [سورة الأحقاف].

    فانظروا يا قَوم إلى بُرهانِ دَعوةِ الصِّدقِ تَجِدُوا أنّ البُرهانَ هو العِلمُ الحَقّ مِن ربّ العالَمين، ولذلك قال الله تعالى: {ٱئْتُونِى بِكِتَٰبٍ مِّن قَبْلِ هَٰذَآ أَوْ أَثَٰرَةٍ مِّنْ عِلْمٍ إِن كُنتُمْ صَٰدِقِينَ ‎} صدق الله العظيم.

    ولكنكم تُجادِلونَني برِواياتٍ مُفتَرَياتٍ تُخالفُ لآياتِ الكتابِ البيّناتِ لعالِمِكم وجاهِلكُم إن كنتُم تَعقِلون! وعلى سَبيل المِثال: حُجّتكم التي تُحاجُّونَ بها الإمام المهديّ خليفة الله المُصطفَى ناصر محمد اليمانيّ فتُنكِرونَ عليه قوله: يا أيّها الناس إنّي المهديّ المنتظَر خليفة الله المُصطفَى مِن ربِّ العالَمين. ومِن ثُمّ قلتُم: "ألا إنّ قَولكَ هذا للناسِ أنّك المهديّ المنتظَر هو حُجّتُنا عليك، كَون المهديّ المنتظَر إذا حضَرَ لا يقولُ أنّه المهديّ المنتظَر؛ بل علماء الأُمّة يُعَرِّفونَه على شَخصِه فيَقولون له أنّه المهديّ المنتظَر حتى ولو أنكَر أجبَروهُ على البَيعَةِ كَرهًا"! ومِن ثُمّ يقولُ لكم ناصر محمد اليمانيّ: فما يُدريكُم أنّه المهديّ المنتظَر إذا كان هو لا يَعلمُ أنّه المهديّ المنتظَر فهل أنتم أعلمُ منه؟ فكيف يَزيدُكم الله بَسطةً في العِلم على الإمام المهديّ! إذًا فكيف يَستطيعُ أن يَحكُمَ بينكم مِن كتابِ الله فيما كنتم فيه تَختَلفُون؛ أفَلا تَعقِلون؟

    ويا أُمّة الإسلامِ؛ إنّي أَشهَدُ والله يَشهَدُ وكفَى بالله شَهيدًا أنّ الله لم يَجعَل لكم الخِيرة في اصطِفاءِ خَليفَتِه مِن دُونِه سُبحانَه وتعالى عمّا يُشرِكون؛ بل الذي خلقَنِي وخلقَكُم هو الذي يَختارُ خليفَتَه في قَدَرِهِ المَقدُور في الكتابِ المَسطُورِ تَصديقًا لقول الله تعالى: {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ ٱلْخِيَرَةُ سُبْحَٰنَ ٱللَّهِ وَتَعَٰلَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ ‎﴿٦٨﴾‏} صدق الله العظيم [سورة القصص].

    ويا أُمّة الإسلامِ؛ والله الذي لا إله غَيرُه لا أعلمُ لكم بِسَبِيلٍ للنّجاةِ إلّا أن تَعتَصِمُوا بحَبلِ الله القرآنِ العَظيم؛ فتَعتَصِمُوا بمُحكَم كتابِ الله وتَكفُروا بما خالَفَ لمُحكَم كتابِ الله سَوَاءً في التّوراةِ أو في الإنجيلِ أو في أحادِيث ورِواياتِ السُّنة النّبوِيّة، وذلكَ لأنّ الله لم يَعِدكم إلّا بحِفظِ كتابِ الله القرآن العظيم مِن التّحريفِ والتَّزيِيفِ إلى يومِ الدِّين ولذلكَ تَجِدونَه نُسخةً واحِدةً في العالَمين لم تَختَلِف فيه كلمةٌ واحدةٌ برغمِ أنّه عاصَرَ أعمارَ أُمَمٍ مِن البشَر ولا يزالُ مَحفوظًا مِن التّحريفِ تَصديقًا لقول الله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا ٱلذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُۥ لَحَٰفِظُونَ ‎﴿٩﴾‏} صدق الله العظيم [سورة الحجر].

    ويا علماءَ المسلمين وأُمّتَهم؛ إنّ لكم الحَقّ أن لا تُصدِّقوا الإمامَ ناصِر محمد اليمانيّ حتى تَجِدوهُ هو حقًّ أعلمكم بكتابِ الله القرآن العظيم، ومِن ثُمّ لا تَجِدُوا أحدًا منكم يَستَطيع أن يأتِي بتَأويلِ القرآن كمِثلِ بيان الإمام ناصر محمد اليمانيّ، فإذا تبيَّنَ لكم أنّ بيانِي للقرآن هو حقًّا خَيرٌ مِنكُم وأحسَنُ تَفسِيرًا فقد تبيّنَ لكم أنّي حقًّا أعلمُكم بكتابِ الله القرآن العظيم.

    ولربّما يَوَدُّ أحدُ علماءِ الأُمّة أن يقول: "نعم إنّ لديكَ عِلمًا وافِرًا مِن كتابِ الله مِمّا عَلَّمكُم الله ولكن هذا لا يَعنِي أنكَ المهديّ المنتظَر". ومِن ثُمّ يَرُدُّ عليكم الإمام ناصر محمد اليمانيّ وأقول: ويا سُبحانَ ربّي! فكيفَ يُؤتِينِي اللهُ الحُكمَ والكتابَ ومِن ثُمّ أفتَري عليه ولم يَصطفِني المهديَّ المنتظَر ما لم يكن حقًّا اصطَفانِي عليكم وزادَني عليكم بسطةً في العِلم، أفلا تَعقِلون؟

    وإليكم سُؤال المهديّ المنتظَر: فهل لو أنّ الأنبياءَ افتَرَوْا على الله واتّبَعَهم الناسُ في دَعوَتِهم إلى عبادَة الله وهم ليسُوا بأنبياء ولم يُوحِ اللهُ إليهم شيئًا؛ فهل تَرَوْنَ أنّ الله سوفَ يُحاسِبُ أتباعَهم على اتّباعِهم وهم اسَتَجابوا لدَعوَة الحَقّ إلى عِبادَة الله وَحدَه لا شَريكَ له؟ حتى ولو كان الأنبياءُ مُفتَرينَ في الكتابِ المُنَزَّلِ عليهم لمَا حاسَبَ الله أتباعَهُم؛ بل سوفَ يُحاسِبُ مَن افتَرَى عليه وَحدَه تَصديقًا لقول الله تعالى: {أَمْ يَقُولُونَ ٱفْتَرَىٰهُ قُلْ إِنِ ٱفْتَرَيْتُهُۥ فَعَلَىَّ إِجْرَامِى} صدق الله العظيم [سورة هود: 35].

    وكذلك الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ إن يَكن مُفتَرِيًا وليسَ الإمام المهديّ المنتظَر فعَلَيَّ إجرَامِي، وأمّا أنتم فكيفَ يُحاسِبُكم الله لو استجَبتُم لدَعوَة الحَقّ إلى عِبادَةِ الله وَحدَه لا شَريكَ له وأتّبَعتُم آيات الكتابِ البَيِّناتِ لا يَكفرُ بها إلّا الفاسِقون؟ وذلك لأنّي أرَى الشياطين تُخوِّفكم في أنفُسِكم فتُوسْوِس لكم بغير الحَقّ فتقولون: "ماذا لو اتّبعنا الإمام ناصر محمد اليمانيّ وهو ليسَ المهديّ المنتظَر؟ إذًا فقد أضَلَّنا عن سوَاء السّبيل". ومِن ثُمّ يَرُدُّ عليكم الإمام المهديّ وعلى شياطينِكم مِن الجنّ والإنس: فهل مَن عبَدَ الله وَحدَه لا شريكَ له حتى جاءَ ربَّه بقلبٍ سليمٍ مِن الشِّركِ؛ فهل ترَونَه قد ضلّ عن سوَاء السّبيل؟ أفلا تتّقُون؟

    ويا علماءَ أُمّة الإسلام، إنّما أعِظُكُم بواحِدةٍ هو أن تقولوا: "يا ناصر محمد اليمانيّ نحن لن نُصَدّقَ أنّك حقًّا الإمام المهديّ حتى نَجِدكَ تَستَطيعُ أن تَحكُمَ بيننا فيما كُنّا نَختَلِفُ فيه مِن الدِّين فتأتينا بالحُكم المُقنِع لعُقولنا مِن مُحكَم كتابِ الله القرآن العظيم". ومِن ثُمّ يَرُدُّ عليكم ناصر محمد اليمانيّ وأقول: فذلك بيني وبينكم وما يَنبَغي لي أن أحكُمَ بينكم إلّا بما أرانِي الله في مُحكَم كتابِه تصديقًا لقول الله تعالى: {إِنَّآ أَنزَلْنَآ إِلَيْكَ ٱلْكِتَٰبَ بِٱلْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ ٱلنَّاسِ بِمَآ أَرَىٰكَ ٱللَّهُ} صدق الله العظيم [سورة النساء: 105].

    وقال الله تعالى: {وَمَآ أَنزَلْنَا عَلَيْكَ ٱلْكِتَٰبَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ ٱلَّذِى ٱخْتَلَفُوا۟ فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ‎﴿٦٤﴾‏} صدق الله العظيم [سورة النحل].

    وقال الله تعالى: {وَأَنزَلْنَآ إِلَيْكَ ٱلْكِتَٰبَ بِٱلْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ ٱلْكِتَٰبِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَٱحْكُم بَيْنَهُم بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَآءَهُمْ عَمَّا جَآءَكَ مِنَ ٱلْحَقِّ} صدق الله العظيم [سورة المائدة: 48].

    ولرُبّما يَودُّ أحدُ فَطاحِلةِ علماء الأُمّة أن يُقاطِعَني فيقول: "مَهلًا مَهلًا إنّما ذلكَ القولُ مِن الله والأمرُ هو إلى رسوله وليسَ لك يا ناصر محمد اليمانيّ". ومِن ثُمّ يَردُّ عليه الإمام المهديّ وأقول: ولكنّي مُتّبعٌ ولستُ مُبتَدِعًا، وأعوذُ بالله أن أكون مِن الجاهلين فأَتّبع أهوَاءَكم؛ بل أدعوكم على بَصيرَةٍ مِن الله وهي ذاتها بَصيرَة محمدٍ رسول الله بالقرآن العظيم صلّى الله عليه وآله وسلّم، ولذلكَ أُحاجّ الناس بما كان يُحاجّهم به خاتم الأنبياء محمد - صلّى الله عليه وآله وسلّم - القرآن العظيم تصديقًا لقول الله تعالى: {قُلْ هَٰذِهِۦ سَبِيلِىٓ أَدْعُوٓا۟ إِلَى ٱللَّهِ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا۠ وَمَنِ ٱتَّبَعَنِى} صدق الله العظيم [سورة يوسف: 108].

    إذًا بَصيرة القرآن هي لمحمدٍ رسول الله ولِمَن اتَّبعه، فلماذا اتّخَذتُم هذا القرآن مَهجُورًا؟ فمَن يُجيرُكم مِن الله؟ ولرُبّما يَودُّ عالِمٌ آخر أن يقول: "فهل أنت يا مَن تَزعمُ أنك المهديّ المنتظَر أعلمُ مِن محمدٍ رسول الله وصحابته الأخيار بهذا القرآن العظيم؟ فقد بيَّنه لنا محمدٌ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - عن طريق السُّنة فيَكفينا اتّباع السُّنة وذلك لأنّ القرآن لا يَعلمُ تأويله إلّا الله تصديقًا لقول الله تعالى: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُۥٓ إِلَّا ٱللَّهُ} صدق الله العظيم [سورة آل عمران:7].

    ومن ثُمّ يردُّ عليكم الإمام المهديّ وأقول: قال الله تعالى: {إِنْ عِندَكُم مِّن سُلْطَٰنِۭ بِهَٰذَآ أَتَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ‎﴿٦٨﴾‏ قُلْ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى ٱللَّهِ ٱلْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ ‎﴿٦٩﴾‏} صدق الله العظيم [سورة يونس].

    ولكنّي لم أجِد في كتابِ الله أنّ القرآن لا يعلمُ تأويله إلّا الله؛ بل قال الله تعالى: {وَلَقَدْ أَنزَلْنَآ إِلَيْكَ ءَايَٰتِۭ بَيِّنَٰتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَآ إِلَّا ٱلْفَٰسِقُونَ ‎﴿٩٩﴾‏} صدق الله العظيم [سورة البقرة].

    وقال الله تعالى: {هُوَ ٱلَّذِىٓ أَنزَلَ عَلَيْكَ ٱلْكِتَٰبَ مِنْهُ ءَايَٰتٌ مُّحْكَمَٰتٌ هُنَّ أُمُّ ٱلْكِتَٰبِ وَأُخَرُ مُتَشَٰبِهَٰتٌ فَأَمَّا ٱلَّذِينَ فِى قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَٰبَهَ مِنْهُ ٱبْتِغَآءَ ٱلْفِتْنَةِ وَٱبْتِغَآءَ تَأْوِيلِهِۦ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُۥٓ إِلَّا ٱللَّهُ وَٱلرَّٰسِخُونَ فِى ٱلْعِلْمِ يَقُولُونَ ءَامَنَّا بِهِۦ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّآ أُو۟لُوا۟ ٱلْأَلْبَٰبِ ‎﴿٧﴾} صدق الله العظيم [سورة آل عمران].

    إذًا يا قوم إنّما يَقصِدُ الله بقوله تعالى: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُۥٓ إِلَّا ٱللَّهُ}؛ ويَقصدُ المُتَشابه وليس آياتِ الكتابِ المُحكَماتِ البيّنات هُنّ أُمّ الكتاب لعالِمكم وجاهِلكم، فلمَ تُحرِّفون كلامَ الله عن مَواضِعه حتى تتّبعوا أهواءَكم أفلا تتّقون؟ فمَن يُجيرُكم مِن الله؟ أفَلا تعلمونَ أنَّما المُتشابه في القرآن قليلٌ بنسبة عشرةٍ في المائة تَقريبًا وتِسعينَ في المائة مِن آياتِ الكتابِ آياتٌ مُحكَماتٌ هُنّ أُمّ الكتاب جَعلهُنّ الله آياتٍ بيّناتٍ لعالِمكم وجاهلكم حتى لا تكونَ لكم الحُجّة على الله؛ بل وتُوجَدُ سورٌ جميعها مُحكَمٌ واضحٌ بيِّنٌ للعالِم والجاهل، أم أنّكم لا تَعلمونَ ما يَقصِدُ الله بقوله في سورة الإخلاص: {قُلْ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ ‎﴿١﴾‏ ٱللَّهُ ٱلصَّمَدُ ‎﴿٢﴾‏ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ‎﴿٣﴾‏ وَلَمْ يَكُن لَّهُۥ كُفُوًا أَحَدُۢ ‎﴿٤﴾‏} صدق الله العظيم.

    أم أنّكم لا تعلمون ما يقصِدُ الله بقوله تعالى: {لَوْ أَنزَلْنَا هَٰذَا ٱلْقُرْءَانَ عَلَىٰ جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُۥ خَٰشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ ٱللَّهِ وَتِلْكَ ٱلْأَمْثَٰلُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ‎﴿٢١﴾‏ هُوَ ٱللَّهُ ٱلَّذِى لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ عَٰلِمُ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَٰدَةِ هُوَ ٱلرَّحْمَٰنُ ٱلرَّحِيمُ ‎﴿٢٢﴾‏ هُوَ ٱللَّهُ ٱلَّذِى لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلْمَلِكُ ٱلْقُدُّوسُ ٱلسَّلَٰمُ ٱلْمُؤْمِنُ ٱلْمُهَيْمِنُ ٱلْعَزِيزُ ٱلْجَبَّارُ ٱلْمُتَكَبِّرُ سُبْحَٰنَ ٱللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ ‎﴿٢٣﴾‏ هُوَ ٱللَّهُ ٱلْخَٰلِقُ ٱلْبَارِئُ ٱلْمُصَوِّرُ لَهُ ٱلْأَسْمَآءُ ٱلْحُسْنَىٰ يُسَبِّحُ لَهُۥ مَا فِى ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ ‎﴿٢٤﴾} صدق الله العظيم [سورة الحشر].

    ويا علماء أُمّة الإسلام لِمَ تخدَعونَ أنفسَكم وأُمَّتكم؟ فإذا كان لا يعلمُ تأويله إلّا الله؛ فلِمَ تجرَّأتُم على تفسيرِ القرآن مُحكَمه ومُتشابهه وأنتم لا تُفرِّقونَ بين المُتشابه والمُحكَم؟ ولسوفَ أُفتيكم وأُمّة المسلمين عالِمهم وجاهلهم كيف تُميِّزون بين آياتِ الكتابِ المُحكَمات هُنّ أُمّ الكتاب والآيات المُتشابهات؛ ألا وإنّ الأمرَ يَسيرٌ جدًّا يُدرِكُه أولوا الألباب الذين يتدبّرون آياتِ الكتاب الذين يَتلونَه حقَّ تلاوتِه تصديقًا لقول الله تعالى: {ٱلَّذِينَ ءَاتَيْنَٰهُمُ ٱلْكِتَٰبَ يَتْلُونَهُۥ حَقَّ تِلَاوَتِهِۦٓ أُو۟لَٰٓئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِۦ وَمَن يَكْفُرْ بِهِۦ فَأُو۟لَٰٓئِكَ هُمُ ٱلْخَٰسِرُونَ ‎﴿١٢١﴾‏} صدق الله العظيم [سورة البقرة].

    ولا يَقصِدُ حقَّ تِلاوَته بالغُنّة والقلقلة والتّجوِيد كما جَعلتُم جُلَّ اهتِمامِكُم في ذلك وذلك مَبلغُكم مِن العِلم! بل حقّ تِلاوَته أيْ: بالتَّدبُّر والتَّفكُّر في آياتِه تَصديقًا لقول الله تعالى: {كِتَٰبٌ أَنزَلْنَٰهُ إِلَيْكَ مُبَٰرَكٌ لِّيَدَّبَّرُوٓا۟ ءَايَٰتِهِۦ وَلِيَتَذَكَّرَ أُو۟لُوا۟ ٱلْأَلْبَٰبِ ‎﴿٢٩﴾} صدق الله العظيم [سورة ص].

    وأمّا كيف تَستَطيعونَ أن تُميِّزوا بين آياتِ الكتابِ المُحكَماتِ مِن الآياتِ المُتشابِهات؛ فسَبقَ أن ضَربنا لكم على ذلك مَثلًا في قول الله تعالى: {وَإِذِ ٱبْتَلَىٰٓ إِبْرَٰهِـۧمَ رَبُّهُۥ بِكَلِمَٰتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّى جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِى قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِى ٱلظَّٰلِمِينَ ‎﴿١٢٤﴾‏} صدق الله العظيم [سورة البقرة].

    وكلمة التّشابُه هي في قول الله تعالى: {ٱلظَّٰلِمِينَ} فهل يَقصِدُ ظُلمَ الخطيئَة أم يَقصِدُ ظُلمَ الشِّركِ في القلبِ؟ فإذا كان يَقصِدُ ظُلمَ الخَطيئة فهذا يعني أنّ جميع الأنبياء والأئمّة مَعصومونَ مِن الخَطيئَة! ولكنّ الظنّ لا يُغني مِن الحَقّ شيئًا؛ فكيفَ لكم أن تَعلموا هل في هذه الآية تَشابُهٌ أم أنّها مُحكَمة؟ فالأمرُ يَسيرٌ عليكم لو كنتم تَعقِلون، فارجِعوا إلى قِصص الأنبياء والمُرسَلين وتدبَّروا هل قَطُّ وَجدتُم لأحَدِهم أخطاءً؟ فإذا لم تَجِدُوا أنّ أحدَهُم أخطأَ فقد تبيَّنَ لكم أنّ قول الله تعالى: {وَإِذِ ٱبْتَلَىٰٓ إِبْرَٰهِـۧمَ رَبُّهُۥ بِكَلِمَٰتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّى جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِى قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِى ٱلظَّٰلِمِينَ ‎﴿١٢٤﴾} صدق الله العظيم، خاليَة مِن كلماتِ التّشابُه.

    أمّا إذا وَجَدتُم أنّ المُرسَلين قد يَتعرّضُونَ لظُلم الخطيئَة فقد أصبحَت الآية فيها كلماتٌ مُتَشابِهة، وتعالوا للتّطبيقِ للتّصدِيق؛ فهل نَجِدُ أنّ الله يُفتِينا في آيةٍ أُخرَى أنّ المُرسَلين يتَعرّضُونَ لظُلم الخَطيئَة؟ وتَجِدونَ الفَتوَى في قولِ الله تعالى: {يَٰمُوسَىٰ لَا تَخَفْ إِنِّى لَا يَخَافُ لَدَىَّ ٱلْمُرْسَلُونَ ‎﴿١٠﴾‏ إِلَّا مَن ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنَۢا بَعْدَ سُوٓءٍ فَإِنِّى غَفُورٌ رَّحِيمٌ ‎﴿١١﴾‏} صدق الله العظيم [سورة النمل].

    إذًا يا قوم إنّ المُرسَلين مُعرَّضونَ لظُلم الخطيئة وربّي غَفورٌ رَحيمٌ لِمَن تابَ وأنابَ كما أخطأ نبيّ الله موسى فارتكبَ ظُلم الخطيئَة بقتلِ نفسٍ تَعصُّبًا مع الذي هو مِن شِيعتِه في ساعةِ غَضبٍ، ولَمّا أدركَ موسى أنّه ظَلمَ نفسَه بخطيئَة القَتلِ قال: {قَالَ رَبِّ إِنِّى ظَلَمْتُ نَفْسِى فَٱغْفِرْ لِى فَغَفَرَ لَهُۥٓ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلْغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ ‎﴿١٦﴾‏} صدق الله العظيم [سورة القصص].

    وذلك تَصديقًا لقول الله تعالى: {يَٰمُوسَىٰ لَا تَخَفْ إِنِّى لَا يَخَافُ لَدَىَّ ٱلْمُرْسَلُونَ ‎﴿١٠﴾‏ إِلَّا مَن ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنَۢا بَعْدَ سُوٓءٍ فَإِنِّى غَفُورٌ رَّحِيمٌ ‎﴿١١﴾‏} صدق الله العظيم.

    ولو يتَدَبّر الباحثون عن الحَقّ كيف اختَلفَ علماءُ الشيعة وعلماءُ السُّنة في هذه المسألة فكُلٌّ منهم جاء ببُرهانه مِن القرآن، فأمّا الشيعة فقالوا أنّ الأنبياء والأئمة مَعصومُونَ مِن ظُلم الخَطيئَة وجاءُوا بالبُرهان على عقيدتهم مِن مُتَشابِه القرآن وقالوا: {وَإِذِ ٱبْتَلَىٰٓ إِبْرَٰهِـۧمَ رَبُّهُۥ بِكَلِمَٰتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّى جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِى قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِى ٱلظَّٰلِمِينَ ‎﴿١٢٤﴾‏} صدق الله العظيم [سورة البقرة].

    وأمّا أهلُ السُّنة فاستَدَلّوا بقَتلِ موسى لنفسٍ فظلمَ نفسَه فتابَ وأنابَ وجاءُوا بالبُرهان مِن القرآن في قَولِ الله تعالى: {قَالَ رَبِّ إِنِّى ظَلَمْتُ نَفْسِى فَٱغْفِرْ لِى فَغَفَرَ لَهُۥٓ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلْغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ ‎﴿١٦﴾} صدق الله العظيم [سورة القصص].

    وعجَزَ أهلُ السُّنة في إقناعِ الشيعَة وعَجَز الشيعة في إقناعِ السُّنة! ولكنّ ناصر محمد اليمانيّ سوفَ يُلجمُ أَلْسِنَةَ الشيعة والسُّنة بالحقّ حتى لا يَجِدُوا إلّا أن يُسَلّموا تسليمًا لِما قَضيتُ بينهم بالحقّ أو يكفروا بالقرآن العظيم! وأمّا سِرُّ إلجامِي للشيعة، وذلك لأنّي أخَذتُ الآية التي يُحاجّونَ بها الناس وبيَّنتُ أنّ فيها مِن كلماتِ التّشابُه، وأنه يَقصِدُ ظُلمَ الشِّركِ ولا يَقصِدُ ظُلمَ الخطيئة وذلك لأنّ الشِّركَ ظُلمٌ عظيمٌ تصديقًا لقول الله تعالى: {ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ وَلَمْ يَلْبِسُوٓا۟ إِيمَٰنَهُم بِظُلْمٍ أُو۟لَٰٓئِكَ لَهُمُ ٱلْأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ ‎﴿٨٢﴾‏} صدق الله العظيم [سورة الأنعام]، أي: أنّ قلوبَهم سَليمةٌ مِن ظُلم الشِّركِ بالله تصديقًا لقول الله تعالى: {‏يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ ‎﴿٨٨﴾‏ إِلَّا مَنْ أَتَى ٱللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ‎﴿٨٩﴾} صدق الله العظيم [سورة الشعراء].

    وتصديقًا لقول الله تعالى: {إِنَّ ٱلشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} صدق الله العظيم [سورة لقمان: 13].

    وتصديقًا لقول الله تعالى: {إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِۦ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَآءُ وَمَن يُشْرِكْ بِٱللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَٰلَۢا بَعِيدًا ‎﴿١١٦﴾‏} صدق الله العظيم [سورة النساء].

    ولذلك لا يَنبغِي أن يكون الأنبياء والأئمة مِن المُشركين بالله؛ بل يُطهِّر الله قُلوبَهم مِن ذلك تَطهيرًا حتى يَدعُوا الناس إلى كلِمة التّوحيدِ فيُخرجُوا الناس مِن الظُلماتِ إلى النُّور. وتبيَّن لكم الآن البيان الحَقّ لقول الله تعالى: {وَإِذِ ٱبْتَلَىٰٓ إِبْرَٰهِـۧمَ رَبُّهُۥ بِكَلِمَٰتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّى جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِى قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِى ٱلظَّٰلِمِينَ ‎﴿١٢٤﴾‏} صدق الله العظيم [سورة البقرة].

    وتَبيَّنَ لكم أنه يَقصِد: ظُلم الشِّركِ وليس ظُلمَ الخَطيئَة.

    ويا معشَر الأنصار، أرجُو مِن الله أن لا تَمَلّوا كثرةَ التِّكرارِ والتّفصِيلِ المُستَمِرّ لعلّه يُحدِثُ لهم ذِكرًا وتَجِدونَني أُكرِّر هذه النقطة كون هذه العقيدَة هي السبب في مُبالغَة الشيعة في الأئِمّة أنهم مَعصُومُونَ مِن الخطأ ويُحاجّونَ الناسَ بقول الله تعالى: {وَإِذِ ٱبْتَلَىٰٓ إِبْرَٰهِـۧمَ رَبُّهُۥ بِكَلِمَٰتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّى جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِى قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِى ٱلظَّٰلِمِينَ ‎﴿١٢٤﴾‏} صدق الله العظيم.

    ولكنّي الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ؛ أَشهدُ لِله أنّي قد ارتَكبتُ ذُنوبًا كثيرةً ولا يُحِيطُ بها الناسُ عِلمًا، والحمدُ لله الذي هَداني حين وَجدَني تائبًا مُنيبًا فهَدانِي إلى ما يُحبُّه ويَرضَاه، والحمدُ لله ربّ العالَمين.

    ولرُبّما يَوَدُّ أحَدُ الأنصار أن يُقاطعَ المهديّ المنتظَر فيقول: "يا إمام ناصر لا تَجعَل للناس الحُجّة علينا فإنهم يُنكِرونَ أمرَك، وحين يَجدُونَ أنّكَ تقول: (أَشهَدُ لِله أنّي قد ارتَكبتُ ذُنوبًا كثيرةً ولا يُحيطُ بها الناسُ عِلمًا)، سوفَ يَزدادُونَ إنكارًا وسَيَقولونَ: أفَلَا تَرَونَ إمامَكم أنّه كان يَتّبِعُ الشَّهَواتِ؟! فكيف تُصدِّقونَه؟". ومِن ثُمّ يَرُدُّ عليه الإمام المهديّ الحَقّ وأقول: بل إنّي بقولي هذا قد أغلقتُ بابًا كبيرًا مِن أبوابِ الوَسواسِ الخنّاس في صُدورِ الناس حتى لا يَقولوا لأنصاري المُذنِبين: "كيف يقول ناصر محمد اليمانيّ أن أتْباعَهُ صَفْوَةُ البَشَريَّة وخير البَرِيّة وأنتم تَعلَمُونَ أنفسَكُم أنكم قد أذنَبتُم كثيرًا وناصر محمد اليمانيّ لا يعلمُ بِذُنوبِكُم، أفَلَا تَذكُرُ يا فلان ماذا فَعلتُ أنا وأنتَ في الجِنسِ اللطيفِ في الإجازة يوم سَافَرنا إلى الدّولةِ الفُلانيَّة؟ فكيف تكونُ مِن صَفوَةِ البَشَريّة وخيرِ البَريّة كونكَ مِن أتباعِ ناصر محمد اليمانيّ؟! فهذا يَدُلّ أنه لن يتّبِعَه إلّا الغاوُون"، ومِن ثُمّ يردُّ عليه الإمام ناصر محمد اليمانيّ الذي كان مِن المُذنِبينَ وأقول: بل نحن التَّوّابُونَ المُتَطهِّرون أحبابُ ربّ العالَمين تَصديقًا لقول الله تعالى: {إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلتَّوَّٰبِينَ وَيُحِبُّ ٱلْمُتَطَهِّرِينَ} صدق الله العظيم [سورة البقرة: 222].

    ولا حاجَةَ لنا برضوانِ العالَمين؛ بل نَعبُد نعيمَ رِضوانِ الله ربّ العالَمين فنحن له عابدُون وفي حُبّه وقُربِه مُتنافِسُون.

    وسَلامٌ على المُرسَلين، والحمدُ لله ربّ العالَمين..
    أخوكُم المُذنبُ التّائِب المُنيبُ إلى ربّه ليَغفِرَ ذنبَه؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    _________________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..


    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 166385 من موضوع ردّ الإمام المهدي على السائلين من أحبتي الأنصار السابقين الأخيار..

    - 1 -
    [ لمتابعة رابط المشاركـــــة الأصليّة للبيـــــان ]
    https://albushra-islamia.com./showthread.php?p=166379

    الإمام ناصر محمد اليماني
    26 - 01 - 1436 هـ
    19 - 11 - 2014 مـ
    08:00 صباحاً
    ــــــــــــــــــ



    ردّ الإمام المهديّ على السائلين من أحبتي الأنصار السابقين الأخيار
    ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة الأنبياء والمرسلين وآلهم الطيبين وجميع المؤمنين، أمّا بعد..
    سلامُ الله عليكم ورحمة الله وبركاته أحبتي في الله، ونقتبس من بيان حبيبي في الله (قول الحق) ما يلي:
    اقتباس المشاركة :
    فهل بالعقل والمنطق ان يسمع اي انسان لإيات الله ويعتبرها اساطير الاولين ؟ فهل اي انسان عاقل سواء في عهد مبعث الرسل او في الفترة من قبل مبعث الرسل يسمي أيات الله باساطير الاولين؟
    انتهى الاقتباس
    والجواب على النقطة الأولى التي يقول فيها الأنصاري (قول الحق) ما يلي: فهل بالعقل والمنطق ان يسمع اي انسان لآيات الله ويعتبرها اساطير الاولين؟ فمن ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: يا حبيبي، إنّ كافة المكذبين من أمم الأنبياء يقولون: {إِنْ هَـٰذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ} [الأنعام:25]؛ رغم أنّهم ليسوا من شياطين البشر الكافرين بالحقّ من ربِّهم وهم يعلمون أنّه الحقّ؛ بل يقول ذلك قومٌ لا يعلمون أنّه الحقّ من ربِّهم؛ بل هم ضالون عن الصراط المستقيم.

    ويا رجل، حتى لا نخرج عن الموضوع فدعنا في الأقوام الذين ماتوا قبل بعث رسل ربهّم إليهم، فلا يوجد كتابٌ بين أيديهم ولا آثارة من الآيات حتى تلومهم، وتريد أن يُلقى بهم في نار جهنم! ويا رجل، إنّ سبب قولهم حين سمعوا عن البعث في قصص الأولين هو: بما أنّه لا يوجد لديهم رسولٌ من ربِّهم ولا كتابٌ بين أيديهم تَنزّل من ربِّهم على أمّةٍ قبلهم فيدرسون آياته ويتدبّرونها؛ بل نقول لا وجود لكتابٍ تنزّل إليهم من ربِّهم بلسانٍ عربيٍّ مبينٍ ليتدبّروا آياته فلذلك حين سمعوا بقصص البعث جاءت في قصص الأمَم الأولى فقط لا غير من غير برهانٍ بين أيديهم من ربِّهم ولذلك قالوا: " أساطيرُ الأوّلين ". والبرهان أنّهم لم يسمعوا من آيات الكتاب شيئاً تجده في قول الله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ ائْتُونِي بِكِتَابٍ مِنْ قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} صدق الله العظيم [الأحقاف:4].

    ونستنبط من ذلك أنّ آباء هؤلاء لم يكن لديهم كتابٌ من الله ولا آياتٌ يدرسونها على الإطلاق وإنّما يسمعون عن القصص أنّه يوجد هناك بعثٌ فظنّوا أنّ ذلك مجرد أساطير الأولين. ولكنّهم لو كذّبوا بآيات ربّهم التي تتلى عليهم إذاً لأقيمت عليهم الحجّة وقضي الأمر أنّهم من أصحاب الجحيم ممن أقيمت عليهم الحجّة، ولكنّ الكفار من أصحاب الأعراف لم يتنزّل عليهم كتابٌ ولم يأتيهم نذيرٌ. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا آتَيْنَاهُم مِّن كُتُبٍ يَدْرُسُونَهَا ۖ وَمَا أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ مِن نَّذِيرٍ (44)} صدق الله العظيم [سبأ].

    ونستنبط من خلال ذلك أنّ الأمّة الوسط ليس لديها نذيرٌ ولا كتابٌ تدرسه، إذا يا حبيبي في الله فكيف تقول أنّه من غير المعقول أن يَصِفوا ذكر آيات ربّهم بأساطير الأولين؟ ولكنّي لم أجد في الكتاب أنّه يوجد آياتٌ تتلى عليهم ولا نذيرٌ، فمن أين أتيت بهذا الخبر هداك الله؟ فهل تريد أن تقيم الحجّة عليهم بغير الحقّ؟ وهيهات هيهات ولا يظلم ربّك أحداً. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً} صدق الله العظيم [الإسراء:15].

    إذاً فما ظنّك بمن لم يأتِهم نذيرٌ من الكفار، فهل سوف يعذّبهم الله؟ ألم يقل الله تعالى: {وَمَا آتَيْنَاهُم مِّن كُتُبٍ يَدْرُسُونَهَا ۖ وَمَا أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ مِن نَّذِيرٍ (44)} صدق الله العظيم؟ إذاً لا وجود للآيات بلسانٍ عربيٍّ مبينٍ أُنزلت إليهم من ربِّهم لكون الله لا يبعث رسولاً إلا بلسان قومه حتى يفقهوا قوله. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُول إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمه لِيُبَيِّن لَهُمْ فَيُضِلّ اللَّه مَنْ يَشَاء وَيَهْدِي مَنْ يَشَاء وَهُوَ الْعَزِيز الْحَكِيم} صدق الله العظيم [إبراهيم:4].

    ويا حبيبي في الله السائل، حقيقةً أقولها بالحقّ أنّ سؤالك إلينا من قبل كان منطقيّاً وذا أهميّةٍ كبرى حتى نُبيّن نقطةً في قولهم: {يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا} [يس:52]، فمن ثمّ بيّناها بالحقّ للأنصاري السائل (قول الحق) لكوننا لم نبيّن هذه النقطة في الآية من قبل، ثمّ جاءك البيان وصاحبك وأيقنتما به والحمد لله ربّ العالمين.

    وأما سؤالك هذا الذي بقولك: (هل يوجد إنسان يسمع آيات الله تتلى عليه فيسميها أساطير إلا شياطين البشر؟). فمن ثمّ نردّ عليك بالحقّ: ليس فقط الشياطين من يقولون ذلك؛ بل كافة الكافرين من الأمم ظنّوا أنّها نفس الأساطير التي كانوا يسمعون عنها في قصص الأولين وهم لا يعلمون أنّه قد جاءهم الحقّ من ربِّهم. وقال الله تعالى: {وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَىٰ عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (5)} صدق الله العظيم [الفرقان].

    فهذا قول الكفار الذين كفروا بآيات ربّهم التي تُتلى عليهم، وظنّوا أنّه تمّ تأليفها على أساس قصص الأساطير للأمم الأولى، ولكنّه لا يحقّ لهم أن يسمّوها أساطير، كونها آيات محكمات جاءتهم بالحقّ من ربِّهم فكفروا بها وظنّوا أنّه تمّ تأليفها بناءً على قصص الأساطير الأولى؛ بل هي الحقّ من ربِّهم وكفروا بها، وأولئك أقيمت عليهم الحجّة بسبب وجود رسول ربّهم يتلو عليهم آيات ربّهم وكفروا بها.

    وأمّا الكفار الذين من قبلهم فلن يعذبهم الله بسبب تسميتهم لقصص الأولين أنّها أساطيرٌ لكون الله لم يبعث إليهم رسولاً يتلو عليهم آياته، وإنما كانوا يسمعون عن قصص الأمم الأولى في القرون الغابرة بأنّه يوجد هناك بعثٌ، ولذلك ظنّوا أنّها مجرد أساطير لكونهم فقط سمعوا ذلك من قصص الأولين ولا يوجد كتابٌ لديهم يتدبرون آياته، ولذلك فلهم الحجّة على ربّهم لو يعذبهم كونه لم يبعث إليهم رسولاً يتلو عليهم آياته. وقال الله تعالى: {رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا} صدق الله العظيم [النساء:165].

    ونستنبط من ذلك أنّ الله لن يعذِّب من لم يبعث إليهم رسولاً لكون لهم الحجّة على ربّهم بسبب عدم بعث رسولٍ إليهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً} صدق الله العظيم. وأولئك لا وجود لكتابٍ من الله بين أيديهم ليتدبّروا آياته. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا آتَيْنَاهُم مِّن كُتُبٍ يَدْرُسُونَهَا ۖ وَمَا أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ مِن نَّذِيرٍ (44)} صدق الله العظيم [سبأ].

    ويا أحبتي في الله الأنصار السابقين الأخيار، وتالله لو تعلمون لكم يسيئُني الجدل بينكم وفيكم الإمام المهديّ يبيّن لكم ما كنتم فيه تختلفون بإذن الله، لأنّ الجدل إذا طال يسبب المِراء ثم الكبر ثم تأخذ الإنسان العزّة بالإثم إلا من رحم رّبي فلا تأخذه العزّة بالإثم ويُسلِّم للحقّ تسليماً. فكونوا من الشاكرين إذ بعث الله الإمام المهديّ في أمّتكم، وكونوا من الشاكرين إذ قدّر الله لكم العثور على دعوة المهديّ المنتظَر في عصر الحوار من قبل الظهور، وكونوا من الشاكرين إذ بصّركم بالبيان الحقّ للقرآن العظيم فأصبحتم بنعمة الله إخواناً. فتذكروا قول الله تعالى: {ولَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ ۚ وَأُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (105)} صدق الله العظيم [آل عمران]. لكون الجدل والاختلاف يسبب تفرّق الأمّة إلى شيعٍ وأحزابٍ فتذهب ريحهم، كما هو حال المسلمين اليوم تفرّقوا إلى شيعٍ وأحزابٍ بسبب قول أئمةٍ اصطفوا أنفسهم أئمةً على الناس ولم يصطفِهم الله ويقولون على الله في دينه برأيهم وظنّهم من عند أنفسهم، فأضلّوا أنفسهم وأضلّوا أمّتهم، وفرّقوا أمّتهم إلى مذاهبٍ و شيعٍ وأحزابٍ فذهبت ريحهم، فلا تكونوا مثلهم يا معشر الأنصار السابقين الأخيار. وإذا شعر الأنصاري أنه سوف يدخل مع إخوانه في جدلٍ عقيمٍ ومراء فليعتذر عن استمرار الجدل، ويقول: "سوف أترفع عن الجدل حتى يبيّن لنا إمامنا تلك النقطة متى ما يعثر عليها بإذن الله".
    وصَبِّروا أنفسكم وصابروا بعضكم بعضاً، ورابطوا في الدعوة إلى الله، واتّقوا الله لعلكم تُرحمون، وكونوا من الشاكرين.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين ..
    أخوكم؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ___________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

    رابط الاقتباس :
    https://albushra-islamia.com../showthread.php?p=393279
    انتهى الاقتباس من رضي الله والوالدين
    بارك الله بكم جميعا يا احباب الرحمن وابحرت في البيانات ووجدت هذا الاقتباس يوضح أيضا ما دار في ذهني


    الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني
    23 - ذو الحجة - 1443 هـ
    22 - 07 - 2022 مـ
    10:36 صباحًا

    اقتباس المشاركة :
    وسبقَ وأن علّمناكم عن السبب العِلميّ لحرب الله الكونيّة التي أثَّرت على أرض البشر وأنه بسبب اقتراب كوكب العذاب (سَقَر)، وأسمعُ الذين لا يعقِلون يقولون: "يجب توقيف الكوارث المناخيّة عند حدِّها" ويا سبحان الله العظيم! فما عسى قدرتكم تكون يا معشر صناع القرار إلى قدرة الله الواحد القهار؟! فهل لكم شِركٌ في السماء والأرض ومُناخها؟! قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين، وقال الله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ ۖ ائْتُونِي بِكِتَابٍ مِّن قَبْلِ هَٰذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِّنْ عِلْمٍ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ‎﴿٤﴾‏ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَن لَّا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَن دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ ‎﴿٥﴾‏} [الأحقاف].
    انتهى الاقتباس
    الرابط: https://albushra-islamia.com./showthread.php?p=392331

  8. افتراضي

    بيان هذي الاية واضح وضوح الشمس .....المقصد الكلي منها ان الذين تبالغون فيهم وتعبدونهم هل هؤلا هم اللي صنعو هذا الكون ام الله

    ويقصد الجميع سواء كان المبالغة في محمد صلي الله علية وسلم او عيسي علية السلام او اي رسول او اي عباد صالحين

    ان هؤلا الرسل والملائكة لا يستطيعون خلق شئ ..فيجب ان تدعو الله فقط ولا تتوسل ليهم ..لان هؤلا الرسل والعباد لن يعترفو بهم يوم القيامة ...والرسول محمد ص لن يعترف بمن اتخذة شفيع

المواضيع المتشابهه
  1. مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 01-01-2022, 06:29 PM
  2. الجواب من الكتاب عن حدود الملكوت للسماوات والأرض
    بواسطة الحضرمي في المنتدى أدركت الشمس القمر وسبقته
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 05-10-2013, 11:12 PM
  3. لقد أخبر محمد عليه السلام الكُفّار بجنّة الله في السّماء والأرض، سنزيدكم عِلماً بإذن الله من كتاب الله ..
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى ۞ موسوعة بيانات الإمام المهدي المنتظر ۞
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 17-07-2010, 10:18 PM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •