الإمام ناصر محمد اليماني
11 - 08 - 1431 هـ
23 - 07 - 2010 مـ
10:04 مساءً
ـــــــــــــــــــــ
ردّ الإمام الثالث على العضو ابن علاء
الاعتراف بالحقّ فيه أجرٌ كبيرٌ وانكارُ الحقِّ وزرٌ كبيرٌ ..
بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
ويا ابن العلاء، إنّ مُرادفات اللغة العربية تصلح جميعاً في جميع مواضيع الكلم دونما استثناء لإحدى مرادفات اللغة، وقد وجدناك اعترفت بالحقّ بادئ الأمر وقلت ما يلي:
وعجيبٌ أمرك، فكيف أنّك صدّقت الفتوى الحقّ أنّهُ حقاً لا يصح أن تقول: (تطابق فلان مع فلان لقتل فلان)، وعلمت أنّ التواطؤ هو التوافق وليس التطابق ومن ثم تعرض عن الحقّ بعدما تبين لك الحقّ؟ فلا يجوز لك أخي الكريم غفر الله لي ولك ولجميع المُسلمين.
إذاً لن تركب أبداً أن تجعلوا المواطأة هي المُطابقة وإنّما التوافق هو في شيءٍ معين، وأنت لا تستطيع أن تُنكر إنّ اسمي (ناصر محمد)، فهل يصح أن أقول لك اسمي واسم أبي (ناصر محمد)؟ بل يصح أن أقول لك اسمي (ناصر مُحمد)، والاسم ناصر مُحمد هو اسمي ومن يعرفني على ذلك لمن الشاهدين.
وأكرِّر لك السؤال مرةً أُخرى: فهل يصح أن أقول لكم (اسمي واسم أبي ناصر مُحمد)؟ والجواب: كلا، بل الصح أن أقول لكم اسمي (ناصر مُحمد)، ولذلك قال مُحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: [يواطئ اسمه اسمي].
وبما أنّنا أثبتنا أنّ التواطؤ ليس هو التطابق بل ألجمناكم بالحقّ بأنّ التواطؤ هو التوافق في نقطةٍ معينةٍ إذاً البيان الحقّ للحديث الحق: [يواطئ اسمه اسمي]؛ أي: يوافق في اسم الإمام المهديّ الاسم مُحمد كما هو أمام أعينكم (ناصر مُحمد)، فتجد إنّهُ حقاً يوافق الاسم (مُحمد) في الاسم (ناصر مُحمد).
وأمّا لو كان البيان لمعنى التواطؤ هو التطابق إذاً لكان المقصود إنّ اسم الإمام المهديّ هو مُحمد بن عبد الله كما ظنّ أهل السُّنة، ولكنك تجد الشيعة والسُّنة قد اتّفقوا على الحديث الحقّ: [يواطئ اسمه اسمي]، واختلفوا في الزيادة [واسم ابيه اسم أبي]. ومن ثم حكمنا بينهم بالحقّ أن الحديث الحقّ هو: [يواطئ اسمه اسمي]، ومن ثم بيَّنا لكم الحكمة البالغة من حديث التواطؤ.
والسؤال الذي يطرح نفسه لأولي الألباب هو: فما علاقة اسم عبد الله والد الرسول باسم الإمام المهديّ حتى يقول: [واسم أبيه اسم أبي]؟ فهل سوف يبعث الله الإمام المهديّ لِنُصرة عبد الله (أبِ الرسول) وهو من الكافرين الذين لم يبعث الله إليهم رسولاً فلا يزالون على دين الجاهلية من قبل مُحمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أفلا تعقلون؟ بل يبعث الله الإمام المهديّ ناصرَ مُحمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وليس ناصراً لعبد الله أفلا تتفكرون؟ وبما إنّ بعث الإمام المهديّ له علاقة ببعث مُحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولذلك قال مُحمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: [يواطئ اسمه اسمي]، ولن تنقضي الحكمة في هذا الحديث الحقّ أن يكون اسم الإمام المهديّ صالح مُحمد ولا فيصل مُحمد ولا عبد الجبار مُحمد ولا أحمد مُحمد ولا عبد ربه مُحمد، ولن تنقضي الحكمة من المواطأة بالحقّ حتى يكون اسم الإمام المهديّ ناصر مُحمد، وذلك لأنّكم تعلمون إنّ الإمام المهديّ لم يبعثه الله نبيّاً جديداً نظراً لأنّ خاتم الأنبياء هو مُحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، إذاً الإمام المهديّ يبعثه الله ناصر مُحمد -صلى الله عليه وآله وسلم- فيدعو البشر إلى اتِّباع ما جاء به مُحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولكنّكم بسبب التحريف بغير الحقّ فقد أخطأتم الحكمة البالغة من التّواطؤ كمثل عقيدتكم أنّ الإمام المهديّ مُحمد بن عبد الله أو مُحمد بن الحسن العسكري، فقد أذهبتُم حكمة التواطؤ تماماً ولم يبقَ منها شيء وذلك لأنّكم لا تعلمون إنّ لله حكمةٌ بالغة في الحديث الحقّ عن رسوله: [يواطئ اسمه اسمي].
فسُبحان ربي! فكيف إنّ جميع أهل اللغة يعلمون أنّه لا يصح أن نقول: (تطابق فلان مع فلان لقتل فلان)، ولا يصح أن نقول: (تطابق فلان مع فلان أن يقذفوا فلان بالزور والبهتان؛ بل الصح أن نقول: (تواطأ فلان مع فلان أن يقذفوا فلان بالزور والبهتان).
وبما أنّ كلمة التواطؤ من مرادفاتها كلمة التوافق ولذلك يصح أن تقولوا: (اتّفق فلان مع فلان أن يُخسِروا فلاناً في تجارته)، فتجدها كذلك تركب لأنّ من مرادفات التواطؤ هي كلمة التّوافق، وأمّا كلمة التطابق فهي من مرادفات كلمة التشابه، فنستطيع أن نقول: (تطابق فلان مع فلان في الصورة)، أو: (تشابه فلان مع فلان في الصورة). وبما أنّ كلمة التطابق هي من مرادفات التشابه ولذلك يصح أن تقولوا: (تشابه فلان مع فلان في الصورة). ولكنّه لا يصح أن نقول: (تواطأ فلان مع فلان في الصورة)؛ بل: (تطابق فلان مع فلان في الصورة)، أو مرادف ذلك: (تشابه فلان مع فلان في الصورة). فلماذا تحرفون اللغة العربية لتتّبعوا الباطل وأنتم تعلمون أنّ التواطؤ لا يقصد به التّطابق بل يقصد به التّوافق؟ فما خطبكم وماذا دهاكم؟
وأما بالنسبة لقول الله تعالى: {لِّيُوَاطِئُوا عِدَّة مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ} صدق الله العظيم [التوبة:37]، فلن تجدوا أنّ النسيء هو زيادة أربعة أشهر بل زيادة شهرٍ واحدٍ فقط، إذاً المقصود إنّهم يريدون بالنسيء هو أن يوافق الشهر الأخير في السَّنة الكفرية لشهر مُحرم كون الأشهُر الحرم الأخرى لا إشكال لديهم فيها فهي مضمونه في حسابهم، إذاً التواطؤ المقصود كان في نقطةٍ معينةٍ وهو التوافق في الحساب لشهر محرم، بل كذلك تعلمون أنّ الأشهُر الحُرم ليست تترى بل الشهر الأول هو رجب والثاني ذي القعدة والثالث ذي الحجّة والرابع شهر مُحرم لحكمة إلهية ولكنّهم جميعاً ضمن الأشهر القمريّة. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّ عِدَّة الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ} صدق الله العظيم [التوبة:36].
إذاً يا قوم إنّ التواطؤ هو التوافق، فإذا أصررتم أنّ التواطؤ هو التطابق فقد كذّبتم كلام الله، وذلك لأنّ السّنة العبريّة لا تُطابق مُطلقاً السّنة القمريّة، وذلك لأنّ النّسيء ليس هو الزيادة في الأشهر الحُرم بل هو الزيادة في أشهر السنة، وذلك لأنّ عِدَّة أشهر السّنة المبتدعة هي ثلاثة عشر شهر ولكنّكم تعلمون أنّ السّنة القمريّة هي اثنا عشر شهراً في كتاب الله، ولكنّ المُشكلة لديهم هي لو يبدأ الشهر الأول لحساب سنتهم من شهر مُحرم ومن ثم يحسبوه أول الأشهر الحُرم ولكنّهم يعلمون إنّهُ الشهر الرابع في الأشهُر الحُرم، فكيف يبدأ من الأخير ولذلك اضطروا أن يجعلوا الشهر الأول للسّنة القمريّة هو الشهر الأخير زيادة في الكُفر ليحلّوا كذلك في محرّم ما حرَّمهُ الله في أعياد رأس السنة، ولكنّ أكثركم يجهلون مكر شياطين البشر ويُبيّن مكرهم المهديّ المنتظَر ويكشف خُططهم ليبطل مكرهم لعلكم تُنصرون.
وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
المُفتي بالحق؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني..
ـــــــــــــــــــــــــ