الموضوع: أسئلة فاطمة الزهراء

النتائج 121 إلى 130 من 181
  1. افتراضي

    اقتباس المشاركة : فاطمة الزهراء

    قال الله تعالى :{أَفَتَطْمَعُونَ أَنَ ْيُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلاَ مَ الله ثُمَّ يُحَرِفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ } الآية 75 سورة البقرة
    ـ سؤالي: هل هم بنوا إسرائيل أصحاب البقرة الصفراء الجميلة المنظر ؟
    ـ أم هم بنو إسرائيل الذين عاصروا الحبيب خاتم الأنبياء الرّؤوف الرّحيم صلّى الله عليه وآله وسلم تسليما الّذين يحرفون كلام الله وهو بيان السنة الشريفة ؟ ـ أم هم أعوان الدجال الآن؟ الصهاينة .؟
    انتهى الاقتباس من فاطمة الزهراء


    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
    أختي الغالية فاطمة الزهراء البقرة ليس بني اسرائيل من اهل الكتاب الذين عاصروا النبي الخاتم محمد عليه الصلاة والسلام وليس طلائع المسيح الدجال الماسونية العالمية هم من أمر ان يذبحها بل هم قوم موسى عليه الصلاة والسلام الذين عاصروه في زمانه تصديقا لقوله عز وجل:

    ( وإذ قال موسى لقومه إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة قالوا أتتخذنا هزوا قال أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي قال إنه يقول إنها بقرة لا فارض ولا بكر عوان بين ذلك فافعلوا ما تؤمرون قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها قال إنه يقول إنها بقرة صفراء فاقع لونها تسر الناظرين قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي إن البقر تشابه علينا وإنا إن شاء الله لمهتدون قال إنه يقول إنها بقرة لا ذلول تثير الأرض ولا تسقي الحرث مسلمة لا شية فيها قالوا الآن جئت بالحق فذبحوها وما كادوا يفعلون وإذ قتلتم نفسا فادارأتم فيها والله مخرج ما كنتم تكتمون فقلنا اضربوه ببعضها كذلك يحيي الله الموتى ويريكم آياته لعلكم تعقلون )




    اقتباس المشاركة 4535 من موضوع أحسن القصص - (نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن...)

    English فارسى Español Deutsh Italiano Melayu Türk Français




    وماذا عن قصة رسول الله موسى عليه الصلاة والسلام، يا أيّها المهديّ المنتظَر ؟
    رضاعة موسى عليه الصلاة والسلام


    بسم الله الرحمن الرحيم
    انظر لقول الله تعالى:
    {وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ ﴿6﴾ وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ أُمِّ مُوسَىٰ أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ ﴿7﴾ فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ ﴿8﴾ وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِّي وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَىٰ أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ﴿9﴾ وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَىٰ فَارِغًا إِن كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَن رَّبَطْنَا عَلَىٰ قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴿10﴾ وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَن جُنُبٍ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ﴿11﴾ وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِن قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ ﴿12﴾ فَرَدَدْنَاهُ إِلَىٰ أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴿13﴾}صدق الله العظيم.

    فتدبّر:
    {وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ} صدق الله العظيم، فإنهم كانوا يحذرون ما تحذره بالضبط كما علّمهم العرافون بأنه يوجد مولودٌ وُلِد هذا العام وإن لم يقضِ عليه فسوف يؤول مُلكك إليه، وبسبب هذا الاعتقاد قام فرعون بذبح جيلٍ كاملٍ من بني إسرائيل ولم يُنجِ الله غير نبيه موسى عليه الصلاة والسلام. وتستفيد من هذه القصة يا فخامة الرئيس عدة أشياء إن كنت من أولي الألباب من الذين يتدبرون الكتاب وهي:
    1- أنه تبيّن لك أن العرافين أولياء الشياطين، فلا يُحذّرون إلّا من الصالحين، ألم يُحذّروا فرعون من موسى وهو رجُلٌ صالح؟ ثُمّ لا تجدهم يا علي عبد الله صالح يُحذّرون من الكافرين وذلك لأنهم أولياؤهم.
    2- وكذلك تعلم بأنه لا يستطيع أحد أن يُغيّر قدر الله المقدور في الكتاب المسطور فهل استطاع فرعون أن يُغيّر القدر برغم المكر المُضاد لتغيير القدر؟ ووعد النصر والظهور بالمهديّ المنتظَر مثله كوعد ظهور نبي الله موسى فانظر لقول الله تعالى: {فَرَدَدْنَاهُ إِلَىٰ أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴿13﴾}صدق الله العظيم، فانظر لقول الله تعالى:
    {وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم.
    ________________



    التـــــــابوت ..

    هل تعلم بأن التابوت في حدّ ذاته آيةٌ من الله أحضرته الملائكة إلى اليَمِّ لكي تقذفَ أمُّ موسى بموسى في التابوت؟ولو لم تجد التابوت في اليَمِّ لما نفذّت أمر الله، ولكنّ الله جعل ذلك آية لها لكي يطْمئِن قلبها وليست هي من صنع التابوت بل آيةً من الله يا حلمي لكي يطْمئِن قلب الأمّ على طفلها، إنَّا رادّوه إليكِ وجاعِلوه من المُرسَلين برغم أن الله أمرها أن تلقيه في اليم ولو لم تجد التابوت في اليَم الذي أحضرته الملائكة لما نفّذت أمرَ الله وقال الله تعالى: {وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ} [القصص:7].

    وكانت مُتردِّدةً إذ كيف تقذفه في اليَم؟ ولكن ذات مرةٍ أرضعته وفجأةً رأت جنود فرعون يقصدون دارها للتفتيش، وهنا تذكّرت الأمر بأنها إذا خافت عليه أن تقذفه في اليم، فانطلقت به نحو اليَم وهناك وجدت التابوت فاطْمئنَّ قلبها ونفَّذت أمرَ ربِّها، ثم قذفت بموسى في التابوت، ثم قذفت التابوت بيديها نحو الماء الجاري باليَمِّ ذلك لأن التابوت كان راسياً بأطراف الماء يا حلمي، وقال الله تعالى:
    {أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِّي وَعَدُوٌّ لَّهُ} صدق الله العظيم [طه:39].

    وذلك هو تابوت السكينة، ولكنّ فِرعون أخذ التابوت ومن ثم أخذتْه من فرعون امرأتُه؛ أخذت موسى عليه الصلاة والسلام بتابوتِه وظل التابوت في قصر فرعون حتى أورث الله موسى مُلكَ فرعون بما فيه التابوت وآلَ إلى موسى وهارون ولكنه اختفى بعد موت موسى يا حلمي، وحملته الملائكة كما أحضرته من قبل وكان هارون يخلُف موسى في قومه إذا غاب وكذلك خلَفه من بعد موته ولو كانوا جميعهم قد تُوُفّوا لقال من بعد موسى وهارون ولكنهُ حدد بأن موت موسى قبل هارون وأن هارون هو خليفة موسى من بعده، وقال الله تعالى:
    {أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَىٰ إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَّهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ} صدق الله العظيم [البقره:246].
    ________________

    [ لقراءة البيان كاملاً من الموسوعة ]



    موسى عليه السلام وقتلُه نفْساً ..

    ومن ثم نأتي لرسول الله موسى عليه الصلاة والسلام وكان باحثاً عن الحقّ ولا يريد غير الحقّ وكان ينتمي لطائفة ممن كانوا على دين رسول الله يوسف الذي بعثه الله بالبيّنات إلى آل فرعون ولكنهم فرّقوا دينهم شيعاً واختلفوا في البينات، وكان نبيّ الله موسى ينتمي لأحد الطوائف وأرداه أحدهم فقتل نفساً بغير الحقّ. وقال الله تعالى: {وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلانِ هَذَا مِنْ شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ} صدق الله العظيم [القصص:15].

    ومن ثم كادت الحادثة أن تتكرر اليوم الآخر. وقال الله تعالى:
    {فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خَائِفًا يَتَرَقَّبُ فَإِذَا الَّذِي اسْتَنْصَرَهُ بِالْأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ قَالَ لَهُ مُوسَى إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُبِينٌ ( 18 ) فَلَمَّا أَنْ أَرَادَ أَنْ يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَهُمَا قَالَ يَا مُوسَى أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْسًا بِالْأَمْسِ إِنْ تُرِيدُ إِلَّا أَنْ تَكُونَ جَبَّارًا فِي الْأَرْضِ وَمَا تُرِيدُ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ (19) وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ (20)} صدق الله العظيم [القصص].

    ومن ثم فرَّ موسى وهو متألمٌ لما حدث وقال:
    {رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [القصص:16]، ومن ثم قرّر أن يفرّ من آل فرعون وكذلك يعتزل شيعته الذين كانوا سبباً في قتله لنفس بغير الحقّ ويرى أنه لمن الضالين ولم يهتدِ إلى الحقّ بعد، وقرر الفرار من آل فرعون ويهاجر إلى ربه ليهديه سبيل الحقّ، واصطفاه الله و استخلصه لنفسه وبعثه إلى فرعون رسولاً وقال له فرعون. قال الله تعالى: {قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ (18) وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ (19) قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ (20) فَفَرَرْتُ مِنكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْمًا وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ (21)} صدق الله العظيم [الشعراء:21].

    ومعنى قول موسى:
    {قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ (20) فَفَرَرْتُ مِنكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْمًا وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ (21)} صدق الله العظيم؛ بمعنى أنّه كان من الضالّين عن الطريق الحقّ؛ بمعنى أنه كان يظنّ أنه على الحقّ وتبيَّن له أنه لا يزال ضالاً عن الحقّ وكان يظن أن هذه الطائفة على الحقّ، حتى إذا فرَّ وهاجر في سبيل الله اصطفاه الله واستخلصه لنفسه وبعثه إلى فرعون رسولاً بعد رجوعه من مدين، وبعد أن اصطفاه الله واستخلصه لنفسه وبعثه إلى فرعون رسولاً واعتقد موسى أنّه لا ولن يشك أبداً في الحقّ الذي هداه الله إليه وأيَّده بآيتين من عنده، واعتقد موسى أنّه لا يفتنه شيءٌ عن الحقّ الذي علِمه من ربِّه وأراد الله أن يُعلِّمه درساً في العقيدة في علم الهُدى، فألقى الشيطان في أمنيته شكّاً حين ألقى السحرة عصيهم وحبالَهم فخُيِّل إليه من سحرهم أنّها تسعى وأوجس في نفسه خيفةً موسى، وتزلزلت العقيدة الحقّ في قلب موسى بعد أن هداه الله إليه ومن ثم حكّم الله له آياتِه وأوحى إليه أن أَلق عصاك فإذا هي تلقف ما يأفكون، وأعاد الله اليقين إلى قلب موسى وحكم الله له آياته فتبيّن له أنه على الحقّ المُبين. وقال الله تعالى: {قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى (66) فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُّوسَى (67) قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنتَ الْأَعْلَى (68) وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى (69) فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّداً قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى (70)} صدق الله العظيم [طه].

    والشكّ الذي ألقاه الشيطان في أمنية موسى من بعد أن هداه الله إلى الحقّ واستخلصه لنفسه وبعثه إلى فرعون رسولاً، ومن بعد الدعوة ألقى الشيطان في أمنيته شكاً ثم حكّم الله له آياته، وذلك قول الله تعالى:
    {فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُّوسَى (67) قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنتَ الْأَعْلَى (68) وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى (69) فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّداً قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى (70)} صدق الله العظيم [طه].
    _______________

    [ لقراءة البيان كاملاً من الموسوعة ]



    لحظة القاء الشيطان فى أمنية نبيّ الله موسى عليه الصلاة والسلام ..

    و من ثمّ ألقى الشيطان في أمنيته الشكّ، وذلك عندما ألقى السّحرة عصيّهم وحبالهم وخُيِّل إلى موسى والناس الحاضرين بأنها ثعابين تسعى فأوجس في نفسه خيفة؛ موسى. ومن ثمّ أوحى الله إليه بوحي التّفهيم واليقين بما أوتي وإنما جاؤوا بالباطل، ومن ثمّ قال:
    {فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ موسَىٰ مَا جِئْتُم بِهِ السِّحر إِنَّ اللَّـهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّـهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمفسدين ﴿٨١﴾} صدق الله العظيم [يونس].

    ومن ثمّ ألقى عصاه فإذا هي تلقف ما يأفكون، وهُنا حكم الله لموسى آياته و بيّن له الحقّ من الباطل بعد أن ألقى الشيطان فى أمنيته الشك.
    ________________



    موسى يَرِدُ ماءَ مَــدين ..

    وَرَدَ موسى عليه الصلاة والسلام إلى ماء مدين ولكنكم تعلمون أنه لم يدخل إلى ماء مدين بل ورد إليه أي وصل إلى ساحة بئر مدين. وقال الله تعالى:
    {وَلَمَّا وَرَ‌دَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النّاس يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَ‌أَتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّىٰ يُصْدِرَ‌ الرِّ‌عَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ‌ ﴿٢٣﴾} صدق الله العظيم [القصص].
    ________________



    موسى وتكليمُ الله له تكليماً من وراء الحجاب – الشجرة - في البقعة المباركة ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين..
    وقال الله تعالى:
    {وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَىٰ ﴿٩﴾ إِذْ رَأَىٰ نَارًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النّار هُدًى ﴿١٠﴾ فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَا مُوسَىٰ ﴿١١﴾ إِنِّي أَنَا ربّك فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى ﴿١٢﴾ وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَىٰ ﴿١٣﴾ إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي ﴿١٤﴾ إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَىٰ ﴿١٥﴾ فَلَا يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَىٰ ﴿١٦﴾}
    صدق الله العظيم [طه].

    ومن ثم استرسل بالكلام مع موسى وأمره أن يخلع نعليه من باب التقديس لنور ربّه الجاثم فيه والذي صار الوادي الذي أصابه نورٌ من ذات الله فأصبح وادي طوى مُقدساً بسبب نور الله الساقط على موسى ولا يزال حذاء موسى بقدميه ولذلك أمره الله أن يخلعه من باب التقديس لنور ربّه؛ بل قد صار الوادي مقدّساً بسبب نور الله الواقع عليه، ولذلك قال الله تعالى:
    {فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَا مُوسَىٰ ﴿١١﴾ إِنِّي أَنَا ربّك فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ} صدق الله العظيم. وذلك من باب التقديس لنور الله فكيف يقف فيه بحذائه وقد صار الوادي مقدّساً بسبب نور الله! ثم استرسل في الكلام معه وقال الله تعالى: {فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَا مُوسَىٰ ﴿١١﴾ إِنِّي أَنَا ربّك فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى ﴿١٢﴾ وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَىٰ ﴿١٣﴾ إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي ﴿١٤﴾ إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَىٰ ﴿١٥﴾ فَلَا يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَىٰ ﴿١٦﴾} صدق الله العظيم [طه].

    ________________

    [ لقراءة البيان كاملاً من الموسوعة ]



    بسم الله الرحمن الرحيم
    وقال: {عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَىٰ}، وذلك لأنّ السدرة أكبر حجماً من الجنّة التي عرضها كعرض السموات والأرض. أم تظنونها شجرةً صغيرةً؟ فكيف تكون الجنّة عندها وأنتم تعلمون بأنّ الجنّة عرضها السموات والأرض أفلا تتفكرون؟

    بل هي من آيات ربّه الكُبرى التي رآها مُحمد رسول الله في مُنتهى موقع المعراج فتلقّى الكلمات من ربّه من ورائها. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ} صدق الله العظيم [الشورى:51].

    وهل تظنّون الله كلّم موسى تكليماً في البقعة المُباركة جهرةً؟ بل من الشجرة المباركة وقرّبه الله نجيّاً وموسى عليه الصلاة والسلام في الأرض، وقال الله تعالى:
    {فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِن شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَن يَا مُوسَىٰ إِنِّي أَنَا اللَّهُ ربّ العالمين ﴿٣٠﴾} صدق الله العظيم [القصص].

    ولربّما يستغل الضالّون هذه الآية فيؤولونها بالباطل، فأمّا قوله تعالى في شطر الآية الأوّل فيتكلم عن موقع موسى بأنّ موقعه في البقعة المُباركة من شاطئ الوادي الأيمن، وأمّا موقع الصوت فهو من الشجرة لذلك قال الله تعالى بأنّه كلم موسى من الشجرة. وقال سبحانه:
    {نُودِيَ مِن شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَن يَا مُوسَىٰ إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبّ العَالمِين ﴿٣٠﴾} صدق الله العظيم [القصص].

    وأما النّار فالحكمة منها إحضار موسى إلى البقعة المُباركة، وهي في الحقيقة نورٌ وليست ناراً وإنّما بحسب ظنّ موسى أنّها نارٌ، ولكنهُ حين جاءها فلم يجدها ناراً بل نورٌ آتٍ من سدرة المُنتهى، ولكن لم يرى موسى بأنّ هذا الضوء آتٍ من السماء؛ بل كان يراه جاثماً على الأرض، فأدهش ذلك موسى عليه الصلاة والسلام، ومن ثُمّ وضع رجله على ذلك الضوء الجاثم على الأرض فلم يشعر له بحرارةٍ مُستغرباً من هذا الضوء الجاثم على الأرض، فإذا بالصوت يُرحب به من الشجرة؛ سدرة المُنتهى:
    {نُودِيَ أَن بُورِكَ مَن فِي النّار وَمَنْ حَوْلَهَا وَسُبْحَانَ اللَّهِ ربّ العالمين ﴿٨﴾} صدق الله العظيم [النمل].

    فأمّا الذي بورك فهو موسى بعد دخوله دائرة النّور التي ظنّها ناراً، ومن ثُمّ رأى بأنّ النّور في الحقيقة مُنبعثٌ من السماء فرفع رأسه ناظراً لنور ربّه المُنبعث من سدرة المُنتهى ومن ثُمّ عرّف الله لموسى بأنّ هذا النّور مُنبعثٌ من نور وجهه سُبحانه لذلك قال الله تعالى:
    {يَا مُوسَىٰ إِنَّهُ أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴿٩﴾} صدق الله العظيم [النمل]، وذلك لأنّ الله نور السموات والأرض ومن لم يجعل الله لهُ نورٌ فما لهُ من نورٍ.

    ولا يزال لدينا الكثير من البُرهان لتأويل الحقّ لهذه الآية والذي يُريد أن يستغلّها المسيح الدجال فترون ناراً سحريّة لا أساس لها من الصحة، ثم ترونه إنساناً في وسطها فيكلمكم، وخسِئ عدوّ الله. ولأنه يقول بأنّه أنزل هذا القُرآن سوف يعمُد إلى هذه الآية وقد روّج لها أولياؤه بالتأويل بالباطل للتمهيد له، ولكننا نعلم بأنّ الله ليس كمثله شيء فلا يُشبه الإنسان وليس كمثله شيء من خلقه في السموات ولا في الأرض. وهيهات هيهات لما يمكرون، وليس الله هو النّور بل النّور ينبعث من وجهه تعالى علواً كبيراً. وقال سُبحانه وتعالى:
    {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَّا شرقيّة وَلَا غربيّة يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَىٰ نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴿٣٥﴾} صدق الله العظيم [النور].

    فلا تفكّروا في ذاته فكيف تتفكرون في شيء ليس كمثله شيء! وتعرّفوا على عظمة الله من خلال آياته بين أيديكم ومن فوقكم ومن تحتكم وتفكّروا في خلق السموات والأرض، ومن ثُمّ لا تجدون في أنفسكم إلّا التعظيم للخالق العظيم وأعينكم تسيلُ من الدمع مما عرفتم من عظمة الحقّ سُبحانه ومن ثم تقولون:
    {
    رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَـٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴿١٩١} صدق الله العظيم [آل عمران].

    وأجبرني على بيان ذلك بُرهان حقيقة المعراج لمُحمدٍ رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلم- من الثرى إلى سدرة المنتهى بالجسد والروح لكي يرى من آيات ربّه الكُبرى بعين اليقين، ثم يتلقّى الوحي مُباشرةً
    .

    ________________

    [ لقراءة البيان كاملاً من الموسوعة ]




    العصـــا والـمعجـــزة..
    فقد حولها الله من عصا إلى ثعبان مبين وليس اسم حية موجود في القاموس
    ..

    ويا رجل، إنّ موسى لم يأتِ إلى النار ليستأنس بها كما يقول "الكحيل"؛ بل ليأتيهم منها بجذوة نارٍ أو قبسٍ لكي يحرق ناراً عند أهل بيته ويصنعوا عليها طعاماً ليأكلوه، أو لعلّه يجد على النار طعاماً فيعطيه أصحابُ تلك النار. ولذلك قال الله تعالى: {إِذْ رَأَىٰ نَارًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى} صدق الله العظيم [طه:10].

    وأما بالنسبة للعصا فقد ألقى الله بالسؤال إلى موسى عمّ في يمينه وهو يعلم أنّها عصا وإنّما لكي يأتي التعريف من نبيّ الله موسى عمّ في يمينه بأنّها مجرد عصا جمادٍ وليس بها حياةٌ تسعى وتتحرك؛ بل عصا جماد، فانظروا تعريف موسى لعصاه. وقال الله تعالى: {وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى (17) قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى (18)} صدق الله العظيم [طه].


    فهنا التعريف عن عصا موسى بأنّها مجرد عصا جمادٍ لا حياة فيها فمن ثمّ أراد الله أن يُري نبيّ الله موسى قدرته، فقال : {قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى (19) فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حيّة تَسْعَى (20)} صدق الله العظيم. فهو يقصد أنّه بقدرته تحولت عصا موسى من عصا جمادٍ فصارت حيّةً تسعى؛ أي العصا صار فيها حياة ولم تعد ميتةً جماداً لا يتحرك؛ بل حيّةٌ.


    فإنما يقصد الله من كلمة حيّة أي بها حياة ولكنكم ظننتم أنّ الاسم حيّة من مرادفات اسم الثعبان؛ بل الله يقصد أنّ العصا صار بها حياةٌ ولذلك تسعى كونها تحوّلت إلى ثعبانٍ مبينٍ وهو نفس الشكل من البداية إلى النهاية فكلما ألقاها ليلقي الله فيها الحياة فيجعلها ثعباناً مبيناً هو نفس وشكل وحجم الثعبان كون ذلك آيةٌ من ربّ العالمين، فكيف يقول صاحبك الكحيل أنّ الحيّة هي الثعبان الصغير ولذلك لم يذكره الله إلا مرةً في القرآن؟ فوالله إنّ الكحيل كغيره من علماء التفسير ممن يقولون على الله ما لا يعلمون.

    وأدركتنا صلاة الفجر ولم يعد لدي وقت وأكتفي بهذا القدر، وأرجو أن تكون وصلت الفكرة لدى السائل.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
    أخوكم؛ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
    ______________


    [ لقراءة البيان كاملاً من الموسوعة ]



    بسم الله الرحمن الرحيم
    ومن ثم أراد الله أن يسأل موسى عن ما في يمينه وهو يعلم أنها عصا وإنما لكي يأتي لنا بتعريفٍ لها بلسان موسى فنعلم أنها مُجرد عصا عاديّة؛ {أَهُشُّ بِهَا عَلَىٰ غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَىٰ ﴿١٨﴾} [طه]، وهو الضرب بها للدفاع عن نفسه. ومن بعد التعريف أراد الله أن يرينا ويري موسى عجائب قدرته سُبحانه وقال: {قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَىٰ ﴿١٩﴾ فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حيّة تَسْعَىٰ ﴿٢٠﴾} صدق الله العظيم [طه].


    ولكن موسى ولّى مدبراً ولم يعقّب على حذائه؛ بل فرّ حافي القدمين من ذلك الثعبان المُبين فقد تحولت العصا إلى ثعبانٍ مبينٍ فارتكزت على ذيلها ولكنّ موسى وراء ظهرها فتصوّر موسى لو تلتفت فتراه وراءها لالتهمته برغم أنه كان يُكلّم ربّه ولكنه مُلئ منها رُعباً شديداً ولذلك ولّى مُدبراً ولم يُعقّب حتى على حذائه ليأخذه معه؛ بل هرب حافي القدمين ولكن الله ناداه:
    {يَا مُوسَىٰ لَا تَخَفْ إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ} صدق الله العظيم [النمل:١٠].

    ثم عاد موسى وهو لا يزال خائفاً من ذلك الثعبان المُبين الذي لم يرى مثله قط في حياته في الضخامة والعظمة فعاد إليها حياءً من ربّه وهو لا يزال خائف، ولكن الله أمره أن يأخذها ولا يخف حتى إذا مسكها بذيلها وشعر أنها حيّةٌ تهزّ يده لكي يعلم أنها حيّةٌ حقيقيةٌ وليست سحريّةً في الرؤيا البصريّة ومن ثم أرجعها الله إلى سيرتها الأولى فعادت عصا موسى التي يهشّ بها على غنمه وله فيها مآرب أخرى.

    وأما يده فيضعها على قلبه -والجيب على القلب- فتخرج بيضاء بنورٍ ذي شُعاعٍ ساطعٍ فتضيء في وضح النّهار، والمقصود من قوله تعالى:
    {مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آيَةً أُخْرَىٰ} صدق الله العظيم [طه:٢٢]، أي من غير سحر في الأعين بل نور حقيقي واقعي.
    واحلُل عقدةً من لسانى يفقهوا قولـــي ..

    فما هي العقدة التي جعلوا في بيانها أسطورة ما أنزل الله بها من سلطان؟ بل العقدة تكون عند كثيرٍ من النّاس فلا يستطيع لسانه أن ينطق أحد أحرف اللغة.

    وعلى سبيل المثال أذكر مُدير ناحيةٍ أتى إلينا قبل أكثر من خمسة عشر سنة وكان يضحك منه بعض أهالي القرية لأنّه لا يستطيع أن ينطق أي كلمة يأتي فيها حرف ( الراء). وأتذكر يوم أتانا مبعوثاً من الحكومة وأفادنا أنه (مُدي الناحية) فاستغربنا ما يقصد بقوله: (مدي الناحية)! وقال أحد مرافقيه: "هذا مُدير الناحية"، فعلمنا أنه يقصد بقوله (مدي الناحية) أي: (مدير الناحية)، ومن ثمّ أخبرنا المدير نفسه أنه لا يستطيع أن ينطق حرف الراء؛ بل يجعله ياءً وعلى سبيل المثال إذا أراد أن يقول مركز الناحية فسوف يقول (مَيْكز الناحية) فيحول حرف الراء إلى ياء.

    وإنّما ضربتُ لكم مثلاً لكي تفقهوا المقصود بالعقدة في لسان نبيّ الله موسى عليه الصلاة والسلام فإنّها عقدة في أحد الحروف لا يستطيع أن ينطقه بذاته بل يحوّله إلى حرفٍ آخرٍ، ولذلك سوف يكون عائقاً لدى القوم في فهم بعض كلماته بسبب عقدة لسانه، فاستجاب الله له دعوته وحلّ هذه العقدة فنطق بالحرف كما هو، وإنّما كانت في حرفٍ واحدٍ فقط.
    وكذلك تأتي هذه العقدة في كثير من النّاس، ولعل بعضكم يعرف أحداً لديه عُقدةً في لسانه في أحد الأحرف لا ينطقه كما هو؛ بل يحوّله لحرفٍ آخرٍ وتلك هي عقدة اللسان.

    وحقيقة لهذا البيان تجدون من لديه عقدة في لسانه لا يستطيع أن ينطق أحد الأحرف كما هو، ولذلك لن يفهم النّاس الكلمة التي يقولها وفيها الحرف الذي لسانه بها معقود لذلك ينطقها فيحوّلها لكلمةٍ أخرى، ولذلك لن تفقهوا الكلمة التي يوجد بها الحرف ذو العقدة لأنّه سوف يحوّلها إلى كلمة أخرى كما أسلفنا القصة فالمدير يقول (القية)!فهل فهمتم ما يقصد بقوله (القية)؟فهذا يحتاج إلى مُترجم فيقول لنا أنه يقصد بقوله القية أي (القرية)، وبرغم إنه مُتعلمٌ ومُثقفٌ وضابطٌ خريجٌ وذو لسان عربي مبين إذا تكلم بالكلام الذي لا يوجد فيه حرف الراء حتّى إذا جاء حرف الراء فلا نفقه مما يقول شيئاً، وكذلك نبيّ الله موسى كانت لديه مشكلة وهي عقدة في لسانه من أحد الأحرف فدعا ربّه أن يحللها له لكي يفقهوا قوله، فاستجاب الله له إنه هو السميع. ولذلك قال الله تعالى في دُعاء نبيّه موسى:
    { وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي ﴿٢٧﴾ يَفْقَهُوا قَوْلِي ﴿٢٨﴾ } صدق الله العظيم [طه].
    موسى عليه الصلاة والسلام يدعو فرعون لعبادة الله فيعتقد فرعون أنه ساحر ..

    فلنُتابع قصّة موسى وفرعون والسّحرة، وقال موسى عليه الصلاة والسلام لفرعون حين حكم عليه بادئ الأمر بالجنون وتهدَّده وتوعدَّه، وقال موسى:{قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُّبِينٍ ﴿٣٠﴾ قَالَ فَأْتِ بِهِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ﴿٣١﴾ فَأَلْقَىٰ عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُّبِينٌ ﴿٣٢﴾ وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ ﴿٣٣﴾ قَالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هَٰذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ ﴿٣٤﴾} صدق الله العظيم [الشعراء].

    فانظروا إلى نجاح المكر الشيطاني في صدّ الأُمم عن اتّباع الصِراط المُستقيم، فهُنا نجد فرعون حكم على موسى بادئ الأمر بالجنون حتى إذا جاءه موسى بسُلطانٍ مُّبينٍ فعندها تغيّرت نظرية فرعون تجاه موسى بأنه ليس مجنوناً، فانظروا إلى قول فرعون:
    {قَالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هَٰذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ ﴿٣٤﴾} صدق الله العظيم؛ ويقصد فرعون بأنّ موسى ليس إلّا ساحرٌ وسوف يأتيه بسحرٍ مثله وهو مكر الشياطين الخبيث حتى لا تُصدّق الأُمم بمُعجزات التصديق من الله لرسله الحقّ.

    فلنتابع القصة بتدبرٍ وتمعنٍ:
    {قَالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هَٰذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ ﴿٣٤﴾ يُرِيدُ أَن يُخْرِجَكُم مِّنْ أَرْضِكُم بِسِحْرِهِ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ ﴿٣٥﴾ قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَابْعَثْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ ﴿٣٦﴾ يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ ﴿٣٧﴾} صدق الله العظيم [الشعراء].

    إذاً يا قوم، لولا اختراع سحر التخييل التي تُعلِّمُه الشياطين لبعض الناس إذاً لصدّقت الأُمم رُسُل ربِّهم ولما كذّبوا بآيات التصديق الحقّ وهداهم الله الصِراط المُستقيم، ولكنّ الشيطان أصدقهم ظنّه وقعد لهم بالصِراط المُستقيم فصدّهم عن السبيل باختراع سحر التّخييل والذي ليس له أي حقيقة في الواقع الحقيقي!
    موسى والسّحرة وحبالُـــــهم ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين وآله الطيبين الطاهرين والتابعين للحقّ إلى يوم الدين، وبعد..
    يا مسلم، ما هكذا تورد الإبل يا مسلم، فتعال لأعلِّمك الفرق العظيم بين عصا موسى وعصيّ وحبال السحرة، فأما عصيّ وحبال السّحرة فهي في الحقيقة لا شيء في الحقيقة حتى بنسبة 1 في الترليون أو بنسبة واحد في البليون أو بنسبة واحدة في المليار أو بنسبة واحد في المليون أو بنسبة واحد في الألف أو بنسبة واحد في المائة أو حتى بنسبة واحد في العشر!

    إذاً النتيجة لحقيقة عصيّ وحبال السّحرة هي صفر في المائة؛ أي لا شيء، ومثله كمثل سرابٍ بقيعةٍ يحسبه الظمآن ماء ويراه بعينه ماءً لا شك ولا ريب حتى إذا جاءه لم يجد شيئاً في الحقيقة على الواقع ولا حتى جُزء من نقطة ماءٍ أي لا شيء، ثم يموت من الظمأ ولم يُغني عنه من ظمَئه شيئاً، وكذلك حبال وعصيّ السّحرة ليس لها أي حقيقة مما يراه الناظرون، وإنما في خيال الأعين يُخيل إليهم من سحرهم إنها تسعى، ولكن لو ذهب فرعون إلى عصيّ وحبال السّحرة وأمرهم أن يمسكوا حبالهم وعصيّهم التي يراها ثعابين فيأمرهم أن يمسكوها من رؤوسها وذلك حتى يجرؤ على لمسها بيده، ومن ثم يمسك مؤخرتها بيده فسوف يجد الحبل في ملمس اليد هو حبلٌ ولم يتحول إلى شيء آخر وباقٍ كما هو حبلٌ، وكذلك العصيّ يجدها في قبضة يده عصيّاً من العود وملمسها عودٌ ولم تتغير فتتحول إلى شيء آخر وبقية العصيّ كما هي في حقيقتها عصيٌّ من عودٍ، فيدرك ذلك فرعون لو فعل ذلك أن عصيّ وحبال السّحرة لم تتحول إلى ثعابين كما تُرى في خيال الأعين، وإنما كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماءً حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً ولم يجد حتى قطرة واحدة في الحقيقة؛ برغم أنه كان يراه على بُعْدٍ منه ماءً لا شك ولا ريب في بصر الأعين.

    المهم... ومن ثم يتوجه فرعون إلى عصا موسى عليه الصلاة والسلام ويقول له أمسك ثُعبانك برأسه حتى أتأكد من ملمسه وحياته وحركته يا موسى، ومن ثم يفرك ذيل ثُعبان موسى فرعون بيده وسوف يجدها تهزه فتركضه بذيلها الضخم فيوقع من مقامه، ومن ثم يتبيّن له الفرق بين سحر التخييل والحقيقة فوجد سحر التخييل ليس له أي أساسٍ من الحقيقة على الواقع الحقيقي، وأما ثعبان موسى والتي كانت عصا فهي حقاً تحولت بقدرة الله كُن فيكون إلى ثُعبان مُبين؛ بل وأكلت جميع عصيّ وحبال السّحرة وابتلعتها أجمعين في بطنها وكأنها وحشٌ كاسرٌ يبتلع أي شيء فنزل الرُعب الشديد منها لدى السّحرة فخشوا أن تبتلعهم فخروا لله ساجدين تائبين نظراً لخلفيتهم عن السحر، فهم يعلمون أنها آيةٌ حقيقةٌ على الواقع الحقيقي، وليست كمثل عصيّهم التي لم تتحول إلى شيء آخر وإنما يُخيل للناظرين أنها ثعابين تسعى وهي في الحقيقة لم تتحول شيئاً وإنما في خيال الأعين.

    وأما عصا موسى فقد علموا أنها ثعبانٌ مبينٌ وبلغت قلوبهم الحناجر من شدة الفزع من هذا الثعبان العظيم؛ أضخم وأعظم وأكبر ثُعبان على وجه الأرض؛ بل خشي السّحرةُ ان تبتلعهم فوق عصيّهم وحبالهم وفروا من الله إليه فخروا له ساجدين.

    وأما فرعون فيظن عصا موسى ليس إلا مثلهُا كمثل عصيّ وحبال السّحرة وإنما لديه علم أوسع منهم؛ بل قال إنه لكبيركم الذي علّمكم السحر، ولو علم فرعون أنها ثُعبان مبين لولّى مُدبراً ولم يُعقب كما ولّى موسى عليه الصلاة والسلام منها في الوادي المقدس طوى بعد أن خلع نعليه بأمر من ربّه، ومن ثم سأله الله وما تلك بيمينك يا موسى وذلك حتى يأتي التعريف من موسى لعصاه ليعلم الناس إنما هي عصا عادية ولو لم يسأله هذا السؤال لجعلتم لها أعظم أسطورة؛ أنها من ثعابين الجنة أتت من السموات العلى من عند سدرة المُنتهى، ومن ثم يُصدق الذين لا يعقلون فيضيعون التبيان لقدرة الله كن فيكون، ولذلك سأله الله وهو يعلم إنها عصا، وإنما لكي يأتي لها تعريف من موسى لتعلموا أنتم أنها عصا كمثل أي عصا حتى إذا جاء التعريف أمره الله أن يلقيها ليري موسى والمؤمنون عجائب قُدرته سبحانه الذي إذا أراد شيء أن يقول له كُن فيكون، فأمره أن يلقي بالعصا فإذا هي ثعبان مُبين بكن فيكون فولّى موسى مُدبراً ولم يُعقب، ومعنى قول الله تعالى ولم يعقب على المكان ليأخذ حذاءه؛ بل ولى حافي القدمين، وهو الموقف الذي أعلمُ علم اليقين أنه ضحك الله منه وهو دائماً غضبان من ظُلم عباده لأنفسهم، ومن ثم نادى موسى أن يرجع ولا يخاف وإنه لا يخاف لديَّ المُرسلون، وأنزل السكينة على قلبه وعاد فنظر إليها؛ فإذا هي ثُعبان عظيم لم يرَ قطُّ مثله في حياته، ومن ثم أمره الله أن يأخذها وسيعيدها سيرتها الأولى فتعود إلى عصا كما كانت، وأمره أن يذهب إلى فرعون وأنها آية للتصديق، وكذلك يده يجعل فيها نور يكاد أن يختطف الأبصار في وضح النهار، ألا وإن الفرق لعظيمٌ بين السّحر وبين الحقيقة كالفرق بين سراب بقيعة والمحيط الهادي. فأما سراب البقيعة فلن تجد حقيقةً للماء الذي رأيته عن بعد حتى إذا أتيت إليه لم تجده شيئاً، وأما المُحيط الهادي فأنت رأيته بحراً عظيماً عن بعد حتى إذا جئت إليه فإذا هو حقاً بحرٌ عظيمٌ تغور فيه الجبال الشامخات.

    ولكنك أخي الكريم كدت أن تصنع دعاية للباطل وكأن السّحر كالحقيقة! وإنما سحر في لفظ القرآن وكأنه حقيقة وليس إلا القرآن وصفه سحر، وأخطأت بارك الله فيك وغفر لك أخي الكريم، وإنما صنعوا كيد ساحر ولا يُفلح الساحرُ حيث أتى، أعاذك الله من سحرهم ومكرهم، ولقد علموا لمن اشتراه ماله في الآخرة من خلاق ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون، فتوبوا إلى الله يا معشر الساحرين، وإن لم تتوبوا فإنّا فوقكم قاهرون، ولن تستطيعوا أن تسحروا أعين الناس في عصر المهديّ المنتظَر لأنه بعلمه يكشف حقيقة سحركم أنه لا شيء على الواقع الحقيقي، ولكن المُشكلة لدى الناس في الأمم الأولى هو أنهم لم يستطيعوا أن يُفرقوا بين السّحر والمُعجزة ويُكشف حقيقة سحر التخييل هو ملمس باليد فلا تجد حقيقة لما أراك الساحر.

    وعلى سبيل المثال لو قال محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لقومه سوف يتنزل عليكم كتابٌ في يوم الجمعة ظهراً من السماء الساعة الثانية عشر فعليكم يا قريش بالحضور جميعاً في المكان المعلوم لا أخلفه لا أنا ولا أنتم في مكان سوى عند المسجد الحرام، ومن ثم قالت قريش: "بل سوف نحضر السّحرة ينزلون كُتباً من السماء كمثل كتابك الذي تُريد أن تُخيل إلينا أنه ينزل من السماء، ومن ثم يأتي السّحرة ويبدَؤون بتنزيل الكتب ومن ثم يتلقف الكتاب أحد كفار قريش ليمسكه بيده فسوف يمسك هواءً لا شيء، وإنما تخييل في النظر، ومن ثم يتنزل القرآن العظيم في كتاب من عند ربّ العالمين، ومن ثم يتلقفه الوليد بن المُغيرة فيمسكه بيده فإذا هو كتاب حقّ على الواقع الحقيقي، ومن ثم يلمسه كُفار قريش بأيديهم أجمعين لقالوا إنما هذا سحر مُبين. ويا سُبحان الله! كيف سحر وقد لمسوه بأيديهم؟ أفلا يعقلون؟ ولكن الكفر بالمعجزة آية التّصديق لا يتلوها إلا العذاب، ولذلك علم الله أنهم لن يؤمنوا ولو علم بإيمانهم بالحقّ لنزّل القرآن عليهم وهم ينظرون وحتى لا يعذبهم الله نزل به جبريل الأمين باللفظ ويتم تسجيله في رقٍّ منشور. وقال الله تعالى:
    { وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَاباً فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَـذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ } صدق الله العظيم [الأنعام:7]

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
    أخوكم الإمام ناصر محمد اليماني.
    موسى يضرب البحر فَـــينفلق ..

    فكيف وأنّ موسى يضرب البحر فانفلق وقال الله تعالى: {فَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفلق فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ} صدق الله العظيم [الشعراء:٦٣]! فبالله عليكم أليس بالعقل والمنطق أن يتوقف فرعون والذين معه حين شاهدوا البحر ينفلق ومن ثم يتوقف فرعون ويقول: "آمنت أنّه لا إله إلا الله وآمنت أنّ موسى رسول الله"؟ وهذا لو كان يعقل! ولكنه كالبهيمة هو والذين معه؛ بل واصلوا الزحف لمُطاردة نبيّ الله موسى -صلّى الله عليه وآله وسلم- والذين آمنوا معه حتى إذا وصلوا المنتصف وموسى ومن معه خرجوا ومن ثم انقضّ البحر على فرعون والذين معه من جانبي البحر المُنفلق أمام أعينهم من قبل أن يدخلوا فيه، وحين وقع العذاب عليهم بالغرق أعلن فرعون إسلامه وشهد لله بالوحدانيّة وأنّه من المُسلمين التّابعين للدين الإسلامي الحنيف الذي يدعو إليه نبيّ الله موسى عليه الصلاة والسلام، فانظروا إلى قول فرعون في قول الله تعالى: {حَتَّىٰ إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمنت أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا الَّذِي آمنت بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ} صدق الله العظيم [يونس:٩٠].

    ثم انظروا إلى الردّ عليه من الله تعالى:
    {الآن وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ} صدق الله العظيم [يونس:٩١].

    وما أشبه الليلة بالبارحة فكيف أن الإمام المهدي يدعو النّاس إلى الحقّ من ربّهم ويحذرهم من عذاب الله ويثبت حقيقته بآياتٍ مُحكماتٍ واضحاتٍ بيّناتٍ للعالم والجاهل ومن ثمّ وجد كافة الباحثين عن الحقّ أنّهُ حقاً يقترب كوكبُ النّار من الأرض وسوف يظلّ عليها لا شك ولا ريب تصديقَ البيان الحقّ للذكر للمهديّ المنتظَر ومن ثم يستمرون في الاعراض عن الحقّ حتى تصل عليهم نارُ الله الكُبرى! فإذا وقع عليهم بأس الله قالوا:
    {رَّ‌بَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ ﴿١٢
    } [الدخان]. أفلا تعقلون؟ فمن ذا الذي ينجيكم من عذاب الله إن كنتم صادقين؟ فإنكم لا تكذّبون مُحمداً -صلّى الله عليه وآله وسلم- ولا ناصرَ محمد؛ بل تكذبون بآيات الله فتجحدون بها. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَٰكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيات اللَّهِ يَجْحَدُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:٣٣].

    برغم أنكم قد رأيتموها حقيقة على الواقع الحقيقي من قبل أن تأتيكم كما رأى فرعون ومن معه أن البحر انفلق إلى نصفين وكان كُلّ فرق كالطود العظيم أي كالجبل العظيم بالارتفاع الشاهق ولم يتوقف فرعون ومن معه عن الصدّ عن الحقّ والاعتراف به ولم يبقوا خارج البحر؛ بل واصلوا الزحف وراء موسى ومن معه ليصدّوا عن الحقّ!! أولئك كالأنعام بل هم أضلّ سبيلاً لأن الأنعام لن تقذف بأنفسها في نار جهنّم.

    إذاً الذين يكذّبون بالبيان الحقّ للذّكر بعد أن وجدوا علماء الغرب وكافة المواقع العالميّة والجرائد الرسميّة تضجّ وتفتي بقدوم كوكب يحمل ناراً قادماً نحو الأرض، وتوقعوا أن تصلّ على الأرض يوم الجمعة/ 21/ ديسمبر/ 2012، فقال الذين لا يعلمون: "إنما ذلك كذب وكالة ناسا الأميركية" . ومن ثم أردّ عليهم بالحقّ وأقول: والله لو استطاعت وكالة ناسا الأميركية أن يخفوا هذا الكوكب عن البشر لفعلوا حتى يهلكوا البشر وهم كافرون ويظنّون أنفسهم سوف ينجون بمكرهم من الهرب منه ولكنّهم علموا أنّها سوف تعلم به وكالات أخرى فيزعمون أنهم اكتشفوه من قبلهم ولذلك اعترفوا بالكوكب المُدمّر مؤخراً، ولا يزال بعض الذين يصدّون عن الحقّ يحاولون إخفاء الحقيقة عن النّاس ويساعدهم الذين يتبعون قولهم بلا تفكّر من علماء الفلك من الذين لا يفرّقون بين العير والحمير، وليس الإمام المهديّ المنتظَر بأسف على وكالة ناسا الأميركية ولا الصينية ولا الروسية ولا البريطانية ولا غيرهم من وكالات الفضاء العالميّة بل آتيكم بسُلطان العلم من كتاب الله بآيات مُحكمات بيّنات لعالمكم وجاهلكم لأخوّف بالقرآن من يخاف وعيد فإن كذبتم فسوف يكون لزاماً في أجله المُسمى.

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
    _________________

    [ لقراءة البيان كاملاً في الموسوعة ]



    بسم الله الرحمن الرحيم

    ومن ثم يردّ على عمروا المهديّ المنتظَر وأقول: يا عمروا، إنّ الذين يدعون مع الله موسى أن يدعو الله قومٌ لا يعقلون، ولسوف أُثبت لك أنّهم قوم لا يعقلون، فكيف إنّ الله فلق البحر نصفين ليجعل لهم وسط البحر طريقاً يبساً لينقذهم من فرعون وجنوده حتى إذا أنقذهم وخرجوا إلى بَرِّ الأمان وجدوا قوماً يعكفون على عبادة الأصنام، فقالوا لنبيهم موسى عليه من الله الصلاة والسلام: اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة. فهل تراهم قوماً قدروا ربّهم حقّ قدره؟ وقال الله تعالى: {وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْا عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَّهُمْ قَالُواْ يَا مُوسَى اجْعَل لَّنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ} صدق الله العظيم [الأعراف:138].

    وهم أنفسهم الذين قالوا:
    {وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نَّصْبِرَ عَلَىَ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُواْ مِصْراً فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاؤُواْ بِغَضَبٍ} صدق الله العظيم [البقرة:61].

    فهل تراهم قوماً مهتدين يا عمروا؟ اتقِ الله وحده لا شريك له، وتالله لا يجوز أن تدعو مع الله أحداً فتقول: يا فلان ادعُ لنا. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ} صدق الله العظيم [النمل:62].

    {فلا تَدْعوا معَ اللهِ أحدًا} صدق الله العظيم [الجن:18].

    وقال الله تعالى:
    {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} صدق الله العظيم [غافر:60].

    ألا والله إنَّ الذين يدعون مع الله عبادَه أن يدعوا لهم ربَّهم فإنَّ دعاءهم في ضلالٍ مبينٍ سواء في الدنيا أو يوم يقوم الناس لربّ العالمين. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً} صدق الله العظيم [الإسراء:72].

    فما خطبك يا عمروا تفتي بالدعاء بأنّه يجوز أن تقول: يا فلان ادعو لي الله؟ ويا سبحان الله ومن الذي منعه أن يدعو ربه
    فلم يشترط الله في الدعاء إلا أن يدعونه مخلصين له الدين من غير شركٍ مع الله أحد في الدعاء، فوعدهم بالإجابة. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} صدق الله العظيم [غافر:60].
    ________________

    [ لقراءة البيان كاملاً في الموسوعة ]



    نهايةُ فرعون الـــغرقُ ..

    البرهان على دعوة نبيّ الله موسى لفرعون وبني إسرائيل أنه كان يدعوهم إلى الإسلام، والذين اتبعوا نبيّ الله موسى من بَنِيْ إسرائيل الأولين كانوا يُسمّون بالمسلمين، وذلك لأن نبيّ الله موسى كان يدعو إلى الإسلام، ولذلك قال فرعون حين أدركه الغرق قال الله تعالى:
    {حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنّهُ لا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُوا إسرائيل وَأَنَا مِنَ الْمسلمينَ}
    صدق الله العظيم [يونس:90]

    وما أشبه الليلة بالبارحة فكيف أن الإمام المهديّ يدعو النّاس إلى الحقّ من ربّهم ويحذرهم من عذاب الله ويثبت حقيقته بآياتٍ محكماتٍ واضحاتٍ بيّناتٍ للعالم والجاهل ومن ثمّ وجد كافة الباحثين عن الحقّ إنّه حقاً يقترب كوكب النَّار من الأرض وسوف يظل عليها لا شك ولا ريب تصديقاً للبيان الحقّ للذكر للمهدي المنتظر، ومن ثمّ يستمرون في الإعراض عن الحقّ حتى تظلّ عليهم نارُ الله الكُبرى، فإذا وقع عليهم بأس الله قالوا ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون، أفلا تعقلون؟ فمن ذا الذي ينجيكم من عذاب الله إن كنتم صادقين؟ فإنكم لا تكذبون محمداً - صلّى الله عليه وآله وسلّم - ولا ناصر محمد بل تكذبون بآيات الله فتجحدون بها. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيات اللَّهِ يَجْحَدُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:33].

    برغم أنكم قد رأيتموها حقيقة على الواقع الحقيقي من قبل أن تأتيكم كما رأى فرعون ومن معه أن البحر انفلق إلى نصفين وكان كلّ فرق كالطود العظيم أي كالجبل العظيم بالإرتفاع الشاهق، ولم يتوقف فرعون ومن معه عن الصدِّ عن الحقّ والاعتراف به، ولم يزالوا خارج البحر بل واصلوا الزحف وراء موسى ومن معه ليصدوا عن الحقّ، أولئك كالأنعام بل هم أضل سبيلاً!! لأن الأنعام لن تقذف بأنفسها في نار جهنم، إذاً الذين يكذبون بالبيان الحقّ للذكر بعد أن وجدوا علماء الغرب وكافة المواقع العالميّة والجرائد الرسمية تضج ويفتون بقدوم كوكب يحمل ناراً قادماً نحو الأرض، وتوقعوا أن تظلّ على الأرض يوم الجمعة/ 21/ ديسمبر-2012 م فقال الذين لا يعلمون إنما ذلك قد كذّبه وكالة ناسا الأميركية ومن ثمّ أرد عليهم بالحقّ وأقول:
    والله لو استطاعت وكالة ناسا الأميركية أن يخفوا هذا الكوكب عن البشر لفعلوا حتى يهلكوا البشر وهم كافرون ويظنون أنفسهم سوف ينجون بمكرهم من الهرب منه، ولكنهم علموا أنها سوف تعلم به وكالاتٌ أخرى فيزعمون أنهم اكتشفوه من قبلهم ولذلك اعترفوا بالكوكب المُدمر مؤخراً، ولا يزال بعض الذين يصدون عن الحقّ يحاولون إخفاء الحقيقة عن النّاس ويساعدهم الذين يتبعون قولهم بلا تفكر من علماء الفلك من الذين لا يفرقون بين العير والحمير، وليس الإمام المهديّ المنتظَر بأسف وكالة ناسا الأميركية ولا الصينية ولا الروسية ولا البريطانية ولا غيرهم من وكالات الفضاء العالميّة بل آتيكم بسلطان العلم من كتاب الله بآياتٍ محكماتٍ بيّناتٍ لعالمكم وجاهلكم لأخوّف بالقرآن من يخاف وعيد، فإن كذبتم فسوف يكون لزاماً في أجله المُسمى.
    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
    _________________

    [ لقراءة البيان كاملاً في الموسوعة ]



    السامري والعجـــــل ..

    وأما سؤالك عن العجل الذي فَتن به السامريُّ بني إسرائيل فهو مصنوع من الحُليّ الزُجاجيّة اللمّاعة صنعه السامري بعد تجارب كثيرة من حُليّهم فصنعه من معدن الألماس الجميل، ولأوّل مرة يُشاهد بني إسرائيل ذلك المعدن الزجاجي الغريب الجميل؛ بل في غاية الجمال، فلما رأى دهشتهم فقال لهم السامريّ: "هذا إلهكم وإله موسى"، فظلّوا عليه عاكفين حتى عاد موسى وقام بحرقه بالنّار حتى صار ساخناً ومن ثم ألقاه بالماء، ومعروف علميّاً أنك إذا عرّضت الزجاج للحرارة ومن ثم تجعله في الماء فإنه فوراً يُنسف نسفاً بسبب الحرارة ثم البرودة فجأة فينسف نسفاً، وكذلك عجل السامري بعد أن سخّنه موسى ثم ألقاه في اليم بالماء فنسفه اليم نسفاً.

    ولكن أصاب السامري مرضٌ جلديٌّ بسبب اختراعه الذي توصّل إليه بعد تجارب كثيرة ثم توصل إلى استخراج معدنٍ من حليهم الغير معروف لدى بني إسرائيل، ولذلك قال له موسى:
    {قَالَ فَمَا خَطْبُكَ يَا سَامِرِيُّ ﴿٩٥﴾ قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا} صدق الله العظيم [طه:95-96]

    فيتبيّن أنهُ مرّ بتجارب شتى حتى توصل إلى الاختراع المُدهش في نظر بني إسرائيل، ولكن أصابه الله بمرضٍ جلديٍّ وذلك المرض لا يُشفى منه طيلة حياته حتى الموت ويحذّر النّاس أن يلمسوه فإنه لا يحتمل أن يلمسه أحد فجلده أليم طيلة حياته حتى يأتيه موعد الموت الذي ليس بوسعه أن يخلفه فيؤخّره ساعةً واحدةً ثم يُلقى في جهنّم وساءت مصيراً، وذلك جزاء السامريّ عذابٌ في الدُنيا وفي الآخرة، ولذلك قال له موسى:
    {قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لَا مِسَاسَ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَنْ تُخْلَفَهُ وَانْظُرْ إِلَىٰ إِلَٰهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا} صدق الله العظيم [طه:٩٧].

    فأما قوله:
    {قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لَا مِسَاسَ} [طه:97]، وهي العلّة التي أصاب الله بها السامريّ وهو مرضٌ جلديٌّ مؤلمٌ لن يحتمل أن يلمسه أحدٌ طيلة حياته حتى يتوفّاه موعد الموت الذي لا يستطيع أن يخلفه ثم يُلقى في جهنّم وساءت مصيراً، وذلك جزاء السامريّ بسبب فتنة بني إسرائيل عن الحقّ. وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين..

    فغيّر معلوماتك حبيب قلبي ابن عُمر فلا تنطق إلا بما نطق به إمامك فليس السامريّ هو المسيح الدجال وإنما ذلك اجتهادٌ منك، ولكن السامريّ قد مات بسبب علّته التي عذّبته طيلة حياته ثمّ كانت سبب موته بعد زمنٍ ويقول:
    {لَا مِسَاسَ}، ولا يختلط بالنّاس. ولكن الإجتهاد يظلّ ظنّاً والظنّ لا يغني من الحقّ شيئاً. وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين..


    أخو الحُسين بن عُمر وكافة الأنصار السابقين الأخيار؛ المهديّ المُنتظَر ناصر محمد اليماني.

    _________________

    [ لقراءة البيان كاملاً في الموسوعة ]



    موسى وطلب رؤيــــة الله جهرة ..

    بسم الله الرحمن الرحيم
    وربّما يودّ أحد علماء الشيعة الاثني عشر أن يقول: "يا ناصر محمد اليماني، إنّ الشيعة الاثني عشر كافةً ينفون رؤية الله جهرةً في الدنيا والآخرة، وأمّا أهل السُّنة وفِرقهم فيؤمنون برؤية الله جهرةً في الآخرة، فما حكم الله بيننا تستنبطه من محكم القرآن العظيم إن كنت من الصادقين". فمن ثمّ يردّ الإمام المهديّ على السائلين وأقول: إنّني الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني أفتيكم بالحقّ أنّ الله قد أفتاكم في محكم القرآن العظيم أنّه لا يتحمل رؤية عظمة ذات الله إلا شيءٌ يساوي عظمة ذات الله سبحانه حتى ولو كان جبلاً عظيماً أعظم من خلقكم، فبما أنّه لا يساوي عظمة ذات الله فلو تجلّى له الله لما تحمل رؤية ذات الله وهو جبلٌ عظيمٌ، ولذلك جعل الله شرطاً لرؤية ذاته لنبيّ الله موسى والسبعين نقباءَ بني إسرائيل وهو أنّه سوف يتجلّى الله سبحانه لجبل الطور العظيم فإن استقرّ مكانه متحمِّلاً رؤية عظمةِ ذات الله فسوف يرى الناس ربّهم في الدنيا والآخرة، كون الله قادرٌ على أن يجعل عظمة خلقهم كعظمة جبل الطور الصلب العظيم.

    والسؤال الذي يطرح نفسه: فهل استقرّ الجبل مكانه صامداً أمام رؤية عظمة ذات الله أم جعل الجبل العظيم رماداً تذروه الرياح؛ تراباً دكّاً فتساوى بتراب الأرض؟ والجواب تجدوه في محكم الكتاب في قول الله تعالى:
    {وَوَاعَدْنَا مُوسَىٰ ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ۚ وَقَالَ مُوسَىٰ لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ (142) وَلَمَّا جَاءَ مُوسَىٰ لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ ۚ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَٰكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي ۚ فَلَمَّا تَجَلَّىٰ رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَىٰ صَعِقًا ۚ فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ (143)} صدق الله العظيم [الأعراف]، فانظروا هل تحقق شرط الرؤية لعظمة ذات الله؟ وقال الله تعالى: {قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ ۚ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَٰكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي ۚ فَلَمَّا تَجَلَّىٰ رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَىٰ صَعِقًا ۚ فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ (143)} صدق الله العظيم.


    وأما السبعون نقيباً من تمّ اصطفاؤهم ليكونوا شهداء رؤية ذات الله سبحانه ماتوا جميعاً؛ كون رؤية ذات الله كانت بطلبٍ من بني إسرائيل فواعدهم الله وموسى للفتوى في رؤية عظمة ذات الله، واختار موسى لميقات الرؤية سبعين نقيباً من بني إسرائيل، فأخذتهم الصيحة حين تجلّى الله سبحانه للجبل وجعل الله الجبل دكاً ومات السبعون وخرّ نبيّ الله موسى صعقاً كونه أذعن لهم في طلب رؤية الله جهرةً وألحّ على ربّه كي يُوقن قومُه، فواعدهم الله ثلاثين ليلة لعلهم يتفكّروا ويتذكّروا وجاء الميعاد وهم لا يزالون مصرّين على طلبهم، وأتمّهنّ الله بعشرٍ أُخر لعلهم يرجعون عن طلبهم برؤية الله جهرةً، وجاءوا ونبيُّ الله موسى عليه الصلاة والسلام في نهاية ميقات الأربعين ليلة لرؤية الله جهرةً. وقال الله تعالى:
    {وَاخْتَارَ مُوسَىٰ قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا لِّمِيقَاتِنَا ۖ فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُم مِّن قَبْلُ وَإِيَّايَ ۖ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا ۖ إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَن تَشَاءُ وَتَهْدِي مَن تَشَاءُ ۖ أَنتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا ۖ وَأَنتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ (155)} صدق الله العظيم [الأعراف].

    فحين أفاق نبيّ الله موسى من بعد صعقهِ نظر إلى جبل الطور الشامخ فإذا هو قد أصبح رماداً تساوى بالأرض تذروه الرياح، فمن ثمّ نظر وراءه إلى السبعين فوجدهم جميعاً قد ماتوا؛ جميعاً! وعلِم نبيُّ الله موسى أنّ ما أصابه وأصابهم كان نظراً لإصرار بني إسرائيل لرؤية الله جهرةً ولم ينهَهُم نبيّ الله موسى عن ذلك ولم يعظْهم؛ بل كان يريد كذلك رؤية الله جهرةً وليس كفراً من نبيّ الله موسى كمثل بني إسرائيل بل شوقاً وحباً، ولكن نبيّ الله موسى عليه الصلاة والسلام علم أنّه أخطأ بالإذعان لطلبهم لرؤية الله جهرةً، ولذلك حين وجد السبعين هلكوا جميعاً قال نبيّ الله موسى: ربّ لو شئت لأهلكتهم من قبل وإيّاي. وقال الله تعالى:
    {وَاخْتَارَ مُوسَىٰ قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا لِّمِيقَاتِنَا ۖ فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُم مِّن قَبْلُ وَإِيَّايَ ۖ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا ۖ إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَن تَشَاءُ وَتَهْدِي مَن تَشَاءُ ۖ أَنتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا ۖ وَأَنتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ (155)} صدق الله العظيم [الأعراف].

    فدعا نبيّ الله موسى ربّه طالباً العفو والغفران له وللسبعين الذين أهلكهم الله من ورائه، وطلب من ربّه أن يعيدهم إلى الحياة ليكونوا شهداء بالحقّ بأنّه لا يتحمل رؤية عظمة ذات الله حتى الجبل العظيم وأنّه لا يتحمل رؤية عظمة ذات الله إلا شيءٌ مثله، وليس كمثله شيء وهو السميع البصير، فمن ثمّ أجاب الله طلب نبيّه موسى عليه الصلاة والسلام وبعث الله السبعين، فمن ثمّ بعث جبل الطور الرماد ورفعه فوق رؤوس السبعين وموسى عليه الصلاة والسلام. وقال الله تعالى:
    {وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّوا أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (171)} صدق الله العظيم [الأعراف].


    فخرّوا لربّهم باكين ساجدين تائبين السبعين وموسى عليهم الصلاة والسلام، فمن ثمّ أعاد الله جبل الطور إلى ما كان عليه من قبل التجلّي بعد أن وعدوا ربّهم السبعينَ نقباءَ بني إسرائيل أن يأخذوا التوراة بقوةٍ ويتّبعوه وكانوا ينظرون إلى الجبل معلقاً كالظلّة فوق رؤوسهم كأنّه واقعٌ بهم، وغفر لهم وأعاد جبل الطور العظيم من أعلى رؤوسهم إلى مكانه كما كان من قبل أن يكون رماداً، فأعاده الله شامخاً مكانه كما كان، وغفر الله لهم طلب رؤية الله جهرةً وهو الغفور الرحيم لعلهم يشكرون، وقال الله تعالى:
    {وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:55].

    وقال الله تعالى: {يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِنَ السَّمَاءِ ۚ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَىٰ أَكْبَرَ مِنْ ذَٰلِكَ فَقَالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ ۚ ثُمَّ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ فَعَفَوْنَا عَنْ ذَٰلِكَ ۚ وَآتَيْنَا مُوسَىٰ سُلْطَانًا مُبِينًا} صدق الله العظيم [النساء:153].
    ___________________


    [ لقراءة البيان كاملاً في الموسوعة ]



    بسم الله الرحمن الرحيم
    ويا علم الجهاد، إذا لم تتحمل الأوتاد رؤية ربّ العباد جهرةً فهل الأوتاد أعظم أم العباد؟ وقال موسى عليه الصلاة والسلام كما جاء الخبر في مُحكم القرآن العظيم في قول الله تعالى: {وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَـكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً وَخَرَّ موسَى صَعِقاً فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ} صدق الله العظيم [الأعراف:143].

    ويا علم الجهاد، إنّما يُريد الله أن يُبيِّن لموسى والأمّة لماذا لن يرى ذاتَ الله، وأراد الله أن يُبيّن له بالبرهان بالبيان الحقّ بالتطبيق للتصديق على الواقع الحقيقي ليعلم لماذا أجاب الله عليه بقوله تعالى
    {لَن تَرَانِي}، وذلك لأنّه لا يتحمل عظمة رؤية ذات الله أحدٌ من خلقه حتى الجبل العظيم الذي هو أكبر وأعظم وأقوى من خلق الإنسان؛ إلا إذا تحمّل الجبل رؤية عظمة ذات الله فإنه موسى سوف يرى ربه، وجعل الله رؤية موسى لربه متوقفة على تحمل رؤية الجبل لعظمة ذات الله. ولذلك قال الله تعالى: {قَالَ لَن تَرَانِي وَلَـكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً وَخَرَّ موسَى صَعِقاً فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ}

    فانظر يا علم الجهاد ما حدث لموسى وهو لم يرَ ربّه ولكنه صُعِق مما حدث للجبل، ومن ثم أدرك موسى بأنَّ رؤية الله جهرةً لا تنبغي لأحدٍ من عباد الله أجمعين، ولا ينبغي أن يُنافس عظمة ذات الله أحدٌ من خلقه، وأدرك ذلك موسى من بعد البيان الفعلي لسبب نفي الرؤية من الله بقوله لموسى: {لَن تَرَانِي}، ولكن الله بيّن لموسى لماذا لن يرى الله جهرةً بالبيان الحقّ على الواقع الحقيقي، ومن ثم أدرك موسى سبب نفي الرؤية لله جهرة بأنها العظمة لذات الله لا يتحمل رؤية ذات الله جهرةً حتى الجبل العظيم، وعلِم موسى سبب نفي الرؤية لله جهرةً بأنّه لا ينبغي لأحدٍ من عباد الله أجمعين، ولذلك قال موسى بعد أن أفاق ورأى الجبل قد صار دكاً فأدرك مدى عظمة ذات الله وأنّه لا ينبغي حتى التفكر في كيفية ذات الله، وأدرك موسى خطأه، ولذلك قال: {قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِين}.

    ويا علم الجهاد، ليس حجب الرؤية قصراً على الإنسان فحسب بل على جميع عباد الله في السموات والأرض. وقال الله تعالى:
    {بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضِ أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُن لَّهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴿١٠١﴾ ذَٰلِكُمُ اللَّـهُ رَ‌بُّكُمْ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ ۚ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ﴿١٠٢﴾ لَّا تُدْرِ‌كُهُ الْأَبْصَارُ‌ وَهُوَ يُدْرِ‌كُ الْأَبْصَارَ‌ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ‌ ﴿١٠٣﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].
    _________________

    [ لقراءة البيان كاملاً في الموسوعة ]



    موسى والعبد الصالــح ..

    بسم الله الرحمن الرحيم
    وقد ضرب الله لك مثلاً يا عدو الله في كليمه موسى فأحسن تأديبه حين ظنّ إنّه أعلمُ عبدٍ نظراً لأنّ الله كلَّمه تكليماً بينما الآخرين يرسل إليهم جبريل عليه الصلاة والسلام ومن ثم ابتعثه الله لكي يتعلم المزيد من العلم: {فَوَجَدَا عَبْداً مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْماً} صدق الله العظيم [الكهف:65].

    ومعنى قول الله تعالى:
    {عَبْداً مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْماً}؛ أي عبد من عباد الله الصالحين ليتعلّم منه العلم كليم الله موسى عليه الصلاة والسلام ليعلم لكي لا يتمّ حصر العلم على الأنبياء والمُرسلين من دون عباد الله الصالحين ويريد الله أن يعلم موسى وكافة المُسلمين أنه يوجد في الصالحين من هو أعلم من كليم الله موسى وهو عبدٌ من عباد الله الصالحين. وقال الله تعالى: {قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِي مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً} صدق الله العظيم [الكهف:66].

    وبما أنّ الرجل الصالح أعلمُ من موسى قال له:
    {وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَىٰ مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا ﴿٦٨﴾ قَالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّـهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا ﴿٦٩﴾} [الكهف]، فانظروا لقول كليم الله موسى ونبيّه ورسوله بما أنه يعلمُ أنّ فوق كُلّ ذي علم ٍعليماً هو أعلمُ منه فالذين أوتوا العلم درجات فلا يستوون في علمهم بل درجات والأكثر علماً وجب على الأقل منه علماً أن ينقاد لأمره ويأتمّ به كمثل المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام والمهديّ المُنتظر، فبما أنّ المهديّ المنتظَر هو أعلمُ من رسول الله المسيح عيسى ابن مريم، ولذلك جعل الله عبده المهديّ المنتظر إماماً للمسيح عيسى ابن مريم صلى الله عليه وآله وسلم وكذلك موسى عليه الصلاة والسلام بما أنّه يعلم أنّ الإمامة والقيادة حسب درجات العلم وواجب على العالم أن ينقاد لمن هو أعلمُ منه فلا يعصي لهُ أمرا ولذلك قال رسول الله وكليمه موسى صلى الله عليه وآله وسلم: {قَالَ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا} [الكهف:69]، وهو كليم الله موسى ينقاد للرجل الصالح فلا يعصي له أمراً يا (علم الجهاد) الذي يريد أن يصدّ العباد عن التنافس على ربِّهم فيعبدونه كما ينبغي أن يُعبد، ألا والله لو وجدنا إنّ كليم الله موسى صبر ولو على واحدةٍ لأصبح كليم الله موسى عليه الصلاة والسلام هو أعلمُ من الرجل الصالح ولكن الرجل الصالح كان يُذكِّره بالحكم في نتيجة الرحلة من قبل أن يتّبعه وقال له: {قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا} ولكن موسى أكّد له وقال: {قَالَ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا} ولذلك كان العبد الصالح يُذكّر موسى أثناء الرحلة بهذه النتيجة التي أعلنها لموسى مقدماً فانطلقا بعد الاتفاق أن لا يسأله عن أيّ فعلٍ يراه يفعله حتى يحدث له ذكراً فيخبره عن السبب، وكان هذا شرطاً بينهم وأول حدثٍ لم يصبر عليه كليم الله موسى حين خرق الرجل الصالح سفينة المساكين الذين اركبوهم لوجه الله فخرقها الرجل الصالح بعد الوصول إلى الشاطئ والمساكين لا يعلمون ولو علموا لثأروا لسفينتهم من الرجل الصالح ولَما صبروا كما لم يصبر موسى عليه الصلاة والسلام:
    {قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا﴿٧١﴾ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا ﴿٧٢﴾ قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا ﴿٧٣﴾ فَانْطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا لَقِيَا غُلَامًا فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا ﴿٧٤﴾ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا ﴿٧٥﴾ قَالَ إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا﴿٧٦﴾ فَانْطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقَامَهُ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا ﴿٧٧﴾ قَالَ هَـٰذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا ﴿٧٨﴾ أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا ﴿٧٩﴾ وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا ﴿٨٠﴾ فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا ﴿٨١﴾ وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَٰلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم [الكهف].

    فانظروا لقول الرجل الصالح كيف يُذكِّر موسى ويقول: "يا موسى لست أنت أعلمُ مني، ألم أقل إنّك لن تستطيع معي صبراً فأبيت وقلت بل سوف تجدني إن شاء الله صابراً فلا أعصي لك أمراً؟". وها نحن لم نجد موسى يصبر ولو على واحدةٍ ولذلك كان الرجل الصالح يُذكِّر موسى بنتيجة الرحلة التي أعلنها من قبل أن يرحلوا سوياً، ولذلك كان يقول له:
    {قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا} ومن ثم ردّ عليه موسى وقال: {قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرا} ومن ثم {فَانْطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا لَقِيَا غُلَامًا فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا ﴿٧٤﴾ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا ﴿٧٥﴾ قَالَ إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا﴿٧٦﴾} ولكن موسى قد حكم على نفسه وقال: {إِن سَأَلْتُكَ عَن شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِن لَّدُنِّي عُذْرًا.

    فقد رأيتم أنّ موسى قد حكم على نفسه لئن سأله بعدها فلا يصاحبه فقد بلغت من لدني عذراً إن فارقتني:
    { فَانْطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا لَقِيَا غُلَامًا فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا ﴿٧٤﴾ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا ﴿٧٥﴾} صدق الله العظيم [الكهف].

    فلم نجد موسى صبر حتى ولو على واحدةٍ فقط، وتبيَّن لنا أنّ حُكم الرجل الصالح على موسى من قبل أن يبدأوا الرحلة هو الحق حين قال له الرجل الصالح من قبل أن يرحلوا سويا:
    {قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا ﴿٦٧﴾ وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَىٰ مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا ﴿٦٨﴾ قَالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّـهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا ﴿٦٩﴾}صدق الله العظيم [الكهف].

    وبلغ أنّ موسى عليه الصلاة والسلام قال إنْ شاء الله ولكن الله لم يشأ:
    {قَالَ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا} صدق الله العظيم، ولكن الله لم يشأ أن يحصر العلم على الأنبياء من دون الصالحين يا (علم الجهاد) الذي يُريد أن يصدّ العباد عن الدعوة الحقّ.

    وأما فتواك في شأن المسخ أنّهُ قد مضى وانقضى فإنّك لمن الكاذبين، ولم ينقضِ إلا المسخ إلى قردةٍ وبقي المسخ إلى خنازير، وأما حُجّتك بقوله تعالى:
    {وجَعَلَ مِنْهم القِردةَ والخَنازيرَ}، وقلت إنَّ {جَعَلَ} فعل ماضي، ومن ثم أردّ عليك بالحقّ:
    أي أنّه {جَعَلَ} ذلك في الكتاب، فيصدق الحدث بالفعل في قدره المقدور في الكتاب المسطور ويُصدق الحدث في قدره المقدور في الكتاب المسطور.

    _________________

    [ لقراءة البيان كاملاً في الموسوعة ]



    قصة النَّبيّ الذى من بعد موسى؛ قصة هارون عليه الصلاة والسلام ..


    اقتباس المشاركة 46629 من موضوع المهدي المُنتظر يُبيّن للمُسلمين سرّ الأحرف في القُرآن العظيم..




    - 7 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    15 - 06 - 1428 هـ
    30 - 06 - 2007 مـ
    12:27 صباحاً
    ـــــــــــــــــــ


    سؤالٌ منطقيٌّ، ولك علينا الجواب من الكتاب بإذن الله يا ابن عُمر المُكرّم ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين، السلام علينا وعلى جميع عباد الله الصالحين في الأولين وفي الآخرين وفي الملأ الأعلى إلى يوم الدين، ثُمّ أمّا بعد..

    يا معشر عُلماء المُسلمين، إنّ من آتاه الله علم الكتاب لم يجد في القُرآن العظيم نبيّاً يُدعى يوشع بن نون، ولم يُنزّل الله به من سُلطانٍ في القُرآن العظيم، فهلّموا يا معشر عُلماء الأُمّة لأعلّمكم من هو النبيّ الذي كان في بني إسرائيل من بعد موسى عليه الصلاة والسلام في قول الله تعالى:
    {أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَىٰ إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَّهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ ﴿٢٤٦﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    وأُحيط ابن عُمر المُكرّم والصدّيق وولياً حميماً بأنّ ذلك النبيّ الذي كان في بني إسرائيل من بعد موسى أنّهُ نبيّ الله هارون أخو موسى عليه الصلاة والسلام، وقد تعمّر هارون من بعد موسى أربعين عاماً ومن ثُمّ اكتمل زمن تحريم الله على بني إسرائيل دخول القرية التي كتب الله لهم وجاء قدر دخولهم من بعد انقضاء الأربعين عاماً وقد كُتِب عليهم القتال في زمن موسى. وقال الله تعالى:
    {وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنبِيَاءَ وَجَعَلَكُم مُّلُوكًا وَآتَاكُم مَّا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِّنَ الْعَالَمِينَ ﴿٢٠﴾ يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَىٰ أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ ﴿٢١﴾ قَالُوا يَا مُوسَىٰ إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا حَتَّىٰ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِن يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ ﴿٢٢﴾ قَالَ رَجُلَانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ﴿٢٣﴾ قَالُوا يَا مُوسَىٰ إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَدًا مَّا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ ﴿٢٤﴾ قَالَ رَبِّ إِنِّي لَا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ ﴿٢٥﴾ قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ ۛ أَرْبَعِينَ سَنَةً ۛ يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ ۚ فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ ﴿٢٦﴾} صدق الله العظيم [المائدة].

    فهل تساءلتم يا معشر عُلماء الأُمّة لماذا هذا النبي لم يقُد بني إسرائيل هو؟ وكذلك لماذا بني إسرائيل لم يطلبوا من هذا النبيّ أن يقودهم برغم اعترافهم بأنّه نبيٌّ لهم؟ فلماذا لم يطلبوا من نبيّهم أن يقودهم؟ بل قالوا: "ابعث لنا ملكاً نُقاتل في سبيل الله" فلماذا لم يقولوا لنبيّهم أن يقودهم ليقاتلوا في سبيل الله؟ إذاً هذا النبيّ قد صار شيخاً كبيراً ووصل إلى أرذل العُمر من بعد قوةٍ ضُعفٌ وشيبةٌ، فهو لا يستطيع أن يقودهم نظراً لأنه أصبح شيبةً عاجزاً، وكذلك بنو إسرائيل يعلمون بأنه لم يعد يستطيع لأنهم يرونه شيبةً عاجزاً ولذلك لم يطلبوا منهُ أن يقودهم؛ بل قالوا اختَر لنا منا من بني إسرائيل من يقودنا لنقاتل في سبيل الله.

    فهل تعلمون يا معشر عُلماء الأُمّة من ذلك النبيّ عليه الصلاة والسلام؟
    إنّه نبيّ الله هارون أخو موسى، وانقضت سنين التّحريم على بني إسرائيل دخولهم المسجد الأقصى في الكتاب وجاء الزمن المُقدّر لدخول بني إسرائيل الأرض المُقدّسة التي بها بيت المقدس ولم يعد رسول الله موسى موجوداً فقد توفّاه الله خلال الأربعين سنة، ولكنّ أخاه هارون لا يزال موجوداً ولكنّه قد أصبح شيخاً كبيراً لا يستطيع حمل السلاح ولا القتال نظراً لأنّه قد أصبح من بعد قوةٍ ضعفاً وشيبةً قد وهن العظم منهُ، ولكنهُ قال: "إنّ الله اصطفى عليكم طالوت ملكاً"، ولكن طالوت لم يكن من بني إسرائيل ولذلك قالوا: "أيكون له الملك علينا ونحن أحقّ بالمُلك منه؟".

    فتعالوا لأُعلّمكم من هو طالوت الرجُل الصالح والذي زاده الله بسطةً في العلم، ولسوف نعود إلى قصة موسى وعبد من عباد الله الصالحين ولم يكُن نبيّاً ولا رسولاً، وكان يعلم بأنّ هناك رجُلٌ وامرأةٌ صالحون وقد تبنّوا لهم غُلاماً لم يكُن من ذُريّتهم وإنّما لأنّهم لم يأتِهم أطفالٌ، ولكنّ هذا الغُلام من ذُريّة شيطانٍ من البشر ولا خير فيه وإنّما تبنّاه هذان الأبوان الصالحان لوجه الله واتخذوه ولداً لهم ولا يعلمون من أبويه وأراد الله أن يُبدلهم خيراً منه زكاةً وأقرب رُحماً.

    ومعنى قوله:
    {وَأَقْرَبَ رُحْمًا} أي من ذُريّتهم، والآية واضحةٌ وجليّةٌ بأنّ هذا الغُلام ليس ابنهم من ظهورهم وإنّما تبنّوه لوجه الله. وقال تعالى: {وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا ﴿٨٠﴾ فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِّنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا ﴿٨١﴾} صدق الله العظيم [الكهف].

    ولذلك قتل الرجل الصالح ذلك الغلام وأبدلهم الله خيراً منه زكاةً وأقرب رُحماً، وذلك العوض من الله خيراً منه زكاةً وأقرب رُحماً الذي أعطاه الله للأبوين الصالحين
    إنّهُ طالوت عليه السلام الرجُل الصالح الذي آتاهُ الله المُلك وزادهُ بسطةً في العلم، وبلغ أربعين سنةً يوم استلام القيادة من بعد نبيّ الله هارون الذي بلغ من الكِبَر عتيّاً، ومن ثم قُتل طالوت في المعركة واستلم القيادة من بعده نبيّ الله داوود عليه السلام.

    ثُمّ انظروا يا عُلماء الأُمّة ماذا قال لهم نبيّهم هارون حين طلبوا منه القيادة فذكّرهم بأنّه قد كُتب عليهم القتال من قبل في عهد أخيه موسى فلم يقاتلوا! وقال الله تعالى:
    {أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَىٰ إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَّهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ ﴿٢٤٦﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    إذاً يا معشر عُلماء الأُمّة لم نجد نبيّاً غير هارون عليه السلام، وأعلمُ بأنّ هارون أكبر من موسى ولكن موسى توفّاه الله قبل هارون، ولذلك قال تعالى:
    {مِن بَعْدِ مُوسَىٰ} وهل يخلف موسى غير هارون؟ ولكنّه قد أصبح كبيراً في السن بعد أن انتهت الأربعين السنة التي حرّم الله عليهم الدخول إلى الأرض المُقدسة قبل أن تنقضي يتيهون في الأرض كالبدو الرُحّل يتتبّعون الماء والمرعى ولا يدخلون الأرض المُباركة التي كتب الله لهم لو أعدّوا جيوش الأرض كُلّها ما كان لهم أن ينتصروا حتى تنقضي الأربعون سنة، حتى إذا جاء القدر لدخولهم المسجد الأقصى قاد الجيش طالوت عليه السلام وقُتل واستلم القيادة منهُ نبيّ الله داوود، وقَتل داوودُ جالوتَ وآتاهُ الله المُلك من بعد طالوت.

    وأما الرُجل الذي تسمونه
    الخضر إنّهُ عبد من عباد الله الصالحين كما أخبركم الله بذلك في القُرآن في قوله تعالى: {فَوَجَدَا عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا ﴿٦٥﴾ قَالَ لَهُ مُوسَىٰ هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَىٰ أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا ﴿٦٦﴾ قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا ﴿٦٧﴾} صدق الله العظيم [الكهف].

    والحكمة من ذلك حتى يعلم موسى وجميع المُسلمين بأنّهم لا ينبغي لهم أن يُقسّمون رحمة ربهم فيحصرون العلم على الأنبياء والمُرسلين، ويُريدُ الله أن يعلّم موسى وجميع المُسلمين بأنّهُ يوجد هُناك من عباد الله الصالحين من هو أعلم من الذي كلمهُ الله تكليماً، وكان يظنّ موسى بأنهُ أعلم الناس نظراً لأنّ الله كرّمه وكلّمهُ تكليماً، وأراد موسى أن يتلقّى المزيد من العلم من هذا الرجُل الصالح. وقال الله تعالى: {فَوَجَدَا عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا ﴿٦٥﴾ قَالَ لَهُ مُوسَىٰ هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَىٰ أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا ﴿٦٦﴾ قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا ﴿٦٧﴾ وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَىٰ مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا ﴿٦٨﴾ قَالَ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا ﴿٦٩﴾} صدق الله العظيم [الكهف].

    وقال الرجُل الصالح لكليم الله موسى:
    {
    إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا}، فقد حكم على موسى قبل بدْءِ الرحلة أنه لن يستطيع معهُ صبراً، ولكن موسى قال: {قَالَ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا ﴿٦٩﴾}، فهل وجدتم موسى صبر حتى في واحدة؟ بل تحقّق ما حكم به الرجل الصالح: {قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا ﴿٦٧﴾}. ولذلك لم نجد موسى صبر حتى على واحدةٍ من الأمور التي شاهدها! فذلك الجواب الحقّ على سؤالك يا ابن عُمر المُكرّم، ولسوف أزيدك علماً عن الرجُلين من أتباع موسى من الذين أنعم الله عليهما والذي جاء ذكرهم في قوله تعالى: {قَالَ رَجُلَانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ﴿٢٣﴾} صدق الله العظيم [المائدة].

    وذلك الرجُلان
    إنّهما نبيّ الله هارون و مؤمن آلِ فرعون الذي قال الله عنهُ: {وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِن رَّبِّكُمْ وَإِن يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِن يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ ﴿٢٨﴾} صدق الله العظيم [غافر]. وقد علمنا بأنّ الله وقاه سيئات ما مكروا به آل فرعون وأبقاه مع موسى وحاق بآل فرعون سوء العذاب، وقُضي الأمر الذي فيه تستفتي يا من صدّقني وكان عند الله صدّيقاً وجزاك الله عنّي بخير الجزاء بخير ما جزى به عباده المُكرمون.

    والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته..
    أخوكم؛ الإمام ناصر مُحمد اليماني.
    __________


    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..



    اقتباس المشاركة 4529 من موضوع أحسن القصص - (نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن...)


    بسم الله الرحمن الرحيم



    اقتباس المشاركة 242033 من موضوع العبد الصالح وموسى وتفسير آية والنّجم اذا هوى..



    - 3 -
    قصة العبد الصالح مع نبيّ الله موسى ..

    بسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ،
    وسلامٌ على المرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين..

    لماذا قال الله لكم:
    { فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا } [الكهف:65]، ولم يقل فوجدا عبداً من أنبياء الله؛ بل عبدٌ من عباد الله الصالحين وليس بمشهورٍ؟ ولم يسأله نبيّ الله موسى عن اسمه تنفيذاً لأمر الله، لأن العبد لا يريد أن يعلم به النّاس فيدعونه من دون الله فطلب من ربّه أن لا يشهره لأنهم حين يعلمون أنه أعلم من كليم الله موسى عليه الصلاة والسلام فحتماً سوف يُعظِّمونه فيدعونه من دون الله فيتوسلون به إلى الله، ولكن الرجل الصالح طلب من ربّه أن لا يُشهره لعباده حتى لا يكون سببَ فتنةٍ للقوم الظالمين الذين يُعظِّمون عباد الله المكرمين.

    ولذلك نهى الله نبيه موسى أن يسأله عن اسمه ولا عن قريته ولا من أي البلاد. وقال فكيف أجده ربّي إذا؟ فقال الله له أن يأخذ معه حوت وهو السمك لأن السمك شيء معروف إذا أخرجته من الماء يموت بعد زمن قصيرٍ؛ دقائق معدودة.
    وعلّمه الله أن المكان الذي سوف يبعث فيه الحوت، ففي ذلك المكان نفسه ينتظر الرجل الصالح بقدرٍ مقدورٍ من الله.

    ولذلك تجدون موسى لم ينادي الرجل باسمه لأنه لا يعلم من هو ولا ما اسمه بل علم أنه هو، وذلك لأنه وجده في المكان الذي بعث الله فيه الحوت، وعلم أنه هو.
    وقال له نبيّ الله موسى: السلام عليكم، فرد الرجل عليه السلام ولم يقل وعليكم سلام الله يا موسى بن عمران كما يقولون على الله الذين لا يعلمون، فأين موسى من عمران وبين موسى وآل عمران مئات السنين، وموسى من ذريَّة نبيّ الله يوسف؟
    ولكن ظنهم حين يوجد في الكتاب هارون بن عمران أخو مريم ولذلك قالوا فبما أن هارون هو أخو موسى فكذلك موسى هو ابن عمران! لا قوة إلا بالله العلي العظيم من المفترين على ربّ العالمين أنه:
    اقتباس المشاركة :
    قال الرجل الصالح وعليكم سلام الله يا موسى بن عمران قال موسى: ومن علمك باسمي؟ قال: الذي دلك على مكاني
    انتهى الاقتباس
    والسؤال الذي يطرح نفسه فهل دلّ الله موسى على مكان الرجل؟ بل علّم الله موسى أن يأخذ معه حوتاً وحيث يبعثه الله يجد، فعليه أن ينتظر الرجل في ذلك المكان، وبما أن الله بعث الحوت وهم نائمون فلم يعلم نبيّ الله موسى عليه الصلاة والسلام أن الله بعث الحوت ولذلك لم ينتظر في المكان؛ بل سافروا سفراً بعيداً إلى الظهر، ولذلك: { قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا } [الكهف:62].

    إذاً الله لم يدل نبيّ الله موسى على مكان الرجل الصالح، إذاً لوجدوه حين جاؤوا إلى الصخرة المرّة الأولى؛ بل ناموا عند الصخرة ولم يكن موجوداً وإنما سوف يأتي الرجل بقدر من الله.

    المهم أن موسى لا يعلم من ذلك الرجل حتى مات نبيّ الله موسى عليه الصلاة والسلام وهو لا يعلم من ذلك الرجل، وذلك تلبية من ربّ العالمين لذلك الرجل الصالح الذي لا يريد من ربّه أن يشهره للناس ابداً حتى يلقاه لأنه يخشى أن يكون فتنةً للقوم الظالمين الذين بمجرد ما يعلمون بعبدٍ قد جعله الله من المُكرمين إلا وأشركوا به وبالغوا فيه بغير الحقّ وعبدوه زلفةً إلى الله، ولذلك الله لم يشهره بناء على طلب عبده، ولذلك قال:
    { فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا } صدق الله العظيم [الكهف:65]. ولكنكم جعلتم اسمه الخضر وجعلتموه نبيّاً من أنبياء الله ونسيتم قول الله تعالى: { إِنْ عِندَكُم مِّن سلطان بِهَـٰذَا أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّـهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿٦٨﴾ قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُ‌ونَ عَلَى اللَّـهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ ﴿٦٩﴾ } صدق الله العظيم [يونس]

    ولكني أشهد لله شهادة الحقّ اليقين أنه كما قال ربّي ليس من عباد الله المرسلين بل عبدٌ من عباد الله الصالحين. والحكمة من ذلك علَّ النّاس يخرجون من دائرة الإشراك بالله من تعظيم الأنبياء وحصر العلم عليهم من دون الصالحين. ويريد الله أن يحطم هذه العقيدة الباطلة، فابتعث كليم الله موسى عليه الصلاة والسلام ليتعلم العلم من عبدٍ من عباد الله الصالحين أعلمَ من كليم الله موسى عليه الصلاة والسلام، ولكن أكثر المؤمنين يأبَون إلا أن يكونوا مشركين!

    ويا معشر المسلمين، ما خطبكم لا تفقهون دعوة الأنبياء والمرسلين فتعظمونهم بغير الحق؟ فوالله الذي لا أعبدُ سواه ولا إله غيره إنكم لن تستطيعوا أن تخرجوا من دائرة الشرك حتى تعتقدوا بالحقّ أن لكم الحقّ في الله ما لأنبيائه ورسله وأنهم ليسوا إلا عبيد لله أمثالكم، فلا فرق بينكم وبينهم إلى الله شيئاً، فهم عبيدٌ لله كما أنتم عبيدٌ لله.

    ألا والله الذي لا إله غيره ما جعل الله صاحب الدرجة عبداً مجهولاً إلا لكي يتمّ التنافس من كافة عبيد الله إلى الربّ المعبود أيهم أقرب. فلمَ تحصرون التنافس على الربّ حصرياً للأنبياء والمرسلين من دون الصالحين أفلا تتقون؟

    الإمام ناصر محمد اليماني..
    __________________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

    -1- قائمة الأبواب الرئيسية لفهرسة بيانات الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني:

  2. افتراضي





    اقتباس المشاركة 4505 من موضوع إمامي الحبيب أفتني في هؤلاء وما قولكم فيهم؟


    - 8 -


    إمامي الحبيب ما قولكم في فساد اليهود الثاني والأكبر ؟


    اقتباس المشاركة 96574 من موضوع نِداءُ الإمامِ المَهديّ إلَى كافَّة المُسلِمين للبَيعْة للقِتالِ خِفَافًا وثِقَالًا ..




    - 13 -

    الإمام ناصر محمد اليماني
    13 - 10 - 1428 هـ
    24 - 10 - 2007 مـ

    08:23 مساءً
    ــــــــــــــــــ


    المهديّ المنتظَر يُفتي في فسادِ اليهود الثاني والأكبر ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جميع الأنبياء والمرسلين وآلهم والتابعين لهم بالحقّ إلى يوم الدّين، ولا أُفرِّق بين أحدٍ من رُسله وأنا من المُسلمين، ثم أمّا بعد..

    إنّ فساد اليهود الثاني في الأرض هو ما يجب معرفته وتفصيله وذلك لأنّ منه فسادٌ ظاهرٌ ومنه فسادٌ خفيٌّ كمثل كثيرٍ من التفجيرات للسيارات المفخّخة والتي بالذات لا يوجد فيها سائقٌ فهم من وراء ذلك ويحمّلونه للمسلمين، وإنّهم من يُرهبون العالم ومن ثم أعلنوا الحرب على المُسلمين من البيت الأبيض باسم حرب الإرهاب لإقناع الرأي العالميّ بأنّه لا بدّ من القضاء على الإرهابيّين المسلمين المُفسدين في الأرض والذين يقتلون النّاس الأبرياء، ولكن الله أفتانا بأنّهم هم من يفعل ذلك وليس المسلمون، ولكن شعوب العالم لا يشعرون بأنّ الذي وراء ذلك الإرهاب والتفجيرات في العالم هم اليهود من يفعل ذلك، وذلك لأنّ شعوب العالم عارضت الحرب الصّليبيّة ضدّ المسلمين، وكذلك كثيرٌ من الشعب الأمريكي عارضوا ذلك بمظاهرات في الشوارع، وكذلك بعض شعوب العالم عارضت الحرب الصّهيونيّة وقالوا لا تفسدوا في الأرض وكفى البشرية قتلاً وسفك دماء، ولكن الردّ جاء من اليهود المتمركزين في البيت الأبيض وقالوا: إنّما نحن مصلحون ونريد القضاء على الإرهاب وليس على المسلمين، فاقتنعت الشعوب المعارضة بقولهم الذي قالوه لهم لا تفسدوا في الأرض، وذلك تصديقاً لقول الله تعالى الذي ينبئ عن فساد اليهود الثاني في الأرض. وقال الله تعالى:
    {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْ‌ضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ ﴿١١﴾ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَـٰكِن لَّا يَشْعُرُ‌ونَ ﴿١٢﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    وقد علّمناكم من قبل بأنّ طائفةً من بني إسرائيل هم من شياطين البشر وأنهم ليسوا بضالين، وذلك لأنّ الضالين هم الذين ضلّ سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون بأنّهم يحسنون صنعاً، بمعنى أنّهم لم يكونوا يعلمون بأنّهم على ضلالٍ. وأمّا المغضوب عليهم فهم يعلمون سبيل الحقّ ويعلمون سبيل الباطل وإذا رأوا سبيل الحقّ لا يتّخذونه سبيلاً وإذا رأوا سبيل الباطل يتّخذونه سبيلاً، فهل تظنون بأنّ اليهود يُفسدون في الأرض وهم لا يشعرون بأنّهم مفسدون، فهل ذلك منطقيٌّ؟ بل يقصد الله النّاس الذين قالوا للبيت الأبيض اليهوديّ "لا تفسدوا في الأرض"، فردّوا عليهم بأنّهم لا يريدون الفساد في الأرض بل حربٌ ضدّ فساد الإرهاب، وذلك لإقناعهم بما يجري من تفجيرات في العالم. لذلك قال الله تعالى مخبرنا والنّاسَ أجمعين بأنّهم هم من يفعل ذلك وهم من وراء ذلك ولكن النّاس المعارضين للحرب لا يشعرون بأنّ اليهود هم المفسدون والذين يقتلون النّاس بغير حقٍّ، فيلقوا بذلك على المسلمين على أنّهم إرهابيون. لذلك قال الله تعالى:
    {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْ‌ضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ ﴿١١﴾ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَـٰكِن لَّا يَشْعُرُ‌ونَ ﴿١٢﴾} صدق الله العظيم [البقرة].


    وأمّا سؤالك عن حقائق الآيات الأولى من سورة الإسراء فأعتذر عن التأويل إلى أجله المُسمى.

    أخوكم؛ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
    ــــــــــــــــــ


    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

    -1- قائمة الأبواب الرئيسية لفهرسة بيانات الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني:

  3. افتراضي






    اقتباس المشاركة 4507 من موضوع إمامي الحبيب أفتني في هؤلاء وما قولكم فيهم؟


    - 10 -

    إمامي الحبيب ما قولكم في حماس ؟



    بسم الله الرحمن الرحيم
    {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ} صدق الله العظيم [المائدة:82]، والصلاة والسلام على النّبيّ الأميّ الأمين وآله الطيبين والتابعين للحقّ إلى يوم الدين..

    السلام عليك أيها السائل سواء كنت سائلاً بالحقّ ولا تريد غير الْحَقّ أو تود أن تعلم فتوى الإمام المهديّ تجاه حركة حماس، ألا إنهم هم الرجال حول الأقصى، يُعادي المهديُّ المنتظَر من عاداهم فيوالي المهديّ المنتظَر من والاهم، أولئك هم المؤمنون حقاً من صلح منهم ولم يخنهم.

    وسألت الله بحقّ لا إله إلا هو وبحقّ رحمته التي كتب على نفسه وبحقّ عظيم نعيم رضوان نفسه أن يحفظهم من عدوه وعدوهم ويفرج كربتهم وكُربة جميع المسلمين والمظلومين في العالمين بالتعجيل بظهور المهديّ المنتظَر على كافة البشر في ليلةٍ والكارهون من الصاغرين، والله مُتمّ نوره ولو كره المُجرمون، وإنا فوق عدوهم قاهرون وعليهم مُنتصرون بإذن الله ربّ العالمين.

    وكيف لا أنصر الذين يقاتَلون بأنهم ظُلموا وأُخرجوا من ديارهم بغير الحقّ! كيف لا أنصرهم فأكون معهم؟ ولكني لا أنصر من يعتدي على الكافرين بحجّة كفرهم فيقتلونهم لأنهم كافرون! أولئك إذا لم يتوبوا فسوف أقيم عليهم حدّ الله بالحقّ فلم يأمرنا الله أن نُكره الناس حتى يكونوا مؤمنين، ولا ولن أسمح للإنسان أن يظلم أخيه الإنسان في مشارق الأرض ومغاربها من بعد النّصر والظهور، وأقسمُ بعزّة الله وجلاله وعظيم نعيم رضوان نفسه لو أنّ أخي ابن أمي وأبي قتل كافراً بحُجّة أنه كافر ولم يعتدِ الكافر على أخي لحكمت على أخي بالصلب ولا اُبالي ولا أخاف في الله لومة لائم.

    وأشهدُ لله أني الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني الناصر لحماس الرجال حول الأقصى من صلح منهم ولم يخنهم فأنا مع الذين يدافعون عن أرضهم وعرضهم في جميع مشارق الأرض ومغاربها، وأعلم كيف هي أصول الجهاد في الكتاب، ولم يجعل الله خليفته مُفسداً في الأرض ولا يسفك دماء الناس بغير الحقّ، وأعوذُ بالله أن أكون من الذين يقتلون الناس بغير الْحَقّ بحُجّة كفرهم فلا إكراه في الدين؛ بل يُعامل المهديّ المنتظَر الكافرين كما يعامل المسلمين فيدافع المهديّ المنتظَر على الكافر من ظُلم المسلم فيُحَرّم الاعتداء على الكافر بغير الْحَقّ، ويدافع المهديّ المنتظَر مع المسلم من ظُلم الكافر فيمنع الاعتداء للكافر على المسلم فأقيم حدود الله عليهم جميعاً المسلمين والكافرين وهم صاغرون حتى أمنع ظُلم الإنسان لأخيه الإنسان.

    ولا ولن أكره الناس على الإيمان بالرحمن فلا إكراه في الدين، وإن بطريقة العدل والإحسان والرحمة والمعاملة الحسنة وحين يرى الكافرون أن المهديّ المنتظَر يبرّهم ويقسط إليهم ولم يُعادِهم ولم يكرههم على الإيمان فلا يجدون في أنفسهم إلا أن يقولوا نشهدُ أن لا إله إلا الله ونشهدُ أنّ محمداً رسول الله، فهذا هو دين الرحمة من الله أرحم الراحمين. وصدق الله رسوله النّبيّ الأمي:
    {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ} صدق الله العظيم [الأنبياء:107].

    ولربّما يودّ أحد الذين لا يعلمون أن يقاطعني فيقول: "ألم يقل الله تعالى:
    {فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمشرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} صدق الله العظيم [التوبة:5]، فقد أمرنا الله أن نقتل المشركين حيث وجدناهم إلا إن {تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ}؟". ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ رحمة الله الكُبرى للأمّة جميعاً وأقول: قاتلك الله كيف تقول على الله ما لا تعلم! وتفتي على الله بما لا تعلم فتحمل وزر الجاهلين الذين يقتلون الناس بغير الْحَقّ؟ ولعنك الله وأعدّ لك عذاباً مُهيناً إذ تسببت فتواك بقتل أنفسٍ كثيرةٍ ما أمركم الله بقتلها، فتعال لأعلِّمك البيان الْحَقّ لهذه الآية، وذلك لأنّ الله تبرأ من المشركين فلا يقربوا مكة والمسجد الحرام إلى يوم الدين وأن يكون حصريّاً لمن أسلم وآمن بالله، وأمر الله المشركين جميعاً بمُغادرة مكة المكرمة سواء يكون كافراً أو يهودياً أو نصرانياً لا يدين بدين الْحَقّ فقد حرّم الله عليهم الاقتراب من المسجد الحرام من بعد عام حجّة الوداع، ولم يمهلهم الله إلا إلى آخر شهر محرم فإذا انسلخ وهم لا يزالون في مكة فقد أمر الله المسلمين بقتلهم حتى و لو كانوا بجدار الكعبة إلا من أسلم وتاب وأقام الصلاة وآتى الزكاة فهنا خلوا سبيله ولا تقولوا له لستَ مسلماً وأصبح له حقّ في المسجد الحرام كما هو حقّ للمسلمين، وإنما يقصد الله بقوله حيث وجدتموهم أي حتى لو كان مُتعلقاً بستار الكعبة وهو لا يزال مشركاً ظاهر الأمر وليس من المسلمين فقد أمر الله المسلمين بقتله لأنه تحدى أمر ربّه ولم يخرج من بيته فيغادر مكة.
    وقال الله تعالى:
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْمشرِكُونَ نَجَسٌ فَلاَ يَقْرَبُواْ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ إِن شَاء إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} صدق الله العظيم [التوبه:28].

    سواء يكون من قريش أو نصراني أو يهودي أو مجوسي فقد حرم الله عليهم مكة المكرمة إلى يوم الدين، ولم يعطِهم الله مُهلةً من بعد إعلان البراءة يوم الحجّ الأكبر إلا إلى نهاية شهر محرم الحرام، ثم أحلّ الله للمؤمنين قتل من وجدوه من المشركين لم يُغادر مكة المكرمة حتى لو تعلق بستار الكعبة. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَأَذَانٌ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ أَنَّ اللّهَ بَرِيءٌ مِّنَ الْمشرِكِينَ وَرَسُولُهُ فَإِن تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللّهِ وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (3) إِلاَّ الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمشرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنقُصُوكُمْ شيئاً وَلَمْ يُظَاهِرُواْ عَلَيْكُمْ أَحَداً فَأَتِمُّواْ إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ (4) فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُواْ الْمشرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُواْ لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (5) وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمشرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْلَمُونَ (6)} صدق الله العظيم [التوبة:3].

    وتعال لأعلمك يا من لا تعلم ماذا أمرك الله نحو الكافر بدينك؛ غير أنه لم يعتدِ علي أرضك وعرضك ولم يمنع دعوتك، فقد أمركم الله أن تبروهم وتقسطوا إليهم إنّ الله يحب المُقسطين. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} صدق الله العظيم [الممتحنة:8].

    أفلا ترون أنّ الله أمركم ببر الكافرين والقسط إليهم فتعدلوا وحرّم الله عليكم ظُلمهم، فما بالك بقتلهم؟ أفلا تتقون الله يا معشر الذين لا يعلمون؟ ولكن حذار؛ إن الله قد حرّم على المسلمين إقامة أيّ علاقةٍ أو سفارةٍ أو تجارةٍ مع الذين يحاربونكم في الدين ويخرجون إخوانكم المسلمين من ديارهم أو يُظاهروا على إخراجهم أن تَوَلّوهم ومن يتولَّهم منكم فإنه منهم وإن عليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ(8) إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ(9)} صدق الله العظيم [الممتحنة].

    وعليه، فبما أنّ حركة حماس يُقاتلون دفاعاً عن أرضهم وعرضهم والمسجد الأقصى فإنّ المهديّ المنتظَر يُشهدُ الله الواحد القهار وكافة البشر وكفى بالله شهيداً أني لهم لمن الناصرين بإذن الله ربّ العالمين، ونصرَ الله من نصرهم وخذلَ الله من خذلهم في نفسه وأصابه الله بداءٍ في جسده يعجز عنهُ أطباء البشر حتى يتوب إلى الله متاباً فيشفيه ويغفر له إنّ ربّي غفور رحيم.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
    أخوكم الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني.
    __________________


    وأنا المهديّ المنتظَر خليفة الله على البشر الإمام الثاني عشر من آل البيت المُطهر مُستمسكٌ بكتاب الله وسنة رسوله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - وكافرٌ بالسنة اليهوديّة المدسوسة في سنة محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.
    ولم آتيكم للدفاع عن القرآن فهو محفوظٌ من التحريف إلى يوم الدين؛ بل جئتكم للدفاع عن سنة محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - فأبيّن لكم السُّنة اليهوديّة المدسوسة فيها فأكذبها بقول الله مباشرةً من القرآن العظيم، وذلك لأن الله أيدني بالبيان للقرآن، وذلك لكي أسند الحديث الْحَقّ مباشرة إلى القرآن العظيم.

    غير أني لا أشتم الذين قيل أنه عنهم من صحابة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم, وهل تدرون لماذا؟ وذلك لأنّ المفترين قد يسندوه إلى صحابته الْحَقّ وهم أبرياء من روايته كبراءة الذئب من دم يوسف وذلك مكرٌ من المنافقين، فإن بيّنت لكم حديثاً كان مفترًى على محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - فاستنبطت لكم برهان تكذيبه من قول الله برغم أنّ ذلك الحديث مروي عن بعض الصحابة الأبرار فأحذِّركم أن تسبوهم شيئاً، فمن سبهم فهو آثمٌ قلبه. فهل سمعه منهم حتى يعلم علم اليقين فيشتمهم؟ فما يدريكم بأن المنافقين هم المفترون على الله ورسوله؟ وذلك لأنّ الحديث لو جاء مرويّاً عن الصحابي اليهودي فلان وعن الصحابي اليهودي فلان عن رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - لما استطاعوا أن يضلوا الأمّة عن الصراط المستقيم؛ بل كانوا يسندوه إلى صحابته كذباً غير أنّ في الصحابة سمّاعون لهم ويظنونهم لا يكذبون، وكذلك يأخذ عنهم السَّماعون لهم من بعض المسلمين، فوردت إليكم يا معشر علماء الأمّة الإسلاميّة أحاديثٌ تخالف حديث الله في القرآن العظيم جُملةً وتفصيلاً، ولا أقول بأنها تخالف الآيات المتشابهات في اللغة معهن؛ بل تخالف الآيات المحكمات التي جعلهنّ الله أمّ الكتاب لا يزيغ عنهنّ إلا هالكٌ في قلبه زيغٌ عن الْحَقّ الواضح والبيّن ابتغاء تأويل الآيات المتشابهات من القرآن مع ذلك الحديث المُفترى بمكرٍ خبيثٍ فجعلوه يتشابه مع ظاهرهن ليزعم الذين في قلوبهم زيغٌ عن المحكم بأنّ هذا الحديث جاء بياناً لتلك الآية والتي لا تزال بحاجة إلى التأويل! وقد اتَّبعتم المُتشابه يا معشر علماء الأمّة وتركتم المُحكم الواضح والبيّن وهُنّ أمّ الكتاب. أفلا تتقون؟

    أخو المرابطين المقاومين الصامدين؛ الإمام ناصر محمد اليماني.
    ________________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..




    اقتباس المشاركة 4013 من موضوع عاجِل: مِن الإمام المَهديّ إلى كافَّة الحُكومات والشُّعوب الإسلاميَّة عربيّهم وعجميّهم، أدعو كافَّة قادات العَرَب خاصَّةً والمُسلِمين عامةً إلى إعلان الاستعداد والجاهزيَّة القِتاليَّة ..

    - 1 -
    الإمام المهديّ ناصِر محمد اليمانيّ
    09 - ربيع الآخر -1431 هـ
    25 - 03 - 2010 مـ
    11:43 مساءً
    (بحسب التقويم الرسميّ لأُمِّ القرى)

    [لمتابعة رابط المشاركة الأصلية للبيان]
    https://albushra-islamia.com./showthread.php?p=1059

    ـــــــــــــــــــــ



    عاجِل: مِن الإمام المَهديّ إلى كافَّة الحُكومات والشُّعوب الإسلاميَّة عربيّهم وعجميّهم، أدعو كافَّة قادات العَرَب خاصَّةً والمُسلِمين عامةً إلى إعلان الاستعداد والجاهزيَّة القِتاليَّة ..


    بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ‎﴿٣٥﴾‏}
    [المائدة].

    ‏{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ‎﴿١٠﴾‏ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ‎﴿١١﴾‏ يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ‎﴿١٢﴾‏ وَأُخْرَىٰ تُحِبُّونَهَا ۖ نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ‎﴿١٣﴾}
    [الصف].

    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ‎﴿٧﴾}
    [محمد].

    {وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ‎﴿٤٠﴾‏ الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ ۗ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ‎﴿٤١﴾} [الحج].

    {وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ ۚ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ۚ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ ۚ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَٰذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ ۚ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ ۖ فَنِعْمَ الْمَوْلَىٰ وَنِعْمَ النَّصِيرُ ‎﴿٧٨﴾‏}
    [الحج].

    {وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ} [البقرة:٢٥١].

    {وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا ۗ وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ}
    [الحج:٤٠].

    {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَٰئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ ۚ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ‎﴿٢١٨﴾} [البقرة].

    {أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ ‎﴿١٤٢﴾} [آل عمران].

    {أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِن دُونِ اللَّهِ وَلَا رَسُولِهِ وَلَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً ۚ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ‎﴿١٦﴾}
    [التوبة].

    {الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِندَ اللَّهِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ ‎﴿٢٠﴾‏}
    [التوبة].

    {قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ‎﴿٢٤﴾}
    [التوبة].

    {انفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ‎﴿٤١﴾}
    [التوبة].

    {لَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَن يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ ‎﴿٤٤﴾}
    [التوبة].

    {لَٰكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ جَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ ۚ وَأُولَٰئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ‎﴿٨٨﴾} [التوبة].

    {ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِن بَعْدِ مَا فُتِنُوا ثُمَّ جَاهَدُوا وَصَبَرُوا إِنَّ رَبَّكَ مِن بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ ‎﴿١١٠﴾} [النحل].

    {وَمَن جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ‎﴿٦﴾‏}
    [العنكبوت].

    {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّىٰ نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ ‎﴿٣١﴾‏}
    [محمد].

    {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ ‎﴿١٥﴾} [الحجرات].

    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُم مِّنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ ۙ أَن تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِن كُنتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي ۚ تُسِرُّونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنتُمْ ۚ وَمَن يَفْعَلْهُ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ ‎﴿١﴾}
    [الممتحنة].

    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ‎﴿٥٤﴾}
    [المائدة].
    صــــدق الله العظيم

    مِن خليفة الله المَهديّ المُنتظَر المُصطَفَى مِن الله فجعله إمامًا قائدًا للمُسلِمين وزاده الله عليهم بسطَةً في عِلْم البيان للقرآن على كافة عُلماء المُسلِمين ليكون بُرهان الإمامة والخِلافة والقيادة (الإمام ناصِر مُحَمَّد اليمانيّ) إلى المُسلِمين كافَّة، لقد أمركم الله بالدفاع عَن المَسجِد الأقصَى وعن كافة بيوت الله وعن أنفسكم ودياركم وأموالكم، ثُمَّ أمركم الله أن تكونوا خَير أُمَّةٍ أُخرِجَت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المُنكَر والفساد في الأرض وتؤمنون بالله لا تُشرِكون به شيئًا.

    ويا قادة المُسلِمين، إني الإمام المَهديّ أُلقي إليكم بهذا السؤال: فهل أمرتُم بالمَعروف ونهيتم عن المُنكَر؟ ذلك لأن الله سوف يَسأل الذين مَكَّنهم في الأرض عَن الأمر بالمعروف والنَّهي عَن المُنكَر، تصديقًا لقول الله تعالى:
    {وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ‎﴿٤٠﴾‏ الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ ۗ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ‎﴿٤١﴾} صدق الله العظيم [الحج].

    ويا أُمَّة الإسلام يا حُجاج بيت الله الحَرام، إنِّي الإمام المَهديّ أدعوكم إلى الحياة الطَّيِّبة وليس إلى المَوت، تصديقًا لقول الله تعالى:
    {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ‎﴿١٦٩﴾‏ فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ‎﴿١٧٠﴾‏ ۞ يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ ‎﴿١٧١﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

    ويا معشَر المُؤمنين، لا ترضوا بالحياة الدُّنيا فتطمئنوا إليها فَهي ليست الحياة؛ بل الدُّنيا هي المَوت والآخِرة هي الحياة الخالِدة، ولذلك قال الله تعالى:
    {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا} صدق الله العظيم [الملك:٢]، وذلك لأن الحياة الدُّنيا تنتهي بالمَوت، وإنَّما الحياة هي الحياة الآخِرة التي لا مَوت فيها، ولذلك قال الذين لا يُؤمِنون: {يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي} صدق الله العظيم [الفجر:٢٤]، أي يا ليتني قَدَّمت لآخِرَتي، وذلك لأنَّ الآخرة هي الحياة تصديقًا لقول الله تعالى: {وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم [العنكبوت:٦٤].

    والآن تبيَّن لَكُم البيان الحَقّ لقول الله تعالى:
    {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا} صدق الله العظيم [الملك:٢]، أي خَلَق الدُّنيا والآخِرة، وإنَّما ذَكَر الحياة الدُّنيا بالمَوت لأن نهايتها المَوت والانتقال إلى الحياة الآخِرة؛ فإمَّا في جَنَّة نَعيمٍ خالِدين فيها وإمَّا في نار الجَحيم خالِدين فيها، وبرغم أن الله يُلقِي بالكافرين في نار الجَحيم ولكنهم لَن يموتوا فيها لأن الدَّار الآخِرة هي الحياة ولا مَوت فيها ومهما تَعَرَّض له الإنسان من العذاب فلَن يموت. إذاً الدار الآخِرة هي الحياة ولَكِن إمَّا أن تكون حياة في نعيمٍ عظيمٍ وإمَّا أن تكون في جَحيمٍ عظيمٍ.

    ويا قادة المُسلِمين ومُفتي ديارهم وخُطَباء منابرهم وكافَّة أُمَّتهم، إني الإمام المهديّ أدعوكم إلى الحياة الطَّيِّبة أعَدَّ الله لَكُم فيها مُلكًا عظيمًا، تصديقًا لقول الله تعالى:
    {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ‎﴿٩٧﴾‏} صدق الله العظيم [النحل].

    ويا مَعشَر المُسلِمين، والله الذي لا إله غَيره أنَّ مَن رضي بالحياة الدُّنيا فإنها هي المَوت وليست هي الحياة الطَّيِّبة؛ بل إنَّ مصيرها المَوت، بل أنا الإمام المهدي أدعوكم إلى الحياة الطَّيِّبة وليس بينكم وبين الحياة الطَّيِّبة إلَّا مَوت الحياة الدُّنيا ومن ثمَّ تنتَقِلون مُباشرَةً إلى الحياة الطَّيِّبة، ولذلك ندعوكم إلى بوابة الدُّخول إلى الحياة الطيَّبِّة؛ ألا وإنَّ بوابة الحياة الطَّيِّبة هي الموت في سبيل الله، ومَن يُقتَل في سبيل الله فإنَّه لَم يَمُت بل انتقَل مِن المَوت إلى الحَياة.

    تصديقًا لقول الله تعالى: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ‎﴿١٦٩﴾‏ فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ‎﴿١٧٠﴾‏ ۞ يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ ‎﴿١٧١﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

    ويا قادة المسلمين وعلماءهم، إني الإمام المهديّ حَقيقٌ لا أقول على الله إلَّا الحَقّ وأنطِق بالحَقّ وأُفتي بالحَقّ: إن جميع الذين كرِهوا المَوت في سبيل الله ورضوا بالحياة الدُّنيا واطمأنوا إليها ولا يُريدون فراقها؛ إنهم كَرِهوا لِقاء الله ومَصيرهم في النَّار وبِئس القَرار، تصديقًا لقول الله تعالى:
    {إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ ‎﴿٧﴾‏ أُولَٰئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ‎﴿٨﴾‏ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُم بِإِيمَانِهِمْ ۖ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ ‎﴿٩﴾‏ دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ ۚ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ‎﴿١٠﴾‏} صدق الله العظيم [يونس].

    فتدبَّروا يا معشَر قادة المُسلِمين وعلماءهم وأُمَّتهم الفَتوَى الحَقّ مِن مُحكَم آيات الكتاب البَيِّنات من آيات أُمّ الكِتاب، فمَن وجد نفسه رضي بالحياة الدُّنيا واطمأنَّ إليها ويَفِرّ مِن الموت في سبيل الله فقد رضي بالحياة الدُّنيا وكَرِه لقاء الله بالموت في سبيله؛ أولئك مصيرهم في نار جَهنَّم تصديقًا لفتوى الله الحَقّ في مُحكَم كتابه:
    {إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ ‎﴿٧﴾‏ أُولَٰئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ‎﴿٨﴾‏}
    صدق الله العظيم [يونس].

    ويا أمَّة الإسلام، أُقسِمُ بالله العَظيم مَن يُحيي العِظام وهي رَميم رَبّ السماوات والأرض وما بينهما ورَبّ العرش العظيم أنَّه لا يجوز لكم أن تُحِبّوا البقاء في هذه الحياة الدُّنيا إلَّا مِن أجل الله لكي تتزوَّدوا بالباقيات الصَّالِحات قُربَةً إلى رَبّكم، فإن كُنتم تُحِبّون البقاء في هذه الحياة حتى يتحقق هدفكم الخالِص لوجه الله فقد أصبح محياكم فيها هو لله ومِن أجل الله، وكان حَقًّا على الله أن لا يُميتكم حتى تُحَقِّقوا هدفكم الخالص لِوجه الله ثُمَّ يتوفَّاكم مِن بعد تحقيق الهدَف حين يشاء الله، لأن الله يعلم أنكم لم تُحِبوا البقاء في هذه الحياة إلَّا من أجل تحقيق الهدف الصالح لوجه الله، وأمَّا حين تجدون أنفسكم تكرهون الموت لأنكم لا تريدون فراق الحياة الدُّنيا وزينتها فاعلموا أنكم قد رضيتم بالحياة الدُّنيا واطمأننتم إليها ولن يُزَحْزِحكم الله مِن العذاب لو تعمَّرتم فيها ألف سَنة، تصديقًا لقول الله تعالى:
    {وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَىٰ حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا ۚ يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَن يُعَمَّرَ ۗ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ ‎﴿٩٦﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ ۚ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ ۚ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ ‎﴿٣٨﴾‏ إِلَّا تَنفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا ۗ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ‎﴿٣٩﴾}
    صدق الله العظيم [التوبة].

    ويا أُمَّة الإسلام يا حُجاج بيت الله الحرام، إني الإمام المهديّ المنتظَر أُقسْمُ لَكُم بالله الواحِد القَهَّار الذي يُدرِك الأبصار ولا تُدرِكه الأبصار، أنّي لا أُريد البقاء في هذه الحياة الفانية بالمَوت إلَّا مِن أجل تحقيق هدفي الأعظَم لتكون كلمة الله هي العُليا فنجعل الناس أُمَّةً واحدةً على صراطٍ مستقيمٍ، ولو أعلَم أنه لن يتحقق لَما رضيت بهذه الحياة حتى ولو تؤتوني مَلَكوت هذا العالَم أجمعين فلَما رضيت البقاء فيها ثانيةً واحدةً ولتمَنَّيت أن يأخذ الله روحي إليه الليلة قَبْل الغَد وذلك لأني في اشتياقٍ شَديد إلى حبيبي الأعظَم الله رَبّ العالمين، وإنَّما صَبري على البقاء في هذه الحياة ليس إلَّا مِن أجل تحقيق هدفي الذي أُناضِل من أجله لكي أُحَقِّق النَّعيم الأعظم فنجعل الناس أمَّةً واحدةً على صراط مُستَقيم.


    فما خَطبكم يا معشَر المُسلِمين غرَّتكم الحياة الدُّنيا ورضيتم بها فوهنتم عن الجهاد في سبيل الله؟ فهل لا تحبّون لقاء الله ولذلك كرهتم المَوت في سبيل الله؟! إذًا فادرَؤوا عَن أنفسكم المَوت إن كنتم صادقين؛ بل سوف تموتون ثم يكون مصيركم في النار وبئس القَرار، فَفِرُّوا مِن الله إليه إنّي لَكُم مِنه نذيرٌ مُبيْن.

    ويا أمَّة الإسلام، إني الإمام المهديّ أدعوكم إلى الدخول في السَّلام مَع كافَّة العالَم وعدم الاعتداء على الناس وسفك دمائهم بِحُجَّة كُفرهم، فمَن فَعَل ذلك فقد استزلَّه الشيطان فليتُبْ إلى الله مَتابًا مِن بَعْد أن جاءكم الهُدَي مِن رَبّكم، تصديقًا لقول الله تعالى:
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ‎﴿٢٠٨﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    ومَن أعرَض عن دعوة السَّلام والتعايش السِّلمي ويُشَاقُّون الله ورسوله ويُريدون أن يُطفِئوا نور الله ويفتنوكم عن دينكم أو يخرجوكم من دياركم ويسعون في خراب بيوت الله؛ أولئك أمركم الله أن لا تهِنوا فتضعفوا بين أيديهم فتدعوهم إلى السَّلْم؛ بل أمرَكم بإعلان الحَرْب عليهم حتى يجدوا أنَّكم أشد بأسًا وأشد تنكيلًا وقد وعدكم الله بالنَّصر عليهم فيورثكم أرضهم وديارهم وأموالهم إن الله لا يُخلِف الميعاد، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَشَاقُّوا الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَىٰ لَن يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا وَسَيُحْبِطُ أَعْمَالَهُمْ ‎﴿٣٢﴾‏ ۞ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ ‎﴿٣٣﴾‏ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ مَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ‎﴿٣٤﴾‏ فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ ‎﴿٣٥﴾} صدق الله العظيم [محمد].

    فَتَبَّينوا قول الله تعالى:
    {فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ ‎﴿٣٥﴾} صدق الله العظيم [محمد].

    ولذلك فإنّي الإمام المهديّ أُريد إعلان الحَرْب على الذين يعتَدون على حُرمات الله ويَتَعَدّون حُدود الله ويسعون في خراب بيوت الله ويُريدون هَدْم المسجد الأقصَى، فإن لم تعترفوا بخليفة الله الإمام المهديّ ولم تستعدوا للحرب للدفاع عن بيت الله المُقَدَّس (المسجد الأقصى) فاعلَموا أنَّ اليهود سوف يهدموه وهم الآن في نهاية فسادهم الأكبَر والأخير، تصديقًا لقول الله تعالى: {وَقَضَيْنَا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا ‎﴿٤﴾‏ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ ۚ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولًا ‎﴿٥﴾‏ ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا ‎﴿٦﴾‏ إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ ۖ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا ۚ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا ‎﴿٧﴾‏ عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ ۚ وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا ۘ وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا ‎﴿٨﴾‏ إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا ‎﴿٩﴾‏ وَأَنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ‎﴿١٠﴾‏} صدق الله العظيم [الاسراء].

    فَتَذَكَّروا قول الله تعالى:
    {فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا} صدق الله العظيم [الإسراء:٧].

    ويا أُمَّة الإسلام، إنّي الإمام المهديّ أُنادي بالبيعة لله للدِّفاع عَن الأقصَى، فَمَن أنصاري إلى الله يا قادات المُسلِمين ومُفتي ديارهم وخُطباء منابرهم وكافة الأمَّة الإسلاميّة؟ نُناديهم للبيعة لنُصرة الله والدِّفاع عن المسجد الأقصى، فوالله الذي لا إله غيره إني علمت مِن الله أنَّهُم يُريدون أن يُدَمِّروا المسجِد الأقصَى (بيت الله المُعَظَّم) وسبب طمعهم إلى فعل ذلك؛ وذلك لأنهم قد عَلِموا ماذا سوف تكون عليه ردّة فِعل قادات المُسلمين ومُفتي ديارهم، فلن يكون جهادهم في سبيل الله إلَّا قولهم: "نحن نستنكر اعتداء إسرائيل على المسجد الأقصىّ والشعب الفلسطيني"! وذلك هو جهاد قادة العرب والمُسلمين على مدار أكثر مِن ستِّين عامًا! ومن ثم يُبَشِّرهم الإمام المهديّ بِمَقت الله الأكبَر، فليس الجهاد هو الاستنكار، فمَن الذي أفتاكم بذلك أنَّ الجهاد هو أن تستنكِروا فقط ولا تأمرون بمَعروفٍ ولا تنهون عن المُنكَر؟! ولكني الإمام المهديّ المنتظَر أُبَشِّر المُستَنكِرين بالقول فقط بمقت الله وغضبه، تصديقًا لقول الله تعالى:
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ ‎﴿٢﴾‏ كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ ‎﴿٣﴾‏ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ ‎﴿٤﴾} صدق الله العظيم [الصف].

    ويا معشَر قادات المُسلِمين ومفتي ديارهم، والله الذي لا إله غيره لَن يتحقَّق السَّلام مع الذين يُفسِدون في الأرض مِن اليهود وأنتم تدعونهم أنتُم إلى السلام؛ بل أعِدُّوا لهم القُوَّة واستَعِدُّوا للنفير للدِّفاع عن إخوانكم ودياركم ومُقَدَّساتكم، تصديقًا لقول الله تعالى:
    {وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ ‎﴿٦٠﴾‏ ۞ وَإِن جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ‎﴿٦١﴾‏ وَإِن يُرِيدُوا أَن يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ ۚ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ ‎﴿٦٢﴾‏ وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ ۚ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَّا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ ۚ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ‎﴿٦٣﴾} صدق الله العظيم [الأنفال].

    فَحِين تستعدون لقتالهم لِمَنْع فسادهم فعِند ذلك يُنزل الله الرُعب في قلوبهم مِنكم فَيُزَلزِلهم ومِن ثمَّ يدعونكم هُم إلى السَّلْم وإن قاتلوكم يُوَلُّون الأدبار ثُمَّ لا يُنصَرون، وأما حين تفعلون العَكْس فتدعونهم أنتُم إلى السَّلْم برغم اعتدائهم عليكم وسَفك دماء إخوانكم المُسلمين من أبناء الشَّعب الفلسطيني ثُمَّ تدعونهم إلى السَّلام فوالله الذي لا إله غيره لن يتحقق السَّلام، وإنَّ دعوتَكم لهم إلى السلام لن تزيدهم إلَّا عُتوًّا ونُفورًا وفسادًا كبيرًا وذلك لأنكم خالفتم أمر الله في شأن الذين يُشاقُّون الله ورسوله ويفسدون في الأرض، فلم يأمركم الله أن تدعوهم إلى السَّلام بل أمركم الله بإعلان الجهاد على المُفسدين في الأرض حتى يجنحوا هم إلى السَّلام ولكنكم تدعونهم إلى السَّلام أنتم وخالفتم أمر الله في مُحكَم كتابه في قول الله تعالى:
    {فَلا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ} صدق الله العظيم [محمد:35]، فهنا أمركم الله بعدم دعوتهم إلى السَّلم لأنكم إن دعوتموهم لن تزيدهم دعوتكم إلى السَّلم إلَّا عُتوًّا ونُفورًا وفسادًا كبيرًا؛ بل أمركم الله أن تكون ردّة فعلكم الإعداد والاستعداد للجهاد لصَدِّ المُفسِدين ووعدكم الله أن ينصركم عليهم نَصر عزيزٍ مُقتَدر، فهو معكُم ومولاكم؛ نِعْم المَولى ونِعْم النَّصير.

    ولذلك فإني الإمام المهديّ أدعو كافَّة قادات العَرَب خاصةً والمُسلِمين عامةً إلى إعلان الاستعداد والجاهزيّة القتاليّة ويُعِدّ كُلُّ قائدٍ مُسلمٍ عربيٍّ أو أعجميٍّ ما استطاع مِن القُوَّةِ العسكريَّة والعتاد القتاليّ، وكذلك أدعو كُلّ مُسلمٍ يمتلك السِّلاح إلى الاحتفاظ بسلاحه وتجهيزه وتنظيفه ليكون جاهِزًا للقتال، فإن الدَّعوة إلى الجهاد في سبيل الله سوف تكون إلى جميع المُسلمين في مشارِق الأرض ومغاربها خِفافًا وثِقالًا (كُلّ مَن يستطيع حَمْل السِّلاح)، وكذلك أدعو جميع المسلمين الذين لا يَملِكون السِّلاح إن استطاعوا أن يشتروه فليفعَلوا، وأدعو جميع الحكومات الإسلاميّة العربيّة والأعجميّة إلى عَدَم منع شعوبهم مِن أن يمتلكوا السِّلاح إلى أجَلٍ مُسَمى، ومَن كان يملك سلاحه الشخصيّ فإنه مُحَرَّم عليه أن يبيعه في هذه الظروف الرَّاهِنة إلَّا ما زاد عن سلاحه الشخصيّ فلا حَرَج عليه أن يبيعه لأخيه المُسلِم فلا تثريب عليه، وإنَّما استجيبوا لأمر خليفة الله الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأطيعوني ما استطعتم وخُذوا أسلحتكم واستعدِّوا لدعوة النَّفير في سبيل الله للدِّفاع عن المسجد الأقصَى وحُرُمات المُسلِمين، وإن أبيتم فسوف يهدموا المسجد الأقصى ثم ينتصر الله مِنهم ومِنكم فَيُظهِر خليفته عليكم وأنتم صاغرون ببأسٍ شديد وكان الله قويًّا عزيزًا، وأُذَكِّركم يا معشَر المُسلِمين بقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ ۚ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ ۚ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ ‎﴿٣٨﴾‏ إِلَّا تَنفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا ۗ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ‎﴿٣٩﴾} صدق الله العظيم [التوبة].

    وقال الله تعالى:
    {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَّا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً ۖ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ‎﴿٢٥﴾‏} صدق الله العظيم [الأنفال].

    و يا معشَر المُسلِمين حاكمهم وحكوماتهم وشعوبهم، ألا والله لو يُلقي إليكم الإمام المهديّ بسؤالٍ لعالِمكم وجاهلِكم وأقول: ما جزاء المُسلِم الذي خرَج مع إخوانه المُسلمين للقتال في سبيل الله فوجدوا بأسًا مِن عَدوّهم ثُمَّ ولَّى فَريقٌ منهم الأدبار؛ فما جزاؤه في مُحكَم كتاب الله؟ وحتمًا سوف يكون ردّ كافة المُسلِمين الذين يتلون كتاب الله عالمهم وجاهلكم رَدًّا مُوَحَّدًا ويقولون: "يا ناصر محمد اليماني، نحن نفتيك بالحقّ أن جزاء من يُوَلّي دُبُره من المُسلمين أثناء المعركة مع عدوهم فإن جزاءهم في مُحكَم كتاب الله في قول الله تعالى:
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ ‎﴿١٥﴾‏ وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِّقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَىٰ فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ ۖ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ‎﴿١٦﴾‏} صدق الله العظيم [الأنفال]".

    ومن ثم يقول الإمام المهديّ: صَدَقتُم ونطقتُم بالحَقّ، فذلك هو جزاء الذين خرجوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله ومن ثم وجدوا بأسًا مِن عدوّهم، فَمَن ولَّى الدُّبُر مِن المسلمين أثناء المعركة
    {فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ ۖ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ‎﴿١٦﴾} صدق الله العظيم.

    ومن ثم يقول لكم خليفة الله الإمام المهديّ: فإذا كان هذا هو جزاء المُسلِم الذي خرج بنفسه وبماله في سبيل الله إلَّا أنَّه جبانٌ فَحين وجَد بأسًا مِن عدوهم ولَّى الدُّبُر فكان جزاؤه في مُحكَم كتاب الله
    {فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ ۖ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ‎﴿١٦﴾} صدق الله العظيم، والسُّؤال الذي يطرح نفسه هو: إذا كان هذا هو جزاء الذي خرج بنفسه وماله للجهاد في سبيل الله غير أنه وُلَّى الدُّبُر أثناء المعركة إذًا فما هو جزاء المُسلِمين الذين أعرَضوا عن داعي الجهاد الإمام المهديّ؟! فماذا ترون جزاءهم؟ فهل ترونه رضوان الله وحُبُّه وقربه؟! أم سينالهم غضبٌ من ربّهم فيعذبهم عذابًا نُكرًا ومأواهم جهنَّم وبِئس المَصير؟ فتفكّروا وتدبَّروا أمْر الله إليكم بقتال الذين يشاقُّون الله ويَتعدّون حُدود الله ويسعون إلى خراب بيوت الله، وقال الله تعالى: {إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا ۚ سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ ‎﴿١٢﴾‏ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ وَمَن يُشَاقِقِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ‎﴿١٣﴾‏ ذَٰلِكُمْ فَذُوقُوهُ وَأَنَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابَ النَّارِ ‎﴿١٤﴾‏ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ ‎﴿١٥﴾‏ وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِّقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَىٰ فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ ۖ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ‎﴿١٦﴾‏ فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ ۚ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ رَمَىٰ ۚ وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلَاءً حَسَنًا ۚ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ‎﴿١٧﴾‏ ذَٰلِكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكَافِرِينَ ‎﴿١٨﴾‏ إِن تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ ۖ وَإِن تَنتَهُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَإِن تَعُودُوا نَعُدْ وَلَن تُغْنِيَ عَنكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئًا وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ ‎﴿١٩﴾‏ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنتُمْ تَسْمَعُونَ ‎﴿٢٠﴾‏ وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ ‎﴿٢١﴾‏ ۞ إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ ‎﴿٢٢﴾‏ وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَّأَسْمَعَهُمْ ۖ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوا وَّهُم مُّعْرِضُونَ ‎﴿٢٣﴾‏ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ۖ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ‎﴿٢٤﴾‏ وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَّا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً ۖ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ‎﴿٢٥﴾‏ وَاذْكُرُوا إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ‎﴿٢٦﴾‏ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ ‎﴿٢٧﴾‏ وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ ‎﴿٢٨﴾‏ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ‎﴿٢٩﴾‏ وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ ۚ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ ۖ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ‎﴿٣٠﴾‏ وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا قَالُوا قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَٰذَا ۙ إِنْ هَٰذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ ‎﴿٣١﴾‏ وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَٰذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ‎﴿٣٢﴾‏ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ ۚ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ‎﴿٣٣﴾‏ وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ ۚ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ‎﴿٣٤﴾‏ وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِندَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً ۚ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ ‎﴿٣٥﴾‏ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ ۗ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ ‎﴿٣٦﴾‏ لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَىٰ بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ‎﴿٣٧﴾‏ قُل لِّلَّذِينَ كَفَرُوا إِن يَنتَهُوا يُغْفَرْ لَهُم مَّا قَدْ سَلَفَ وَإِن يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الْأَوَّلِينَ ‎﴿٣٨﴾‏ وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ ۚ فَإِنِ انتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ‎﴿٣٩﴾‏ وَإِن تَوَلَّوْا فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَوْلَاكُمْ ۚ نِعْمَ الْمَوْلَىٰ وَنِعْمَ النَّصِيرُ ‎﴿٤٠﴾‏ ۞ وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللَّهِ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَىٰ عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ ۗ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ‎﴿٤١﴾‏ إِذْ أَنتُم بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُم بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَىٰ وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنكُمْ ۚ وَلَوْ تَوَاعَدتُّمْ لَاخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَادِ ۙ وَلَٰكِن لِّيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَىٰ مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ ۗ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ ‎﴿٤٢﴾‏ إِذْ يُرِيكَهُمُ اللَّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلًا ۖ وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيرًا لَّفَشِلْتُمْ وَلَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ سَلَّمَ ۗ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ‎﴿٤٣﴾‏ وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلًا وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا ۗ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ ‎﴿٤٤﴾‏ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ‎﴿٤٥﴾ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ وَاصْبِرُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ‎﴿٤٦﴾‏} صدق الله العظيم [الأنفال].

    وتذكروا قول الله تعالى:
    {قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ‎﴿٢٤﴾} صدق الله العظيم [التوبة].

    ويا معشَر قادة العَرَب والعَجَم المُسلمين، إني أنا الإمام المهديّ المُبيْن خَليفة الله المُصطَفَى ولعنة الله على مَن افترى على الله كَذِبًا ولم يَكُن من المُصطَفِين، ومَن أظلم مِمَّن افترى على الله كذبًا إنَّه لا يُفلِح الظَّالِمون.

    ويا معشَر عُلماء الأمَّة، إنَّما جعل الله حُجَّتي عليكم أن أحاجِجكم بالآيات البَيِّنات في مُحكَم كتابه مِن رَبّكم فاتَّبِعوا الحَقّ مِن ربكم، وبالنسبة لدعواي أنّي المهديّ المنتظَر فقولوا كما قال مؤمن آل فرعون الحكيم:
    {وَقَدْ جَاءَكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِن رَّبِّكُمْ ۖ وَإِن يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ ۖ وَإِن يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ ‎﴿٢٨﴾} صدق الله العظيم [غافر].

    وكذلك أقول لكم ما أمر الله جدّي محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أن يقوله للعالمين:
    {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ ۖ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرَامِي وَأَنَا بَرِيءٌ مِّمَّا تُجْرِمُونَ ‎﴿٣٥﴾} صدق الله العظيم [هود].

    وكذلك خَليفة الله الإمام المهديّ ناصِر مُحَمَّد اليمانيّ الذي يُحاجِجكم بالبَيِّنات مِن مُحكَم كِتاب الله الذي أنتم به مؤمنون، فإن اتَّبعتم الذي يدعو إلى سبيل الله على بصيرةٍ مِن ربِّه وهي ذاتها بصيرة جَدّي مُحَمَّد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - فإن صَدَّقتُم و اتَّبعتم الإمام ناصر محمد اليماني فقد اتَّبعتم آيات الكتاب البَيِّنات في مُحكَم القرآن العظيم وهُديتم إلى الصراط المستقيم، وإن أعرضتم فأنتم أعرضتم عن الآيات البَيِّنات في مُحكَم القرآن العظيم، وذلك لأن الذين لا يعقلون ولا يتفكَّرون مِن الذين يتَّبعون الظَنّ سوف يُعرِضون عن إجابة الدَّاعي واتِّباع الحَقّ مهما كان مُقتنِعًا بِه، وسبب عدم اتِّباعهم لداعي الحقّ من ربّهم هو خشيتهم أن لا يكون الإمام المهديّ هو حقًّا ناصِر مُحَمَّد اليماني، فأولئك كبيرٌ عليهم أن نُشَبِّهم بالأنعام؛ بل هُم أضَلُّ سبيلًا، فهل الإمام المهديّ الحَقّ من ربّهم سوف يبعثه الله ليدعو الناس أن يعبدوا الإمام المهدي؟! وأعوذُ بالله أن أكون مِن الجاهلين، فَلِمَ الخشية من اتِّباع ناصِر مُحَمَّد اليماني؟! ليس إلَّا بسبب أنهم يخشون أن لا يكون ناصر محمد اليماني هو الإمام المهديّ المنتظَر الحقّ من ربهم! ويا سبحان ربي! أفلا يتفكَّرون في دعوة الإمام ناصر محمد اليماني؟ فإذا كان يدعو إلى سبيل الله على بصيرةٍ من الله فهذا هو الأهَم وهو الأساس فإن اتَّبعتم فقد فُزتم فوزًا عظيمًا وهُديتم إلى الصِّراط المُستَقيم كونكم اتَّبعتُم آيات الله البَيِّنات في مُحكَم كتابه الذي يحاجكم بِها الإمام ناصر محمد اليماني، أما بالنسبة لادِّعاء ناصِر مُحَمَّد اليماني أنه هو الإمام المهديّ المُنتَظَر:
    {وَإِن يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ ۖ وَإِن يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ ‎﴿٢٨﴾} صدق الله العظيم [غافر]. فما خَطبكم لا تفقهون قولًا ولا تكادون أن تهتدوا السبيل إلا قليلٌ من المُكرمين؟!

    ودخَل عُمْر دعوة الإمام المَهديّ في بداية السَّنة السادِسة و لم يُصَدِّقه حتى المُسلِمون الذين يزعمون أنهم بالقرآن العظيم مؤمنون! فلا تكونوا أوَّل كافرٍ بدعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم ذِكْركُم وكافَّة العالَمين، فويلٌ للمُعرِضين من عذاب يومٍ عقيمٍ.

    وختام بياني هذا أقول: ألا لعنة الله علَى مَن قال أنه المهديّ المُنتَظَر خليفة الله ولم يصطفِه الله لعنًا كَبيرًا، وذلك لأنه لولا افتراء المَمسوسين الذين تَتَخبَّطهم مُسوس الشياطين فاستحوذَت عليهم فوسوسوا لهم أن يقولوا على الله ما لا يعلمون فاتَّبعوا أمْر الشيطان وقالوا على الله ما لا يعلمون، وذلك مَكْرٌ خَبيثٌ من الشياطين حتى إذا بعث الله الإمام المهديّ خليفة الله بالحَقّ فَيُعرِض عن دعوته المُسلمون بظنّهم أنه ليس إلَّا كمثل المَهديين المُفتَرين مِن قَبْل وفي عصره،
    وكذلك بسبب فتنة الاسم للذين لا يعقلون برغم أنهم لن يستطيعوا أبدًا شيعة وسُنَّة وكافَّة الفِرَق الإسلاميّة أن يأتوا بحديث فتوى صَريحة مِن مُحَمَّدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - تُفيد أنه أفتاهم أن اسم الإمام المهدي (مُحَمَّد)، وإنما يعطيهم إشارةً إلى أنَّ الاسم مُحَمَّد يُوافِق في اسم الإمام المهديّ (ناصِر مُحَمَّد)، وجعل الله التواطؤ في اسمي للاسم مُحَمَّد في اسم أبي وذلك لكي يحمل الاسم الخَبَر وراية الأمر، وذلك لأن الله لم يبعثني نبيًّا جَديدًا بكتابٍ جديدٍ؛ بل بعثني الله ناصرًا لمُحَمَّدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، فَمَن أنصاري إلى الله يا معَشَر المُسلمين حكوماتٍ وشعوبًا؟

    وسلامٌ على المُرسَلين، والحَمْدُ لله رَبّ العالَمين..

    ويا معشَر الأنصار السَّابقين الأخيار في عَصْر الحوار مِن قَبْل الظهور، فليتمّ تبليغ هذا البيان إلى كافَّة قادات العَرَب والمُسلمين وإلى كافة مُفتي الديار الإسلاميَّة وخُطَبَاء المَنابِر؛ الليل والنهار للاعتراف بشأن خليفة الله الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني والاستعداد للإعداد للجِهاد لِمَنْع الفساد والبَغي في البلاد، ونَرفَع ظُلم الإنسان لأخيه الإنسان ونُخرِج العِباد مِن عِبادة العِباد إلى عِبادة رَبّ العِباد فنكون مِن الأُمَّة التي قال الله عنهم في مُحكَم كتابه:
    {كُنْتُمْ خَيْرَ أمَّة أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} صدق الله العظيم [آل عمران:110].

    وإن أعرَضوا فإني الإمام المهديّ أُقسِمُ بِمَن أنزَل الكِتاب وأجرَى السّحاب وهَزَم الأحزاب الذي خَلق الإنسان من تُرابٍ أن الله سوف يُظهِر خليفته بكوكب العذاب في اليوم العَقيم بعذابٍ أليمٍ؛ ليلة يسبق الليل النَّهار ويَبيض مِن هولها الشَّعر وتبلُغ القلوبُ الحناجِرَ، قد أعذر من أنذر وما علينا إلَّا البلاغ وإلى الله تُرجَع الأمور.

    اللهم قَدّ بَلَّغت، اللهم فاشهَد.

    وسلامٌ على المُرسَلين، والحَمْدُ لله رَبّ العالَمين..
    الدَّاعي إلى الاستعداد للجِهاد والدِّفاع عَن المَسجِد الأقصَى؛ خليفة الله الإمام المَهديّ ناصِر مُحَمَّد اليمانيّ.

    ــــــــــــــــــــــــ

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

    -1- قائمة الأبواب الرئيسية لفهرسة بيانات الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني:

  4. افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اختي الكريمه اليهود والنصارى هم بني اسرائيل (يعقوب عليه السلام ) تدبري هذا البيان
    https://albushra-islamia.com./showthread.php?4312

  5. افتراضي




    اقتباس المشاركة 21851 من موضوع بيان الإمام الحقّ في الأسباط وبني إسرائيل في حوارٍ مفصلٍ مع الأنصاريّة "بالقرآن نحيا" ..



    بيان الإمام الحقّ في الأسباط وبني إسرائيل في حوارٍ مفصلٍ مع الأنصاريّة "بالقرآن نحيا"


    - 1 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    14 - 10 - 1432 هـ
    12 - 09 - 2011 مـ
    03:12 صباحاً

    [ لمتابعة رابط مشاركة البيان الأصليّة ]
    https://albushra-islamia.com./showthread.php?p=21657
    ـــــــــــــــــــــ



    بيـــان القرآن لا يكون بالظنّ ولا بالرأي ولا بتشابه الكلمـــات.
    والبيان الحقّ لــ [الجنـــة- الأسبـــاط - الرسل الثلاثــــة] ..


    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدي محمد رسول الله وآله الأطهار وجميع أنصار الله الواحد القهار إلى اليوم الآخر..

    ويا أيتها الناصرة أختي في دين الله "بالقرآن نحيا"، لا حرج عليك ولا تثريب مطلقاً ولا على أيٍّ من الأنصار أن تسألوا عن شيء تخفونه في أنفسكم حتى لا يكون ذلك سبب طائفٍ من الشيطان إلى قلوبكم بين الحين والآخر، ثم يكون سبب الشك في قلوبكم بعد إذ كنتم مهتدين. وكان على الإمام المهديّ أن يثبتكم بالبيان الحقّ للقرآن العظيم ونأتيكم بالبيان الحقّ وأحسن تفسيراً.

    ويا أمَة الله المباركة "بالقرآن نحيا" لا يكون بيان القرآن بالظنّ الذي لا يغني من الحق شيئاً، ولا بالرأي الذي يحتمل الصح ويحتمل الخطأ ومن ثم يقول: "والله أعلم فإن أصبت فمن الله وإن اخطأت فمن نفسي والشيطان"، وليس بيان القرآن بسبب تشابه كلمةٍ في موضوع آخر كمثال قول الله تعالى:
    {وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَـذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ} صدق الله العظيم [البقرة:35]. فظن الذين يقولون على الله ما لا يعلمون أنّ الله جعل آدم خليفة في جنّة المأوى عند سدرة المنتهى، وسبب فتواهم بذلك هو بسبب أنّ الله ذكر الجنّة. ولكنهم بهذا التفسير جعلوا تناقضاً في كتاب الله القرآن العظيم كون جنّة المأوى عند سدرة المنتهى أعدها الله للشاكرين من بعد قضاء حياة الاختبار ليبلوكم أيكم أحسن عملاً، وليس للإنس والجنّ في جنّة المأوى إلا ما سعوا في هذه الحياة. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَىٰ ﴿٣٩﴾ وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَ‌ىٰ ﴿٤٠﴾ ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَىٰ ﴿٤١﴾} صدق الله العظيم [النجم].

    فهي دار الجزاء من بعد الموت أعدها الله للشاكرين، ولكنهم بتفسيرهم الظني جعلوا إبليس في جنة المأوى عند سدرة المنتهى، ومن ثم أضلوكم عن حقائق كثيرةٍ ومثيرةٍ وهامةٍ بسبب إقناعكم بتأويلهم الباطل أن إبليس وآدم وحواء كانوا في الجنة. وكان السبب في قلب الحقائق رأساً على عقب هو بسبب فهمهم الخاطئ لذكر الجنة في قول الله تعالى:
    {وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَـذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ} صدق الله العظيم.

    وقد تبين لكم أن سبب ضلالهم هو أنهم اعتمدوا على كلمتين في الكتاب وهنّ ذكر الجنّة وكذلك ذكر الهبوط. ولكنهم أفتوا على الله ما لم يقله في محكم كتابه، كون الله تعالى لم يقل إني جاعل في جنّة المأوى خليفة فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين؛ بل فتوى الله في محكم كتابه للعالم وعامة المؤمنين بيِّنه ومُحْكَمة أن الله جعل آدم خليفة في الأرض:
    {وَإِذْ قَالَ رَ‌بُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْ‌ضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿٣٠﴾ وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَ‌ضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَـٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٣١﴾ قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴿٣٢﴾ قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُم بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ ﴿٣٣﴾ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَاسْتَكْبَرَ‌ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِ‌ينَ ﴿٣٤﴾ وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَ‌غَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَ‌بَا هَـٰذِهِ الشَّجَرَ‌ةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ ﴿٣٥﴾ فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَ‌جَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْ‌ضِ مُسْتَقَرٌّ‌ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ ﴿٣٦﴾ فَتَلَقَّىٰ آدَمُ مِن رَّ‌بِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّ‌حِيمُ ﴿٣٧﴾ قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿٣٨﴾ وَالَّذِينَ كَفَرُ‌وا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ‌ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴿٣٩﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    فما كان برهان الذين أضلوا الحقيقة عن أمتهم بالتفسير الظنّي إلا أنهم اعتمدوا على ذكر الجنة، وكأنَّ الله لا يذكر الجنة إلا جنة المأوى ونسوا قول الله تعالى:
    {وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلاً رَّجُلَيْنِ جَعَلْنَا لأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ} صدق الله العظيم.[الكهف:32].

    وقال الله تعالى:
    {إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ} صدق الله العظيم [القلم:17].

    وقال الله تعالى:
    {إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ ﴿٥٥﴾ هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلَالٍ عَلَى الْأَرَ‌ائِكِ مُتَّكِئُونَ ﴿٥٦﴾ لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَلَهُم مَّا يَدَّعُونَ ﴿٥٧﴾ سَلَامٌ قَوْلًا مِّن رَّ‌بٍّ رَّ‌حِيمٍ ﴿٥٨﴾} صدق الله العظيم [يس].

    فأنتم تعلمون أنّ الله يقصد بقوله:
    {إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ} صدق الله العظيم؛ أنه يقصد جنة في الأرض؛ حرثُ الثلاثة الأخوة الذي مات أبوهم وهي دانية ثمارها. وكذلك تعلمون أن الله يقصد بقوله أصحاب الجنة أي جنة المأوى في قوله تعالى: {إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ ﴿٥٥﴾ هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلَالٍ عَلَى الْأَرَ‌ائِكِ مُتَّكِئُونَ ﴿٥٦﴾ لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَلَهُم مَّا يَدَّعُونَ ﴿٥٧﴾ سَلَامٌ قَوْلًا مِّن رَّ‌بٍّ رَّ‌حِيمٍ ﴿٥٨﴾} صدق الله العظيم. وقد تبين لكم أن سبب قولهم على الله غير الحقّ أنه بسبب ذكر الجنة وكذلك ذكر الهبوط.


    ومن ثم نأتي لبيان الهبوط أنه يقصد الهبوط من الأرض إلى الأرض فاستبدلوا الذي هو أدنى بالذي هو خير، كمثل هبوط بني إسرائيل من الأرض إلى الأرض في قول الله تعالى:
    {وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ} صدق الله العظيم [البقرة:61]. وكذلك هبوط آدم وحواء هو من الأرض إلى الأرض، وإنما ضربنا لكم على ذلك مثلاً حتى لا تعتمدوا على كلمة تشابهت في القرآن فتضلون عن حقائق كبرى في الكتاب.

    وعلى كل حالٍ سوف نأتي الآن للإجابة على أختي في دين الله "بالقرآن نحيا" ونقول: لقد أسستِ فتواك عن الأسباط بقولك أنهم مرتبين بالذكر كون الأسباط يأتي ذكرهم من بعد يعقوب وعلى هذا الأساس أعلنتِ بفتواك أن الأسباط هم ذريّة نبيّ الله يعقوب فجعلتِهم جميعاً من رسل الله في الكتاب. ولكني الإمام المهديّ ألقي إليكِ بهذا السؤال وأريد الإجابة عليه بالحقّ، فهل رسول الله يونس عليه الصلاة والسلام بعد نبيّ الله يعقوب؟ فإذا كان جوابك كلا بل رسول الله يونس هو من قبل نبيّ الله يعقوب، ومن ثم نقول وها أنتِ تجدين ذكر اسم رسول الله يونس جاء من بعد نبيّ الله يعقوب برغم أنه من قبله! وقال الله تعالى:
    {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُوراً} صدق الله العظيم [النساء:163].

    ولكنك اعتمدتِ على ذكر الأسباط من بعد ذكر اسم يعقوب فظننتِ أنهم أسباط نبيّ الله يعقوب، ونسيتِ أن ذكر اسم أيوب ويونس أنه من بعد ذكر عيسى، برغم أنّ المبعوث من بعد نبيّ الله عيسى هو محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله.
    ويا أمَة الله، فهل جعلتِ كافة أولاد يعقوب رسلاً تَنَزّلَ عليهم الكتاب؟ ولكني لا أعلم إلا برسولٍ واحدٍ منهم وهو رسول الله يوسف جاء بالبينات إلى آل فرعون الأولين عليه الصلاة والسلام. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَلَقَدْ جَاءكُمْ يُوسُفُ مِن قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِّمَّا جَاءكُم بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَن يَبْعَثَ اللَّهُ مِن بَعْدِهِ رَسُولاً كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُّرْتَابٌ} صدق الله العظيم [غافر:43].

    ومن ثم بعث الله من بعده رسوله موسى عليه الصلاة والسلام بالتوراة إلى آل فرعون الآخرين. وأما أولاد يعقوب الذين ظننتِهم من أنبياء الله المرسلين فتعالي لننظر فتوى رسول الله يوسف فيهم بالحقّ. قال الله تعالى:
    {قَالَ أَنْتُمْ شَرٌّ مَكَانًا وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَصِفُونَ} صدق الله العظيم [يوسف:77].

    فهل يا تُرى أنه ظلمَ إخوته العشرة بهذه الفتوى وما يقصد بقوله
    {أَنْتُمْ شَرٌّ}؟ ونجد الجواب في محكم الكتاب في قول الله تعالى عن المقصود بأشر مكان. وقال الله تعالى: {الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ إِلَى جَهَنَّمَ أُوْلَئِكَ شَرٌّ مَّكَانًا وَأَضَلُّ سَبِيلاً} صدق الله العظيم [الفرقان:34]. وعسى أن الله غفر لهم حين طلبوا من أبيهم أن يستغفر لهم الله في حقّه، كونهم من تسبب له بالعمى والأذى، عسى أن يغفر الله لهم في حقّ ربهم وهو أكرم الأكرمين..

    ونأتي الآن لذكر الرسل الثلاثة الذين تنزّل عليهم الكتاب، على رسول الله إلياس وأيده الله بأخويه إدريس واليسع عليهم الصلاة والسلام، فسوف تعلمون يوم يجمع الله الرسل الثلاثة والمسيح عيسى ابن مريم بالإمام المهديّ ناصر محمد اليماني ليكونوا من الصالحين التابعين للإمام المهدي، وحتى يثبت الله المسيح عيسى ابن مريم على الحقّ فيسمع ويطيع خليفة الله وعبده الإمام المهدي، ولذلك تجدون أن الله يُذَكِّر عبده ورسوله المسيح عيسى ابن مريم بنعمه عليه ليكون من الشاكرين ويطيب نفساً من أمر الله أن يتبع الإمام المهدي، وتجدون تذكير الله بنعمه إلى عبده المسيح عيسى ابن مريم صلى الله عليه وآله وسلم ليكون من الشاكرين فيطيع خليفة الله وعبده الإمام المهديّ المنتظر. وتجدون هذا التذكير من الله للمسيح عيسى ابن مريم في خطاب الله له يوم البعث الأول، يوم يجمع الله الرسل الثلاثة والمسيح عيسى ابن مريم بالإمام المهدي. وتعلمون ذلك من خلال قول الله تعالى:
    {وَاتَّقُوا اللَّـهَ وَاسْمَعُوا وَاللَّـهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ﴿١٠٨﴾ يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّـهُ الرُّ‌سُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ قَالُوا لَا عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ ﴿١٠٩﴾ إِذْ قَالَ اللَّـهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْ‌يَمَ اذْكُرْ‌ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَىٰ وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُ‌وحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَ‌اةَ وَالْإِنجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ‌ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرً‌ا بِإِذْنِي وَتُبْرِ‌ئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَ‌صَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِ‌جُ الْمَوْتَىٰ بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَ‌ائِيلَ عَنكَ إِذْ جِئْتَهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُ‌وا مِنْهُمْ إِنْ هَـٰذَا إِلَّا سِحْرٌ‌ مُّبِينٌ ﴿١١٠﴾ وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِ‌يِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَ‌سُولِي قَالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ ﴿١١١﴾} صدق الله العظيم [المائدة].

    والسؤال الذي يطرح نفسه هو: فلماذا يُذَكِّر الله عبده ورسوله المسيح عيسى ابن مريم بنعمه عليه؟ وذلك تثبيتاً له من الفتنة حتى لا يستنكف من أن يتبع الإمام المهديّ كون الله أمر المسيح عيسى ابن مريم أن يطيع خليفة الله الإمام المهديّ ويتخذه إماماً، وبما أن رسول الله المسيح عيسى عليه الصلاة والسلام من الأنبياء المكرمين ومن المقربين من الله ربّ العالمين وأنه كلمة من الله ألقاها إلى مريم بمعجزةٍ منه كن فيكون. ولكن هذا التكريم إنما هو ابتلاء من الله أيشكر أم يكفر، وإنه لمن الشاكرين. فلن يحدث له ما حدث للشيطان المسيح الكذاب، وإنما كان سبب فتنة إبليس هو أن الله أمره أن يسجد لخليفته آدم ولكن إبليس أخذته الغيرة على نفسه من تكريم الله لآدم وكان ذلك سبب فتنته؛ درجة الخلافة. ولذلك قال:
    {قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إَلاَّ قَلِيلاً} صدق الله العظيم [الإسراء:62].

    وحتى لا يحدث في نفس رسول الله المسيح عيسى ابن مريم شيء بسبب تكريم خليفة الله وعبده الإمام المهديّ المنتظر، وبما أن الله سوف يأمر المسيح عيسى ابن مريم صلى الله عليه وعلى أمه وسلم أن يطيع ويتبع خليفة الله المهديّ المنتظَر ولا يعصي له أمرا ويتخذه إماماً، ولذلك تجدون أنّ الله يُذَكِّر المسيح عيسى ابن مريم صلى الله عليه وآله وسلم بنعمه عليه ليكون من الشاكرين، وتستنبطون ذلك السرّ من خلال قول الله تعالى:
    {إِذْ قَالَ اللَّـهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْ‌يَمَ اذْكُرْ‌ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَىٰ وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُ‌وحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَ‌اةَ وَالْإِنجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ‌ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرً‌ا بِإِذْنِي وَتُبْرِ‌ئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَ‌صَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِ‌جُ الْمَوْتَىٰ بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَ‌ائِيلَ عَنكَ إِذْ جِئْتَهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُ‌وا مِنْهُمْ إِنْ هَـٰذَا إِلَّا سِحْرٌ‌ مُّبِينٌ ﴿١١٠﴾ وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِ‌يِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَ‌سُولِي قَالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ ﴿١١١﴾} صدق الله العظيم [المائدة].

    وأما الرسل الثلاثة فهم لا يعلمون بما أجابهم الله بعد أن تمت مطاردتهم من قِبَلِ قومهم ليرجموهم أو يعيدوهم في ملتهم، وهربوا بدينهم وقرروا أن يختَبئوا في (الكهف) حتى تهدأ الأمور ويستيئس قومهم من البحث عنهم، حتى يفتح الله بينهم وبين قومهم بالحقّ وهو خير الفاتحين، ولكنهم لا يعلمون بما أجابهم الله وماذا حدث لقومهم من بعدهم. والرسل الثلاثة هم المقصودون:
    {يَوْمَ يَجْمَعُ اللّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ قَالُواْ لاَ عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ}، وإنما يقصد الله الرسل الثلاثة وذلك في يوم البعث الأول يوم يجمعهم بالإمام المهديّ ومعهم المسيح عيسى ابن مريم عليهم الصلاة والسلام.

    ومن ثم خاطب الله في الكتاب المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام ليذكّره بنعمه عليه حتى يكون من الشاكرين:
    {إِذْ قَالَ اللَّـهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْ‌يَمَ اذْكُرْ‌ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَىٰ وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُ‌وحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَ‌اةَ وَالْإِنجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ‌ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرً‌ا بِإِذْنِي وَتُبْرِ‌ئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَ‌صَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِ‌جُ الْمَوْتَىٰ بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَ‌ائِيلَ عَنكَ إِذْ جِئْتَهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُ‌وا مِنْهُمْ إِنْ هَـٰذَا إِلَّا سِحْرٌ‌ مُّبِينٌ ﴿١١٠﴾ وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِ‌يِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَ‌سُولِي قَالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ ﴿١١١﴾} صدق الله العظيم [المائدة]. وذلك التذكير تثبيتٌ من الله لعبده ورسوله المسيح عيسى ابن مريم كون اتباعه للإمام المهديّ سوف يكون كبيراً على النصارى بادئ الأمر، فيقولون: "كيف من عظّمناه حتى اعتقدنا أنه وَلَدٌ لله كيف يكون من التابعين لرجلٍ من المسلمين ليس إلا من الصالحين؟ بل أنت المسيح الكذاب ولست المسيح عيسى ابن مريم الحقّ؛ بل المسيح عيسى ابن مريم هو الله ربّ العالمين، فلو قلت أنك الله المسيح عيسى ابن مريم أو ولد الله لصدقناك أنك المسيح عيسى ابن مريم". ومن ثم يقولون: "بل أنت المسيح الكذاب". ويا سبحان الله برغم أنه المسيح عيسى ابن مريم الحقّ صلى الله عليه وآله وسلم! ومن ثم يأتي آخر ويقول: "أنا المسيح عيسى ابن مريم". ويقول إنّه الله ربّ العالمين. وإنه لمن الكاذبين. وما كان المسيح عيسى ابن مريم الحقّ، وما كان للمسيح عيسى ابن مريم أن يقول ما ليس له بحقّ؛ بل ذلكم المسيح الكذاب إبليس الشيطان الرجيم، فاحذروا فتنته يا معشر النصارى إني لكم ناصح أمين.

    وأما أسباط نبيّ الله يعقوب فهم اثنا عشر أسباطا وذرياتهم هم بني إسرائيل. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطاً أُمَماً وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ وَظَلَّلْنَا عَلَيْهِمُ الْغَمَامَ وَأَنزَلْنَا عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَـكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} صدق الله العظيم [الأعراف:160].

    ولا أجد منهم إلا رسولاً واحداً فقط وهو رسول الله يوسف عليه الصلاة والسلام، ابتعثه الله بالبينات. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَقَالَ فِرْ‌عَوْنُ ذَرُ‌ونِي أَقْتُلْ مُوسَىٰ وَلْيَدْعُ رَ‌بَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ‌ فِي الْأَرْ‌ضِ الْفَسَادَ ﴿٢٦﴾ وَقَالَ مُوسَىٰ إِنِّي عُذْتُ بِرَ‌بِّي وَرَ‌بِّكُم مِّن كُلِّ مُتَكَبِّرٍ‌ لَّا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ ﴿٢٧﴾ وَقَالَ رَ‌جُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْ‌عَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَ‌جُلًا أَن يَقُولَ رَ‌بِّيَ اللَّـهُ وَقَدْ جَاءَكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِن رَّ‌بِّكُمْ وَإِن يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِن يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّـهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِ‌فٌ كَذَّابٌ ﴿٢٨﴾ يَا قَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظَاهِرِ‌ينَ فِي الْأَرْ‌ضِ فَمَن يَنصُرُ‌نَا مِن بَأْسِ اللَّـهِ إِن جَاءَنَا قَالَ فِرْ‌عَوْنُ مَا أُرِ‌يكُمْ إِلَّا مَا أَرَ‌ىٰ وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّ‌شَادِ ﴿٢٩﴾ وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُم مِّثْلَ يَوْمِ الْأَحْزَابِ ﴿٣٠﴾ مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِن بَعْدِهِمْ وَمَا اللَّـهُ يُرِ‌يدُ ظُلْمًا لِّلْعِبَادِ ﴿٣١﴾ وَيَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ ﴿٣٢﴾ يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِ‌ينَ مَا لَكُم مِّنَ اللَّـهِ مِنْ عَاصِمٍ وَمَن يُضْلِلِ اللَّـهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ﴿٣٣﴾ وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِن قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِّمَّا جَاءَكُم بِهِ حَتَّىٰ إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَن يَبْعَثَ اللَّـهُ مِن بَعْدِهِ رَ‌سُولًا كَذَٰلِكَ يُضِلُّ اللَّـهُ مَنْ هُوَ مُسْرِ‌فٌ مُّرْ‌تَابٌ ﴿٣٤﴾ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّـهِ بِغَيْرِ‌ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ‌ مَقْتًا عِندَ اللَّـهِ وَعِندَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذَٰلِكَ يَطْبَعُ اللَّـهُ عَلَىٰ كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ‌ جَبَّارٍ‌ ﴿٣٥﴾ وَقَالَ فِرْ‌عَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْ‌حًا لَّعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ ﴿٣٦﴾ أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَىٰ إِلَـٰهِ مُوسَىٰ وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا وَكَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِفِرْ‌عَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ وَمَا كَيْدُ فِرْ‌عَوْنَ إِلَّا فِي تَبَابٍ ﴿٣٧﴾ وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّ‌شَادِ ﴿٣٨﴾ يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَـٰذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَ‌ةَ هِيَ دَارُ‌ الْقَرَ‌ارِ‌ ﴿٣٩﴾ مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَىٰ إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ‌ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَـٰئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْ‌زَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ‌ حِسَابٍ ﴿٤٠﴾ وَيَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ‌ ﴿٤١﴾ تَدْعُونَنِي لِأَكْفُرَ‌ بِاللَّـهِ وَأُشْرِ‌كَ بِهِ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ‌ ﴿٤٢﴾ لَا جَرَ‌مَ أَنَّمَا تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيَا وَلَا فِي الْآخِرَ‌ةِ وَأَنَّ مَرَ‌دَّنَا إِلَى اللَّـهِ وَأَنَّ الْمُسْرِ‌فِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ‌ ﴿٤٣﴾ فَسَتَذْكُرُ‌ونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِ‌ي إِلَى اللَّـهِ إِنَّ اللَّـهَ بَصِيرٌ‌ بِالْعِبَادِ ﴿٤٤﴾} صدق الله العظيم [غافر].

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
    أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ـــــــــــــــــــ

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..



    اقتباس المشاركة 51685 من موضوع بيان الإمام الحقّ في الأسباط وبني إسرائيل في حوارٍ مفصلٍ مع الأنصاريّة "بالقرآن نحيا" ..

    - 2 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    16 - 10 - 1432 هـ
    14 - 09 - 2011 مـ
    05:56 صباحاً

    [ لمتابعة رابط المشاركة الأصليّة للبيان ]
    https://albushra-islamia.com./showthread.php?p=21839
    ــــــــــــــــــــ



    البيان الحقّ في بني إسرائيل والأسباط ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدّي محمدٍ رسول الله وآله الأطهار وجميع أنصار الله في كافة الأقطار في كل دهر إلى اليوم الآخر، أمّا بعد..
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته معشر علماء أمّة الإسلام، وسلامُ الله على كافة المسلمين في الأولين وفي الآخرين وفي الملأ الأعلى إلى يوم الدين.
    ويا معشر علماء المسلمين لقد اختلف علماء أسلافكم من قبلكم وأنتم كذلك مختلفون في رسل الله الأسباط في الذين ذكرهم في محكم القرآن العظيم، وسوف نقوم أولا بتنزيل أحد بيانات علماء المسلمين ليتبيّن لنا مدى اختلافهم في الرسل الأسباط. وما يلي بيان أحد علماء المسلمين في هذا الشأن كما يلي:
    اقتباس المشاركة :
    هل إخوة يوسف عليه السلام أنبياء أم ليسوا بأنبياء؟
    أدلة القائلين بنبوتهم. أدلة القائلين بأن إخوة يوسف عليه السلام ليسوا بأنبياء. أقوال المفسرين والعلماء وحججهم في ذلك.

    الحمد لله رب الأرباب، وصلى الله وسلم على محمد الذي أوتي الحكمة وفصل الخطاب، وأنزل عليه أحسن القصص وخص بخير كتاب، وبعد..
    لقد اختلف أهل العلم قديماً وحديثاً في نبوّة إخوة يوسف عليه السلام، بسبب ما صدر منهم نحو أخيهم وأبيهم، وما اقترفته أيديهم، وذهبوا في ذلك مذاهب هي:
    1. أن إخوة يوسف عليه السلام أنبياء.
    2. أن إخوة يوسف عليه السلام ليسوا بأنبياء.
    3. أن إخوة يوسف عليه السلام نبئوا بعد ما صدر منهم نحو يوسف عليه السلام.
    4. ومن أهل العلم من توقف في ذلك.

    أدلة القائلين بنبوتهم. استدل القائلون بنبوتهم بظاهر آيتي البقرة والنساء، وهما قوله تعالى في البقرة1: "قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وبما أوتي موسى وعيسى والنبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون"، وقوله تعالى في النساء2: "إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده وأوحينا إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وعيسى وأيوب ويونس وهارون وسليمان وآتينا داود زبوراً"، حيث فسروا الأسباط في الآيتين بأنهم هم أولاد يعقوب عليه السلام من صلبه.
    قال القرطبي: (والأسبـاط ولد يعقوب عليه السـلام، وهم اثنا عشـر ولداً، ولكل ولد منهم أمة من الناس).

    أدلة القائلين بأن إخوة يوسف عليه السلام ليسوا بأنبياء. استدل القائلون بعدم نبوّتهم بالآتي:
    1. أن المراد بالأسباط ليس أبناء يعقوب عليه السلام من صلبه، وإنما شعوب وقبائل بني إسرائيل.
    2. وبما صدر منهم نحو يوسف عليه السلام من فعال تنافي عصمة الأنبياء.
    أقوال المفسرين والعلماء وحججهم في ذلك. قال الحافظ ابن كثير رحمه الله في "البداية والنهاية"4: (قد قدمنا أن يعقوب كان له من البنين اثنا عشر ولداً ذكراً، وسميناهم، وإليهم تنسب أسباط بني إسرائيل كلهم، وكان أشرفهم وأجلهم وأعظمهم يوسف عليه السلام، وقد ذهب طائفة من العلماء إلى أنه لم يكن فيهم نبيّ غيره، وباقي إخوته لم يوح إليهم، وظاهر ما ذكرنا من فعالهم ومقالهم في هذه القصة5 يدل على هذا القول، ومن استدل على نبوّتهم بقوله: "قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط"، وزعم أن هؤلاء الأسباط، فليس استدلاله بقوي، لأن المراد بالأسباط شعوب بني إسرائيل، وما كان يوجد فيهم من الأنبياء الذين ينزل عليهم الوحي من السماء.

    ومما يؤيد أن يوسف عليه السلام هو المختص من بين إخوته بالرسالة والنبوة أنه نص على واحد من إخوته سواه، فدل على ما ذكرناه، ويستأنس لهذا – يعني بقوله صلى الله عليه وسلم: "الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم").

    وقال القرطبي معلقاً على صنيع إخوة يوسف عليه السلام: (وفي هذا ما يدل على أن إخوة يوسف ما كانوا أنبياء لا أولاً ولا آخراً، لأن الأنبياء لا يدبرون في قتل مسلم؛ بل كانوا مسلمين فارتكبوا معصية ثم تابوا، وقيل كانوا أنبياء، ولا يستحيل في العقل زلة نبي، فكانت هذه زلة منهم، وهذا يرده أن الأنبياء معصومون من الكبائر على ما قدمنا، وقيل: ما كانوا في ذلك الوقت أنبياء، ثم نبأهم الله، وهذا أشبه، والله أعلم).6
    وقال الحافظ ابن كثير رحمه الله في تفسير سورة يوسف7: (واعلم أنه لم يقم دليل على نبوّة إخوة يوسف، وظاهر هذا السياق8 على خلاف ذلك، ومن الناس من يزعم أنه أوحي إليهم بعد ذلك، وفي هذا نظر، ويحتاج مدعي ذلك إلى دليل، ولم يذكروا سوى قوله تعالى: "قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط"، وهذا فيه احتمال، لأن بطون بني إسرائيل يقال لهم الأسباط، كما يقال للعرب قبائل، وللعجم شعوب، يذكر تعالى أنه أوحى إلى الأنبياء من بني إسرائيل، فذكرهم إجمالاً لأنهم كثيرون، ولكن كل سبط من نسل رجل من إخوة يوسف، ولم يقم دليل على أعيان هؤلاء أنهم أوحي إليهم، والله أعلم).

    وقال ابن عطية المفسر رحمه الله في تفسير قوله تعالى: "يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك" الآية: (تقتضي هذه الآية أن يعقوب عليه السلام كان يحس من بنيه حسد يوسف وبغضته، فنهاه عن قصص الرؤيا عليهم، خوفاً أن يشعل بذلك غل صدروهم، فيعملوا الحيلة في هلاكه، ومن هنا ومن فعلهم بيوسف – الذي يأتي ذكره – يظهر أنهم لم يكونوا أنبياء، وهذا يرده القطع بعصمة الأنبياء عن الحسد الدنيوي، وعن عقوق الأنبياء، وتعريض مؤمن للهلاك، والتوافر على قتله).9

    وقال شيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم بن تيمية رحمه الله وقد سئل عن إخوة يوسف هل كانوا أنبياء؟: (الذي يدل عليه القرآن واللغة والاعتبار أن إخوة يوسف ليسوا بأنبياء، وليس في القرآن، وليس عن النبيّ صلى الله عليه وسلم؛ بل ولا عن أصحابه خبر بأن الله تعالى نبأهم، وإنما احتج من قال أنهم نبئوا بقوله في آيتي البقرة والنساء "والأسباط"، وفسر الأسباط بأنهم أولاد يعقوب، والصواب أنه ليس المراد بهم أولاده لصلبه بل ذُرِّيَّتُه، كما يقال فيهم أيضاً "بنو إسرائيل"، وكان في ذريته الأنبياء، فالأسباط من بني إسرائيل كالقبائل من بني إسماعيل.
    قال أبو سعيد الضرير: أصل السِّبْط، شجرة ملتفة كثيرة الأغصان.10
    فسموا الأسباط لكثرتهم، فكما أن الأغصان من شجرة واحدة كذلك الأسباط كانوا من يعقوب، ومثل السِّبط الحافد، وكان الحسن والحسين سبطي رسول الله صلى الله عليه وسلم، والأسباط حفدة يعقوب ذراري أبنائه الاثني عشر، وقال تعالى: "ومن قوم موسى أمة يهدون بالحقّ وبه يعدلون. وقطعناهم اثني عشر أسباطاً أمماً"11، فهذا صريح في أن الأسباط هم الأمم من بني إسرائيل، كل سبط أمة، لا أنهم بنوه الاثنا عشر؛ بل لا معنى لتسميتهم قبل أن تنتشر عنهم الأولاد أسباطاً، فالحال أن السبط هم الجماعة من الناس.

    ومن قال: الأسباط أولاد يعقوب، لم يرد أنهم أولاده لصلبه؛ بل أراد ذريته، كما يقال: بنو إسرائيل، وبنوآدم، فتخصيص الآية ببنيه لصلبه غلط، لا يدل عليه اللفظ ولا المعنى، ومن ادعاه فقد أخطأ خطأ بيناً.

    والصواب أيضاً أن كونهم أسباطاً إنما سموا به من عهد موسى للآية المتقدمة، ومن حينئذ كانت فيهم النبوة، فإنه لا يعرف أنه كان فيهم نبيّ قبل موسى إلا يوسف، ومما يؤيد هذا أن الله تعالى لما ذكر الأنبياء من ذريّة إبراهيم قال: "ومن ذريته داود وسليمان"12 الآيات، فذكر يوسف ومن معه، ولم يذكر الأسباط، فلو أن إخوة يوسف نبئوا كما نبئ يوسف لذُكروا معه.

    وأيضاً فإن الله يذكر عن الأنبياء من المحامد والثناء، وما يناسب النبوة، وإن كان قبل النبوة، كما قال عن موسى: "ولما بلغ أشده"13 الآية، وقال في يوسف كذلك.
    وفي الحديث: "أكرم الناس يوسف بن يعقـوب بن إسحـاق بن إبراهيم، نبيّ من نبيّ من نبي"14، فلو كانت إخوته أنبياء كانوا قد شاركوه في هذا الكرم، وهو تعالى لما قص قصة يوسف وما فعلوه معه ذكر اعترافهم بالخطيئة وطلبهم الاستغفار من أبيهم، ولم يذكر من فضلهم ما يناسب النبوة، ولا شيئاً من خصائص الأنبياء؛ بل ولا ذكر عنهم توبة باهرة كما ذكر عن ذنبه دون ذنبهم؛ بل إنما حكى عنهم الاعتراف وطلب الاستغفار، ولا ذكر سبحانه عن أحد من الأنبياء – لا قبل النّبوّة ولا بعدها – أنه فعل مثل هذه الأمور العظيمة، من عقوق الوالد، وقطيعة الرحم، وإرقاق المسلم، وبيعه إلى بلاد الكفر، والكذب البين، وغير ذلك مما حكاه عنهم، ولم يَحْكِ شيئاً يناسب الاصطفاء والاختصاص الموجب لنبوتهم؛ بل الذي حكاه يخالف ذلك، بخلاف ما حكاه عن يوسف.
    ثم إن القرآن يدل على أنه لم يأت أهل مصر نبيّ قبل موسى سوى يوسف، لآية غافر15، ولو كان من إخوة يوسف نبيّ لكان قد دعا أهل مصر، وظهرت أخبار نبوته، فلما لم يكن ذلك عُلم أنه لم يكن منهم نبي، فهذه وجوه متعددة يقوي بعضها بعضاً.
    وقد ذكر أهل السير أن إخوة يوسف كلهم ماتوا بمصر، وهو أيضاً، وأوصى بنقله إلى الشام فنقله موسى.

    والحاصل أن الغلط في دعوى نبوّتهم حَصَل من ظن أنهم هم الأسباط، وليس كذلك).16
    وقال الإمام السيوطي رحمه الله: (مسألة في رجلين قال أحدهما إن إخوة يوسف عليه السلام أنبياء، وقال الآخر: ليسوا بأنبياء فمن أصاب؟
    الجواب: في إخوة يوسف عليه السلام قولان للعلماء، والذي عليه الأكثرون سلفاً وخلفاً أنهم ليسوا بأنبياء، أما السلف فلم ينقل عن أحد من الصحابة أنهم قالوا بنبوتهم – كذا قال ابن تيمية - ولا أحفظه عن أحد من التابعين، وأما أتباع التابعين فنُقِل عن ابن زيد17 أنه قال بنبوتهم، وتابعه على هذا فئة قليلة، وأنكر ذلك أكثر الأتباع فمن بعدهم، وأما الخلف فالمفسرون فِرَقٌ، منهم من قال بقول ابن زيد كالبغوي، ومنهم من بالغ في رده كالقرطبي، والإمام فخر الدين، وابن كثير، ومنهم من حكى القولين بلا ترجيح كابن الجوزي، ومنهم من لم يتعرض للمسألة ولكن ذكر ما يدل على عدم كونهم أنبياء كتفسيره الأسباط بمن نبئ من بني إسرائيل، والمنزل إليهم بالمنزل على أنبيائهم، كأبي الليث السمرقندي والواحدي، ومنهم من لم يذكر شيئاً من ذلك، ولكن فسر الأسباط بأولاد يعقوب، فحسبه ناس قولاً بنبوتهم، وإنما أريد بهم ذريتهم لا بنوه لصلبه).18

    وقال القاضي عياض رحمه الله في "الشفا" بتعريف حقوق المصطفى19 وهو يتحدث عن عصمة الأنبياء: (وأما قصة يوسف وإخوته فليس على يوسف منها تعقب، وأما إخوته فلم تثبت نبوّتهم فيلزم الكلام على أفعالهم، وذكر الأسباط وعدهم في القرآن عند ذكر الأنبياء.
    قال المفسرون: يريد من نبئ من أبناء الأسباط.
    وقد قيل: إنهم كانوا حين فعلوا بيوسف ما فعلوه صغار الأسنان، ولهذا لم يميزوا يوسف حين اجتمعوا به، ولهذا قالوا: أرسله معنا غداً يرتع ويلعب؛ وإن ثبتت لهم نبوة، فبعد هذا الفعل، والله أعلم).
    قلت: لا شك أن الأنبياء عليهم السلام معصومون عن الكبائر والصغائر، وكل ما يشين المروءة قبل وبعد البعثة، وأن سائر ما صدر منهم لا يخرج إما أن يكون بسبب نسيان أوخطأ في اجتهاد، ولا يقرون على خطأ ولا نسيان أبداً.
    أما فيما يتعلق بإخوة يوسف عليه السلام فالذي يظهر لي والله أعلم أن القول بنبوتهم له حظ من النظر، وتدل عليه اللغة، ولا يبعد كثيراً عن الحقيقة، وذلك للآتي:
    أولاً: أن كلمة "الأسباط" تشمل الأحفاد المباشرين بالأولى والأحرى وتشمل ذراريهم، وأن من قال من المفسرين أن المراد بالأسباط الأحفاد فمن العسير تخطئته.
    قال ابن منظور رحمه الله في مادة سبط: (قال أبو العباس: سألت ابن الأعرابي: ما معنى السبط في كلام العرب؟ قال: السِّبط، والسبطان، والأسباط خاصة الأولاد، والمُصَاص20 منهم، وقيل: السبط واحد الأسباط وهو ولد الولد.
    ابن سِيده: السبط ولد الابن والابنة، وفي الحديث: "الحسن والحسين سبطا رسول الله صلى الله عليه وسلم.."، وقيل الأسباط خاصة الأولاد، وقيل أولاد الأولاد.
    إلى أن قال: والسبط من اليهود كالقبيلة من العرب، وهم الذين يرجعون إلى أب واحد، سمي سبطاً ليفرق بين ولد إسماعيل وولد إسحاق).21
    ثانياً: أن إخوة يوسف فعلوا الذي فعلوا مع يوسف وهم صغار، غير مدركين، بدليل أنهم عندما اجتمعوا بيوسف لم يعرفوه.
    ثالثاً: أن الدافع لهم على ذلك فرط غيرتهم من يوسف لتميزه عليهم.
    رابعاً: كون الله سبحانه وتعالى لم يذكر شيئاً من أمرهم ولا رسوله صلى الله عليه وسلم لا ينفي نبوتهم، لأن الرسل كثر، منهم من سمى الله، ومنهم من لم يسم: "منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك" الآية.
    خامساً: قولهم عندما اتهموا بسرقة صواع الملك: "لقد علمتم ما جئنا لنفسد في الأرض وما كنا سارقين" الآية يدل على أنهم من المصلحين، ولا يبعد أن يكونوامن النبيين.
    سادساً: ندمهم على ما صدر منهم، وطلبهم من يوسف وأبيهم أن يستغفروا لهم.
    سابعاً: كان هدفهم مما صنعوا بيوسف أن يبعدوا يوسف عن وجه أبيهم، ولم يقصدوا بيعه ولااسترقاقه، كما ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية.
    ثامناً: ما صنعوه بيوسف يمكن أن يدخل في دائرة الخطأ في تقدير الأمور والعواقب، وهو من الأمور الجائزة في حق الأنبياء.
    تاسعاً: ما أصاب يوسف وأبيه من صنيعهم من باب الابتلاء الذي خص الله به الأنبياء والرسل: "أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل" الحديث، لرفع درجتهم وإعلاء منزلتهم عند الله.
    عاشراً: هذه المسألة من المسائل الخلافية، وعلى المرء أن يعتقد فيها إلى ما أداه إليه اجتهاده، ولا يثرب على الآخرين.
    والله أعلم بالصواب، وله المرجع والمآب، وصلى الله على جميع رسل الله والأصحاب.
    انتهى الاقتباس
    انتهى البيــــان

    ومن ثم يأتي بيان الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني ونقول: وها قد تبيّن لكم يا معشر الأنصار السابقين الأخيار والباحثين عن الحقّ أن علماء السلف والخلف اتفقوا أنّ الأسباط هم أولاد نبيّ الله يعقوب وذرّيتهم، غير أنّ علماء السلف والخلف اختلفوا في نبوّتهم، فمنهم من اعتقد بنبوّتهم وأضافوا إلى عقيدة الإيمان بأنبياء الله فأضافوا أحد عشر نبيّاً من أولاد يعقوب، وما أنزل الله بنبوتهم من سلطانٍ في محكم القرآن.
    وأما آخرون فأنكروا أن يكون أسباط يعقوب أنبياءَ جميعهم، كونهم لا يعلمون أنّ الله اصطفى من أبناء يعقوب غير واحدٍ فقط وهو رسول الله يوسف عليه الصلاة والسلام، ولكن برغم أنّ الحقّ هو مع الذين أنكروا نبوّة أحدَ عشر من أسباط نبيّ الله يعقوب، ونكرر ونقول وبرغم أنّ الحقّ هو مع الذين أنكروا نبوّة أحد عشر من أسباط يعقوب ولكنهم لم يستطيعوا أن يهيمنوا بسلطان العلم المحكم من القرآن العظيم على الآخرين الذين عتقدوا بنبوّتهم.

    ولربّما يودّ أن يقاطعني أحد أحبتي الأنصار السابقين الأخيار ويقول: "يا أيها المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني، إننا نحن الأنصار السابقين الأخيار في عصر الحوار من قبل الظهور نعتقد جازمين أنك أنت المهديّ المنتظَر الذي بشّرنا به خاتم الأنبياء والمرسلين محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله الأطهار، وصدّقناك موقنين بشأنك أنك أنت المهديّ المنتظَر ناصر محمد لا شكّ ولا ريب، وبما أننا قد اطلعنا على بيان اختلاف علماء السلف والخلف في الرسل الأسباط وبما أننا نعتقد أنك أنت المهديّ المنتظَر بعثك الله لتكون حَكَماً بين علماء الدِّين المختلفين فلا بد أن يجعلك الله المهيمن عليهم بسلطان العلم من القرآن العظيم حتى لا يجدوا في أنفسهم حرجٌ مما قضيت بينهم بالحقّ ويسلموا تسليماً. فلنفرض أنّ علماء السلف والخلف حضروا جميعاً إلى طاولة الحوار لتحكم بينهم بالحقّ في الرسل الأسباط كون الإيمان برسل الله أمرٌ من الله إلى المؤمنين، فلنفرض أنّ علماء الأمّة المختلفين حضروا جميعاً إلى طاولة الحوار العالميّة لينظروا حُكمك بينهم بالحقّ في عقيدة نبوّة الأسباط، وبما أننا الأنصار نعتقد جازمين أنك المهديّ المنتظَر الحقّ سوف تهيمن عليهم بحكم الله الحقّ تستنبطه لهم من محكم القرآن العظيم فتهيمن عليهم بحكم الله بينهم بالحقّ حتى تجعلهم بين خيارين اثنين:
    إما أن يؤمنوا بحكم الله بينهم بالحقّ ويسلموا تسليماً، أو يعرضوا عن حكم الله بينهم في القرآن العظيم. فنحن الأنصار نريد أن نرى حكمك بينهم في عقيدة نبوّة الأسباط حتى نعتقد بنبوّة أحد عشر نبيّ من أبناء يعقوب، أو نعتقد فقط بنبوّة واحدٍ منهم وهو رسول الله يوسف. وبما أن هذه المسألة عقائديّة تخصّ جميع المُسلمين بالإيمان بكتب الله ورسله جميعاً من غير تفريقٍ فوجب عليك أيها الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني أن تحكم بينهم بما أراك الله في محكم كتابه. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بالحقّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا} صدق الله العظيم [النساء:105]".

    ومن ثم يرد الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني على كافة الأنصار السابقين الأخيار في عصر الحوار من قبل الظهور وأقول: أبشروا فلكم ما طلبتم شرطاً عليكم لئن وجدتم الحكم الحقّ هو مع طائفةٍ من علماء الأمّة الذين اعتقدوا بنبوّة أحد عشر نبيٍّ من أسباط يعقوب أن لا تأخذكم العزّة بالإثم فتتعصبون مع الإمام ناصر محمد اليماني التعصب الأعمى كونكم من أنصاره، كلا ثم كلا. وهل كان سبب ضلال الذين من قبلكم إلا التعصب الأعمى مع أئمتهم التابعين لهم؟ وهيهات هيهات، وتالله لتسألون بين يدي الله لو تبيّن لكم الحقّ أنه مع خصم الإمام ناصر محمد اليماني في الحوار ومن ثم تأخذكم العزّة بالإثم فلا تعترفون بهيمنة خصم الإمام ناصر محمد اليماني في الحوار لو كان الحقّ مع خصمنا في الحوار من أحد علماء الأمّة. بل اتّبعوا الحقّ أينما تبيّن لكم أنه حكم الله الحقّ سواء ترونه مع الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني أو مع خصمنا في الحوار فلا ينبغي لأولياء الله أن تأخذهم العزّة بالإثم في اتباع حكم الله الحقّ المبين أينما وجدوه ويسلموا له تسليماً. ولكن هيهات هيهات..

    ولا نزال نكرر القسم بربّ الأرض والسماوات في كافة البيانات أنه لو اجتمع علماء الإنس والجنّ ليحاجوا الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني من القرآن العظيم لوجدتم أنّ ناصر محمد اليماني هو المهيمن عليهم بسلطان العلم المحكم من القرآن العظيم ولو كان بعضهم لبعضٍ ظهيراً ونصيراً، فكونوا على ذلك من الشاهدين. فإن لم أفعل فلستُ المهديّ المنتظَر الحقّ من ربكم فذلك بيني وبين علماء المسلمين والنصارى واليهود فكونوا على ذلك من الشاهدين. ولكن فليسمح الأنصار السابقين الأخيار في عصر الحوار من قبل الظهور وكذلك يسمح لي كافة الباحثين عن الحقّ وكذلك كافة علماء المسلمين والنصارى واليهود أن أعلن لكم ومن الآن نتيجة الحكم الحقّ أنهم لا ولن يستطيعوا جميعاً أن يأتوا بالحكم الحقّ في عقيدة نبوّة الأسباط هو أهدى من حكم الإمام المهديّ وأصدق قيلاً وأهدى سبيلاً ولو كان بعضهم لبعضٍ خليلاً.
    ولسوف تعلمون جميعاً هل هو تحدي الغرور أم تحدي المهديّ المنتظَر الحقّ خليفة الله في الكتاب، فكونوا شهداء بالحقّ يا أولي الألباب لئن أعرضوا عن حكم الله بينهم فيما كانوا فيه يختلفون أنهم لم يعرضوا عن الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني ولم يكذبوه هو؛ بل كذبوا الله وكفروا بحكمه الحقّ في محكم كتابه، وما علينا إلا البلاغ المبين.
    وسلامٌ على المرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين، وانتهت مقدمة هذا البيان أما بعد فإلى الحكم الفصل وما هو بالهزل..

    ويا معشر علماء أمّة الإسلام، إنكم لتعلمون أنّ اليهود والنصارى هم بَنو إسرائيل، فتعالوا لنبحث سوياً في محكم القرآن العظيم فمن هم بنو إسرائيل؟ وتجدون الجواب في محكم الكتاب في قول الله تعالى:
    {وَقَطّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطاً أُمَماً وَأَوْحَيْنَآ إِلَىَ مُوسَىَ إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِب بّعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً قَدْ عَلِمَ كُلّ أُنَاسٍ مّشْرَبَهُمْ وَظَلّلْنَا عَلَيْهِمُ الْغَمَامَ وَأَنْزَلْنَا عَلَيْهِمُ الْمَنّ وَالسّلْوَىَ كُلُواْ مِن طَيّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَـَكِن كَانُوَاْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} صدق الله العظيم [الأعراف:160].

    ويتبيّن لكم أن بني إسرئيل هم ذريّة نبيّ الله إسرائيل وهو ذاته يعقوب، وينقسمون إلى اثني عشر أمّة كونهم ذرّيات أبناء يعقوب الاثني عشر. والسؤال الذي يطرح نفسه للعقل والمنطق هو:
    فهل رسول الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام من ذريّة بني إسرائيل؟

    وكذلك سؤال آخر يطرح نفسه للعقل والمنطق:
    فهل نبيّ الله يعقوب من بني إسرائيل؟

    فإذا رجعتم إلى عقولكم لتفتيكم بالحقّ لا شك ولا ريب فسوف تفتيكم عقولكم فتقول: وكيف يكون إبراهيم من بني إسرائيل كون إسرائيل هو يعقوب؟ فكيف يكون إبراهيم من أبناء يعقوب؟ وكذلك نبيّ الله يعقوب فكيف يكون من بني إسرائيل؟ فكيف يكون ابن نفسه؟ فهذا مخالفٌ للعقل والمنطق! فأين ذهبت عقولكم أفلا تتفكرون؟ فكيف أن الله سبحانه يفتيكم في محكم كتابه أن إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط لم يكونوا من بني إسرائيل بمعنى أنهم ليس من اليهود ولا من النصارى. وقال الله تعالى:
    {أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطَ كَانُواْ هُوداً أَوْ نَصَارَى قُلْ أَأَنتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللّهُ} صدق الله العظيم [البقرة:140].

    فأين ذهبت عقولكم يا قوم أفلا تتفكرون؟ ويا معشر العلماء فهل ضللتم عن الحقّ بسبب ذكر الأسباط كونكم تعتقدون جميعاً أنّ الأسباط هم بنو إسرائيل الاثني عشر السبط؟ فجميعكم على باطلٍ بفتواكم أنّ الأسباط المقصودين هم بنو إسرائيل كون الله لا يقصدهم على الإطلاق، فقد اتفقتم أن الأسباط المقصودين هم بنو إسرائيل، وإنما اختلفتم في نبوّتهم فهل لكم عقول تتفكرون بها؟ فأنتم تعلمون أنّ اليهود والنصارى هم بنو إسرائيل وإنما يسمّون طائفةً منهم بالنصارى كونهم قالوا:
    {نَحْنُ أَنصَارُ‌ اللَّـهِ} وقال الله تعالى: {وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ} [الصف:6].

    وقال الله تعالى:
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ فَآمَنَت طَّائِفَةٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَت طَّائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ} صدق الله العظيم [الصف:14].

    إذاً اليهود والنصارى هم بَنو إسرائيل فكيف تعتقدون بعكس فتوى الله إليكم في محكم كتابه، كون الله أفتاكم أن إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط ليسوا من بني إسرائيل؟ فهل اتبعتم فتوى اليهود الذين قالوا إنّ إبراهيم وإسماعيل وإسحاق والأسباط من اليهود والنصارى؟ ولذلك قالوا:
    {وَقَالُواْ كُونُواْ هُوداً أَوْ نَصَارَىٰ تَهْتَدُواْ} [البقرة:135]. أي من بني إسرائيل، ولكن الله أنكر عليهم فتواهم الباطل وقال الله تعالى: {أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطَ كَانُواْ هُوداً أَوْ نَصَارَى قُلْ أَأَنتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللّهُ} صدق الله العظيم [البقرة:140].

    فهل غرّكم ذكر الأسباط من بعد ذكر اسم نبيّ الله إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب؟ ألم تجدوا في محكم كتاب الله أن الله ذكر نبيّه إدريس واليسع من بعد نبيّ الله إسماعيل برغم أنهم رسل من قبل إسماعيل؟
    قال تعالى:
    {وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا} [الأنعام:86].
    وقال تعالى:
    {وَاْذْكُرْ إِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَذَا الْكِفْلِ} [ص:48].

    وهل تعلمون من هو ذو الكِفل؟ إنه رسول الله إلياس كونه من تكفل بتربية أخويه إدريس واليسع. وكذلك ذكر الله أسماءهم من بعد ذكر نبيه إسماعيل برغم أنهم من قبله وقال الله تعالى:
    {وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِ‌يسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِّنَ الصَّابِرِ‌ينَ ﴿٨٥﴾ وَأَدْخَلْنَاهُمْ فِي رَ‌حْمَتِنَا إِنَّهُم مِّنَ الصَّالِحِينَ ﴿٨٦﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء].

    إذا يا قوم قد أصبح البرهان الذي كانت تحاجني به الناصرة "بالقرآن نحيا" في قول الله تعالى
    {وَالأسْبَاطَ} قد تبيّن لكم أنه برهان جاء لصالح الإمام ناصر محمد اليماني وجعله الله برهاناً مبيناً أنّ الرسل الأسباط لا يقصد بهم أسباط نبيّ الله يعقوب أنما هم الثلاثة الرسل الإخوة على أبٍ واحدٍ لا شك ولا ريب، وأرسلهم الله برسالةٍ واحدةٍ إلى قومهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَاضْرِ‌بْ لَهُم مَّثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْ‌يَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْ‌سَلُونَ ﴿١٣﴾ إِذْ أَرْ‌سَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُم مُّرْ‌سَلُونَ﴿١٤﴾ قَالُوا مَا أَنتُمْ إِلَّا بَشَرٌ‌ مِّثْلُنَا وَمَا أَنزَلَ الرَّ‌حْمَـٰنُ مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ ﴿١٥﴾ قَالُوا رَ‌بُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْ‌سَلُونَ ﴿١٦﴾ وَمَا عَلَيْنَا إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ﴿١٧﴾ قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْ‌نَا بِكُمْ لَئِن لَّمْ تَنتَهُوا لَنَرْ‌جُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١٨﴾ قَالُوا طَائِرُ‌كُم مَّعَكُمْ أَئِن ذُكِّرْ‌تُم بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِ‌فُونَ ﴿١٩﴾ وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَ‌جُلٌ يَسْعَىٰ قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْ‌سَلِينَ ﴿٢٠﴾ اتَّبِعُوا مَن لَّا يَسْأَلُكُمْ أَجْرً‌ا وَهُم مُّهْتَدُونَ ﴿٢١﴾ وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَ‌نِي وَإِلَيْهِ تُرْ‌جَعُونَ ﴿٢٢﴾ أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً إِن يُرِ‌دْنِ الرَّ‌حْمَـٰنُ بِضُرٍّ‌ لَّا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنقِذُونِ ﴿٢٣﴾ إِنِّي إِذًا لَّفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿٢٤﴾ إِنِّي آمَنتُ بِرَ‌بِّكُمْ فَاسْمَعُونِ ﴿٢٥﴾ قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ ﴿٢٦﴾ بِمَا غَفَرَ‌ لِي رَ‌بِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَ‌مِينَ ﴿٢٧﴾ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَىٰ قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ مِن جُندٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ ﴿٢٨﴾ إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿٢٩﴾ يَا حَسْرَ‌ةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّ‌سُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَ‌وْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُ‌ونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْ‌جِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُ‌ونَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [يس].

    فقد علمتم أنّ قومهم خَيَّروا الأسباط الرسل الثلاثة بين خيارين اثنين لا ثالث لهما، إما أن ينتهوا عن الدعوة إلى الله ويعودوا في ملتهم أو يرجموهم فيمسّهم من قومهم عذابٌ عظيمٌ. وقال الله تعالى:
    {قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْ‌نَا بِكُمْ لَئِن لَّمْ تَنتَهُوا لَنَرْ‌جُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم، وقرر الرسل الثلاثة الهرب من قومهم للهجرة إلى أي مكانٍ آخر للبحث عن أنصارٍ لهم، ولكن قومهم حاصروا القرية حتى لا يهربون إلى قومٍ آخرين فينصرونهم، فاضطروا للاختباء في الكهف من قومهم كما اختبأ محمد رسول الله صلى الله وصاحبه في الغار صلى الله عليهم وسلم تسليماً أجمعين، ولكن الرسل الثلاثة لم يجدوا أي مخرجٍ للهروب بدينهم، ومن ثم قال رسول الله إلياس عليه الصلاة والسلام: {فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنشُرْ‌ لَكُمْ رَ‌بُّكُم مِّن رَّ‌حْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُم مِّنْ أَمْرِ‌كُم مِّرْ‌فَقًا ﴿١٦﴾} صدق الله العظيم [الكهف].

    ويقصد أن يختبئوا في الكهف حتى يهيئ الله لهم
    {مِّرْفَقًا} أي طريقاً للخروج من القرية الظالم أهلها. وهل تعلمون ما سبب هروب الرسل الثلاثة الأسباط من قومهم؟ وذلك لأن قومهم قالوا: {لَئِن لَّمْ تَنتَهُوا لَنَرْ‌جُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم، ولذلك قال رسول الله إلياس لإخوته عليهم الصلاة والسلام: {إِنَّهُمْ إِن يَظْهَرُ‌وا عَلَيْكُمْ يَرْ‌جُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَن تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا ﴿٢٠﴾} صدق الله العظيم [الكهف].

    ويا أمّة الإسلام يا حجاج بيت الله الحرام، إن الإيمان بالأنبياء أمرٌ محكمٌ جبريٌّ بالقول والإيمان من ربّ العالمين، فأمر الله عبده ورسوله محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يقول:
    {قُلْ آمَنَّا بِاللَّـهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَىٰ إِبْرَ‌اهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَالنَّبِيُّونَ مِن رَّ‌بِّهِمْ لَا نُفَرِّ‌قُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ﴿٨٤﴾}صدق الله العظيم [آل عمران].

    وكذلك أمر الله كافة المُسلمين. وقال الله تعالى:
    {قُولُوا آمَنَّا بِاللَّـهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَىٰ إِبْرَ‌اهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّ‌بِّهِمْ لَا نُفَرِّ‌قُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ﴿١٣٦﴾} [البقرة].

    ومن ثم نَفّذ أمر الله خاتم الأنبياء والمرسلين وكذلك الذين اتبعوه عليهم جميعاً أفضل الصلاة والتسليم وقالوا جميعاً بلسانٍ واحدٍ:
    {آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} [البقرة:136].

    ومن ثم جاء قول الله تعالى:
    {آمَنَ الرَّ‌سُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّ‌بِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّـهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُ‌سُلِهِ لَا نُفَرِّ‌قُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّ‌سُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَ‌انَكَ رَ‌بَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ‌ ﴿٢٨٥﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    فهل فهمتم الخبر الذي لم ينتبه له علماء السلف والخلف أنّ إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط ليسوا من بني إسرائيل؟ تصديقاً لقول الله تعالى:
    {أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطَ كَانُواْ هُوداً أَوْ نَصَارَى قُلْ أَأَنتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللّهُ} صدق الله العظيم [البقرة:140]، وقضينا بينكم بحكم الله بالحقّ لا شك ولا ريب من محكم القرآن المجيد لمن كان له قلبٌ أو ألقى السمع وهو شهيد.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
    أخوكم خليفة الله المهديّ المنتظَر في عصر الحوار من قبل الظهور؛ الإمام ناصر محمد اليماني.
    ـــــــــــــــــــــ

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

    -1- قائمة الأبواب الرئيسية لفهرسة بيانات الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني:

  6. افتراضي




    اقتباس المشاركة 51687 من موضوع بيان الإمام الحقّ في الأسباط وبني إسرائيل في حوارٍ مفصلٍ مع الأنصاريّة "بالقرآن نحيا" ..

    - 3 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    17 - 10 - 1432 هـ
    15 - 09 - 2011 مـ
    04:30 صباحاً

    [ لمتابعة رابط المشاركة الأصليّة للبيان ]
    https://albushra-islamia.com./showthread.php?p=21957
    ــــــــــــــــــ



    اليهــــود والنصــــارى هم بنو إسرائيـــــــل ..


    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدّي محمدٍ رسول الله وآله الأطهار وجميع أنبياء الله وآلهم الأطهار لا نفرق بين أحدٍ من رسله ونحن له مسلمون، أمّا بعد..

    يا أيتها الناصرة المتفكرة المتدبرة للذكّر، إني المهديّ المنتظَر ناصر محمد أرحب بكم ترحيباً كبيراً لحوار إمامك المنتظر في عصر الحوار من قبل الظهور، وأشهد لله ما كان ذلك منك كفراً بأمرنا ولا تشكيكاً، وإنما تريدين أن يطمئن قلبك أنك على الحقّ المبين فلا تثريب عليك ولا حرج فأنتِ لدينا من الأنصار السابقين الأخيار في عصر الحوار من قبل الظهور، وأنتِ من المكرمين بإذن الله في العالمين من بعد الظهور ويوم الدين يوم يقوم الناس لربّ العالمين لئن ثبتِ على الصراط المستقيم.
    وإنّ إمامك يعدك وعداً غير مكذوب أن يهيمن عليك بسلطان العلم المبين من محكم الكتاب ذكرى لأولي الألباب بالقول الصواب وفصل الخطاب بالقول الفصل وما هو بالهزل.
    وما دمتِ خالفتِ الإمام ناصر محمد اليماني في فتوانا بالحقّ أنّ اليهود والنصارى هم بنو إسرائيل، وسوف نقتبس من بيان الناصرة "بالقرآن نحيا" أهم ما جاء فيه فقالت:
    اقتباس المشاركة :
    وما أخالفه فيه هو في فهم من هم اليهود والنصاري حيث قال:
    ويا معشر علماء أمّة الإسلام إنكم لتعلمون أن اليهود والنصارى هم بَنو إسرائيل.
    انتهى الاقتباس
    انتهى الاقتباس..

    وإني أراك أنكرتِ علينا فتوانا بالحقّ أنّ اليهود والنصارى هم بنو إسرائيل، ومن ثم نترك عليك الردّ من الله مباشرةً من محكم القرآن العظيم. وقال الله تعالى:
    {سَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَمْ آتَيْنَاهُم مِّنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ وَمَن يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللّهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُ فَإِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} صدق الله العظيم [البقرة:211].

    إذاً فاليهود والنصارى يناديهم الله بني إسرائيل في عصر بعث محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {سَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَمْ آتَيْنَاهُم مِّنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ وَمَن يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللّهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُ فَإِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} صدق الله العظيم [البقرة:211]. وهذا دليلٌ محكمٌ في كتاب الله أن الله ينادي اليهود والنصارى {بَنِي إِسْرَائِيلَ}، كونهم ذريّة نبيّ الله يعقوب عليه الصلاة والسلام، وكذلك قال الله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآَمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} صدق الله العظيم [الأحقاف:10].

    وكذلك يناديهم الله في الكتاب بني إسرائيل في زمن رسول الله المسيح عيسى ابن مريم عليه وعلى أمّه الصلاة والسلام. وقال الله تعالى:
    {وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ} صدق الله العظيم [الصف:6].

    وكذلك يسمّيهم الله في عصر بعث رسول الله موسى وهارون عليهم الصلاة والسلام. وقال الله تعالى:
    {أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلإِ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُواْ لِنبيّ لَّهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكاً نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلاَّ تُقَاتِلُواْ قَالُواْ وَمَا لَنَا أَلاَّ نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَآئِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْاْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ} صدق الله العظيم [البقرة:246].

    ولا نغيّر فتوى الله في الكتاب فهم بنو إسرائيل المسلمين منهم والمعرضين، ولذلك قال الله تعالى:
    {فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْاْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ} صدق الله العظيم.

    وقال الله تعالى:
    {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ} صدق الله العظيم [المائدة:78].

    وهنا جاءت اللعنة على بعض من بني إسرائيل كونهم ليسوا بسواء. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ} صدق الله العظيم [آل عمران:113].

    ولكنه يطلق عليهم بني إسرائيل مسلمهم وكافرهم بدءًا من أولاد يعقوب الاثني عشر إلى يومنا هذا يُسَمَون في الكتاب بني إسرائيل، وقد آتيناكِ بسلطانٍ مبينٍ أنّ اليهود والنصارى إنما يسمون باليهود والنصارى كونها آمنت طائفة وكفرت طائفة من بني إسرائيل. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ فَآمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ} صدق الله العظيم [الصف:14]. ولذلك أصبح بنو إسرائيل طائفتين وهم (اليهود والنصارى)، وأقربهم مودةً للمؤمنين الذين قالوا إنا نصارى. تصديقاً لقول الله تعالى: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ} صدق الله العظيم [المائدة:82].

    ويا أمَة الله الناصرة، فلا حرج عليك على الإطلاق في جدال الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني فليستمر الحوار حتى نثبتك بالبيان الحقّ للقرآن العظيم على الصراط المستقيم.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
    الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ـــــــــــــــــ

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..



    اقتباس المشاركة 51688 من موضوع بيان الإمام الحقّ في الأسباط وبني إسرائيل في حوارٍ مفصلٍ مع الأنصاريّة "بالقرآن نحيا" ..

    - 4 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    17 - 10 - 1432 هـ
    15 - 09 - 2011 مـ
    10:08 مساءً

    [ لمتابعة رابط المشاركة الأصليّة للبيان ]
    https://albushra-islamia.com./showthread.php?p=22009
    ـــــــــــــــــــــــ


    كانت عقيدة آل فرعون أنّ رسول الله يوسف عليه الصلاة والسلام هو خاتم الأنبياء والمرسلين ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة أنبياء الله وآلهم الطيبين الطاهرين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، لا نفرق بين أحد من رسله ونحن له مسلمون..

    أحبتي في الله إنما نحكم بين المختلفين في نبوّة أسباط يعقوب الأحد عشر بحكم الله بالحقّ، كوني لم أجد في الكتاب أنّ الله اصطفى منهم غير نبيّ الله يوسف عليه الصلاة والسلام، وبما أنه لم يصطفِ أحداً من أسباط يعقوب من بعد نبيّ الله يوسف عليه الصلاة والسلام، ولذلك كانت عقيدة آل فرعون أنّ رسول الله يوسف هو خاتم الأنبياء والمرسلين من ربّ العالمين، ولذلك قال الله تعالى:
    {وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِن قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِّمَّا جَاءَكُم بِهِ حَتَّىٰ إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَن يَبْعَثَ اللَّـهُ مِن بَعْدِهِ رَ‌سُولًا كَذَٰلِكَ يُضِلُّ اللَّـهُ مَنْ هُوَ مُسْرِ‌فٌ مُّرْ‌تَابٌ ﴿٣٤﴾ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّـهِ بِغَيْرِ‌ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ‌ مَقْتًا عِندَ اللَّـهِ وَعِندَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذَٰلِكَ يَطْبَعُ اللَّـهُ عَلَىٰ كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ‌ جَبَّارٍ‌ ﴿٣٥﴾} صدق الله العظيم [غافر].

    ونستنبط من ذلك أحكام عدة كما يلي: فبما أنه حسب علمهم أن بعث الأنبياء تترى، كون نَسَبِ يوسف عليه الصلاة والسلام هو:
    (نبيّ الله يوسف ابن نبيّ الله يعقوب ابن نبيّ الله إسحاق ابن نبيّ الله إبراهيم عليهم الصلاة والسلام)

    حتى إذا مات ومات إخوته الأحد عشر ولم يصطفِ منهم أحداً نبياً غير نبيّ الله يوسف عليه الصلاة والسلام، ولذلك اعتقد آل فرعون الأولون أن خاتم الأنبياء والمرسلين هو نبيّ الله يوسف عليه الصلاة والسلام، ولذلك قال الله تعالى على لسان مؤمن آل فرعون:
    {وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِن قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِّمَّا جَاءَكُم بِهِ حَتَّىٰ إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَن يَبْعَثَ اللَّـهُ مِن بَعْدِهِ رَ‌سُولًا كَذَٰلِكَ يُضِلُّ اللَّـهُ مَنْ هُوَ مُسْرِ‌فٌ مُّرْ‌تَابٌ ﴿٣٤﴾ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّـهِ بِغَيْرِ‌ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ‌ مَقْتًا عِندَ اللَّـهِ وَعِندَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذَٰلِكَ يَطْبَعُ اللَّـهُ عَلَىٰ كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ‌ جَبَّارٍ‌ ﴿٣٥﴾} صدق الله العظيم [غافر]، فلا تكونوا من الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطانٍ آتاهم من ربهم.

    وأما سبب ذكر الأسباط بين أنبياء آل إبراهيم، كون بنو إسرائيل كانوا يعتقدون أنّ أصحاب الكهف المكرمين أنهم من بني إسرائيل، فكم تجادلوا في شأنهم ونسبهم وعددهم رجماً بالغيب، ولكن لا علم لهم بهم إلا اتِّباع الظنّ. ولذلك قال الله تعالى:
    {وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاء ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَدًا} صدق الله العظيم [الكهف:22].

    وبما أنّ أهل الكتاب كانوا يعتقدون أنّ أصحاب الكهف هم من بني إسرائيل وكانوا يجادلون في شأنهم رجماً بالغيب بغير سلطانٍ آتاهم من ربهم. ولذلك قال الله تعالى
    {وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَدًا} صدق الله العظيم.

    ولكن الله سبحانه قال:
    {قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاء ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَدًا} صدق الله العظيم.

    ولذلك جاء ذكر الأسباط الرسل الإخوة الثلاثة جاء ذكرهم بين أنبياء آل إبراهيم كونهم من ضمن الذين يجادلون فيهم كونهم هم أنفسهم أصحاب الكهف. ولذلك قال الله تعالى:
    {أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطَ كَانُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ} صدق الله العظيم [البقرة:140]، وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..

    ويا أمَة الله المباركة، إني أرى تفسيرك للكتاب كمثل تفاسير العلماء مبنيّة على الظنّ الذي لا يغني من الحقّ من شيءٍ، كونك تأتين بالآية ومن ثم تفسرينها من عند نفسك بغير سلطان بيِّن من ربّ العالمين، كونك تفتين ببعث أحد عشر نبياً ما أنزل الله بهم من سلطان في محكم القرآن، ولكن الإيمان بأنبياء الله من أركان الإيمان فلا تكوني كمثل الذين أفتوا في بعث أنبياء الله أن خاتمهم رسول الله يوسف عليه الصلاة والسلام، ولم يفتِهم بذلك من سلطان من ربهم، وإنما بسبب أنه هلك ولم يصطفِ الله أحداً من إخوته حتى هلك جميع إخوة يوسف من قبله ومن بعده، ومن ثم تأسست عقيدة آل فرعون الأولين على أنّ خاتم الأنبياء والمرسلين هو رسول الله يوسف عليه الصلاة والسلام كونه ( نبيّ ابن نبيّ ابن نبيّ ابن نبيّ ). وبما أنهم لا يعلمون أنّ الله اصطفى من بعده رسولاً من أسباط يعقوب الأحد عشر، ولذلك قال الله تعالى:
    {حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَن يَبْعَثَ اللَّهُ مِن بَعْدِهِ رَسُولاً} صدق الله العظيم [غافر:34].

    فلا حرج عليك يا أمَة الله في استمرار الحوار وإنما اِدْمغي حجة الإمام المهديّ بحجةٍ أقوى إن استطعتِ أن تثبتي بعثة أحد عشر نبياً لتتم إضافتهم إلى أحد أركان الإيمان، فما ثبتت نبوّتهم لا في كتاب الله ولا في سنة رسوله الحقّ، وإنما ظنّ ذلك بعض المفسرين من الذين يقولون على الله ما لا يعلمون ليس إلا بسبب قول الله تعالى:
    {قُولُوا آَمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:136].

    فظنوا أنه يقصد بقوله
    {وَالْأَسْبَاطِ} أنه يقصد أسباط نبيّ الله يعقوب، ذلك لأنهم لا يعلمون بالثلاثة الرسل الأسباط، وهم الذين لم يقصص الله أسماءهم على نبيّه في قصتهم؛ بل جعل قصتهم مجهولةَ الأسماء وكذلك قومهم وقريتهم مجهولة الأسماء، كونه في تلك القصة أصحاب الكهف لو كنتم تعلمون، فأين ذكر أسماءهم في قصتهم واسم قومهم وقريتهم؟ ولذلك قال الله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ} صدق الله العظيم [غافر:78].

    وإنما لم يقصص عليه الرسل الأسباط الثلاثة، وإنما أمركم بالإيمان برسالتهم عن ظهر الغيب حتى يبيّن الله لكم سرّهم، ولذلك قال الله تعالى:
    {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَىٰ نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ إِبْرَ‌اهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَىٰ وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُ‌ونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورً‌ا ﴿١٦٣﴾ وَرُ‌سُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَرُ‌سُلًا لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ ۚ وَكَلَّمَ اللَّـهُ مُوسَىٰ تَكْلِيمًا ﴿١٦٤﴾ رُّ‌سُلًا مُّبَشِّرِ‌ينَ وَمُنذِرِ‌ينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّـهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّ‌سُلِ وَكَانَ اللَّـهُ عَزِيزًا حَكِيمًا ﴿١٦٥﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    فانظروا لقول الله تعالى:
    {وَرُسُلاً لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} صدق الله العظيم، فمن هم الرسل الذين لم يقصّ الله قصتهم بذكر أسمائهم؟ أولئك هم الأسباط الثلاثة كلفوا بتبليغ رسالةٍ واحدةٍ، وبرغم ورود قصتهم في القرآن العظيم ولكن الله لم يقصص فيها أسماءهم بل جعل قصتهم مجهولةً فلم يذكر لكم أسماءهم ولا اسم قريتهم ولا اسم أحدٍ من قومهم ولا اسم الرجل الذي صدَّقهم؛ بل جعل قصتهم مجهولة التسميات حتى لا يعرف شأنهم إلا من جعلهم الله وزراء له؛ المهديّ المنتظَر، لو كنتم توقنون!

    وإن تفكرتم في قصة الرسل الثلاثة فسوف تجدون أنّ الله لم يقصّ عن أحدٍ منهم على رسوله في ذات القصة. وقال الله تعالى:
    {وَاضْرِ‌بْ لَهُم مَّثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْ‌يَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْ‌سَلُونَ ﴿١٣﴾ إِذْ أَرْ‌سَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُم مُّرْ‌سَلُونَ ﴿١٤﴾ قَالُوا مَا أَنتُمْ إِلَّا بَشَرٌ‌ مِّثْلُنَا وَمَا أَنزَلَ الرَّ‌حْمَـٰنُ مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ ﴿١٥﴾ قَالُوا رَ‌بُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْ‌سَلُونَ ﴿١٦﴾ وَمَا عَلَيْنَا إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ﴿١٧﴾ قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْ‌نَا بِكُمْ لَئِن لَّمْ تَنتَهُوا لَنَرْ‌جُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١٨﴾ قَالُوا طَائِرُ‌كُم مَّعَكُمْ أَئِن ذُكِّرْ‌تُم بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِ‌فُونَ ﴿١٩﴾ وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَ‌جُلٌ يَسْعَىٰ قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْ‌سَلِينَ ﴿٢٠﴾ اتَّبِعُوا مَن لَّا يَسْأَلُكُمْ أَجْرً‌ا وَهُم مُّهْتَدُونَ ﴿٢١﴾ وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَ‌نِي وَإِلَيْهِ تُرْ‌جَعُونَ ﴿٢٢﴾ أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً إِن يُرِ‌دْنِ الرَّ‌حْمَـٰنُ بِضُرٍّ‌ لَّا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنقِذُونِ ﴿٢٣﴾ إِنِّي إِذًا لَّفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿٢٤﴾ إِنِّي آمَنتُ بِرَ‌بِّكُمْ فَاسْمَعُونِ ﴿٢٥﴾ قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ ﴿٢٦﴾ بِمَا غَفَرَ‌ لِي رَ‌بِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَ‌مِينَ ﴿٢٧﴾ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَىٰ قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ مِن جُندٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ ﴿٢٨﴾ إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿٢٩﴾} صدق الله العظيم [يس].

    فهل وجدتم أنّ الله قصّ على رسوله أسماء الرسل الثلاثة؟ أو من هم قومهم؟ أو ما اسم قريتهم؟ أو اسم الرجل الذي آمن بهم؟ بل قصة مجهولة من جميع الجوانب، وقد هلك القوم بالصيحة فخسف بهم الأرض من بعد قتل الذي آمن بهم. والسؤال الذي يطرح نفسه: فما مصير الثلاث الرسل من بعد قتل الرجل الذي آمن بهم وهلاك قومهم؟ فأين ذهب الرسل الثلاثة؟ وما سر اختفائهم في كهفهم؟ وسوف تجدون سرّ اختفائهم في كهفهم هو تهديد قومهم؛ إما أن ينتهوا عن الدعوة إلى الله ويعودوا في ملتهم أو يرجموهم؛ لأن قومهم قالوا:
    {قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْ‌نَا بِكُمْ لَئِن لَّمْ تَنتَهُوا لَنَرْ‌جُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١٨﴾ قَالُوا طَائِرُ‌كُم مَّعَكُمْ أَئِن ذُكِّرْ‌تُم بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِ‌فُونَ ﴿١٩﴾} صدق الله العظيم [يس]، ولذلك كان السبب في اختفاء أصحاب الكهف في كهفهم. ولذلك قال كبيرهم الذي آمن به الفتية الأنبياء وجعلهم من وزرائه وأشركهم في أمر رسالة التبليغ لوزرائه الفتية: {فَابْعَثُوا أَحَدَكُم بِوَرِ‌قِكُمْ هَـٰذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنظُرْ‌ أَيُّهَا أَزْكَىٰ طَعَامًا فَلْيَأْتِكُم بِرِ‌زْقٍ مِّنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَ‌نَّ بِكُمْ أَحَدًا ﴿١٩﴾ إِنَّهُمْ إِن يَظْهَرُ‌وا عَلَيْكُمْ يَرْ‌جُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَن تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا ﴿٢٠﴾} صدق الله العظيم [الكهف].

    فهم من أسرةٍ واحدةٍ وأهل بيتٍ واحدٍ ويسكنون في بيتٍ واحدٍ، ولذلك قال الله تعالى:
    {سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ} صدق الله العظيم [الكهف:22].

    وهذا القول لم يقال في عصر تنزيل القرآن كونه يخصّ الفتوى من الإمام المهديّ ومن اتبعه، ولذلك لم يعلق عليه الله أنّ ذلك القول رجم بالغيب؛ بل الأقوال التي قيلت في شأنهم بين المتجادلين فيهم من أهل الكتاب. ولذلك قال الله تعالى:
    {وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلا قَلِيلٌ فَلا تُمَارِ فِيهِمْ إِلا مِرَاء ظَاهِرًا ولا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَدًا} صدق الله العظيم [الكهف:22].

    وسلام على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
    الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    __________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

    -1- قائمة الأبواب الرئيسية لفهرسة بيانات الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني:

  7. افتراضي



    اقتباس المشاركة 51695 من موضوع بيان الإمام الحقّ في الأسباط وبني إسرائيل في حوارٍ مفصلٍ مع الأنصاريّة "بالقرآن نحيا" ..

    -5-
    الإمام ناصر محمد اليماني
    20 - 10 - 1432 هـ
    18 - 09 - 2011 مـ
    05:31 صباحاً

    [ لمتابعة رابط المشاركة الأصليّة للبيان ]
    https://albushra-islamia.com./showthread.php?p=22276
    ـــــــــــــــــــــــ



    الأنبياء قبل النّبوّة غير معصومين من الخطيئة، ولكن قلوبهم طاهرة من الكذب والحقد والحسد ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة أنبياء الله ورسله وآلهم الطيبين الطاهرين ومن تبعهم بإحسان في كل زمانٍ ومكانٍ إلى يوم الدين..

    أحبتي الأنصار السابقين الأخيار في عصر الحوار من قبل الظهور، إن أختكم "بالقرآن نحيا" من الأنصار السابقين الأخيار، ولا تزال من الموقنين بأمرنا وإنما أرادت أن يطمئن قلبها أنها على الحقّ المبين، وما دامت أقرَّت بالفتوى الحقّ أنّ الله لم يصطفِ من أولاد نبيّ الله يعقوب غير نبيّ الله يوسف عليه وعلى جميع الأنبياء أفضل الصلاة وأتمّ التسليم لا نفرق بين أحدٍ من رسله ونحن له مسلمون، وما نريد قوله هو فما دمنا توصلنا إلى قناعة نهائيّة نحن جميع الأنصار والمهديّ المنتظَر أن الله لم يصطفِ اثني عشر نبياً أولاد يعقوب، وتبين الحكم الحقّ للجميع أنّ الله لم يصطفِ من أولاد يعقوب غير نبيّ الله يوسف عليه الصلاة والسلام، ولو كان يعلم آل فرعون الأولون أنّ الله اصطفى من بعد نبيّ الله يوسف نبياً آخر من إخوته إذاً لما اعتقدوا أنّ رسول الله يوسف هو خاتم الأنبياء والمرسلين؛ بل وكانوا يظنُّ آل فرعون جيلاً بعد جيل أنّ الله لن يبعث من بعد نبيّ الله يوسف نبياً آخر إلى يوم الدين، وهكذا كانت عقيدتهم حتى إذا تفاجأوا أنّ الله بعث من بعده نبيّ الله موسى عليه الصلاة والسلام، وتبيّن لمؤمن آل فرعون أنّ نبيّ الله يوسف ليس خاتم الأنبياء والمرسلين كما كان يعتقد آل فرعون، ولذلك يحاجهم أن نبيّ الله يوسف ليس خاتم الأنبياء والمرسلين كما كانوا يعتقدون آل فرعون الأولون. ولذلك قال مؤمن آل فرعون:
    {وَلَقَدْ جَاءكُمْ يُوسُفُ مِن قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِّمَّا جَاءكُم بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَن يَبْعَثَ اللَّهُ مِن بَعْدِهِ رَسُولًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُّرْتَابٌ} صدق الله العظيم [غافر:34].

    ومن خلال ذلك يعلم كافة علماء المسلمين وعامتهم أن لو كان آل فرعون يعلمون أنّ الله اصطفى من إخوة يوسف نبياً آخر لما اعتقدوا بهذه العقيدة أن نبيّ الله يوسف هو خاتم الأنبياء والمرسلين. ولكنه تبيّن لمؤمن آل فرعون أن رسول الله يوسف ليس خاتم الأنبياء والمرسلين كون الله بعث من بعده نبيّ الله موسى وهارون عليهما الصلاة والسلام، وتبيّن له أن بعث الأنبياء لم ينقطع بعد ليهدوا البشر إلى الصراط المستقيم ولتصحيح عقيدة الإيمان بأنبياء الله ورسله وليعتقد جميع الأنصار بالعقيدة الحقّ فيؤمنون بالأسباط أنهم رسلٌ من ربّ العالمين وأنهم ليسوا أبناء يعقوب، كون الله لم يرسل من أسباط يعقوب الاثني عشر غير نبيّ الله يوسف.

    وتبيّن للجميع أن الأسباط المقصودين هم الثلاثة الإخوة الذين جاء ذكرهم في محكم القرآن العظيم في قول الله تعالى:
    {وَاضْرِ‌بْ لَهُم مَّثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْ‌يَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْ‌سَلُونَ ﴿١٣﴾ إِذْ أَرْ‌سَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُم مُّرْ‌سَلُونَ﴿١٤﴾} صدق الله العظيم [يس].

    وتبين لكم أنّ الرسل الثلاثة كانوا إخوةً لا شك ولا ريب، وأنّ رسالتهم التي آتاهم الله رسالةً واحدةً، فقد كلفوا الثلاثة بتبليغها إلى قومهم في قريتهم، ولذلك أمركم الله بالإيمان بالرسل الثلاثة الأسباط وبالكتاب المنزل على الأسباط. ولذلك قال الله تعالى:
    {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُوراً} [النساء:163].

    ولو كنت أتَّبع الظنّ لقلت لكم أفلا ترون أنّ الله ذكر الأسباط الرسل الثلاثة ومن ثم جاء ذكر عيسى من بعدهم مباشرةً؟ ولكني أعلم أنّ ليس ذلك هو البرهان المبين ويستطيع أحد العلماء أن يحاجني فيقول: ألم يذكر من بعد ذكر نبيّ الله عيسى نبيّ الله أيوب ويونس وهارون وسليمان وداوود برغم أنّ الله أرسلهم من قبل عيسى؟ ومن ثم يبطل برهاني بالحقّ لو اعتمدت على الظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً كمثل الذين اعتمدوا أنّ الأسباط أولاد يعقوب كونه جاء ذكرهم من بعد ذكر اسم نبيّ الله يعقوب.
    ولكن بيان الإمام المهديّ لن تجدوا فيه ما يناقض الكتاب شيئاً ولا في كلمةٍ بإذن الله، ولذلك من يحاجني من القرآن لن يستطيع أن يغلبني منه بشيء، كون الله لن يجعل له على الإمام المهديّ سلطاناً من القرآن. تصديق الرؤيا الحقّ:
    [ولا يجادلك أحدٌ من القرآن إلا غلبته].

    وأما بالنسبة لإخوة يوسف فلم نفتِ أنهم من أصحاب النار بل أفتيناكم بفتوى أخيهم يوسف فيهم حين شهدوا ضدّ أخيهم الأصغر وهو في بلدٍ غريب الديار، برغم أن الشعوب إذا كانوا مجموعة منهم في بلدٍ غريب ما تجدونهم يعضدوا بعضهم بعضاً فتكون لديهم أُخوة برغم أنّ ليس بينهم أي قرابةٍ غير أنهم ينتمون إلى دولةٍ ما، فما بالكم بالأخ؟ فكم كانت قلوبهم قاسيةً كالحجارة أو أشدّ قسوة! فكيف ترضى قلوبهم أن يلقوا بأخيهم الصغير في غيابت الجب فيتركوه وهو يبكي بكاءًا مريراً؛ بكاء المظلوم كونه لم يفعل بهم شيء قط؟ ولكن رغم ذلك تركوه في البئر في غيابت الجبّ!

    ولربّما يودّ أن يقاطعني أحد الممترين فيقول: "إنما ذلك الفعل المشين وهم لا يزالون صغاراً ولكن حين كبروا تطهَّرت قلوبهم وعقلوا حين بلغوا رشدهم". ومن ثم نرد عليه بالحقّ، ونقول قال الله تعالى:
    {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ﴿٢٢﴾ وَرَ‌اوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّـهِ إِنَّهُ رَ‌بِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ﴿٢٣﴾} صدق الله العظيم [يوسف].

    فانظروا متى بلغ يوسف رشده منذ سنين من قبل أن يدخل السجن فما بالكم بإخوته الذين يكبروه في السن بعدد سنين بفارق كبير. ألم يكونوا قد بلغوا رشدهم؟ ولكن للأسف تجدونهم يشهدوا على أخيهم الصغير بالسرقة، ويقولون:
    {قَالُواْ إِن يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَّهُ مِن قَبْلُ فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ قَالَ أَنتُمْ شَرٌّ مَّكَاناً وَاللّهُ أَعْلَمْ بِمَا تَصِفُونَ} صدق الله العظيم [يوسف:77].

    فانظروا للحسد والحقد الدفين فلا تجدونهم ندموا قط بما فعلوه بأخيهم يوسف! ولا تجدونهم ندموا قط على فعلهم وهم يشاهدون أباهم يبكي كلما ذكر يوسف فاضت عيناه بالدمع من الحزن على يوسف! وبرغم أنهم يشاهدون أباهم يتعذب على فراق يوسف لم يندموا قط على ما فعلوا! أولئك قومٌ قد نزع الله الرحمة من قلوبهم، فكيف يمكن أن تكون هذه القلوب قلوب أنبياء يوماً ما برغم أنّ الأنبياء ليسوا معصومين من الخطيئة ولكن وهل من يرتكب أي خطيئة تجدوا أنّ الله قد نزع من قلبه الرحمة يا قوم؟ إلا المجرمين الذين قلوبهم كالحجارة أو أشدّ قسوة أمثال إخوة يوسف؟ فكيف تكون هذه القلوب يوما ما قلوب أنبياء؟
    ألا والله لو كانوا يأتون الفاحشة لما استبعدت أن يكونوا أنبياء يوماً ما كون الله غفورٌ رحيمٌ لمن تاب وأناب وبدل حسناً بعد سوء، ولكن المشكلة هي في قلوبهم فلم يطهِّرها الله من الحسد والحقد، ولذلك تجدونهم لا يزالون يحقدون على يوسف برغم ما صنعوا به ظلماً، ومن ثم يقولون بعد سنين كُثر:
    {قَالُواْ إِن يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَّهُ مِن قَبْلُ فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ قَالَ أَنتُمْ شَرٌّ مَّكَاناً وَاللّهُ أَعْلَمْ بِمَا تَصِفُونَ} صدق الله العظيم [يوسف:77]. فكيف تكون هذه قلوب أنبياء يوماً ما يا معشر علماء الأمّة من الذين اعتقدوا بنبوة هؤلاء، أفلا تتقون؟

    ويا قوم إنكم لتجدون أنبياء الله محبوبين لدى قومهم من قبل أن يبعثهم الله بسبب أنهم يشتهرون بالصدق والأمانة، فانظروا لقول قوم نبيّ الله صالح:
    {قَالُواْ يَا صَالِحُ قَدْ كُنتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَـذَا أَتَنْهَانَا أَن نَّعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا} صدق الله العظيم [هود:62].

    فهذا يعني أنه كان مشهوراً بالصدق والأمانة، ولذلك تجدون نبيّ الله صالح كان محبوباً في أوساط قومه نظراً لما يحمله من الصفات الحسنة، وكذلك محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مشهورٌ بالصفات الحسنة من قبل أن يبعثه الله نبياً، لدرجة أن قومه يسمونه بالصادق الأمين فإذاً لم يكذب على الناس قط، فكيف يكذب على الله؟ ولذلك قال الله تعالى:
    {فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرً‌ا مِّن قَبْلِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴿١٦﴾ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَ‌ىٰ عَلَى اللَّـهِ كَذِبًا}صدق الله العظيم [يونس:16-17].

    وليس معنى ذلك أنّ الأنبياء معصومون من الخطيئة ولكن قلوبهم طاهرة من الكذب والحقد والحسد، ولكن إخوة يوسف عكس ذلك قلوبهم قاسية كالحجارة أو أشدّ قسوة، وكذلك مليئةٌ بالحقد والحسد والكذب والافتراء، فكيف تكون هذه قلوب أنبياء أفلا تتقون يا معشر العلماء الذين زعموا بنبوتهم؟ فاتقوا الله ولا تقولوا على الله ما لا تعلمون إني لكم ناصحُ أمين. وأبشركم بالأسباط وعيسى من الصالحين أنبياء من المرسلين. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُوراً} [النساء:163].

    ويا أيتها الناصرة "بالقرآن نحيا" ويا معشر الأنصار المكرمين آمنوا بالأسباط الرسل الثلاثة وجميع أنبياء الله ورسله وكتبه وقولوا ما أمركم الله أن تقولوا في محكم كتابه:
    {قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:136].

    وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين..
    أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ـــــــــــــــــــــ

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..



    اقتباس المشاركة 51696 من موضوع بيان الإمام الحقّ في الأسباط وبني إسرائيل في حوارٍ مفصلٍ مع الأنصاريّة "بالقرآن نحيا" ..

    -6-
    الإمام ناصر محمد اليماني
    22 - 10 - 1432 هـ
    20 - 09 - 2011 مـ
    02:19 صباحاً

    [ لمتابعة رابط المشاركة الأصلية للبيان ]
    https://albushra-islamia.com./showthread.php?p=22493
    ــــــــــــــــــــ



    الله سبحانه وتعالى يُذكّرنا بنعمهِ حتى نكون من الشاكرين ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة أنبياء الله ورسله وآلهم الطيبين من أوّلهم إلى خاتمهم جدّي محمدٍ رسول الله والتابعين لهم بالحقّ إلى يوم الدين، لا نفرق بين أحدٍ من رسله ونحن له مسلمون، أمّا بعد..

    ويا حبيب قلبي أبو وهبي هناك فرقٌ بين أن تجدوا الله يخبركم بقصص الأنبياء وابتلائه لهم ونعمه عليهم والثناء عليهم حين البلاء بقول الله تعالى:
    {إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ} صدق الله العظيم [ص:44].

    وما نريد قوله أنه يوجد هناك فرقٌ بين أن تجدوا الله يخبركم بما أنعم به الله على أحدٍ من عباده فتجدونه يخبركم بما أنعم الله به عليه ليس إلا ليخبركم لتنهجوا نهجهم وحتى لا تحصروا نعمة الله عليهم، ولذلك يقول نهاية قصصهم:
    {إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} صدق الله العظيم [الصافات:80].
    ولكن حين تجدون أنّ الله يخاطب الشخص الذي أنعم الله عليه فيذكِّره بما أنعم به الله عليه فهو حتماً يريده أن يكون من الشاكرين، ولذلك يذكِّره بما أنعم به الله عليه كمثال قول الله تعالى:
    {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} صدق الله العظيم [آل عمران:103].

    وهذا خطاب للأنصار السابقين الأخيار من الأوس والخزرج وجميع المؤمنين فيعظهم أن يعتصموا بالقرآن العظيم ولا يتفرقوا فيتبع فريق منهم ما خالف لمحكم القرآن ويذكرهم بنعمة الله عليهم ببعث نبيه بهذا القرآن العظيم الذي هداهم به إلى الصراط المستقيم وألَّف بين قلوبهم بعد إذا كانوا أعداءً يقتتلون، ولذلك يذكِّرهم الله بنعمته عليهم ليكونوا من الشاكرين، فتجدون الخطاب موجَّه لمن يخاطبهم الله فيذكرهم بنعمه عليه ليكونوا من الشاكرين. ولذلك الله قال الله تعالى:
    {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً} صدق الله العظيم.

    وكذلك الخطاب من الربّ الموجَّه للمسيح عيسى ابن مريم في علم الغيب في الكتاب يوم البعث الأول فيذَكّره بنعمه عليه ليكون من الشاكرين فيطيع أمر خليفة الله وعبده ولذلك يذكِّره بنعمه عليه ليكون من الشاكرين وأن لا يعصي الله ما أمره به، ولذلك يذكره بنعمه عليه وعلى أمّه ليكون من الشاكرين. ولذلك قال الله تعالى:
    {إِذْ قَالَ اللَّـهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْ‌يَمَ اذْكُرْ‌ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَىٰ وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُ‌وحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَ‌اةَ وَالْإِنجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ‌ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرً‌ا بِإِذْنِي وَتُبْرِ‌ئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَ‌صَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِ‌جُ الْمَوْتَىٰ بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَ‌ائِيلَ عَنكَ إِذْ جِئْتَهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُ‌وا مِنْهُمْ إِنْ هَـٰذَا إِلَّا سِحْرٌ‌ مُّبِينٌ ﴿١١٠﴾ وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِ‌يِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَ‌سُولِي قَالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ ﴿١١١﴾} صدق الله العظيم [المائدة].

    فهل تبيّن لك الحقّ في محكم كتاب ربّي يا حبيب قلبي أبو وهبي؟ فقل ما أمرك الله وجميع المسلمين أن تقولوا:
    {آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:136].

    وكونوا من الشاكرين لأعظم نعمة في الكتاب وفضلاً بعث الإمام المهديّ ليخرجكم الله به من الظلمات إلى النور فيهديكم بالقرآن المجيد إلى صراط العزيز الحميد، كما أنعم الله من قبل على الذين آمنوا ببعث الأنبياء والمرسلين عليهم أفضل الصلاة من ربهم والتسليم ونحن معهم وجميع المسلمين والحمد لله ربّ العالمين..

    أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ـــــــــــــــــ

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

    -1- قائمة الأبواب الرئيسية لفهرسة بيانات الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني:

  8. افتراضي رياض الصالحين من كلام سيّد المرسلين صلى الله عليه و آله وسلم تسليما

    سلام وحفظك ربي كم أنت سبّاق لِباب الرحمن ما شاء الله و زادك ربّي من نعيم رضوانه وأتَّم لك نورك شكرا جزيلا طيّبا.
    ربّنا أتمم لنا و اغفر لنا وارحمنا إنّك على كل شيء قدير
    يا رب إرحمنا بهداية عبادك و استجب دعاءنا بالخير للنّاس أجمعين برحمتك الواسعة يا أرحم الرّاحمين و اجعلنا بك و كن لنا وكن معنا يا حبيبنا وأعظم حبٍّ في قلوبنا والذّين آمنوا أشدُّ حبًّا لله

    ----------
    بسم الله والحمد لله تعالى ربّنا أتمم لنا نورنا و أغفر لنا إنّك على كلِّ شيء قدير
    والصّلاة والسّلام على رسل وأنبياء الله وآلهم و أنصارهم و صحبهم ومن تبع طريق الهدى إلى يوم الدّين
    سلام الله عليكم ورحمته وبركاته ونعيم رضوانه الأعظم


    أحبابي في حبِّ ربِّي لي إقتراح لا أدري هل سبقني أحد الأحبّة له أم لا ؟.
    كتاب رياض الصّالحين من كلام سيّد المرسلين صلّى الله عليه وآله وسلم تسليما أُريد منكم أن نُصحِّح أحاديثه بحضور صاحب البيان الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني عليه السلّام شخصيا أو تكون بيانات النّور حاضرة على كلِّ حديث بدون رُوّاته الكُثر يكفي عن فلان عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم تسليما و إمامنا الغالي يُبيِّن صحته من لُبسه . ( الطبعة التي بحوزتي 14 ذي الحجة 1399 هج 1979م) قبل النت
    و أعجبتني كلمات منظمة في مقدمة الإمام أبو زكرياء يحيى بن شرف النّووي رحمه الله { قال رحمه الله فرغت منه يوم الإثنين رمضان الكريم 670 هجري}:

    إنّ لله عِبادا فُطَنَـــــــــــــــا طلّقوا الدُّنيا و خافُوا الفتنَـــــــا
    نظروا فيها فلمّا علِمُــــــوا أنّها ليست لِحَيٍّ وطنَــــــــــــــــا
    جعلوها لُجَّة و اتّخـــــــذوا صالح الأعمال فيها سُفُنَــــــــــا
    رحم الله قائلها واللّهم لك الحمد والشكر حتى ترضى و لك الحمد إذا رضيت ولك الحمد بعد الرّضى ولن نرض حتى ترضى يا أعظم حبٍّ في قلوبنا مع تقصيرنا في عبادتك الله الله

    هل نبدأ على رحمة و بركة الله ونعيم رضوانه ؟

    قال الله تعالى:
    {وَعَدَ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا
    وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}

    صدق الله العظيم [التوبة:72]

  9. افتراضي





    الإمام المهدي المنتظر الحق يا أختي الغالية الطيبة (فاطمة الزهراء) علمنا يكفية التمييز بين الأحاديث النبوية الحق من الاحاديث المدسوسة والمكذوبة والباطلة والمفتراة على النبي عليه الصلاة والسلام وذلك عن طريق إرجاعها وعرضها إلى محكم الرقىن الكريم وكل ما خالف محكم القرىن فهو كذب مفترى فالقرآن الكريم هو المرجع لما اختلف فيه علماء الحديث وكفي أثناء قرائتك لكتاب رياض الصالحين أن تتعرضي أي حديث تشكين في صحته على محكم القرآن الكريم ..



    اقتباس المشاركة 89375 من موضوع فانظروا إلى الطريقة الحقّ لكشف الأحاديث المدسوسة التي ليست من عند الله ولا رسوله..

    [ لمتابعة رابط المشاركـــــــــة الأصلية للبيـــــــــــان ]
    https://albushra-islamia.com./showthread.php?p=89373

    الإمام ناصر محمد اليماني
    26 - 04 - 1434 هـ
    08 - 03 - 2013 مـ
    04:17 صباحاً
    ــــــــــــــــــــــ


    فانظروا إلى الطريقة الحقّ لكشف الأ
    حاديث المدسوسة التي ليست من عند الله ولا رسوله..


    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة أنبياء الله ورسله من أوّلهم إلى خاتمهم محمد رسول الله، يا أيّها الذين آمنوا صلّوا عليه وعليهم جميعاً وآلهم الطيبين وسلّموا تسليماً، أمّا بعد..

    ويا أحبتي في الله لو تعلمون كم الأمر سهلٌ ويسيرٌ لكشف الأحاديث المدسوسة مثال هذين الحديثين عن النّبي كذباً وزوراً عليه، كما يلي:

    [وفي صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: استأذنت ربي أن أستغفر لأمي، فلم يأذن لي، واستأذنته أن أزور قبرها، فأذن لي.
    وفيه أيضاً عن أنس أن رجلاً قال: يا رسول الله، أين أبي؟ قال: في النار، فلما قضى دعاه، فقال: إن أبي وأباك في النار]
    انتهى.

    فتعالوا لنقوم بعرض هذين الحديثين على محكم كتاب الله القرآن العظيم فإن وجدنا آياتٍ بيّناتٍ محكماتٍ لعلماء الأمّة وعامة المسلمين جاءت مخالفةً لهذين الحديثين فقد علمنا أنّهما حديثان مفتريان عن النّبي. وإلى التطبيق للتصديق:

    فما هي الخطوة الأولى التي يجب علينا البحث عنها في القرآن العظيم؟ وإليكم الخطوة الأولى، فأولاً يجب علينا البحث في القرآن هل سبق وبُعث رسلٌ إلى عبد الله بن عبد المطلب وآمنة بنت وهب وأمّتهم؟ وأنتم تعلمون أنهما أَبَوا محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وعليهم وأسلّمُ تسليماً. ومن ثم تجدون الجواب في محكم الكتاب في قول الله تعالى:
    {يس ﴿1﴾ وَالْقُرْ‌آنِ الْحَكِيمِ ﴿2﴾ إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْ‌سَلِينَ ﴿3﴾ عَلَىٰ صِرَ‌اطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿4﴾ تَنزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّ‌حِيمِ ﴿5لِتُنذِرَ‌ قَوْمًا مَّا أُنذِرَ‌ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ ﴿6﴾} صدق الله العظيم [يس].

    فهذا يعني أن ّالله لم يبعث إليهم رسولاً لينذرهم أن يعبدوا الله لا يشركوا به شيئاً. والسؤال الذي يطرح نفسه: فهل يا ترى من مات من هؤلاء الآباء قبل مَبْعَثِ محمدٍ رسول الله إليهم؛ فهل يا ترى سوف يعذّبهم الله فيدخلهم النّار برغم أنّه لم يبعث إليهم رسولاً؟ ومن ثم نترك الجواب من الربّ مباشرةً في محكم الكتاب قال الله تعالى:
    {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا} صدق الله العظيم [الإسراء:15].

    إذاً تبيّن للمسلمين العقيدة الباطلة، فظلمٌ وزورٌ كبيرٌ أن تعتقدوا أنّ والدَ محمدٍ - رسول الله - وأمَّه التي ولدته في النّار، بل تبيّن لكم أنّهما ليسا من المعذَّبين. فاتقوا الله وأطيعونِي واستجيبوا لدعوة الاحتكام إلى كتاب الله لنحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون، ثم لا تجدوا في أنفسكم حرجاً مما قضيتُ بينكم بحكم الله وتُسلِّموا تسليماً.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين.
    أخوكم؛ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
    ـــــــــــــــــــــــ

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..









    اقتباس المشاركة 6399 من موضوع مرحباً طلال عَدّ حبّات الرمال، ونعم الرجل بين الرجال ..


    الإمام ناصر محمد اليماني
    09 - 05 - 1429 هـ
    15 - 05 - 2008 مـ
    09:31 مساءً
    ــــــــــــــــــــ



    مرحباً طلال عَدّ حبّات الرمال، ونعم الرجل بين الرجال ..


    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدّي وحبيبي محمد رسول الله وآله الأطهار وعلى جميع الأنبياء والمرسلين من قبله ولا أُفرِّق بين أحدٍ من رسله وأنا من المسلمين، وبعد..
    لقد قبلنا ولاءك يا (طلال) وقال الله تعالى: {مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّـهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ﴿٢٣﴾} صدق الله العظيم [الأحزاب].

    وأنت منهم يا (طلال) وذلك لأنّك من أولي الألباب الذين صدَّقوا بالكتاب القرآن العظيم تصديقاً لقول الله تعالى: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿٢٩﴾} صدق الله العظيم [ص].

    ولربّما يودّ أحد المسلمين من الذين اطَّلعوا على أمري أن يقول: "وهل تظن يا ناصر اليماني بأنّنا إذا لم نُصدِّقك وكأننا لن نصدِّق بالقرآن؟". ومن ثم يردّ عليه المهدي المنتظَر الحقّ الإمام ناصر اليماني وأقول: بلى وربّ الكعبة بأَنّ الذين لم يُصدِّقوني فإنّهم لم يُكذِّبوني ولكنهم كذَّبوا بالقرآن العظيم تصديقاً لقول الله تعالى: {قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ ۖ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَـٰكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّـهِ يَجْحَدُونَ ﴿٣٣﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    ومن كذَّب المهديّ المنتظَر الحقّ الذي ابتعثه الله بالبيان الكامل والشامل للقرآن فقد كذَّب بالقرآن العظيم، ولم آتِ النّاس بكتابٍ جديدٍ؛ بل بالبيان الحقّ للقرآن أستنبطه لهم من نفس القرآن لا أَحيد عنه قيد شعرةٍ تصديقاً لحديث محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
    [ القرآن يُفسِّر بعضُه بعضاً ].

    وإذا لم أجد البيان لآيةٍ في القرآن أذهب إلى السنّة المحمديّة وذلك لأني المهدي المنتظَر الحقّ لا أُكذِّب بسنّة محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - وذلك لأني أعلم أنّ السنّة جاءت من عند الله كما جاء القرآن العظيم، ولذلك يُعلِن المهدي المنتظَر الإمام ناصر محمد اليماني بأنّه من أشدّ النّاس تمسّكاً بكتاب الله وسنّة رسوله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - ولكني من أشدّ النّاس كفراً بما خالف من السنّة لآيات القرآن البيّنات المحكَمات الواضحات، وذلك لأني أعلم أنّ هذا الحديث السنّي المخالف لآيات القرآن هو من عند غير الله ورسوله بل افتراءٌ على الله ورسوله، وهذه هي القاعدة أنزلها الله في القرآن العظيم لمن أراد أن يتّبع الحقّ فلا يَضلّ عن سواء السبيل؛ بل وجعل الله هذه القاعدة من أشدّ آيات القرآن وضوحاً لأولي الألباب الذين يتدبّرون آيات الكتاب فيتّبعونه وينبذون ما خالف لآياته المحكمات وراء ظهورهم، فكيف يُكذِّب حديثُ محمدٍ رسول الله حديثَ الله؛ أفلا يعقلون؟ وقد بيَّن الله في القرآن العظيم بأنّه حفظ القرآن العظيم من التحريف ليكون المرجع لما اختَلَف فيه علماء الحديث، وكذلك بيَّن الله في القرآن العظيم بأنّه لم يَعِدكم بحفظ أحاديث السنّة المحمديّة من التحريف ليكون الذِّكر المحفوظ القرآن العظيم هو المرجع لما اختَلَف فيه علماء أحاديث السنّة النبويّة.

    ويا معشر علماء الأمّة على مختلف فرقهم ومذاهبهم، إنّي أنا المهدي المنتظَر أُعلِنُ بالبرهان البتّار للجدل بأنّ الله حفظ القرآن من التحريف ليجعله هو المرجع لما اختلفتم فيه من أحاديث السنّة النبويّة، وكم أُكرِِّر وكم أُذكِّر وأقول هذه هي القاعدة الأساسيّة التي تُبنى عليها دعوة المهدي المنتظَر الحقّ الإمام ناصر محمد اليماني، فإن استطاع أن يُلجِم جميعَ علماء المسلمين بهذه القاعدة في القرآن العظيم فقد أسَّسْنا الدعوة الحقّ بالأساس المتين، وإن لم يستطِع ناصر اليماني أن يُلجِم علماءَ المسلمين بهذه القاعدة الأساسيّة لدعوته فقد أصبحتْ دعوة ناصر اليماني بلا أساسٍ، وأيُّ بُنيانٍ لا أساس له حتماً سوف ينهار على صاحبه.

    وإني أُشهِد الوليَّ الحميم (طلال) الناصر للمهدي المنتظر وأُشهِد الحسين بن عمر وجميع الأنصار السابقين الأخيار بأنّي إذا لم أستطِع أن أُلجِم جميع علماء المسلمين بأنّ الله جعل آيات القرآن المُحكَمات الواضحات البيّنات هُنّ المرجع لما اختَلَف فيه علماءُ المسلمين في الأحاديث النبويّة، فإذا لم يستطِع ناصر محمد اليماني أن يُلجِمهم بالحقّ إلجاماً فعلى جميع الأولياء الأنصار أن يتراجعوا عن التصديق بدعوتي وشأني، وإن أَلجمتُ علماءَ المسلمين بالحقّ إلجاماً فسوف يزداد الأنصار الأخيار إيماناً ويكونون من الشاهدين بالحقّ بيني وبين مَن أبى واستكبر عن دعوة المهدي المنتظَر بأنّ القرآن المُحكَم هو المرجع لما اختَلَفَ فيه علماءُ الحديث، وكما أخبرناهم من قبل بأنْ نجعل الحوار بادئ الأمر حصرياً على البرهان بأنّ آيات القرآن المُحْكَم الواضح والبيِّن هُنّ أمّ الكتاب قد جعلهنّ الله المرجع لما اختَلَف فيه علماءُ الأحاديث في السنّة المحمديّة ولم يجعل الله آيات القرآن المُتشابهات هُنّ المرجع، وذلك لأنّهُ لا يعلم بتأويلهنّ إلا الله ولا يَزَلْن بحاجةٍ إلى من يُعلِّمه الله تأويلَهنّ، وليس معنى ذلك بأنّ ناصر اليماني لا يعلم تأويلهنّ؛ بل إنّي على بيانهنّ للعالمين لقديرٌ بإذن الله العليّ القدير، ولكن وقت بيانهنّ لم يَحِنْ وقته بعد؛ بل بعد التصديق بشأن المهدي المنتظَر الحقّ ناصر محمد اليماني، ولذلك لن ولن ولن آتيَهم بالبرهان من الآيات المتشابهات بل من الآيات المُحكَمات الواضحات البيّنات التي جعلهنّ الله أمّ الكتاب ولذلك جعلهنّ شديدات الوضوح فلا يزيغ عنهنّ إلا هالكٌ ظالمٌ لنفسه مُبِينٌ في قلبه زيغٌ عن الحقّ فيذرهنّ وراء ظهره ويستمسك ويتبع الآيات المُتشابهات في ظاهرهنّ مع الأحاديث السنّية التي تُخالف الآيات المُحكَمات الواضحات البيّنات أمّ الكتاب، وما كان لمحمدٍ رسول الله أن يأتي بالبيان للمُتشابه من القرآن فيجعله مُخالفاً لآيات القرآن المُحكَمات، أفلا تعقلون؟ ومن اتّبع المُتشابهات من القرآن واللاتي لا يزَلْن بحاجةٍ للتأويل ويذر المحكم وراء ظهره فإن في قلبه زيغٌ نظراً لأنه ترك الآيات المُحكَمات اللاتي لم يجعلهنّ الله بحاجةٍ للتأويل ومن ثم اتَّبَعَ الآيات المُتشابهات اللاتي لا يزَلْن بحاجةٍ إلى التأويل وقال الله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ۖ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ۗ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّـهُ ۗ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿٧﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

    ويا معشر المتدبِّرين، هل تعلمون ما هو المقصود في قوله تعالى: {فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ} صدق الله العظيم؟ فهذه الآيات تتكلّم عن العلماء الذين يريدون تأويل الآيات المتشابهة بأحاديث الفتنة الموضوعة فهم لا ولن يريدوا أن يفعلوا ذلك ابتغاء تأويل المتشابه من القرآن بالباطل عن قصدٍ منهم، بل ظنّوا بأنّ هذا الحديث النبويّ جاء تأويلاً لهذه الآية المتشابهة معه في ظاهرها وأن ذلك تصديقٌ لقول الله الحقّ في محكم كتابه: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} صدق الله العظيم [النحل:44]، ومن ثم يقول "إنّما يُبيِّن محمدٌ رسول الله الآيات غير الواضحات ومن ثم يُعلِّمنا تأويلهنّ عن طريق الحديث السنّي". ومن ثم يَردّ عليه المهدي المنتظَر الإمام ناصر محمد اليماني وأقول: بلى إنّ محمداً رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - يُبيِّن ما شاء الله من الآيات غير الواضحات في القرآن العظيم كما ذكر الله لنا أمر الصلاة في القرآن العظيم، ومن ثم بيَّن لنا محمدٌ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - كيف نُصلِّي وكم عدد ركعات الصلاة، ولكن يا معشر علماء الأمّة إنّه لا ينبغي لسنّة البيان المحمديّة أن تأتي مخالفةً للآيات المحكمات الواضحات البيّنات، أفلا تعقلون؟

    وتالله إنّ كثيراً منكم ينبذون مجموعةَ أوامرَ قرآنيّةٍ ربانيّةٍ واضحةٍ محْكَمةٍ فيذرهنّ وراء ظهره ومن ثم يستمسك بحديثٍ يخالف جميع هذه الأوامر المُحْكمة البيّنة في القرآن فيذرهنّ وراء ظهره ومن ثم يستمسك بحديثٍ في السنّة يُخالف جميع أوامر الله في هذا الشأن في القرآن العظيم، وعلى سبيل المثال تجدون حديثاً سُنّياً يُروى عن النبي بأنّه قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: [اختلاف أُمّتي رحمة] فهذا حديثٌ مكذوبٌ على النَّبي عليه الصلاة والسلام، ولا ينبغي له - صلّى الله عليه وسلّم - أن يأتي بحديثٍ يُخالف أوامر الله المحكمة الواضحة البيّنة في القرآن العظيم.

    وأما كيف نعلم أن هذا الحديث موضوعٌ، فعلينا بالرجوع إلى القرآن العظيم ومن ثم نقوم بالبحث عن صحة هذا الحديث في أوامر الله في آياته المحكمات في هذا الشأن، فإذا وجدناه قد خالف أوامر الله في القرآن العظيم فمن هنا نعلم بأنّ هذا الحديث كذبٌ وافتراءٌ على الله ورسوله. فتعالوا أنا وأنتم لنبحث سوياً في المرجع القرآن العظيم في آياته المحكمات في هذا الشأن عن صحة هذا الحديث المفترَى عن النبيّ عليه الصلاة والسلام بأنّه قال: [اختلاف أُمّتي رحمة]، فإذا كان هذا الحديث من عند غير الله ورسوله فحتماً بلا شكٍّ أو ريبٍ سوف نجد بينه وبين آيات القرآن المحكمات في هذا الشأن بأنّ بينهما اختلافاً كثيراً بل جملةً وتفصيلاً، فتعالوا لنبحث سوياً في المرجع الحقّ القرآن العظيم عن صحة هذا الحديث السنّي: [اختلاف أُمّتي رحمة]، وسوف نجد بأنّ الله سبحانه ينهانا عن الاختلاف وأنه ليس رحمةً بل دماراً وشتاتاً وفشلاً إنْ اختلفتم يا معشر علماء الأمّة الإسلامية، نظراً لأنكم اتّبعتم أمر الشيطان الرجيم في حديث الفتنة الموضوع عن طريق أوليائه من شياطين البشر من اليهود من صحابة رسول الله ظاهر الأمر من الذين قالوا: "نشهد أن لا إله إلا الله ونشهد أن محمداً رسول الله"، ليكونوا من صحابة رسول الله ظاهر الأمر، وإنما اتّخذوا أيمانهم جُنّةً وستاراً لكي يكونوا من رواة الحديث فيَصُدّون عن سبيل الله بأحاديثَ أوامر عن رسول الله كذباً وهي تخالف جميع أوامر الله المحكمة في القرآن العظيم، برغم أن الله بيَّن لكم هذه الطائفة الخبيثة الشيطانيّة من صحابة رسول الله ظاهر الأمر من الذين قالوا: "طاعةٌ لله ورسوله، ونشهد أن لا إله إلا الله ونشهد أن محمد رسول الله"، واتّخذوا أيمانهم جُنّةً ليصدّوا عن سبيل الله عن طريق السنّة وقال الله تعالى: {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّـهِ ۗ وَاللَّـهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّـهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ ﴿١﴾ اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّـهِ ۚ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٢﴾} صدق الله العظيم [المنافقون].

    وهؤلاء لم يعصوا الله ورسوله ظاهر الأمر بل يقولون نشهد أن لا إله إلا الله ونشهد أن محمداً رسول الله، ويقولون طاعةٌ لله ورسوله ليكونوا من رواة الحديث وقال الله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    فلنبدأ بالتطبيق للتصديق مُلتزِمين بهذه القاعدة الأساسيّة في القرآن العظيم بأنّه إذا كان هذا الحديث السنّي مفترًى على الله ورسوله الذي لا ينطق عن الهوى فحتماً بلا شكٍّ أو ريبٍ سوف نجد بينه وبين القرآن المحفوظ اختلافاً كثيراً جملةً وتفصيلاً، فتعالوا لنُطبِّق سوياً هذه القاعدة الرحمانيّة القرآنيّة لكشف الأحاديث المدسوسة في السنّة المحمديّة مُبتدِئين بهذا الحديث السنّي المفترى عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، والذي نفَّذه جميع علماء المسلمين وأتباعهم تنفيذاً بنسبة 100% برغم أن بعض العلماء يستنكره ولكنهم كذلك نفَّذوه مع إخوانهم تنفيذا جملةً وتفصيلاً لهذا الحديث المفترى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: [اختلاف أُمّتي رحمة] كذِباً وافتراءً على الله ورسوله.

    ولكني المهدي المنتظَر ناصر محمد اليماني لن أفتيكم بأنّ هذا الحديث كذِبٌ وافتراءٌ إلا من بعد تطبيق القاعدة القرآنيّة لكشف الأحاديث المدسوسة، فأمّا القاعدة لكشف الأحاديث المدسوسة فسوف تجدونها في الآيات التي بيّّن الله لكم فيها بأنّ أحاديث السنّة المحمديّة غير محفوظةٍ من التحريف، ومن ثم بيَّن الله لكم في نفس الآية بأنّ على جميع علماء الأمّة أن يقوموا بالمقارنة بين هذا الحديث السنّي وبين القرآن العظيم فتكون المقارنة بينه وبين آياتٍ محكماتٍ في القرآن العظيم بيِّناتٍ في هذا الشأن، فإذا كان هذا الحديث النبويّ ليس عن النبيّ عليه الصلاة والسلام فحتماً كما علَّمكم الله سوف تجدون بينه وبين القرآن اختلافاً كثيراً بلا شكٍّ أو ريبٍ، ومَن أصدق من الله حديثاً؟

    وأُكرِّر وأُذكِّر وأقول: تعالوا يا معشر المسلمين وعلمائهم للتطبيق لتصديق هذه القاعدة القرآنيّة لكشف الأحاديث المفتراة كمثال حديث [اختلاف أُمّتي رحمة]، فإذا قمنا بالتطبيق لهذه القاعدة القرآنيّة لكشف الأحاديث المدسوسة فسوف نجد بأنّ هذا الحديث المفترى عن النبيّ [اختلاف أُمّتي رحمة]، سوف نجد بأنّ بينه وبين أوامر الله في القرآن العظيم في نفس هذا الموضوع اختلافاً كثيراً جملةً وتفصيلاً، وذلك لأنه خالف أوامر الله المحكمة الصارمة الواضحة البيّنة في قوله تعالى: {أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ} صدق الله العظيم [الشورى:13].

    وكذلك نهاكم الله يا معشر علماء المسلمين وأتباعهم أن تكونوا كمثل أهل الكتاب فتُفرِّقوا دينكم شيعاً فتجدون أمر الله الصادر في محكم كتابه في قوله تعالى: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا ۚ فِطْرَتَ اللَّـهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ۚ لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّـهِ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴿٣٠﴾ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿٣١﴾ مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا ۖ كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [الروم].

    وكذلك أمر الله الصادر في قوله تعالى: {شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰ ۖ أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ۚ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ ۚ اللَّـهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ ﴿١٣﴾} صدق الله العظيم [الشورى].

    وكذلك في قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ ۚ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّـهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ﴿١٥٩﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    وكذلك أمر الله الصادر في محكم كتابه في قوله تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّـهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّـهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴿١٠٣﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

    وكذلك أمر الله الصادر في محكم كتابه في قوله تعالى: {وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ} صدق الله العظيم [الأنفال:46].

    ولكنّكم يا معشر علماء الأمّة وأتباعهم خالفتم جميع أوامر ربّكم المكرَّرة في هذه الآيات المحكمات واتّبعتم حديث الشيطان الرجيم الموضوع عن طريق أوليائه من شياطين البشر من اليهود من صحابة رسول الله ظاهر الأمر وقد قالوا حديث الإفك على رسول الله [اختلاف أُمّتي رحمة]، وذلك لكي تتنازعوا فتفشلوا فتذهب ريحكم، وها أنتم اتّبعتم حديث الفتنة الموضوع بمكرٍ خبيثٍ من أعداء الله فتنازعتم وفشلتم وذهبت ريحكم كما هو حالكم الآن مستضعفين، فذهب عزّكم إلى أعدائكم نظراً لمخالفتكم أمر ربّكم، وقد وعدكم الله بأنّه إذا خالفتم أمره في الكتاب بأنّكم سوف تفشلون وتذهب ريحكم كما هو حالكم الآن، فلا تستطيعون أن تنكروا بأنّكم تنازعتم فتفرَّقتم وفشلتم فذهبت ريحكم كما هو حالكم الآن.

    وابتعثني الله فضلاً من لدنه ورحمةً لكم لأنقذكم من فتنة المسيح الدجال وأحكم بينكم في جميع ما كنتم فيه تختلفون لجمع شملكم ولتوحيد صفّكم فيُتِمّ بعبده نوره على العالمين لتكون كلمة الله هي العليا، فيعزّكم الله بعبده والعزّة لله جميعاً، فأيَّدني بتصريح الاصطفاء للخلافة والقيادة عليكم، فأيَّدني بالتصريح فزادني عليكم بسطةً في العلم لأحكم بينكم في جميع ما كنتم فيه تختلفون وأهديكم إلى صراطٍ مستقيمٍ مُعتصماً بكتاب الله وسنّة رسوله وكافراً بما خالف من السنّة لأمِّ الكتاب في آياته المحكمات والتي جعلهنّ الله الأساس للعقيدة الإسلامية الحنيفيّة ملّة إبراهيم ومن قبله ومن بعده لجميع الأنبياء والمرسلين، وأمّا سبب كفري لما خالف من السنّة للقرآن المحكم وذلك لأني أعلم أنها سنّةٌ مدسوسةٌ من الشيطان الرجيم لِيردَّكم هو وأولياؤه من شياطين البشر فيفتنوكم فيردّوكم من بعد إيمانكم كافرين بآيات الله المحكمات في القرآن العظيم والتي جعلهنّ الله أمّ الكتاب، فصدّكم صحابة رسول الله ظاهر الأمر عن القرآن العظيم كما نبَّأكم الله بذلك بأنّها جاءت طائفةٌ من اليهود فأعلنوا إسلامهم ليكونوا من صحابة رسول الله ظاهر الأمر فيكونوا من رواة الحديث ليصدّوكم عن سبيل الله عن طريق السنّة المحمّدية بأحاديثَ غير التي يقولها عليه الصلاة والسلام بل مخالفةٌ لكتاب الله وسنّة رسوله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - جملةً وتفصيلاً؛ بل اختلافاً كثيراً، وقد بيَّن الله لكم هذا المكر اليهوديّ في القرآن العظيم في قوله تعالى: {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّـهِ ۗ وَاللَّـهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّـهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ ﴿١﴾ اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّـهِ ۚ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٢﴾} صدق الله العظيم [المنافقون].

    ومن ثم بيَّن الله لكم كيفيّة صدِّهم عن سبيل الله إذْ أنّه ليس بالسيف بل بأحاديث لم يقُلها عليه الصلاة والسلام، فبيّن الله ذلك المكر لكم في القرآن العظيم في محكم كتابه في قول الله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    فتجدون أن قول الله مُوجَّهٌ إلى علماء الأمّة خاصةً لفحص أحاديث الباطل لمقارنتها مع كلام الله في القرآن: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم، وهذه الآية جاءت تأكيدَ الأمر لقول الله تعالى: {وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّـهِ} صدق الله العظيم [الشورى:10].

    بمعنى أنه ما اختلفتم من شيءٍ في السنّة فعليكم أن تَرُدّوا حكمه إلى الله في القرآن العظيم يستنبطه أولو الأمر منكم من القرآن العظيم فتجدون بين قول الله في القرآن العظيم وبين هذا القول في سنّة محمدٍ رسول الله اختلافاً كثيراً، ومن ثم تعلمون بأنّ هذا الحديث السنّي من عند غير الله ورسوله، وذلك لأن السنّة هي كذلك جاءت من عند الله كما جاء القرآن من عنده سبحانه. وهذه الآية كذلك جعلها الله برهاناً للحديث الحقّ عن محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [ألا و إنّي أوتيتُ القرآن و مثله معه] صدق محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.

    بل سنّة محمدٍ رسول الله جاءت للبيان فتزيد القرآن توضيحاً للمسلمين، ألا وإن البيان من عند الله سبحانه وتعالى تصديقاً لقول الله الحقّ في محكم كتابه: {فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ ﴿١٨﴾ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ﴿١٩﴾} صدق الله العظيم [القيامة].

    وأنا المهدي المنتظَر خليفة الله على البشر الإمام الثاني عشر من آل البيت المُطهَّر، ولم أكن من الشيعة الاثني عشر ولا من السنّة ولا أنتمي لأيِّ فرقةٍ منكم أبداً؛ بل جعلني الله حَكَماً عدلاً وذا قولٍ فصلٍ بينكم. ولربما تجدون حُكْماً في مسألةٍ ما تتَّفق مع ما يقوله أحد المذاهب الأخرى فيظنُّ الجاهلون لأمري منكم بأنّي أنتمي إلى هذه الطائفة، ولكن لو تدبَّر بياناتي الأخرى لوجد أنّي أخالفها في أحكامٍ أخرى كثيرةٍ، فيخرج بنتيجة: إذاً ناصر اليماني ليس من هذه الطائفة! أيْ: التي ظنّ بأنّي أنتمي إليها.

    ويا معشر علماء الأمّة، إنما أنا حَكَمٌ بينكم بالعدل وأقول قولاً فصلاً مُستنبِطاً الحُكْم الحقّ من القول الفصل وما هو بالهزل، ولم أَرُدّ الحُكْمَ إلى عقلي أيها الباحثون عن الحقّ؛ بل أستنبط لكم حُكْم ربي في هذه المسألة من القرآن العظيم، ومن أحسن من الله حُكْماً لقومٍ يتَّقون؟ وإني مستمسِكٌ بكتاب الله وسنّة رسوله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وكافرٌ بالسنّة اليهوديّة المدسوسة في سنّة محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، ولم آتِكم للدفاع عن القرآن فهو محفوظٌ من التحريف إلى يوم الدين بل جئتكم للدفاع عن سنّة محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - فأُبيِّن لكم السنّة اليهوديّة المدسوسة فيها فأُكذِّبها بقول الله مباشرةً من القرآن العظيم، وذلك لأن الله أيّدني بالبيان للقرآن، وذلك لكي أُسنِد الحديث الحقّ مباشرةً إلى القرآن العظيم، غير إنّي لا أشتم الذين قيل عنهم أنهم من صحابة رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - وهل تدرون لماذا؟ وذلك لأنّ المفترين قد يسندونه إلى صحابته الحقّ وهم براءٌ من روايته كبراءة الذئب من دم يوسف، وذلك مكرٌ من المنافقين. فإن بيَّنت لكم حديثاً كان مفترًى على محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - فاستنبطت لكم برهان تكذيبه من قول الله برغم أن ذلك الحديث مرويٌّ عن بعض الصحابة الأبرار فأُحذِّركم أن تسبُّوهم شيئاً، فمن سبَّهم فهو آثمٌ قلبه، فهل سمعه منهم حتى يعلم علم اليقين فيشتمهم؟ فما يُدريكم أن هذا الصحابيّ الجليل هو المفترِي على الله ورسوله حتى تقوموا بسبّه؟ فإذا كان بريئاً من روايته وأَسنده أحدُ المنافقين وقال إنه سمعه من أحد الصحابة الثقاة كذِباً وافتراءً على الله ورسوله وعلى صحابته الأخيار، لذلك أُحذِّركم من شتم صحابة رسول الله تحذيراً كبيراً فهم براءٌ من روايته كبراءة الذئب من دم يوسف، بل ذلك مكر شياطين البشر من اليهود من صحابة رسول الله ظاهر الأمر، وذلك لأن الحديث لو جاء مرويّاً عن الصحابيّ اليهوديّ فلانٍ وعن الصحابيّ اليهوديّ فلانٍ عن رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - لما استطاعوا أن يُضِلوا الأمّة عن الصراط المستقيم، بل كانوا يسندونه إليهم كذباً، غير أنّ في الصحابة سمّاعون لهم ويظنونهم لا يكذبون، فكذلك يأخذ عنهم السمّاعون لهم من بعض المسلمين، فورَدَتْ إليكم يا معشر علماء الأمّة الإسلامية أحاديثُ تخالف حديث الله في القرآن العظيم جملةً وتفصيلاً، ولا أقول بأنّها تخالف الآيات المتشابهات بل تخالف الآيات المُحْكَمات التي جعلهنّ الله أمَّ الكتاب لا يزيغ عنهنّ إلا هالكٌ في قلبه زيغٌ عن الحقّ الواضح والبيِّن ابتغاء تأويل الآيات المتشابهات من القرآن مع ذلك الحديث المفترى بمكرٍ خبيثٍ فجعلوه يتشابه مع ظاهرهنّ ليزعم الذين في قلوبهم زيغٌ عن المُحْكَم بأنّ هذا الحديث جاء بياناً لتلك الآية والتي لا تزال بحاجةٍ إلى التأويل، وقد اتَّبعتم المتشابه يا معشر علماء الأمّة وتركتم المُحْكَم الواضح والبيِّن وهُنّ أمّ الكتاب، أفلا تتَّقون؟

    وأقسم بالله العليّ العظيم لولا المهدي المنتظَر ناصر محمد اليماني لاتّبعتم المسيح عيسى الكذّاب الشيطان الرجيم بذاته، وما كان المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام بل هو الشيطان، ولذلك يُسمَّى المسيح الكذّاب. والمهدي المنتظَر الحقّ الإمام ناصر محمد اليماني هو فضل الله عليكم ورحمته ليُنقِذكم من فتنة المسيح الدجّال بالبيان الحقّ للقرآن العظيم وللحكم بينكم في جميع ماكنتم فيه تختلفون، فتدبَّروا الآيات جيداً التي ذَكَرَ الله فيها المسيح الدجّال الشيطان الرجيم وكذلك ذَكَرَ لكم فضل الله عليكم ورحمته المهدي المنتظَر المُنقِذ لكم من اتِّباع المسيح الكذّاب الشيطان الرجيم، وبيَّن الله لكم فيهنّ بأنْ لولا فضل الله عليكم ورحمته بالمهدي المنتظَر لِيُعلِّمكم بالبيان الحقّ للقرآن لاتَّبع جميعُ المسلمين المسيحَ الكذّاب الشيطان الرجيم، فتدبَّروا الآيات جيداً لعلكم تتّقون وهو ما جاء في قول الله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿٨٣﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    ويا أيها الناصر للمهدي المنتظَر (طلال) من المملكة العربية السعودية، أَرسِل لنا باسمك الكامل عن طريق الرسائل الخاصة لنجعلك من المقرَّبين من بعد الظهور، وذلك لأنّ لِجميع السابقين المصدِّقين الأنصار الأخيار حقّاً على المهدي المنتظَر أن يكرمهم في الدنيا بإذن الله وكذلك يكرمهم الله يوم يقوم النّاس لربّ العالمين ويُقيم لهم وزناً وقدراً عظيماً.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين ..
    أخو الأنصار الأبرار السابقين الأخيار، أمير المؤمنين، خليفة الله ربّ العالمين، المهديّ المنتظَر الناصر لمحمدٍ رسول الله وللقرآن العظيم، الإمام ناصر محمد اليماني.
    _________________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..








    -1- قائمة الأبواب الرئيسية لفهرسة بيانات الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني:

  10. افتراضي




    اقتباس المشاركة 6399 من موضوع مرحباً طلال عَدّ حبّات الرمال، ونعم الرجل بين الرجال ..


    الإمام ناصر محمد اليماني
    09 - 05 - 1429 هـ
    15 - 05 - 2008 مـ
    09:31 مساءً
    ــــــــــــــــــــ



    مرحباً طلال عَدّ حبّات الرمال، ونعم الرجل بين الرجال ..


    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدّي وحبيبي محمد رسول الله وآله الأطهار وعلى جميع الأنبياء والمرسلين من قبله ولا أُفرِّق بين أحدٍ من رسله وأنا من المسلمين، وبعد..
    لقد قبلنا ولاءك يا (طلال) وقال الله تعالى: {مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّـهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ﴿٢٣﴾} صدق الله العظيم [الأحزاب].

    وأنت منهم يا (طلال) وذلك لأنّك من أولي الألباب الذين صدَّقوا بالكتاب القرآن العظيم تصديقاً لقول الله تعالى: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿٢٩﴾} صدق الله العظيم [ص].

    ولربّما يودّ أحد المسلمين من الذين اطَّلعوا على أمري أن يقول: "وهل تظن يا ناصر اليماني بأنّنا إذا لم نُصدِّقك وكأننا لن نصدِّق بالقرآن؟". ومن ثم يردّ عليه المهدي المنتظَر الحقّ الإمام ناصر اليماني وأقول: بلى وربّ الكعبة بأَنّ الذين لم يُصدِّقوني فإنّهم لم يُكذِّبوني ولكنهم كذَّبوا بالقرآن العظيم تصديقاً لقول الله تعالى: {قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ ۖ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَـٰكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّـهِ يَجْحَدُونَ ﴿٣٣﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    ومن كذَّب المهديّ المنتظَر الحقّ الذي ابتعثه الله بالبيان الكامل والشامل للقرآن فقد كذَّب بالقرآن العظيم، ولم آتِ النّاس بكتابٍ جديدٍ؛ بل بالبيان الحقّ للقرآن أستنبطه لهم من نفس القرآن لا أَحيد عنه قيد شعرةٍ تصديقاً لحديث محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
    [ القرآن يُفسِّر بعضُه بعضاً ].

    وإذا لم أجد البيان لآيةٍ في القرآن أذهب إلى السنّة المحمديّة وذلك لأني المهدي المنتظَر الحقّ لا أُكذِّب بسنّة محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - وذلك لأني أعلم أنّ السنّة جاءت من عند الله كما جاء القرآن العظيم، ولذلك يُعلِن المهدي المنتظَر الإمام ناصر محمد اليماني بأنّه من أشدّ النّاس تمسّكاً بكتاب الله وسنّة رسوله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - ولكني من أشدّ النّاس كفراً بما خالف من السنّة لآيات القرآن البيّنات المحكَمات الواضحات، وذلك لأني أعلم أنّ هذا الحديث السنّي المخالف لآيات القرآن هو من عند غير الله ورسوله بل افتراءٌ على الله ورسوله، وهذه هي القاعدة أنزلها الله في القرآن العظيم لمن أراد أن يتّبع الحقّ فلا يَضلّ عن سواء السبيل؛ بل وجعل الله هذه القاعدة من أشدّ آيات القرآن وضوحاً لأولي الألباب الذين يتدبّرون آيات الكتاب فيتّبعونه وينبذون ما خالف لآياته المحكمات وراء ظهورهم، فكيف يُكذِّب حديثُ محمدٍ رسول الله حديثَ الله؛ أفلا يعقلون؟ وقد بيَّن الله في القرآن العظيم بأنّه حفظ القرآن العظيم من التحريف ليكون المرجع لما اختَلَف فيه علماء الحديث، وكذلك بيَّن الله في القرآن العظيم بأنّه لم يَعِدكم بحفظ أحاديث السنّة المحمديّة من التحريف ليكون الذِّكر المحفوظ القرآن العظيم هو المرجع لما اختَلَف فيه علماء أحاديث السنّة النبويّة.

    ويا معشر علماء الأمّة على مختلف فرقهم ومذاهبهم، إنّي أنا المهدي المنتظَر أُعلِنُ بالبرهان البتّار للجدل بأنّ الله حفظ القرآن من التحريف ليجعله هو المرجع لما اختلفتم فيه من أحاديث السنّة النبويّة، وكم أُكرِِّر وكم أُذكِّر وأقول هذه هي القاعدة الأساسيّة التي تُبنى عليها دعوة المهدي المنتظَر الحقّ الإمام ناصر محمد اليماني، فإن استطاع أن يُلجِم جميعَ علماء المسلمين بهذه القاعدة في القرآن العظيم فقد أسَّسْنا الدعوة الحقّ بالأساس المتين، وإن لم يستطِع ناصر اليماني أن يُلجِم علماءَ المسلمين بهذه القاعدة الأساسيّة لدعوته فقد أصبحتْ دعوة ناصر اليماني بلا أساسٍ، وأيُّ بُنيانٍ لا أساس له حتماً سوف ينهار على صاحبه.

    وإني أُشهِد الوليَّ الحميم (طلال) الناصر للمهدي المنتظر وأُشهِد الحسين بن عمر وجميع الأنصار السابقين الأخيار بأنّي إذا لم أستطِع أن أُلجِم جميع علماء المسلمين بأنّ الله جعل آيات القرآن المُحكَمات الواضحات البيّنات هُنّ المرجع لما اختَلَف فيه علماءُ المسلمين في الأحاديث النبويّة، فإذا لم يستطِع ناصر محمد اليماني أن يُلجِمهم بالحقّ إلجاماً فعلى جميع الأولياء الأنصار أن يتراجعوا عن التصديق بدعوتي وشأني، وإن أَلجمتُ علماءَ المسلمين بالحقّ إلجاماً فسوف يزداد الأنصار الأخيار إيماناً ويكونون من الشاهدين بالحقّ بيني وبين مَن أبى واستكبر عن دعوة المهدي المنتظَر بأنّ القرآن المُحكَم هو المرجع لما اختَلَفَ فيه علماءُ الحديث، وكما أخبرناهم من قبل بأنْ نجعل الحوار بادئ الأمر حصرياً على البرهان بأنّ آيات القرآن المُحْكَم الواضح والبيِّن هُنّ أمّ الكتاب قد جعلهنّ الله المرجع لما اختَلَف فيه علماءُ الأحاديث في السنّة المحمديّة ولم يجعل الله آيات القرآن المُتشابهات هُنّ المرجع، وذلك لأنّهُ لا يعلم بتأويلهنّ إلا الله ولا يَزَلْن بحاجةٍ إلى من يُعلِّمه الله تأويلَهنّ، وليس معنى ذلك بأنّ ناصر اليماني لا يعلم تأويلهنّ؛ بل إنّي على بيانهنّ للعالمين لقديرٌ بإذن الله العليّ القدير، ولكن وقت بيانهنّ لم يَحِنْ وقته بعد؛ بل بعد التصديق بشأن المهدي المنتظَر الحقّ ناصر محمد اليماني، ولذلك لن ولن ولن آتيَهم بالبرهان من الآيات المتشابهات بل من الآيات المُحكَمات الواضحات البيّنات التي جعلهنّ الله أمّ الكتاب ولذلك جعلهنّ شديدات الوضوح فلا يزيغ عنهنّ إلا هالكٌ ظالمٌ لنفسه مُبِينٌ في قلبه زيغٌ عن الحقّ فيذرهنّ وراء ظهره ويستمسك ويتبع الآيات المُتشابهات في ظاهرهنّ مع الأحاديث السنّية التي تُخالف الآيات المُحكَمات الواضحات البيّنات أمّ الكتاب، وما كان لمحمدٍ رسول الله أن يأتي بالبيان للمُتشابه من القرآن فيجعله مُخالفاً لآيات القرآن المُحكَمات، أفلا تعقلون؟ ومن اتّبع المُتشابهات من القرآن واللاتي لا يزَلْن بحاجةٍ للتأويل ويذر المحكم وراء ظهره فإن في قلبه زيغٌ نظراً لأنه ترك الآيات المُحكَمات اللاتي لم يجعلهنّ الله بحاجةٍ للتأويل ومن ثم اتَّبَعَ الآيات المُتشابهات اللاتي لا يزَلْن بحاجةٍ إلى التأويل وقال الله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ۖ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ۗ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّـهُ ۗ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿٧﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

    ويا معشر المتدبِّرين، هل تعلمون ما هو المقصود في قوله تعالى: {فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ} صدق الله العظيم؟ فهذه الآيات تتكلّم عن العلماء الذين يريدون تأويل الآيات المتشابهة بأحاديث الفتنة الموضوعة فهم لا ولن يريدوا أن يفعلوا ذلك ابتغاء تأويل المتشابه من القرآن بالباطل عن قصدٍ منهم، بل ظنّوا بأنّ هذا الحديث النبويّ جاء تأويلاً لهذه الآية المتشابهة معه في ظاهرها وأن ذلك تصديقٌ لقول الله الحقّ في محكم كتابه: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} صدق الله العظيم [النحل:44]، ومن ثم يقول "إنّما يُبيِّن محمدٌ رسول الله الآيات غير الواضحات ومن ثم يُعلِّمنا تأويلهنّ عن طريق الحديث السنّي". ومن ثم يَردّ عليه المهدي المنتظَر الإمام ناصر محمد اليماني وأقول: بلى إنّ محمداً رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - يُبيِّن ما شاء الله من الآيات غير الواضحات في القرآن العظيم كما ذكر الله لنا أمر الصلاة في القرآن العظيم، ومن ثم بيَّن لنا محمدٌ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - كيف نُصلِّي وكم عدد ركعات الصلاة، ولكن يا معشر علماء الأمّة إنّه لا ينبغي لسنّة البيان المحمديّة أن تأتي مخالفةً للآيات المحكمات الواضحات البيّنات، أفلا تعقلون؟

    وتالله إنّ كثيراً منكم ينبذون مجموعةَ أوامرَ قرآنيّةٍ ربانيّةٍ واضحةٍ محْكَمةٍ فيذرهنّ وراء ظهره ومن ثم يستمسك بحديثٍ يخالف جميع هذه الأوامر المُحْكمة البيّنة في القرآن فيذرهنّ وراء ظهره ومن ثم يستمسك بحديثٍ في السنّة يُخالف جميع أوامر الله في هذا الشأن في القرآن العظيم، وعلى سبيل المثال تجدون حديثاً سُنّياً يُروى عن النبي بأنّه قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: [اختلاف أُمّتي رحمة] فهذا حديثٌ مكذوبٌ على النَّبي عليه الصلاة والسلام، ولا ينبغي له - صلّى الله عليه وسلّم - أن يأتي بحديثٍ يُخالف أوامر الله المحكمة الواضحة البيّنة في القرآن العظيم.

    وأما كيف نعلم أن هذا الحديث موضوعٌ، فعلينا بالرجوع إلى القرآن العظيم ومن ثم نقوم بالبحث عن صحة هذا الحديث في أوامر الله في آياته المحكمات في هذا الشأن، فإذا وجدناه قد خالف أوامر الله في القرآن العظيم فمن هنا نعلم بأنّ هذا الحديث كذبٌ وافتراءٌ على الله ورسوله. فتعالوا أنا وأنتم لنبحث سوياً في المرجع القرآن العظيم في آياته المحكمات في هذا الشأن عن صحة هذا الحديث المفترَى عن النبيّ عليه الصلاة والسلام بأنّه قال: [اختلاف أُمّتي رحمة]، فإذا كان هذا الحديث من عند غير الله ورسوله فحتماً بلا شكٍّ أو ريبٍ سوف نجد بينه وبين آيات القرآن المحكمات في هذا الشأن بأنّ بينهما اختلافاً كثيراً بل جملةً وتفصيلاً، فتعالوا لنبحث سوياً في المرجع الحقّ القرآن العظيم عن صحة هذا الحديث السنّي: [اختلاف أُمّتي رحمة]، وسوف نجد بأنّ الله سبحانه ينهانا عن الاختلاف وأنه ليس رحمةً بل دماراً وشتاتاً وفشلاً إنْ اختلفتم يا معشر علماء الأمّة الإسلامية، نظراً لأنكم اتّبعتم أمر الشيطان الرجيم في حديث الفتنة الموضوع عن طريق أوليائه من شياطين البشر من اليهود من صحابة رسول الله ظاهر الأمر من الذين قالوا: "نشهد أن لا إله إلا الله ونشهد أن محمداً رسول الله"، ليكونوا من صحابة رسول الله ظاهر الأمر، وإنما اتّخذوا أيمانهم جُنّةً وستاراً لكي يكونوا من رواة الحديث فيَصُدّون عن سبيل الله بأحاديثَ أوامر عن رسول الله كذباً وهي تخالف جميع أوامر الله المحكمة في القرآن العظيم، برغم أن الله بيَّن لكم هذه الطائفة الخبيثة الشيطانيّة من صحابة رسول الله ظاهر الأمر من الذين قالوا: "طاعةٌ لله ورسوله، ونشهد أن لا إله إلا الله ونشهد أن محمد رسول الله"، واتّخذوا أيمانهم جُنّةً ليصدّوا عن سبيل الله عن طريق السنّة وقال الله تعالى: {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّـهِ ۗ وَاللَّـهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّـهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ ﴿١﴾ اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّـهِ ۚ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٢﴾} صدق الله العظيم [المنافقون].

    وهؤلاء لم يعصوا الله ورسوله ظاهر الأمر بل يقولون نشهد أن لا إله إلا الله ونشهد أن محمداً رسول الله، ويقولون طاعةٌ لله ورسوله ليكونوا من رواة الحديث وقال الله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    فلنبدأ بالتطبيق للتصديق مُلتزِمين بهذه القاعدة الأساسيّة في القرآن العظيم بأنّه إذا كان هذا الحديث السنّي مفترًى على الله ورسوله الذي لا ينطق عن الهوى فحتماً بلا شكٍّ أو ريبٍ سوف نجد بينه وبين القرآن المحفوظ اختلافاً كثيراً جملةً وتفصيلاً، فتعالوا لنُطبِّق سوياً هذه القاعدة الرحمانيّة القرآنيّة لكشف الأحاديث المدسوسة في السنّة المحمديّة مُبتدِئين بهذا الحديث السنّي المفترى عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، والذي نفَّذه جميع علماء المسلمين وأتباعهم تنفيذاً بنسبة 100% برغم أن بعض العلماء يستنكره ولكنهم كذلك نفَّذوه مع إخوانهم تنفيذا جملةً وتفصيلاً لهذا الحديث المفترى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: [اختلاف أُمّتي رحمة] كذِباً وافتراءً على الله ورسوله.

    ولكني المهدي المنتظَر ناصر محمد اليماني لن أفتيكم بأنّ هذا الحديث كذِبٌ وافتراءٌ إلا من بعد تطبيق القاعدة القرآنيّة لكشف الأحاديث المدسوسة، فأمّا القاعدة لكشف الأحاديث المدسوسة فسوف تجدونها في الآيات التي بيّّن الله لكم فيها بأنّ أحاديث السنّة المحمديّة غير محفوظةٍ من التحريف، ومن ثم بيَّن الله لكم في نفس الآية بأنّ على جميع علماء الأمّة أن يقوموا بالمقارنة بين هذا الحديث السنّي وبين القرآن العظيم فتكون المقارنة بينه وبين آياتٍ محكماتٍ في القرآن العظيم بيِّناتٍ في هذا الشأن، فإذا كان هذا الحديث النبويّ ليس عن النبيّ عليه الصلاة والسلام فحتماً كما علَّمكم الله سوف تجدون بينه وبين القرآن اختلافاً كثيراً بلا شكٍّ أو ريبٍ، ومَن أصدق من الله حديثاً؟

    وأُكرِّر وأُذكِّر وأقول: تعالوا يا معشر المسلمين وعلمائهم للتطبيق لتصديق هذه القاعدة القرآنيّة لكشف الأحاديث المفتراة كمثال حديث [اختلاف أُمّتي رحمة]، فإذا قمنا بالتطبيق لهذه القاعدة القرآنيّة لكشف الأحاديث المدسوسة فسوف نجد بأنّ هذا الحديث المفترى عن النبيّ [اختلاف أُمّتي رحمة]، سوف نجد بأنّ بينه وبين أوامر الله في القرآن العظيم في نفس هذا الموضوع اختلافاً كثيراً جملةً وتفصيلاً، وذلك لأنه خالف أوامر الله المحكمة الصارمة الواضحة البيّنة في قوله تعالى: {أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ} صدق الله العظيم [الشورى:13].

    وكذلك نهاكم الله يا معشر علماء المسلمين وأتباعهم أن تكونوا كمثل أهل الكتاب فتُفرِّقوا دينكم شيعاً فتجدون أمر الله الصادر في محكم كتابه في قوله تعالى: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا ۚ فِطْرَتَ اللَّـهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ۚ لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّـهِ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴿٣٠﴾ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿٣١﴾ مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا ۖ كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [الروم].

    وكذلك أمر الله الصادر في قوله تعالى: {شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰ ۖ أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ۚ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ ۚ اللَّـهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ ﴿١٣﴾} صدق الله العظيم [الشورى].

    وكذلك في قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ ۚ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّـهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ﴿١٥٩﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    وكذلك أمر الله الصادر في محكم كتابه في قوله تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّـهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّـهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴿١٠٣﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

    وكذلك أمر الله الصادر في محكم كتابه في قوله تعالى: {وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ} صدق الله العظيم [الأنفال:46].

    ولكنّكم يا معشر علماء الأمّة وأتباعهم خالفتم جميع أوامر ربّكم المكرَّرة في هذه الآيات المحكمات واتّبعتم حديث الشيطان الرجيم الموضوع عن طريق أوليائه من شياطين البشر من اليهود من صحابة رسول الله ظاهر الأمر وقد قالوا حديث الإفك على رسول الله [اختلاف أُمّتي رحمة]، وذلك لكي تتنازعوا فتفشلوا فتذهب ريحكم، وها أنتم اتّبعتم حديث الفتنة الموضوع بمكرٍ خبيثٍ من أعداء الله فتنازعتم وفشلتم وذهبت ريحكم كما هو حالكم الآن مستضعفين، فذهب عزّكم إلى أعدائكم نظراً لمخالفتكم أمر ربّكم، وقد وعدكم الله بأنّه إذا خالفتم أمره في الكتاب بأنّكم سوف تفشلون وتذهب ريحكم كما هو حالكم الآن، فلا تستطيعون أن تنكروا بأنّكم تنازعتم فتفرَّقتم وفشلتم فذهبت ريحكم كما هو حالكم الآن.

    وابتعثني الله فضلاً من لدنه ورحمةً لكم لأنقذكم من فتنة المسيح الدجال وأحكم بينكم في جميع ما كنتم فيه تختلفون لجمع شملكم ولتوحيد صفّكم فيُتِمّ بعبده نوره على العالمين لتكون كلمة الله هي العليا، فيعزّكم الله بعبده والعزّة لله جميعاً، فأيَّدني بتصريح الاصطفاء للخلافة والقيادة عليكم، فأيَّدني بالتصريح فزادني عليكم بسطةً في العلم لأحكم بينكم في جميع ما كنتم فيه تختلفون وأهديكم إلى صراطٍ مستقيمٍ مُعتصماً بكتاب الله وسنّة رسوله وكافراً بما خالف من السنّة لأمِّ الكتاب في آياته المحكمات والتي جعلهنّ الله الأساس للعقيدة الإسلامية الحنيفيّة ملّة إبراهيم ومن قبله ومن بعده لجميع الأنبياء والمرسلين، وأمّا سبب كفري لما خالف من السنّة للقرآن المحكم وذلك لأني أعلم أنها سنّةٌ مدسوسةٌ من الشيطان الرجيم لِيردَّكم هو وأولياؤه من شياطين البشر فيفتنوكم فيردّوكم من بعد إيمانكم كافرين بآيات الله المحكمات في القرآن العظيم والتي جعلهنّ الله أمّ الكتاب، فصدّكم صحابة رسول الله ظاهر الأمر عن القرآن العظيم كما نبَّأكم الله بذلك بأنّها جاءت طائفةٌ من اليهود فأعلنوا إسلامهم ليكونوا من صحابة رسول الله ظاهر الأمر فيكونوا من رواة الحديث ليصدّوكم عن سبيل الله عن طريق السنّة المحمّدية بأحاديثَ غير التي يقولها عليه الصلاة والسلام بل مخالفةٌ لكتاب الله وسنّة رسوله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - جملةً وتفصيلاً؛ بل اختلافاً كثيراً، وقد بيَّن الله لكم هذا المكر اليهوديّ في القرآن العظيم في قوله تعالى: {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّـهِ ۗ وَاللَّـهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّـهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ ﴿١﴾ اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّـهِ ۚ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٢﴾} صدق الله العظيم [المنافقون].

    ومن ثم بيَّن الله لكم كيفيّة صدِّهم عن سبيل الله إذْ أنّه ليس بالسيف بل بأحاديث لم يقُلها عليه الصلاة والسلام، فبيّن الله ذلك المكر لكم في القرآن العظيم في محكم كتابه في قول الله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    فتجدون أن قول الله مُوجَّهٌ إلى علماء الأمّة خاصةً لفحص أحاديث الباطل لمقارنتها مع كلام الله في القرآن: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم، وهذه الآية جاءت تأكيدَ الأمر لقول الله تعالى: {وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّـهِ} صدق الله العظيم [الشورى:10].

    بمعنى أنه ما اختلفتم من شيءٍ في السنّة فعليكم أن تَرُدّوا حكمه إلى الله في القرآن العظيم يستنبطه أولو الأمر منكم من القرآن العظيم فتجدون بين قول الله في القرآن العظيم وبين هذا القول في سنّة محمدٍ رسول الله اختلافاً كثيراً، ومن ثم تعلمون بأنّ هذا الحديث السنّي من عند غير الله ورسوله، وذلك لأن السنّة هي كذلك جاءت من عند الله كما جاء القرآن من عنده سبحانه. وهذه الآية كذلك جعلها الله برهاناً للحديث الحقّ عن محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [ألا و إنّي أوتيتُ القرآن و مثله معه] صدق محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.

    بل سنّة محمدٍ رسول الله جاءت للبيان فتزيد القرآن توضيحاً للمسلمين، ألا وإن البيان من عند الله سبحانه وتعالى تصديقاً لقول الله الحقّ في محكم كتابه: {فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ ﴿١٨﴾ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ﴿١٩﴾} صدق الله العظيم [القيامة].

    وأنا المهدي المنتظَر خليفة الله على البشر الإمام الثاني عشر من آل البيت المُطهَّر، ولم أكن من الشيعة الاثني عشر ولا من السنّة ولا أنتمي لأيِّ فرقةٍ منكم أبداً؛ بل جعلني الله حَكَماً عدلاً وذا قولٍ فصلٍ بينكم. ولربما تجدون حُكْماً في مسألةٍ ما تتَّفق مع ما يقوله أحد المذاهب الأخرى فيظنُّ الجاهلون لأمري منكم بأنّي أنتمي إلى هذه الطائفة، ولكن لو تدبَّر بياناتي الأخرى لوجد أنّي أخالفها في أحكامٍ أخرى كثيرةٍ، فيخرج بنتيجة: إذاً ناصر اليماني ليس من هذه الطائفة! أيْ: التي ظنّ بأنّي أنتمي إليها.

    ويا معشر علماء الأمّة، إنما أنا حَكَمٌ بينكم بالعدل وأقول قولاً فصلاً مُستنبِطاً الحُكْم الحقّ من القول الفصل وما هو بالهزل، ولم أَرُدّ الحُكْمَ إلى عقلي أيها الباحثون عن الحقّ؛ بل أستنبط لكم حُكْم ربي في هذه المسألة من القرآن العظيم، ومن أحسن من الله حُكْماً لقومٍ يتَّقون؟ وإني مستمسِكٌ بكتاب الله وسنّة رسوله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وكافرٌ بالسنّة اليهوديّة المدسوسة في سنّة محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، ولم آتِكم للدفاع عن القرآن فهو محفوظٌ من التحريف إلى يوم الدين بل جئتكم للدفاع عن سنّة محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - فأُبيِّن لكم السنّة اليهوديّة المدسوسة فيها فأُكذِّبها بقول الله مباشرةً من القرآن العظيم، وذلك لأن الله أيّدني بالبيان للقرآن، وذلك لكي أُسنِد الحديث الحقّ مباشرةً إلى القرآن العظيم، غير إنّي لا أشتم الذين قيل عنهم أنهم من صحابة رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - وهل تدرون لماذا؟ وذلك لأنّ المفترين قد يسندونه إلى صحابته الحقّ وهم براءٌ من روايته كبراءة الذئب من دم يوسف، وذلك مكرٌ من المنافقين. فإن بيَّنت لكم حديثاً كان مفترًى على محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - فاستنبطت لكم برهان تكذيبه من قول الله برغم أن ذلك الحديث مرويٌّ عن بعض الصحابة الأبرار فأُحذِّركم أن تسبُّوهم شيئاً، فمن سبَّهم فهو آثمٌ قلبه، فهل سمعه منهم حتى يعلم علم اليقين فيشتمهم؟ فما يُدريكم أن هذا الصحابيّ الجليل هو المفترِي على الله ورسوله حتى تقوموا بسبّه؟ فإذا كان بريئاً من روايته وأَسنده أحدُ المنافقين وقال إنه سمعه من أحد الصحابة الثقاة كذِباً وافتراءً على الله ورسوله وعلى صحابته الأخيار، لذلك أُحذِّركم من شتم صحابة رسول الله تحذيراً كبيراً فهم براءٌ من روايته كبراءة الذئب من دم يوسف، بل ذلك مكر شياطين البشر من اليهود من صحابة رسول الله ظاهر الأمر، وذلك لأن الحديث لو جاء مرويّاً عن الصحابيّ اليهوديّ فلانٍ وعن الصحابيّ اليهوديّ فلانٍ عن رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - لما استطاعوا أن يُضِلوا الأمّة عن الصراط المستقيم، بل كانوا يسندونه إليهم كذباً، غير أنّ في الصحابة سمّاعون لهم ويظنونهم لا يكذبون، فكذلك يأخذ عنهم السمّاعون لهم من بعض المسلمين، فورَدَتْ إليكم يا معشر علماء الأمّة الإسلامية أحاديثُ تخالف حديث الله في القرآن العظيم جملةً وتفصيلاً، ولا أقول بأنّها تخالف الآيات المتشابهات بل تخالف الآيات المُحْكَمات التي جعلهنّ الله أمَّ الكتاب لا يزيغ عنهنّ إلا هالكٌ في قلبه زيغٌ عن الحقّ الواضح والبيِّن ابتغاء تأويل الآيات المتشابهات من القرآن مع ذلك الحديث المفترى بمكرٍ خبيثٍ فجعلوه يتشابه مع ظاهرهنّ ليزعم الذين في قلوبهم زيغٌ عن المُحْكَم بأنّ هذا الحديث جاء بياناً لتلك الآية والتي لا تزال بحاجةٍ إلى التأويل، وقد اتَّبعتم المتشابه يا معشر علماء الأمّة وتركتم المُحْكَم الواضح والبيِّن وهُنّ أمّ الكتاب، أفلا تتَّقون؟

    وأقسم بالله العليّ العظيم لولا المهدي المنتظَر ناصر محمد اليماني لاتّبعتم المسيح عيسى الكذّاب الشيطان الرجيم بذاته، وما كان المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام بل هو الشيطان، ولذلك يُسمَّى المسيح الكذّاب. والمهدي المنتظَر الحقّ الإمام ناصر محمد اليماني هو فضل الله عليكم ورحمته ليُنقِذكم من فتنة المسيح الدجّال بالبيان الحقّ للقرآن العظيم وللحكم بينكم في جميع ماكنتم فيه تختلفون، فتدبَّروا الآيات جيداً التي ذَكَرَ الله فيها المسيح الدجّال الشيطان الرجيم وكذلك ذَكَرَ لكم فضل الله عليكم ورحمته المهدي المنتظَر المُنقِذ لكم من اتِّباع المسيح الكذّاب الشيطان الرجيم، وبيَّن الله لكم فيهنّ بأنْ لولا فضل الله عليكم ورحمته بالمهدي المنتظَر لِيُعلِّمكم بالبيان الحقّ للقرآن لاتَّبع جميعُ المسلمين المسيحَ الكذّاب الشيطان الرجيم، فتدبَّروا الآيات جيداً لعلكم تتّقون وهو ما جاء في قول الله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿٨٣﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    ويا أيها الناصر للمهدي المنتظَر (طلال) من المملكة العربية السعودية، أَرسِل لنا باسمك الكامل عن طريق الرسائل الخاصة لنجعلك من المقرَّبين من بعد الظهور، وذلك لأنّ لِجميع السابقين المصدِّقين الأنصار الأخيار حقّاً على المهدي المنتظَر أن يكرمهم في الدنيا بإذن الله وكذلك يكرمهم الله يوم يقوم النّاس لربّ العالمين ويُقيم لهم وزناً وقدراً عظيماً.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين ..
    أخو الأنصار الأبرار السابقين الأخيار، أمير المؤمنين، خليفة الله ربّ العالمين، المهديّ المنتظَر الناصر لمحمدٍ رسول الله وللقرآن العظيم، الإمام ناصر محمد اليماني.
    _________________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..




    اقتباس المشاركة 4394 من موضوع نفي الحديث الذي يقول بأنّ الله ثالث ثلاثةٍ في القرآن العظيم ..


    الإمام ناصر محمد اليماني
    14 - محرّم - 1429 هـ
    23 - 01 - 2008 مـ
    12:11 صباحاً
    ـــــــــــــــــــ



    نفي الحديث الذي يقول بأنّ الله ثالث ثلاثةٍ في القرآن العظيم ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدّي محمد رسول الله وآل بيته الطيّبين الطاهرين والتّابعين للحقّ إلى يوم الدّين في كلّ زمانٍ ومكانٍ ولا أفرّق بين أحدٍ من رسله وأنا من المسلمين، ثم أمّا بعد..

    يا معشر المسلمين أولي الألباب منهم الذين لا يهرفون بما لا يعرفون ولا يُفتون بما لا يعلمون ولا يجادلون في الله بغير علمٍ ولا هُدًى ولا كتابٍ منيرٍ، والذين لا يحكمون من قبل التّدبر والتّفكر، ولا يُقاطعون القول قبل نهايته ومن ثمّ يتّبعون أحسنه أولئك هم المهتدون حقّاً لهم مغفرةٌ من ربّهم وأجرٌ عظيمٌ. سألتكم بالله الذي لا إله إلا هو وحده لا شريك له ربّي وربّكم أن لا تصمتوا عن الحقّ لئن رأيتموني في ضلالٍ مبينٍ وذلك واجبٌ فرضٌ من الله ربّ العالمين أن تذودوا عن حياض الدّين الإسلامي الحنيف بكلّ ما أوتيتم من علمٍ وسلطانٍ يلجم الممترين، وإن كنتم تروني على الحقّ ثمّ لا تنصرون الحقّ بالتصديق أضعف الإيمان؛ فما هو موقفكم بين يديّ الله ربّ العالمين الذي هو معي ومعكم يسمعُ ويرى؟ وكفى بالله شهيداً بيني وبينكم.

    ويا معشر المسلمين، إنّي أدعوكم إلى الرجوع إلى كتاب الله ربّ العالمين ذلك القرآن العظيم، وإذا لم نجد ضالتنا في كتاب الله القرآن العظيم فليس لدينا إلا التّوجّه إلى سنّة محمد رسول الله للبحث عن ضالتنا وليس لدى ناصر محمد اليماني غير ذلك شيئاً كتاب الله وسُنّة رسوله عليه الصلاة والسلام، ولكنّي لستُ إمّعةً أصمَّاً أبكمَاً أعمى عن الحقّ، وأعوذ بالله أن أتّبع ما ليس لي به علم وقد جعل الله لي سمعاً وبصراً وفؤاداً؛ لهيمٌ فهيمٌ ذو فرقانٍ من لدنه تعالى لأُفرِّق بين الحقّ والباطل وأفرك الباطل بنعل قدمي وأجعل كتاب الله وسُنّة رسوله الحقّ فوق رأسي.

    ويا عجبي من علماء المسلمين من الذين يُعلِّمون الأمّة أحاديثَ واردة قبل أن يقوموا بالمقارنة بينها وبين القرآن العظيم هل تخالف القرآن في شيء؟ كمثال الحديث الذي يقول بأنّ الله ثالث ثلاثةٍ في القرآن العظيم وذلك ما يريده أهل الباطل في حديثهم المُفترى عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ومنها:
    اقتباس المشاركة :
    روى البخاري عَنْ أَبِي سَعِيدٍ أَنَّ رَجُلًا سَمِعَ رَجُلًا يَقْرَأُ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ يُرَدِّدُهَا فَلَمَّا أَصْبَحَ جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، وَكَأَنَّ الرَّجُلَ يَتَقَالُّهَا [أي يراها قليلة] فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهَا لَتَعْدِلُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ) وروى مسلم عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَقْرَأَ فِي لَيْلَةٍ ثُلُثَ الْقُرْآنِ؟ قَالُوا: وَكَيْفَ يَقْرَأْ ثُلُثَ الْقُرْآنِ. قَالَ: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ تَعْدِلُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ وروى مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: احْشُدُوا فَإِنِّي سَأَقْرَأُ عَلَيْكُمْ ثُلُثَ الْقُرْآنِ فَحَشَدَ مَنْ حَشَدَ، ثُمَّ خَرَجَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَرَأَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ثُمَّ دَخَلَ، فَقَالَ بَعْضُنَا لِبَعْضٍ: إِنِّي أُرَى هَذَا خَبَرٌ جَاءَهُ مِنْ السَّمَاءِ، فَذَاكَ الَّذِي أَدْخَلَهُ، ثُمَّ خَرَجَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنِّي قُلْتُ لَكُمْ سَأَقْرَأُ عَلَيْكُمْ ثُلُثَ الْقُرْآنِ، أَلَا إِنَّهَا تَعْدِلُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ.
    انتهى الاقتباس
    ولكنّ الإمام الحقّ ناصر محمد اليماني يكفر بأحاديث الباطل جُملةً وتفصيلاً، وأشهد أن لا إله إلا الله الأحد الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن لهُ كفواً أحد؛ وجميع ما جاء في القرآن العظيم من الحقّ لا يدعو إلا إلى حقيقة هذا القول الثقيل (لا إله إلّا الله وحده لا شريك له)، وكذلك جميع الكتب السّماويّة التي بعث الله بها رُسله إلى العباد خلاصتها هو هذا القول الثقيل (لا إله إلّا الله وحده لا شريك له)، فلا نعبد سواه ولا نعدل به أحداً سبحانه! فهل جاء جميع الأنبياء والمرسَلين إلا بهذا القول: {قُلْ هُوَ اللَّـهُ أَحَدٌ ﴿١﴾} [الإخلاص]؟ (لا إله إلّا هو وحده لا شريك له) وذلك خلاصة ما جاء في جميع الكتب السّماويّة إلى النّاس.

    وقال الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ﴿٢٥﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء].

    وقال الله تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّـهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} صدق الله العظيم [النحل:36].

    والقول الثقيل هو حقيقة وخلاصة جميع ما جاء في الكتب السّماويّة، وكذلك حقيقة وخلاصة جميع ما جاء به القرآن العظيم وجميع القرآن يجادل ويبرهن بالحقّ بالقصاص والعذاب نظراً لعدم توحيد الله، وذلك لأنّ المشركين بربّهم يعدلون فيجعلون له نِدّاً ثانياً وثالثاً، ولذلك قال أهل الباطل لكم أنّ قل هو الله أحد تعدل ثُلث القرآن، ويوهمونكم بأنّ رسول الله يقصد الأجر بقوله أنّ الله الأحد يعدل ثلث القرآن في الأجر؛ بل هم يريدون الباطل ليجعلوا الله ثالث ثلاثةٍ فأصبح الله الأحد الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن لهُ كفواً أحد لا يعدل إلا ثلث القرآن! ولكنّ محمداً رسول الله لم يقُل ذلك بل قال:
    [من قرأ القرآن فإنّ له بكل حرفٍ حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، ولا أقول (الم) حرف بل ألف حرف ولام حرف وميم حرف].

    وكذلك أمركم الله بتلاوة كتابه العزيز وتدبّره لتعلموا أنّه (الله لا إله إلّا هو وحده لا شريك له) فتزيدكم آيات القرآن إيماناً وتثبيتاً على أنّه (الله لا إله إلّا هو وحده لا شريك له)، ولكنّ الذين يقولون على الله ورسوله الكذب وهم يعلمون لهم مآرب أخرى ومنها ليجادلَكم أهل الباطل فيقولوا: "ما دام الله الأحد يعدل ثلث القرآن فقد بقي ثلثان وهما المسيح عيسى ابن مريم، وأمّه إذاً الله ثالث ثلاثة".!

    ولكنّي أنا المهديّ المنتظَر الحقّ حقيق لا أقول على الله ورسوله غير الحقّ أفتي بأنّ القول الثقيل (لا إله إلّا الله وحده لا شريك له) لا يعدله شيءٌ في الكتاب ولا إله غيره في الكتاب، ولا يعدل أجر كلمة التوحيد بالإخلاص في الميزان جميع السماوات والأرض يرجح بهنّ وزن كلمة التوحيد في الميزان، وذلك هو القول الثقيل في القرآن العظيم وجميع ما جاء في القرآن يخاطب بالبرهان أنّه الله لا إله إلّا هو، فاتّقوا الله واتّبعوني فلا تشركوا بالله أحداً ولا تدعوا مع الله أحداً ولا تعبدوا إلّا الله وحده لا شريك له تلقون الله بقلوبٍ سليمةٍ، وما يؤمن أكثركم إلّا وهم بربّهم مشركون فيدعون من دونه عباده المقرّبين، وطائفةٌ من النّاس يعبدون المسيح عيسى ابن مريم وأمّه، وطائفة يعبدون الطاغوت وهم يعلمون أنّه الشيطان الرجيم إبليس ويعلمون أنّه باطن الأرض فهو يَعِدهم ويمنّيهم وما يعدهم الشيطان إلا غروراً، واستكثر شياطين الإناث من نسل اليهود وهم أكثر سكان الأرض الباطن من تحت أقدامكم، وتلك الأرض هي أرض الراحة والأنام، وتلك الأرض هي التي قال الله عنها في محكم كتابه: {وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ ﴿١٠﴾ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ ﴿١١﴾ وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ ﴿١٢﴾} صدق الله العظيم [الرحمن]، وتلك الأرض هي جنّة الله المفروشة بالخضرة فهي جنّة الله في الأرض فرشها فمهّدها تمهيداً، وقال الله عنها: {وَالْأَرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ ﴿٤٨﴾} صدق الله العظيم [الذاريات].

    ولا تستطيعون أن تطبِّقوا هذه الآية على سطح الأرض أولاً لأنّها ليست مفروشةً بالخضرة كفاتاً أحياءً وأمواتاً، وثانياً لا تستطيعون أن تطبّقوا هذه الآية على تضاريس سطح الارض لأنّكم تعلمون أنّها كرويّة وليست ممهّدة مستوية، ألم تنظروا لدقّة قوله تعالى: {فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ}؟ وذلك وصف الاستواء بدقّةٍ متناهيةٍ لدرجة أنّ الشّمس إذا كانت مقابل البوابة الجنوبيّة فلا يتصدّى لأشعتها شيءٌ؛ بل تخترق الأرض المفروشة الممهدة حتى تخرج أشعة الشّمس من البوابة الشّماليّة إلى الفضاء، بمعنى أنّ لو كان أحدكم واقفاً في البوابة الشّماليّة في حين أنّ الشّمس بازغةٌ من البوابة الجنوبيّة فسوف يُشاهد قرص الشّمس، والله على ما أقول شهيدٌ ووكيلٌ. وقد أنزل لكم ابن عمر الناصر للحقّ آيات التصديق للتطبيق بالعلم والمنطق على الواقع الحقيقيّ، ولربّما الجاهلون الأغبياء الأنعام منكم سوف يصدّون عن الحقّ فيقولون: "إنّه يثبت بعلوم الكفر، وما لنا وما لهم وعلمهم"؟ ومن ثمّ يردّ عليه الإمام ناصر اليماني فيقول: وتالله إن مثلك كمثل الحمار يحمل الأسفار ولكنه لا يفهم ما يحملُ على ظهره، وذلك لأني لا أخاطبكم من كُتيّبات الكفار بل من كتاب الله القرآن العظيم، وإنّما ابحثوا في علوم الكفار لتطبيق التصديق، فما وجدتموه قد تطابق مع آيات الله المحكمات فصدِّقوه في ذلك وما خالف القرآن من علومهم فعليكم أن تعلموا بأنّ علوم القرآن هي الأحقّ، ومن اتّبعهم فيما خالف القرآن المحكم والواضح والبيّن فقد كفر بما جاء في القرآن العظيم. ومن أصدق من الله قيلا؟

    ويا معشر المسلمين هل لكم عقول؟ فأنا لا أكلمكم بالخرافات بل بالعقل والمنطق ونقول لكم إنّ الله يذكر في القرآن أرضاً ذات مشرقين وذات مغربين، وقال الله تعالى: {رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ ﴿١٧﴾} صدق الله العظيم [الرحمن]، وتلك أرضٌ تحت أقدامكم في باطن أرضكم. وقال تعالى: {رَّبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا ﴿٩﴾} صدق الله العظيم [المزمل]، وتلك الأرض المسطحة والتي هي سطح الأرض ذات المشرقين، فهل وجدتم أرضاً لها مشرقين ومغربين؟ كلا وأقسم بالله العليّ العظيم لا تجدون غير مشرقٍ واحدٍ ومغربٍ واحدٍ، فكيف يكون ذلك؟ فلا بدّ أن تشرق الشّمس من جهة وتغرب في الجهة المقابلة في كلّ دولةٍ وأرضٍ، فليس إلا مشرقٌّ واحدٌ ومغربٌ واحدٌ.

    إذاً يا معشر المسلمين، لئن كفرتم بالتأويل الحقّ فكيف سوف تطبِّقون هذه الآية على أرضكم المسطحة الكرويّة ذات المشارق إلى جهة وذات المغارب في الجهة التي تقابلها ولكن تلك المشارق والمغارب ليست سوى جهتين فقط جهة الشرق وجهة الغرب وإن كانت الشّمس كل يوم تظهر من مكان من جهة الشرق وتغرب في الجهة التي تقابلها. وذلك هو معنى قوله تعالى: {فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ} صدق الله العظيم [المعارج:40]، والبرهان الواضح بأنّه يقصد مشارق إلى جهةٍ ومغارب إلى الجهة المقابلة فسوف تجدون البرهان أنه يقصد ذلك في قوله تعالى: {وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا} صدق الله العظيم [الأعراف:137].

    إذاً قد تبيّن لكم معنى قوله تعالى: {رَّبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ} بأنّها جهة الشرق وجهة الغرب، وكذلك تبيّن لكم أن المعنى لقوله: {الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ} بأنّ جميع المشارق هي إلى جهةٍ واحدةٍ وكذلك المغارب إلى جهةٍ واحدةٍ، ولكن يا معشر المسلمين أين تذهبون منْ حقيقة قوله تعالى: {رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ ﴿١٧﴾} صدق الله العظيم [الرحمن]؟

    وناصر اليماني لا يفسر القرآن على هواه بالظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً؛ بل أعلم أنّ القرآن ليس بحاجتي لآتي له بتفسيرٍ بالظنّ والرأي فقد جعله الله كتاباً مثانيَ يفسِّر بعضه بعضاً وفصّله الله تفصيلاً، فقد بحثت عن التأويل الحقّ لهذه الآية: {رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ ﴿١٧﴾} صدق الله العظيم، فوجدت بأنّ المشرقين في جهتين مختلفتين في نقطتين متقابلتين وأنّ أبعد مسافةٍ في الأرض هي المسافة بين هذه النقطتين المتقابلتين في جهتين مختلفتين، لذلك قال الإنسان لقرينه الشيطان: {يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ} صدق الله العظيم [الزخرف:38].

    إذاً يا معشر المسلمين إنّ المشرقين ليس إلى جهةٍ بل في جهتين تشرق منهما الشّمس متقابلتين، وأعظم مسافة في الأرض هو بين هذين المشرقين، فكيف يكون ذلك إلا أن تصدقوا بأنّه يوجد هنالك أرض وعَالَمٌ تحت الثرى في باطن الأرض التي تعيشون عليها، وقال الله تعالى: {لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَىٰ ﴿٦﴾} صدق الله العظيم [طه].

    فما خطبكم يا معشر المسلمين لا تريدون أن تعترفوا بالحقّ والذي سوف تجدونه الحقّ بالعلم والمنطق على الواقع الحقيقي بلا شك أو ريب، وأقسم لكم بالله العظيم لا أقول لكم بالبيان للقرآن غير الحقّ فأعطوا البيان الاهتمام العظيم وقوموا بالبحث الذي يدقِّق اللفظ بدقّة متناهية، وذروا ما خالف القرآن العظيم فذلك قولٌ بالظنّ كما يظنون بأنّه يوجد في باطن الأرض شمس لذلك تشرق من البوابة الشّماليّة! ولكني أخالفهم بهذا القول فآتيهم بالحقّ من القرآن العظيم ونقول:
    بل للأرض المفروشة مشرقان أحدهما في البوابة الجنوبيّة، والمشرق الآخر للأرض المفروشة عند مغيب الشمس عن البوابة الجنوبيّة، فمن ثمّ تشرق الشّمس عليها مرةً أخرى من البوابة الشّماليّة، فهنّ المشرقان وهنّ المغربان، أفلا تعقلون؟

    فهل لا ينفع معكم يا معشر المسلمين القرآن العظيم الذي أجادلكم به متحديّاً بالتّطبيق للتصديق فإذا هو لا يحدث لكم ذكرا؟! فما هو الحل معكم يا معشر المسلمين حتى تصدقوا بأني حقّاً المهديّ المنتظَر خليفة الله في الأرض؟ فهل لا تريدون أن تصدقوا حتى تروا العذاب الأليم؟ فسوف أقول لكم ما قاله نبيّ الله نوح عليه الصلاة والسلام لقومه:
    {يَا قَوْمِ إِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُم مَّقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللَّـهِ فَعَلَى اللَّـهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلَا تُنظِرُونِ ﴿٧١﴾ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ ۖإِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّـهِ ۖ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴿٧٢﴾} صدق الله العظيم [يونس].

    وأرجو من الله أن لا تقضوا إلي ما قضاه قوم نوح إلى نوح بعد أن أجمعوا أمرهم واتفقوا وقالوا: {يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ} صدق الله العظيم [هود:32].

    ولا أظنّكم سوف تقولون ما قالوا لأنّكم تؤمنون بالقرآن العظيم ولكنّكم بآيات ربّكم لا توقنون وتلك هي مشكلتكم لذلك لا صدّقتم ولا كذّبتم، ولكن إلى متى التذبذب لا أنتم مع الكفار بأمري ولا أنتم معي؟ فهل هذه هي سياستكم حتى في العقيدة هي التذبذب؟ لا أنتم مع بوش الأصغر ولا أنتم مع المهديّ المنتظَر! وبئس القادات قاداتكم عُبّاد الكراسي والدُّنيا، وبئس العُلماء علماؤكم الذين يُفتوهم حسب رغبتهم ورضاهم، وبئس التعامل بينكم البين وكيفما تكونوا يولّي الله عليكم، فإذا كنتم لا تخافون الله في بعضكم البعض فيولّي الله عليكم من لا يخاف الله فيكم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَكَذَٰلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴿١٢٩﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    وكذلك تصديقاً لحديث البيان الحقّ عن محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قال: [كيف ما تكونوا يولّى عليكم] صدق محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.

    ويا قوم، أقسم لكم بالله العليّ العظيم البَرُّ الرحيم الذي خلق الإنسان من سلالةٍ من طينٍ وأسْجَدَ له ملائكتَه المقربين بأنّي أنا المهديّ المنتظَر خليفة الله في الأرض ولم يجعل الله حجّتي عليكم القسم ولا الاسم بل العلم لقوم يعلمون، أفلا تتقون؟ ولو كانت الحجّة في الاسم كما تعتقدون إذاً لكان الاسم الذي سمّاه أبو طالب للنبيّ الأميّ عليه الصلاة والسلام هو (أحمد) بقدرٍ من الله، ولكنّه قدّر الله اسمه (محمد)، فهل تدرون ما هي الحكمة من ذلك؟ وذلك لتعلموا بأنّ الحجّة قد جعلها الله في الكتاب بالعلم وليس بالاسم.
    وأُشهد أنّ محمداً رسول الله هو نفسه أحمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - رسول الله وخاتم النبيّين، وأشهد أنّي المهديّ المنتظَر واطأ اسمي لاسم محمدٍ رسول الله في اسم أبي لكي يحمل الاسم الخبر فيكون عنوان أمري ورايتي حقيقةً لشأني، ولكنّ أكثركم تجهلون الحكمة ولم يُؤْتِكُم الله من الحكمة شيئاً، ومن أوتي الحكمة فقد آتاه الله خيراً كثيراً، فأين الخير فيكم؟ أليس فيكم رجالٌ من المؤمنين صدقوا ما عاهدوا الله عليه فلا يتّبعون الظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً ولا يقولون على الله ما لا يعلمون ويستمعون القول فيتّبعون أحسنه؟ فإلى متى التذبذب وإلى متى الصمت الرهيب العجيب؟ فإمّا التّصديق وإمّا التكذيب فيحكم الله بيني وبينكم بالحقّ وهو أسرع الحاسبين، وما كان بوِدّي أن يحكم بيني وبين المسلمين بل بيني وبين الكفار بهذا القرآن العظيم، ولكنّ المسلمين لم يعترفوا بشأني بعد وكأنّي لم أكن بينهم شيئاً مذكوراً! وإنا لله وإنا إليه لراجعون.
    وتالله لا يدرك البيان الحقّ إلا من جعل الله له فرقاناً نوراً من لدنه فيفرّق بين الحقّ والباطل، ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نورٍ، وسلامٌ على المُرسَلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..

    إمامكم المبين المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني.
    _____________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

    -1- قائمة الأبواب الرئيسية لفهرسة بيانات الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني:

المواضيع المتشابهه
  1. المهدي المنتظر ينفي كسر ضلع فاطمة الزهراء...!
    بواسطة علاءالدين نورالدين في المنتدى بيان المهدي الخبير بالرحمن إلى كافة الإنس والجان
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 18-03-2013, 11:14 PM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •