الإمام ناصر محمد اليماني
24 - محرم - 1434 هـ
08 - 12 - 2012 مـ
05:33 صباحاً
( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )
ــــــــــــــــــــــ
إنّ للكتاب أئمةٌ يهدون به النّاس إلى صراطٍ مستقيم..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة أنبياء الله ورسله وآلهم وجميع المسلمين لا نفرّق بين أحدٍ من رُسله ونحن له مسلمون، أمّا بعد..
ويا من يُفتي بأنَّ القرآن هو المهديّ! بل القرآن هو نور الهدى الذي يهدي به المهديّ الناسَ إلى صراط العزيز الحميد بالبيان الحقّ للقرآن المجيد لكونهم يهدون بأمر الله المنزّل في محكم كتبه في كل زمانٍ ومكانٍ. تصديقاً لقول الله: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ} صدق الله العظيم [السجدة:24].
وقال الله تعالى: {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَآ إِلَيْهِمْ فِعْلَ ٱلْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ ٱلصَّلاَة وَإِيتَآءَ ٱلزَّكَـاةِ وَكَانُواْ لَنَا عَابِدِينَ} صدق الله العظيم [الأنبياء:73].
{وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَلَا تَكُن فِي مِرْيَةٍ مِّن لِّقَائِهِ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ ﴿٢٣﴾ وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ ﴿٢٤﴾} صدق الله العظيم [السجدة].
والمهم هم أئمّة الكتاب المصطفين الأخيار، ولا نزال نضيء لهم الطريق إلى ربّهم، وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
أخوكم الإمام ناصر محمد اليماني.
ـــــــــــــــــــــــ
وأعلم يا أخي وحبيبي، أننا لم نتبع الإمام ناصر محمد اليماني عليه وآله السلام، إلا لأننا آمنّا بقول الله تعالى: ( رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ * رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ ) آل عمران.
وأعلم يا حبيبي في الله، وتدبر قوله جل في علاه: ( وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ * الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ )
الحمدلله رب العالمين وسلام على المرسلين
أخي الكريم
رضى الله غاية الانبياء وغاية المرسلين وغاية الصديقين وغاية من تبعهم بإحسان الى يوم الدين...
ما هو الرضى يا اخي الطيب في كتاب الله ولو كنت تتدبر بحق ؟وما هو الرضى تحت معنى كمال صفات الله ؟
الرضى هو ان يرضى الله عنك لتصديقك وإيمانك وعملك الصالح فتفرح بأن الله العظيم الخالق الجليل الذي تحبه هو ايضا يحبك وراض عنك ...
اما الرضى عندكم هو انتقاص الله وترميم نقصانه من الصفات فترضونه في نفسه بعد تحسر وحزن فلولاكم لبقي الله حزين ومتحسر لأنه محتاج من يخفف عنه من خلوقاته فلم يكن أحد قادر على ذلك لا من الانبياء ولا من المرسلين إلا انتم فالحق بعد ذلك لا يستغني الله عنكم لأنكم وحدكم من سوف يخفف عن الله حزنه وحسرته والحق بعد ذلك ان الله ليس غني عن العالمين بل هناك ممن لا يستغني الله عنهم لأنه سوف يحتاجهم بعد تحسره وحزنه...
اخي الكريم والله اني حزين على شبابنا المسلمين الذين يركضون خلف المدعين والمتأولين على ما عندهم من ضعف في العلم والدراية في محكم الله واخذوا بالتأويل وتركوا ما كان عليه الانبياء والله قد حذرهم بأن يتبعوا الانبياء ولا يتبعوا اهل الهوى من بعد الانبياء....
اخي الكريم تعال وتدبر معي هذه الآية ان كنت من المتدبرين
عندما وصف الله افضل عباده مرتبه وقرب اليه قال
"ثلة من الأولين وقليل من الآخرين "
اي جمع من الاولين وقيل من الآخرين وبلا شك ولا تحريف ولا تبديل هم على نفس المستوى من القرب الى الله ولكن عددهم اكثر من الاولين وفي الاخرين قله منهم
فإذا كنتم انتم هم القليل فكيف يساويكم بالاولين وانتم افضل منهم رضوانا فقد ارتقيتم الى ان ترضوا الله في نفسه وهم كانوا على غير ذلك....
يا اخي هل عندك محكم من الله تحمي به نفسك يوم الملتقى ام تحب ان تجازف في انتقاص ربك من حيث لا تشعر
الحمد لله حمدا زنة رضوان نفسه و أعوذ بالله ان أرض حتى يرضى و الصلاة عليك يا ناصر الحبيب عليكما صلوات ربّي وسلامه وعنّا معكم بحبّ الله
الإمام ناصر محمد اليماني
17 - 10 - 1430 هـ
07 - 10 - 2009 مـ
09:45 مساءً
ـــــــــــــــــــــــ
وما دعاكم محمد رسول الله إلى حبّه أكثر من ربّه؛ بل دعاكم إلى ما دعاكم إليه كافة الأنبياء والمرسلين أن:
" اعبدوا الله وحده لا شريك "
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله التوابين المتطهرين والتّابعين للحقّ إلى يوم الدّين. قال الله تعالى:
{وَقُلِ الحقّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا}
صدق الله العظيم [الكهف:٢٩]
إلى من يزعم محبة الله ورسوله إليك ردي بالتحدي فلستُ ندي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الإمام ناصر محمد اليماني في 17/03/2010 الساعة 09:08 am: ويا أمة الإسلام أقسمُ بالله العظيم أنهُ لن يُكذبُ بالحق من رب العالمين إلا الذين لا يعقلون أي لا يتفكروا فلا يستخدموا عقولهم شيئاً وإنما يتبعوا إتباع أعمى لسلفهم الذين لحقوا بهم في الحياة أنهم يقولوا كذا فأتبعوهم دون أن يستخدموا عقولهم برغم إن الله نهاهم أن يتبعوا علم الذين من قبلهم حتى يستخدموا عقولهم لتفتيهم هل هذا علم يقبلهُ العقل والمنطق ولاكن للاسف إن عُلماء المُسلمين أضلوا أمتهم لأنهم أتبعوا علماء السلف الذين لحقوا بهم من قبلهم أو عثروا على علمهم فأتبعوه من غير أن يستخدموا عقولهم شيئاً وإذا كانت هذه العلوم الدينية إذا ردوها للعقل والمنطق فرفضها العقل والمنطق فتلك علوم دينية باطلة مُفتراه. ..................................... فهل علمتم الأن لماذا أمركم الله أن تستخدموا عقولكم وذلك لأن أحكام الله تأتي مُصدقة للعقل والمنطق الذي ميز الله به الإنسان عن الحيوان ولذلك تجدوا أنه لن يُكذب بأيات الله أولوا الألباب منكم تصديقاً لقول الله تعالى:
(( كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ (29) )) صدق الله العظيم
ويا أمة الإسلام لقد جعل الله للإمام المهدي شُهداء في ذات أنفسكم وأقسمُ بالله العظيم أنها سوف تكون معي رغم إنوفكم فهل تعلموا ماهي إنها أبصاركم فاعتبروا يا أولوا الأبصار وذلك لأن الأبصار عن الحق إذا حكمتموها فإنها لا تعمى أبداً وإنما تعمى القلوب التي في الصدور ولاكن حُجة الله عليكم بصر العقل وإذا ذهبت عقولكم أمر الله الملائكة برفع القلم عن الذي ذهب عقله حتى يعود إليه ولاكني سوف أفتيكم بالحق إنكم إذا أغتر كُل حزب من أحزاب الدين فيكم بأنفسهم فيزعمون أن الحق معهم وأنهم هم الطائفة الناجية لدرجة أنهم لا يتفكروا فيما هم به مُستمسكون هل هو الحق من ربهم لا شك ولا ريب أم إنهم أتبعوا الضن الذي لا يُغني من الحق شيئاً ويا عُلماء أمة الإسلام أني أعلمُ جزاء من أفتراء على الله كذباً بغير الحق وأقسمُ بالله العلي العظيم البر الرحيم المُستوي على العرش العظيم من يحيي العظام وهي رميم أنهُ أفتاني الله العزيز الحكيم أني الإمام المهدي إلى الصراط المُستقيم المهدي المُنتظر من أل البيت المُطهر خليفة الله على البشر فلا أتغنى لكم بالشعر بل أُحاجكم بالبيان الحق للذكر وأتيكم بالسُلطان من مُحكمُ القرأن رسالة الله إلى كافة الإنس والجان قُرأن الله العجب الجامع لكافة الكُتب ذكركم وذكر من كان قبلكم كتاب الله المحفوظ فلا تقولوا مرفوظ فيهلككم الله بكُفركم لأن ذكر القرأن العظيم المحفوظ هو حُجة الله على نبيكم وحُجة الله عليكم من بعد التبليغ فيه ذكركم وذكر من قبلكم وعن ذكركم سوف تُسئلون أنتم ونبيكم ونبي المهدي المنتظر جدي وقدوتي وإسوتي وحبيبي وقرة عيني مُحمد رسول الله صلى لله عليه وأله وسلم الذي أمره الله أن يستمسك بمُحكم ما جاء في هذا القرأن العظيم تصديقاً لقول الله تعالى: (( فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ )) صدق الله العظيم
وأمره أن لا يُخالفه ثم زادكم الله بما جاء في السنة النبوية الحق التي إما أن تتفق مع ما جاء في هذا القرأن العظيم أو لا تُخالفه شيئا وكذلك الاحاديث التي لا توجد لها يوجد لها برهان في مُحكم القرأن فتحروا في رواتها وإن صحت رواتها ومن ثم تُردوها إلى عقولكم فتنظروا هل تقبلها عقولكم فتطمئن إليها قلوبكم فخذو ابها ولن أمركم بالإعراض عن سنة محمد رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم وأعوذوا بالله أن أكون من القُرأنيين الذين أعرضوا عن سنة محمد رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم فأضاعوا فرضين من الصلوات المفروضات عمود الدين من تركها فقد كفر ولذلك أدخل الله الكُفار في سقر وقال لهم المُصلون ماسلككم في سقر وكان أول ردا من الكُفار على السائلين عن سبب دخولهم النار ((( مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ ))صدق الله العظيم
تصديقاً لحديث محمد رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم: [ العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر]صدق رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم
ذلك لأن الصلوات عمود الدين فمن أقامها خالصة لعبادة الله وحده من غير رياء فلا يدعو مع الله أحداً فقد اقام الدين ومن هدمها فقد هدم الدين فويل له من عذاب يوم عظيم تصديقاً لقول الله تعالى:
(( فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ * الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ * وَيَمْنَعُونَ ألماعون )) صدق الله العظيم .......................... مُفتي العالم كافة بالحق الإمام المهدي ناصر محمد اليماني
الإمام ناصر محمد اليماني
24 - ذو القعدة - 1433 هـ
10 - 10 - 2012 مـ
06:00 صباحاً
( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )
ـــــــــــــــــــــــ
التعريف من محمدٍ رسول الله والإمام المهديّ لقومٍ يحبّهم الله ويحبّونه صفوة البشريّة وخير البريّة ..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة أنبياء الله وآلهم الطيبين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، أمّا بعد..
وإلى التعريف الحقّ الصادر على لسان محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم، قال: [يَا أَيُّهَا النّاس، اسمعُوا وَاعْقِلُوا وَاعْلَمُوا أَنَّ لِلَّهِ عِبَادًا لَيْسُوا بِأَنْبِيَاءَ وَلا شُهَدَاءَ يَغْبِطُهُمُ النَّبِيُّونَ وَالشُّهَدَاءُ عَلَى مَجَالِسِهِمْ وَقُربهم مِنَ اللَّهِ. فَجَاءَ رَجُلٌ مِنَ الأَعْرَابِ مِنْ قَاصِيَةِ النّاس وَأَلْوَى بِيَدِهِ إِلَى نَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، مِنَ النّاس لَيْسُوا بِأَنْبِيَاءَ وَلا شُهَدَاءَ يَغْبِطُهُمُ النَّبِيُّونَ وَالشُّهَدَاءُ عَلَى مَجَالِسِهِمْ وَقُربهم مِنَ اللَّهِ انْعَتْهُمْ لَنَا، صِفْهُمْ لَنَا، فَسُرَّ وَجْهُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِسُؤَالِ الأَعْرَابِيِّ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "هُمْ نَاسٌ مِنْ أَفْنَاءِ النّاس وَنَوَازِعِ الْقَبَائِلِ لَمْ تَصِلْ بَيْنَهُمْ أَرْحَامٌ مُتَقَارِبَةٌ تَحَابُّوا فِي اللَّهِ وَتَصَافَوْا فِيهِ يَضَعُ اللَّهُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ فَيُجْلِسُهُمْ عَلَيْهَا فَيَجْعَلُ وُجُوهَهُمْ وَثِيَابَهُمْ نُورًا يَفْزَعُ النّاس يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلا يَفْزَعُونَ]. صدق محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم.
أولئك هم القوم الذين وعد الله ببعثهم في محكم القرآن العظيم في قول الله تعالى: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} صدق الله العظيم [المائدة:54].
وأما قدر بعثهم فهو حين يرتدّ المؤمنون عن اتّباع كتاب ربّهم الحقّ المحفوظ من التحريف والتزييف القرآن العظيم، وقد جاء قدرهم المقدور في الكتاب المسطور في عصر الحوار من قبل الظهور، وإلى الله ترجع الأمور يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.
وربّما يودّ أحد السائلين أن يقول: "لقد وصف الرسول عليه الصلاة والسلام سرّ عبادتهم لربّهم فقال إنّهم اجتمعوا على محبّة ربّهم برغم إنّهم مجموعاتٌ من شتى بقاع الأرض لا تربط بينهم أرحامٌ ولا أنساب ولا أموال يتعاطونها، وبما أنّك يا ناصر محمد اليماني تفتي المسلمين بأنّه جاء قدر بعثهم المقدور في الكتاب المسطور بل وتفتي بأنّهم هم أنصار المهديّ المنتظَر في عصر الحوار من قبل الظهور، وبما أنّك تقول إنّك المهديّ المنتظَر فإن كنت حقّاً المهديّ المنتظَر فلا بدّ أنّ الله قد أحاطك بهم أكثر علماً فصفهم لنا أكثرَ وصفاً وأكثرَ تفصيلاً لعلّنا نعرفهم".
ومن ثم يردّ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني على السائلين وأقول: يا قوم، إنّ الكلام عنهم كبير لا تستوعبه عقولكم! ويا معشر علماء أمّة المسلمين والنّصارى واليهود، فلو أنّ الله يؤتي أحدكم ملكوت الله جميعاً فيجعله خليفة ربّه على الملكوت كلّه في الدنيا والآخرة فيؤتيه الدرجة العاليّة الرفيعة في جنّات النّعيم ثم يجعله العبدَ الأحبّ والأقربّ إلى ربّ العالمين، فهل سيرضى أحد علماء المسلمين والنّصارى واليهود بذلك؟ وأعلم أنها سوف تغشاكم الدهشة فيملؤكم العَجَبُ من هذا السؤال، فلو نطقتم لقلتم قولاً واحداً موحداً: "فكيف لن يرضى من آتاه الله ملكوت الجنّة التي عرضها السموات والأرض فآتاه الدرجة العاليّة الرفيعة في جنّات النّعيم ووقاه من نار الجحيم وجعله العبدَ الأحبّ والأقربّ إلى الربّ! فكيف لا يرضى بذلك كله وقد فاز فوزاً عظيماً! فهل بعد هذا نعيم يا ناصر محمد؟".
ومن ثم يردّ عليهم المهديّ المنتظَر في عصر الحوار من قبل الظهور ناصر محمد اليماني وأقول: سلوهم هل يوجد نعيم هو أكبر من هذا؟ ولسوف يجيبكم عنهم اللسان الناطق باسمهم بالحقّ، وحقيق لا أقول إلا الحقّ وهم على ذلك من الشاهدين بأنّ الوصف الذي وصفهم به الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني لهو الوصف الحقّ الحقيق فمثلما ينطق يجدونه في أنفسهم كما يلي:
أقسم بالله العظيم ربّ السموات والأرض وما بينهما وربّ العرش العظيم الذي خلق الجانّ من مارجٍ من نارٍ وخلق الإنسان من صلصال كالفخار الله الواحد القهّار بأنّه لن يرضى أيُّ أحدٍ من القوم الذين يحبّهم الله ويحبّونه بملكوت الله أجمعين في الآخرة والأولى مهما كان ومهما يكون، وحتى ولو يؤيّد الله الواحد منهم بأمر الكاف والنون فيقول للشيء كن فيكون من غير حدود، ملكٌ مطلقٌ لا حدود له، ومن ثمّ يجعله أحبّ عبدٍ وأقربّ عبدٍ إلى نفسه، ومن ثم يخاطبه ربّه من وراء الحجاب فيقول له: فهل رضيت عبدي بما أوتيت من فضل ربّك؟ لقال: يا ربّ ألن تعهد على نفسك في محكم كتابك برضوان عبيدك الذين رضيت عنهم، وقلت وقولك الحقّ: {رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ} صدق الله العظيم [التوبة:100]؟
ومن ثم يردّ عليهم ربّهم فيقول: {وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ} صدق الله العظيم [التوبة:111]! أفلا ترضيكم أعلى درجات جنّات النّعيم وحورُ العين كأنّهن الياقوت والمرجان للذكور الصالحين، وولدانٌ مخلدون كأمثال اللؤلؤ المكنون للإناث الصالحات، ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدّعون نزلاً من غفورٍ رحيمٍ؟ لقال قومٌ يحبّهم الله ويحبّونه: هيهات هيهات أن نرضى حتى ترضى، فكيف يرضى الحبيبُ وتقرّ عينه بعد أن علم عن حال حبيبه أنّه متحسرٌ وحزينٌ على عباده الكافرين الضالين! فقد علمنا كيف حال المستوي على عرشه العظيم إذ أنّ حاله ليس سعيداً مسروراً بل متحسراً وحزيناً على عباده الكافرين برسل ربّهم بعد أن علم الله بأنّهم صاروا نادمين متحسرين على ما فرّطوا في جنب ربّهم، ومن ثم تحسّر الله عليهم بسبب ظلمهم لأنفسهم، وإنّما الحسرة في نفس الله عليهم لم تحدث إلا بعد أن حلّت الحسرة في أنفسهم على ما فرّطوا في جنب ربّهم، وحدث التحسر في أنفسهم من بعد صيحة العذاب: {قَالُواْ ياوَيْلَنَآ إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ} صدق الله العظيم [الأنبياء:14].
وقال كلٌّ منهم: {يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ} صدق الله العظيم [الزمر:56].
ويا معشر علماء الأمّة، لو أنّ إنساناً أخطأ في حقّ أحدكم ومن ثم علم أنّ الذي أخطأ بحقّه قد ندم ندماً شديداً فهل ترون أنّ غيظكم سوف يبقى على المخطئ بحقكم من بعد الندم؟ بل سوف تهدأ النّفسُ ويذهب الغيظُ بسبب أنّ المخطئ قد أصبح من النادمين، وكذلك ربّ العالمين تجدونه بعد أنِ انتقم من عباده الكافرين فأصبحوا من النادمين فعلم بقول كلّ نفس منهم إذ تقول: {يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ} ومن ثمّ يسكت الغضب في نفس الله بسبب قول كلِّ واحدٍ من عباده الضالين: {يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ}، ومن ثم تحلّ الحسرة في نفس الله أرحم الراحمين، وليست حسرة الله ندماً على ما فعل بهم سبحانه وتعالى علواً كبيراً إذ أنه لم يظلمهم شيئاً ولم يخطئ في حقّهم سبحانه وتعالى علواً كبيراً! ولا يظلم ربك أحداً؛ بل سبب حسرة الله عليهم هو بسبب ظلمهم لأنفسهم، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} صدق الله العظيم [النحل:118].
وبما أنّ الله هو أرحم الراحمين فبسبب هذه الصفة تجدون الله متحسراً وحزيناً على عباده الذين أخذتهم صيحة العذاب فأصبحوا نادمين برغم أنهم كانوا قوماً كافرين برسل ربّهم فأهلكهم الله بصيحة العذاب فأصبحوا نادمين على تكذيبهم برسل ربّهم وأصبحوا متحسرين على ما فرّطوا في جنب ربّهم.
فانظروا ما في نفس الله المستوي على عرشه العظيم بعد أن أخذتهم الصيحة فأصبحوا نادمين متحسرين على ما فرطوا في جنب ربّهم، فانظروا كيف حال الله سبحانه من بعدهم. ونترك لكم الجواب مباشرةً من الربّ في محكم الكتاب ليخبركم عن حاله من بعدهم: {إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿٢٩﴾ يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [يس].
حتى إذا علم كلّ من كان من قومٍ يحبّهم الله ويحبّونه بالبيان الحقِّ لهذه الآية فسوف يقول: "إذاً ماذا نبغي من الجنّة وحورها وقصورها وربّنا متحسرٌ وحزينٌ بسبب صفة الرحمة التي في نفسه؟ هيهات هيهات فلن نرضى حتى يرضى حبيبنا الرحمن الرحيم". ومن ثم يردّ على قومٍ يحبّهم الله ويحبّونه المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني وأقول: يا معشر قومٍ يحبّهم الله ويحبّونه، إنّ الأحبّ إلى الله أن يكون عباده من الشاكرين فاسعوا مع الإمام المهديّ لتجعلوا النّاس أمّةً واحدةً على صراطٍ مستقيمٍ شاكرين لربّهم حتى يرضى الله، كون الله لا يرضى لعباده الكفر بل يرضى لهم الشكر. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ} صدق الله العظيم [الزمر:7].
ويا معشر قوم يحبّهم الله ويحبّونه، فليكن هدفكم هو عكس هدف الشيطان الرجيم وحزبه من شياطين الجنّ والإنس. ولربّما يودّ أحد السائلين أن يقول: "وما هو هدف الشيطان وحزبه؟". ومن ثم نردّ على السائلين ونقول: هدف الشيطان وحزبه أن لا يتحقق رضوان الله في نفسه على عباده، وبما أنّهم علموا أنّ الله يرضى لعباده الشكر ولذلك يسعون الليل والنّهار أن لا يكون عباد الله شاكرين لربّهم، ولذلك قال كبيرهم الشيطان الرجيم إبليس: {لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (16) ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ (17)} صدق الله العظيم [الأعراف].
فذلك هدف شياطين الجنّ والإنس يسعون الليل والنّهار وهم لا يسأمون من النّضال لتحقيق هدفهم الشامل وهو أن لا يكون عباد الله من الشاكرين وذلك حتى لا يتحقق رضوان نفس الله، ولكنّ قوم يحبّهم الله ويحبّونه يسعون الليل والنّهار وهم لا يسأمون لتحقيق الهدف المعاكس وهو أن يجعلوا النّاس أمّةً واحدةً على صراطٍ مستقيمٍ ليكونوا من الشاكرين حتى يتحقق رضوان الله نفس ربّهم، فهؤلاء من خيار خلق الله بعكس الشياطين أشرّ خلق الله.
فلا تصدونا عن تحقيق هدفنا يا معشر علماء المسلمين وأمّتهم فيلعنكم الله لعناً كبيراً ويعذبكم عذاباً نكراً، فما خطبكم تقعدون وتصدّون عن الصراط المستقيم أحبابَ ربّ العالمين قومٌ يحبّهم الله ويحبّونه؟ فهل ترونهم يدعون النّاس إلى باطلٍ حتى تصدّوا عنهم صدوداً؟ ألا والله الذي لا إله غيره إنّهم يدعون النّاس إلى عبادة الله وحده لا شريك له فهم قومٌ لا يشركون بالله شيئاً من خلقه أجمعين، وهم قومٌ استغنوا برحمة الله عمّا دونه فلا ينتظرون شفاعة العبيد بين يدي الربّ المعبود، وهم يدعون النّاس إلى اتّباع كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ، وهم يرجون للنّاس الرحمة من ربّهم لا عذابه، وهم يحرصون على تحقيق هدى النّاس جميعاً كحرصهم على إخوانهم، فهل ترونهم قوماً مجرمين أم رحمةً للعالمين! ما لكم كيف تحكمون؟ ألا والله إنّ من أحبّهم أحبّه الله ومن أبغضهم أبغضه الله، كونهم أحباب الله قومٌ يحبّهم الله ويحبّونه، ولذلك تجدون الله يحبّ من أحبّ أحبابه ويبغض من أبغضهم، فلينظر أحدكم إلى نفسه فلو كان له أحبابٌ أليس سوف يحبّ من أحبّهم ويبغض من أبغضهم؟ فاتقوا الله ولا تعادوا أولياء الله. وأقسم بالله العظيم أنّ الله ابتعثهم وإمامهم المهديّ رحمةً للعالمين، فنحن قومٌ لا نطمع إلى لقاء الكافرين لنسفك دماءهم ويسفكون دماءنا كون ذلك ضدّ هدفنا إلا أن نُجبر على ذلك؛ بل هدفنا هو تحقيق الأحبّ إلى نفس الله، فهل الأحبّ إلى نفس الله هو أنْ نسفك دماءهم ويسفكون دماءنا؟ أم الأحبّ إلى الله الجهاد لتحقيق هداهم ونجاح توبتهم إلى ربّهم؟ أفلا تعلمون لكم فرحة الله بتوبة عباده كونه لا يرضى لهم الكفر والجحيم بل يرضى لهم الشكر والنعيم؟ وسبقت الفتوى من الله على لسان رسوله صلّى الله عليه وآله وسلم عن مدى فرحة الله بتوبة عباده قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم: [لَلَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ حِينَ يَتُوبُ إِلَيْهِ مِنْ أَحَدِكُمْ كَانَ عَلَى رَاحِلَتِهِ بِأَرْضِ فَلَاةٍ فَانْفَلَتَتْ مِنْهُ وَعَلَيْهَا طَعَامُهُ وَشَرَابُهُ فَأَيِسَ مِنْهَا فَأَتَى شَجَرَةً فَاضْطَجَعَ فِي ظِلِّهَا قَدْ أَيِسَ مِنْ رَاحِلَتِهِ فَبَيْنَا هُوَ كَذَلِكَ إِذَا هُوَ بِهَا قَائِمَةً عِنْدَهُ فَأَخَذَ بِخِطَامِهَا، ثُمَّ قَالَ: " مِنْ شِدَّةِ الْفَرَحِ اللَّهُمَّ أَنْتَ عَبْدِي وَأَنَا رَبُّكَ أَخْطَأَ مِنْ شِدَّةِ الْفَرَحِ"]. صدق عليه الصلاة والسلام
ويا معشر قوم يحبّهم الله ويحبّونه، فلتجاهدوا النّاس جهاداً كبيراً بالبيان الحقّ للقرآن العظيم، وأقيموا عليهم حجّة سلطان العلم على بصيرةٍ من ربّكم البيان الحقّ للقرآن العظيم، ذلكم بيان القرآن بالقرآن تبياناً للعالمين، فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر وما أمركم الله أن تُكرهوا النّاس حتى يكونوا مؤمنين إذ لا إكراه في الدين، واصبروا على أذاهم وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم ترحمون، فيهدهم الله من أجلكم ووعده الحقّ وهو أرحم الراحمين، وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
فبلّغوا يا معشر الأنصار السابقين الأخيار ولا تهنوا ولا تستكينوا ولا تسأموا في الدعوة إلى الله ما استطعتم الليل والنّهار، فقد أيّدكم الله بسلطان العلم فلا تحاجوا النّاس من عند أنفسكم؛ بل مما علّمكم الله بقلم عبده الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
ـــــــــــــــــــــــــ
- 4 - الإمام ناصر محمد اليماني
15 - 09 - 1430 هـ
04 - 09 - 2009 مـ
03:20 صباحاً
ـــــــــــــــــــــ
هدف محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم هو رضوان ربِّه..
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ {أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللّهِ كَمَن بَاء بِسَخْطٍ مِّنَ اللّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} صدق الله العظيم [آل عمران:162].
أفلا تعلم يا محمود المصري كيف تعبد الله؟ وأفتيك بالحقّ إن عبادة الله هو أن تتّبع رضوانه وتُقلِع عمّا يسخطه، فانظر إلى أمر الله لنبيّه موسى عليه الصلاة والسلام. وقال الله تعالى: {إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي} صدق الله العظيم [طه:١٤].
ثم انظر إلى هدف عبادة موسى في نفس ربِّه. وقال الله تعالى: {وَمَا أَعْجَلَكَ عَنْ قَوْمِكَ يَا مُوسَىٰ ﴿٨٣﴾ قَالَ هُمْ أُولَاءِ عَلَىٰ أَثَرِي وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَىٰ ﴿٨٤﴾} صدق الله العظيم [طه].
وقال الله تعالى: {يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أحقّ أَنْ يُرْضُوهُ إِنْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ} صدق الله العظيم [التوبة:٦٢].
وذلك لأنّ رضوان محمد رسول الله مُتعلق برضوان ربّه لأنه يدعو إلى رضوان الله ولذلك لم يقل والله ورسوله أحقّ أن يرضوهما بل قال يرضوه. وقال الله تعالى: {يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أحقّ أَنْ يُرْضُوهُ إِنْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ} صدق الله العظيم [التوبة:٦٢].
وذلك لأنّ هدف محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم هو رضوان ربّه، فانظر لدعاء رسول الله يوم رجمه بالحجارة الصبيان بالطائف. وقال عليه الصلاة والسلام: [اللهم إنى أشكو إليك ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على النّاس أنت ربّ المستضعفين وأنت ربى إلى من تكلني؟ إلى بعيد يتجهمني؟ أم إلى عدو ملكته أمري؟ إن لم يكن بك علي غضب فلا أبالي أعوذ بنور وجهك الذي أضاءت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن تنزل بي غضبك أو يحلّ علي سخطك لك العتبى حتى ترضى ولا حول ولا قوة إلا بك] صدق محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم.
وناجى ربّه وقال: [إن لم يكن بك علي غضب فلا أبالي]، وذلك لأنّ هدفه رضوان ربّه عليه ولذلك ناجى ربّه وقال: [أعوذ بنور وجهك الذي أضاءت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن تنزل بي غضبك أو يحل علي سخطك لك العتبى حتى ترضى]، فانظر لهدف محمد رسول الله من عبادته لربّه وقال: [لك العتبى حتى ترضى].
إذاً محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يدعو النّاس إلى اتّباع رضوان الله. وقال الله تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} صدق الله العظيم [آل عمران:٣١].
حتى إذا اتّبعوا محمداً رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فبايعوه على نصرة الله تحقّق الهدف. وقال الله تعالى: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا} صدق الله العظيم [الفتح:١٨]
ولكن محمود المصري يقول إنّه لا يعبد رضوان الله بل يعبد الله، فيا عجبي الشديد من هذا الرجل الذي ينتقد المهديّ المنتظَر لأنه يدعو النّاس إلى رضوان الله ويصفه لهم أنهم سوف يجدون رضوان الله عليهم نعيماً أعظم وأكبر من جنّة النّعيم! تصديقاً لقول الله تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} صدق الله العظيم [التوبة:٧٢].
ويا محمود المصري، هل تعلم عن سبب دخول أهل النَّارِ النّارَ؟ وذلك لأنهم اتّبعوا ما يسخط الله وكرهوا رضوانه. وقال الله تعالى: {فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ ﴿٢٧﴾ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ ﴿٢٨﴾} صدق الله العظيم [محمد].
ألم أقل لك يا محمود المصري أنّ قلبك يزيغ عن الحقّ يوماً بعد يوم؟ وها أنت تنكر نعيم رضوان الله على عباده الذي لن يتحقّق حتى يجتنبوا ما يسخط الله فيتّبعوا ما يرضي نفس الله عليهم، أفلا تتّقِ الله؟ فكيف تحاجّ المهديّ المنتظَر الذي يدعوك إلى سبيل رضوان الله عليك فتعبده وحده لا شريك له حتى يتحقق هدف رضوان الله عليك؟ فما هو هدفك في ذات الله بقولك إنك لا تعبد رضوان الله بل تعبد الله؟ وما هي عبادة ذات الله إلا في تحقيق الهدف الحقّ في ذاته وهو رضوان نفسه عليك، فهل بعد الحقّ إلا الضلال؟ فهل سبب دخول أهل الجنّةِ الجنّةَ إلا أنهم رضوا ربّهم؟ وهل سبب دخول أهل النَّارِ النّارَ إلا لأنّهم أسخطوا ربّهم؟ فتذكر قول الله تعالى: {أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللَّهِ كَمَنْ بَاءَ بِسَخَطٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} صدق الله العظيم [آل عمران:١٦٢].
ألا والله يا محمود المصري إنّك لم تعرف قط رضوان الله عليك طيلة حياتك، وما قط خشع قلبك لذكر ربك، وما قط دمعت عينك مما عرفت من الحقّ، ولذلك تحاجّني بنعيم رضوان الله الذي أدعوك إليه، وإنّما اسم الله الأعظم جعله الله صفةً لرضوان نفسه على عباده ويُسمى بالأعظم ليس لأنه أعظم من أسمائه الأخرى سبحانه! بل يوصف بالأعظم لأنه نعيمٌ أعظمَ من نعيم الجنّة كما أفتاكم الله في محكم كتابه: {وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} صدق الله العظيم [التوبة:٧٢].
فقد كفرتَ بنعيم رضوان الله وحتماً ستبوء بسخطه فيجعل الله قلبك أشدّ قسوة من الحجارة حتى تتوب وتُنيب إلى الله ليرضى عنك يا من أنكرت دعوة المهديّ المنتظَر الذي يدعو البشر إلى عبادة الله وحده لا شريك له حتى يتحقّق رضوان الله عليهم فلا بدّ أن يتّبعوا سبل رضوانه ويجتنبوا ما يسخط الله فيتحقق رضوان الله، ولربّما تطوّر كفرك حتى تكفر بالله؛ بل ربّما تصل درجة الإلحاد، فهل بعد الحقّ إلا الضلال؟
وأما قولك إن الإمام المهديّ يقول: (حدثني قلبي فصدقوني). فإنّك لمن الكاذبين؛ بل آتيك بالبرهان لوحي التّفهيم من ربي إلى قلبي بسلطان العلم من مُحكم القرآن العظيم، وإذا لم أخرس لسانك بسلطان العلم من محكم القرآن؛ كلام الله، فلا حُجّة لي عليك، فما خطبك يا رجل! فهل أنت من الذين يؤمنون بما أُنزل وجه النّهار ويكفرون آخره فتنة للأنصار؟ قال الله عنهم: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ (70) يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الحقّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (71) وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آَمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَجْهَ النّهار وَاكْفُرُوا آَخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (72) وَلَا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللَّهِ أَنْ يُؤْتَى أَحَدٌ مِثْلَ مَا أُوتِيتُمْ أَوْ يُحَاجُّوكُمْ عِنْدَ رَبِّكُمْ قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (73) يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (74)} صدق الله العظيم [آل عمران].
فقد توليت يا محمود المصري وانقلبت على عقبيك. وقال الله تعالى: {وَمَا محمد إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ} صدق الله العظيم [آل عمران:١٤٤].
فهل تعبد الله أم تعبد محمداً رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم؟ وإنّما بعث الله أنبياءه ليدعوا النّاس إلى سبيل رضوان ربّهم وإلى عبادة ما يعبد الأنبياء. وقال الله تعالى: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ﴿١﴾ لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ ﴿٢﴾ وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ ﴿٣﴾ وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ ﴿٤﴾ وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ ﴿٥﴾ لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ ﴿٦﴾} صدق الله العظيم [الكافرون].
فهل رأيت المهديّ المنتظَر يدعوك إلى عبادة غير الله حتى تنقلب على عقبيك، فما هي حجّتك على المهديّ المنتظَر؟ {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} صدق الله العظيم [البقرة:111].
وأما التفضيل فقد قبلنا بيعتك محاولةً لتثبيتك على أن يكون المهديّ المنتظَر في عقيدتك أدنى درجة من نبيّ الله يونس وذلك لأنّ أرفع درجة في الأنبياء هو محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وأدنى درجة في الأنبياء هو الذي نهى الله محمد عبده ورسوله أن يكون مثله. وقال الله تعالى: {فَاصْبِرْ لِحُكْمِ ربّك وَلَا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَىٰ وَهُوَ مَكْظُومٌ} صدق الله العظيم [القلم:٤٨].
ومن ثم قبلنا بيعتك حتى لو تكون عقيدتك في المهديّ المنتظَر الذي جعله الله الإمام لرسول الله المسيح عيسى ابن مريم وقلنا لك فلتجعلني أقل درجة من صاحب الحوت (أسفل درجة في الأنبياء) يونس عليه الصلاة والسلام؛ فقلنا لك فاجعل درجة المهديّ المنتظَر أدنى من نبيّ الله يونس فلن أحاجُّك في ذلك أو أرفض بيعتك؛ بل قبلتُها حتى ولو جعلت درجة المهديّ المنتظَر أسفل درجات الصالحين لما رفضنا بيعتك أبداً ولقبلنا بيعتك لأني لا أدعوك إلى عبادة المهديّ المنتظَر بل إلى عبادة الله الواحد القهار، ولكنّك استكبرت يا محمود وازدَدْتَ جحوداً بدعوة المهديّ المنتظَر إلى نعيم رضوان الرحمن، وتريد أن تفرِّق بين الله ورضوانه لأنّك زِغت عن الحقّ بادئ الأمر وتريد أن ترى الأمور بمنظارك أنت لا ببصيرة علم المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّك ولذلك أزاغ الله قلبك حتى عن نعيم رضوان الله سُبحانه. وقال الله تعالى: {فَلَمَّا زاغوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ} صدق الله العظيم [الصف:٥].
لا قوة إلا بالله العلي العظيم، إنّا لله وإنا إليه لراجعون، فاتّق الله ولا تزال لديك فرصة للتوبة والإنابة يا أخي الكريم فإني أريد لك الهدى وأدعوك إلى سبيل رضوان الله وإن أبيتَ فحتماً سوف يزيغ الله قلبك فتتّبع ما يسخط الله وأذكرك للمرة الثالثة بقول الله تعالى: {أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللَّهِ كَمَنْ بَاءَ بِسَخَطٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} صدق الله العظيم [آل عمران:١٦٢].
أخو المسلمين الذليل على المؤمنين الدَّاعي إلى رضوان الله عبده وخليفته؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
_______________
بيان سرّ الشفاعة إلى الشيعة والسُّنّة والجماعة، وليست الشفاعة كما تزعمون، سبحان الله العظيم!
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافّة أنبياء الله ورسله إلى الإنس والجنّ من أوّلهم إلى خاتمهم محمد رسول الله إلى النّاس كافة صلّى الله عليهم وآلهم الطيّبين والتابعين للحقّ إلى يوم الدّين، ولا أفرّق بين أحدٍ من رسله حنيفاً مسلماً وما أنا من المشركين..
أيا معشر البشر إنّي أنا المهديّ المنتظَر خليفة الله الواحد القهّار نذيراً للبشر بأنّهم دخلوا في عصر أشراط الساعة الكبرى وأكثرهم معرضون عن اتّباع الذكر القرآن العظيم رسالة الله إلى الإنس والجنّ أجمعين فآمن به نفرٌ من الجنّ فقالوا: {إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا ﴿١﴾ يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ ۖ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا ﴿٢﴾} صدق الله العظيم [الجنّ].
ويا معشر الإنس والجنّ، إنّي الإمام المهديّ خليفة الله في الكتاب؛ الإنسان الذي علّمه الرحمن البيان الحقّ للقرآن؛ فلا يُحاجُّني إنسٌ ولا جانٌّ إلا هيّمنتُ عليه بالعلم والسلطان من محكم القرآن، وأفتاني ربّي بأنّني المهديّ المنتظَر خليفة الله عليكم، ولم يصطفِني خليفة الله عليكم جبريل ولا ملائكةُ الرحمن المقرّبين، ولم يصطفِني عليكم الشيطانُ ولا الجنُّ ولا الإنس أجمعين، وما ينبغي لكافة خلق الله في السماوات والأرض أن يختاروا خليفة الله من دونه سبحانه وتعالى علوّاً كبيراً، تصديقاً لفتوى الله إلى الإنس والجان في محكم القرآن إنّ اختيار خليفة الرحمن في الأرض يختصّ به الله وحده لا إله غيره ولا معبودَ سواه، وما كان لكم أن تختاروا خليفة الله من دونه، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ ۗ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ ۚ سُبْحَانَ اللَّـهِ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴿٦٨﴾} صدق الله العظيم [القصص].
وذلك لأنّكم لستم بأعلم من ربّكم سبحانه وتعالى علوّاً كبيراً! وأخطأ ملائكة الرحمن المقرّبون في حقّ ربّهم بغير قصدٍ منهم حين سمعوا قول ربّهم والأمر الموجّه إليهم، قال الله تعالى: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿٣٠﴾} صدق الله العظيم [البقرة].
والبيان الحقّ لقول الله في ردّ الله عليهم: {قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم، بمعنى لستُم بأعلمَ من ربّكم، وبما أنّ ملائكة الرحمن أخطأوا في حقّ ربّهم فأسرّها الرحمن في نفسه فلم يُبدِها لهم حتى إذا أنشأ آدم وذريّته معه في ظهره أجمعين، تصديقاً لقول الله تعالى: {هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ} صدق الله العظيم [النجم:32]. ومن ثمّ أخذ الله الميثاق من آدم وذريته أجمعين، وقال الله تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۛ شَهِدْنَا ۛ أَن تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَـٰذَا غَافِلِينَ ﴿١٧٢﴾} صدق الله العظيم [الأعراف]. ومن ثمّ اصطفى الله خلفاءه في الأرض من أئمة الكتاب من الأنبياء والمرسَلين والأئمّة الصالحين، ثمّ علّم آدم أسماءهم كلهم أجمعين، ثمّ عرضهم على الملائكة الذين أخطأوا في حقّ ربّهم بقولهم: {أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم. ولذلك عرض الله خلفاءه المصطَفَين من ذريّة آدم من الذين أنطقهم، ثمّ علّم آدم أسماء خلفاء الله الذين اختارهم من ذريته، ثمّ عرضهم على الملائكة ثمّ أقام الله الحجّة على ملائكته المقرّبين ليذكّرهم أنّهم ليسوا بأعلم من ربّهم، وقال الله تعالى: {وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَـٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٣١﴾} صدق الله العظيم [البقرة]. ومن ثمّ عَلِمَ ملائكة الرحمن المقربون أنّهم تجاوزوا حدودهم غير المسموح بها فأخطأوا في حقّ ربّهم فتابوا وأنابوا ونزّهوا ربّهم عن القصور في العلم فسبّحوه معترفين أن لا علم لهم إلا بما علّمهم الله الذي أحاط بكل شيء علماً: {قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴿٣٢﴾ قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ ۖ فَلَمَّا أَنبَأَهُم بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ ﴿٣٣﴾} صدق الله العظيم [البقرة].
ومن ثمّ أمر الله إلى خليفته آدم الذي اختاره الله خليفته عليهم وزاده بسطةً في العلم على ملائكة الرحمن المُقرّبين فأمر من اصطفاه الله خليفته عليهم أن يُثبت بالبرهان أنّ الله قد زاده بسطةً في العلم عليهم ليجعل الله برهان الإمامة والخلافة هو بسطة العلم على جميع من استخلفهم عليهم، ولذلك لم يأمر الله ملائكته أن يسجدوا لآدم من قبل أن يقيم الحجّة عليهم بسلطان العلم؛ بل أمر آدم أن يثبت بالبرهان أنّ الذي اصطفاه زاده بسطةً في العلم عليهم جميعاً، وقال الله تعالى: {قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ ۖ فَلَمَّا أَنبَأَهُم بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ ﴿٣٣﴾ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ ﴿٣٤﴾} صدق الله العظيم [البقرة].
ومن ثمّ تستنبطون من القصة الأحكام الحقّ كما يلي: تبيّن لكم أنّ اختيار خليفة الله يختصّ به الله وحده من دون الملائكة والجنّ والإنس أجمعين وما كان لهم الخيرة في اختيار خليفة الله من دونه، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ ۗ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ ۚ سُبْحَانَ اللَّـهِ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴿٦٨﴾} صدق الله العظيم [القصص]. فمن أين لكم أن تصطفوا خليفة الله الإمام المهديّ المنتظَر من دون الله؟ سبحانه وتعالى عمّا يشركون!
ويا معشر الجنّ والإنس، إنّني أنا الإمام المهديّ المنتظَر، أقسم بمن خلق الإنسان من ترابٍ وأنزل الكتاب الله العزيز الوهّاب أنّه لن يتّبع الإمام المهديّ الحقّ من ربّكم إلا أولو الألباب من الإنس والجنّ، وهم خير الدّواب الذين يتفكّرون بعقولهم ولا يحكمون من قبل أن يستمعوا سلطان العلم للداعي إلى الله فيتفكّروا؛ فهل تقبل سلطان علمه عقولُهم؟ ثمّ يتّبعون أحسنه إن تبيّن لهم أنّ علم الداعية يقبله العقل والمنطق، أولئك الذين هداهم الله من الجنّ والإنس في كلِّ زمانٍ ومكانٍ في عصر بعث الأنبياء وعصر بعث المهديّ المنتظَر، ولن يستجيب إلى داعي الحقّ إلا أولو الألباب وهم من خير الدّواب، وأمّا أَشرّ الدّواب من الجنّ والإنس فهم الذين لا يستخدمون عقولهم شيئاً في التفكّر في سلطان العلم من ربّهم، وقال الله تعالى: {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ ۖ لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا ۚ أُولَـٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ ۚ أُولَـٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ ﴿١٧٩﴾} صدق الله العظيم [الأعراف]. ولقد علم أصحاب النار أنّ سبب عدم اتّباع الحقّ من ربّهم هو الاتّباع الأعمى لمن كان قبلهم وعدم استخدام عقولهم للتفكّر في سلطان علم داعيَ الله المبعوث إليهم ليهديهم إلى الصراط المستقيم، وقال الله تعالى: {تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ ۖ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ ﴿٨﴾ قَالُوا بَلَىٰ قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّـهُ مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ ﴿٩﴾ وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ ﴿١٠﴾} صدق الله العظيم [الملك].
وعليه فلا ولن يتّبع داعي الله إلى الصراط المستقيم على علمٍ من ربّه إلا الذين يعقلون وهم الذين لا يحكمون على الداعي إلى الله أنّه على الحقّ ولا على الباطل حتى يستمعوا إلى منطق علمه الذي يحاجِج الناس به لكون الداعي حتى ولو كان يدعو إلى الله فلا بُدّ له أن يدعو إلى الله على بصيرةٍ من ربّه، تصديقاً لقول الله تعالى: {قُلْ هَـٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّـهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۖ وَسُبْحَانَ اللَّـهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿١٠٨﴾} صدق الله العظيم [يوسف].
فأمّا الذين لم يحكموا على الداعي إلى الله من قبل أن يستمعوا بل يتفكّروا أولاً في منطق بصيرة علمه هل هي الحقّ من الله؟ فحتماً ستتقبّلها عقولهم إن كان يقبل سلطان ذلك العلم العقل والمنطق الفكري كونها لا تعمى الأبصار إذا تفكّرت ولكن تعمى القلوب المقفلة التي لا تسمح للعقل أن يتفكّر، وليس للعقل سلطانٌ على القلب وما عليه إلا أن يميّز بين الحقّ والباطل إذا استخدمه صاحبه للتفكير، فانظروا إلى منطق العقول لدى قوم إبراهيم سرعان ما حكمت بين قوم نبيّ الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام وقومه وكان الحكم بينهم هو كما يلي: {فَرَجَعُوا إِلَىٰ أَنفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنتُمُ الظَّالِمُونَ ﴿٦٤﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء]. وذلك حين أراد نبيّ الله إبراهيم أن يلجأوا إلى أنفسهم ليتفكّروا بعقولهم فسرعان ما جاء الحكم بينهم وكان الحَكَمُ هم عقول قوم إبراهيم عليه الصلاة والسلام، وقال الله تعالى: {قَالُوا أَأَنتَ فَعَلْتَ هَـٰذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ ﴿٦٢﴾ قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَـٰذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِن كَانُوا يَنطِقُونَ ﴿٦٣﴾ فَرَجَعُوا إِلَىٰ أَنفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنتُمُ الظَّالِمُونَ ﴿٦٤﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء]. وإنّما رجعوا إلى أنفسهم فكلّ واحدٍ تفكّر مع عقله في سرّ عبادة الأصنام التي صنعوها بأيديهم ثمّ كانوا لها عابدين، فهل يقبل هذا العقل؟ فكان الحكم إلى كلّ منهم ردّ العقل بالحكم الحقّ بينهم وبين نبيّ الله إبراهيم: {فَرَجَعُوا إِلَىٰ أَنفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنتُمُ الظَّالِمُونَ ﴿٦٤﴾} صدق الله العظيم.
وكذلك الإمام المهديّ يقول: يا قوم، فبما أنّني الإمام المهديّ المنتظَر الحقّ في الكتاب فقد جعل الله الحَكَم بيني وبينكم هو الألباب وهي عقولكم، فوالله الذي لا إله غيره لا ينبغي لها أن تخطئ فتظلم المهديّ المنتظَر؛ بل سوف تحكم بالحكم فتقول إنّكم أنتم الظالمون لكونه يدعوكم ناصر محمد اليماني إلى أن تتّبعوا آيات الكتاب البيّنات في محكم القرآن العظيم المحفوظ من التحريف، ويأمركم بعدم اتّباع ما خالف لمحكم كتاب الله القرآن العظيم ولم يكفر بسنّة البيان النبويّة، غير أنّه أثبت بالقرآن المبين أنّ سنّة البيان ليست محفوظةً من تحريف شياطين البشر الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم [النساء]. ومن ثمّ تعلمون أنّ محمداً رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - لا ينطق عن الهوى حتى في أحاديث السنّة النبويّة غير إنّها ليست محفوظة من التحريف والتزييف عن النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم، ولذلك جعل الله كتابه القرآن العظيم هو المرجع لكشف الأحاديث المكذوبة عن النبيّ، وعلّمكم الله بالحقّ أنّ الحديث المكذوب عن النبيّ - صلّى الله عليه وآله وسلّم - إذا كان من عند الشيطان فسوف تجدون بينه وبين محكم القرآن اختلافاً كثيراً لكون الحقّ والباطل نقيضان لا يتّفقان، وما يريد منكم الإمام المهديّ غير ذلك إن كنتم تعقلون، فمَن ترَون الظالمين منّا؟ فهل هم الذين يؤمنون بكتاب الله وسنّة رسوله الحقّ ويكفرون بما خالف لمحكم كتاب الله في السنّة النبويّة لكون الحديث الذي يروى أنّه عن النبيّ غير أنّه يأتي مخالفاً لكلام الله في محكم آياته فهو حديث من عند غير الله ورسوله بل من عند الشيطان وأوليائه، وقال الله تعالى: {وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَىٰ أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ ۖ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:121].
ولكن للأسف فإنّكم قد أطعتموهم حتى أشركتم بالله يا معشر المسلمين وردّوكم من بعد إيمانكم كافرين بمحكم كتاب الله، ولذلك ابتعث الله الإمام المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم ليهديكم بالقرآن المجيد إلى صراط العزيز الحميد، فأقذِفُ بالحقّ في آيات الكتاب المحكمات على الباطل المُفترى فيدمغه فإذا هو زاهقٌ ولكم الويل مما تصفون، ولسوف أثبت بالبرهان المبين أنّ كذلك المُسلمين قد أشركوا بالله فاتّبعوا ملّة المشركين من أهل الكتاب الذين يبالغون في أنبياء الله ورسله فيعظِّمونهم بغير الحقّ كما يعظّم النّصارى عبد الله ورسوله المسيح عيسى ابن مريم صلّى الله عليه وآله وسلّم.
ولربّما يودُّ أحد علماء المسلمين أن يقاطعني فيقول: "يا ناصر محمد اليماني اتّقِ الله، فكيف تفتي في عقيدة المسلمين وعلمائهم أنّهم قد أشركوا بالله كمثل أهل الكتاب؟ ولكنّنا لا نعتقد أنّ محمداً رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - ابن الله سبحانه وتعالى علوَّاً كبيراً". ومن ثمّ يردّ عليكم الإمام المهديّ المبعوث ليهديكم بالقرآن المجيد إلى صراط العزيز وأقول: يا علماء المسلمين وأمّتهم فهل تعتقدون أنّه يحقّ لكم أن تنافسوا محمداً رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - في حبّ الله وقربه؟ ومعلومٌ جوابكم فسوف تقولون: "احذر أيّها المدعو ناصر محمد اليماني، أفلا تعلم أنّ محمداً رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - هو حبيب الله فهو أكرم من إبراهيم خليل الله عليه الصلاة والسلام، فكيف تريدنا أن نعتقد أنّه يحقّ لنا أن ننافس محمداً رسول الله في حبّ الله وقربّه وهو حبيب الله المصطفى بل هو أكرم عبدٍ عند الله". ثمّ يردّ عليكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني ويقول: ولكنّي لا أجد في محكم الكتاب أنّ النتيجة قد أُعلِنت لعبيد الله أيّهم أكرم عند الله فلا يزال العبد الأكرم مجهولاً، وهو الأحبّ والأقربّ إلى الله، ولذلك لا يزالون يبتغون إلى ربّهم الوسيلة أيّهم أقربّ، وكل عبدٍ ممن هداهم الله يتمنّى أن يكون هو ذلك العبد الأحبّ والأقربّ إلى الربّ، ولكنّ بدل أن تقتدوا بهداهم فإنّكم تعرضون فتتّبعون الشرك فتُبالغون فيهم بغير الحقّ فترجون شفاعتهم لكم بين يدي الله، وقال الله تعالى: {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا ﴿٥٦﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا ﴿٥٧﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].
ولكنّ الله أفتاكم بأنّه لا يعلم أنّه يحقّ لعبدٍ أن يتقدّم للشفاعة بين يدي الربّ المعبود، وقال الله تعالى: {وَيَقُولُونَ هَـٰؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللَّـهِ ۚ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّـهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ ۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ} صدق الله العظيم [يونس:18]. ولربّما يودُّ أن يقاطعني أحد فطاحلة علماء الأمّة فيقول: "إنّما يقصد الذين يعبدون الأصنام". ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ وأقول: أفلا تعلم سرّ عبادة الأصنام كيف كانت بادئ الأمر؟ إنّما هي تماثيل لعِباد الله المكرمين فتَصْنَعُ له الأممُ الأولى صنماً بعد موته فيدعونه من دون الله لكونه عبدٌ مكرّمٌ عند ربّه، ومن الأمّة الأولى الذين صوّروا التمثال طبق صورة نبيّ الله المكرَّم أو صورة أحد أولياء الله المكرّمين ممّن عرفوا بالكرامات فهم يعرفون صورهم في الحياة الدنيا، وإنّما يظل سرّ عبادة الأصنام جيلاً بعد جيلٍ ولكن الذين جعلوا الصنم كمثل صورة رجل من أولياء الله الصالحين حتى إذا حشرهم الله ومن صنعوا لصورهم تماثيل ليعبدوهم من دون الله ولذلك يعرفونهم، وقال الله تعالى: {وَإِذَا رَأَى الَّذِينَ أَشْرَكُوا شُرَكَاءَهُمْ قَالُوا رَبَّنَا هَـٰؤُلَاءِ شُرَكَاؤُنَا الَّذِينَ كُنَّا نَدْعُو مِن دُونِكَ ۖ فَأَلْقَوْا إِلَيْهِمُ الْقَوْلَ إِنَّكُمْ لَكَاذِبُونَ ﴿٨٦﴾} صدق الله العظيم [النحل]. وذلك لأنّهم يعلمون أنّهم أمروهم بعبادة الله وحده لا شريك له ولم يأمروهم أن يعظّموهم من دون الله ولم يأمروهم أن يتركوا التنافس إلى الله حصرياً لهم من دونهم، ولذلك ألقى الله بالسؤال إلى أنبياء الله ورسله وأوليائه المكرّمين وقال الله تعالى: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ فَيَقُولُ أَأَنتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَـٰؤُلَاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ ﴿١٧﴾ قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنبَغِي لَنَا أَن نَّتَّخِذَ مِن دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ وَلَـٰكِن مَّتَّعْتَهُمْ وَآبَاءَهُمْ حَتَّىٰ نَسُوا الذِّكْرَ وَكَانُوا قَوْمًا بُورًا ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم [الفرقان].
ولربّما يودُّ أحد فطاحلة علماء الأمّة أن يقاطعني فيقول: "وكيف يحشر الله رسله وأنبياءه مع المشركين في نار جهنّم؟ ألم يقل الله تعالى: {احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ ﴿٢٢﴾ مِن دُونِ اللَّـهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَىٰ صِرَاطِ الْجَحِيمِ ﴿٢٣﴾} صدق الله العظيم [الصافات]؟". ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: أولئك قوم آخرون يعبدون الشياطين من دون الله ويحسبون أنّهم مهتدون، وتقول لهم الشياطين نحن من عباد الله المقرّبين، فيأمرونهم أن يعبدوهم زُلفةً إلى ربّهم ليقربوهم من ربّهم ويشفعوا لهم بين يدي الله، وما ينبغي لملائكة الرحمن المقرّبين أن يقولوا لأحدٍ أن يعبدهم قربةً إلى الله حتى إذا سألهم الله عمَّا كانوا يعبدون من دون الله قالوا كُنّا نعبد عبادك المُكرّمين من ملائكة الرحمن قربة إليك ربّنا وكانوا يأمروننا بذلك، ومن ثمّ سأل الله ملائكته وقال الله تعالى: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ أَهَـٰؤُلَاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ ﴿٤٠﴾ قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنتَ وَلِيُّنَا مِن دُونِهِم ۖ بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ ۖ أَكْثَرُهُم بِهِم مُّؤْمِنُونَ ﴿٤١﴾} صدق الله العظيم [سبأ]. ولذلك قال الله تعالى: {احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ ﴿٢٢﴾ مِن دُونِ اللَّـهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَىٰ صِرَاطِ الْجَحِيمِ ﴿٢٣﴾} صدق الله العظيم.
ويختلف الذين أشركوا بربّهم، فمنهم من عَبَدَ عباد الله المكرّمين وهؤلاء يدخلون النّار لأنّهم بالغوا فيهم بغير الحقّ فيدعونهم من دون الله، وأمّا الذين أشركوهم بالله فلا ذنب لهم كونهم يبالغون فيهم من بعد موتهم ولم يأمروهم بذلك وكانوا شهداء عليهم ما داموا فيهم، وأمّا من بعد موتهم فقالوا كفى بالله شهيداً بيننا وبينكم أننا كنّا عن عبادتكم لغافلين، وقال الله تعالى: {وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا مَكَانَكُمْ أَنتُمْ وَشُرَكَاؤُكُمْ ۚ فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ ۖ وَقَالَ شُرَكَاؤُهُم مَّا كُنتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ ﴿٢٨﴾ فَكَفَىٰ بِاللَّـهِ شَهِيدًا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِن كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ ﴿٢٩﴾ هُنَالِكَ تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ مَّا أَسْلَفَتْ ۚ وَرُدُّوا إِلَى اللَّـهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ ۖ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ ﴿٣٠﴾} صدق الله العظيم [يونس].
فهل تعلمون البيان الحقّ لقول الله تعالى: {وَرُدُّوا إِلَى اللَّـهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ ۖ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ} صدق الله العظيم؟ وذلك لأنّ الذين كانوا ينتظرون الشفاعة بين يدي الله من محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - أو غيره من الأنبياء والأولياء المكرّمين فسوف يكفرون بعقيدتهم، فمحمدٌ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - سوف يكفر بعقيدتهم بأنّه سيشفع لهم بين يدي ربّهم فيتبرأ منهم وقال الله تعالى: {وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ ﴿١٣﴾ إِن تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ ۚ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ ﴿١٤﴾} صدق الله العظيم [فاطر].
وقال الله تعالى: {أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّـهِ شُفَعَاءَ ۚ قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلَا يَعْقِلُونَ ﴿٤٣﴾ قُل لِّلَّـهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا ۖ لَّهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴿٤٤﴾} صدق الله العظيم [الزمر].
ولربّما الآن يودُّ أحد خُطباء المنابر أن يُقاطع المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّه فيقول: "قف عند حدك يا ناصر محمد اليماني فلنرجع سويّاً إلى برهانك الجديد آنفاً الذي ذكرته في قول الله تعالى: {أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّـهِ شُفَعَاءَ ۚ قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلَا يَعْقِلُونَ ﴿٤٣﴾ قُل لِّلَّـهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا ۖ لَّهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴿٤٤﴾} صدق الله العظيم، فكيف يقول الله لأنبيائه ورسله أنّهم لا يعقلون؟ ألم تنظر إلى قول الله تعالى: {أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّـهِ شُفَعَاءَ ۚ قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلَا يَعْقِلُونَ ﴿٤٣﴾} صدق الله العظيم". ومن ثمّ يردّ عليه المهديّ المنتظر ناصر محمد اليماني وأقول: سبحان ربّي فما خطبكم لا تودّون إلا أن تتّبعوا كلمات التشابه في القرآن العظيم؟! وأشهدُ لله لربّ العالمين أنّ الله يقصد أنبياءه ورسله بقوله تعالى: {أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلَا يَعْقِلُونَ} صدق الله العظيم.
ولربّما يستشيط كافة علماء الأمّة غضباً من الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني فيقولون: "وكيف تفتي بهذا البهتان على أنبياء الله ورسله أنّهم المقصودون في قول الله تعالى: {أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلَا يَعْقِلُونَ} صدق الله العظيم؟". ثمّ يردّ عليهم الإمام المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّهم وأقول: إنّما هذه الآية فيها من التشابه الذي لا يعلمُ بتأويله إلا الله والراسخون في علم الكتاب، وأعوذُ بالله أن أكون من الجاهلين، وأعلمُ من الله ما لا تعلمون. فتعالوا لكي أُبيّن لكم موضع التشابه بالضبط وهو في كلمة: {وَلَا يَعْقِلُونَ}، وسنجعل كلمة التشابه بالحجم الأكبر، وقال الله تعالى: {أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّـهِ شُفَعَاءَ ۚ قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلَا يَعْقِلُونَ ﴿٤٣﴾ قُل لِّلَّـهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا ۖ لَّهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴿٤٤﴾} صدق الله العظيم، فهو سبحانه لم يصِف أنبياءه ورُسله وعباده المكرّمين الذين زعمتم شفاعتهم بين يديّ الله أنّهم لا يعقلون؛ بل يقصد أنّهم لا يعقلون سرّ الشفاعة بين يدي الله، أيْ: لم يُحِطهم الله بسرّ الشفاعة بين يديه كون الشفاعة هي لله جميعاً فتشفع لعباده رحمتُه من غضبه، وإنّما أذِن الله للعبد الذي عقل سرّ الشفاعة أن يُخاطب ربّه كونه لن يسأل من الله الشفاعة لأحدٍ، وما ينبغي له، ولو تشفّع بين يدي الله لأحدٍ من عبيده لألقى به الله أوّل النّاس في نار جهنّم، وأعوذُ بالله أن أكون من الجاهلين؛ وذلك لأنّي أعلمُ أنّ الله هو أرحم الراحمين فكيف يشفع بين يدي الله لعباده! فهل هو أرحم الراحمين؟ سبحان الله العلي العظيم! بل الله هو أرحم الراحمين ولذلك فهو مُتحسّر على عباده الذين كذّبوا برسل ربّهم فدعوا الله فأهلكهم وكان حقاً على الله نصر رسله والمؤمنين تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} صدق الله العظيم [غافر:51].
وتجدون الأنبياء والمرسَلين والذين آمنوا فاتّبعوهم يفرحون بنصر الله لهم إذ أهلك عدوّهم وأورثهم الأرض من بعدهم فيفرحون بنصر الله حين يرونه أهلك الكافرين برغم أنّهم من الرحماء، ولكنّهم لم يتحسّروا عليهم شيئاً؛ بل فرحون أنْ أهلك عدوّهم وأورثهم الأرض من بعدهم. والسؤال الذي يطرح نفسه: فهل كذلك الله فرحٌ مسرورٌ بهذا النّصر أنْ يهلك عباده المكذّبين برسله؟ والجواب تجدونه في محكم الكتاب: {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم.
ألا والله الذي لا إله غيره وكأنّي أرى أعين القوم الذين يحبّهم ويحبّونه حين وصلوا عند هذه النقطة فاضت أعينهم من الدمع فيقولون: "يا حسرتنا على النّعيم الأعظم، فلِمَ خلقتنا يا أرحم الراحمين؟ وكيف نكون سعداء وحبيبنا الله أرحم الراحمين يقول في نفسه: {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم؟ ويا سبحان الله العظيم فكيف نتخذ رضوان الله فقط وسيلةً ليدخلنا جنّته فهل لذلك خلقنا؟ أمِنْ أجل نعيم الجنّة والحور العين ولحمِ طيرٍ ممّا يشتهون؟ أفلا نسأل ربّنا ونقول له: يا حبيبنا يا الله كيف حالك في نفسك فهل أنت فرحٌ مسرورٌ في نفسك أنّك نصرتنا فأهلكت الكافرين برسلك فأورثتنا الأرض من بعدهم؟ فأجبنا يا أرحم الراحمين فهل أنت فرح مسرور مثلنا؟ ثمّ تجدون الجواب في محكم الكتاب عن الذين يسألون عن حال ربّهم الرحمن الرحيم يقول: {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم. ومن ثمّ يبكون ويقولون: "لِمَ خلقتنا يا إله العالمين؟ فلم نرَ أنّه قد تحقّق الهدف من الخلق حتى يكون رضوان نفسك غاية وليس وسيلة، وذلك لأنّنا إذا اكتفينا فقط برضوانك علينا فهذا يعني إنّما نتّخذ رضوانك وسيلة لكي تدخلنا في جنّتك فترضينا بها، هيهات هيهات .. فبعزّتك وجلالك لا ولن نرضى حتى تُحقّق لنا النّعيم الأعظم من ملكوت الدنيا والآخرة فتكون أنت راضياً في نفسك لا مُتحسّراً ولا حزيناً على عبادك الذين ظلموا أنفسهم، فيا أسفاه على ما فات من الدّهر وربّنا في حزنٍ عميقٍ وتحسّرٍ على عباده الذين ظلموا أنفسهم فكذّبوا برسل ربّهم فأهلكهم فيقول فور هلاكهم: {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم".
ولربّما يودُّ أحد الذين لم يحيطوا بحقيقة اسم الله الأعظم أن يقاطعني فيقول: "ما خطبك يا ناصر محمد اليماني لا تزال تكرّر هذه الآية في كثيرٍ من بياناتك؟". ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ وأقول: مهلاً مهلاً حبيبي في الله فهل أنت من أشدِّ النّاس حُبّاً لله؟ فإذا كنت كذلك فوالله الذي لا آله غيره لن يرضيك الله بملكوت الدنيا والآخرة حتى يكون من هو أحبّ إليك من ملكوت الدنيا والآخرة قد رضي في نفسه ولم يعد متحسّراً ولا حزيناً، وهذا إن كنت اتّخذت رضوان ربّك غاية وليس وسيلة. ولربّما يودُّ آخر أن يقول: "وكيف لي أن أعلم هل أنا اتّخذت رضوان الله غاية أم وسيلة؟". ومن ثمّ يفتيه الإمام المهديّ ويقول: فانظر إلى نفسك واصدق الله يصدقك فإن كنت تجد في نفسك أنّ الله لو يتوفّاك فيدخلك جنّته فور موتك فتجد أنّك سوف ترضى فتكون فرحاً مسروراً كمثل الذين قال الله تعالى عنهم: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ﴿١٦٩﴾ فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّـهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿١٧٠﴾ يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّـهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّـهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ ﴿١٧١﴾} صدق الله العظيم [آل عمران]. فإن كنت ترى أنّك سوف ترضى بذلك فور موتك فاعلم أنّك اتّخذت رضوان الله وسيلةً لكي يدخلك جنّته كمثل هؤلاء المُكرمين تجدهم: {فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّـهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿١٧٠﴾ يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّـهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّـهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ ﴿١٧١﴾} صدق الله العظيم.
وبما أنّه تحقّق هدفهم ومنتهى أملهم أن يدخلهم الله جنّته ويقيهم من ناره ولذلك تجدهم فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألَّا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون. ولكنّ إذا كان حُبّك لله هو أعظم من جنّة الملكوت وحورها ونعيمها فوالله الذي لا إله غيره لن ترضى حتى يكون من أحببتَ راضياً في نفسه لا متحسّراً ولا حزيناً، فإذا كنت كذلك فاعلم أنّك اتّخذت رضوان الله غاية وليس وسيلة لكي يدخلك جنّته، ولذلك لن ترضى حتى يكون الله راضياً في نفسه، ولذلك خلقكم لتعبدوا نعيم رضوانه على عباده.
ونعود الآن لقول الله تعالى: {أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّـهِ شُفَعَاءَ ۚ قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلَا يَعْقِلُونَ ﴿٤٣﴾} صدق الله العظيم [الزمر]. وكما أفتيناكم من قبل بكلمة التشابه في هذه الآية لا يعلمُ تأويلها إلا الله والراسخون في علم الكتاب، وبما أنّ الإمام المهديّ هو منهم فلا بُدّ أن يعلّمه الله فيزيده بعلم بيان المُتشابه في القرآن العظيم، وإنّما التشابه هو في كلمةٍ واحدةٍ وهي قول الله تعالى: {أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّـهِ شُفَعَاءَ ۚ قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلَا يَعْقِلُونَ ﴿٤٣﴾ قُل لِّلَّـهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا ۖ لَّهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴿٤٤﴾} صدق الله العظيم [الزمر]. فانظروا بالضبط لكلمة التشابه: {وَلَا يَعْقِلُونَ} فما يقصد بذلك؟ والجواب حقيقٌ لا أقول على الله إلا الحقّ، فإنّه يقصد بقوله ولا يعقلون أي:
إنّهم لا يعلمون عن سرّ الشفاعة، وذلك لأنّ الشفاعة لله جميعاً، وإنّما يعلم بسرّ الشفاعة هو الذي يُعلّم النّاس بحقيقة اسم الله الأعظم، ولذلك يأذن الله له بالخطاب إلى الربّ كونه يعلم بسرّ الشفاعة أنّها لله جميعاً فيحاجّ ربّه في تحقيق النّعيم الأعظم وهو أن يكون الله راضياً في نفسه لكي يحقّق له النّعيم الأعظم، وكيف يرضى الله في نفسه؟ وذلك حتى يدخل عباده في رحمته، وذلك هو سرّ الخطاب في الشفاعة، ليس أنّه سيشفع بل سوف يحاجّ ربّه أن يحقّق له النّعيم الأعظم من جنّته، وبما أنّ عبده يخاطب ربّه في الخطاب بالقول الصواب وهو أن يحقّق له النّعيم الأعظم من جنّته ثمّ يرضى الله، فإذا رضي في نفسه تحقّقت الشفاعة من الله إلى الله فشفعت لهم رحمته من غضبه، إذاً العبد الذي يأذن الله له بالخطاب فقال صواباً إنّما يحاجّ ربّه أن يحقّق له النّعيم الأعظم من جنّته فيرضى، ولذلك لا تُغني عنهم شفاعة جميع ملائكة الله المقرّبين كونهم لا يعلمون بسرّ الشفاعة إلا بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى، فهنا يتبيّن للنّاس أجمعين حقيقة اسم الله الأعظم ولذلك خلقهم. ولذلك قال الله تعالى: {أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّـهِ شُفَعَاءَ ۚ قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلَا يَعْقِلُونَ ﴿٤٣﴾ قُل لِّلَّـهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا ۖ لَّهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴿٤٤﴾} صدق الله العظيم.
وتجدون أنّ كلمة {وَلَا يَعْقِلُونَ} تأتي في مواضع يقصد بها الفهم والعلم. وقال الله تعالى: {يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:75].
وقال الله تعالى: {وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ ۖ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ ﴿٤٣﴾} صدق الله العظيم [العنكبوت].
إذاً تبيّن لكم الآن المقصود من قول الله تعالى: {أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّـهِ شُفَعَاءَ ۚ قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلَا يَعْقِلُونَ ﴿٤٣﴾ قُل لِّلَّـهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا ۖ لَّهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴿٤٤﴾} صدق الله العظيم. وأنّه حقاً يقصد بقوله تعالى: {وَلَا يَعْقِلُونَ}، أي: ولا يعقلون سرّ الشفاعة أنّها لله جميعاً فتشفع لعبيده رحمتُه من غضبه حين يحاجّه عبده أن يحقّق له النّعيم الأعظم، وذلك لأنّه علِم أنّ الله أرحم الراحمين مُتحسّرٌ في نفسه على عباده الذين ظلموا أنفسهم، وسبب حسرته عليهم في نفسه إنّما هو لأنّه أرحم الراحمين فلا يوجد من هو أرحم بعباده منه سبحانه! بل وعده الحقّ وهو أرحم الراحمين. وإنّما يحاجّ الذي علِم بسرّ الشفاعة في تحقيق اسم الله الأعظم وهو أن يرضى في نفسه فإذا رضي في نفسه تحقّقت الشفاعة، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّـهُ لِمَن يَشَاءُ وَيَرْضَىٰ ﴿٢٦﴾} صدق الله العظيم [النجم].
وسلامٌ على المرسَلين، والحمد لله ربِّ العالمين ..
أخو بني آدم في الدم من حواء وآدم عبد النّعيم الأعظم؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
__________________
الحمدلله رب العالمين وبالله نستعين وسلام على عباده المصطفين ...
الشفاعة يا اخي الكريم لعباده الذين تححقوا بأقل مراتب التقوى وهو توحيد الله
يا عباد الله ،الحق اقول لكم ،أن الموحدين على ثلاث مراتب
الاول ،المقربين والمتنافسين في القربى والمتسابقين في الخيرات الى الله وهاؤلاء عسى ان يدخلون الجنة بلا حساب برحمة الله
الثاني: اهل اليمين وهم على خير بإذن الله فتوزن اعمالهم فيسلموا برحمة الله
الثالث:خلطوا عمل صالح وعمل سيئ وكانت عليهم مظالم خلق وذنوب كثيره فهاؤلاء كثير منهم من يدخلون النار ويحاسبهم الله على عظيم ذنوبهم
ولكن هم ايضا من الموحدين وذنوبهم متفاوته وقال الله عز وجل
ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالا بعيدا
اخي الكريم انظر واسمع وتدبر و لا تتبع اهل الهوى فتضل عن السبيل بعد ان جاءك محكم ومبين من الله وابتغيت تأويل اهل الهوى
إن الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر مادون ذلك لمن يشاء
فهاؤلاء الذين دخلوا النار من الموحدين الغير مشركين بالله يشاء الله منهم ما تتم الشفاعة له ويرحم ويخرج من النار
حبيبي في الله ربك يكلمك بلغة عربية فصيحة واضحة إن الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ولهذا لا تتم الشفاعة إلا اذا شاء الله واذن ورضي له قولا
أما الذين اشركوا بالله فلا شفاعة لهم ولا مغفرة ولا رحمة هذا بكلام الله
وقال الله عز وجل
فما تنفعهم شفاعة الشافعين
ولأن الشفاعة جميعا لله فلا يأذن ولا يقبل ان تتم لهم شفاعة لأن الله قد احكم قوله
كذلك يريهم الله اعمالهم حسرات عليهم وما هم بخارجين من النار
وقد احكم الله قوله فقال :
إن الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر مادون ذلك لمن يشاء
والشفاعة جميعها لله فلا تكون إلا من بعد اذنه ورضاه لقوله عز وجل
يومئذ لا تنفع الشفاعة الا من اذن له الرحمن ورضي له قولا
فرحمة الله لا تزال قائمة ومتحققه لكل موحد بالله مهما بلغت ذنوبه ولكن لمن يشاء الله لقوله
ويغفر مادون ذلك لمن يشاء
..............................
يا عباد الله الحق اقول لكم ،ان التأويل سوف يهلككم ويبعدكم عن ربكم ،تخالفون المحكم وتعتبرون ذلك قربة الى الله
واما بيان ناصر والله لا ادري من اين ابدأ من كثرة التناقضات التي فيها
وحتى يريكم الله ان الذي جاءكم بقول او كلام ليقول لكم هذا من عند الله ،قال الله اعرضوه على الكتاب فإن وجدتم اختلاف فأعلموا انه هوى و ضلال
ناصر قال لكم ان تحسر الله يقع بعد تحسر اهل النار وعندها تتم الشفاعة اي رحمة الله فيخرجهم من النار
سوف نعرض كلامه على الكتاب
كذلك يريهم الله اعمالهم حسرات عليهم وما هم بخارجين من النار
ظهر الحق وهذا الكتاب يخالف كلامه
فبعد ان تحسروا وندموا وكانت اعمالهم حسرات عليهم فلم يقل الله انه تحسر على تحسرهم بل يرد الله على ناصر بضربه صاعقة بقوله وماهم بخارجين من النار
ماذا بعد الحق إلا الضلال فمن شاء فاليؤمن ومن شاء فاليكفر
يا الله ويا ربي العظيم ها نحن آمنا بكلامك المحكم ولم نقل إلا بقولك ولم نتبع إلا ما انزلت لنا محكما وميسرا للذكر فاغفر لنا واعف عنا
اما انتم ماذا ستقولون؟؟؟؟؟ هل ستقولون يا الله آمنا بوحي التفهيم وسر المهدي وتأويل الخبير بالرحمن من عند انفسنا وبفهمنا و رددنا المحكم بوحي التفهيم و بدلنا الكلم عن مواضعه بأمر الخبير بك وبأمر قسورة..
وكل ذلك اسماء سميتموها من عند انفسكم ما انزل الله بها من سلطان
وحسبي الله ونعم الوكيل