الموضوع: سؤال اريد معرفة جوابه

النتائج 11 إلى 17 من 17
  1. افتراضي إقتباس من بيانات الإمام ( ناصر محمد اليماني )

    إقتباس من بيانات الإمام ( ناصر محمد اليماني )


    الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ
    10 - رمضان - 1444 هـ
    01 - 04 - 2023 مـ
    10:57 صباحًا
    (بحسب التّقويم الرّسميّ لأم القُرى)

    ______________



    رَسولُ الله موسى وآل عِمران مِن ذُرِّيَّةِ رَسولِ الله يوسف ..


    سَلامُ الله عليكُم ورَحمة الله وبركاتُه أحِبَّتي الأنصار السَّابقين الأخيار وجميع المُسلِمين لرَبِّ العالَمين، ورمضان مُبارك علينا وعليكم وجَميع المُسلِمين، وتقبَّل الله صِيامَكم وصالِحَ أعمالكم..

    وأفتِيكُم بالحَقِّ أنّ رسولَ الله موسى ونبيّ الله هارون عليهم الصَّلاة والسَّلام هُم عَلَى أخَوَين يَنتَسِبونَ إلى أبيهم الأوَّل (الأب لأبَوَيهِم) وهو ينتَسِبُ في الأسباطِ إلى ذُرِّيَّةِ رسولِ الله يوسف عليه الصَّلاة والسَّلام، كون رسول الله موسى ونبيّ الله هارون هُم أبناء عُمومَةٍ - مِن ذُرِّيَّة إخوةٍ أشِقّاء - وإخوَة مِن أمٍّ؛ كونَ الأخ الأكبَر هو أبو نبيّ الله هارون تزوَّجَ امرأةً صالِحةً فأنجبَتْ له هارون وأخته الأكبَر مِن هارون ثمّ ماتَ وهم لا يزالوا صِغارًا، ثُمّ تزوَّجها أخوه ليقومَ بتربية أبناءِ شقيقِه؛ فذُرّيّة شقيقهِ (هارون وأخته)، ولذلك تزوّجها حِرصًا على تربيةِ أولادِ أخيهِ، وحتى لا يتيَتَّموا مِن أبيهم وفِراقِ أُمّهِم ولذلك تزوَّجها الشَّقيقُ فأنجبَت له نبيّ الله موسى عليه الصَّلاة والسَّلام؛ بمعنى أنّ نبيّ الله هارون وأخته هُم أبناء عَمّ نبيّ الله موسى، ولكنَّهم إخوته مِن أُمِّه فَهُم أكبَر مِن موسى عليهم الصَّلاة والسَّلام، وتزوَّجَت أُخت هارون أحَدَ بَنِي إسرائيل فأنجبَتْ طِفلًا وهو مِن الأطفال الذين قتلَهم فِرعون في جِيلِ موسى مِن بَنِي إسرائيل - الرُّضَّع - مواليد ذلك العام الذي وُلِدَ فيه نبيُّ الله موسى عليه الصّلاة والسّلام، ولذلك قالت أُمّ موسى لأختِه مِن أُمِّه: ''فبِما أنَّكِ مِن المُرضِعاتِ تُدِرِّينَ لَبَنًا فاذهبي إلى قصرِ فِرعون كمُرضِعةٍ لتَأتِيني بأخبار أخيكِ؛ ما لم.. فسوف أذهبُ فأُخبِرهُم أنّه ابني فأُرضِعه لهم ببَلاش، وقال الله تعالى: {وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَىٰ فَارِغًا ۖ إِن كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَن رَّبَطْنَا عَلَىٰ قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ‎﴿١٠﴾‏ وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ ۖ فَبَصُرَتْ بِهِ عَن جُنُبٍ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ‎﴿١١﴾‏ ۞ وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِن قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ ‎﴿١٢﴾‏ فَرَدَدْنَاهُ إِلَىٰ أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ‎﴿١٣﴾‏} صدق الله العظيم [سورة القصص].

    بِمَعنى أنَّ هارون وأخته هُم أكبَرُ مِن موسى؛ بل البِنت أجِدُها أكبر مِن هارون وهارون أصغَر مِنها، ولكنّ هارون أكبر سِنًّا مِن موسى.

    ألا وإنَّ المرأة المُرضِع وهارون هُم أبناء عمِّ موسى (شقيق أبيه) وإخوة موسى مِن أمِّه عليهم الصَّلاة والسَّلام.

    وأمّا آل يعقوب ابن عِمران فيَنتَسِبون لذُرِّيّة نبيّ الله يوسف كَما يَنتَسِبُ لذُرِّيّةِ رسول الله يوسف نَبيُّ الله موسى وابن عمِّه نبيّ الله هارون، وذلك كان سبب فِتنة ذُرِّيّة الأسباط العَشَرة مِن بني إسرائيل؛ وسبب فِتنتِهم أنّ الله لم يبعث مِن ذُرِّيّة الأسباط العَشَرة لا نبيًّا ولا رَسولًا وجميعهم مِن ذُرِّيَّة يوسف عليه الصَّلاة والسَّلام، فذلك ما أغضبَ أُمَمُ ذُرِّيَّة الأسباط العَشَرة ولذلك كانوا يَقتُلونَ الأنبياء المَبعوثينَ الذين ينتَسِبونَ إلى ذُرِّيَّة يوسف حسَدًا مِن عندِ أنفسهم، وقال الله تعالى: {الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا أَلَّا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّىٰ يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ ۗ قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ‎﴿١٨٣﴾‏} صدق الله العظيم [سورة آل عمران].

    فكذلك مَكَروا بأنبياء آلِ عِمران كونهم يَنتَسِبونَ لذُرِّيَّة يوسف عليهم الصَّلاة والسَّلام، وآخِر مَن قتَلوا (نبيّ الله يحيَى) ولذلك تمّ إخفاء تكليم نبيّ الله عيسى لِقَوم مَريم وهو في المَهدِ صَبِيًّا وذلك خشيَة أن يَقتلوه - بنو إسرائيل - كونهم قتَلوا نبيّ الله يحيَى مِن قبلِه وهم يعلَمونَ أنَّه نبيٌّ حملَت به أمُّه وهي عاقِر، وأوحى نبيّ الله زكريا إلى بني إسرائيل أنَّ زوجته سوف تُنجِبُ له ولَدًا وهي عاقِر قاعِد دخَلتْ سِنَّ اليأسِ بسبب انقِطاعِ المَحيضِ مُنذ سِنين، وأنّ تلك مُعجزةٌ مِن الله ليُصَدِّقوا بنُبوَّة نبيّ الله يحيَى؛ مُعجِزة خارقة مِن الله وأنَّ الله قد جعله لهم مِن بعدِه نبيًّا وآتاهُ الله الكتابَ والحُكمَ والنُبوَّة صبِيًّا مِن بعدِ أبيه فقتَلوه - بنو إسرائيل - حسَدًا مِن عندِ أنفسِهم كونَ الله بعَثَه مِن ذُرِّيّة آل يعقوب ابن عمران المَعروف نسَبهم إلى نبيّ الله يوسف عليه الصَّلاة والسَّلام؛ فهُم لأنبياء آل عمران كارهونَ بسبب أنّهم مِن ذُرِّيّة رسول الله يوسف عليه الصّلاة والسّلام، وسبب فتنتِهم (لماذا لم يبعث الله مِن ذُرِّيَّة الأسباط العشرة نبيًّا؟)، فكأنَّ لهم الخِيَرَة! سبحان الله العظيم يَخلقُ ما يشاءُ ويختار؛ بل يبعثهم مِن ذُرِّيّة نبيّ الله يوسف وكان ذلك سبب فِتنة الأُمَم الأسباط، ولذلك يَقتُلونَ الأنبياء مِن ذُرِّيَّة يوسف،
    ولذلك قال الله تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِن بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ ۖ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ ۗ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَىٰ أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ ‎﴿٨٧﴾‏} صدق الله العظيم [سورة البقرة].

    ومعنى قوله تعالى: {أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَىٰ أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ ‎﴿٨٧﴾‏} صدق الله العظيم، ويَقصِدُ في هذا المَوضِع بما لا تَهوَى أنفسُهم: كونَ الله يبعثُهم مِن ذُرِّيَّة نبيّ الله يوسف فذلك ما لا تهوى أنفسهم كونهم يريدونَ أن يبعثَه الله مِن ذُرِّيّة الأسباط العَشَرة، فكان ذلك سبب فِتنتِهم فغَضِبَ الله عليهم ولعنَهم، وقال الله تعالى: {فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِم بِآيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الْأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ ۚ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا ‎﴿١٥٥﴾‏ وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَىٰ مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا ‎﴿١٥٦﴾‏ وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَٰكِن شُبِّهَ لَهُمْ ۚ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ ۚ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ ۚ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا ‎﴿١٥٧﴾‏ بَل رَّفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا ‎﴿١٥٨﴾‏ وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا ‎﴿١٥٩﴾‏ فَبِظُلْمٍ مِّنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيرًا ‎﴿١٦٠﴾‏ وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ ۚ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ‎﴿١٦١﴾‏ لَّٰكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ ۚ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ ۚ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أُولَٰئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا ‎﴿١٦٢﴾‏} صدق الله العظيم [سورة النساء].

    ورُبّما يَودُّ أحدُ السَّائلين أن يقول: ''يا ناصِر محمد اليماني، فما هو الدَّليل القطعِيّ أنّ آل عمران وقومهم قد أخفَوْا على بني إسرائيل بعثَ نبيّ الله عيسى الذي كلَّمَهم في المَهدِ صبِيًّا؟''

    فمِن ثمّ نرُدُّ على السَّائلين أجمعين وأقول؛ قال الله تعالى: {فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ ۖ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا ‎﴿٢٧﴾‏ يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا ‎﴿٢٨﴾‏ فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ ۖ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا ‎﴿٢٩﴾‏ قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا ‎﴿٣٠﴾‏ وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا ‎﴿٣١﴾‏ وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا ‎﴿٣٢﴾‏ وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا ‎﴿٣٣﴾‏} صدق الله العظيم [سورة مريم].

    فسَلوا عقولَكم؛ فهل يَحتاجُ نبيّ الله عيسى لمُعجزاتِ آياتِ التَّصديق حينَ بعثَه الله بعد أن بَلَغَ رُشدَه فبَعَثهُ الله بكتابِ الإنجيل إلى بني إسرائيل؟ فماذا بعد مُعجزة مولودٍ في المَهدِ صبِيًّا عرَّفهُم بشأنِه يومَ ولَدَتهُ أمّه فكلَّمَ آلَ عِمران والصَّالحين مِن أبناء عُمومتِهم مِن ذُرِّيَّة أسباطِ أخِ يوسف فَهُم آباء الحَوارِييّنَ الصّالحينَ منهم؟!

    وحتى لا نَخرُجَ عَن الموضوع نعودُ لنبيّ الله عيسى بن مريم صلى الله عليه وعلى أُمِّه وأُسَلِّم تسليمًا الذي عَرَّفَ بشأنِه في نفس اليوم الذي حمَلت بِه أُمّه بكلمةٍ مِن الله (كُن فَيكون)، فوَلدتهُ في نفس يوم الجمعة كونها انتبَذتْ مِن أهلها مكانًا شَرقيًّا صباح يوم الجمعة؛ مكانًا شرقيًّا فاتَّخَذَت مِن دونهما حِجابًا لتتعبَّدَ بذِكرِ ربِّها، وفي نفس اللحظة تنزَّلت عليها الملائكة والرُّوح فيها فتَمثَّل لها الرُّوح القُدُس - جبريل - بشَرًا سوِيًّا ليَهَبَ لها قَولَ البُشرى مِن الله أنَّ الله يُبشِّرُها بالمسيح عيسى بن مريم بكلمةٍ مِن الله (كُن فيكون)، وقال الله تعالى: {إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ ‎﴿٤٥﴾‏ وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ ‎﴿٤٦﴾‏ قَالَتْ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ ۖ قَالَ كَذَٰلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ۚ إِذَا قَضَىٰ أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ ‎﴿٤٧﴾‏ وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ ‎﴿٤٨﴾‏ وَرَسُولًا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ ۖ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ ۖ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَىٰ بِإِذْنِ اللَّهِ ۖ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ‎﴿٤٩﴾‏ وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُم بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ ۚ وَجِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ ‎﴿٥٠﴾‏ إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ ۗ هَٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ ‎﴿٥١﴾‏ ۞ فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَىٰ مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ ۖ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ‎﴿٥٢﴾‏} صدق الله العظيم [سورة آل عمران].

    والسُّؤالُ الذي يَطرحُ نفسه: أليس مِن المفروضِ أن ينتَظروا - بنو إسرائيل - أن يكبُرَ وهم على أحَرِّ مِن الجَمْرِ مُستعجِلينَ بتكليفِه بتبليغِ رسالة ربّه كونَه عرَّفهُم بشأنه وهو في المَهدِ صبِيًّا؟! وقال الله تعالى: {فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ ۖ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا ‎﴿٢٧﴾‏ يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا ‎﴿٢٨﴾‏ فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ ۖ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا ‎﴿٢٩﴾‏ قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا ‎﴿٣٠﴾‏ وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا ‎﴿٣١﴾‏ وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا ‎﴿٣٢﴾‏ وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا ‎﴿٣٣﴾‏} صدق الله العظيم [سورة مريم].

    إذًا فَلَم يَعُد هُناكَ داعي لمُعجزةِ آياتِ التَّصديقِ برسالتِه لبني إسرائيل حين يَكبُر كونَه كلَّمهم بنُبوَّتِه وهو في المَهْدِ صَبِيًّا، فنستَنبِطُ أنّ آلَ عِمران والحَوَاريّين الأوَّلين اضطرُّوا أن يُخفوا مُعجِزَة تكليم نبيّ الله عيسى وهو في المَهدِ صبِيًّا حِفاظًا على حياتِه مِن أشرار أسباط العَشَرة مِن بني إسرائيل كونَ بني إسرائيل قتَلوا نبيَّ الله يحيى قُبَيلَ بعثِ نبيّ الله عيسى بِرَغم أنّ نبيّ الله يحيىمُعجزةٌ مِن الله في حَملِه وهم يعلمونَ بقِصَّة حَملِه وأُمّه عاقِر في سنِّ اليأسِ، وأخبَرهم نبيّ الله زكريا بأنَّ الملائكة بشَّرَتهُ بغُلامٍ اسمُه يحيى وجاؤوا باسمِه مِن رَبِّ العالَمين ولم يجعلِ الله له مِن قَبلُ سَمِيًّا فصَدَقَهُ الله البِشارَة وحمَلتهُ زوجة زكريا القاعِد ووضَعتهُ وآتاهُ الله الحُكمَ صبِيًّا، ورغم ذلك قتَلوه - الأشرار مِن بني إسرائيل - حَسَدًا مِن عِند أنفسهم، ولهذا السّبب تم إخفاء تكليم نبيّ الله عيسى وهو في المَهدِ صبِيًّا، فَكلَّم آلَ عِمران؛ وقومَهم مِن أبناء عمومتِهم (آباء الحَواريِينَ) على ذلك مِن الشَّاهدين، وكانوا في عُزلةٍ عن قبائل الأسباط (عايشين لوَحدِهم في عُزلتِهم) بَعيدًا عن قُرى القبائل العَشر الذين يُؤذونَهم مِن ذُرِّيَّة الأسباط العَشَرة مِن قبائل بني إسرائيل؛ ولذلك فانعَزلوا - آل عمران - والحَواريّون معهم في عُزلتِهم ثمّ تَسَنَّت لهم فُرَصة كِتمانِ تكليمِ المسيح عيسى في المَهدِ صبِيًّا حتى حين يَبعَثهُ الله خَشيَة أن يقتلوه - الأشرار مِن بني إسرائيل - كما قتَلوا نبيّ الله يحيى مِن قَبلِه، ولذلك لم تَتِم مُحاجَّة بني إسرائيل بالتَّكليم في المَهدِ صبِيًّا كونهم لا يَعلمون، وبعد أن كَبرَ عيسى ابن مريم وصار يتنقَّلُ بين الناس مِن قبائل بني إسرائيل سَألوا عنه فقيلَ لهم أنّه ابن مريم ابنة عمران وأنّه تكلَّمَ وهو في المَهدِ صبِيًّا؛ إنّه عبد الله آتاهُ الكِتاب وجعله نبيًّا، فقال قبائل الأسباط: "أتَستخِفُّونَ بعقولنا؟! بل أتَتْ مريمُ فاحِشةً مُبَيِّنَةً"، ولم يُصَدِّقوا أنّ هذا الشاب - المسيح عيسى بن مريم - مُعجِزَةٌ مِن الله بل قالوا: "مُؤكَّدٌ أنَّ مريم ارتكبَت فاحِشةً فأنجَبتْ هذا الولدَ الشاب المُراهِق".

    فلم يأبَهُوا له أو يَجعَلوا له أيّ أهميّةً أو حتى يُفَكَّروا بالمَكْرِ به كونهم مُعتَقِدينَ جازِمينَ أنَّ مريم أتَتْ فاحِشَة الزِّنا، وقدَّسَها الله مِمّا قالوا،
    وقال الله تعالى: {فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِم بِآيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الْأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ ۚ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا ‎﴿١٥٥﴾‏ وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَىٰ مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا ‎﴿١٥٦﴾‏} صدق الله العظيم [سورة النساء].

    فقذَفوها بالبُهتانِ فبرَّأها الله مِمّا قالوا حين آتاه الله الإنجيل وأيَّدَهُ الله بمُعجزاتِ التّصديقِ لنبُوَّتِه ليُصَدِّقوا دعوَتَه، فمِن ثمّ عَلِموا أنّه حقًّا تكَلَّمَ في المَهدِ صبِيًّا بعد أن أرسَله الله إلى بني إسرائيل وأيَّدَه بالمُعجزاتِ الخارِقة الكُبرى، فمِن ثمّ عَلِموا أنّه حقًّا رسولٌ مِن رَبّ العالَمين فتَيقَّنوا أنّ قِصّةَ التَّكليمِ في المَهدِ كانت حَقًّا، وتبيَّنَ لهم أنّه رسول الله ولذلك أيَّدهُ الله بمعجزاتِ التَّصديقِ فدَرَأَ عن أمّهِ شُبهَةَ بُهتانِهم على مريم - عليها الصّلاة والسّلام - فعلِموا أنّه حقًّا رسول الله؛ بل عَلِموا أنّه تكريمٌ عظيمٌ لآل عِمران أكبر مِن كرامةِ نبيّ الله يحيى، فعلِموا أنَّ المسيح عيسى بن مريم رسول الله ولذلك أرادوا المَكْرَ برسول الله، ولذلك قال الله تعالى: {وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَٰكِن شُبِّهَ لَهُمْ ۚ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ ۚ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ ۚ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا ‎﴿١٥٧﴾‏}[سورة النساء].

    ونَستنبطُ أنّه تبيَّنَ لقبائل العشَرة مِن بني إسرائيل أنَّ مريم لم تُنجِبه بسبب فاحِشةِ الزِّنا كما كانوا مُعتَقِدينَ جازِمينَ؛ فعلِموا مِن بعد تكليفهِ وتأييدِه بالمُعجزاتِ كمثل إحياءِ الموتى؛ فعَلِموا أنّه رسول الله وأنّ قصة التَّكليم في المَهدِ التي ظهرت على المَلَإ مُؤَخَّرًا بعد أن صارَ شابًّا يَتنقلُ في بني إسرائيل؛ فتَبيَّنَ لهم أنّها فِعلًا كانت قِصّةً صحيحةً تمّ إخفائها عليهم منذُ أن ولَدتهُ أمّه وتبيَّنَ لهم ذلك حين أرسَله الله فأيّدَهُ بآياتِ المُعجزاتِ الكُبرى للتَّصديقِ، فعَلِموا أنّه الحقّ مِن ربِِهم فما زادَهم إلّا رِجسًا إلى رِجسِهم بسبب الحَسَدِ مِن عند أنفسهم لآل عمران. تصديقًا لقول الله تعالى: {وَرَسُولًا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ ۖ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ ۖ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَىٰ بِإِذْنِ اللَّهِ ۖ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ‎﴿٤٩﴾‏ وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُم بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ ۚ وَجِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ ‎﴿٥٠﴾‏ إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ ۗ هَٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ ‎﴿٥١﴾‏ ۞ فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَىٰ مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ ۖ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ‎﴿٥٢﴾‏} صدق الله العظيم [سورة آل عمران].

    ورمضان مُبارَك علينا وجَميع المُسلِمين.

    ولا نزالُ نُؤكِّدُ للعالَمين بأنَّ ما كتبناهُ مِن البيانِ الحَقِّ للقرآن العَظيم فسوف يَرَوْنَ آياتِ التَّصديقِ على الواقِِع الحقيقيّ لا شَكَّ ولا رَيبَ متى ما يشاءُ الله ربُّ العالَمين وإلى الله تُرجَعُ الأمور تصديقًا لقول الله تعالى: {وَإِنَّهُ لَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ‎﴿٧٧﴾‏ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُم بِحُكْمِهِ ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ ‎﴿٧٨﴾‏ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۖ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ ‎﴿٧٩﴾‏ إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَىٰ وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ ‎﴿٨٠﴾‏ وَمَا أَنتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَن ضَلَالَتِهِمْ ۖ إِن تُسْمِعُ إِلَّا مَن يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُم مُّسْلِمُونَ ‎﴿٨١﴾‏ ۞ وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ ‎﴿٨٢﴾‏} صدق الله العظيم [سورة النمل].

    وسَلامٌ على المُرسَلينَ، والحمدُ لله رَبِّ العالَمين..
    أخوكم خليفة الله على العالم بأسرِه؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ______________

  2. افتراضي

    سلمتم جميعاً اخواني الانصار وشكر الله سعيكم لردكم على سؤالي

    ولكن اليس الإمام قد قال ⏬


    والسؤال هو: لماذا لم يقل ولكن رسول الله وخاتم المرسلين؛ بل قال {وَلَكِنْ رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} صدق الله العظيم؟ وذلك يا صبري لأن كُل رسول هو كذلك نبيٌّ، وليس كُل نبيّ رسولٌ، وأراد الله أن يُعلم الناس بأنه لن يأتيهم من بعد محمد رسول الله نبيّ ولا رسولٌ. وأريد أن أبين لك الحكمة لماذا لم يقل: ولكن رسول الله وخاتم المرسلين، فلو قال ذلك لعلمنا أن عصر النبوّة لا يزال ساري المفعول في الأجيال، ولكن الله أراد أن يُبين لصبري وغيره والناس أجمعين أن محمداً رسول الله هو خاتم الرُسل والأنبياء وذلك لأن كُل رسول نبيّ وليس كُل نبيّ رسول، وقد اشتركوا جميعاً الرسل والأنبياء في تسمية النبي فلان.

  3. افتراضي

    اقتباس المشاركة : احمد محمد علي الجمالي
    سلمتم جميعاً اخواني الانصار وشكر الله سعيكم لردكم على سؤالي

    ولكن اليس الإمام قد قال ⏬


    والسؤال هو: لماذا لم يقل ولكن رسول الله وخاتم المرسلين؛ بل قال {وَلَكِنْ رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} صدق الله العظيم؟ وذلك يا صبري لأن كُل رسول هو كذلك نبيٌّ، وليس كُل نبيّ رسولٌ، وأراد الله أن يُع... تم اختصار الاقتباس
    رابط الاقتباس :
    https://albushra-islamia.com../showthread.php?p=422091
    انتهى الاقتباس من احمد محمد علي الجمالي
    يا أخ احمد لو إتبعنا الامام و شكرنا الله بالسمع و الطاعة لكان خيرا ولكنا نشكر إلا قليلا
    أولا أخي انا لم أبحت عن الجواب إن كان بالبيانات او لا .
    فإ، وجد فداك خير و إن لم يوجد فالبيان الموجود في موضوعك و سؤعيد نسخه أولا بأن تتبعه
    إقتباس من بيان الامام المهدي ناصر محمد اليماني
    اقتباس المشاركة :
    هل فَهمْتَ يا قرة العين؟ وإنما كنت أريده فخاً لغير الأنصار ليهرع قوم آخرون ليدحضوا فتواي بعدم قتل الرسل، ومن ثم يقولون: بل من الرسل من يقتل. ومن ثم يأتون بالآية التي تفتي بقتل بعض الأنبياء.
    انتهى الاقتباس
    إنتهى الاقتباس ولكنك يا اخي مصر على التبيان و الفخ ما زال مستمرا ومن تم تأتي انت بالاية التي تفتي بقتل بعض الانبياء على اساس اأن من الرسل من يقتل فلم العجلة ولما لا تترك الفخ لغيرك اخي الانصاري ولما لا تحضن الايات المحكمات التي تنفي قتل الرسل و تشكر الله فيرتاح بالك

    اقتباس المشاركة 421989 من موضوع سؤال اريد معرفة جوابه

    الاجابه عن سؤال قريباً جداً من سؤالك عن قول الله تعالى

    { ولقد اتينا موسى الكتاب وقفينا من بعده بالرسل واتينا عيسى ابن مريم البينات وايدناه بروح القدس افكلما جاءكم رسول بما لا تهوى انفسكم استكبرتم ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون } صدق الله العظيم

    وقال الله تعالى
    { الذين قالوا ان الله عهد الينا الا نؤمن لرسول حتى يأتينا بقربان تاكله النار قل قد جاءكم رسل من قبلي بالبينات وبالذي قلتم فلم قتلتموهم ان كنتم صادقين } صدق الله العظيم


    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 54388 من موضوع ردّ الإمام المهديّ على السائل الذي يريد أن يحصر علم الغيب على الأنبياء من دون الأئمة الصالحين الذين يؤتيهم الله علم الكتاب ..




    - 2 -
    [ لمتابعة رابط المشـاركـــــــــة الأصليَّة للبيــــــــــــــان ]
    https://albushra-islamia.com./showthread.php?p=54387

    الإمام ناصر محمد اليماني
    15 - 09 - 1433 هـ
    03 - 08 - 2012 مـ
    11:45 صباحاً
    ـــــــــــــــــــــ



    فريق الأنبياء الرسل معصومون من القتل، وفريق الأنبياء الذين يؤتيهم الله الحكم لم يعدهم بالعصمة من القتل فمنهم من يقتل ..

    اقتباس المشاركة : من الظلام الى النور
    بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على جميع الأنبياء والمرسلين وأخص خاتمهم محمد بن عبد الله الصادق الأمين وعلى أله المطهرين وعليك يا إمامنا المهدي ناصر محمد اليماني يا صاحب علم الكتاب وعلى جميع الانصار الاخيار السابقين منهم واللاحقين وعلى من تبع هدى الله الى يوم الدين
    السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

    يا حبيب قلوب أنصارك، لقد أشكل علي فهم هذه الأيات التالية لأن ظاهرها أن مِن رُسل الله من كُـذّب ومنهم من قـُتل - فهل تبيّن لنا البيان الحق لها:
    قال تعالى:
    { ولقد اتينا موسى الكتاب وقفينا من بعده بالرسل واتينا عيسى ابن مريم البينات وايدناه بروح القدس افكلما جاءكم رسول بما لا تهوى انفسكم استكبرتم ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون } صدق الله العظيم

    { الذين قالوا ان الله عهد الينا الا نؤمن لرسول حتى يأتينا بقربان تاكله النار قل قد جاءكم رسل من قبلي بالبينات وبالذي قلتم فلم قتلتموهم ان كنتم صادقين } صدق الله العظيم
    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    انتهى الاقتباس من من الظلام الى النور


    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة الأنبياء الرسل المُنَزَّلُ عليهم الكتاب، والأنبياء الذين يؤتيهم الله الحُكم وعِلْمَ الكتاب لا نفرق بين أنبيائه ورسله ونحن له مسلمون، أمّا بعد..

    قال الله تعالى:
    {فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلا يُؤْمِنُونَ إِلا قَلِيلاً} صدق الله العظيم [النساء:155]. فلو تعتقدون أنه يقصد الأنبياء الرسل لجعلتم تناقضاً في كتاب الله بين هذه الفتوى وبين فتوى الله بحماية الأنبياء الرسل في قول الله تعالى: {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا (26) إِلاَّ مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا (27) لِيَعْلَمَ أَن قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا (28)} صدق الله العظيم [الجن].

    كون فتوى الله في هذه الآية يفتي بأنّه كلف حرساً ملائكياً بحماية الرسل من القتل كونهم موكلين بتبليغ رسالة أُنزلت عليهم، وجميع الأمم همّوا بقتل رسلهم وحال الله بينهم وبين قتل الرسل المُنَزَّلِ عليهم الكتاب، فمكر بأعداء رسله. وقال الله تعالى:
    {مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللَّهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلَادِ (4) كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَالْأَحْزَابُ مِنْ بَعْدِهِمْ وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ (5) وَكَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ أَصْحَابُ النَّارِ (6)} صدق الله العظيم [غافر].

    فانظر لقول الله تعالى:
    {وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ (5) وَكَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ أَصْحَابُ النَّارِ(6)} صدق الله العظيم. فتدبر في قول الله تعالى: {وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ (5)} صدق الله العظيم.

    والهمُّ هو: ليس الفعل المعروف لغةً، وإنما همَّت كل أمّة أن يقتلوا رسول ربهم وحال الله بينهم وبين رسوله فلم يقتلوه.
    مثال رسول الله صالح عليه الصلاة والسلام. قال الله تعالى:
    {وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَ‌هْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْ‌ضِ وَلَا يُصْلِحُونَ ﴿٤٨﴾ قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّـهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ ﴿٤٩﴾ وَمَكَرُ‌وا مَكْرً‌ا وَمَكَرْ‌نَا مَكْرً‌ا وَهُمْ لَا يَشْعُرُ‌ونَ ﴿٥٠﴾ فَانظُرْ‌ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِ‌هِمْ أَنَّا دَمَّرْ‌نَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ ﴿٥١﴾ فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴿٥٢﴾ وَأَنجَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ ﴿٥٣﴾} صدق الله العظيم [النمل].

    كونهم همُّوا بقتل رسول الله صالح وأولاده وزوجته في ظلمات الليل، ومن ثم يقولون لولي دمِّه: ما شهدنا مهلك أهله، وإنا لصادقون، وحال الله بينهم وبين قتل رسوله. وقال الله تعالى:
    {وَمَكَرُ‌وا مَكْرً‌ا وَمَكَرْ‌نَا مَكْرً‌ا وَهُمْ لَا يَشْعُرُ‌ونَ ﴿٥٠﴾ فَانظُرْ‌ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِ‌هِمْ أَنَّا دَمَّرْ‌نَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ ﴿٥١﴾ فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴿٥٢﴾ وَأَنجَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ ﴿٥٣﴾} صدق الله العظيم. ونجد أنهم همُّوا برسول ربهم ولكنّ من الأمّة من يصرف اللهُ عن رسوله كيدَهم، وآخرين يَحُولُ بينهم وبينَه صاعقة العذاب. ولذلك قال الله تعالى: {وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ (5)} صدق الله العظيم [غافر].

    وأُلْقيَ السؤال عن الأنبياء المقصودين في قول الله تعالى. ونقول إنَّ الله لا يقصد الأنبياء الرسل الذين يتنزل عليهم الكتاب بل يقصد الأنبياء الذين يؤتيهم الله الحُكم وعلم الكتاب، كمثل نبيّ الله يحيى عليه الصلاة والسلام، فهو ليس من الأنبياء الرسل بل من الأنبياء الذين يؤتيهم الله حكم الكتاب. وقال الله تعالى:
    {يَا يَحْيَىٰ خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا} صدق الله العظيم [مريم:12]. ألا وإن نبي الله يحيى من الأنبياء الذين قتله الفاسقون من بني إسرائيل. ولذلك قال الله تعالى: {فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلا يُؤْمِنُونَ إِلا قَلِيلا} صدق الله العظيم [النساء:155].

    وتبيّن لكم أنه يقصد الأنبياء الذين يؤتيهم الله حكم الكتاب فمنهم من يقتل، وأما الرسل فلا رسول واحد مات مقتولاً كونهم مكلفين بتبليغ رسالة مُنَزَّلَةٍ عليهم، ولذلك يحول الله بين قومهم ورسله فلا يقتلونهم برغم أن كل أمّة همّت بقتل رسول ربها. وقال الله تعالى:
    {وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ (5)} صدق الله العظيم [غافر].

    فهل فَهمْتَ يا قرة العين؟ وإنما كنت أريده فخاً لغير الأنصار ليهرع قوم آخرون ليدحضوا فتواي بعدم قتل الرسل، ومن ثم يقولون: بل من الرسل من يقتل. ومن ثم يأتون بالآية التي تفتي بقتل بعض الأنبياء.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
    أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ـــــــــــــــــ

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..
    سبحان الله وبحمده ولا حول ولا قوة إلا بالله والله اكبر ولا إله إلا الله وأستغفر الله العظيم عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته

  4. افتراضي

    اقتباس المشاركة : احمد محمد علي الجمالي
    سلمتم جميعاً اخواني الانصار وشكر الله سعيكم لردكم على سؤالي

    ولكن اليس الإمام قد قال ⏬


    والسؤال هو: لماذا لم يقل ولكن رسول الله وخاتم المرسلين؛ بل قال {وَلَكِنْ رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} صدق الله العظيم؟ وذلك يا صبري لأن كُل رسول هو كذلك نبيٌّ، وليس كُل نبيّ رسولٌ، وأراد الله أن يُع... تم اختصار الاقتباس
    رابط الاقتباس :
    https://albushra-islamia.com../showthread.php?p=422091
    انتهى الاقتباس من احمد محمد علي الجمالي
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ونعيم رضوانه
    وماذا فهمت اخي الكريم وفيما اشكل عليك ان تفهم

    يعني ان لا نبي ولا رسول بعد خاتم الأنبياء و المرسلين محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم وعلى كافة الأنبياء والمرسلين لا نفرق بين احدا منهم ونحن له مسلمون
    يجوز نقول
    محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم
    لانه تنزل عليه الكتاب وهو من الرسل
    فيجوز أيضآ نبي الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم

    فهو نبيآ ورسولا

    لان كل رسول يتنزل عليه الكتاب هو نبي ايضا

    ولكن من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام من يوتيهم الله الحكمةفيحاجوا الناس بالكتاب الذي تنزل على الرسول من قبلهم او في زمنهم ويوتيهم الله علم الكتاب المنزل من قبلهم ويوتيهم الحكمة وليسوا رسل يتنزل عليهم كتاب جديد

    كمثل
    نبي الله زكريا عليه الصلاة والسلام
    نبي الله لقمان عليه الصلاة والسلام
    نبي الله يحيى عليه الصلاة والسلام
    ولكنهم ليسوا رسل

    فنقول نبي الله زكريا صلى الله عليه وآله وسلم

    ولكن لا يجوز نقول رسول الله زكريا صلى الله عليه وسلم
    يجوز نبي الله زكرياء صلى الله عليه وسلم
    لانه نبي يدعوا إلى الكتاب الذي تنزل على الرسول من قبله او في زمنة


    وبين لنا الإمام عليه الصلاة السلام في بيان لا اعلم عنوانه بالضبط اي منهن منذه فترة قريبه من احسن القصص لثبيت الفؤاد تقريبا

    قول الله تعالى وان لوطا لمن المرسلين صدق الله العظيم
    ان نبي الله لوط عليه الصلاه والسلام
    صار منزلتة عند الله كمنزلة رسول بالرغم من انه نبي والرسول الذي يتنزل علية الكتاب ابراهيم عليه الصلاة والسلام

    ومنزلة ابراهيم علية الصلاة والسلام كمنزلة معلم محمد رسول الله جبريل عليه الصلاة والسلام


    لانه يتلقى الوحي من الرب سبحانة تكليما من وراء الحجاب
    ومنزلة لوط عليه الصلاه والسلام منزلة رسول لانه يتلقى العلم من معلمة ابراهيم عليه الصلاة والسلام ويبلغ رسالتة للناس رسالة الرب سبحانة وتعالى

    وبإذن الله تعالى اكون سهلت
    وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى

  5. افتراضي

    ___۩ اقتــباس ۩___
    من بيانات الإمام المهدي ناصر محمد اليماني:

    وعلى كُلِّ حال، نُتِمُّ لكُم قِصّة نَبيّ الله لوط الذي كان يذهَب ليتعلَّم العِلم على يَد نَبيّ الله إبراهيم لِيذهَب فيَستَمِر في حَمْل رسالة الله إلى إبراهيم لِقومه الذي هُم أنفسهم قَوم لوط، فجعل الله لوطًا مِن المُرسَلين، وجعَل الله إبراهيم كمثَل رسول الله جِبريل حين يُكَلِّفه الله بِتنزيل رسالةٍ إلى مَن اصطفاه الله للنَّاس رسولًا، وبِما أنَّ الله كان يُكَلِّم رسول الله إبراهيم تَكليمًا، فكان نَبيّ الله إبراهيم يُعَلِّم الرسالة لرَسول الله لوط عليهم الصَّلاة والسَّلام، فأصبَح رسول الله إبراهيم في مَنزِلة رسول الله جِبريل المُعَلِّم للرُّسُل، وأصبح لوط في منزلة الرُّسُل المُعَلِّمين للنَّاس بالوَحي مِن رَبِّ العالمين، تصديقًا لقول الله تعالى: {كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ ‎﴿١٦٠﴾‏ إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلَا تَتَّقُونَ ‎﴿١٦١﴾‏ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ ‎﴿١٦٢﴾‏ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ ‎﴿١٦٣﴾‏ وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ ۖ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَىٰ رَبِّ الْعَالَمِينَ ‎﴿١٦٤﴾‏ أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ ‎﴿١٦٥﴾‏ وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم ۚ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ ‎﴿١٦٦﴾‏ قَالُوا لَئِن لَّمْ تَنتَهِ يَا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ ‎﴿١٦٧﴾‏} [سورة الشعراء]،

    _____ ۩ عنوان البيــــان ۩ _____
    بَيانٌ مِن أحسَنِ قَصَصِ الأنبياءِ لتثبِيتِ الفُؤاد ..

    ___۩ تاريخ اصدار البيان ۩___
    الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني
    07 - رجب - 1444 هـ
    29 - 01 - 2023 مـ
    08:40 صباحًا

    ____ ۩ رابط مصدر البيان ۩ ____
    https://albushra-islamia.com./showthread.php?p=405641

    ====== ۩ البيـــــــــان ۩ ======

    اقتباس المشاركة 405641 من موضوع بَدَأ بتأويلِ رُؤيا ولكِنَّه تَطوَّرَ وصارَ بيانًا بقَدَرٍ مَقدُورٍ وإلى الله تُرجَعُ الأمور وإجاباتٍ للسَّائلين َ..

    - 2 -
    الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ
    07 - رجب - 1444 هـ
    29 - 01 - 2023 مـ
    08:40 صباحًا
    (بحسب التّقويم الرّسميّ لأم القُرى)

    [لمتابعة رابط المشاركة الأصلية للبيان]
    https://albushra-islamia.com./showthread.php?p=405581
    _________


    بَيانٌ مِن أحسَنِ قَصَصِ الأنبياءِ لتثبِيتِ الفُؤاد ..


    بِسم الله الرَّحمن الرَّحيم، والصَّلاة والسَّلام على كافَّة رُسُل الكِتاب مِن رسول الله نوحٍ (أولي العَزْم) إلى خاتم رُسُل الله النَّبيّ الأُمّيّ مُحَمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ثُمَّ أمَّا بَعد..

    ويا مَعشَر الأنصار، نحن وَعدناكم بِما شاء الله مِن قَصَص الأنبياء ولَم نَعِدكم بِقصصهم جميعًا إلى حين.

    وعلى كُلِّ حال، نُتِمُّ لكُم قِصّة نَبيّ الله لوط الذي كان يذهَب ليتعلَّم العِلم على يَد نَبيّ الله إبراهيم لِيذهَب فيَستَمِر في حَمْل رسالة الله إلى إبراهيم لِقومه الذي هُم أنفسهم قَوم لوط، فجعل الله لوطًا مِن المُرسَلين، وجعَل الله إبراهيم كمثَل رسول الله جِبريل حين يُكَلِّفه الله بِتنزيل رسالةٍ إلى مَن اصطفاه الله للنَّاس رسولًا، وبِما أنَّ الله كان يُكَلِّم رسول الله إبراهيم تَكليمًا، فكان نَبيّ الله إبراهيم يُعَلِّم الرسالة لرَسول الله لوط عليهم الصَّلاة والسَّلام، فأصبَح رسول الله إبراهيم في مَنزِلة رسول الله جِبريل المُعَلِّم للرُّسُل، وأصبح لوط في منزلة الرُّسُل المُعَلِّمين للنَّاس بالوَحي مِن رَبِّ العالمين، تصديقًا لقول الله تعالى:
    {كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ ‎﴿١٦٠﴾‏ إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلَا تَتَّقُونَ ‎﴿١٦١﴾‏ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ ‎﴿١٦٢﴾‏ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ ‎﴿١٦٣﴾‏ وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ ۖ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَىٰ رَبِّ الْعَالَمِينَ ‎﴿١٦٤﴾‏ أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ ‎﴿١٦٥﴾‏ وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم ۚ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ ‎﴿١٦٦﴾‏ قَالُوا لَئِن لَّمْ تَنتَهِ يَا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ ‎﴿١٦٧﴾‏} [سورة الشعراء]، فعَقَد قَوم لوطٍ اجتماعًا، وقَرَّروا إخراج لوط وأهْل بَيته المُتَطَهِّرين مِنهم كَما أخرجوا مِن قَبلِه رسول الله إبراهيم وزوجته عليهم الصَّلاة والسَّلام، غير أنه تَمَّ التَّراجُع عن إخراج آل لوط بشرط الاتِّفاق على أن يَبقى لوط في قريتهم بِشَرط أن لا يدعوهم إلى عبادة الله وحده، ولا يَدعو أحدًا مِن العالَمين أو يتكلَّم مع أحدٍ مِن العالَمين، ولذلك دَعا عليهم رسول الله لوط عليه الصَّلاة والسَّلام، تصديقًا لقول الله تعالى: {وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّنَ الْعَالَمِينَ ‎﴿٢٨﴾‏ أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنكَرَ ۖ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ‎﴿٢٩﴾‏ قَالَ رَبِّ انصُرْنِي عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ ‎﴿٣٠﴾‏} صدق الله العظيم [سورة العنكبوت]، فأرسل الله رُسُله الثَّلاثة بالبُشرى لِنبي الله لوط بهلاك قومه بعد أن منعوه مِن الدَّعوة إلى الله، ولذلك تَحَجَّجوا على لوط بالاتِّفاقيَّة حين راودوه عن ضيفِهِ وقالوا: "بيننا اتِّفاق بعد أن أجمعنا على إخراجك وأهلَك المُتَطَهِّرين فأرجأنا بَقاءك باتِّفاقٍ بيننا وبينك على أن تَبقَى بِشرط أن تَصمُت عَنِ الدَّعوة إلى الله وأن لا تُكَلّمنا ولا تُكَلِّم أحدًا من العالَمين وأنت في قريتنا أو تستقبله، ولذلك قال الله تعالى: {وَجَاءَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَسْتَبْشِرُونَ ‎﴿٦٧﴾‏ قَالَ إِنَّ هَٰؤُلَاءِ ضَيْفِي فَلَا تَفْضَحُونِ ‎﴿٦٨﴾‏ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ ‎﴿٦٩﴾‏ قَالُوا أَوَلَمْ نَنْهَكَ عَنِ الْعَالَمِينَ ‎﴿٧٠﴾‏} [سورة الحجر]، وهو لا يَعلَم أنَّ ضيُوفه ملائكة جاؤوا كذلك بِخَبَر إجابة الله لِدُعاء رسول الله لوط على قومه، وقال الله تعالى: {وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَىٰ قَالُوا إِنَّا مُهْلِكُو أَهْلِ هَٰذِهِ الْقَرْيَةِ ۖ إِنَّ أَهْلَهَا كَانُوا ظَالِمِينَ ‎﴿٣١﴾‏ قَالَ إِنَّ فِيهَا لُوطًا ۚ قَالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَن فِيهَا ۖ لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ ‎﴿٣٢﴾‏ وَلَمَّا أَن جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالُوا لَا تَخَفْ وَلَا تَحْزَنْ ۖ إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلَّا امْرَأَتَكَ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ ‎﴿٣٣﴾‏ } صدق الله العظيم [سورة العنكبوت].

    وكذلك رسول الله نُوح عَليه الصَّلاة والسَّلام، فبَعْد الدَّعوة ألف سَنة إلَّا خَمسين عامًا وأصابهم الله خِلال الدَّعوة بجَفافٍ وقَحطٍ شَديدٍ بالسِّنين العِجاف مِن المَطَر، وبرغم أنه تَضَرَّر نوحٌ ومَن اتَّبعه مِن جرَّاء الجَفَاف ولكن الضَّرَر الأكبَر على قومه أصحاب الأغنام الكَثير والإبِل والخيول، وأمَّا نوح والذين اتَّبعوه فكانوا فُقَراء لا يمِلكون مِن الأنعام إلَّا قليلًا؛ ولذلك تَزدَريهم أعيُن قَوم نُوحٍ كونهم فُقَراء، ولكِن الضَّرَر الكَبير على قَوم نوحٍ الأغنياء بِكَثرة أنعامِهم والخيول والبِغال والحَمير، فقال نبي الله نوح عليه الصّلاة والسّلام: "فلتدعوا ودًّا وسُواعًا ويَغوثَ ويَعُوقَ ونَسْرًا ليُنزلوا لَكُم المَطَر إن كُنتُم صادقين في دعائِكم لهُم مِن دُون الله، أو تستغفروا الله إنَّه كان غَفَّارًا، يُرسِل السَّماء عليكم مِدرارًا، ويُمدِدْكم بِأموالٍ وبَنينٍ، ويجعَل لَكُم جَنَّاتٍ ويَجعْل لَكُم أنهارًا، وما لَكُم لا تَرجون لله وقارًا؟!"، فاستكبروا - قومه - وقالوا: "بل سَبَب انقطاع المَطَر علينا أنَّه بسبب أنَّك أغضَبت آلِهتنا ومَن اتَّبعك في عبادة الله وحده لا شَريك له، ومِن قَبْل أن تأتينا كانت الأمطار لا تَنقَطِع علينا سِنين، فإمَّا أن تنتهي يا نوح ومَن اتَّبعَك في عبادة الله وَحده أو تكون مِن المَرجومِين أنت ومَن اتَّبعك أجمَعِين"، فقال نبي الله نوح:"إذًا فَلتُجمِعُوا أمرَكُم وكَبيركم بِأنَّكم مُجمِعون على هذا القَرار، واقضوا إلَيّ بالجواب النِّهائيّ"، وقال الله تعالى:
    {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُم مَّقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللَّهِ فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلَا تُنظِرُونِ ‎﴿٧١﴾‏} [سورة يونس]، فَمِن ثمَّ اجتمع قَوم نُوح عِند كَبير القَوم - مَن لَم يزده ماله ووَلده إلَّا خسارًا - فأجمَعوا على قَرارٍ واحدٍ مُوحَّدٍ: {قَالُوا يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ‎﴿٣٢﴾} [سورة هود]، وقال الله تعالى: {قَالُوا لَئِن لَّمْ تَنتَهِ يَا نُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ ‎﴿١١٦﴾‏ قَالَ رَبِّ إِنَّ قَوْمِي كَذَّبُونِ ‎﴿١١٧﴾‏ فَافْتَحْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَتْحًا وَنَجِّنِي وَمَن مَّعِيَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ‎﴿١١٨﴾‏ فَأَنجَيْنَاهُ وَمَن مَّعَهُ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ ‎﴿١١٩﴾‏ ثُمَّ أَغْرَقْنَا بَعْدُ الْبَاقِينَ ‎﴿١٢٠﴾ [سورة الشعراء]، وقال الله تعالى: {فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنتَ وَمَن مَّعَكَ عَلَى الْفُلْكِ فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانَا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ‎﴿٢٨﴾‏} [سورة المؤمنون].

    فَمِن ثمَّ نأتي لِقصَّة يوسف في حَبسِه الأوَّل في قَصْر عَزيز مِصر بقرارٍ مِن زوجة عَزيز مِصر، ولَم يَعتَرِض زوجها على قرارها وظَنّه ردَّة فِعلٍ مِنها أنَّه راودها - يوسف - عن نفسها فألقَت به في السِّجن الخاص في نَفْس قَصْر عَزيز مِصر، فقالت امرأة صِهر عَزيز مصر:" يا زَوجي الحَبيب تدارَك أمْر أُختك فهي عرضك، فقد سمعتُ أنها سجنت فَتاها وتقول أنَّه رَاودها عن نفسها، وسمعت أنَّهُ قُدَّ قَميص يوسف فتاها، وتُحَاجِج أنَّها قَدَّت قميصه دِفاعًا عن نفسها، وحبسته بقميصه كدليل على برائتها في السِّجن الخاص بِقَصْر صِهرك عَزيز مصر، فتدارَك الأمْر قَبْل أن تظهر السُّمعة على الملَإ"، فقال زوجها: "وهل قميصه قُدَّ مِن قُبُلٍ أم قُدّ مِن دُبُرٍ؟" فقالت: "لا أعلم". فقال زوجها الحَكيم العَدل: "إن كان قَميصه قُدَّ من قُبُلٍ فصَدَقَت وهو مِن الكاذِبين، كونها كانت تُدافِع عن نفسها، وإن كان قَميصه قُدَّ مِن دُبُرٍ فكذَبَت وهو مِن الصَّادقين، كونه تَولَّى عنها يجري نحو الباب فلحقته فمَسَكَت قميصه مِن الرَّقبة مِن الوراء فَقُدَّ مِن دُبُرٍ، ولسوف أذهب لِأنظُر إلى يوسف؛ وقميصه بُرهانٌ عليه أو بُرهانٌ لبرائته"، وقال الله تعالى:
    {وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِن دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ ۚ قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلَّا أَن يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ‎﴿٢٥﴾‏ قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَن نَّفْسِي ۚ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّنْ أَهْلِهَا إِن كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ ‎﴿٢٦﴾‏ وَإِن كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ ‎﴿٢٧﴾‏ فَلَمَّا رَأَىٰ قَمِيصَهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِن كَيْدِكُنَّ ۖ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ ‎﴿٢٨﴾‏ يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَٰذَا ۚ وَاسْتَغْفِرِي لِذَنبِكِ ۖ إِنَّكِ كُنتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ ‎﴿٢٩﴾‏} [سورة يوسف].

    وأخرج يُوسف مِن سِجْن قَصْر العَزيز إلى جَناح يوسف الخاص كَما كان مِن قَبْل، وأراد أن يُغلِق الموضوع، وعَلِم مَن في القصر مِن خَدَم وخادِمات الوَزير عن ثُبوت براءة يُوسف وأنَّه تبيَّن أنَّها هي التي راودته عن نفسه، وشاع الخَبَر لدى زَوجات وزراء مِصر، فاحتقَرن امرأة العَزيز إذ كيف تُراوِد خادمها عَن نفسه وهو مِن الخَدَم وهي امرأة عَزيز مِصر؟! ولَكِنَّهُن لم يُشاهِدن يُوسف مِن قَبْل، فَسَمِعَت بِمَكرِهِنَّ ضِدَّها، ولَكِنَّها ذَكيَّةٌ جِدًّا كَمَثل ذَكاء أخيها، فأقامَت لَهُنَّ دَعوةً وأعَدَّت لِكُلِّ واحِدةٍ مِنُهنَّ مُتّكَأً على الشِّمال، وأحضرَت لَهُنَّ فاكِهةً، وأعطَت كُلّ واحِدةً مِنهُنَّ سِكينًا، ويبدو أنَّ بِدْء تناول الفواكه يبدأ حين يأذَن المُضيف، فقالت لَهُنَّ: "سَمِّين بالله وتناولن الفاكهة"، وهي تعلَم أنَّهُنَّ سيجعلن الفاكِهة في اليد اليُسرى التي على المُتَّكَأ والسكاكين الحادَّة في اليَد اليُمنَى؛ بل شَكل المُتَّكَأ كان مُرتَفِعًا ووضَعن أكواع أيديهن الشِّمال على المُتَّكَأ والفاكِهة كذلك في اليَد الشِّمال والسِّكين الحاد جِدًّا في اليَد اليمين، فحين أذِنَت لَهُنَّ بتناول الفاكهة قالت ليوسف: "أُخرج عليهن وامشِ بالوسَط وأقرئهن السَّلام فَور دخولك"، وذلك حتى ينظُرن إليه. فنَفَّذ الأمْر وخَرَج عليهِنَّ وقال: "سلام الله عليكم" في أثناء ما بدأن بتقطيع الفاكِهة، فنَظَرْن إلى يوسف فأصابهنّ الذُّهول والاسترخاء، فبسبب أن اليَد الشِّمال أعلى فوق المُتَّكأ مِن اليَد اليَمين وبسبب وزن اليَد اليَمين انسحب السِّكين آليًّا - دون أن يشعُرن - قاطِعًا الفاكِهة حتى وصَل إلى كَف اليَد اليُسرى فقطَّعن أيديَهُنّ أي: جَرحْن أيديَهُنّ. فتبسَّمت امرأة رئيس مَجلِس الوزراء ضاحكةً مِمَّا حدث لزوجات أعضاء مَجلِس الوزراء، فقالت: "ذلك ما لُمتُنَّنِي فِيه وإن لَم يفعل ما آمُرُه به ليُسجنَنّ وليكونَنّ مِن الصاغرين"؛ لتشمت فيهِنّ أنَّها سوف تَنال مِن يوسف ولن ينالينَهُ مِثلها. ثم أعطت لِكُلِّ واحِدة رباطًا ليَدها لتوقيف الدَّمِ من جُرحٍ في راحة اليَد اليُسرى. فيا لها مِن امرأةٍ ذَكيَّةٍ، حتى إذا رَجِعن لأزواجهنّ وكُلّ واحدة رابطةً يَدها فسَأل كُلّ وزير زوجته حين شاهد الرّباط ما جرَح يَدها فقالت: "لست وَحدي بل كافّة زوجات أعضاء مَجلِس الوزراء قَطَّعن أيديهنّ مِمَّا شاهدنَ مِن جمال يوسف الملائكيّ، وقُلنَ حاشا لله ما هذا بَشرًا إن هذا إلَّا مَلَكٌ كَريم".

    فشاهدوا - كافَّة أعضاء مَجلِس الوزراء - أنَّ زوجة كُلِّ واحِدٍ مِنهُم وقَعْن أجمعين في فِتنة جمال يوسف، فَكُلّ واحِدة تُريد أن يفترِشها يوسف مَهما كان الثَّمن ولو مَرَّة واحِدة - كافّّة زوجات أعضاء مَجلِس الوزراء - بِما فِيهِنّ المُغرَمة الأولى (زوجة رئيس مَجلِس الوزراء عزيز مصر)، فَمِن ثَم تم اجتماعٌ سِرّيٌّ لكافّة أعضاء مجلس الوزراء؛ اجتماعٌ طارِئٌ سرِّيٌّ في قَصْر رئيس مَجلِس الوزراء زوج المتيَّمة الأولى، فبسبب ما شاهدوا مِن الآيات مِن جُروح أيديهِنّ بسبب وقوع فتنتهِنّ في جَمال يُوسُف أجمَعوا أن يُلقوه في السِّجن ظُلمًا وهم يعلمون أن يُوسف مَظلومٌ، وقال الله تعالى:
    {ثُمَّ بَدَا لَهُم مِّن بَعْدِ مَا رَأَوُا الْآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّىٰ حِينٍ ‎﴿٣٥﴾‏} [سورة يوسف]، ولَكِن مَلِك مِصر لا يعلَم بِما حَدَث وأراد الله أن يُثبِت براءة يوسف، فجاء قَدَر رُؤيا المَلِك، وقال الله تعالى: {وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَىٰ سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ ۖ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ ‎﴿٤٣﴾‏} صدق الله العظيم [سورة يوسف]، وبسبب رؤيا الفَتَيان اللذان دَخَلا مع يوسف في السِّجن المُخَصَّص لِفِتيان كُبارات الدَّولة لحِفظ الأسرار الحكوميَّة لوزراء الدَّولة وفِتيان المَلِك، وليس في السِّجن المَركَزيّ العام للمساجين مِن الشَّعب، والمُهِم فكذلك حدَثَت مُشكلة في قَصْر المَلِك: ثلاثة من خَدَم المَلِك الطَّباخِين؛ فحدثَت مُشكِلة بين اثنين، فقُتِل أحدهم والثالث بَرِيء، غير أنَّ القاتِل بَرَّأ نفسه واتَّهم البَرِيء بقَتْل المَقتول طَعنًا بالسِّكين، فتَمَّ إلقاء فَتَيا المَلِك الاثنين لإجراء التَّحقيق في سِجن فِتيان المسؤولين إلى جانِب يوسف، فجاء قَدَر رُؤيا الفَتَيان، وقال الله تعالى: {وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ ۖ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا ۖ وَقَالَ الْآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ ۖ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ ۖ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ‎﴿٣٦﴾‏} [سورة يوسف]، فقال يوسف: {يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا ۖ وَأَمَّا الْآخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِن رَّأْسِهِ ۚ قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ ‎﴿٤١﴾}[سورة يوسف]، ثم جاء قَدَر رُؤيا المَلِك ليُخرِج الله يُوسف مِن السِّجن ويُمَكِّنه في الأرض؛ فتمَّ تأويلها، ثُمَّ طَلَب المَلِك أن يُحضروا يوسف لتوظيفه في تأويل الرُّؤى (خاصٌّ بالمَلِك لتأويل الرُّؤى)، ولكن يوسف رَفَض الخروج من السِّجن، وقال الله تعالى: {وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ ۖ فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَىٰ رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ ۚ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ ‎﴿٥٠﴾‏} [سورة يوسف]، فهُنا قَصَّ على المَلِك فتاهُ ما سمعه مِن يوسف وقِصَّة زوجات الوزراء بِما فيهِنّ امرأة رئيس مجلس الوزراء (عَزيز مصر)، فأمَر المَلِك بإحضار رئيس مجلس الوزراء وزوجته وكافة أعضاء مَجلِس الوزراء وزوجاتهم فقال الملك: {قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدتُّنَّ يُوسُفَ عَن نَّفْسِهِ ۚ قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِن سُوءٍ ۚ قَالَتِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ ‎﴿٥١﴾‏ ذَٰلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ ‎﴿٥٢﴾‏}[سورة يوسف]، وتَقصد زوجة رئيس مجلس الوزراء بقولها: {ذَٰلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ ‎﴿٥٢﴾‏}[سورة يوسف]، أي: زوجها - كونه حاضِرًا بين الوزراء الذين تَمَّ استدعاؤهم - أن يعلَم أنَّها لم تخُنه بالغَيب مع أي شخصٍ حين غياب زوجها، إنَّ الله لا يهدي كَيْد الخائنين، وقالت: {وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي ۚ إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي ۚ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ ‎﴿٥٣﴾‏ وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي ۖ فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ ‎﴿٥٤﴾‏ قَالَ اجْعَلْنِي عَلَىٰ خَزَائِنِ الْأَرْضِ ۖ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ ‎﴿٥٥﴾‏ وَكَذَٰلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ ۚ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَن نَّشَاءُ ۖ وَلَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ‎﴿٥٦﴾‏ وَلَأَجْرُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ ‎﴿٥٧﴾‏} [سورة يوسف]، كون رئيس مجلس الوزراء حاضرًا بين الوزراء يسمَع قولها ليعلَم أنَّه ليس من عادتها أن تخونه في غيابه كونه مِن الذين تَمّ إحضارهم إلى الصَّرح المَلَكيّ بين يدي المَلِك العَدْل، فمَكَّن المَلِكُ يوسف وجعله هو الرَّئيس العام لوزراء الدَّولة عليهم أجمعين.

    وسلامٌ على المُرسَلين والحمدُ لله ربِّ العالمين..
    خليفة الله الإمام المهديّ؛ ناصر محمد اليمانيّ.
    ___________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  6. افتراضي

    اقتباس المشاركة : احمد محمد علي الجمالي
    سلمتم جميعاً اخواني الانصار وشكر الله سعيكم لردكم على سؤالي

    ولكن اليس الإمام قد قال ⏬


    والسؤال هو: لماذا لم يقل ولكن رسول الله وخاتم المرسلين؛ بل قال {وَلَكِنْ رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} صدق الله العظيم؟ وذلك يا صبري لأن كُل رسول هو كذلك نبيٌّ، وليس كُل نبيّ رسولٌ، وأراد الله أن يُع... تم اختصار الاقتباس
    رابط الاقتباس :
    https://albushra-islamia.com../showthread.php?p=422091
    انتهى الاقتباس من احمد محمد علي الجمالي
    ___۩ اقتــباس ۩___
    من بيانات الإمام المهدي ناصر محمد اليماني:

    وكُلّ نبيٍّ خليفةً وليس كُلّ نبيٍّ رسولاً، وكُلّ إمامٍ خليفة وليس كُلّ إمامٍ نبيّاً، فأمّا البرهان أنّ الأنبياءَ أئمةٌ هو قول الله تعالى: {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا} صدق الله العظيم [البقرة:124].

    وأما البرهان أنّ كُلَّ نبيٍ خليفةٌ هو قول الله تعالى: {يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ} صدق الله العظيم [ص:26].

    إذاً كُلُّ إمامٍ خليفةٌ وليس كُلُّ إمامٍ نبياً، وخاتم خلفاء الله من الأئمة هو (( ن )) ناصر مُحمد اليماني، والمقصود الحقّ من قوله تعالى: {ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ ﴿1﴾ مَا أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ ﴿2﴾ وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ ﴿3﴾ وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴿4﴾ فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ ﴿5﴾ بِأَييِّكُمُ الْمَفْتُونُ ﴿6﴾}صدق الله العظيم [القلم].

    _____ ۩ عنوان البيــــان ۩ _____
    { قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي }..

    ___۩ تاريخ اصدار البيان ۩___
    الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني
    15 - 12 - 1430 هـ
    02 - 12 - 2009 مـ
    08:49 مساءً

    ____ ۩ رابط مصدر البيان ۩ ____
    https://albushra-islamia.com./showthread.php?p=46628

    ====== ۩ البيـــــــــان ۩ ======

    اقتباس المشاركة 46628 من موضوع المهدي المُنتظر يُبيّن للمُسلمين سرّ الأحرف في القُرآن العظيم..




    - 6 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    15 - 12 - 1430 هـ
    02 - 12 - 2009 مـ
    08:49 مساءً
    ــــــــــــــــــــ


    { قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي }
    صــــدق الله العظيــــم ..


    بسم الله الرحمن الرحيم والصّلاة والسّلام على خاتم الأنبياء والمُرسلين وآله الطيّبين السلام عليكم ورحمة الله، السلام علينا وعلى جميع عباد الله الصالحين، وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين، وبعد..

    قال الله تعالى:
    {قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} صدق الله العظيم [يوسف:108].

    ومن خلال هذه الآية المُحكمة نفتي بالحقّ أنّ لكُلّ دعوى بُرهانٌ والبُرهان هو البصيرة من الرحمن، فهل عندك يا صاحبي بصيرةً من الرحمن فأتنا به، ما لم؛ فاعلم أنّك تقول على الله ما لم تعلم، والقول على الله بما لم تعلم من أمر الشيطان. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:169].

    ومن خلال هذه الآية المُحكمة نفتي بالتحريم على كُلّ مؤمنٍ أن يقول على الله ما لم يعلم، وذلك لأنّ الله حرّم ما يأمركم به الشيطان. وقال الله تعالى:
    {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم [الأعراف:33].

    وبما أنّي الإمام المهديّ أفتيتُكم بسرّ الأحرف في أوائل بعض سور القرآن من أولهم
    { الم } سورة البقرة إلى خاتمهم { ن } خاتم خُلفاء الله أجمعين، وقد أتينا بالبرهان من ذات القرآن أنّ الله يرمز لاسم أيٍّ من الخلفاء بحرفٍ شرط أن يكون الرمز أحد أحرف الاسم الأول ولا يتجاوز الرمز إلى اسم الأب؛ بل من الاسم الأول وبأيّ حرفٍ منه من أوله أو من وسطه، فانظر لقول الله تعالى: {وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} صدق الله العظيم [الأنبياء:87].

    ومن خلال هذه الآية نعلم بأنّ الله رمزَ لنبيّ الله يونس عليه الصلاة والسلام بحرف النون، وبما أنّه جاء في وسط كلام الله لذلك نطق بحرف
    ن بلفظه (النون) من أحد حروف اسمه الأول وهو الحرف نون فذلك رمز نبيٍّ لاسم نبيّ الله يونس بما أننا نعلم أنّ اسمه يونس من قصةٍ أخرى.

    ومن ثم نأتي لسورة مريم الصدّيقة. وقال الله تعالى:
    {كهيعص ﴿1﴾ ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا ﴿2﴾} صدق الله العظيم [مريم].


    ( كهيعص ) وتلك رموز لأنبياء آل عمران وحسب ترتيب السن.
    ( ك ) وجعله الله رمزاً لاسم زكريا عليه السلام.
    ( هـ ) جعله الله رمز نبيّ الله هارون أخو مريم، ولذلك قالوا يا أخت هارون.
    ( ي ) جعله الله رمزاً لاسم نبيّ الله يحيى الذي آتاه الله الحُكم صبياً.
    ( ع ) جعله الله رمزاً لاسم نبيّ الله عيسى ابن مريم عليه السلام.
    ) جعله الله رمزاً لاسم الصدّيقة مريم، وبما أنها ليست من الأنبياء، لذلك أخذ الله رمزها من اسم الصفة لمريم كما سماها الله الصدّيقة في قول الله تعالى: {مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ} صدق الله العظيم [المائده:75].


    إذاً وبما أنّ السور ذات الأحرف المُرتبة في القرآن العظيم بأمرٍ من الله عددها تسعة وعشرين سورة وتمّ ترتيبها بأمر من الرحمن، وبما أنّ عدد الأنبياء المذكورين في القرآن العظيم بالاسم هم ثمانية وعشرون نبيّاً ورسولاً وجميعهم خُلفاء لله، وأما الخليفة التاسع والعشرون فتجده في آخر سورةٍ وُضعت حسب ترتيب السور ذات الأحرف وهي:

    سورة ( ن ) فذلك رمزٌ لاسم خاتم خُلفاء الله أجمعين ناصر مُحمد اليماني، وذلك هو الإمام المهديّ الحقّ من ربّ العالمين، وقد أقسم الله بحرفٍ من اسمه لنبيّه والقرآنِ العظيم لينصرالله به دعوة محمدٍ صلى الله عليه وآله وسلم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ
    ﴿1﴾ مَا أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ ﴿2﴾ وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ ﴿3﴾ وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴿4﴾ فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ ﴿5﴾ بِأَييِّكُمُ الْمَفْتُونُ ﴿6﴾}
    صدق الله العظيم [القلم].


    وكُلّ نبيٍّ خليفةً وليس كُلّ نبيٍّ رسولاً، وكُلّ إمامٍ خليفة وليس كُلّ إمامٍ نبيّاً، فأمّا البرهان أنّ الأنبياءَ أئمةٌ هو قول الله تعالى: {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا} صدق الله العظيم [البقرة:124].

    وأما البرهان أنّ كُلَّ نبيٍ خليفةٌ هو قول الله تعالى:
    {يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ} صدق الله العظيم [ص:26].

    إذاً كُلُّ إمامٍ خليفةٌ وليس كُلُّ إمامٍ نبياً، وخاتم خلفاء الله من الأئمة هو (( ن )) ناصر مُحمد اليماني، والمقصود الحقّ من قوله تعالى:
    {ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ ﴿1﴾ مَا أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ ﴿2﴾ وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ ﴿3﴾ وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴿4﴾ فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ ﴿5﴾ بِأَييِّكُمُ الْمَفْتُونُ ﴿6﴾}صدق الله العظيم [القلم].

    وهذا وعدٌ من الله لنبيّه محمد صلى الله عليه وآله وسلم لينصرنّه وكتابه المسطور القرآن العظيم بهذا الإمام الذي وضع الله رمز اسمه (ن) فيبعثه الله في الأمّة المعدودة التي أحاطهم الله بالعلم المنطقي فيريهم آيات القرآن العلميّة بالعلم والمنطق على الواقع الحقيقي فيعرفونها بما أحاطهم الله من العلم على الواقع الحقيقي. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} [ النمل:93].

    والأمّة المعدودة منهم القوم الذين أحاطهم الله بما شاء من علمه المنطقي على الواقع الحقيقي. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} حتى يتبيّن للناس أجمعين أنَّ مُحمداً رسولَ الله صلى الله عليه وآله وسلم ليس بمجنونٍ وأن هذا القرآن تلقّاه من لدن حكيمٍ عليمٍ لأنه تبيّن لهم أنه الحقّ من ربِّهم على الواقع بآيات التصديق بالعلم والمنطق على الواقع الحقيقي. تصديقاً لقول الله تعالى: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ} صدق الله العظيم [النمل:93].

    فابتعث الله المهديّ المُنتظَر تصديقاً للوعد الحقّ ليُحاجِج الناس بحقائق آيات القرآن العظيم العلميّة بادئاً بآياتٍ في الآفاق بالفضاء الكونيّ من حول الأرض، فبيَّنّا لهم حقيقة الأراضين السبع المذكورة في القرآن العظيم وأنهنّ يوجدنَ جميعاً من بعد أرضنا التي نعيش عليها وأتينا بآيات بيّناتٍ واضحاتٍ لأولي الألباب ليعلموا أنّ الأراضين السبع جميعاً يوجدنَ من بعد أرضنا بالفضاء الكوني. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ} صدق الله العظيم [لقمان:27].

    وهُنا أوجّه سؤالاً لأهل العلم والمنطق وأولي الألباب جميعاً فأسألهم: كم يُغطي البحر من سطح الأرض؟ والجواب معروف لديهم وسوف يقولون: "يغطي ثلاثة أرباع سطح الأرض". ومن ثم نقول لهم: وهل بقي مُتسعٌ لسبعة أبحرٍ مثله؟ والجواب بالعقل والمنطق: "كلا إلا أن يُضاعفه بعضه فوق بعض إلى سبعة أبحرٍ". ومن ثم نرد عليهم ونقول: بل المدّ يكون من بعده. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ}.

    ومن ثم يأتي الجواب بالعقل والمنطق: "فبما أنه لم يبقَ مُتسعٌ ليمدّ سبعة أبحرٍ مثل بحر هذه الأرض فبالعقل والمنطق لا بُدّ أنه توجد الأراضين السبع من بعد أرضنا إذا كان القرآن حقاً تلقّاه مُحمدٌ رسول الله من لدُن حكيم عليم، وكذلك لا بُدّ أن أرضنا التي نعيش عليها تخرج عن الرقم سبعة، فهل لديك آيةٌ تؤكد ما يقوله العقل والمنطق شرط أن تذكر الآيةُ بأنّ العدد الرقمي للأرضين السبع مُساوٍ للعدد الرقمي للسماوات السبع؟ وبما أنّ الكون مليء بالكواكب والنجوم فنضيف شرطاً أن تذكر الآيةُ أنّ الأراضين السبع يوجدنَ جميعاً من بعد أرضنا كما بيّنت لنا بهذه الآية، وكذلك شرطٌ آخر أن تخرج هذه الآية أرضنا عن الرقم سبعة للأراضين السبع لأنك أخرجتها بالبيان في الآية الأولى وقلت إنّ الأراضين السبع من بعد أرضنا. بدليل قوله تعالى:
    {وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ }".

    ومن ثم نُرد عليه ونقول: قال الله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنْ الأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍعِلْماً} صدق الله العظيم [الطلاق:12].

    فأمّا الأمر فهو القرآن العظيم
    {
    فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ} [الحجر:94]؛ يتنزّل على مُحمدٍ رسول الله بينهن. وما معنى {لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍعِلْماً} [الطلاق:12]؟ بمعنى وما يدري الذي تنزّل عليه القرآن بأنّ الأراضين السبع يوجدن من بعد أرضنا؟ فيعلمون أنه حقاً ليس بمفترٍ ولا ساحرٍ ولا كاهنٍ ولا مجنونٍ؛ بل تلقّاه من الذي أحاط بكُلّ شيءٍ علماً الذي يعلم بأنه جعل الأراضين السبع طباقاً من بعد أرضنا، فيعلمون أنّ الله على كُلّ شيءٍ قدير وأنه أحاط بكُل شيءٍ علماً، فيؤمِن المُلحدون ويُصدِّق المؤمنون بحقيقة هذا القرآن العظيم المُنزّل على مُحمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من لدُن حكيم عليم، ومن ثم يتم التصديق للبيان الحقّ بالتطبيق على الواقع الحقيقي بالعلم والمنطق ليتبيّن للناس أجمعين أنه الحقّ من ربهم إن كانوا يعقلون، وهل يتذكر الحقّ في الكتاب إلا أولو الألباب؟ وإلى تطبيق البيان بالعلم والمنطق على الواقع الحقيقي.

    فهل بعد الحقّ إلا الضلال يا صاحبي؟ فانظر إلى البيان الحقّ من الرحمن، فعندما يكون الوحي من الرحمن فإنه يكون بعلمٍ وسُلطانٍ، أمّا البيان الذي من وحي الشيطان فهو ليس إلا بالظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً، وسلطان العلم والبرهان للوحي الذي من أمر الشيطان تجده صفراً.
    ويا صاحبي اتّبعني ولا تتّبع خطوات الشيطان فإنّه يأمرك أن تقول على الله ما لا تعلم، ولكنّ الله حرم عليك أن تقول على الله ما لا تعلم، واعلم أنّ الإمام المهديّ يأتي ناصراً لمحمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيدعو إلى دعوته وينهج على نهجه ويقتفي أثره بالحقّ فيدعو الناس على بصيرةٍ من ربه وهي ذاتها بصيرة مُحمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الكتاب والسُّنة الحقّ وما بعد الحقّ إلا الضلال، فلا تكن يا صاحبي للحقّ عنيداً، واتّبعني أهدِك صراط العزيز الحميد بسُلطان العلم من القرآن المجيد وبصيرة مُحمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم هي بالقرآن والسُّنة الحقّ، وكذلك التّابع له والناصر له (ناصر محمد اليماني) يدعو بنفس وذات البصيرة من ربّ العالمين. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} صدق الله العظيم [يوسف:8].

    الإمام المهديّ ناصر مُحمد اليماني.
    ___________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..


    - - - تم التحديث - - -

    اقتباس المشاركة : احمد محمد علي الجمالي
    سلمتم جميعاً اخواني الانصار وشكر الله سعيكم لردكم على سؤالي

    ولكن اليس الإمام قد قال ⏬


    والسؤال هو: لماذا لم يقل ولكن رسول الله وخاتم المرسلين؛ بل قال {وَلَكِنْ رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} صدق الله العظيم؟ وذلك يا صبري لأن كُل رسول هو كذلك نبيٌّ، وليس كُل نبيّ رسولٌ، وأراد الله أن يُع... تم اختصار الاقتباس
    رابط الاقتباس :
    https://albushra-islamia.com../showthread.php?p=422091
    انتهى الاقتباس من احمد محمد علي الجمالي
    ___۩ اقتــباس ۩___
    من بيانات الإمام المهدي ناصر محمد اليماني:

    ونحن نعلم بأنّ آدم ليس برسولٍ بل نبيٌّ ولكنّ المَنهَج لا يأتي به الأنبياء؛ بل يأتي به الرُسل، وإنّما يُورث الأنبياء عِلمَ كُتبِ المُرسَلينَ وكلّ رسولٍ نبيٌّ وليس كل نبيٍّ رسولًا، ولكن آدم يَعلم مَنهج العبوديّة لربّه كما علَّمه الله ولكنّه لم يَبعثه بالتَّشريع؛ بل الرّسُل جاءت مِن ذُرية آدم، تصديقًا لقول الله تعالى: {يَا بَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي ۙ فَمَنِ اتَّقَىٰ وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿٣٥﴾} صدق الله العظيم، ولن يُحاسب أولاد آدم الأوّلين بسبب نِكاحهم لأخَواتهم، تصديقًا لقول الله تعالى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولًا} صدق الله العظيم [الإسراء:15].

    وذلك لأنّ لهم حُجةً على ربّهم إن لم يبعث إليهم رسولًا ليُحرِّم عليهم ذلك، فإن ثَبتَ أنّ الله ابتعَثَ إليهم رسولًا ليُبيِّن لهم التّشريع في الزّواج ومِن ثمّ عَصوا أمرَ ربّهم فهنا قامَت على هابيل وقابيل الحُجّة فيُعذِّبهم الله بسبب نِكاحَهم لأخواتهم، وأمّا إذا ثبتَ أنّهم نكَحوا أخَواتهم مِن قبل مَبعثِ الرُّسُل إليهم فلا حُجّة لله عليهم؛ بل الحُجّة لهم على الله بسبب عدَم بعثِ الرّسول الذي يَنهاهم عن ذلك، وقال الله تعالى: {وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ ۖ فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿٤٨﴾} [الأنعام].

    إذًا الرُسل هم حُجّة الله على الناس، وقبل مَبعَثِهم فلا حُجّة لله عليهم، تصديقًا لقول الله تعالى: {رُّسُلًا مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّـهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ ۚ وَكَانَ اللَّـهُ عَزِيزًا حَكِيمًا ﴿١٦٥﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    أفلا ترَوْنَ بأنّ لأولاد آدم حُجّةً على ربّهم لَئِن حاسَبهم على نِكاح أخَواتهم بادِئ الأمر نظرًا لعَدم وُجود شَرعٍ يُحرِّم ذلك عليهم؟ ومِن بعد التّحريم فمَن اتَّبع الحقّ فلا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون، تصديقًا لقول الله تعالى: {وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ ۖ فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿٤٨﴾} صدق الله العظيم.

    _____ ۩ عنوان البيــــان ۩ _____
    { وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّـهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَّرِيدٍ } صدق الله العظيم ..

    ___۩ تاريخ اصدار البيان ۩___
    الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني
    24 - ذو القعدة - 1429 هـ
    23 - 11 - 2008 مـ
    11:14 مسـاءً

    ____ ۩ رابط مصدر البيان ۩ ____
    https://albushra-islamia.com./showthread.php?p=3871

    ====== ۩ البيـــــــــان ۩ ======

    اقتباس المشاركة 3871 من موضوع أهلًا وسَهلًا ومَرحبًا بالباحِثِ المُستَشار، عسَى أن تكونَ مِن السَّابقين الأخيَار ..

    - 7 -
    الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني
    24 - ذو القعدة - 1429 هـ
    23 - 11 - 2008 مـ
    11:14 مسـاءً
    (بحسب التّقويم الرّسميّ لأمّ القُرى)
    _____________



    {وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّـهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَّرِيدٍ} صدق الله العظيم ..


    أعوذُ بالله السّميع العليم مِن الشيطان الرّجيم، بِسْمِ الله الرّحمن الرّحيم:{وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّـهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَّرِيدٍ ﴿٣﴾ كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَن تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَىٰ عَذَابِ السَّعِيرِ ﴿٤﴾} صدق الله العظيم [الحج]، وسَلامٌ على المُرسَلِين والحمدُ لله ربّ العالَمين وبعد ..

    أيّها الشّاهِدُ والمُستشار لكلّ دَعوى بُرهانٌ وسُلطانٌ بيِّنٌ، وبما أنّكم تدَّعونَ بأنّ التّناسل للبشريّة في العهدِ القديمِ كان في حرثٍ آخرَ وليس في أزواجٍ مِنهم مِن أنفسهم، قُل هاتوا بُرهانَكم إن كنتم صَادِقين؟ وذلك لأنّي لا أجدُ في القرآن ما تدَّعُون؛ وإذا تعلمون بسُلطانِكم على دَعوَاكُم فأْتوا به فلِكلّ دَعوَى بُرهان، ولا تُجادِلوا في آياتِ الله بغيرِ سلطانٍ أتاكم، فإن فَعلتُم فقد خالفتُم أمرَ الرّحمن واتّبعتُم أمرَ الشّيطان بِقَولِكم على الله ما لا تَعلمون، ذلك لأنّ الله قال بأنّ أزواجَنا مِن ذاتِ أنفسنا وليس مِن خلقٍ آخر، إلّا الذين غَيَّروا خلقَ الله فنكَحوا إناث الشياطين مِن شياطين البشر فاستَكثروا مِنهم خَلقًا كثيرًا مِن البشر، تصديقًا لقول الله تعالى: {إِن يَدْعُونَ مِن دُونِهِ إِلَّا إِنَاثًا وَإِن يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَانًا مَّرِيدًا ﴿١١٧﴾ لَّعَنَهُ اللَّـهُ ۘ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا ﴿١١٨﴾ وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّـهِ ۚ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللَّـهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا ﴿١١٩﴾ يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ ۖ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا ﴿١٢٠﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    أولئك الذين غيَّروا خَلقَ الله مِن شياطين البشر مِن الذين يَعبُدون الطّاغوت مِن دون الله وهم يَعلَمون، ويُمنِِّيهم ويَعِدُهم وما يَعِدُهم الشيطان إلا غُرورًا، وأمَرَهم أن يُغيِّروا خَلق الله فتَغَشَّوا إناث الشياطين مِن الجنّ فاستكثَروا مِنهم خَلقًا كثيرًا آباؤهم مِن شياطين البَشر وأمّهاتُهم مِن إناث الشّياطين فاستكثَروا مِن ذُرِّيّات البشر خلقًا كثيرًا ليكونوا مِن جيش الطّاغوت كما أفتَيناكم بأنّ أمّهاتِهم مِن الجنّ وآباءهم مِن الإنس وقال الله تعالى: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الْإِنسِ ۖ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُم مِّنَ الْإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا ۚ قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّـهُ ۗ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ ﴿١٢٨﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    كما أفتَيتُكم بالأمس؛ إنّي أرى جِدالكُم حقًّا يُرادُ به باطِل، وأقصِدُ جِدَالكم ( إذ كيف تَحِلّ الأخت لأخيها فلا بُدّ مِن إناثٍ مِن غير ذُريّة آدم )، فهل تُريدون تغيير خلقِ الله كما يَفعل شياطين البشر الذين أطاعوا الطّاغوت فغيّروا خلقَ الله فنكَحوا إناثًا لم يَخلُقهنَّ الله مِن أنفسِهم وغيَّروا خَلقَ الله تنفيذًا لأمر الشيطان؟ ولو أنّكم لم تُفصِحوا بذلك وكأنّكم مِن شياطين البشر أو تتخبَّطُكم مُسوسُ الشياطين فيُوحونَ إليكم أن تُجادِلوا الحقّ بالباطِل الذي ما أنزَل الله به مِن سلطان، وأمّا حُجَّتكم إذ كيف يُجامع الأخ أختَه؟ فهذا حقٌ يُراد به باطلٌ وقد جاء التّشريع الحقّ وحرّمَ ذلك، وحدثَ ذلك قبل نزول التّشريع وليس عليهم في ذلك شيءٌ حتى يأتي التّحريم، وما كان الله لِيُحاسِبَهم على ذلك ما لم يبعث إليهم رسولًا يُحلّ لهم ما أحلّه الله ويُحرِّم عليهم ما حرَّم الله، وعفا الله عمَّا سلفَ ومَن لم يتُب فأولئك هم الظّالمون، وقال الله تعالى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولًا} صدق الله العظيم [الإسراء:15].

    ولم أجِد الأزواج أتت إلينا مِن خلقٍ آخرَ، فلا تفتروا على الله الكَذِبَ، وقد أفتاكم الله في مُحكم كتابه أنّ أزواجكم من أنفسكم مِن البداية وليس مِن خَلقٍ آخرَ، وقال الله تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴿٢١﴾} صدق الله العظيم [الروم].

    فمِن أين جِئتُم لأولادِ آدمَ بإناثٍ مِن غير ذُريّة آدم؟ ولَم آخُذ بالي (لحكمةٍ إلهيّةٍ) لِمَا كنتم تريدون إثباته! وظننتُ أنكم تريدون المعنى الحقّ لكلمة: {بَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً}، أيْ: بثّ مِن ذُريّة آدم وحواء رجالًا كثيرًا ونساءً فجعل الله لنا أزواجًا مِن أنفسنا وليس مِن ذُرّيّات الشياطين، ولربّما تقولان: "ولكننا لم نقصِد إناث الجنّ"، أقول: نعم لم تُفصحوا بذلك إذًا لاكْتُشِف أمرُكم وما تريدون، ولكن لربّما ذلك بغير قصدٍ منكم، ولذلك لا أريد أن أحكُمَ عليكم بظُلمٍ بغيرِ الحقّ، والمطلوب منكم أن تأتوا ببرهانٍ مُبينٍ كيف كان التَّناسُل لذُريّة آدم الأولى، فلا أجد في الكتاب! وليس معنى ذلك أنّي لم أُفتِكم كيف كان التّناسل؛ بل أفتَيتُكم بالحقّ بأنّي لم أجد أزواجًا لنا مِن غير أنفسنا، وقال الله تعالى: {وَاللَّـهُ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ ۚ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللَّـهِ هُمْ يَكْفُرُونَ ﴿٧٢﴾} صدق الله العظيم [النحل].

    فاتّقوا الله، تالله لقد أصبحتُ في شكٍّ مِن أمركم، غير أنّي لا أريد أن أظلِمَكم إن كنتم لا تريدون غير الحقّ، ولذلك سوف أُرجِئُ الحُكمَ عليكم فهذا جِدالُ قومٍ يُريدون لفتَ الانتباه إلى إناثٍ مِن خَلقٍ آخرَ تمَّ التَّزاوُج بينهم بادِئ الرّأي حتى لا يَنكِح أولادُ آدم أخَواتِهم، وقد يراه الباحث شيئًا منطقيًّا فلا بُدّ مِن إناثٍ مِن خَلقٍ آخرَ؛ فكيف يتزوّجُ الأخ أختَه؟ ومِن ثمّ أردّ عليكم بالحقّ وأقول: تالله لولا جاء الشّرعُ وحرّمَ ذلك لكان الأمر شيئًا طبيعيًّا أن ينكِح الأخ أخته فيُنجِب منها ذُرّيّته، ولكن نظرًا لأنّ الشَّرع جاء مِن أوّل مرّةٍ بتَحريم ذلك وعفا الله عمّا سلفَ ولم يصِفْهم الله بأولاد زِنى كما يقول أحدُ المُمتَرين ويتلفَّظُ على الإمام المهديّ بإثمٍ كبيرٍ.

    ويا معشر الأنصار؛ لَئِنْ أقام هؤلاء على إمامكم الحُجّة فإيّاكم أن تتّبِعوني ما لم تجِدوا إمامكم هو المُهيمِن بالبيان الحقّ للقرآن العظيم، وأمّا موضوع هؤلاء فإن تدبَّرتم ردودهم فسوف تستنتِجُون ما يريدون أن يقولوه فيتوصَّلون إليه بوسوسةٍ مِن الشيطان وليس بتفهيمٍ مِن الرّحمن، ومِن ثمّ يقولون: إذًا يا ناصر اليماني أنت لم تأتِ بالبرهان كيف تمّ التّزاوُج بين أبناء آدم، فإن قلتَ: أنجَبوا مِن أخَواتِهم أولادَهم فأصبحوا عِيال عمٍّ ومِن ثم تزوَّجَت البنتُ ولدَ عمّها، ومِن ثمّ نقول لك: وكيف يجوز أن ينكِح الأخ أخته؟ ومِن ثمِ أردّ عليكم وأقول: بسبب أنهم لا يعلمون أن ذلك محرَّمٌ عليهم بسبب عدم وجود التّشريع؛ بل وعدَهم الله بالشّريعة والمنهاج مِن بعد خروجهم إلى حيث أنتم، وقال الله تعالى: {يَا بَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي ۙ فَمَنِ اتَّقَىٰ وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿٣٥﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

    ونحن نعلم بأنّ آدم ليس برسولٍ بل نبيٌّ ولكنّ المَنهَج لا يأتي به الأنبياء؛ بل يأتي به الرُسل، وإنّما يُورث الأنبياء عِلمَ كُتبِ المُرسَلينَ وكلّ رسولٍ نبيٌّ وليس كل نبيٍّ رسولًا، ولكن آدم يَعلم مَنهج العبوديّة لربّه كما علَّمه الله ولكنّه لم يَبعثه بالتَّشريع؛ بل الرّسُل جاءت مِن ذُرية آدم، تصديقًا لقول الله تعالى: {يَا بَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي ۙ فَمَنِ اتَّقَىٰ وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿٣٥﴾} صدق الله العظيم، ولن يُحاسب أولاد آدم الأوّلين بسبب نِكاحهم لأخَواتهم، تصديقًا لقول الله تعالى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولًا} صدق الله العظيم [الإسراء:15].

    وذلك لأنّ لهم حُجةً على ربّهم إن لم يبعث إليهم رسولًا ليُحرِّم عليهم ذلك، فإن ثَبتَ أنّ الله ابتعَثَ إليهم رسولًا ليُبيِّن لهم التّشريع في الزّواج ومِن ثمّ عَصوا أمرَ ربّهم فهنا قامَت على هابيل وقابيل الحُجّة فيُعذِّبهم الله بسبب نِكاحَهم لأخواتهم، وأمّا إذا ثبتَ أنّهم نكَحوا أخَواتهم مِن قبل مَبعثِ الرُّسُل إليهم فلا حُجّة لله عليهم؛ بل الحُجّة لهم على الله بسبب عدَم بعثِ الرّسول الذي يَنهاهم عن ذلك، وقال الله تعالى: {وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ ۖ فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿٤٨﴾} [الأنعام].

    إذًا الرُسل هم حُجّة الله على الناس، وقبل مَبعَثِهم فلا حُجّة لله عليهم، تصديقًا لقول الله تعالى: {رُّسُلًا مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّـهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ ۚ وَكَانَ اللَّـهُ عَزِيزًا حَكِيمًا ﴿١٦٥﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    أفلا ترَوْنَ بأنّ لأولاد آدم حُجّةً على ربّهم لَئِن حاسَبهم على نِكاح أخَواتهم بادِئ الأمر نظرًا لعَدم وُجود شَرعٍ يُحرِّم ذلك عليهم؟ ومِن بعد التّحريم فمَن اتَّبع الحقّ فلا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون، تصديقًا لقول الله تعالى: {وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ ۖ فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿٤٨﴾} صدق الله العظيم.

    وأراكم تُطالبون بسلطان الفتوى بالحقّ كيف تمَّ التّناسُل، فأردُّ عليكم وأقول: إنّكم تُجادلون بذات السُلطان المُحكَم الواضِح والبيِّن في هذا الشأن وهو قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً} صدق الله العظيم [النساء:1].

    فقد بيَّن الله لكم في هذه الآية المُحكَمة بأنّ التّناسُل لم يتَجاوَز الذَّكر والأنثى مِن أولاد آدم إلا الذين غيَّروا خَلق الله، كما تريدون إثباتَ تلك الشّريعة الباطِلة بتغيير خلق الله بأن لابُدّ مِن إناثٍ مِن غير ذُرية آدم حتى يتِمّ التّناسُل بادِئ الأمر بينهم، وهذا ما تبيَّن لي مِن ردودكم وهو ما تُريدون التَّوصُّل إليه، ولكنّي أُكرِّر: لا أريد أن أفتي بأنّكم مِن شياطين البشر حتى تُعرِضوا عن ذِكر الرّحمن فتَتَّبعوا ما لم يُنزل الله به مِن سُلطان بحُجّة أنه كيف ينكِح الأخ أخته؟ وقد أفتيناكم بآياتٍ مُحكماتٍ بيِّناتٍ أنهُ: لا حُجّة لله على هابيل وقابيل بسبب نكاح أخَواتهم نظرًا لأنهم لم يأتوا بعدُ - رسُلٌ منهم - بشَرعِ ربّهم، وأخبَركم الله بذلك أنه لا حُجّة له عليهم ولن يُحاسِبَهم على ذلك، تصديقًا لقول الله تعالى: {رُّسُلًا مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّـهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ ۚ وَكَانَ اللَّـهُ عَزِيزًا حَكِيمًا ﴿١٦٥﴾} صدق الله العظيم. أفلا تَرَون أنّه لا تثريبَ عليهم ولا حِساب؟ نظرًا لعدَم إقامة الحُجّة لربِّهم عليهم بسبب أنّه لم يأتِهم رسولٌ حرَّم عليهم ذلك فعَصوا أمر ربّهم.

    فليستَمرّ الحِوار بين المهديّ المنتظَر والمُستشار وشاهدهُ إن لم يكن هو، وظننتُ فيك الخير لأنه أعجبَني قولك بادِئ الرّأي، حتى تبيَّن لي ما تُريد أن تُفتي به وهو وجود حرثٍ آخرَ ذرَأ الله فيه ذُرّيّة آدم الأولى، ولكنّي أعلمُ بأنّ هذا الحَرث الذي تريد البرهان له بتغيير خَلق الله حرثٌ خبيثٌ لا يَخرُج نباته إلا نكَدا، وإذا قيل له اتَّقِ الله أخذَته العِزّة بالإثم بعدما تبيَّن له الحقّ فلا يتّخِذه سبيلا؛ أولئك ذُرّيّات قومٍ يُعجبك قولهم في الحياة الدنيا وهم مِن ألدّ الخِصام لله ربّ العالمين تصديقًا لقول الله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّـهَ عَلَىٰ مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ ﴿٢٠٤﴾ وَإِذَا تَوَلَّىٰ سَعَىٰ فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ ۗ وَاللَّـهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ ﴿٢٠٥﴾ وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّـهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ ۚ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ ۚ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ ﴿٢٠٦﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    ولن تُفلِتا مِن الحقّ، فإن كنتم مِن الذين يريدون الحقّ فاتّبعوا الحقّ بعدما تبيّن لكم أنّه الحقّ وقد فصّلناه تفصيلًا. ولربّما يوَدُّ المُستشار أو الشّاهد أن يُقاطِعني فيقول: "يا ناصر محمد اليماني، إنك تفتي بأنّ الذي لم يُصدِّقك فيتّبعك بأنه شيطانٌ مريدٌ"، ومِن ثمّ أردّ عليه وأقول: أعوذ بالله أن أكون مِن الجاهلين، وبيني وبين الناس كتابُ الله وسنة رسوله، فمَن غَلبتُه بكتاب الله وسنة رسوله ثمّ لم يتّبِع الحقّ وهو يُؤمِنُ به وليس مِن الكافرين ثمّ لا يتّخذه سبيلًا ويُجادِل بالباطل ليدحَض به الحقّ فقد تبيَّن لي شأنه ولن أظلم أحدًا بإذن الله، فالذين يريدون الحقّ سوف يُبيِّنهم الله لي بالحقّ، ولربما يُجادِلوني بادِئ الأمر جدلًا كبيرًا حتى إذا حصحصَ لهم الحقّ اتَّقَوا الله، فإن كان المُستشار والشاهد حقًّا مِن الباحثين عن الحقّ فسوف يتّبعون الحقّ إن تبيَّن لهم أنه الحقّ فسوف يتّبعونه ولن تأخذهم العزّة بالإثم بعدما تبيَّن لهم الحقّ من ربّهم، وأما آخرون فلن يزيدهم البيان الحقّ إلّا رجسًا إلى رجسِهم لأنّه تبيَّن لهم أنّه الحقّ مِن ربّهم ويريدون أن يُطفئوا نور الله بأفواهِهم، اللهم إن كان المُستشار وشاهده يريدون الحقّ فاهدِهم إليه، وإن كان ناصر محمد اليماني على الباطل وهم على الحقّ فاجعل لهم الحُجّة على ناصر محمد اليماني، اللهم إني عبدك وخليفتك بالحقّ أُجادِل الناس بالقرآن العظيم حُجّتك على محمدٍ رسول الله إن لم يُبلّغ برسالتك؛ وحجّتك وحُجّة رسولك على قومِه مِن بعد التّبليغ فيكون عليهم شهيدًا؛ وحُجّة قومه وحُجّتهم على الناس مِن بعد التّبليغ فجعلتَهم شُهداء بالحقّ، وإن لم يفعلوا فما بلَّغوا رسالة ربّهم للناس إن اتَّخذوه مهجورًا، تصديقًا لقولك الحقّ: {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ ۖ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ ﴿٤٤﴾} صدق الله العظيم [الزخرف]، فإن لم يفعل مُحمدٌ رسول الله ولم يُبلِّغ به قومَه فحِسابُه على ربِّه ولن يجِدَ له مِن دون الله وليًّا ولا نصيرًا، وإن بلَّغ به قومه فقد جعل الله الذِّكر حُجّته عليهم وحُجّة رسوله، وجعل رسولهم عليهم شهيدًا مِن بعد التّبليغ لهم ليُبلِّغوا برسالة ربّهم إلى الناس أجمعين، فإن لم يفعل قومُه كان على الله حسابهم ولن يَجدوا لهم مِن دون الله وليًّا ولا نصيرًا، وإن فعلوا وبلَّغوا رسالة ربّهم إلى الناس فسوف يجعل الله الذِّكر حُجّته على الناس وحُجّتهم على الناس، ويجعل قومه شُهداء بالحقّ أنهم بلَّغوا برسالة ربّهم ذِكر العالمين لمَن شاء منهم أن يستقيم، تصديقًا لقول الله تعالى: {وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا} صدق الله العظيم [البقرة:143].

    اللهم قد علّمتَ عبدَك البيان الحقّ وإني أَشهَدُ أنه لم يُعلِّمني سِواكَ وبلَّغتُهم بكثيرٍ مِن البيان الحقّ للقرآن ولا أزالُ أُفصِّل لهم تفصيلًا مِن مُحكَم كتابك، اللهم إن كُنتَ تعلم أنّ عبدك يدعو إليك على بصيرة الحقّ القرآن العظيم فاجعل لعبدك الحُجّة على كافّة علماء الأمّة، وإن كان ناصر محمد اليماني على ضلالٍ فاجعل لهم الحُجّة على ناصر محمد اليماني والحُكم لك إلهي وأنت خيرُ الحاكمين.

    ويا أيّها المُستشار وشاهده - إن لم تكونا واحدًا - إنّي أدعوكما إلى كتاب الله القرآن العظيم وسنّة محمدٍ رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم التي لا تُخالِف لمحكَم كتابه في شيءٍ، ومَن استمسك بكتاب الله وسنّة رسوله الحقّ فقد هُدِي إلى صراطٍ مستقيمٍ والحُكم لله وهو أسرع الحاسبين.

    وأراكم تقولون بأنّكم أعجزتم ناصر محمد اليماني، وها أنا ذا أُشهِدُ الله وكفى بالله شهيدًا بأنّه إذا غلبَني عالمٌ يُحاورني بالقرآن العظيم؛ فمَن اتّبعَ ناصر محمد اليماني مِن بعد ذلك فإنّه مِن الذين يستمسكون بأئمتهم ويُجادِلون عنهم بغير الحقّ حتى ولو تبيَّن لهم أنّ إمامهم كان مِن الضّالين؛ حتى ولو كان منهم ناصر محمد اليماني إذا أتاكم عالِمٌ آخرُ بعلمٍ أهدى مِن عِلم ناصر محمد اليماني فقد تبيَّن لكم بأنّي لستُ إمامَ حقٍ أَهدي بالحقّ إلى صراطٍ مستقيمٍ ما دُمتم وجَدتم أحدًا غلبني بعلمٍ وسلطانٍ منيرٍ هو أهدى مِن عِلمي وأقوَم قيلًا وأحسَن تفسيرًا، فقد أيَّدكم الله بعقولٍ فاستخدِموها ولا تتَّبعوا ما ليس لكم به عِلمٌ كعِلم المُستشار والشّاهد الذين لم يأتوا حتى بدليلٍ واحدٍ فقط مِن مُحكَم القرآن العظيم أنّ ذُريّة آدم الأولى تمّ إنجابهم مِن إناث خلقٍ آخر، قُل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين.

    وسَلامٌ على المُرسَلِين، والحمدُ لله ربّ العالمين.
    أخو المسلمين؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.

    {وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّـهَ عَلَىٰ مَا فِي قَلْبِهِ} صدق الله العظيم [البقرة:204].
    ___________________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  7. افتراضي

    تسلم اخي المكرم هشام

المواضيع المتشابهه
  1. اريد الجواب على سؤال السائل ان سبق بيانه من الامام المهدي
    بواسطة محمد حسن غارب الشمري في المنتدى قسم يحتوي على مختلف المواضيع والمشاركات
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 29-11-2021, 05:34 AM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •