- 83 -
إمامنا الغالي ماهي الصلاة الجهرية التي أمرنا الله بالجهر بالقرآءة فيها ؟
وما هي الصلاة الوسطى ؟
بسم الله الرحمن الرحيم
أما مواقيت الصلوات الخمس
فقد جاء ذلك في القُرآن العظيم بأن ثلاث من الصلوات الخمس جعل الله ميقاتهُنّ في زُلفةً من الليل،
في أوله وأخره.
ومعنى الزُلفة أي: ميقات قريب من أول النهار وآخره. وأما اثنتين فجعلهُنّ الله في النهار فيكونا في طرفي نهار العشي.
ونهار العشي من الظُهر وينتهي بغروب الشمس. وقال الله تعالى:
{إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ ﴿٣١﴾ فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ
عَن ذِكْرِ رَبِّي حَتَّىٰ تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ ﴿٣٢﴾}
صدق الله العظيم, [ص]
فمن خلال هذه الآية نفهم بأن نهار العشي طرفه الأول حين تكون الشمس بمنتصف السماء وطرفه الآخر عند الغروب.
فينتهي وقت صلاة العصر بتواري الشمس وراء الحجاب، فيدخل ميقات صلاة المغرب فيستمر إلى غسق الليل
فيدخل ميقات صلاة العشاء.وقال الله تعالى:
{وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ}
صدق الله العظيم, [هود]
فأما طرفي النهار فهو:
يتكلم عن نهار العشي، وطرفيه هم الظهر في طرف نهار العشي الأول فيكون عند وقت صلاة الظُهر، والطرف الآخر
في وقت صلاة العصر إلى الغروب وتواري الشمس بالحجاب.
وأما زُلفاً من الليل:
فقد بيّنا بأن الزُلفة أي الوقت القريب من النهار، سواء في قطع من أول الليل وهو وقت صلاة المغرب والعشاء،
أو قطعاً من آخر الليل وهو وقت صلاة الفجر ويمتد ميقاتها إلى لحظة طلوع الشمس.
ولربما يود ابن عُمر أو غيره أن يقول: مهلاً ..
إنما يقصد طرفي النهار أي الفجر والمغرب فكيف تجعل طرف النهار وسطه؟!! ومن ثُمّ نقول له: اعلم بأن النهار يتكون من نهار الغدو
وهو من طلوع الشمس إلى المُنتصف والانكسار فيدخل نهار العشي، وأطراف نهار الغدو والعشي تحتويهما بالضبط صلاة الظهر.
وقال الله تعالى:
{فَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا ۖ وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَىٰ ﴿١٣٠﴾}
صدق الله العظيم, [طه]
فأما قوله تعالى:{وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ}
صدق الله العظيم
وذلك ميقات التسبيح لله في صلاة الفجر وينتهي ميقاتها بطلوع الشمس،
وميقاتها من الدلوك إلى الشروق بطلوع الشمس.
وأما قوله تعالى:{وَقَبْلَ غُرُوبِهَا}
صدق الله العظيم
وذلك ميقات التسبيح لله في صلاة العصر، وينتهي ميقاتها بتواري الشمس وراء الحجاب.
وأما قوله تعالى:{وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ}صدق الله العظيم
وهو أوانه الأول، ويبتدئ من الشفق بعد الغروب إلى الغسق. وذلك ميقات صلاة المغرب والعشاء وهُنّ قريبات من بعض
فصلاة المغرب منذ أن تتوارى الشمس في الحجاب إلى إقبال الغسق فيدخل ميقات صلاة العشاء، وذلك هو آناء الليل.
ويقصد أوانه الأول من الشفق إلى الغسق. وأما قوله تعالى:{وَأَطْرَافَ النَّهَارِ}صدق الله العظيم
وهو مُلتقى أطراف نهار الغدو ونهار العشي، ومجمعهما في ميقات صلاة الظهر.
ولا أظن أحداً الآن سوف يقاطعني ليقول:
بل معنى قوله وأطراف النهار أي طرفه من الفجر وطرفه الآخر هو العصر.
فنقول :ولكنك كررت صلوات وأضعت أُخر! فتدبر الآية جيداً تجد بأنه ذكر ميقات صلاة الفجر وكذلك ميقات صلاة العصر،
فكيف تظن قوله: {وَأَطْرَافَ النَّهَارِ} بأنه يقصد صلاة الفجر والعصر وهو قد ذكرهم بقوله تعالى:
{وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا}
إذاً ليس لك الآن إلّا أن تيقن بأنه حقّ ميقات صلاة الظهر تكون في مجمع أطراف النهار، ومجمع أطراف نهار الغدوة
ونهار الروحة يحتويهما وقت صلاة الظهر.
ومن ثم نأتيكم بآية من القرآن العظيم تؤكد ما سلف ذكره بأن الصلوات
خمس وليس ثلاث. وقال الله تعالى:
{فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ ﴿١٧﴾ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ ﴿١٨﴾}
صدق الله العظيم, [الروم]
وإلى التأويل المُطابق بالحق مع الآيات التي ذكرناها من قبل:{فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ}
صدق الله العظيم
وإنما الحين هو الوقت المُحدد للتسبيح في الصلوات. لذلك يقول: {حِينَ}
وأما التسبيح المُطلق فهو في النوافل والذكر، وهي في أي وقت من الأوقات.
كمثال قوله تعالى:{إِنَّ لَكَ فِي النَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا ﴿٧﴾}
صدق الله العظيم, [المزمل]
وأما إذا تم التحديد بقوله: {حِينَ} فذلك تحديد الوقت، وذلك الوقت قد أصبح معلوم للتسبيح لله في الفرض.
تصديقاً لقوله تعالى:
{إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا}
صدق الله العظيم, [النساء:103]
يكون وقت صلاة مفروضة بلا شك أو ريب نظراً لتحديد وقت التسبيح،
ويقصد بذلك التسبيح لله في صلاة مفروضة. ألستم إذا ركعتم تُسبحون وتحمدون
وإذا سجدتم تُسبحون وتحمدون. وقال الله تعالى:
{فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ ﴿١٧﴾ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ ﴿١٨﴾}
صدق الله العظيم, [الروم]
وإلى التأويل: {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ} وذلك تحديد الوقت للتسبيح من الشفق بعد غروب الشمس إلى الغسق،
وذلك هو حين تمسون وهو أول الليل، ويقصد بذلك وقت صلاة المغرب من الشفق بعد غروب الشمس إلى الغسق وهو دخول ميقات صلاة العشاء.
فذلك هو المعنى لقول حين تمسون، وهو زلفاً من أول الليل وذلك الذكر والتسبيح في صلاة المغرب والعشاء.
وأما قوله تعالى: {وَحِينَ تُصْبِحُونَ} وذلك الوقت المعلوم للذكر
والتسبيح في صلاة الفجر.
وأما قوله تعالى: {وَعَشِيًّا} وذلك الوقت المعلوم لصلاة العصر، وجاء مُطابق لما سبق ذكره وبيانه وبرهانه في أول الخطاب
هذا بأن العشي هو العصر.وأما قوله تعالى: {وَحِينَ تُظْهِرُونَ} وذلك هو الوقت المعلوم لصلاة الظُهر.
ونأتي الآن لذكر الصلاة الوسطى، ويقصد بأنها وسطى من ناحية وقتية ولا يقصد وسطى من ناحية عددية. وقال الله تعالى:
{حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ ﴿٢٣٨﴾}
صدق الله العظيم, [البقرة]
وهذا أمر إلهي بالحفاظ على الخمس الصلوات وهُنّ: الفجر و الظُهر و العصر و المغرب و العشاء. ومن ثُمّ كرر التنويه بالحفاظ على الصلاة الوسطى نظراً لميقاتها الصعب، ومن ثُمّ أمرنا أن نقوم فيها بدعاء القنوت لله ولا ندعو سواه ولا ندعو مع الله أحداً، وكذلك هذه الصلاة مشهودة من قبل المعقبات والدوريات الملائكية وتلك هي صلاة الفجر.
وصلاة الفجر هي الصلاة الوسطى، ودخول ميقاتها هو الوحيد المعلوم في القُرآن بمنتهى الدقة للجاهل والعالم
وذلك في قوله تعالى:
{وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ}
صدق الله العظيم, [البقرة:187]
فميقاتها بالوسط بين الليل والنهار، وتلك لحظة الإمساك. والأذان للفجر والإمساك
معاً ومن ثم يتموا الصيام إلى الليل وهو ميقات صلاة المغرب.
ومن ثم يأتي ذكر الصلوات الخمس مع التنويه والتوضيح أيهم الصلاة الوسطى
وذلك في قوله تعالى:
{أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ۖ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ
كَانَ مَشْهُودًا ﴿٧٨﴾}
صدق الله العظيم, [الإسراء]
وهذه الآية تحتوي على الصلوات الخمس مع تكرار التنويه للحفاظ
على الصلاة الوسطى مع التوضيح أيهم من الصلوات.
وقال الله تعالى:
{حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ ﴿٢٣٨﴾}
صدق الله العظيم, [البقرة]
فقد بيّن لنا أيهم بإشارة دعاء القنوت فيها وتلك هي الصلاة الوسطى، ومن ثم تأتي آية أُخرى لتوضيح أكثر للصلاة الوسطى
بعد أن ذكر الوقت الشامل لصلوات الخمس في قوله تعالى:
{أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ۖ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا ﴿٧٨﴾}
صدق الله العظيم, [الإسراء]
فهذه الآية ذكرت جميع الصلوات الخمس بدءً من دلوك الشمس بالأرض من ناحية المشرق فتبين لنا الخيط الأسود من الخيط الأبيض من الفجر فهل كان ذلك إلّا بسبب دلوك الشمس من المشرق، وذلك ميقات صلاة الفجر أول ما يقوم النائم المصلي لأدائها فيستمر في أداء الصلوات الخمس من أولهُنّ عند دلوك الشمس فيبين لنا دلوك الشمس ظهور الخيط الأبيض بالمشرق إلى غسق الليل وهي آخر الصلوات
وتلك هي صلاة العشاء. ومن ثُمّ يأتي التنويه للقيام والحفاظ على الصلاة الوسطى
وذلك قوله تعالى:
{وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ۖ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا}
صدق الله العظيم
إذاً صلاة الفجر هي الصلاة الوسطى.
تصديقاً لقول الله تعالى:{وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَىٰ ﴿١﴾ وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّىٰ ﴿٢﴾}
صدق الله العظيم, [الليل]
وذلك الليل يغشى النهار من جهة الفجر فيكور الليل على النهار من ميقات
صلاة الفجر يولج الليل في النهار يطلبه حثيثاً. إذاً أقسم الله بوقت واحد
وهو ميقات صلاة الفجر.وكذلك قول الله تعالى:
{وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ ﴿١٧﴾ وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ ﴿١٨﴾}
صدق الله العظيم, [التكوير]
وكذلك أقسم بوقت صلاة الفجر، فمعنى قوله:{عَسْعَسَ} أي: أدبر وانجلى وتنفس الصُبح.
ولربما يُريد أحدكم أن يُجادلني فيقول:
بل أقسم بوقتين وهما المغرب بقوله عسعس، والفجر بقوله تنفس. ومن ثُمّ أرد عليه فأقول:
ولكني لا أفسر القرآن بالضن مثلك، بل أقول إنهُ أقسم في هذه الآية بوقت واحد وهو وقت صلاة الفجر.
وتعال لأعلمك بالبُرهان الأوضح لهذه الآية. وقال الله تعالى:{وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ ﴿٣٣﴾ وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ ﴿٣٤﴾}
صدق الله العظيم, [المدثر]
فهل ترى البيان واضح وجلي بأنهُ وقت واحد وليس وقتين؟!!
والليل إذا أدبر أي ولّى، والصٌبح إذا أسفر أي ظهر. وجاء هذا القسم ليُبين قسم آخر وهو:
{وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ ﴿١٧﴾ وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ ﴿١٨﴾}
صدق الله العظيم, [التكوير]
وقد علمناكم بأن معنى عسعس أي: أدبر. والصبح إذا تنفس أي: ظهر. وتلك هي الصلاة الوسطى لو كُنتم تعلمون. وهي صلاة الفجر ولكنكم حسبتموها من ناحية عددية بأنها العصر، والقرآن حسبها من ناحية وقتية بأنها الفجر، وذلك لأن ميقاته يكون في الخيط الأبيض. والخيط الأبيض هو خط وسط بين الليل والنهار، وذلك لأن ظهوره عند تنفس النهار وإدبار الليل فهو في الوسط لذلك يسميه القُرآن الصلاة الوسطى. ولو كنتم تخشون أن تقولون على الله ما لا تعلمون لرجعتم إلى القرآن ولن يترك الله لكم الحُجة، فسوف تجدون القرآن يوضّحها لكم في موقع آخر في نفس الموضوع، فقد ذكر الصلاة الوسطى في آية مُبهمة فيها الصلاة الوسطى، ولكنهُ جعل لها إشارةً بأنها تلك الصلاة التي علّمكم رسول الله أن تقنتوا فيها نظراً لأنها في أول النهار وقبل بدء النشور في الأعمال وأن عليكم أن تقومون فيها لله قانتين
بالدعاء بعد الركوع الأخير. وقال الله تعالى:
{حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ ﴿٢٣٨﴾}
صدق الله العظيم, [البقرة]
ومن ثُمّ بيّنها الله لكم في آية أُخرى وأنها التي يُجهر فيها بالقرآن.
وقال الله تعالى:
{أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ۖ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ
كَانَ مَشْهُودًا ﴿٧٨﴾}
صدق الله العظيم, [الإسراء]
فتلقيتم نفس الأمر في قوله تعالى:
{حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ ﴿٢٣٨﴾}
صدق الله العظيم, [البقرة]
بمعنى: أن تحافظوا على الصلوات الخمس. ثُمّ نوّه على الحفاظ على الصلاة الوسطى نظراً لأنها في ميقات صعب، طرف السُبات الأخير
عند بزوغ الفجر يؤذن المؤذن وعندها تمسكون عن الطعام وعن الشراب في شهر رمضان. ولكن للأسف جعلوا الدلوك هو الاختفاء
وكأن صلاة المغرب هي الأولى!بل الدلوك هو اقتراب النهار ويتبين لك ظهوره بخيطه الأبيض إلى جانب الأرض من الشرق.
فهل أنتم مؤمنون ومتّبعون الهادي إلى الصِراط___المُستقيم؟
وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين..
خليفة الله الإمام المهدي ناصر مُحمد اليماني
۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞
- - - تم التحديث - - -
- 83 -
إمامنا الغالي ماهي الصلاة الجهرية التي أمرنا الله بالجهر بالقرآءة فيها ؟
وما هي الصلاة الوسطى ؟
بسم الله الرحمن الرحيم
أما مواقيت الصلوات الخمس
فقد جاء ذلك في القُرآن العظيم بأن ثلاث من الصلوات الخمس جعل الله ميقاتهُنّ في زُلفةً من الليل،
في أوله وأخره.
ومعنى الزُلفة أي: ميقات قريب من أول النهار وآخره. وأما اثنتين فجعلهُنّ الله في النهار فيكونا في طرفي نهار العشي.
ونهار العشي من الظُهر وينتهي بغروب الشمس. وقال الله تعالى:
{إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ ﴿٣١﴾ فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ
عَن ذِكْرِ رَبِّي حَتَّىٰ تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ ﴿٣٢﴾}
صدق الله العظيم, [ص]
فمن خلال هذه الآية نفهم بأن نهار العشي طرفه الأول حين تكون الشمس بمنتصف السماء وطرفه الآخر عند الغروب.
فينتهي وقت صلاة العصر بتواري الشمس وراء الحجاب، فيدخل ميقات صلاة المغرب فيستمر إلى غسق الليل
فيدخل ميقات صلاة العشاء.وقال الله تعالى:
{وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ}
صدق الله العظيم, [هود]
فأما طرفي النهار فهو:
يتكلم عن نهار العشي، وطرفيه هم الظهر في طرف نهار العشي الأول فيكون عند وقت صلاة الظُهر، والطرف الآخر
في وقت صلاة العصر إلى الغروب وتواري الشمس بالحجاب.
وأما زُلفاً من الليل:
فقد بيّنا بأن الزُلفة أي الوقت القريب من النهار، سواء في قطع من أول الليل وهو وقت صلاة المغرب والعشاء،
أو قطعاً من آخر الليل وهو وقت صلاة الفجر ويمتد ميقاتها إلى لحظة طلوع الشمس.
ولربما يود ابن عُمر أو غيره أن يقول: مهلاً ..
إنما يقصد طرفي النهار أي الفجر والمغرب فكيف تجعل طرف النهار وسطه؟!! ومن ثُمّ نقول له: اعلم بأن النهار يتكون من نهار الغدو
وهو من طلوع الشمس إلى المُنتصف والانكسار فيدخل نهار العشي، وأطراف نهار الغدو والعشي تحتويهما بالضبط صلاة الظهر.
وقال الله تعالى:
{فَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا ۖ وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَىٰ ﴿١٣٠﴾}
صدق الله العظيم, [طه]
فأما قوله تعالى:{وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ}
صدق الله العظيم
وذلك ميقات التسبيح لله في صلاة الفجر وينتهي ميقاتها بطلوع الشمس،
وميقاتها من الدلوك إلى الشروق بطلوع الشمس.
وأما قوله تعالى:{وَقَبْلَ غُرُوبِهَا}
صدق الله العظيم
وذلك ميقات التسبيح لله في صلاة العصر، وينتهي ميقاتها بتواري الشمس وراء الحجاب.
وأما قوله تعالى:{وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ}صدق الله العظيم
وهو أوانه الأول، ويبتدئ من الشفق بعد الغروب إلى الغسق. وذلك ميقات صلاة المغرب والعشاء وهُنّ قريبات من بعض
فصلاة المغرب منذ أن تتوارى الشمس في الحجاب إلى إقبال الغسق فيدخل ميقات صلاة العشاء، وذلك هو آناء الليل.
ويقصد أوانه الأول من الشفق إلى الغسق. وأما قوله تعالى:{وَأَطْرَافَ النَّهَارِ}صدق الله العظيم
وهو مُلتقى أطراف نهار الغدو ونهار العشي، ومجمعهما في ميقات صلاة الظهر.
ولا أظن أحداً الآن سوف يقاطعني ليقول:
بل معنى قوله وأطراف النهار أي طرفه من الفجر وطرفه الآخر هو العصر.
فنقول :ولكنك كررت صلوات وأضعت أُخر! فتدبر الآية جيداً تجد بأنه ذكر ميقات صلاة الفجر وكذلك ميقات صلاة العصر،
فكيف تظن قوله: {وَأَطْرَافَ النَّهَارِ} بأنه يقصد صلاة الفجر والعصر وهو قد ذكرهم بقوله تعالى:
{وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا}
إذاً ليس لك الآن إلّا أن تيقن بأنه حقّ ميقات صلاة الظهر تكون في مجمع أطراف النهار، ومجمع أطراف نهار الغدوة
ونهار الروحة يحتويهما وقت صلاة الظهر.
ومن ثم نأتيكم بآية من القرآن العظيم تؤكد ما سلف ذكره بأن الصلوات
خمس وليس ثلاث. وقال الله تعالى:
{فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ ﴿١٧﴾ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ ﴿١٨﴾}
صدق الله العظيم, [الروم]
وإلى التأويل المُطابق بالحق مع الآيات التي ذكرناها من قبل:{فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ}
صدق الله العظيم
وإنما الحين هو الوقت المُحدد للتسبيح في الصلوات. لذلك يقول: {حِينَ}
وأما التسبيح المُطلق فهو في النوافل والذكر، وهي في أي وقت من الأوقات.
كمثال قوله تعالى:{إِنَّ لَكَ فِي النَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا ﴿٧﴾}
صدق الله العظيم, [المزمل]
وأما إذا تم التحديد بقوله: {حِينَ} فذلك تحديد الوقت، وذلك الوقت قد أصبح معلوم للتسبيح لله في الفرض.
تصديقاً لقوله تعالى:
{إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا}
صدق الله العظيم, [النساء:103]
يكون وقت صلاة مفروضة بلا شك أو ريب نظراً لتحديد وقت التسبيح،
ويقصد بذلك التسبيح لله في صلاة مفروضة. ألستم إذا ركعتم تُسبحون وتحمدون
وإذا سجدتم تُسبحون وتحمدون. وقال الله تعالى:
{فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ ﴿١٧﴾ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ ﴿١٨﴾}
صدق الله العظيم, [الروم]
وإلى التأويل: {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ} وذلك تحديد الوقت للتسبيح من الشفق بعد غروب الشمس إلى الغسق،
وذلك هو حين تمسون وهو أول الليل، ويقصد بذلك وقت صلاة المغرب من الشفق بعد غروب الشمس إلى الغسق وهو دخول ميقات صلاة العشاء.
فذلك هو المعنى لقول حين تمسون، وهو زلفاً من أول الليل وذلك الذكر والتسبيح في صلاة المغرب والعشاء.
وأما قوله تعالى: {وَحِينَ تُصْبِحُونَ} وذلك الوقت المعلوم للذكر
والتسبيح في صلاة الفجر.
وأما قوله تعالى: {وَعَشِيًّا} وذلك الوقت المعلوم لصلاة العصر، وجاء مُطابق لما سبق ذكره وبيانه وبرهانه في أول الخطاب
هذا بأن العشي هو العصر.وأما قوله تعالى: {وَحِينَ تُظْهِرُونَ} وذلك هو الوقت المعلوم لصلاة الظُهر.
ونأتي الآن لذكر الصلاة الوسطى، ويقصد بأنها وسطى من ناحية وقتية ولا يقصد وسطى من ناحية عددية. وقال الله تعالى:
{حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ ﴿٢٣٨﴾}
صدق الله العظيم, [البقرة]
وهذا أمر إلهي بالحفاظ على الخمس الصلوات وهُنّ: الفجر و الظُهر و العصر و المغرب و العشاء. ومن ثُمّ كرر التنويه بالحفاظ على الصلاة الوسطى نظراً لميقاتها الصعب، ومن ثُمّ أمرنا أن نقوم فيها بدعاء القنوت لله ولا ندعو سواه ولا ندعو مع الله أحداً، وكذلك هذه الصلاة مشهودة من قبل المعقبات والدوريات الملائكية وتلك هي صلاة الفجر.
وصلاة الفجر هي الصلاة الوسطى، ودخول ميقاتها هو الوحيد المعلوم في القُرآن بمنتهى الدقة للجاهل والعالم
وذلك في قوله تعالى:
{وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ}
صدق الله العظيم, [البقرة:187]
فميقاتها بالوسط بين الليل والنهار، وتلك لحظة الإمساك. والأذان للفجر والإمساك
معاً ومن ثم يتموا الصيام إلى الليل وهو ميقات صلاة المغرب.
ومن ثم يأتي ذكر الصلوات الخمس مع التنويه والتوضيح أيهم الصلاة الوسطى
وذلك في قوله تعالى:
{أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ۖ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ
كَانَ مَشْهُودًا ﴿٧٨﴾}
صدق الله العظيم, [الإسراء]
وهذه الآية تحتوي على الصلوات الخمس مع تكرار التنويه للحفاظ
على الصلاة الوسطى مع التوضيح أيهم من الصلوات.
وقال الله تعالى:
{حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ ﴿٢٣٨﴾}
صدق الله العظيم, [البقرة]
فقد بيّن لنا أيهم بإشارة دعاء القنوت فيها وتلك هي الصلاة الوسطى، ومن ثم تأتي آية أُخرى لتوضيح أكثر للصلاة الوسطى
بعد أن ذكر الوقت الشامل لصلوات الخمس في قوله تعالى:
{أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ۖ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا ﴿٧٨﴾}
صدق الله العظيم, [الإسراء]
فهذه الآية ذكرت جميع الصلوات الخمس بدءً من دلوك الشمس بالأرض من ناحية المشرق فتبين لنا الخيط الأسود من الخيط الأبيض من الفجر فهل كان ذلك إلّا بسبب دلوك الشمس من المشرق، وذلك ميقات صلاة الفجر أول ما يقوم النائم المصلي لأدائها فيستمر في أداء الصلوات الخمس من أولهُنّ عند دلوك الشمس فيبين لنا دلوك الشمس ظهور الخيط الأبيض بالمشرق إلى غسق الليل وهي آخر الصلوات
وتلك هي صلاة العشاء. ومن ثُمّ يأتي التنويه للقيام والحفاظ على الصلاة الوسطى
وذلك قوله تعالى:
{وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ۖ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا}
صدق الله العظيم
إذاً صلاة الفجر هي الصلاة الوسطى.
تصديقاً لقول الله تعالى:{وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَىٰ ﴿١﴾ وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّىٰ ﴿٢﴾}
صدق الله العظيم, [الليل]
وذلك الليل يغشى النهار من جهة الفجر فيكور الليل على النهار من ميقات
صلاة الفجر يولج الليل في النهار يطلبه حثيثاً. إذاً أقسم الله بوقت واحد
وهو ميقات صلاة الفجر.وكذلك قول الله تعالى:
{وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ ﴿١٧﴾ وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ ﴿١٨﴾}
صدق الله العظيم, [التكوير]
وكذلك أقسم بوقت صلاة الفجر، فمعنى قوله:{عَسْعَسَ} أي: أدبر وانجلى وتنفس الصُبح.
ولربما يُريد أحدكم أن يُجادلني فيقول:
بل أقسم بوقتين وهما المغرب بقوله عسعس، والفجر بقوله تنفس. ومن ثُمّ أرد عليه فأقول:
ولكني لا أفسر القرآن بالضن مثلك، بل أقول إنهُ أقسم في هذه الآية بوقت واحد وهو وقت صلاة الفجر.
وتعال لأعلمك بالبُرهان الأوضح لهذه الآية. وقال الله تعالى:{وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ ﴿٣٣﴾ وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ ﴿٣٤﴾}
صدق الله العظيم, [المدثر]
فهل ترى البيان واضح وجلي بأنهُ وقت واحد وليس وقتين؟!!
والليل إذا أدبر أي ولّى، والصٌبح إذا أسفر أي ظهر. وجاء هذا القسم ليُبين قسم آخر وهو:
{وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ ﴿١٧﴾ وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ ﴿١٨﴾}
صدق الله العظيم, [التكوير]
وقد علمناكم بأن معنى عسعس أي: أدبر. والصبح إذا تنفس أي: ظهر. وتلك هي الصلاة الوسطى لو كُنتم تعلمون. وهي صلاة الفجر ولكنكم حسبتموها من ناحية عددية بأنها العصر، والقرآن حسبها من ناحية وقتية بأنها الفجر، وذلك لأن ميقاته يكون في الخيط الأبيض. والخيط الأبيض هو خط وسط بين الليل والنهار، وذلك لأن ظهوره عند تنفس النهار وإدبار الليل فهو في الوسط لذلك يسميه القُرآن الصلاة الوسطى. ولو كنتم تخشون أن تقولون على الله ما لا تعلمون لرجعتم إلى القرآن ولن يترك الله لكم الحُجة، فسوف تجدون القرآن يوضّحها لكم في موقع آخر في نفس الموضوع، فقد ذكر الصلاة الوسطى في آية مُبهمة فيها الصلاة الوسطى، ولكنهُ جعل لها إشارةً بأنها تلك الصلاة التي علّمكم رسول الله أن تقنتوا فيها نظراً لأنها في أول النهار وقبل بدء النشور في الأعمال وأن عليكم أن تقومون فيها لله قانتين
بالدعاء بعد الركوع الأخير. وقال الله تعالى:
{حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ ﴿٢٣٨﴾}
صدق الله العظيم, [البقرة]
ومن ثُمّ بيّنها الله لكم في آية أُخرى وأنها التي يُجهر فيها بالقرآن.
وقال الله تعالى:
{أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ۖ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ
كَانَ مَشْهُودًا ﴿٧٨﴾}
صدق الله العظيم, [الإسراء]
فتلقيتم نفس الأمر في قوله تعالى:
{حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ ﴿٢٣٨﴾}
صدق الله العظيم, [البقرة]
بمعنى: أن تحافظوا على الصلوات الخمس. ثُمّ نوّه على الحفاظ على الصلاة الوسطى نظراً لأنها في ميقات صعب، طرف السُبات الأخير
عند بزوغ الفجر يؤذن المؤذن وعندها تمسكون عن الطعام وعن الشراب في شهر رمضان. ولكن للأسف جعلوا الدلوك هو الاختفاء
وكأن صلاة المغرب هي الأولى!بل الدلوك هو اقتراب النهار ويتبين لك ظهوره بخيطه الأبيض إلى جانب الأرض من الشرق.
فهل أنتم مؤمنون ومتّبعون الهادي إلى الصِراط___المُستقيم؟
وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين..
خليفة الله الإمام المهدي ناصر مُحمد اليماني
۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞
- - - تم التحديث - - -
- 84 -
المُحكم في المواريث
وذلك لاني أجد في محكم كتاب الله :
أن الله حين يذكر لنا ميراث الفرع قبل الأصل:
فهذا يعني أننا نستخرج نصيب الفروع ونعطي ما تبقى للورثة الأصليين وهم الأولاد وللذكر مثل حظ الأنثيين
وأما حين يبدئ الله بذكر ميراث الأصل قبل الفرع:
فهذا يعني في مواضع أن للإخوة نصيب من الميراث مع وجود الولدفي حالة عدم وجود الزوجة والأولاد اقل من إثنين
أم لم تتدبر قول الله تعالى:
{لِّلرِّجَالِ نَصيِبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا }
صدق الله العظيم
فتدبر قول الله تعالى :{ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ }صدق الله العظيم
وتبين لكم أنه يقصد أولاد الوالدان وإخوة الوالدان وهم الأقربون ولم تجدوا الزوجة
ومن ثم علمنا أن للإخوة نصيب في الميراث عند غياب الزوجة
ومن ثم استنبطناه من محكم كتاب الله أنه السدس ،
تصديقاً لقول الله تعالى:
{ وَإِن كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ وَلأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِن كَانَ لَهُ وَلَدٌ }
صدق الله العظيم
وأنتم جميعاً تعلمون أنه لا يزال سدس تبقى لدينا فلمن هو يا تُرى؟ فإن قلتم: للزوجة ومن ثم نرد عليكم بالحق:
أني اجد في كتاب الله أن نصيبها الثُمن في حالة وجود الولد تصديقاً لقول الله تعالى:
{فَإِنْ كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُمْ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ }
صدق الله العظيم
إذاً السدس المُتبقي ليس نصيب الزوجة كونها ليست موجودة فأصبح نصيب الإخوة
تصديقاً لقول الله تعالى:
{لِّلرِّجَالِ نَصيِبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا }
صدق الله العظيم
ولم احكم بذلك من تلقاء نفسي بل بالبرهان المُبين من محكم كتاب الله القرآن العظيم
ولكن إذا وُجِدْت الزوجة والأولاد تم حجب الإخوة من الميراث
ومن ثم تجدوا أن الله يبدئ باستخراج نصيب الورثة الفرعيين قبل نصيب الورثة الأصليين كمثال قول الله تعالى:
{فَإِنْ كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُمْ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ }
صدق الله العظيم
ولكن حين تموت الزوجة وليس لها أولاد فأجد في كتاب الله أن لإخوتها السُدس وابيها السُدس ولأُمِها السُدس ولزوجها النصف
تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُنَّ وَلَدٌ }صدق الله العظيم
وتبقى نصف التركة ويتكون النصف من ثلاثة اسدس :
1_سدس الأم
2_سدس الاب
3_سدس الإخوة وأكتملت التركة من غير زيادة ولا نقصان
ولكن إذا وجِدوا اولادها فالامر يختلف جملةً وتفصيلاً فسيكون كما يلي:
1_فأما نصيب زوجها فقال تعالى:
{ فَإِنْ كَانَ لَهُنَّ وَلَدٌ فَلَكُمْ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْنَ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِينَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ }
صدق الله العظيم
2_أولادها ولهم النصف
3_أبيها ولهُ الثُمن
أمها ولها الثُمن وأكتملت التركة من غير زيادة ولا نقصان
وأما إذا كان الزوج هو المتوفي وليس لهُ ولد ولديه زوجه وأبوين وإخوة )
فهنا يتم التساوي بينهم جميعاً
فأما الزوجة فقال الله تعالى:
{وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكُمْ وَلَدٌ }صدق الله العظيم
2_أبيه ولهُ الربع
3_أمه ولها الربع
4_إخوته ولهم الربع
فنحنُ لا نستطيع أن نزيد زوجته عن الربع كونه نصيب محكم في كتاب الله عند عدم وجود الولد وبقيت ثلاثة ارباع فلن نستطيع
أن نجعل لأبويه السدس وإنما ذلك مع وجود الولد أو حظور الزوج وغياب الأولاد
ولربما يود أحد الأنصار المُكرمين أن يقاطع الإمام المهدي بخجل شديد فيقول:
يا إمامي أفلا تفهمني ما تقصد بقولك وإنما ذلك مع وجود الولد أو حضور الزوج وغياب الأولاد )
ومن ثم يرد عليه الإمام ناصر محمد اليماني واقول:
أقصد أن نصيب الأبوين السدس عند وجود الولد أي أولاد الزوج المتوفي وأما قولي:
(أوحضور الزوج وغياب الأولاد)
فأقصد تركة الزوجة المتوفيه
فأجد لأبويها السدس عند غياب أولادها كون زوجها سوف يأخذ نصف تركة زوجته المتوفية
وتبقى نصف فلأمها السُدس وأبيها السُدس وإخوتها السُدس
وأما إذا كان الزوج هو المتوفي
فليس لزوجته النصف عند غياب الاولاد بل لها الربع إذا غاب الولد فلأبويه لكل منهم الربع ولن نستطيع أن نحرم إخوته
كون لا وجود لأولاد المتوفي فوجدنا لإخوته كذلك الربع
وأما في حالة أن يرثه أبوية
فهذا يعني أنه لا وجود لزوجته وأولاده فلابويه لكل واحد منهم الثلث ولإخوته الثلث إلا أن يشاركهم إخوة للمتوفي من امه
فيأخذ لهم من نصيب الأم السُدس تصديقاً لقول الله تعالى:
{فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلأُمِّهِ الثُّلُثُ فَإِنْ كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلأُمِّهِ السُّدُسُ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ )صدق الله العظيم
وأما إذا كان كلالة فغابت الزوجة والأب والأولاد فنجد
ان لإخوته ثلثين وثلث لإخوته من امه
وخلاصة الحوار بين الإمام المهدى ناصر محمد اليماني وفضيلة الشيخ
أحمد عيسى إبراهيم هو كما يلي:
1_أن الإمام ناصر محمد اليماني أثبت بالبرهان المُبين أنه لا نصيب للإخوة مع وجود الولد
إلا في حالة واحدة أن يكون الولد واحد أو بنت واحدة وغابت الزوجة فهنا اجد للإخوة السُدس
وأماغير ذلك فالورثة الشرعيين هم الأبوين والزوجة والأولاد ومن ثم يتم إستخراج نصيب الفرع قبل الأصل وما تبقي من التركة هو للورثة الأصلين وهم الأولاد ولذلك تجدوا ان الله يبدئ بستخراج ورث الورثة الفرعيين قبل الاصليين في كثيراً من الحالات وذلك حتى يسهل عليكم الامر وذلك لكي تستخرجوا نصيب الورثة الفرعيين حسب حكم الله في محكم كتابه ومن ثم تعطوا باقي الميراث اولاد المتوفي وهذه لا أظن خلاف فيه بين العلماء الإجلاء وإنما يختلف معهم ناصر محمد اليماني فيما كان باطل ما انزل الله به من سُلطان كمثال قولهم أن للأب ثلثين بالتعصب
فمن يجيرهم من الله فليس هم اعدل من الله
كون الله قد ساوى الورثة الفروع في الميراث حين غياب الوريث الاصلي إلا الإخوة من الام
وعلى سبيل المثال:
تجدوا ان الله قد ساوى بين الورثة الفرعيين عند غياب الولد فجعل للزوجة الربع والأب الربع والأم الربع والإخوة الربع
ومن جادلني فسوف اقول له: فما ظنك بأمرأة توفيت وليس لها أولاد ولها زوج وأم وأب وإخوة فكم نصيب زوجها؟
فحتماً يكون جوابه قال الله تعالى:{وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُنَّ وَلَدٌ }
صدق الله العظيم
إذاً فكم تبقى وحتماً يقول تبقى ثلاثة اسداس ومن ثم نقول له فهل تستطيع ان تحرم إخوتها فحتماً تعطيهم السدس ولابيها السدس ولأمها السدس ولكن لأسف لا تميزون متى يتساوى ورث الفروع وليس ورث الزوجة من تركة زوجها كمثل ورث الزوج من تركة زوجته وذلك لأن للزوجة الربع عند غياب الولد وأما الزوج نصف تركة زوجته ولذلك أختلف نصيب أبوين الزوجة ولم يكن لهم إلا السدس برغم عدم وجود أولادها والسبب لأن الزوج ذهب بالنصف بمفرده ولذلك لم يتبقى لأبويها غير الثلث لكل منهم السدس وأما إخوتها فلهم السدس بل إت الامام المهدى لمن اشد الناس حرصاً لترابط البيان الحق للقرآن ولذلك تجد أن كل بيان يزيد الذي من قبله توضيح وتفصيل وليس لدينا إفتراض حالات خاصة يارجل فكم أفتيناك أن الإخوة لا ورث لهم إذا وجدوا الولد والزوجة بل اصبح الورثة الشرعيين هم الأولاد وأمهم وهي زوجة المتوفي وأمه وأبيه فقط ومن ثم نستخرج نصيب الفروع ومن ثم نعطي المتبقي من التركة لأولاد المتوفي لأنهم هم الورثة الأصليين ولكنك عجنت الميراث وزدت الفرائض تعقيداً بغير الحق فكيف يكون بيانك بيان يارجل وإنما البيان يُسهِل على الناس الفهم ولكن بيانك لا يزيد علم الفرائض إلا تعقيداً على المؤمنين فاتقي الله وتفكر وتذكر فلن تجد لبيان معادلتك سلطان محكم حتى وإن وافقك سلطان في مسئلة فسوف تختلف معك المُعادلات الأخرى فتفتقد سلطان العلم من محكم القرآن فل يستمر الحوار حتى نزيدكم تفصيل
وما أريد أن أفتي فيه بالحق في بياني هذا أن بيت المتوفي لا يدخل في قسمة الميراث عند وجود الأولاد على الإطلاق إذاً لأجبر بعض الورثة أولاد المتوفي على بيع منزلهم حتى يؤتوهم نصيبهم من الميراث في البيت ومن ثم يصبحوا أولاد المتوفي بلى مأوى
وهذا لا يرضي الله ولذلك لم يأذن به الله وإني على إثبات ذلك لجدير من محكم الذكر بإذن العليم الخبير
وسلامُ على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين
أخوكم الإمام ناصر محمد اليما