بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسَلين والحمدُ لله ربّ العالمين، ثُمّ أما بعد..
يا معشر القُرآنيين اتّقوا الله حقَّ تُقاته ولا تقولوا على الله مثل غيركم ما لا تعلمون في تأويل القُرآن العظيم واتّبعوني أهدِكم صراطاً ـــــــ مُستقيماً بالتأويل الحقّ للقُرآن العظيم وأنا به زعيم وهادي به إلى الصراط المُستقيم والسجود لله العزيز الحميد، ولن أجادلكم من السُّنّة في تقديم البُرهان بأنّ الصلوات خمسٌ وليست ثلاثاً؛ بل سوف ألجمكم بالحقّ إلجاماً من القُرآن العظيم فلا تستطيعون أن تلجموني من القرآن شيئاً ما دمتم به مُستمسكين؛ بل أنا من سوف ألجمكم وعُلماءَ الأُمّة أجمعين على مُختلف مذاهبهم وفرقهم أتحداكم أجمعين وليس تحدي الغرور بل الحقّ من ربكم المهديّ المُنتظَر خليفة الله على البشر زادني الله عليكم بسطةً في العلم فجعلني المُهيّمن عليكم أجمعين بالقرآن العظيم فألجمكم بالحقّ إلجاماً حتى لا يكون أمامكم إلّا التصديق بشأني أو تكفرون بهذا القرآن العظيم فلا خيار لكم، وانتهت مقدمة الخطاب..
وأقول يا معشر القُرآنيين هلمّوا لننظر هل الصلوات خمسٌ في القُرآن العظيم أم ثلاثٌ؟ فلا تُجادلونني بأرقام ما أنزل الله بها من سُلطان! بل بآياتٍ من حديث الله من القرآن العربي المُبين لقومٍ يؤمنون. ومددنا (حلمي 333) الباحث عن الحقيقة بآيةٍ أشدّ تفصيلاً تُبيّن بأن ما قلته لكم أنه الحقّ بأنّ الصلوات خمسٌ وليست ثلاثاً، ولسوف تجدها يا حلمي العليم ويكاد أن يهتدي إلى الصراط المُستقيم في هذا الخطاب المتطور.
والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمُرسَلين مُحمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- وعلى جميع الأنبياء والمُرسَلين الذين من قبله وعلى جميع المُسلمين التابعين ومن ابتغى غير الإسلام ديناً فلن يُقبل منه وهو في الآخرة لمن الخاسرين ولا نُفرّق بين أحدٍ من رُسله ونحنُ له مُسلمون، ثُمّ أمّا بعد..
إليكم الجواب على السؤال الأول وأهم الأسئلة أجمعين حول مواقيت الصلاة الخمس عمود الدين:
عليك أن تعلم أيّها السائل بأنّ أمر الصلاة تلقّاهُ مُحمد رسول الله مُباشرةً بالتكليم من وراء الحجاب ليلة الإسراء إلى المسجد الأقصى والمعراج إلى سدرة المُنتهى ليُريه الله من آياته الكُبرى بعين اليقين بالعلم لا بالحُلم، وكذلك مرَّ بأصحاب النار الذين يدخلونها بغير حساب قبل يوم الحساب من شياطين الجنّ والإنس، وكذلك الذين تأخذهم العزّة بالإثم بعد ما استيقن الحقّ أنفسهم فأعرضوا عنه وهم يعلمون إنّه الحقّ من ربِّهم، أولئك يدخلون النار بغير حساب قبل يوم الحساب ويوم الحساب يُدخلون أشدَّ العذاب.
وقد مرّ مُحمدٌ رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- بأصحاب النار في طريقه ليلة الإسراء بجسده وروحه فشاهد أصحاب النار بعين اليقين عِلماً وليس حُلماً؛ بل أُسري به بقدرة الله الواحد القهار. تصديقاً لقول الله تعالى في كتابه القُرآن العظيم: {وَإِنَّا عَلَىٰ أَن نُّرِيَكَ مَا نَعِدُهُمْ لَقَادِرُونَ ﴿95﴾} صدق الله العظيم [المؤمنون].
وكان ذلك برغم المسافة العُظمى بين الثرى وسدرة المُنتهى والتي جعلها الله مُنتهى المعراج للمخلوق وما بعدها الخالق، وتلك الشجرة المُباركة لا شرقيّة ولا غربيّة نظراً لأنّها تُحيط بعرش الملكوت كُلّه شرقاً وغرباً، ولو كانت شرقيّة لعلمنا أنّها صغيرةُ الحجم، نظراً لتواجدها في مكان بناحية الشرق، ولو كانت غربيّة لرأينا الأمر كذلك، وبرغم جهة المشارق وجهة المغارب فلو كانت صغيرة لكانت إمّا شرقيّة وإما غربيّة، ولكنّنا وجدناها في القُرآن بأنّها ليست شرقيّةً وليست غربيّةً، ومن ثمّ بحثنا عن هذه الشجرة المُباركة وعن سرّها وموقعها فوجدناها هي العرش الأعظم والمُحيط بالسماوات والأرض؛ بل وتحيط بالجنة التي عرضها كعرض السموات والأرض.
وقد يودّ سائلٌ أن يقول: "إذا كانت الجنة عرضها السماوات والأرض فكَم الطول؟". ومن ثُمّ نقول ليس للكرة طول بل عرض، والكون كرة وتحيط به أربعة عشر كرة وهُنّ السماوات السبع والجنة التي عرضها السموات والأرض، وكُلّ سماءٍ أوسع حجماً من التي قبلها؛ بمعنى أنّ السماء الدُنيا هي أصغر السماوات السبع، وهي الطبق الأول فتأتي من بعدها طبق السماء الثانية وهي الدور الثاني، فتكون أكبر حجماً من الأولى، وكُلّ بناء سماءٍ يحيط بالرقم الأدنى منه إلى أكبر السماوات وهي الرقم سبعة أوسعهن حجماً، وتُحيط السماء السابعة بالسماوات الست جميعاً وهي أوسعهن حجماً، وذلك معنى قوله تعالى:{وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ ﴿47﴾} صدق الله العظيم [الذاريات].
بمعنى أنّ كُلّ سماء تُحيط بالأدنى منها، فالسماء الأولى تُحيط بها السماء الثانية لأنها أوسع منها حجماً، وكلما ارتفَعْت في السماوات تجد بنائهنّ أوسع فأوسع إلى السماء السابعة، ومن ثُمّ تأتي من بعد ذلك كُرة الجنة التي عرضها كعرض السماوات والأرض إلى الأرض الأُمّ مركز الانفجار الكوني، ومن ثُمّ تأتي من بعد ذلك الشجرة المُباركة والتي تُحيط بما خلق الله أجمعين ومنتهى ما خلقه الله ومنتهى حدود الملكوت الشامل فتحيط بما قد خلق وهي تُحيط بالخلائق، وأعلى منها الخالق يغشى السدرة ما يغشى من نور وجهه تعالى؛ بل هي عَلَم كبير يُعرف بها موقع الجنة التي هي أقرب شيء إليها.
وبما أنّنا نعلم بأنّ الجنة عرضها كعرض السماء والأرض ولكنّنا نجد بأنّ سدرة المُنتهى أعظمُ حجماً من الجنة التي تُحيط بالسماوات والأرض. وقد وصف الله لكم حجمها في القُرآن العظيم لمن يتدبّر ويتفكّر، وقال الله تعالى: {عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَىٰ ﴿15﴾} صدق الله العظيم [النجم].
فإن سألني أحدكم عن بيت فلانٍ فقلت لهُ: الجبل الفُلاني عند بيت فُلان الذي تسأل عنه لقاطعني قائلاً: كيف تجعل الجبل وهو الأكبر علامة للبيت وهو الأصغر!! بل قُل: بيتُ فُلان عند الجبل الفُلاني. فأقول له: صدقت وصدق الله العظيم وقال: {عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَىٰ} وذلك لأنّ السدرة أكبر حجماً من الجنة التي عرضها كعرض السماء والأرض، أم تظنونها شجرةً صغيرةً؟ فكيف تكون الجنة عندها وأنتم تعلمون بأنّ الجنة عرضها السموات والأرض أفلا تتفكرون؟ بل هي من آيات ربه الكُبرى التي رآها مُحمدٌ رسول الله في مُنتهى موقع المعراج فتلقّى الكلمات من ربه من ورائها. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ} صدق الله العظيم [الشورى:51].
وهل تظنون الله كلّم موسى تكليماً في البقعة المُباركة جهرةً؟ بل من الشجرة المباركة وقرّبه الله نجيّاً وموسى عليه الصلاة والسلام في الأرض، وقال الله تعالى: {فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِن شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَن يَا مُوسَىٰ إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴿30﴾} صدق الله العظيم [القصص].
ولربما يستغل الضالون هذه الآية فيؤولونها بالباطل، فأما قوله تعالى في شطر الآية الأول فيتكلم عن موقع موسى بأنّ موقعه في البقعة المُباركة من شاطئ الوادي الأيمن، وأما موقع الصوت فهو من الشجرة لذلك قال الله تعالى بأنّه كلم موسى من الشجرة، وقال سبحانه: {نُودِيَ مِن شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَن يَا مُوسَىٰ إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴿30﴾} صدق الله العظيم [القصص].
وأما النار فالحكمة منها إحضار موسى إلى البقعة المُباركة، وهي في الحقيقة نور وليست ناراً وإنّما حسب ظنّ موسى بأنّها نارٌ ولكنّهُ حين جاءها فلم يجدها ناراً بل نورٌ آتٍ من سدرة المُنتهى، ولكن لم يرَ موسى بأنّ هذا الضوء آتٍ من السماء؛ بل كان يراه جاثماً على الأرض، فأدهش ذلك موسى عليه الصلاة والسلام ومن ثُمّ وضع رجله على ذلك الضوء الجاثم على الأرض فلم يشعر له بحرارة مُستغرباً من هذا الضوء الجاثم على الأرض، فإذا بالصوت يُرحب به من الشجرة؛ سدرة المُنتهى: {نُودِيَ أَن بُورِكَ مَن فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا وَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿8﴾} صدق الله العظيم [النمل].
فأما الذي بورك فهو موسى بعد دخوله دائرة النور التي ظنّها ناراً، ومن ثُمّ رأى بأنّ النور في الحقيقة مُنبعث من السماء فرفع رأسه ناظراً لنور ربه المُنبعث من سدرة المُنتهى ومن ثُمّ عرّف الله لموسى بأنّ هذا النور مُنبعث من نور وجهه سُبحانه لذلك، قال الله تعالى: {يَا مُوسَىٰ إِنَّهُ أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴿9﴾} صدق الله العظيم [النمل].
وذلك لأنّ الله نور السماوات والأرض ومن لم يجعل الله لهُ نوراً فما لهُ من نور، ولا يزال لدينا الكثير من البُرهان للتأويل الحقّ لهذه الآية والذي يُريد أن يستغلها المسيح الدجال فترون ناراً سحرية لا أساس لها من الصحة، ثم ترونه إنساناً في وسطها فيكلمكم، وخسِئ عدو الله ولأنّه يقول بأنّه أنزل هذا القُرآن سوف يعمُد إلى هذه الآية وقد روّج لها أولياؤه تأويلاً بالباطل للتمهيد له ولكنّنا نعلم بأنّ الله ليس كمثله شيء، فلا يُشبه الإنسان وليس كمثله شيء من خلقه في السماوات ولا في الأرض. وهيهات هيهات لما يمكرون.
وليس الله هو النور بل النور ينبعث من وجهه تعالى علواً كبيراً، وقال سُبحانه وتعالى: {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ ۖ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ ۖ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ ۚ نُّورٌ عَلَىٰ نُورٍ ۗ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ ۗ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴿35﴾} صدق الله العظيم [النور].
فلا تفكّروا في ذاته! فكيف تتفكرون في شيء ليس كمثله شيء؟ وتعرّفوا على عظمة الله من خلال آياته بين أيديكم ومن فوقكم ومن تحتكم وتفكّروا في خلق السماوات والأرض، ومن ثُمّ لا تجدون في أنفسكم إلّا التعظيم للخالق العظيم وأعينكم تسيلُ من الدمع مما عرفتم من عظمة الحقّ سُبحانه ومن ثم تقولون: {رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَـٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴿١٩١﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].
وأجبرني على بيان ذلك بُرهان حقيقة المعراج لمُحمدٍ رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- من الثرى إلى سدرة المنتهى بالجسد والروح لكي يرى من آيات ربه الكُبرى بعين اليقين ثم يتلقى الوحي مُباشرةً من ربّ العالمين في فرض الصلوات الخمس التي جعلهُنّ الله الصلة بين العبد والمعبود، من أقامهُنّ أقام الدين ومن هدمهُنّ هدم الدين، فانظروا لجواب أهل النار على المؤمنين السائلين عن سبب دخولهم النار:{مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ ﴿42﴾ قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ ﴿43﴾} صدق الله العظيم [المدثر].
وقد يقول أحد المُسلمين من الذين لا يُصلّون: "إنما تخص هذه الآية الكفار" ومن ثُمّ نقول لهُ: إذا لم تُصلِّ فأنت منهم، والعهد الذي بيننا وبينهم ترك الصلاة فإذا لم يسجد جبينك لربك فأنت مُتكبر بغير الحقّ وعصيت أمر ربك وأطعت أمر الشيطان في عدم السجود لله ربّ العالمين يوم يُدعَون وأولياؤهم إلى السجود فلا يستطيعون وقد كانوا يُدعَون للسجود لله في الدنيا وهم سالمون.
وأما مواقيت الصلوات الخمس فقد جاء ذلك في القُرآن العظيم بأنّ ثلاثاً من الصلوات الخمس جعل الله ميقاتهُنّ في زُلفةٍ من الليل؛ في أوله وآخره، ومعنى الزُلفة أي: ميقاتٌ قريبٌ من أول النهار وآخره، وأما اثنتين فجعلهُنّ الله في النهار فتكونا في طرفي نهار العشي.
ونهار العشي من الظُهر وينتهي بغروب الشمس، وقال الله تعالى: {إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ ﴿31﴾ فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَن ذِكْرِ رَبِّي حَتَّىٰ تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ ﴿32﴾} صدق الله العظيم [ص].
فمن خلال هذه الآية نفهم بأن نهار العشيّ طرفه الأول حين تكون الشمس بمنتصف السماء وطرفه الآخر عند الغروب فينتهي وقت صلاة العصر بتواري الشمس وراء الحجاب، فيدخل ميقات صلاة المغرب فيستمر إلى غسق الليل فيدخل ميقات صلاة العشاء، وقال الله تعالى: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ} صدق الله العظيم [هود:114].
فأما: {طَرَفَيِ النَّهَارِ} فهو يتكلم عن نهار العشي، وطرفيه هما: الظهر في طرف نهار العشي الأول فيكون عند وقت صلاة الظُهر والطرف الآخر في وقت صلاة العصر إلى الغروب وتواري الشمس بالحجاب. وأما: {زُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ} فقد بيّنا بأنّ الزُلفة أي: الوقت القريب من النهار، سواء في قطع من أول الليل وهو: وقت صلاة المغرب والعشاء، أو قطعاً من آخر الليل وهو: وقت صلاة الفجر ويمتد ميقاتها إلى لحظة طلوع الشمس.
ولربما يودّ ابن عُمر أو غيره أن يقول: "مهلاً، إنّما يقصد طرفي النهار أي الفجر والمغرب فكيف تجعل طرف النهار وسطه؟". ومن ثُمّ نقول له: اعلم بأنّ النهار يتكون من نهار الغدو وهو من طلوع الشمس إلى المُنتصف والانكسار فيدخل نهار العشي، وأطراف نهار الغدو والعشي تحتويهما بالضبط صلاة الظهر، وقال الله تعالى: {فَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا ۖ وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَىٰ ﴿130﴾} صدق الله العظيم [طه].
فأما قوله تعالى: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ} صدق الله العظيم، وذلك ميقات التسبيح لله في صلاة الفجر وينتهي ميقاتها بطلوع الشمس، وميقاتها من الدلوك إلى الشروق بطلوع الشمس.
وأما قوله تعالى: {وَقَبْلَ غُرُوبِهَا} صدق الله العظيم، وذلك ميقات التسبيح لله في صلاة العصر، وينتهي ميقاتها بتواري الشمس وراء الحجاب.
وأما قوله تعالى: {وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ} صدق الله العظيم، وهو أوانه الأول ويبتدأ من الشفق بعد الغروب إلى الغسق؛ وذلك ميقات صلاة المغرب والعشاء وهُنّ قريبات من بعض، فصلاة المغرب منذ أن تتوارى الشمس في الحجاب إلى إقبال الغسق فيدخل ميقات صلاة العشاء، وذلك هو آناء الليل ويقصد أوانه الأول من الشفق إلى الغسق.
وأما قوله تعالى: {وَأَطْرَافَ النَّهَارِ} صدق الله العظيم، وهو مُلتقى أطراف نهار الغدو ونهار العشي، ومجمعهما في ميقات صلاة الظهر، ولا أظن أحداً الآن سوف يقاطعني ليقول: "بل معنى قوله وأطراف النهار أي طرفه من الفجر وطرفه الآخر هو العصر"، فنقول: ولكنّك كررت صلوات وأضعت أُخر! فتدبر الآية جيداً تجد بأنه ذكر ميقات صلاة الفجر وكذلك ميقات صلاة العصر، فكيف تظن قوله: {وَأَطْرَافَ النَّهَارِ} بأنّه يقصد صلاة الفجر والعصر وهو قد ذكرهم بقوله تعالى: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا}، إذاً ليس لك الآن إلّا أن تتيقّن بأنه حقّاً ميقات صلاة الظهر تكون في مجمع أطراف النهار، ومجمع أطراف نهار الغدوة ونهار الروحة يحتويهما وقت صلاة الظهر.
ومن ثم نأتيكم بآية من القرآن العظيم تؤكد ما سلف ذكره بأنّ الصلوات خمس وليست ثلاثاً، وقال الله تعالى: {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ ﴿17﴾ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ ﴿18﴾} صدق الله العظيم [الروم].
وإلى التأويل المُطابق بالحقّ مع الآيات التي ذكرناها من قبل: {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ} صدق الله العظيم، وإنّما الحين هو: الوقت المُحدد للتسبيح في الصلوات. لذلك يقول: {حِينَ}، وأما التسبيح المُطلق فهو: في النوافل والذكر، وهي في أي وقت من الأوقات، كمثال قوله تعالى: {إِنَّ لَكَ فِي النَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا ﴿7﴾} صدق الله العظيم [المزمل].
وأما إذا تم التحديد بقوله: {حِينَ} فذلك تحديد الوقت، وذلك الوقت قد أصبح معلوماً للتسبيح لله في الفرض، تصديقاً لقوله تعالى: {إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا} صدق الله العظيم [النساء:103]، يكون وقت صلاة مفروضة بلا شكّ أو ريب نظراً لتحديد وقت التسبيح، ويقصد بذلك التسبيح لله في صلاة مفروضة؛ ألستم إذا ركعتم تُسبحون وتحمدون وإذا سجدتم تُسبحون وتحمدون؟ وقال الله تعالى: {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ ﴿17﴾ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ ﴿18﴾} صدق الله العظيم [الروم].
وإلى التأويل: {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ} وذلك تحديد الوقت للتسبيح من الشفق بعد غروب الشمس إلى الغسق؛ وذلك هو حين تمسون وهو أول الليل، ويقصد بذلك وقت صلاة المغرب من الشفق بعد غروب الشمس إلى الغسق وهو دخول ميقات صلاة العشاء؛ فذلك هو المعنى لقول حين تمسون، وهو زُلفاً من أول الليل وذلك الذكر والتسبيح في صلاة المغرب والعشاء.
وأما قوله تعالى: {وَحِينَ تُصْبِحُونَ} وذلك الوقت المعلوم للذكر والتسبيح في صلاة الفجر.
وأما قوله تعالى: {وَعَشِيًّا} وذلك الوقت المعلوم لصلاة العصر، وجاء مُطابقاً لما سبق ذكره وبيانه وبرهانه في أول الخطاب هذا بأن العشي هو العصر.
وأما قوله تعالى: {وَحِينَ تُظْهِرُونَ} وذلك هو الوقت المعلوم لصلاة الظُهر.
وجادلهم يا (حلمي 333) ولسوف نزيدك من العلوم ما تلجم به الممترين إلجاماً، ولو إنّي أراك تقول: "لست مُكذِّباً ولست مُصدِّقاً"، ولكنّي أراك مُصدِّقاً وأرجو من الله أن يزيدك نوراً ويشرح صدرك ويريك الحقّ حقاً ويرزقك اتباعه ويريك الباطل باطلاً ويرزقك اجتنابه.
ونأتي الآن لذكر الصلاة الوسطى؛ ويقصد بأنّها وسطى من ناحية وقتيّة ولا يقصد وسطى من ناحية عددية، وقال الله تعالى: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ ﴿238﴾} صدق الله العظيم [البقرة].
وهذا أمر إلهي بالحفاظ على الخمس الصلوات وهُنّ: الفجر والظُهر والعصر والمغرب والعشاء. ومن ثُمّ كرر التنويه بالحفاظ على الصلاة الوسطى نظراً لميقاتها الصعب، ومن ثُمّ أمرنا أن نقوم فيها بدعاء القنوت لله ولا ندعو سواه ولا ندعو مع الله أحداً، وكذلك هذه الصلاة مشهودة من قبل المعقبات والدوريات الملائكية وتلك هي صلاة الفجر.
وصلاة الفجر هي الصلاة الوسطى، ودخول ميقاتها هو الوحيد المعلوم في القُرآن بمنتهى الدقّة للجاهل والعالم وذلك في قوله تعالى: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ} صدق الله العظيم [البقرة:187]؛ فميقاتها بالوسط بين الليل والنهار، وتلك لحظة الإمساك، والأذان للفجر والإمساك معاً ومن ثمّ يتمّون الصيام إلى الليل وهو ميقات صلاة المغرب.
ومن ثم يأتي ذكر الصلوات الخمس مع التنويه والتوضيح أيّهنّ الصلاة الوسطى وذلك في قوله تعالى: {أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ۖ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا ﴿78﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].
وهذه الآية تحتوي على الصلوات الخمس مع تكرار التنويه للحفاظ على الصلاة الوسطى مع التوضيح أيهنّ من الصلوات، وقال الله تعالى: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ ﴿238﴾} صدق الله العظيم [البقرة].
فقد بيّن لنا أيهنّ بإشارة دعاء القنوت فيها وتلك هي الصلاة الوسطى، ومن ثم تأتي آية أُخرى لتوضيح أكثر للصلاة الوسطى بعد أن ذكر الوقت الشامل لصلوات الخمس في قوله تعالى: {أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ۖ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا ﴿78﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].
فهذه الآية ذكرت جميع الصلوات الخمس بدءًا من دلوك الشمس بالأرض من ناحية المشرق فتبين لنا الخيط الأسود من الخيط الأبيض من الفجر فهل كان ذلك إلّا بسبب دلوك الشمس من المشرق، وذلك ميقات صلاة الفجر أول ما يقوم النائم المصلي لأدائها فيستمر في أداء الصلوات الخمس من أولهُنّ عند دلوك الشمس فيبيّن لنا دلوك الشمس ظهور الخيط الأبيض بالمشرق إلى غسق الليل وهي آخر الصلوات وتلك هي صلاة العشاء، ومن ثُمّ يأتي التنويه للقيام والحفاظ على الصلاة الوسطى، وذلك قوله تعالى: {وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ۖ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا} صدق الله العظيم. إذاً صلاة الفجر هي الصلاة الوسطى، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَىٰ ﴿1﴾ وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّىٰ ﴿2﴾} صدق الله العظيم [الليل].
وذلك الليل يغشى النهار من جهة الفجر فيكور الليل على النهار من ميقات صلاة الفجر يولج الليل في النهار يطلبه حثيثاً. إذاً أقسم الله بوقتٍ واحدٍ وهو ميقات صلاة الفجر، وكذلك قول الله تعالى: {وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ ﴿17﴾ وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ ﴿18﴾} صدق الله العظيم [التكوير].
وكذلك أقسم بوقت صلاة الفجر، فمعنى قوله: {عَسْعَسَ} أي: أدبر وانجلى وتنفس الصُبح.
ولربما يُريد أحدكم أن يُجادلني فيقول: "بل أقسم بوقتين وهما: المغرب بقوله عَسعَس، والفجر بقوله تنفَّس"، ومن ثُمّ أرد عليه فأقول: ولكني لا أفسّر القرآن بالظنّ مثلك؛ بل أقول إنّهُ أقسم في هذه الآية بوقتٍ واحدٍ وهو وقت صلاة الفجر. وتعال لأعلمك بالبُرهان الأوضح لهذه الآية، وقال الله تعالى: {وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ ﴿33﴾ وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ ﴿34﴾} صدق الله العظيم [المدثر]. فهل ترى البيان واضحاً وجليّاً بأنّهُ وقت واحد وليس وقتين؟ والليل إذا أدبر أي ولّى، والصٌبح إذا أسفر أي ظهر. وجاء هذا القسم ليُبيّن قَسَماً آخر وهو: {وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ ﴿17﴾ وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ ﴿18﴾} صدق الله العظيم [التكوير].
وقد علمناكم بأنّ معنى عسعس أي: أدبر، والصبح إذا تنفس أي: ظَهَر، وتلك هي الصلاة الوسطى لو كُنتم تعلمون وهي صلاة الفجر، ولكنّكم حسبتموها من ناحية عدديّة بأنّها العصر، والقرآن حسبها من ناحية وقتية بأنّها الفجر، وذلك لأنّ ميقاته يكون في الخيط الأبيض؛ والخيط الأبيض هو خطٌ وسطٌ بين الليل والنهار، وذلك لأنّ ظهوره عند تنفُّس النهار وإدبار الليل فهو في الوسط لذلك يسميه القُرآن الصلاة الوسطى. ولو كنتم تخشون أن تقولوا على الله ما لا تعلمون لرجعتم إلى القرآن ولن يترك الله لكم الحُجة، فسوف تجدون القرآن يوضّحها لكم في موقع آخر في نفس الموضوع، فقد ذكر الصلاة الوسطى في آيةٍ مُبهمةٍ فيها الصلاة الوسطى، ولكنهُ جعل لها إشارةً بأنّها تلك الصلاة التي علّمكم رسول الله أن تقنتوا فيها نظراً لأنها في أول النهار وقبل بدء النشور في الأعمال وإنّ عليكم أن تقوموا فيها لله قانتين بالدعاء بعد الركوع الأخير، وقال الله تعالى: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ ﴿238﴾} صدق الله العظيم [البقرة].
ومن ثُمّ بيّنها الله لكم في آية أُخرى وإنّها التي يُجهر فيها بالقرآن، وقال الله تعالى: {أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ۖ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا ﴿78﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].
فتلقيتم نفس الأمر في قوله تعالى: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ ﴿238﴾} صدق الله العظيم [البقرة].
بمعنى أن تحافظوا على الصلوات الخمس، ثُمّ نوّه على الحفاظ على الصلاة الوسطى نظراً لأنها في ميقاتٍ صعبٍ؛ طرف السُبات الأخير عند بزوغ الفجر يؤذن المؤذن وعندها تمسكون عن الطعام وعن الشراب في شهر رمضان. ولكن للأسف جعلوا الدلوك هو الاختفاء وكأنّ صلاة المغرب هي الأولى! بل الدلوك هو اقتراب النهار ويتبيّن لك ظهوره بخيطه الأبيض إلى جانب الأرض من الشرق. فهل أنتم مؤمنون ومتّبِعون الهادي إلى الصراط ـــــــــــــــ المستقيم؟
إمام الأُمّة من يكشفُ به الله الغمّة ويوحد به الأُمّة، والناصر لمُحمدٍ رسول الله والقرآن العظيم، والذي جعل الله اسمه مواطئاً لاسم مُحمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وذلك حتى يوافق الاسم الخبر وعنوان الأمر للمهديّ المُنتظَر الإمام؛ ناصر مُحمد اليماني.
____________
وقال الله تعالى: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ﴿1﴾ خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ ﴿2﴾ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ ﴿3﴾ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ ﴿4﴾ عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ﴿5﴾} صدق الله العظيم [العلق].
وقال الله تعالى: {ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ} صدق الله العظيم [القلم:1].
وقال الله تعالى: {الرَّحْمَـٰنُ ﴿1﴾ عَلَّمَ الْقُرْآنَ ﴿2﴾ خَلَقَ الْإِنسَانَ ﴿3﴾ عَلَّمَهُ الْبَيَانَ ﴿4﴾} صدق الله العظيم [الرحمن].
ويا معشر المُشرفين على مواقع العالمين للحوار بين البشر لا يجوز لكم كتم البيان الحقّ للقرآن من ذات الُقرآن المحفوظ من التحريف لتبليغ كافة عُلماء المُسلمين والنصارى واليهود أن يجيبوا طلب الحوار مع الإمام المهديّ للاحتكام إلى القُرآن العظيم الذكر المحفوظ من التحريف رسالة الله إلى كافة البشر لمن شاء منهم أن يستقيم من بعد أن يتبيّن لهم أنّ المهديّ المنتظَر حقاً هيمن بسُلطان العلم من مُحكم القرآن على كافة عُلماء المُسلمين والنصارى واليهود في طاولة الحوار العالمية لكافة البشر (موقع الإمام ناصر محمد اليماني)، وتذكّروا قول الله تعالى:
{إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَىٰ مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ ۙ أُولَـٰئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّـهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ ﴿159﴾ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَـٰئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ ۚ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴿160﴾} صدق الله العظيم [البقرة].
مِنَ الإنسان الذي علّمه الرحمن البيان المسطور بالقلم في رقٍ منشور؛ مِنَ المهدي المُنتظر إلى كافة عُلماء المُسلمين وجميع المُسلمين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
ألا والله الذي لا إله غيره لو يلقي إلى أهل العلم منكم المهديُ المُنتظر بسؤال وأقول: أخبروني هل تنتظرون المهدي المنتظر يبعثه الله إليكم نبياً جديداً؟ فإنه سوف يكون جوابكم واحداً موحداً وكأنكم تنطقون بلسانٍ واحدٍ فتقولون: "كلا ثم كلا يا من تزعم إنك المهديّ المُنتظر، فلن يبعث الله المهديّ المنتظر نبيّاً جديداً -سُبحانه- فيُناقض كلامه المحفوظ من التحريف في قوله تعالى: {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا} صدق الله العظيم [الأحزاب:40]، ولذلك نحن ننتظر المهديّ المنتظَر ناصر مُحمد صلى الله عليه وآله وسلم".
ثم ألقي إليكم بسؤالٍ آخر وأقول: وما تقصدون أنكم تنتظرون المهديّ المُنتظَر ناصر محمد؟ ثم يكون جوابكم واحداً موحداً فتقولون: "نقصد إنّ الله لن يبعث المهديّ المُنتظر نبياً جديداً بكتابٍ جديدٍ بل يبعثه الله ناصراً لمحمدٍ صلى الله عليه وآله وسلم، فلا ينبغي لهُ أن يحاجِجنا إلا بما جاء به مُحمدٌ صلى الله عليه وآله وسلم". ومن ثم يقول لكم المهديّ المنتظَر ناصر مُحمد: والله الذي لا إله غيره ولا معبودَ سواه إنّي المهديّ المُنتظَر ناصر مُحمد وقد جعل الله في اسمي خبري وراية أمري (ناصر مُحمد)، وجعل الله اسمي بقدرٍ مقدورٍ في الكتاب المسطور منذ أن كُنت في المهد صبياً (ناصر مُحمد)، وجاء قدر التواطؤ في اسمي للاسم مُحمد -صلى الله عليه وآله وسلم- في اسم أبي ((ناصر مُحمد))، وبذلك تقتضي الحكمة من التواطؤ للاسم مُحمد في اسم المهديّ المُنتظَر ناصر مُحمد لكي يحمل الاسم الخبر وراية الأمر، وذلك لأنّ الله لم يبعث المهديّ المُنتظر بكتابٍ جديدٍ لأنه لا نبيّ مبعوث من بعد خاتم الأنبياء والمُرسلين مُحمد صلى الله عليه وآله وسلم، بل بعثني الله ناصراً لمُحمد صلى الله عليه و آله وسلم، فأدعوكم والناس أجمعين إلى الاستمساك بما جاء به مُحمد صلى الله عليه وآله وسلم، وأدعوكم إلى ما دعاكم إليه جدي مُحمد -صلى الله عليه وآله وسلم- إلى لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأحاجُّكم بما حاجّ الناس به جدي مُحمد -صلى الله عليه وآله وسلم- القُرآن العظيم، وأدعوكم إلى الاحتكام إليه في جميع ما كنتم فيه تختلفون فاستنبط لكم حُكم الله الحقّ من مُحكم كتابه العزيز الذي لا يأتيه الباطل لتحريفه من بين يديه في عصر محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- ولا من خلفه من بعد مماته، وحفظه الله من التحريف ليكون المرجع لعُلماء الدين فيما كانوا فيه يختلفون، ولذلك أدعوكم إلى الله ليحكم بينكم فما كُنتم فيه تختلفون وما على المهديّ المنتظَر ناصر محمد إلا أن يستنبط لكم حُكم الله الحقّ من مُحكم كتابه فيما كنتم فيه تختلفون بشرط تطبيق الناموس لكشف الأحاديث المدسوسة والمُحرّفة في السنة النبويّة، وذلك لأنّ أحاديث السُّنة النبويّة جاءت كذلك من عند الله لتزيد القرآن بياناً على لسان مُحمدٍ صلى الله عليه وآله وسلم، ولكن الله أفتاكم في مُحكم كتابه إنهُ لم يعدكم بحفظ الأحاديث من التحريف والتزييف في السُّنة النبويّة ولذلك أمركم الله بتطبيق الناموس في الكتاب لكشف الأحاديث المدسوسة والمكذوبة في السُّنة النبوية وعلمكم الله في مُحكم كتابه العزيز أن ما وجدتم من الأحاديث النبوية جاء مُخالفاً لمُحكم القُرآن العظيم فأفتاكم الله أن ذلك الحديث في السنة النبويّة المُخالف لمُحكم القرآن جاء من عند غير الله ورسوله بل من عند الشيطان ليصدّكم عن الصراط المُستقيم عن طريق المؤمنين المنافقين من صحابة رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- من الذين جاءوا إلى ما بين يدي محمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- وقالوا: نشهدُ أن لا إله إلا الله ونشهدُ أنّ مُحمداً رسول الله، فأظهروا الإيمان وأبطنوا الكُفر ليكونوا من رواة الحديث فصدوا عن سبيل الله. وقال الله تعالى: {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّـهِ ۗ وَاللَّـهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّـهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ ﴿1﴾ اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّـهِ ۚ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿2﴾} صدق الله العظيم [المنافقون].
ومن ثم علّمكم الله كيفية صدّهم عن سبيل الله، وبيّن لكم في مُحكم كتابه طريقة مكرهم، وبيّن لكم عن سبب إيمانهم ظاهر الأمر ليكونوا من رواة الأحاديث النبويّة فيصدوا المُسلمين عن طريق السُّنة التي لم يعدهم الله بحفظها من التحريف، ولذلك يقولون طاعة لله ولرسوله ويحضرون مجالس أحاديث البيان في السُّنة النبويّة ليكونوا من رواة الحديث. وقال الله تعالى:
{مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّـهَ ۖ وَمَن تَوَلَّىٰ فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ﴿80﴾ وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿81﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿82﴾ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿83﴾}
صدق الله العظيم [النساء].
وفي هذه الآيات المُحكمات بيّن الله لكم البيان الحقّ لقول الله تعالى: {اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} صدق الله العظيم [المنافقون:2]، فعلمكم عن طريقة صدهم {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ} صدق الله العظيم، فعلِّم الله رسوله والمؤمنين في محكم القرآن العظيم عن مكرهم الذين أظهروا الإيمان ويبطنوا الكفر والمكر. وقال الله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ}، ولكن الله لم يأمر نبيّه بكشف أمرهم وطردهم بل أمر الله نبيّه وقال: {فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا} صدق الله العظيم.
ثم بيّن الله الحكمة من عدم طردهم لينظر من هم الذين سوف يستمسكون بكلام الله ومن هم الذين سوف يعرضون عن كلام الله المحفوظ القرآن العظيم ثم يذرونه وراء ظُهورهم فيستمسكون بكلام الشيطان الرجيم الذي يجدون بينه وبين مُحكم القرآن العظيم اختلافاً كثيراً، وذلك لأنّ الله علّمكم بالناموس لكشف الأحاديث المُفتراة في السُّنة النبويّة، فعلمكم الله إنّ ما ذاع الخلاف فيه بينكم في شأن الأحاديث النبويّة فأمركم أن تحتكموا إلى مُحكم القرآن، فإذا كان هذا الحديث في السنة النبوية جاء من عند غير الله فسوف تجدون بينه وبين محكم القرآن العظيم اختلافاً كثيراً لأنّ الحق والباطل دائماً نقيضان مُختلفان، ولذلك جعل الله القُرآن هو المرجع والحكم فيما اختلفتم فيه من أحاديث السُّنة النبويّة. وقال الله تعالى: {مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّـهَ ۖ وَمَن تَوَلَّىٰ فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ﴿80﴾ وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿81﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿82﴾} صدق الله العظيم [النساء].
وإذا جاء المؤمنين {أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ} أي من عند الله ورسوله لأنّ من أطاع الله ورسوله فلهُ الأمن من عذاب الله في الدُنيا ويأتي يوم القيامة آمناً. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا ۗ أَفَمَن يُلْقَىٰ فِي النَّارِ خَيْرٌ أَم مَّن يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ ۖ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴿40﴾ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ ۖ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ ﴿41﴾ لَّا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ ۖ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ﴿42﴾} صدق الله العظيم [فصلت].
وأما قوله {أَوِ الْخَوْفِ} فذلك من عند غير الله، ولن يجد من يأمنه من عذاب الله من اتّبع ما خالف لأمر الله ورسوله.
وأما قول الله تعالى: {أَذَاعُوا بِهِ} وهم عُلماء الأمة من رواة الحديث، فطائفة تقول إنّ هذا الحديث حقّ من عند الله ورسوله، وأخرى تُنكره وتأتي بحديثٍ مُخالفٍ لهُ، ثم حكم الله بينهم أن يحتكموا إلى رسوله إذا كان لا يزال بينهم أو إلى أولي الأمر منهم من أئمة المُسلمين من بعد مماته الذين يأتيهم الله علم البيان للقرآن العظيم من الذين أمرهم الله بطاعتهم من بعد رسوله فيأتونهم بحُكم الله بينهم فيما كانوا فيه يختلفون فيستنبطون لهم حُكم الله بينهم من محكم كتابه. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} صدق الله العظيم [الشورى:10].
وما على أولي الأمر منكم إلا أن يستنبطوا لكم حُكم الله بينكم من مُحكم كتابه فيما كنتم فيه تختلفون، بمعنى إنّ الله هو الحكم بين المُختلفين وإنما الأنبياء والأئمة الحقّ يأتونكم بحُكم الله من مُحكم كتابه فيما كنتم فيه تختلفون. تصديقاً لقول الله تعالى: {أَفَغَيْرَ اللّهِ أَبْتَغِي حَكَماً وَهُوَ الَّذِي أَنَزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً} صدق الله العظيم [الأنعام:114].
وها هو المهديّ المُنتظَر قد حضر في قدره المقدور في الكتاب المسطور في زمن اختلاف عُلماء المُسلمين وتفرقهم إلى شيعٍ وأحزابٍ وكُلّ حزبٍ بما لديهم فرحون، وأشهدُ أن لا إله إلا الله، وأشهدُ أنّ مُحمداً رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأشهدُ أنّي المهديّ المُنتظَر ناصر محمد أدعوكم إلى الاحتكام إلى كتاب الله فيما كنتم فيه تختلفون يا معشر عُلماء المُسلمين والنصارى واليهود، فقد جعل الله القُرآن العظيم هو المُهيمن والمرجع لكم فيما كنتم فيه تختلفون، وما خالف لمحكم كتاب الله القرآن العظيم سواء كان في السُّنة النبويّة أو في التوراة أو في الإنجيل فاعلموا إن ما خالف محكم القرآن فيهما جميعاً إنّه قد جاء من عند غير الله من عند الشيطان الرجيم، ولذلك حتماً ستجدون بين الباطل ومحكم الكتاب الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه اختلافاً كثيراً إن كنتم بالقرآن العظيم مؤمنين، فقد جعله الله المرجع الحقّ فيما كنتم فيه تختلفون يا معشر النصارى واليهود والمُسلمين، ولم يجعل الله المهديّ المُنتظَر مُبتدعاً بل مُتّبعاً لدعوة مُحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى الاحتكام إلى كتاب الله فيما كنتم فيه تختلفون يا معشر المُسلمين من الأميّين والنصارى واليهود، وذلك لأنّ نبيّ الله موسى وعيسى وجميع الأنبياء يدعون إلى الإسلام. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلاَمُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلاَّ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآَيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ} صدق الله العظيم [آل عمران:19].
والبُرهان على دعوة نبيّ الله موسى لفرعون وبني إسرائيل إنّه كان يدعوهم إلى الإسلام والذين اتّبعوا نبي الله موسى من بني إسرائيل الأولين كانوا يُسمّون بالمسلمين وذلك لأنّ نبيّ الله موسى كان يدعو إلى الإسلام ولذلك قال فرعون حين أدركه الغرق: قال الله تعالى: {حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُوا إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ} صدق الله العظيم [يونس:90].
وذلك لأنّ الله بعث رسوله موسى -صلى الله عليه وآله وسلم- ليدعو آل فرعون وبني إسرائيل إلى الدين الإسلامي الحنيف، وكذلك بعث الله رسوله داوود ونبيه سُليمان ليدعو الناس إلى الإسلام، ولذلك جاء في خطاب نبيّ الله سُليمان لملكة سبأ وقومها. قال الله تعالى: {إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ ﴿30﴾ أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ ﴿31﴾} صدق الله العظيم [النمل].
وكذلك بعث الله عبده ورسوله المسيح عيسى ابن مريم -صلى الله عليه وعلى أمه وآل عمران المكرمين وسلم تسليماً كثيراً- ليدعو بني إسرائيل إلى الإسلام، ولذلك يُسمّى من اتّبع نبيّ الله عيسى بالمسلمين. وقال الله تعالى: {وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُم بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ ۚ وَجِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ فَاتَّقُوا اللَّـهَ وَأَطِيعُونِ ﴿50﴾ إِنَّ اللَّـهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ ۗ هَـٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ ﴿51﴾ فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَىٰ مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّـهِ ۖ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّـهِ آمَنَّا بِاللَّـهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ﴿52﴾رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ ﴿53﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].
وبما إنّي الإمام المهديّ المنتظَر الحقّ من ربكم مُصدقاً لما بين يدي من التوراة والإنجيل والقُرآن أدعوكم إلى ما دعاكم إليه نبيّ الله موسى و داوود وسليمان والمسيح عيسى ابن مريم ومحمد رسول الله -صلى الله عليهم أجمعين وسلم تسليماً كثيراً- إلى الدين الإسلامي الحنيف ومن يبتغي غير الإسلام ديناً فلن يُقبل منه وهو في الآخرة لمن الخاسرين، وأدعوكم إلى أن نتفق على كلمةٍ سواء بيننا وبينكم أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له فلا نعبد سواه فلا ندعو موسى ولا عزير ولا المسيح عيسى ابن مريم ولا محمد من دون الله صلى الله عليهم وأوليائهم وسلم تسليماً كثيراً، وأقول لكم ما أمرنا الله أن نقوله لكم في مُحكم القرآن العظيم: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} صدق الله العظيم [آل عمران:64].
ويا معشر المُسلمين الأميّين من أتباع مُحمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فكم حذّركم الله يا معشر الشيعة والسُّنة أن تتّبعوا الأحاديث والروايات المُفتراة على نبيّه من عند الطاغوت على لسان أوليائه المنافقين بين صحابة رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- فكانوا يُظهرون الإيمان ليحسبونهم منهم وما هم منهم بل صحابة الشيطان الرجيم المدسوسين بين صحابة رسول الله الحقّ، فلكم اتّبعتم كثيراً من افترائِهم يا معشر عُلماء السُّنة والشيعة! وأفتوكم إنكم أنتم من يصطفي خليفة الله في قدره المقدور في الكتاب المسطور، وإنّكم و إنّهم لكاذبون. وما كان لملائكة الرحمن المُقربين الحقّ أن يصطفوا خليفة الله في الأرض، فكيف يكون لكم أنتم الحقّ يا معشر عُلماء الشيعة والسُّنة؟ فأمّا الشيعة فاصطفوه قبل أكثر من ألف سنة وأتوه الحُكم صبياً، وأما السُّنة فحرّموا على المهديّ المنتظَر إذا حضر أن يقول لهم إنّه المهديّ المنتظَر خليفة الله الذي اصطفاه الله عليهم وزاده بسطة في علم الكتاب وجعله حكماً بينهم بالحق فيما كانوا فيه يختلفون فيدعوهم للاحتكام إلى الذِّكر المحفوظ من التحريف.
وما كان جواب من أظهرهم الله على شأني من الشيعة والسُّنة في طاولة الحوار العالميّة إلا أن يقولوا: "إنك كذّاب أشِر ولست المهديّ المنتظَر بل نحن من نصطفي المهديّ المُنتظَر من بين البشر فنجبره على البيعة وهو صاغر". ومن ثم يردّ عليهم المهديّ المنتظَر الحقّ من ربهم وأقول: أقسمُ بالله العظيم الرحمن على العرش استوى إنّكم لفي عصر الحوار للمهديّ المُنتظَر من قبل الظهور بقدرٍ مقدورٍ في الكتاب المسطور قبل مرور كوكب سقر، قل هاتوا بُرهانكم إن كنتم صادقين. واصطفوا المهديّ المنتظَر الحقّ من ربكم إن كنتم صادقين؛ شرط أن تؤتوه علم الكتاب ظاهره وباطنه حتى يستطيع أن يحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون، فلا تُجادلونه من القرآن إلا غلبكم بالحقّ إن كنتم صادقين، وإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فإنّي المهديّ المنتظَر الحقّ من ربكم لم يصطفِني جبريل ولا ميكائيل ولا السُّنة ولا الشيعة بل اصطفاني خليفةَ الله في الأرض الذي اصطفى خليفته آدم؛ إنّه اللهُ مالك الملك يؤتي مُلكه من يشاء، فلستم أنتم من تُقسّمون رحمة الله يا معشر الشيعة والسُّنة الذين أضلّتهم الأحاديث المُفتراة والروايات ضلالاً كبيراً واستمسكتم بها وهي من عند غير الله بل من عند الطاغوت، ومثلكم كمثل العنكبوت اتخذت بيتاً وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت، أفلا تتقون؟ بل أمركم الله أن تعتصموا بالعروة الوثقى المحفوظة من التحريف ألا و هو القرآن العظيم الذي أدعوكم للاحتكام إليه الحقّ من ربكم، ولكنّكم للحق كارهون. فما أشبهكم باليهود يا معشر الشيعة والسُّنة، فهل أدلكم متى لا يعجبكم الاحتكام إلى القرآن العظيم وذلك حين تجدون في مسألةٍ ما هو مُخالفٌ لأهوائكم، ولكن حين يكون الحقّ لكم تأتون إليه مُذعنين وتُجادلون به ولكن حين يخالف في موضع آخر لأهوائكم فعند ذلك تعرضون عنه وتقولون لا يعلم تأويله إلا الله فحسبنا ما وجدنا عليه أسلافنا عن أئمة آل البيت كما يقول الشيعة أو عن صحابة رسول الله كما يقول السنة والجماعة. ومن ثم يردّ عليكم المهديّ المنتظَر وأقول: ولكن حين يكون الحقّ معكم في مسألةٍ ما فتأتي آية تكون بُرهاناً لما معكم فلماذا تأتون إليه مُذعنين فلا تقولوا لا يعلم تأويله إلا الله؟ ولكن حين تأتي آيةٌ مُحكمةٌ بيّنةٌ ظاهرها وباطنها مُخالف لما معكم فعند ذلك تُعرضون فتقولون لا يعلم تأويله إلا الله!! ومن ثم أقيم الحجّة عليكم بالحقّ وأقول أليست هذه خصلة في طائفة من الصحابة اليهود يا معشر السنة والشيعة؟ فلماذا اتبعتم صفتهم هذه؟ وقال الله تعالى: {لَّقَدْ أَنزَلْنَا آيَاتٍ مُّبَيِّنَاتٍ ۚ وَاللَّـهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿46﴾ وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّـهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّىٰ فَرِيقٌ مِّنْهُم مِّن بَعْدِ ذَٰلِكَ ۚ وَمَا أُولَـٰئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ ﴿47﴾ وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّـهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُم مُّعْرِضُونَ ﴿48﴾ وَإِن يَكُن لَّهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ ﴿49﴾ أَفِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَن يَحِيفَ اللَّـهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ ۚ بَلْ أُولَـٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴿50﴾ إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّـهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۚ وَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴿51﴾}صدق الله العظيم [النور].
ويا معشر الشيعة والسنة وجميع المذاهب الإسلامية فهل أنتم مُسلمون أم يهود مُعرضون عن الدعوة والاحتكام إلى كتاب الله؟ فكم سألتكم لماذا لا تجيبون دعوة الاحتكام إلى الكتاب فلم تردوا بالجواب! ومن ثم أقيم الحُجّة عليكم بالحقّ أنّ المهديّ المنتظَر الحقّ من ربكم جعله الله مُتّبعاً وليس مُبتدعاً، فهل دعا مُحمدٌ رسول الله المُختلفين في دينهم من أهل الكتاب إلا إلى كتاب الله القُرآن العظيم؟ أم إنّ ناصر محمد اليماني مُبتدعاً وليس مُتبعاً كما يزعم إن الله بعثه ناصراً لمحمد صلى الله عليه وآله وسلم؟ ولكني من الصادقين ولأنّي من الصادقين مُتبعٌ لمحمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- ولست مُبتدعاً، وأني آتيكم بالبرهان من مُحكم القرآن العظيم. تصديقاً لقول الله تعالى: {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} صدق الله العظيم [البقرة:111].
إذاً لكُل دعوى بُرهان إن كنتم تعقلون؟ ومن ثم أوجّه إليكم سؤالاً آخراً أريد الإجابة عليه من أحاديث السُّنة النبويّة الحقّ، فهل أخبركم مُحمد رسول الله كما علمه الله إنكم سوف تختلفون كما اختلف أهل الكتاب؟ وجوابكم معلوم وسوف تقولون: [قال مُحمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - الذي لا ينطق عن الهوى: افترقت اليهود على إحدى و سبعين فرقة افترقت النصارى على اثنتى وسبعين فرقة وستفترق أمتي على ثلاث و سبعين فرقة، كلهم في النار إلا واحدة] صدق محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
ومن ثم أقول لكم نعم إنّ الاختلاف وارد بين جميع المُسلمين في كافة أمم الأنبياء من أولهم إلى خاتمهم النبيّ الأمي مُحمد صلى الله عليه وآله وسلم، فكُل أمّةٍ يتّبعون نبيّهم فيهديهم إلى الصراط المُستقيم فيتركهم وهم على الصراط المُستقيم، ولكن الله جعل لكُل نبيٍّ عدواً من شياطين الجن والإنس يضلونهم من بعد ذلك بالتزوير على الله ورُسله من تأليف الشيطان الأكبر الطاغوت. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا ۚ وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ ۖ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ ﴿112﴾ وَلِتَصْغَىٰ إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُم مُّقْتَرِفُونَ ﴿113﴾ أَفَغَيْرَ اللَّـهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا ۚ وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِّن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ ۖ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ ﴿114﴾ وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا ۚ لَّا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ ۚ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴿115﴾ وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّـهِ ۚ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ ﴿116﴾ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَن يَضِلُّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ﴿117﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].
ومن ثم يوجّه المهديّ المُنتظَر سؤالاً آخراً: أفلا تفتوني حين يبعث الله النبيّ من بعد اختلاف أمّة النبيّ الذين من قبله فإلى ماذا كان يدعوهم للاحتكام إليه؟ فهل يدعوهم إلى الاحتكام إلى الطاغوت أم يدعوهم إلى الإحتكام إلى الله وحده وليس على نبيه المبعوث إلا أن يستنبط لهم حُكم الله الحق من مُحكم الكتاب الذي أنزله الله عليه؟ تصديقاً لقول الله تعالى: {كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ لِمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللّهُ يَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} صدق الله العظيم [البقرة:213].
وهكذا الاختلاف مُستمر بين الأمم من أتباع الرُسل حتى وصل الأمر إلى أهل الكتاب فتركهم أنبياؤهم على الصراط المُستقيم ثم تقوم شياطين الجنّ والإنس بتطبيق المكر المُستمر بوحي من الطاغوت الأكبر إبليس إلى شياطين الجنّ ليوحوا إلى أوليائهم من شياطين الإنس بكذا وكذا افتراءًا على الله ورُسله ليكون ضدّ الحقّ الذي أتى من عند الله على لسان أنبيائه، ثم أخرجوا أهلَ الكتاب عن الحقّ وفرّقوا دينهم شيعاً ونبذوا كتاب الله التوراة والإنجيل وراء ظهورهم واتّبعوا الافتراء الذي أتى من عند غير الله بل من عند الطاغوت الشيطان الرجيم، فأخرج الشياطين المُسلمين من أهل الكتاب عن الصراط المستقيم، ومن ثم بعث الله خاتم الأنبياء والمُرسلين النبيّ الأميّ الأمين بكتاب الله القرآن العظيم موسوعة كُتب الأنبياء والمُرسلين. تصديقاً لقول الله تعالى: {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ هَذَا ذِكْرُ مَن مَّعِيَ وَذِكْرُ مَن قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُم مُّعْرِضُونَ} صدق الله العظيم [الأنبياء:24].
ومن ثم أمر الله نبيّه بتطبيق الناموس للحُكم في الاختلاف أن يجعلوا الله حَكَمَاً بينهم فيأمر نبيّه أن يستنبط لهم الحُكم الحقّ من مُحكم كتابه فيما كانوا فيه يختلفون، ومن ثم قام مُحمدٌ رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- بتطبيق الناموس بدعوة المُختلفين إلى كتاب الله ليحكم بينهم لأنّ الله هو الحكم بين المُختلفين وإنّما يستنبط لهم الأنبياء حكم الله بينهم بالحقّ من مُحكم كتابه. تصديقاً لقول الله تعالى: {كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ لِمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللّهُ يَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} صدق الله العظيم.
إذاً تبيَّن لكم أنّ الله هو الحكم وما على مُحمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- والمهديّ المُنتظَر إلا أن نستنبط حُكم الله بين المُختلفين من مُحكم كتابه ذلك لأنّ الله هو الحكم بينهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {أَفَغَيْرَ اللَّـهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا} صدق الله العظيم [الأنعام:114].
ومن ثم طبَّق مُحمد رسول الله الناموس لجميع الأنبياء والمهديّ المُنتظر بدعوة المُختلفين إلى كتاب الله ليحكمُ بينهم فمن أعرض عن الاحتكام إلى كتاب الله فقد كفر بما أُنزل على مُحمد صلى الله عليه وآله وسلم. وقال الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوْتُواْ نَصِيباً مِّنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِّنْهُمْ وَهُم مُّعْرِضُونَ} صدق الله العظيم [آل عمران:23].
وقال الله تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللّهُ وَلاَ تَكُن لِّلْخَآئِنِينَ خَصِيماً} صدق الله العظيم [النساء:105].
وقال الله تعالى: {كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴿2﴾ اتَّبِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم} صدق الله العظيم [الأعراف:2-3].
وقال الله تعالى: {وَلَقَدْ جِئْنَاهُم بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} صدق الله العظيم [الأعراف:52].
وقال الله تعالى: {وَالَّذِينَ يُمَسَّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ} صدق الله العظيم [الأعراف:170].
وقال الله تعالى: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُمُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنَاْ عَلَيْكُم بِوَكِيلٍ} صدق الله العظيم [يونس:108].
وقال الله تعالى: {الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} صدق الله العظيم [التوبة:97].
وقال الله تعالى: {وَيَقُولُونَ لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنْ الْمُنْتَظِرِينَ} صدق الله العظيم [يونس:20].
و قال الله تعالى: {إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّن السَّمَاء آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ} صدق الله العظيم [الشعراء:4].
و قال الله تعالى: {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ ﴿10﴾ يَغْشَى النَّاسَ ۖ هَـٰذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿11﴾ رَّبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ ﴿12﴾} صدق الله العظيم [الدخان].
وقال الله تعالى: {إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا ۚ إِنَّكُمْ عَائِدُونَ ﴿15﴾ يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَىٰ إِنَّا مُنتَقِمُونَ ﴿16﴾} صدق الله العظيم [الدخان].
وقال الله تعالى: {وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ وَلَئِن جِئْتَهُم بِآيَةٍ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ أَنتُمْ إِلَّا مُبْطِلُونَ} صدق الله العظيم [الروم:58].
وقال الله تعالى: {تَنزِيلٌ مِّنَ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ ﴿2﴾ كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴿3﴾ بَشِيرًا وَنَذِيرًا فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ ﴿4﴾} صدق الله العظيم [فصلت].
فلماذا تعرضون عن دعوة الاحتكام إلى كتاب الله يا معشر عُلماء المُسلمين إن كنتم به مؤمنين؟ فلماذا تعرضون عن دعوة الاحتكام إليه إن كنتم صادقين؟ وقال الله تعالى: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ} صدق الله العظيم [النور:36].
ويا معشر عُلماء المُسلمين إنّني المهديّ المنتظَر أشهد الله بأنّ الله فرض على نبيِّه خمسين صلاةٍ في الليلة واليوم، وفرض في كُلّ صلاة ركعتين، وبما أنّ الصلوات المفروضات خمسون صلاة فأصبح عدد الركعات مائة ركعة تساوي عدد أسماء الله الحُسنى مائة اسم؛ تصديقاً لقول الله تعالى: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ} صدق الله العظيم.
وبما إن لله مائة اسم ولذلك جعل الصلوات في بيوت الله في الليلة واليوم خمسين صلاةٍ ولكُلّ صلاةٍ ركعتان ليصبح إجمالي الركعات تساوى عدد أسماء الله الحُسنى مائة ركعة في الصلوات المفروضات في الليلة واليوم، ولكنّ ربي غفور شكور فقد خفف عن المُسلمين إلى خمس صلواتٍ مفروضات لكُل صلاة ركعتان، ثم جعل الصلاة بعشر أمثالها في الميزان حتى تساوي خمسين صلاة، والركعات تساوي مائة ركعة حتى تساوي عدد أسماء الله الحُسنى وذلك لأنّ لله مائة اسمٍ سُبحانه، وتعلمون منها 99 اسم و بعث الله المهديّ المنتظَر عبد النعيم الأعظم ناصر محمد اليماني ليعلّم البشر بحقيقة اسم الله الأعظم في الكتاب، وسبق أن فصّلناه تفصيلاً من مُحكم كتاب الله وأثبتنا إنّ لله مائة اسمٍ ولذلك كانت الصلوات المفروضات خمسين صلاة في الليلة واليوم، فجعل ركعتين في كُلّ صلاةٍ حتى تساوي الركعات عدد أسماء الله الحُسنى مائة ركعة، والحمدُ لله ربّ العالمين الرحمن الرحيم الذي خفف عن المسلمين من خمسين صلاة في الليلة واليوم إلى خمس صلواتٍ مفروضاتٍ وفي كُلّ صلاة ركعتان لتصبح عدد الركعات عشر ركعات في الصلوات الخمس المفروضات، ولكُلّ صلاةٍ ركعتان ثم ضاعف الله الركعات بعشر أمثالها لكي تعدل أسماء الله الحسنى مائة اسم، وبما أنّ الصلوات المفروضات خمس صلوات والصلاة بعشر أمثالها فأصبحت في الميزان كخمسين صلاة والركعات كمائة ركعة، وإنا لصادقون. وقال الله تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ} صدق الله العظيم [الحجر:87].
فما هي السبع المثاني؟ وهي فاتحة الكتاب المكوّنة من سبع آيات. تصديقاً لقول الله تعالى: {بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ ﴿1﴾ الْحَمْدُ لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿2﴾ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ ﴿3﴾ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ﴿4﴾ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴿5﴾ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ﴿6﴾ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ﴿7﴾} صدق الله العظيم [الفاتحة].
وأما المقصود من قول الله تعالى؛ {مِّنَ الْمَثَانِي} وذلك لأنّ الله أمركم بقراءتها مرتين في كُلّ صلاةٍ مفروضةٍ، ثم أمركم الله بالقصر في الصلوات إذا ضربتم في سبيل الله فخشيتم أن يفتنكم الذين كفروا فيفتكوا بكم أثناء الصلاة، ولذلك أمركم الله أن تقصروا الصلاة من ركعتين إلى ركعة واحدة إلا الإمام الذي يُصلي بكم فلم يأمره الله بالقصر في الصلاة بل يصليها كاملة، وإنّما القصر على جماعة المُصلين من ورائه، فقسّمهم الله إلى جماعتين حتى تُصلي الجماعة الأولى وراء الإمام ركعةً واحدةً ثم يُسلّمون فينصرفون فتخلفهم الجماعة الأخرى فيصلّون وراء الإمام الركعة الثانية، وذلك ما أعلمه من صلاة القصر في الكتاب إنها تُقصر الركعات من ركعتين إلى ركعة واحدة إلا الإمام فلم أجد في كتاب الله أن يصلي صلاة القصر، ولذلك خاطب الله الذين آمنوا ولم يوجّه الخطاب إلى رسوله لأنّ الله لم يأمره من أن يقصر في صلاته. وقال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ فَتَبَيَّنُوا وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَىٰ إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِندَ اللَّـهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ ۚ كَذَٰلِكَ كُنتُم مِّن قَبْلُ فَمَنَّ اللَّـهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا ۚ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا ﴿94﴾لَّا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ ۚ فَضَّلَ اللَّـهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً ۚ وَكُلًّا وَعَدَ اللَّـهُ الْحُسْنَىٰ ۚ وَفَضَّلَ اللَّـهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا ﴿95﴾ دَرَجَاتٍ مِّنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً ۚ وَكَانَ اللَّـهُ غَفُورًا رَّحِيمًا ﴿96﴾ إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنتُمْ ۖ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ ۚ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّـهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا ۚ فَأُولَـٰئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ۖ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ﴿97﴾ إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا ﴿98﴾ فَأُولَـٰئِكَ عَسَى اللَّـهُ أَن يَعْفُوَ عَنْهُمْ ۚ وَكَانَ اللَّـهُ عَفُوًّا غَفُورًا ﴿99﴾ وَمَن يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً ۚ وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّـهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّـهِ ۗ وَكَانَ اللَّـهُ غَفُورًا رَّحِيمًا ﴿100﴾ وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَن يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُّبِينًا ﴿101﴾وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِّنْهُم مَّعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِن وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَىٰ لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ ۗ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُم مَّيْلَةً وَاحِدَةً ۚ وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِن كَانَ بِكُمْ أَذًى مِّن مَّطَرٍ أَوْ كُنتُم مَّرْضَىٰ أَن تَضَعُوا أَسْلِحَتَكُمْ ۖ وَخُذُوا حِذْرَكُمْ ۗ إِنَّ اللَّـهَ أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُّهِينًا ﴿102﴾} صدق الله العظيم [النساء].
وهذه هي صلاة القصر في مُحكم كتاب الله تجدونها قصراً من ركعتين إلى ركعة واحدة إلا الإمام فيصليها ركعتين كما فرضها الله في محكم كتابه، ألا وإنّ صلاة القصر يجوز لكم فيها أن تقصروا صلاة الفجر من ركعتين إلى ركعة واحدة إلا الإمام فسبقت الفتوى بالحقّ أنّ إمام الجماعة لم يأمره الله بقصر الصلاة المفروضة؛ بل يُصلي الفجر ركعتين كما في محكم كتاب الله، وأمّا الجماعة فينقسموا إلى طائفتين فطائفةٌ يصلّون مع الإمام الركعة الأولى وأمّا الطائفة الثانية فيصلّون مع الإمام الركعة الثانية؛ وهذا بالنسبة لصلاة القصر فلها شرط واضحٌ محكمٌ في كتاب الله: {وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُواْ مِنَ الصَّلوةِ إِنْ خِفْتُمْ أَن يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُواْ لَكُمْ عَدُوًّا مُّبِينًا} صدق الله العظيم [النساء:101].
وأما صلاة السفر التي لا تخشون فيها فتنة الذين كفروا أثناء صلاتكم فهي تختلف عن صلاة القصر لأنّ الله أمركم أن تجمعوا بينهما فقط من غير قصر، بل تجمعوا (العصر مع الظهر) و (المغرب مع العشاء). تصديقاً لقول الله تعالى: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ} صدق الله العظيم [هود:114].
فأمّا طرفي النهار فهما: صلاة الظهر والعصر جمعاً في صلاة الظهر لأنّ صلاة الظهر هي في ميقات أطراف النهار.
ولربّما يود أن يُقاطعني أحد القُرآنيّين من الذين يقولون على الله بالتفسير ما لا يعلمون فيقول: "مهلاً مهلاً يا ناصر محمد اليماني؛ بل البيان الحقّ لقول الله تعالى: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ} صدق الله العظيم، إنما يقصد به أول النهار وآخره". ومن ثم يردُّ عليه المهديّ المنتظَر الذي يُحاجِج الناس بالبيان الحقّ للذكر وأقول: اسمع يا هذا، فإنك تحاجِج المهديّ المنتظَر الذي يُهيمن عليكم بالبيان الحقّ للذكر؛ بل طرفي النهار أي نهار الغدو ونهار العشي وميقات صلاة الظهر بينهما في طرفي نهار الغدوة والعشي، فأمّا البيان الحقّ لميقات طرفي النهار فهي صلاة الظهر والعصر جمعاً، وسبق وأن علّمناكم من قبل بأنّ طرفي النهار يقصد بها صلاة الظهر ولكنّي لم أستطِع أن أفصل الحقّ تفصيلاً واهتممت بإثبات الصلوات الخمس، ولكن بعد أن أراني الله في الرؤيا جدي مُحمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- و قال لي: {وَقُلْ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ} صدق الله العظيم [الكهف:29].
ومن ثمّ نفتي من مُحكم كتاب الله مُباشرةً ونقول: إنّ البيان الحقّ لقول الله تعالى: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ} صدق الله العظيم [هود:114]، فإنها صلاة الظهر والعصر جمعاً، فتعالوا لأعلمكم ما هو المقصود من قول الله تعالى: {طَرَفَيِ النَّهَارِ} صدق الله العظيم. وقال الله تعالى: {فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى} صدق الله العظيم [طه:130].
وأولاً فما هو المقصود بميقات التسبيح المفروض الذي أمر الله به نبيّه؟ والجواب أنّه يقصد التسبيح في الصلاة، وإنّما الصلاة تسبيح لله. تصديقاً لقول الله تعالى: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا} صدق الله العظيم [النور:36].
ونعلم ما هو المقصود بالتسبيح في الميقات المعلوم لأنّها الصلاة؛ ولذلك قال الله تعالى: {فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى} صدق الله العظيم [طه:130].
فأمّا البيان الحق لقول الله تعالى: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ} ويقصد بذلك ميقات صلاة الفجر.
وأما قول الله تعالى: {وَقَبْلَ غُرُوبِهَا} ويقصد الله بذلك ميقات صلاة العصر.
وأما قول الله تعالى: {وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ} وذلك ميقات آناء أول الليل وهنّ ميقات صلاة المغرب والعشاء من الشفق إلى الغسق.
وأما قول الله تعالى: {وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى} وذلك ميقات صلاة الظهر بين طرفي نهار الغدو ونهار العشي، ولم يقصد الله أبداً إن العشي هو الليل بل العشي يمتد من لحظة الإنكسار للشمس بعد الميل من المنتصف من وسط السماء وينتهي بالضبط عند غروب الشمس، فينتهي نهار العشي بنهاية ميقات صلاة العصر بغروب الشمس ودخول صلاة المغرب بظهور الشفق من بعد الغروب. وقال الله تعالى: {فَسُبْحَانَ اللَّـهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ ﴿17﴾ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ ﴿18﴾} صدق الله العظيم [الروم].
والبيان الحق لقول الله تعالى: {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ} وذلك آناء الليل ميقات في أوله من الشفق إلى الغسق وهنّ ميقات صلاة المغرب والعشاء.
وأما قول الله تعالى: {وَحِينَ تُصْبِحُونَ} وذلك ميقات صلاة الفجر حين يتبيّن خيط الصباح يُنادي المنادي لصلاة الفجر.
وأما قول الله تعالى: {وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا} ويقصد صلاة العصر بذكر العشي.
وأما قول الله تعالى: {وَحِينَ تُظْهِرُونَ} ويقصد صلاة الظهر بين طرفي نهار الغدو و نهار العشي، وحتى تعلموا أنه يقصد بميقات العشي من الانكسار من منتصف السماء إلى لحظة الغروب فانظروا لقول الله تعالى: {وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ ۚ نِعْمَ الْعَبْدُ ۖ إِنَّهُ أَوَّابٌ ﴿30﴾ إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ ﴿31﴾ فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَن ذِكْرِ رَبِّي حَتَّىٰ تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ ﴿32﴾ رُدُّوهَا عَلَيَّ ۖ فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ ﴿33﴾} صدق الله العظيم [ص].
ومن ثم تعلمون أنّ المقصود بالعشي هو: من بعد انكسار الشمس من وسط السماء إلى لحظة غروب الشمس، فينتهي نهار العشي بغروب الشمس، فتنتهي صلاة العصر بانتهاء نهار العشي. وأما نهار الغدو فهو من طرف النهار من جهة الفجر فينتهي لحظة الانكسار من وسط السماء فيدخل نهار العشي ومجمع بينهما ميقات صلاة الظهر، وأحلّ الله لكم فيها الجمع في السفر فتجمعون جمع تقديم بين صلاة الظهر وصلاة العصر في ميقات صلاة الظهر، وأحلّ الله لكم الجمع بين صلاة المغرب والعشاء جمع تأخير زُلفاً من الليل. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ} صدق الله العظيم [هود:114].
وتلك صلاة الظهر والعصر جمعاً وصلاة المغرب والعشاء جمعاً وليس قصراً، وإنما القصر حين تكونون في سبيل الله فخشيتم أن يفتنكم الذين كفروا أثناء صلاة الجماعة كما فصلنا لكم ذلك، وتلك الصلاة تُسمى صلاة القصر وذلك لأنّ صلاة القصر يحلّ لكم أن تقصروا فيها الفجر من ركعتين إلى ركعة واحدة إلا الإمام ومثل شرطه كمثل شرط صلاة القصر في جميع الصلوات هو إذا خشيتم أن يفتك بكم الذين كفروا أثناء صلاتكم سواء صلاة الفجر أو الصلوات الأُخرى فقد أذن الله لكم بالقصر فيهما جميعاً، وصلاة القصر كما أفتيناكم بالحقّ أنهُ يقصد قصر الركعات من ركعتين إلى ركعة سواء الفجر أو الصلوات الأخر (ركعة واحدة فقط) إلا الإمام، وإنّما صلاة القصر حصرياً على الجماعة المُصلين وراء الإمام، وتنتهي صلاة القصر بانتهاء الخوف من الفتك بكم أثناء صلاة الجماعة.
وأما صلاة السفر فقد أمركم الله أن تصلوها جمعاً فقط ولا قصر فيها شيئاً بل هي جمع كما جمع محمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الحج العصر مع الظهر جمع تقديم والمغرب مع العشاء جمع تأخير. وذلك تصديقاً لقول الله تعالى: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ} صدق الله العظيم [هود:114].
ويا معشر الأنصار السابقين الأخيار إنّ المهديّ المنتظَر يأمركم بالأمر بعدم الالتزام بهذا البيان حتى يُلجم الإمام المهديّ عُلماء الأمّة في تفصيل الصلوات والركعات من مُحكم القرآن العظيم، فلا يزال لدينا مزيدٌ من البرهان العظيم في تفصيل الرُكن الثاني من أركان الإسلام رُكن الصلاة، وعليكم بتبليغ هذا البيان العظيم في تفصيل الصلوات والركعات إلى كافة مُفتيي الديار الإسلاميّة بأنّ عليهم الحضور إلى طاولة الحوار للمهديّ المُنتظَر المنبر الحُرّ موقع الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني حتى يذودوا عن حياض الدين وعدم إضلال المُسلمين إن كان ناصر محمد اليماني على ضلالٍ مُبينٍ أو يهيمن الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني بالبيان الحقّ للقرآن العظيم على كافة عُلماء الأمّة، ولكني أشهدُ الله إنّي ومن الآن أعلن بالنتيجة مُقدماً بأنّ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني لا شكّ ولا ريب سوف يهيمن على كافة عُلماء المُسلمين والنصارى واليهود حصرياً من القرآن العظيم المحفوظ من التحريف، وإذا حضر مُفتو الديار الإسلاميّة إلى طاولة الحوار نعمة من الله والتي لا تكلفهم سفراً ولا ترحالاً بل ليس عليهم إلا فتح الجهاز وهم في دارهم لمحاورة المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني.
ولا يجوز لكم معشر الأنصار أن تخالفوا أمر المهديّ المنتظَر! وأكرر لكم الفتوى إنّي لم آمركم بالالتزام بهذا البيان حتى تروا نتيجة الحوار بين المهديّ المنتظر ناصر محمد اليماني وبين مُفتيي الديار في جميع الأقطار العربيّة والإسلاميّة، وذلك لأنّكم كيف تستطيعون أن تُصلّوا ركعتين في صلاة الجماعة فتنصرفوا فيسلقونكم الناس بألسنةٍ حدادٍ ثم تكونون سبباً في فتنتهم بل قولوا: {رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا فِتْنَةً للقوم الظالمين} صدق الله العظيم [يونس:85].
لأنّهم حين يؤذونكم أو يسبونكم فيغتابونكم فيقولون: "أفلا ترون هذه الفئة الضالة كيف يصلون معنا ركعتين لكُلّ صلاة!" فيغتابونكم أو يؤذونكم، وعليه فلا تثريب عليكم فصلّوا مع الناس في بيوت الله كما يصلّون حتى يعترف عُلماء الأمّة بالحقّ أو يمكنّي الله في الأرض عليهم وهم صاغرون فأقيم الصلاة كما أمرني الله، وأما في عصر الحوار فلا يزال المهديّ المنتظَر يُصلّي كما يصلّي أهل السُّنة والجماعة ولا ولن آمركم بالخروج عن الجماعة أبداً، ولا ولن آمركم أن تكونوا طائفةً جديدةً بل كونوا دُعاة الأمّة إلى جمع شمل الأمّة إن كنتم تريدون توحيد أمّتكم، واعلموا أنّه لا يزال الكثير والكثير في جعبتنا من البيان في شأن الصلوات المفروضات من محكم القرآن العظيم ومزيداً من التفصيل من القول الثقيل بإذن الله، وإذا دخلتم بيوت الله قبل أن تُقام الصلاة فصلوا ركعتي السُّنّة الحقّ في بيوت الله فلا تجلسوا حتى تصلوا ركعتي السُّنة وميقاتهنّ بين الأذان والإقامة، وإذا لم تحضروا إلا مُتأخرين حين قيام الركعات المفروضات فصلّوا الفرض ولا سُنة لصلاةٍ من بعد الفرض للصلوات بل الصلاة ركعتين فرض وركعتين سُنة ولكنّكم جمعتم السنة إلى ركعتي الفرض فجعلتموهم أربعاً فرضاً، وإنّما السُنّة إذا دخلتم بيوت الله فلا تجلسوا حتى تركعوا لله ركعتين، وميقاتهم بين أذان الصلاة والإقامة.
ولكننا ننتظر وصول مُفتيي الديار الإسلاميّة حتى نتفق على الحقّ جميعاً بالعلم والمنطق، ولم يبعث الله الإمام المهديّ ليزيد الأمّة فرقةً إلى تفرقها وشتاتاً، هيهات هيهات.. فلن نُشتت الجماعات؛ بل بعثني الله لجمع الشتات ولنُفصّل الصلوات المفروضات مُباشرةً من كتاب الله تفصيلاً، ولم نقل بعد إلا شيئاً قليلاً، ولن أقبل الحوار إلا مع مُفتيي الديار الإسلامية في شأن بيان الصلاة وحتى ولو مُفتٍ واحد معروف بأنّهُ مُفتي أحد الدول الإسلامية سواء العربية أو الأعجمية، ولذلك نأمر جميع الأنصار بأن يبعثوا بهذا البيان إلى كافة مُفتيي الديار الإسلامية سواء العربية أو الأعجمية بدعوة الحضور لطاولة الحوار العالمية (موقع الإمام ناصر محمد اليماني)، وما لم يحضروا فقد أقمنا الحجّة عليهم بالحقّ، ومن أعرض عن ذكر الله فسوف يحكم الله بيني وبينه بالحقّ وهو خير الحاكمين.
ويا معشر الأنصار السابقين الأخيار، إني أكرِّر عليكم الأمر للمرة الثالثة بعدم تنفيذ هذا البيان الحقّ حتى يحقّ الله الحقّ فتجدوا إنّ المهديّ المُنتظَر ناصر مُحمد اليماني حقاً قد هيمن بالبيان الحقّ للقرآن العظيم على مُفتيي الديار الإسلاميّة حتى يعترفوا بالحقّ من ربهم أو يظهر الله خليفته عليهم والناس أجمعين في ليلة وهم صاغرون، وإذا استكبروا على المهديّ المُنتظَر ولم يحضر ولا واحد منهم فانتظروا وانظروا التنفيذ لهذا البيان بيان الصلوات وصلوا مع المُسلمين كما يصلون، واعلموا إنّ الله مُتقبل صلاتكم إذا كانت خالية من الشرك.
وإنّي المهدي المُنتظر أشهدُ الله شهادة الحقّ اليقين في الدُنيا ويوم يقوم الناس لربّ العالمين إنّ الذين يصلون على تُراب الحُسين فإنّ الله لا يقبل صلاتهم بسبب تُراب جدي الإمام الحُسين عليه الصلاة والسلام، وإني مُتبرئ منهم وجدي الحسين مُتبرئ منهم حتى يتطهروا من الشرك تطهيراً، فتلك بدعة ما أنزل الله بها من سُلطان لا في كتاب الله ولا سنة رسوله الحقّ، ألا وإنّ كُل بدعةٍ في الدين ضلالةٌ تؤدي إلى الشرك، ومن أشرك بالله فقد هوى وغوى وكأنّما خرّ من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح إلى مكانٍ سحيقٍ، وكذلك أنتم يا معشر المُسبّحين بالسَّحَر الفتّانين الذين يفتنون المسلمين النائمين في غير ميقات الصلاة المفروضة لا تَقَبّل الله تسبيحكم، إنّما الاستغفار بالسحر هو بالسرّ بين العبد وربه والناس نائمون في سكون الليل سراً، ولكنكم تعلنون بالتسبيح بالميكرفونات المُكبرة للصوت حتى تفتنوا النائمين ثم لا يتقبل الله تسبيحكم ولا استغفاركم ما دُمتم فتنتم عباده النائمين خصوصاً الذين يسكنون بجوار بيوت الله فتؤذونهم في الثلث الأخير من الليل بأصوات الميكروفونات المُكبّرة في غير ميقات الصلاة المفروضة، بل إذا تبيّن الخيط الأسود من الخيط الأبيض من الفجر فعند ذلك يتم النداء لصلاة الفجر عبر أكبر الميكروفونات المُكبرة للصوت فلا حرجَ عليكم، وإنّما لم يُجِز الله لكم أن تؤذوا الناس النائمين بالتسبيح والاستغفار بالسحر، فهل أمركم الله بذلك بالجهر؟ قل هاتوا بُرهانكم إن كنتم صادقين.
وإنّما النداء هو للصلاة فقط في ميقات الصلاة فلا حرجّ عليكم، ولكنّ الله لم يأذن لكم أن تفتنوا عباده في غير ميقات الصلوات المفروضات، فمن ينجيكم من الله يا أصحاب البدع التي لا تُرضي الله فلا تزيدكم منه إلا بُعداً؟ ولذلك لن تجدوا قلوبكم تخشع ولا أعينكم تدمع أيها المُعلنون بتسبيحهم بالسَّحَر من قبل ميقات صلاة الفجر، ألم تذكروا قول الله تعالى: {وَاذْكُرْ رَبَّكَ فـي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنْ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ وَلا تَكُنْ مِنْ الْغَافِلِينَ}صدق الله العظيم [الأعراف:205].
و لكنّكم تصرخون عبر الميكروفونات فتقولون: "اسمعونا يا ناس فإننا نحنُ المُسبحون". لا تقبّل الله تسبيحكم أيها الفتّانون للنائمين فتجعلونهم يشمئزون من ذكر الله فتكونون السبب في فتنتهم، فتوبوا إلى الله وتذكروا قول الله تعالى: {وَاذْكُرْ رَبَّكَ فـي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنْ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ وَلا تَكُنْ مِنْ الْغَافِلِينَ} صدق الله العظيم؛ و بيّن محمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- لكم ذلك وقال: [ خَيْرُ الذِّكْرِ الْخَفِيُّ ]، وذلك الذي يذكر الله خلوة دون أن يعلن للناس بذكر ربه وفاضت عيناه من ذكر ربه، وليس الذين يسمعون الناس ذكرهم فيؤذونهم وهم نائمون، فليس ذلك من الإخلاص في شيء، ولم يأمرهم الله أن يوقظوا عباده النائمين من نومهم في سكون الليل. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا} صدق الله العظيم [الأنعام:96]. بمعنى إنّه مُحرّم إزعاج الناس النائمين في سكون الليل، وأثاب الله المُسبحين في سكون الليل الذين لا يسمعون الناس أصواتهم في خلواتهم بربهم، فلا تسبيح عبر الميكروفونات وإنّما أعدت للنداء للصلوات أو لذكر الخُطب والمواعظ للناس في غير ميقات نوم الليل وسكون النائمين، أفلا تتقون؟
ونحن في انتظار مُفتيي الديار الإسلاميّة ليتمّ الحوار بين جميع مُفتيي كافة الأقطار الإسلاميّة، ومن ورد إلينا فعليه أولاً أن يظهر صورته كما أظهر الإمام المهديّ صورته بالحقّ وكذلك اسمه الحقّ، ومن كان جباناً ولن يُظهر لنا صورته ولا اسمه فلا يحاورنا ولا حاجة لنا بحوار الجُبناء، فإنّ الجبان لا ينتصر لا في ميدان القتال ولا في طاولة الحوار، ولو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالاً. وهذه الشروط حصرياً ليس إلا في هذا البيان والذي جعلناه بعنوان ((بيان الصلوات والركعات من مُحكم القرآن العظيم)) نظراً لأهميته الكُبرى.
فلا يزال لدينا الكثير من التفصيل يا معشر الأنصار السابقين الأخيار فلا يجوز لكم أن تُخالفوا أمري، ولذلك لا يجوز لكم تنفيذ هذا البيان في فتوى الركعات من محكم الكتاب حتى تجدوا عُلماء الأمّة ومُفتيي الديار الإسلاميّة قد هيمنوا على ناصر محمد اليماني بعلم أهدى من علم ناصر محمد اليماني وأصدق قيلاً وأهدى سبيلاً، وهيهات هيهات.. فمن أصدق من الله قيلاً؟ وإنّما أريد أن أعلمكم أن لا تكونوا إمّعات فتتّبعوا الدُعاة بغير علمٍ بل مُجرد ما يفتيكم فتتّبعونه! كلا ثم كلا.. بل أمركم الله أن تستخدموا عقولكم فلا تتّبعوا الاتّباع الأعمى لأمر الله إلى طالب العلم منكم. وقال الله تعالى: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} صدق الله العظيم [الإسراء:36].
وكذلك فليعلم الجميع إنّ الإمام المهديّ لَمِن أشدِّ الناس استمساكاً بكتاب الله وبسنّة رسوله الحقّ وأن لا يظنوا فينا بغير الحقّ، وإنّما ندعوهم للاحتكام إلى كتاب الله المحفوظ من التحريف كما أمر الله جميع أنبيائه ورسله بادئ الأمر، وكذلك المهديّ المنتظَر يدعو علماء الأمّة بادئ الأمر للاحتكام حصرياً من الكتاب.
ويا معشر عُلماء الأمّة، أفلا تعلمون أنّ الإمام المهديّ لقادرٌ أن يفصّل لكم جميع أركان الإسلام حصريّاً من كتاب الله تفصيلاً كما كان يفصله مُحمدٌ صلى الله عليه وآله وسلم؟ تصديقاً لقول الله تعالى: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} صدق الله العظيم [النحل:44].
ولكن للأسف إني مكثتُ أفصّل لكم الإخلاص في عقيدة لا إله إلا الله وحده لا شريك له طيلة خمس سنوات فلم تجيبوا دعوة الإخلاص في عبادة الله والكفر بشفعائكم بين يدي الله وأبى أكثركم إلا أن يكونوا مُشركين، وها نحن دخلنا في الرُكن الثاني من أركان الإسلام (إقامة الصلاة) ونُريد أن نُفصّلها حصريّاً من كتاب الله تفصيلاً في عدد ركعاتها وحركاتها وما تقولوا في جميع حركاتها، وقد يقول قائل: "إذا لن يقبل الله صلاتنا طيلة حياتنا الماضية" . ثمّ نردّ عليه: بل تقبلها الله إذا كنتم قد التزمتم بشرطها الأساسي في مُحكم كتاب الله: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً} صدق الله العظيم [الجن:18].
وتصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا} صدق الله العظيم [النساء:48].
ولكن للأسف قال الله تعالى: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلا وَهُمْ مُشْرِكُونَ} صدق الله العظيم [يوسف:106].
وإنّا لله وإنا إليه لراجعون، وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
أخوكم؛ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
_______________
الإمام ناصر محمد اليماني
06 - 03 - 1431 هـ
20 - 02 - 2010 مـ
12:29صباحاً
ـــــــــــــــــــــ
إنّ السُّنّة الحقّ في حكم الصلاة تُطابق الحقّ في الكتاب، ولا ينبغي لكتاب الله وسنة رسوله الحقّ أن يفترقا فيختلفان في شيء أبداً ..
والجواب بالحقّ: فهل معقول أن يُصلي المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني إلا كمثل صلاة جده محمد صلى الله عليه وآله وسلم! فانظر لفتوى عائشة بالحق عن زوجها عليه الصلاة والسلام في الحديث المشهور:
[قال ابن إسحاق : وحدثني صالح بن كيسان عن عروة بن الزبير، عن عائشة رضي الله عنها قالت: افترضت الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم أول ما افترضت عليه ركعتين ركعتين، كل صلاة؛ ثم إن الله تعالى أتمها في الحضر أربعا، وأقرها في السفر على فرضها الأول ركعتين] انتهى الحديث.
والسؤال الذي يطرح نفسه: فهل تُصلّون في الحضر أربع ركعات لكلّ صلاة وأنتم تعلمون إنّكم تصلون الفجر ركعتين والظهر أربعاً والعصر أربعاً والمغرب ثلاث ركعات والعشاء أربعاً؟ فتعالى لنتدبر الحديث مرة أخرى: [قال ابن إسحاق : وحدثني صالح بن كيسان عن عروة بن الزبير، عن عائشة رضي الله عنها قالت: افترضت الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم أول ما افترضت عليه ركعتين ركعتين، كل صلاة؛ ثم إن الله تعالى أتمها في الحضر أربعا، وأقرها في السفر على فرضها الأول ركعتين]. فأصبح لكل صلاة أربع ركعات وهي ركعتي سُنّة بين الأذان والإقامة وركعتي فرض، فأمّا صلاة السفر فهي ركعتان نظراً لرفع ركعتي السُّنة وبقيت الأصل وهي ركعتا الفرض، ثم أمركم الله بالقصر فيها إذا خشيتم أن يفتنكم الذين كفروا فتُقصروا الصلوات إلى ركعة واحدة فقط لكل صلاة تخشون فيها فتنة الكفار أثناء صلواتكم كما سبق التفصيل من قبل في بيان الصلوات من القرآن العظيم، ولذلك تجدون أنّ السُّنّة الحقّ تُطابق الحقّ في الكتاب، ولا ينبغي لكتاب الله وسنة رسوله الحقّ أن يفترقا فيختلفان في شيء أبداً..
أخوكم؛ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
_______________
- 3 -
الإمام ناصر محمد اليماني
06 - 11 - 1430 هـ
25 - 10 - 2009 مـ
02:30 صباحاً
ـــــــــــــــ
رد المهدي على إغلاق منتدى الحوار في موقع الدكتور محمد العريفي..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمُرسلين النبيّ الأميّ مُحمد صلى الله عليه وآله وسلم والتابعين للحقّ إلى يوم الدين..
وسلامُ الله على أخي الكريم الدكتور مُحمد العريفي ورحمة الله وبركاته، وأصدقني الله الرؤيا الحقّ بالحقّ إنّهُ لن يُحاجِجني أحدٌ من القرآن العظيم إلا غلبته بالحقّ.
ويا سُبحان الله، فلم ندخل بعد في تفصيل الصلوات من محكم القرآن بالعلم المُلجم والمُهيمن بالحقّ! ولعل الدكتور العريفي اطّلع على هذا فأُحرج حرجاً شديداً، فإن قال إنهُ باطل فهو يرى أنه لن يستطيع لأنه لم يجد ولو نقطة واحدة من الباطل في بيان ناصر محمد اليماني، وإن ترك بياني في موقعه فقد خشي الآخرين وخشي على منصبه ومن ثم قرر إغلاق المُنتدى إلا الرئيسية لموقعه، وحتى لا أظلمُ الدكتور مُحمد العريفي أقول: الله أعلم هل اطّلع على البيان أم لا! ولكنّي لا أظنّ أنّ الإدارة سوف تغلق المنتدى من غير الرجوع إلى الدكتور محمد العريفي، وحين الرجوع إلى الدكتور فلا بُدّ أن يسألهم عن السبب وسوف يخبرونه لا شكّ ولا ريب، ومن ثم يطلب البيان لينظر ما فيه ومن ثم اتخذ قراره. غير إنّ الظنّ لا يُغني من الحقّ شيئاً فلا أستطيع أن أقول إنّ هذا ما حدث لديهم، فمن المفروض أن يفتونا عن سبب إغلاق المنتدى بأسره عدا موقع الدكتور الرئيسي، ولماذا لم يتمّ إغلاق منتدى واحد فقط من الموقع وهو الذي كان فيه بيان الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني!
ولكن لماذا يا دكتور هذا التصرف منك، فضيلتكم؟ فقد كنت أظنّ فيك خيراً كثيراً ولا نزال نُحبك في الله نظراً لأسلوبك الدعوي وطيبة قلبك؟
ولكن يا أخي الكريم إنّ الحقّ أحقّ أن يُتبع، ألا والله إنّهُ لا يزال لدينا التفصيل المُقنع والمُلجم لأيّ عالم من مُحكم القرآن العظيم عن تفصيل الصلوات وبرهان الركعتين وكيفية الصلوات وما تقولون في جميع حركاتها ومواقيت الأذان والإقامة ثم نُفصّلها من كتاب الله تفصيلاً.
وأشهدُ الله إنّي على استعداد تام بإذن الله لمواجهة عُلماء الأمّة جميعاً بسُلطان العلم المُلجم في تفصيل الصلوات والركعات، ولكن العجيب في الأمر أن تلجمهم من أول بيانٍ ولم نقل بعد إلا اثنين من عشرة في شأن بيان الصلاة من القرآن العظيم فما خُفي كان أعظم وأشدّ تفصيلاً، ولكنّي مُحتاطٌ به لمواجهة من أنكر هذا البيان وتوقّعت ضجةً من كافة عُلماء المُسلمين نظراً لأنّ الصلاة ركنٌ من أركان الدين فلا يجوز لهم السكوت عن ناصر محمد اليماني إن كان على ضلالٍ مُبين، ألا والله لو كنت مكان أحدهم فسمعت شخصاً يدعي إنّه المهديّ المُنتظَر وفتح له موقع حوار وصار لديه أنصار لما سكتُّ عنه شيئاً لأجبتُ طلبه للحوار واشترطت بيني وبينه الاحترام في الحوار وعدم السبِّ والشتم فنجعل الحُجّة بيني وبينه هي حُجّة العلم، حتى إذا اتّفقنا فسوف أشهد عليه أنصاره ومن ثم أبدأ بقيام الحُجّة عليه، فإن قام بحذفي خسر أنصاره وكافة أتباعه لأنّهم سوف يقولون: لماذا لم تُلجم الرجل بعلم أهدى من علمه؟ وإن استمر الحوار أقمت عليه الحجّة بالحقّ وأنقذتُ أنصاره من أن يضلهم عن سواء السبيل وأجري على الله فأهزمه بالحقّ في عقر داره، هذا لو كنت أحد العلماء المشهورين لما تكبّرتُ ولرأيت إنّه من الواجب عليّ الذود عن حياض الدين وإنقاذ المُسلمين من الذين يقولون على الله ما لا يعلمون.
و لربما يتكلم الشيطان على لسان أحد الناصحين بغير الحقّ فيقول: "فلا تحاوره لأنك سوف تشهره". ومن ثمّ أردّ عليه وأقول: بل سوف أحاوره فأشهره بأنّه على ضلالٍ مُبينٍ فأخسِّره أنصاره و أتباعه فأذره وحيداً فريداً فلا يتّبعه أحد من بعد أن أُلجمه بسلطان العلم، وهذا لو كنت مكان أحد عُلمائكم أو أحد مُفتي دياركم.
ويا أخي مُحمد العريفي وكافة عُلماء الأمّة وكافة المُسلمين، فهل تعلمون ما هي مُصيبة الذين أهلكهم الله من قبلكم؟ إنّهُ والله العظيم أنّه كان سبب إهلاكهم هو الاتّباع الأعمى لأسلافهم الذين من قبلهم. والسؤال الذي يطرح نفسه هو: فما يُدريك عن سلفك هذا الذي اقتفيت أثره فنهجت نهجه فهل هو حقاً كان على الهُدى؟ فما يُدريك حتى تمنحه ثقتك وقد جعل الله لكم عقولاً تفكرون بها؟ وما ضلّ من استخدم فكره ولن يستطيع أن يضله أحدٌ. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَـٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ﴿3﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].
فهذه فتوى تجدونها في محكم الكتاب تدعوكم إلى التفكّر من قبل التكذيب ومن قبل الاتّباع، فلربما الداعية ينطق بالحقّ ويهدي إلى صراطٍ مُستقيم، ولربما أنّ الداعية ضالٌ ومُضلٌ فأضّل نفسه وأمّته غير إنه لا يجوز الحكم عليه من قبل الاستماع إلى منطقه وسُلطان علمه ثم التفكر بالعقل والمنطق في قوله هل يقبله العقل والمنطق فيخضع لقوله دون أي اعتراض نظراً لأنّه شيء يقبله العقل والمنطق؟ إذاً لا بُدَّ من التفكر من قبل اتخاذ القرار؛ موعظة التفكر من قبل اتخاذ القرار لم يقلها لكم المهديّ المنتظَر بل الله هو من أفتاكم بذلك في وعظ المُعرضين عن الحقّ في معرض كتابه فدعاهم إلى استخدام الفكر من قبل اتخاذ القرار. وقال الله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ} صدق الله العظيم [سبأ:46].
وهذه قاعدة وناموس في الكتاب بالدعوة إلى التفكر من قبل اتخاذ القرار بالاتّباع من أوّل نبيّ مبعوثٍ إلى خاتمهم، فانظروا لنبيّ الله نوح عليه الصلاة والسلام. وقال الله تعالى: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُم مَّقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللَّـهِ فَعَلَى اللَّـهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلَا تُنظِرُونِ ﴿71﴾ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ ۖ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّـهِ ۖ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴿72﴾ فَكَذَّبُوهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَمَن مَّعَهُ فِي الْفُلْكِ وَجَعَلْنَاهُمْ خَلَائِفَ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا ۖ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنذَرِينَ ﴿73﴾} صدق الله العظيم [يونس].
فانظروا لقول قومه الذين لم يأخذوا بنصيحة نبيّ الله بالتفكّر بل اتخذوا القرار سريعاً من غير تفكّر في منطق دعوته وما يدعوهم إليه، وقالوا:
{قَالُوا يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ﴿32﴾ قَالَ إِنَّمَا يَأْتِيكُم بِهِ اللَّـهُ إِن شَاءَ وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ﴿33﴾} صدق الله العظيم [هود].
فللأسف قرارهم كان عليهم غُمّة لأنهم لم يتفكّروا في دعوته وسلطان علمه شيئاً؛ بل استدلوا على كذبه حسب زعمهم إنّه لم يتّبعه إلا الذين هم أراذلهم بادئ الأمر ولم يصدقه الكُبار والشخصيات المُحترمة في نظرهم، فأعرضوا عن دعوة الحقّ من ربهم فأغرقهم الله وأدخلهم نار جهنم، ومن ثم قالوا كمثل قول أصحابهم من بعدهم: {وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ} صدق الله العظيم [الملك:10].
ويا سُبحان الله العظيم الآن تقولون: {لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ} صدق الله العظيم! ألم يدعوكم رسل الله إلى التفكّر والتدبّر وعدم اتخاذ القرار من قبل التدبر بالعقل والمنطق هل ينطق الداعية بالحقّ ويهدي إلى صراط مُستقيم؟ ويا إخواني المُسلمين هل تعلمون ما يقصدون من قولهم {وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ} صدق الله العظيم؟ فذلك اعتراف منهم أنّهم كالأنعام والبقر التي لا تتفكّر فاتّبعت الاتّباع الأعمى. وقال الله تعالى: {أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلاَّ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً} صدق الله العظيم [الفرقان:44].
وذلك لأنّ الإنسان عاقلٌ ولكن الذي جعلهم كالأنعام هو عدم التفكّر باستخدام العقل وذلك لأنّ الأنعام لا تتفكر، فإذا كان الإنسان لا يتفكّر فهو كالأنعام، وحقيقة إنّ المهديّ المُنتظَر يرى كثيراً من عُلماء الشيعة الاثنى عشر وكثيراً من عُلماء السُّنة كالبقر التي لا تتفكّر مع احترامي للدكتور مُحمد العُريفي فإنّه لم ينكر أمرنا ولربما لم يطلع عليه فربما إنّ المُشرف هو من اتخذ القرار من غير تفكّر والله أعلم، وكان من المفروض أن يخبرونا عن السبب وليس قفل منتداهم لأنّهم لم يجدوا ما يطعنوا فيه في بيان ناصر محمد اليماني المُخالف لما هم عليه سنة وشيعة وكافة المذاهب الإسلاميّة.
والسؤال الذي يطرح نفسه لكافة المُسلمين: فإذا كان عُلماؤكم قد ضلّوا عن سواء السبيل فهل ترون أنهم مُنقذيكم من العذاب الأليم؟ كلا وربّي لا يغنوا عنكم من بأس الله شيئاً لأنّكم قد علمتم أنّ ناصر محمد اليماني هو حقاً المُهيمن على كافة عُلماء الأمّة من الذين أظهرهم الله على شأني.
ولربّما الجاهلون يقولون: "إنّ العلماء لا يعلمون بدعوة الإمام ناصر محمد اليماني فهم مشغولون بأمور أخرى ولو علموا به لأفتوا الناس من زمن إنّ هذا كذاب أشِر وليس المهديّ المنتظَر ولكنهم لا يعلمون من الأمر شيء". ومن ثمّ يردّ عليهم المهديّ المنتظَر وأقول: بل والله إنّهم ليعلمون عن الإمام ناصر محمد اليماني ولكنهم يهربون، وها أنت قد علمت بنفسك فلماذا تمّ قفل منتدى الدكتور العريفي إلا هرباً من الحوار وليس تكبراً منه، ولكن مُشكلتهم أنّهم لم يوقنوا أنّ المهديّ المنتظَر هو حقاً ناصر محمد اليماني ولذلك تجدهم يهربون من الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني خشية أن تصيبهم لعنة الله إن كذّبوا بالمهديّ المنتظَر الحقّ من ربهم، وكذلك يخشون أن يُصدقوا ناصر محمد اليماني وهو ليس المهديّ المنتظَر. فهذا هو سرّ الهروب فلا يزالون في ريبهم يترددون حتى يروا العذاب الأليم.
ومن ثم أقول لهم يا عُلماء الأمّة إذا لم يكن المهديّ المنتظَر هو حقاً ناصر محمد اليماني فمن عساه يكون ناصر محمد اليماني؟ فلربّما يودّ أن يقاطعني الشيطان على لسان أحد أوليائه فيقول: "بل أنت المسيح الدجال". ومن ثمّ يردّ عليه المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني ونقول: وهل المسيح الدجال سوف يدعوكم إلى عبادة الله وحده لا شريك له أم إنّه سوف يقول أنا ربكم الأعلى؟ ومن ثم يقاطع الشيطان مرةً أخرى على لسان الإنسان فيقول: "إن المسيح الدجال حسب الروايات يدّعي الصلاح بادئ الأمر ومن ثم يدعي الربوبية". ومن ثمّ يردّ عليه المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني: إنّ هذه من ضمن روايات الشيطان حتى يصدّونكم عن الحقّ صدوداً، والمُتهم بريء حتى تثبت إدانته، فإذا ثبت يوماً ما إنّ ناصر محمد اليماني قال أنا ربكم الأعلى أو دعاكم إلى عبادة غير الله فعند ذلك قد جعل الله لكم سمعاً وبصراً فالعنوه لعناً كبيراً، ولكني أخشى عليكم لعنة الله لأني أدعوكم إلى عبادة الله وحده لا شريك له، فإذا أحدٌ من الشيعة الاثنى عشر من يلعن ناصر محمد اليماني لعناً كبيراً بغير الحقّ؛ بل عدواناً وظُلماً ومنهم من يقول: "أخبرني ما اسمي و ما اسم أبي وأمي؟ وأخبرني متى سوف أردّ عليك و في أي يوم وفي أي ساعة؟ فإنّ المهدي المنتظر مُحمد بن الحسن العسكري روحي له الفداء يعيش في عالمنا فيحيط بكُلّ شيء علماً فهو يرعانا من كثير من المصائب"! ومن ثمّ يردّ عليه المهديّ المنتظر وأقول: والله الذي لا إله غيره ولا معبودَ سواه إنّك لمن المُشركين بالله ومن أشرّ الدواب الصُمّ البُكم الذين لا يعقلون، ومن قال لكم إن المهديّ المنتظَر يعلمُ الغيب؟ ومن قال لكم إنّ المهديّ المنتظَر قد أحاط بكُلّ شيء علماً ويعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون؟ فمن عساه يكون مهديّكم هذا إلا عبداً من عبيد الله كمثلكم وإنما يزيده الله بسطةً عليكم بعلم الكتاب الذي بين أيديكم وأحاجكم به. فما أشبه قولك أيها الشيعي بقول الكفار من قبل، فانظر لما يقولون لأنبيائهم وانظر لردّ أنبيائهم عليهم بالحقّ رداً واحداً موحداً، وقال الله تعالى: {قُلْ لَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلَا تَتَفَكَّرُون} صدق الله العظيم [الأنعام:50].
ولربما يعجب بكلامي هذا عالِمٌ سُنّي أو أحدُ أتباعهم فيقول: "صدقت يا ناصر محمد اليماني في هذه الفتوى الحقّ في شأن الشيعة الضالين". ومن ثمّ يُردّ عليه المهديّ المنتظَر: ألا والله ما أنتم منهم ببعيد فجميعكم بقرٌ لا تتفكّرون شيئاً، فقد صَدَّقتُم يا معشر السُّنة أنّ المسيح الدجال يقول يا سماء أمطري فتمطر ويا أرض أنبتي فتنبت ثم يقطع رجلاً إلى نصفين فيمر بين الفلقتين ثم يبعثه من بعد موته، فصارت هذه عقيدة لديكم ولم تتفكروا فترجعوا إلى محكم كتاب الله العزيز ما يقول في شأن هذه العقيدة، وسوف تجدون بين الحقّ والباطل اختلافاً كثيراً. وقال الله تعالى: {قُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ} صدق الله العظيم [سبأ:49].
بل سوف تجدون التحدي في مُحكم القرآن العظيم، فيقول الله لئِن استطاع الباطل الذي من دون الله أن يرجع الروح إلى الجسد فقد صدقوا في دعوتهم من دون الله. وقال الله تعالى: {فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ ﴿75﴾ وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ ﴿76﴾إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ ﴿77﴾ فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ ﴿78﴾ لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ ﴿79﴾ تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ ﴿80﴾ أَفَبِهَـٰذَا الْحَدِيثِ أَنتُم مُّدْهِنُونَ ﴿81﴾ وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ ﴿82﴾ فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ ﴿83﴾ وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ ﴿84﴾ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَـٰكِن لَّا تُبْصِرُونَ ﴿85﴾ فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ ﴿86﴾ تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿87﴾ فَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ ﴿88﴾ فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ ﴿89﴾ وَأَمَّا إِن كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ ﴿90﴾ فَسَلَامٌ لَّكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ ﴿91﴾ وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ ﴿92﴾ فَنُزُلٌ مِّنْ حَمِيمٍ ﴿93﴾ وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ ﴿94﴾ إِنَّ هَـٰذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ ﴿95﴾ فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ ﴿96﴾ } صدق الله العظيم [الواقعة].
سُبحانك ربي عمّا يعتقد عُلماء السُّنة والشيعة علوَّاً كبيراً! فكيف يا قوم تكفرون بتحدِّي الله للباطل في محكم كتابه فتعتقدون بعكس تحدّي الله تماماً وذلك لأنّ التحدّي واضحٌ وجليٌّ في قول الله تعالى: {فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ ﴿83﴾ وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ ﴿84﴾ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَـٰكِن لَّا تُبْصِرُونَ ﴿85﴾ فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ ﴿86﴾ تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿87﴾} صدق الله العظيم؟
و لكنّكم تعتقدون كسْرَ هذا التحدي في مُحكم الكتاب فتقولون القول الباطل بأنّ المسيح الدجال سوف يقطع رجُلاً إلى نصفين حتى يزهق روحه ومن ثم يمرّ بين الفلقتين ومن ثمّ يبعثه فيُرجع إليه روحه مع إنّه يدّعي الربوبيّة! ويا سبحان الله العظيم! اللهم إنّي صدّقتك وصدّقتُ نبيّك وكذبتُ الشيعة الاثنى عشر وروايات السُّنة الباطلة وأفركها بنعل قدمي مُستمسكاً بكتاب الله العزيز الذي اتخذوه مهجوراً، فأين عقولكم يا علماء الشيعة والسُّنة؟ فوالله لو لم تزالوا على الهُدى لما ابتعثني الله لهدايتكم والناس أجمعين بالقرآن العظيم إلى صراط العزيز الحميد، أفلا تتقون؟
ويا قوم، إنما أعظكم بواحدةٍ وهو أن تلبّوا دعوة ناصر محمد اليماني إلى طاولة الحوار سواء كان هو حقاً المهديّ المُنتظَر أو شيطانٌ أشِرٌ، ثم نحتكم إلى كتاب الله لا أقول مُتشابهه لأني إن حاججتكم من المُتشابه فلا حُجة لي عليكم، فلم يجعل الله حُجّته عليكم إلا في مُحكم القرآن في آياته البيّنات لعالمكم و جاهلكم حتى لا تكون لكم الحُجّة على الله، ولكنكم لا تريدون الاحتكام إلى كتاب الله نظراً لأنه سوف يخالف كثيراً من مُعتقداتكم الباطلة، ومن ثم أقول لكم والله الذي لا إله غيره لا ولن أتنازل عن حُجّة الله عليكم بالحقّ كتاب الله المحفوظ من التحريف لو عمّر الله المهديّ المنتظر للحوار وعمّركم خمسين ألف سنة لما تزحزحتُ عن كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ التي لا تخالف لمحكم كتاب الله وما عندي غير ذلك، فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، وسوف يحكمُ الله بيننا بالحقّ وهو أسرع الحاسبين.
فهل تعلمون يا معشر الذين لا يعقلون أنّ الحوار عبر الإنترنت لهو أشدّ وسيلةٍ لإقامة الحُجّة عليكم؟ وذلك لأنّي لو كنت أحاوركم جهرةً لقاطعتم كلامي بكلام الباطل وجادلتم به جدالاً كبيراً، ولكن هيهات هيهات.. والله الذي لا إله غيره قسمُ العبد البار لأن أجبتُم دعوة الاحتكام إلى القرآن العظيم لأخرسن ألسنتكم يا علماء الشيعة والسُّنة وكافة الفرق الذين فرقوا دينهم شيعاً، ثم أهيمن عليكم بسلطان العلم فألجمكم بالحقّ إلجاماً من مُحكم كتاب الله القرآن العظيم، فأجاهدكم به جهاداً كبيراً حتى تؤمنوا بكتاب الله القرآن العظيم فتسلموا تسليماً.
و لربّما يودّ أحد عُلماء السُّنة أن يقول: "فهل تظننا لا نؤمن بكتاب الله القرآن العظيم؟". ومن ثم نُرد عليهم: فلماذا تهربون منه وعنه تُعرضون؟ أفلم يُفتِكم المهديّ المنتظَر بأنّ الفصل فيما بينكم هو حصرياً في كتاب الله؟ بل أفتاكم الله بذلك في محكم كتابه كثيراً ثم بيّن الله لكم على لسان رسوله مُحمد -صلى الله عليه وآله وسلم- كما بيّن لكم في هذا الحديث الحقّ الذي اتفقتم عليه جميعاً ثم آمنتم بكافة مصادره ثم أعرضتم عن دعوة الحقّ من ربكم إلى الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم للفصل فيما بينكم بالحقّ. وقال محُمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
9188 - ألا إنها ستكون فتنة ، فقلت : ما المخرج منها يا رسول الله ؟ قال : كتاب الله فيه نبأ ما قبلكم ، وخبر ما بعدكم ، وحكم ما بينكم ، وهو الفصل ليس بالهزل من تركه من جبار قصمه الله ، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله ، وهو حبل الله المتين ، وهو الذكر الحكيم ، وهو الصراط المستقيم . هو الذي لا يزيغ به الأهواء ، ولا تلتبس به الألسنة ، ولا يشبع منه العلماء ، ولا يخلق عن كثرة الرد ، ولا تنقضي عجائبه . هو الذي لم تنته الجن إذ سمعته حتى قالوا : { إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد فآمنا به } . من قال به صدق ، ومن عمل به أجر ، ومن حكم به عدل ، ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم . خذها إليك يا أعور
الراوي: علي بن أبي طالب - خلاصة الدرجة: إسناده مجهول وفي الحارث [الأعور] مقال - المحدث: الترمذي - المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2906
20669 - ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الفتن فقلنا يا رسول الله ما المخرج منها قال كتاب الله فيه نبأ ما قبلكم وفصل ما بينكم وخبر ما بعدكم وهو الفصل ليس بالهزل من تركه من جبار قصمه الله ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله وهو حبل الله المتين وهو الذكر الحكيم وهو الصراط المستقيم وهو الذي لا تلتبس به الألسن ولا تزيغ به الأهواء ولا يخلق عن كثرة الرد ولا يشبع منه العلماء ولا تنقضي عجائبه وهو الذي لم يتناه الجن إذ سمعته أن قالوا { إنا سمعنا قرآنا عجبا } من قال به صدق ومن حكم به عدل ومن اعتصم به هدي إلى صراط مستقيم
الراوي: علي بن أبي طالب - خلاصة الدرجة: [فيه] شعيب بن صفوان عامة ما يرويه لا يتابع عليه - المحدث: ابن عدي - المصدر: الكامل في الضعفاء - الصفحة أو الرقم: 5/8
130800 - ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الفتن ، فقلنا : ما المخرج منها ؟ قال : كتاب الله عز وجل ، فيه نبأ ما قبلكم وفصل ما بينكم وخبر ما بعدكم ، وهو الفصل ليس بالهزل ، من تركه من جبار قصمه الله ، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله ، وهو حبل الله المتين وهو الذكر الحكيم وهو الصراط المستقيم وهو الذي لا تلتبس به الألسن ولا تزيغ به الأهواء ولا يخلق عن كثرة الرد ، ولا يشبع منه العلماء ولا تنقضي عجائبه ، وهو الذي لم يتناه الجن إذ سمعته أن قالوا : { إنا سمعنا قرآنا عجبا } من قال به صدق ، ومن حكم به عدل ، ومن اعتصم به فقد هدي إلى صراط مستقيم
الراوي: علي بن أبي طالب - خلاصة الدرجة: [فيه] شعيب بن صفوان لا يتابع عليه - المحدث: ابن القيسراني - المصدر: ذخيرة الحفاظ - الصفحة أو الرقم: 3/1348
15603 - ألا إنها ستكون فتنة فقلت ما المخرج منها يا رسول الله قال كتاب الله فيه نبأ ما كان قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم وهو الفصل ليس بالهزل من تركه من جبار قصمه الله ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله وهو حبل الله المتين وهو الذكر الحكيم وهو الصراط المستقيم هو الذي لا تزيغ به الأهواء ولا تلتبس به الألسنة ولا يشبع منه العلماء ولا يخلق على كثرة الرد ولا تنقضي عجائبه هو الذي لم تنته الجن إذ سمعته حتى قالوا { إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد فآمنا به } من قال به صدق ومن عمل به أجر ومن حكم به عدل ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم
الراوي: علي بن أبي طالب - خلاصة الدرجة: لا ينبغي أن يعول عليه - المحدث: ابن العربي - المصدر: عارضة الأحوذي - الصفحة أو الرقم: 6/43
78 - إنها ستكون فتن ، قلت : فما المخرج منها يا رسول الله ؟ فقال : كتاب الله ، فيه نبأ ما قبلكم ، وخبر ما بعدكم ، وحكم ما بينكم ، هو الفصل ليس بالهزل ، من تركه من جبار قصمه الله ، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله ، وهو حبل الله المتين ، وهو الذكر الحكيم ، وهو الصراط المستقيم ، وهو الذي لا تزيغ به الأهواء ، ولا تختلف به الآراء ، ولا تلتبس به الألسن ، ولا يخلق عن كثرة الرد ، ولا تنقضي عجائبه ، ولا يشبع منه العلماء ، من قال به صدق ، ومن حكم به عدل ، ومن عمل به أجر ، ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم
الراوي: علي بن أبي طالب - خلاصة الدرجة: [له] طرق - المحدث: ابن تيمية - المصدر: درء التعارض - الصفحة أو الرقم: 5/268
6031 - إنها ستكون فتنة . فقلت : فما المخرج منها يا رسول الله ؟ قال : كتاب الله ، فيه نبأ ما قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم ، هو الفصل ليس بالهزل ، من تركه من جبار قصمه الله ، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله ، وهو حبل الله المتين وهو الذكر الحكيم وهو الصراط المستقيم ، هو الذي لا تزيغ به الأهواء ولا تلتبس به الألسنة ولا يشبع منه العلماء ولا يخلق عن كثرة الرد ولا تنقضي عجائبه هو الذي لم تنته الجن إذ سمعته حتى قالوا { إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد فآمنا به } [ الجن / 1 ] من قال به صدق ومن عمل به أجر ومن حكم به عدل ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم
الراوي: علي - خلاصة الدرجة: مشهور من رواية الحارث الأعور وقد تكلموا فيه وقصارى هذا الحديث أن يكون من كلام أمير المؤمنين علي وقد وهم بعضهم في رفعه وهو كلام حسن صحيح - المحدث: ابن كثير - المصدر: فضائل القرآن - الصفحة أو الرقم: 45
143619 - أتاني جبريل عليه السلام فقال : يا محمد إن أمتك مختلفة بعدك قال : فقلت له : فأين المخرج يا جبريل قال : فقال : كتاب الله تعالى به يقصم الله كل جبار ومن اعتصم به نجا ومن تركه هلك مرتين قول فصل وليس بالهزل لا تختلقه الألسن ولا تفنى أعاجيبه فيه نبأ ما كان قبلكم وفصل ما بينكم وخبر ما هو كائن بعدكم
الراوي: علي بن أبي طالب - خلاصة الدرجة: إسناده ضعيف جدا - المحدث: أحمد شاكر - المصدر: مسند أحمد - الصفحة أو الرقم: 2/89
42319 - ألا إنها ستكون فتنة . فقلت : ما المخرج منها يا رسول الله ؟ قال : كتاب الله ، فيه نبأ ما كان قبلكم ، وخبر ما بعدكم ، وحكم ما بينكم ، هو الفصل ليس بالهزل ، من تركه من جبار قصمه الله ، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله . . الحديث
الراوي: الحارث - خلاصة الدرجة: ضعيف - المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الضعيفة - الصفحة أو الرقم: 6393
95994 - أتاني جبريل فقال : يا محمد ! إن أمتك مختلفة بعدك ، قال : فقلت له : فأين المخرج يا جبريل ؟ قال : فقال : كتاب الله تعالى ، به يقصم الله كل جبار ، من اعتصم به نجا ، و من تركه هلك ، مرتين ، قول فصل ، و ليس بالهزل ، لاتختلقه الألسن ، و لا تفنى أعاجيبه ، فيه نبأ ما كان قبلكم ، فصل ما بينكم و خبر ما هو كائن بعدكم
الراوي: علي بن أبي طالب - خلاصة الدرجة: ضعيف جداً - المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الضعيفة - الصفحة أو الرقم: 1776
94685 - إنها ستكون فتن قلت : فما المخرج منها يا رسول الله ؟ قال : كتاب الله ، فيه نبأ ما قبلكم ، وخير ما بعدكم ، وحكم مابينكم ، هو الفصل، ليس بالهزل، من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله ، وهو حبل الله المتين ، وهو الذكر الحكيم ، وهو الصراط المستقيم ، وهو الذي لا تزيع به الأهواء ، ولا تلتبس به الألسن ، ولا تنقضي عجائبه ، ولا تشبع منه العلماء ، من قال به صدق ، ومن عمل به أجر ، ومن حكم به عدل ، ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم
الراوي: علي بن أبي طالب - خلاصة الدرجة: إسناده ضعيف - المحدث: الألباني - المصدر: شرح الطحاوية - الصفحة أو الرقم: 71
90259 - أتاني جبريل ، فقال : يا محمد ! إن الأمة مفتونة بعدك ، قلت له : فما المخرج يا جبريل . قال : كتاب الله ، فيه نبأ ما قبلكم ، و خبر ما بعدكم ، و حكم ما بينكم ، و هو حبل الله المتين ، و هو الصراط المستقيم ، و هو قول فصل ، ليس بالهزل ، إن هذا القرآن لا يليه من جبار فيعمل بغيره ، إلا قصمه الله ، و لا يبتغي علما سواه إلا أضله الله ، و لا يخلق عن رده ، و هو الذي لا تفنى عجائبه ، من يقل به يصدق ، و من يحكم به يعدل ، و من يعمل به يؤجر ، و من يقسم به يقسط
الراوي: علي بن أبي طالب - خلاصة الدرجة: ضعيف - المحدث: الألباني - المصدر: ضعيف الجامع - الصفحة أو الرقم: 74
83464 - إنها ستكون فتنة ، قيل : فما المخرج منها ؟ قال : كتاب الله ، فيه نبأ من قبلكم ، وخبر من بعدكم ، وحكم ما بينكم، هو الفصل ، ليس بالهزل، من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله، وهو حبل الله المتين، وهو الذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم، هو الذي لا تزيغ به الأهواء، ولا تشبع منه العلماء، ولا تلتبس به الألسن، ولا يخلق عن الرد، ولا تنقضي عجائبه، هو الذي لم تفته الجن إذ سمعته عن أن قالوا: ( إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد ) من قال به صدق، ومن حكم به عدل، ومن عمل به أجر، ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم
الراوي: علي بن أبي طالب - خلاصة الدرجة: ضعيف جداً - المحدث: الألباني - المصدر: ضعيف الجامع - الصفحة أو الرقم: 2081
36882 - مررت في المسجد ، فإذا الناس يخوضون في الأحاديث ، فدخلت على علي ، فقلت : يا أمير المؤمنين ! ألا ترى أن الناس قد خاضوا في الأحاديث ؟ ! قال : و قد فعلوها ؟ قلت : نعم ! قال أما إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ألا إنها ستكون فتنة ، فقلت : ما المخرج منها يا رسول الله ؟ قال : كتاب الله فيه نبأ ما قبلكم ، وخبر ما بعدكم ، وحكم ما بينكم ، وهو الفصل ليس بالهزل من تركه من جبار قصمه الله ، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله ، وهو حبل الله المتين ، وهو الذكر الحكيم ، وهو الصراط المستقيم . هو الذي لا يزيغ به الأهواء ، ولا تلتبس به الألسنة ، ولا يشبع منه العلماء ، ولا يخلق عن كثرة الرد ، ولا تنقضي عجائبه . هو الذي لم تنته الجن إذ سمعته حتى قالوا : { إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد فآمنا به } . من قال به صدق ، ومن عمل به أجر ، ومن حكم به عدل ، ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم . خذها إليك يا أعور
الراوي: الحارث - خلاصة الدرجة: ضعيف - المحدث: الألباني - المصدر: ضعيف الترمذي - الصفحة أو الرقم:
2906
99779 - ألا إنها ستكون فتنة ، فقلت : ما المخرج منها يا رسول الله ؟ ! قال : كتاب الله : فيه نبأ ما قبلكم ، وخبر ما بعدكم ، وحكم ما بينكم ، هو الفصل ، ليس بالهزل ، من تركه من جبار قصمه الله ، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله ، وهو حبل الله المتين ، وهو الذكر الحكيم ، وهو الصراط المستقيم ، وهو الذي لا تزيغ به الأهواء ، ولا تلتبس به الألسنة ، ولا يشبع منه العلماء ، ولا يخلق عن كثرة الرد ، ولا تنقضي عجائبه ، هو الذي لم تنته الجن إذ سمعته حتى قالوا : { إنا سمعنا قرآنا عجبا . يهدي إلى الرشد فآمنا به } ، من قال به صدق ، ومن عمل به أجر ، ومن حكم به عدل ، ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم
الراوي: علي بن أبي طالب - خلاصة الدرجة: مخرج في "السلسلة الضعيفة" - المحدث: الألباني - المصدر: مشكاة المصابيح - الصفحة أو الرقم: 2080
198020 - إن هذا القرآن مأدبة الله فاقبلوا مأدبته ما استطعتم إن هذا القرآن حبل الله والنور المبين والشفاء النافع عصمة لمن تمسك به ونجاة لمن اتبعه لا يزيغ فيستعتب ولا يعوج فيقوم ولا تنقضي عجائبه ولا يخلق من كثرة الرد اتلوه فإن الله يأجركم على تلاوته كل حرف عشر حسنات أما إني لا أقول الم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف
الراوي: عبدالله بن مسعود - خلاصة الدرجة: [فيه] إبراهيم الهجري عن أبي الأحوص - المحدث: المنذري - المصدر: الترغيب والترهيب - الصفحة أو الرقم: 2/302
88138 - إن هذا القر آن مأدبة الله فاقبلوا من مأدبته ما استطعتم
الراوي: عبدالله بن مسعود - خلاصة الدرجة: ضعيف - المحدث: الألباني - المصدر: ضعيف الجامع - الصفحة أو الرقم: 2024
80467 - إن هذا القرآن مأدبة الله ، فاقبلوا مأدبته ما استطعتم ، إن هذا القرآن حبل الله ، والنور المبين ، والشفاء النافع ، عصمة لمن تمسك به ، ونجاة لمن اتبعه ، لا يزيغ فيستعتب ، ولا يعوج فيقوم ، ولا تنقضي عجائبه ، ولا يخلق من كثرة الرد ، اتلوه ؛ فإن الله يأجركم على تلاوته كل حرف عشر حسنات ، أما إني لا أقول لكم : ( ألم ) حرف ، ولكن ألف ولام وميم
الراوي: عبدالله بن مسعود - خلاصة الدرجة: ضعيف - المحدث: الألباني - المصدر: ضعيف الترغيب - الصفحة أو الرقم: 867
207092 - دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث بطوله إلى أن قال : قلت يا رسول الله أوصني . قال : أوصيك بتقوى الله ، فإنها زين لأمرك كله . قلت : يا رسول الله زدني قال : عليك بتلاوة القرآن وذكر الله عز وجل ، فإنه ذكر لك في السماء ، ونور لك في الأرض . قلت : يا رسول الله زدني ، قال : عليك بطول الصمت ، فإنه مطردة للشيطان ، وعون لك على أمر دينك . قلت : زدني ، قال : إياك وكثرة الضحك ، فإنه يميت القلب ، ويذهب بنور الوجه . قلت : زدني ، قال : قل الحق ، وإن كان مرا . قلت : زدني ، قال : لا تخف في الله لومة لائم ، قلت : زدني . قال : ليحجزك عن الناس ما تعلم من نفسك
الراوي: أبو ذر الغفاري - خلاصة الدرجة: [إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما] - المحدث: المنذري - المصدر: الترغيب والترهيب - الصفحة أو الرقم: 4/23
________________
فيا قوم، لا أقول لكم إلا ما قاله نبيّ الله نوحٍ عليه الصلاة والسلام لقومه: {قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآَتَانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنْتُمْ لَهَا كَارِهُونَ} صدق الله العظيم [هود:28].
ألا والله العظيم إنّي لفي عجبٍ شديدٍ من علمائكم فاستبشرنا بالدكتور محمد العريفي إذ وجدنا بيان الصلاة منشوراً في موقعه فقلنا هذا شيخٌ لا يخاف في الله لومة لائم تبين له الحقّ فاتَّبعه، فإذا هو يغلق مُنتداه فيولّي مُدبراً ولم يُعقّب حتى لا يحاوره الإمام المهديّ في موقعه! ولكننا قد أقمنا عليك الحجّة يا شيخ محمد العريفي حتى ولو أقفلت مُنتداك فلن ينفعك بين يدي الله إن فررت من الحوار مع المهديّ المُنتظَر الإمام ناصر محمد اليماني، والله المُستعان..
فيا معشر الأنصار لا تهنوا ولا تحزنوا في النشر والتبليغ معذرةً لكم بين يدي ربكم أنكم بلغتم. وقال الله تعالى: {وَإِذَ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُواْ مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} صدق الله العظيم [الأعراف:164].
فما بالي أرى بعض الأنصار بمجرد ما يجد أنّ أصحاب المواقع يحذفون مشاركاته أو يحظرونه فيصاب بالإحباط فيتراجع عن التبليغ فحَزِنَ ووَهَنَ! وليسوا أولئك من أولي العزم. وتذكروا قول الله: {وَإِذَ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُواْ مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} صدق الله العظيم. وأنتم كذلك معذرة إلى ربكم أنكم بلّغتم وما وهنتم وما استكنتم عن التبليغ ليلاً نهاراً، فكم أجر المُبلغين عند الله عظيمٌ لإنقاذ الأمّة من العذاب الأليم القادم من كوكب جهنم!
وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله رب العالمين..
أخو المؤمنين بالقرآن العظيم الإمام المهديّ؛ ناصر محمد اليماني.
_______________
الإمام ناصر محمد اليماني
08 - 11 - 1430 هـ
27 - 10 - 2009 مـ
12:46 صباحاً
ــــــــــــــــــــــ
الرد على ( مُشبب ) من مُحكم الكتاب ليتذكّر أولو الألباب ..
بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
ويا مُشبّب، إنّي أعلمُ أنّك من العُلماء ولست من عامة المُسلمين، ولكن للأسف إنّك من الذين يقولون على الله ما لا يعلمون، والذي زعّلني منك ليس جدالك وذلك لأنّي على أن آتيك بالبُرهان من مُحكم القرآن لقديرٌ وعلى إلجامك بالحقّ لجديرٌ، ولكنّي قد أفتيتُ مُسبقاً أنّ الحوار في بيان الصلاة لا ينبغي أن يكون مع شخصياتٍ مجهولةٍ؛ بل عُلماء من خُطباء المنابر، فأضعف الإيمان أنهم يعرفهم أهلُ قريتهم، أو مُفتي الديار حتماً يكون مشهوراً بين مواطني دولته نظراً لأنّ بيان الصلاة ليس كمثل البيانات الأخرى بل هو الركن الثاني من بعد شهادة التوحيد، وهو الركن الذي لن يُرفع أبداً عن المؤمنين حتى تبلغ الروح الحلقوم، وذلك لأنّ رُكن الصيام يرفع إلى أيامٍ أُخَر في المرض والسفر، وكذلك رُكن الزكاة تُرفع عن الفقراء والمساكين فتكون فرضاً على الأغنياء، وكذلك ركن الحجّ يُرفع عن الذي لا يستطيع إليه سبيلاً، وأما رُكن الصلاة فلا تُرفع لا في حضرٍ ولا في سفرٍ ولا في مرضٍ ولكنّها تختلف فتُخفف فقط، ولكنها لا تُرفع أبداً ما دُمت حياً.
أما بالنسبة لبيان كلمة مثاني في قول الله تعالى: {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ} صدق الله العظيم [الزمر:23].
وأفتاكم الله تعالى أنّ الكتاب تتكون آياته من صنفين اثنين مُحكم ومُتشابه. تصديقاً لقول الله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ} صدق الله العظيم [آل عمران:7].
إذاً الكتاب يتكون من قسمين: قسمٌ مُحكمٌ وقسمٌ مُتشابهٌ وذلك لأنّه يتشابه مع المُحكم في اللفظ ويختلف في البيان، وآتيك على ذلك مثلاً، فما يلي من القسم المُحكم. قال الله تعالى: {وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا ﴿29﴾ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا ۚ وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّـهِ يَسِيرًا ﴿30﴾} صدق الله العظيم [النساء].
وما يلي من القسم المُتشابه، وقال الله تعالى: {فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ} صدق الله العظيم [البقرة:54].
والقرآن مثاني (مُحكم ومُتشابه)، فإن تركتم المُحكم واتَّبعتم المُتشابه ضللتم ضلالاً بعيداً لأنّ المُتشابه يختلف مع المحكم في ظاهره برغم التشابه اللفظي ويختلف في تأويله عن ظاهره، ولكنّكم إذا اتَّبعتم ظاهر المُتشابه ضللتم عن سواء السبيل وذلك لأنّ تأويله يختلف عن ظاهره، وأحاط الله المهديّ المنتظَر بيان محكمه وبيان مُتشابهه، ولا أزال أحاجِجكم بمحكمه حتى أقيم الحجّة عليكم بالحقّ.
ويا أخي الكريم إنّما المثاني هو المَثنى قُرآنٌ عربيٌّ مُبينٌ. كمثال قول الله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلا نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ} صدق الله العظيم [سبأ:46].
فالمثنى اثنين والفُرادى واحد. وقال الله تعالى: {فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً} صدق الله العظيم [النساء:3]؛ {مَثْنَى} اثنتين، {وَثُلَاثَ} ثلاث، {وَرُبَاعَ} أربع.
ولكن (المكارمة) الذين يتّبعون الظنّ قالوا إنّ المثنى يقصد بها أربعة والثلاث يقصد بها ستة والرباع يقصد بها ثمانية، فيتزوجون ثمانٍ من الحُرات! قاتلهم الله أنَّى يؤفكون الذين يقولون على الله ما لا يعلمون باتّباع الظنّ الذي لا يُغني من الحقّ شيئاً فضلّوا أنفسهم وأضلّوا أمّتهم فيحملون وزر أنفسهم ووزر أمّتهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {لِيَحْمِلُواْ أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلاَ سَاء مَا يَزِرُونَ} صدق الله العظيم [النحل:25].
فالحذر الحذر من بيان الذِّكر بغير علمٍ من الله، وهل سبب أنّ أمّة الإسلام قد ضلّت عن سواء السبيل إلا بسبب اتّباع الظنّ الذي يحتمل الصح ويحتمل الخطأ؟ ولكنّ معجزة في الكتاب أنّ أيّ عالِمٍ يقول على الله بالظنّ لا ينبغي له أن ينطق بالحقّ حتى لا يقول على الله إلا ما يعلم إنّه الحقّ من عند الله.
وأما سؤالك الذي قلت لي فيه ما يلي:
ومن ثم أردّ عليك بالدليل القاطع المُقنع. قال الله تعالى: {وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَٰلِكَ سَبِيلًا ﴿110﴾ وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلِّ ۖ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا﴿111﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].
وتصديقاً لقول الله تعالى: {اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلاَةَ إِنَّ الصَّلاَةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ} صدق الله العظيم [العنكبوت:45].
ولم نفصّل بعد كيفية الصلاة، وسوف يكون التفصيل في صلاة الحضر يا مُشبب من مُحكم الكتاب، وأفتيكم بالقول الصواب وليس القول بالظنّ بل القول الفصل وما هو بالهزل، وإنا لصادقون. فكيف تفتي يا مُشبب أنّي أقول على الله ما لا أعلم من قبل أن تسأل عن التكبير فآتيك بالبرهان من مُحكم الذِّكر؟
ويا أخي الكريم، ما كان للحقّ أن يتّبع أهواءكم! فإن كنتَ أحد علماء الأمّة فأظهر اسمك الحقّ وصورتك وإنّي على إلجامك بالحقّ لقدير، وسبقت فتوانا لا أريد الحوار في هذا البيان مع شخصياتٍ مجهولةٍ ولك الحقّ أن تحاورنا وأنت مجهول الهويّة ولكن في بيانٍ غير بيان الصلاة.
وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين.
مُفتي البشر المهديّ المنتظَر الإمام؛ ناصر محمد اليماني.
__________________
{سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ ﴿180﴾ وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ ﴿181﴾ وَالْحَمْدُ لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿182﴾} صدق الله العظيم [الصافات].
ويا مُشبب، إنّي المهديّ المُنتظَر أنذر البشر بالذكر المحفوظ من التحريف ولن يتّبعني إلا الذين يتّبعون الذكر المحفوظ من التحريف رسالةً من الله إلى كافة البشر لمن شاء منهم أن يستقيم، فأهدي بالقرآن المجيد إلى صراط العزيز الحميد وإنا لصادقون، فأبيّنه للبشر كما كان يبيّنه مُحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فأعيد المُسلمين إلى منهاج النبوّة الأولى كما بيّنه رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- بمنتهى الحقّ والصدق، ولا ينبغي لي أن أعلّم الناس البيان بالظنّ الذي لا يُغني من الحقّ شيئاً، فإن استجابوا إلى دعوة الاحتكام للذكر فحتماً ستجدونني أهيمن عليهم بسلطان العلم المُحكم من ذات القرآن حتى لا يعرض عن الذكر المحفوظ من التحريف إلا الذين قالوا سمعنا وعصينا ويزعمون أنّهم مؤمنون به ومن ثم يعرضون كأمثال بعض أهل الكتاب فلبئس ما يأمرهم به إيمانهم. وقال الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَن يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا ﴿60﴾ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَىٰ مَا أَنزَلَ اللَّـهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُودًا ﴿61﴾ فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّـهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا ﴿62﴾} صدق الله العظيم [النساء].
أفلا تعلمون ما هو المقصود من قول الله تعالى: {يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَن يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا}؟ وتلك أحكام جاءت من عند غير الله من عند الطاغوت تُخالف لحكم الله في مُحكم كتابه، وذلك لأنّ مُحمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- يدعوهم إلى الاحتكام إلى كتاب الله ليحكم بينهم منه فيما كانوا فيه يختلفون ولكنّهم أعرضوا. وقال الله تعالى: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} صدق الله العظيم [النمل:76].
ولكنّهم أعرضوا عن دعوة الاحتكام إلى القرآن العظيم. وقال الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِّنْهُمْ وَهُم مُّعْرِضُونَ} صدق الله العظيم [آل عمران:23].
وكذلك المهديّ المُنتظَر يدعو المُسلمين الذين اختلفوا في دينهم إلى كتاب الله ليستنبط لهم حُكم الله بينهم فيما كانوا فيه يختلفون، ولا ينبغي لي أن أحكم بينهم اجتهاداً مني من رأسي من ذات نفسي وأعوذُ بالله أن أكون من الجاهلين فليس لي من الأمر شيء بل الحكم لله ولا يُشرك في حُكمه أحداً، وإنّما أستنبط للمُختلفين في الدين حُكم الله بينهم فيما كانوا فيه يختلفون فآتيهم به من مُحكم القرآن العظيم الكتاب الذي تنزّل مُجملاً ومُفصّلاً، قرآناً وفرقاناً؛ بمعنى أنّ الله هو الحكم وليس مُحمدٌ رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- ولا المهديّ المُنتظَر، فالحُكم لله وليس لنا من الأمر شيء. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} صدق الله العظيم [الشورى:10].
وإنّما نستنبط لهم حُكم الله بينهم من القرآن العظيم الذي جعل الله فيه قرآناً وفرقاناً وفصّله تفصيلاً، ولا ينبغي لي أن أقبل الاحتكام إلى ما جاء مُخالفاً لحكم الله من عند غير الله من عند الطاغوت، ولا ولن أرضى بغير الله حكماً بالحقّ. تصديقاً لقول الله تعالى: {أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا} صدق الله العظيم [الأنعام:114].
وحين حكمتُ بينهم في عدد الصلوات والركعات إنّما نستنبط لهم حُكم الله من كتابه العزيز، وإنّما الصلوات لذكر اسم الله ولهُ مائة اسم سُبحانه، فأراد الله أن تكون عدد الركعات المفروضات على المُسلمين مائة ركعة في خمسين صلاة، وذلك حتى تكون في كُلّ صلاة مفروضة ركعتين، وإذا صليّتم في الليلة واليوم خمسين صلاة وفي كُلّ صلاةٍ ركعتين لذكر اسم الله أصبح إجمالي الركعات مائة ركعة، وذلك حتى تُعادل بعدد أسماء الله الحُسنى دونما زيادةٍ أو نُقصانٍ في صلاة الركعات المفروضة جبرياً، فأثبتنا أنّ جدي مُحمد -صلى الله عليه وآله وسلم- ليلة الإسراء به إلى ربه قد أمره بخمسين صلاةٍ في الليلة واليوم، فتكون صلاتهم خالصةً لله وحده لا شريك له شرط أن تُعادل الركعات بعدد أسماء الله الحُسنى سُبحانه.
وقال الله تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ} صدق الله العظيم [الأعراف:180].
غير إنّ الله لم يشترط علينا أن ندعوه في صلاتنا بجميع أسمائه الحُسنى. تصديقاً لقول الله تعالى في سورة الإسراء: {قُلِ ادْعُوا اللَّـهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَـٰنَ ۖ أَيًّا مَّا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ ۚ وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَٰلِكَ سَبِيلًا ﴿110﴾ وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلِّ ۖ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا ﴿111﴾} صدق الله العظيم.
ثم عَلِمْنا علم اليقين أنّ الله فرض على نبيّه خمسين صلاة في الليلة واليوم، وإنّه جعل إجمالي الركعات المفروضات تساوي عدد أسماء الله الحُسنى دون زيادةٍ أو نُقصانٍ في الركعات المفروضات جبرياً في صلوات الفرض الجبري وليس لكم خيار فمن لم يؤدِّ ما فرض الله عليه فمصيره في النار.
والحمدُ لله الذي خفّف علينا من خمسين صلاة إلى خمس صلوات مفروضات، وقد يقول قائل: "ولماذا لا تكون ست صلوات مفروضات أو سبع أو عشر، فما هي الحكمة من أن يكون خمس صلوات مفروضات؟" ثم نرد عليه بالحقّ: لو جعلهنّ أكثر من ذلك لاختل العدد في أسمائه سُبحانه، وذلك لأنّه تم تخفيفهن إلى خمسٍ لكي يجعل الصلاة بعشر أمثالها فتعود خمسين صلاة في كتاب الله في الأجر، كذلك لتعود الركعات إلى مائة ركعة تساوي عدد أسماء الله الحُسنى.
ولم أفتِ بأنّ الركعات مائة ركعة من غير علمٍ وأعوذُ بالله أن أكون من الجاهلين، وهذا من ضمن البرهان لحقيقة اسم الله الأعظم إنّهُ حقاً لله مائة اسم وتعلمون منها 99 اسماً وزاد الله الإمام المهديّ المنتظَر بالبيان لاسمه الأعظم وفصلناه تفصيلاً. ألا والله لا يحاجّني في اسم الله الأعظم إلا الذين لم يعرفوا حقيقة اسم الله الأعظم وذلك لأنّ اسم الله الأعظم جعل الله فيه سرّ الحكمة من خلق عباده. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}صدق الله العظيم [الذايات:56].
وإنّما عبادة الله هو أن تتّبعوا رضوانه وتذروا ما يسخطه. تصديقاً لقول الله تعالى: {أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللّهِ كَمَن بَاء بِسَخْطٍ مِّنَ اللّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} صدق الله العظيم [آل عمران:162].
والسؤال الذي يطرح نفسه: فهل خلقنا الله من أجل الفوز بنعيم الجنة والحور العين؟ والجواب: كلا فلم يجعل الله الحكمة من خلقنا لكي يدخل عباده جنّته وآخرين ناره، بل الحكمة من خلقنا هي لنعبد نعيم رضوان الله على عباده وسوف نجد نعيم رضوان الله علينا هو حتماً لا شك ولا ريب هو النعيم الأعظم من جنته. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَعَدَ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} صدق الله العظيم [التوبة:72].
ولكنّي أقسمُ بالله العظيم لا ولن يُكذّب بحقيقة اسم الله الأعظم إلا الذين لم يعرفوا قط حقيقة نعيم رضوان الله عليهم فقد جعل الله لهُ آية في أنفسهم لا ولن يعرفها إلا الذين استمتعوا بنعيم رضوانه ومن ثم يشهدون أنّه حقاً النعيم الأعظم من نعيم جنته؛ بل لا يجدون في أنفسهم مجالاً للمُقارنة شيئاً بينه وبين أي نعيمٍ آخر، فكم يتمنّون لو أنّهم يستطيعون أن يمكثوا بتلك الحال بين يدي ربهم ما تبقى من حياتهم ولكنّهم لن يستطيعوا، وإنّما ذلك لكي يعلموا الحكمة من خلقهم فيدركوا أنّ نعيم رضوانه عليهم لهو حقاً النعيم الأعظم ولذلك جعله الله سراً فلم يُنبئكم رُسله إلا بتسعة وتسعين اسماً ثم جعل الله اسمه الأعظم سراً بين العبد والربّ حتى لا يدركه إلا من عرف حقيقة رضوان ربه والذي تتجلّى فيه الحكمة من خلق عباده، وإنّما نُبيّنه من الكتاب لكي تعلموا أنّ لله مائة اسم، وأفتيتكم في حقيقة اسم الله الأعظم بأنّه ليس بأعظم من أسمائه الحُسنى سُبحانه، فلا فرق بين أسماء الله الحُسنى فهي جميعاً للواحد الأحد لا إله غيره وإنّما يوصف اسمه الأعظم بالأعظم لأنّكم حقاً سوف تجدونه نعيماَ أعظم من نعيم جنته. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَعَدَ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} صدق الله العظيم [التوبة:72].
وذلك لأنّ اسم الله الأعظم جعل الله فيه صفة رضوانه على عباده فإذا اتَّبعوا رضوان الله أدركوا الحكمة من خلقهم، وإن أعرضوا عن رضوان الله عذبهم عذاباً أليماً في الدُنيا وفي الآخرة، وذلك لأنّها تتجلّى فيه الحكمة من خلقهم فإذا ألهتهم عنه الحياة الدُنيا فعنهُ سوف تُسأَلون. تصديقاً لقول الله تعالى: {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ ﴿1﴾ حَتَّىٰ زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ ﴿2﴾ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ﴿3﴾ ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ﴿4﴾ كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ ﴿5﴾ لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ ﴿6﴾ ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ ﴿7﴾ ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ﴿8﴾} صدق الله العظيم [التكاثر].
فما هو النعيم الذي سوف يُسألون عنه؟ ألا وإنّه النّعيم الذي ألهاهم عنّه التكاثرُ في الحياة الدنيا فرضوا بها واطمأنّوا إليها ونسوا الله فنسيهم وعذّبهم عذاباً عظيماً، وذلك لأنّهم أعرضوا عن النعيم الذي هو أعظم من نعيم الدُنيا وأكبر من نعيم الآخرة، والله هو الرحمن وهو النعيم وجعل النعيم صفةً لرضوان نفسه على عباده يعلمه الذين اتّبعوا رضوانه ثم يمدّهم بروحٍ منه تغشى أنفسهم ثم تطمئن قلوبهم فتخشع قلوبهم فتدمع أعينهم مما عرفوا من عظمة الحقّ. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِذَا سَمِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ الْحَقِّ} صدق الله العظيم [المائدة:83].
والحقّ هو الله وما دونه باطل، وليس إنّ الله تنزّل إلى أنفسهم سُبحانه وإنّما روحٌ وريحانٌ في أنفسهم جعله الله نوراً للبصيرة فيُبصرون عظمة الحقّ والحقّ هو الله، والذين كانت قلوبهم تعمى عن الحقّ في الحياة الدُنيا فهم كذلك عُميان عن الحقّ يوم يقوم الناس لربّ العالمين، ولن تجدهم يدعون الحقّ لأنّهم لم يعرفوا الحقّ في هذه الحياة. وقال الله تعالى: {وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلا} صدق الله العظيم [الإسراء:72].
بمعنى من كان في هذه أعمى عن الحقّ فهو كذلك يوم القيامة أعمى عن الحقّ، وإنّما القرآن العظيم يدعو إلى الحقّ فيهديهم إلى صراط العزيز الحميد. وقال الله تعالى: {الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّـهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ ﴿1﴾ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ ۙ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ ﴿2﴾ ذَٰلِكَ بِأَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا الْبَاطِلَ وَأَنَّ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّبَعُوا الْحَقَّ مِن رَّبِّهِمْ ۚ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّـهُ لِلنَّاسِ أَمْثَالَهُمْ﴿3﴾}صدق الله العظيم [محمد].
ألا وإنّ الحقّ هو اتِّباع رضوان الله والذين اتّبعوا الباطل نالوا سخطاً من الله. تصديقاً لقول الله تعالى: {أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللّهِ كَمَن بَاء بِسَخْطٍ مِّنَ اللّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} صدق الله العظيم [آل عمران:162].
وتعالوا لتعلموا حقيقة قول الله تعالى: {وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً} صدق الله العظيم [الإسراء:72]، بمعنى أنّه من كان أعمى عن الحقّ في هذه الحياة فهو كذلك يوم القيامة أعمى برغم أنّهم قالوا: {قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ} صدق الله العظيم [الأعراف:53].
فما هو الحقّ الذي جاء به جميع الأنبياء والمُرسلين؟ والجواب قال الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ}صدق الله العظيم [الأنبياء:25].
فبعد الاعتراف بكلمة التوحيد إنّه لا إله إلا الله وحده لا شريك له فبقي معنى "كيف نعبد الله؟" وقال الله تعالى: {أَفَمَنْ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللّهِ كَمَن بَاء بِسَخْطٍ مِّنَ اللّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ و َبِئْسَ الْمَصِيرُ} صدق الله العظيم، ولذلك تجدون الإمام المهديّ يدعوكم إلى عبادة رضوان الله حتى تبصروا الحقّ ولذلك خلقكم. وقال الله تعالى: {هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِن قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ فَهَل لَّنَا مِن شُفَعَاء فَيَشْفَعُواْ} صدق الله العظيم [الأعراف:53].
فهل ترونهم عرفوا الحقّ؟ كلا وربي، ولو عرفوا الحقّ لما قالوا: {فَهَل لَّنَا مِن شُفَعَاء فَيَشْفَعُواْ} صدق الله العظيم، وصدق ربي بقوله الحقّ: {وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً} صدق الله العظيم.
ويا من يُحاجِجُني في عدد الركعات هل تؤمن إنّ لله مائة اسم ولذلك أمركم بخمسين صلاة وفي كُل صلاة ركعتين فرضاً جبريّاً لتصبح عدد الركعات تساوي عدد أسماء الله الحسنى في كتابه؟ تصديقاً لقول الله تعالى: {قُلِ ادْعُوا اللَّـهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَـٰنَ ۖ أَيًّا مَّا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ ۚ وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَٰلِكَ سَبِيلًا ﴿110﴾ وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلِّ ۖ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا ﴿111﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].
فإن أبيتَ فسوف أوجّه لك هذا السؤال ولكافة من يريد اتّباع الحقّ: فهل وجدتم أنّ صلاة القصر في مُحكم الكتاب يقصد بها الصلاة الأصل المفروضة في الكتاب؟ أم إنّه يقصد بها صلاة القصر في السفر أن تقصروها إلى ركعة؟ وقال الله تعالى: {وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَن يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُّبِينًا ﴿101﴾وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِّنْهُم مَّعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِن وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَىٰ لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ ۗ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُم مَّيْلَةً وَاحِدَةً ۚ وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِن كَانَ بِكُمْ أَذًى مِّن مَّطَرٍ أَوْ كُنتُم مَّرْضَىٰ أَن تَضَعُوا أَسْلِحَتَكُمْ ۖ وَخُذُوا حِذْرَكُمْ ۗ إِنَّ اللَّـهَ أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُّهِينًا ﴿102﴾} صدق الله العظيم [النساء].
وخلاصة القول فلنحتكم إلى كتاب الله فإذا وجدنا إن الأمر صدر بقصر صلاة السفر من ركعتين إلى ركعة فقد صدق عُلماؤكم وكذب المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني، وإن وجدنا أنّ الأمر صدر بقصر الصلاة الأصل المفروضة في كتاب الله من ركعتين إلى ركعة فقد صدق المهديّ المنتظَر وكذب الذين يقولون على الله ما لا يعلمون. وقال الله تعالى: {وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَن يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُّبِينًا ﴿101﴾وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِّنْهُم مَّعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِن وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَىٰ لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ ۗ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُم مَّيْلَةً وَاحِدَةً ۚ وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِن كَانَ بِكُمْ أَذًى مِّن مَّطَرٍ أَوْ كُنتُم مَّرْضَىٰ أَن تَضَعُوا أَسْلِحَتَكُمْ ۖ وَخُذُوا حِذْرَكُمْ ۗ إِنَّ اللَّـهَ أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُّهِينًا ﴿102﴾} صدق الله العظيم.
فهل الأمر وجدتموه قصر القصر، أي قصر صلاة القصر من ركعتين إلى ركعة؟ فهل فهمت الخبر يا مُشبِّب ما المقصود في مُحكم الكتاب؟ هل وجدت الأمر بقصر القصر؟ وذلك لأنّهم يقصرون صلاة القصر في السفر من ركعتين إلى ركعة فسمّوها صلاة الخوف، فأصبح الأمر قصر القصر، وحرفوا أمر الله المُحكم في كتابه فلم يأمرهم الله بقصر القصر، وذلك لأنهم يصلون صلاة القصر في السفر، وقالوا: تُقصر الصلاة الرباعية من أربع ركعات إلى ركعتين، ومن ثم قصروا صلاة القصر إلى ركعة واحدة فسموها صلاة الخوف، وحرّفوا أمر الله وهو أمر مُحكم واضح وبيّن لعالمكم ولجاهلكم بأن القصر في الأصل هو في الصلاة المفروضة من ركعتين (وهي الأصل) إلى ركعة. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَن يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُّبِينًا ﴿101﴾وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِّنْهُم مَّعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِن وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَىٰ لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ ۗ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُم مَّيْلَةً وَاحِدَةً ۚ وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِن كَانَ بِكُمْ أَذًى مِّن مَّطَرٍ أَوْ كُنتُم مَّرْضَىٰ أَن تَضَعُوا أَسْلِحَتَكُمْ ۖ وَخُذُوا حِذْرَكُمْ ۗ إِنَّ اللَّـهَ أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُّهِينًا ﴿102﴾} صدق الله العظيم.
ولكنّي يا مُشبب القحطاني قد صدقتُك في شيءٍ واحدٍ هو إنّك حقاً لستَ بعالم؛ بل من الذين لا يعلمون، وقد تمّ نشر هذا البيان في كثيرٍ من المنتديات الإسلاميّة وإلى مُفتيي الديار فلم يتجرَّأ أحدٌ للطعن فيه أو يصفني بأنّني على الضلال ولكنّهم في حيرةٍ من الأمر.
و اعلمْ يا مُشبب أنه يوجد في كُلّ ركعتين تشهد أوسط وتشهد أخير، فأمّا التشهد الأول فهو بعد إتمام الركعة الأولى يجلس الإمام في التشهد الأوسط، فإذا قام سلّم الجماعة في صلاة القصر، ومن ثم تأتي طائفة لم يصلّوا ذلك الفرض فيُصلّوا مع الإمام الركعة الثانية ثم التشهد الأخير ثم التسليم فيسلموا، فقسّم الله الصلاة إلى نصفين، وعدَل سُبحانه، فلم يزد الجماعة الثانية عن الجماعة الأولى بشيء من ذكر الصلاة لا في التكبير ولا في القراءة ولا في التشهد، كلا ولكن أكثركم لا يعلمون.
ولو قد حضر لدينا أحد مُفتي الديار لكي يتمّ تفصيل صلاة الحضر لعلمت علم اليقين إنّ الصلاة حقاً ركعتين يا مُشبب، لكن عليكم أن تعلموا إنّنا إذا فصلنا بيان الصلوات في الحضر فإنهُ سوف تصبح عليكم في صلاة الحضر أمراً مفروضاً فلا خيار لي ولا خيار لكم، وليس لنا من الأمر شيء، وهيهات هيهات.. فلن أعلمكم يا معشر الأنصار بالحقّ ومن ثم أقول لكم أعرضوا عنه فلا تتبعوه حتى يصدقني علماؤكم. هيهات هيهات.. فالحقّ أحقّ أن يُتبع، وإنّما حتى أقيم الحجّة عليهم بالحقّ فتعلمون بأنّي أخرستُ ألسنتهم بالمنطق الحقّ فلم يستطيعوا أن يطعنوا في الحقّ شيئاً لكي أُعلّم المُسلمين إنّه لا يجوز التعصب في الدين فكلٌ يتبع عالِماً فيتعصب معه؛ بل من كان هو الغالب بالسلطان من بين جميع عُلماء الأمّة فعلى الآخرين اتّباعه هو وترك علماءهم الذين لم يهيمنوا عليه بالعلم والسلطان، ولم أجدهم أنكروه ولكنهم يولّون الأدبار.. فمن ذا الذي حضر إلى المنبر الحُرّ طاولة الحوار للمهديّ المنتظَر (موقع الإمام ناصر مُحمد اليماني) ليُهيمن على المهديّ المنتظَر بعلمٍ أهدى من سُلطان علمه وأصدقُ قيلاً؟ ويا سُبحان الله العظيم، فهذه حقيقة الرؤيا الحقّ: [وما حاجك أحد من القرآن إلا غلبته].
ويا عُلماء أمّة الإسلام، اتّقوا الله واحضروا إلى طاولة الحوار لكي يتمّ تفصيل الصلاة في الحضر فنُفصّلها تفصيلاً فتزدادون علماً لأنّكم حاصرتموني أن أرد على السائلين في كثيرٍ من مسائل الصلاة، وذلك لأنّ البيان الحقّ للقرآن كالبُنيان يشدُّ بعضهُ بعضاً، ومن ثم توقنون أنّ الركعات حقاً هي ركعتين لا شكّ ولا ريب، فلماذا لا تجيبون داعي الله بالاحتكام إلى كتابه؟ فما خطبكم؟ وماذا دهاكم؟ فإذا كنتم ترون ناصر محمد اليماني على ضلالٍ مُبينٍ أفلا تخشون على المُسلمين أن يُضلّهم ناصر محمد اليماني إذا كنتم تروننا على ضلالٍ مُبينٍ؟ أفلا يهمكم أمر المُسلمين أم أنّكم تخافون أنّ الحقوق لدينا ليست بمحفوظة؟ ونعوذُ بالله أن نكون من الجاهلين المُفترين، وعليها أمان الله من التغيير وأحذِّر جميع طاقم الإدارة من حذف بيانات العلماء الآخرين وإنّما نقوم بحذف بيانات الشياطين، فلا يزال المهديّ المنتظر مُنتظِراً لمُفتيي الديار للحضور إلى طاولة الحوار للاحتكام للذِّكر المحفوظ من التحريف رسالة الله الواحدُ القهار إلى كافة البشر.
ويا معشر الأنصار، فليستمر التبليغ إلى كافة مُفتي الديار ومواقع خطباء المُنابر وكافة المواقع الإسلاميّة العالميّة باكتساحٍ شديدٍ معذرة إلى ربِّكم ولعلّهم يتّقون، وقد أقسم الله بالمُلقيات ذكراً عُذراً أو نُذراً تكريماً لهم من ربهم في كُلّ زمانٍ ومكانٍ. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْرًا ﴿5﴾ عُذْرًا أَوْ نُذْرًا ﴿6﴾} صدق الله العظيم [المرسلات].
وإلى البيان {فَالْفَارِقَاتِ فَرْقًا}: وتلك هي الأنفس التي تُفرق بين الحقّ والباطل ومن ثمّ تلقي بالتبليغ للقرآن ذكراً للعالمين. تصديقاً لقول الله تعالى:{فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْرًا ﴿5﴾ عُذْرًا أَوْ نُذْرًا ﴿6﴾ إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَوَاقِعٌ ﴿7﴾ فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ ﴿8﴾ وَإِذَا السَّمَاءُ فُرِجَتْ ﴿9﴾ وَإِذَا الْجِبَالُ نُسِفَتْ ﴿10﴾ وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ ﴿11﴾ لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ ﴿12﴾ لِيَوْمِ الْفَصْلِ ﴿13﴾ وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الْفَصْلِ ﴿14﴾ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ ﴿15﴾} صدق الله العظيم.
فما هو البيان لقول الله تعالى: {فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْرًا ﴿5﴾ عُذْرًا أَوْ نُذْرًا ﴿6﴾}: أي معذرةً إلى ربِّكم أنّكم بلَّغتم فأنذرتم الناس بذكر ربَّهم رسالة الله إليهم كافة نذيراً للبشر لمن شاء منهم أن يتقدّم أو يتأخر.
وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
أخو المؤمنين بالقرآن العظيم الإمام المهديّ؛ ناصر محمد اليماني.
_____________
- 6 -
الإمام ناصر محمد اليماني
11 - 01 - 1431 هـ
28 - 12 - 2009 مـ
01:14 صباحاً
ــــــــــــــــــــــ
إنّ جميع الصلوات سواء تكون صلاة فرضٍ أم صلاة واجبة أم صلاة تطوع فجميعهن ركعتان ..
بسم الله الرحمن الرحيم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، والجواب المُختصر:
إنّ جميع الصلوات سواء تكون صلاة فرضٍ أم صلاة واجبة أم صلاة تطوع فجميعهن ركعتان في كتاب الله سواء تكون فرضاً أو نافلةَ تطوعٍ فهي ركعتين فقط ثم التسليم.
ويصلّي ما يشاء من صلوات التطوع النافلة فهي كذلك ركعتان في كلّ نوافل الصلوات أو الفرض أو الجمعة أو السُّنن فهي جميعاً ركعتان في كلّ صلاةٍ سواء كانت فرضاً أو واجبةً كصلاة الجمعة أو سنة أو نافلة مُستحبة فجميعهن ركعتان إلا صلاة القصر والوتر فهي ركعة، فقد ورد إلينا على الخاص سؤال عن صلاة الوتر فوجب علينا تنزيل الإضافة بالمزيد من الإيضاح، ولم أفتِكم بعد إنّه اكتمل بيان الصلاة، ولم ننفِ صلاة الوتر من بعد ناشئة الليل، وإنّما تكلمنا عن الصلوات المفروضة والصلاة النافلة أنّها ركعتان سواء تكون فرضاً أم نافلة الصلاة التطوعية ولم نتكلم عن الصلاة ذات الركعة الواحدة في هذا البيان، ولذلك وجب علينا المزيد من التفصيل عن الصلاة ذات الركعة الواحدة وهُنّ صلاة القصر كما علمناكم بشرطها المحكم في كتاب الله وهي ركعة واحدة، فهي أقصر الصلوات صلاة القصر وصلاة الوتر التي تجعلوها آخر صلواتكم من بعد ناشئة الليل هي ركعةٌ واحدةٌ، وأنتم تعلمون أنّ صلاة الوتر ركعةٌ واحدةٌ.
وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله رب العالمين..
أخوكم؛ الإمام المهديّ المنتظر ناصر محمد اليماني.
__________
- 7 -
الإمام ناصر محمد اليماني
10 - 01 - 1431 هـ
27 - 12 - 2009 مـ
01:05 صباحاً
ــــــــــــــــ
جعل الله الصلوات المفروضات خمس صلواتٍ مفروضاتٍ، ولكل صلاة ركعتي فرض، وأما ركعتي السنة فهي بين الأذان والإقامة ..
بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
أخي الكريم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فلا تكن من المُذبذبين لا من هؤلاء ولا من هؤلاء بل فكّر وقرر بالحقّ فقد حاورتنا كثيراً من قبل، فلماذا لم يحدث لك ذكرٌ؟ وبالنسبة لرأينا في بيانك فنرد عليك بالحقّ: نحن قومٌ لا نقول في دين الله برأينا ولا بالاجتهاد ونحن لا نزال باحثين عن الحقّ؛ بل الاجتهاد هو البحث عن الحقّ حتى إذا وجد الحقّ المؤيد بالعلم والبُرهان المبين ومن ثم ندعو إلى الحقّ بعلم وسلطان من نور الرحمن بالكتاب، ولكن من تسمّونهم بالقرآنيّين يفسِّرون كتاب الله برأيهم مِثلكُم ويحسبون أنّهم مهتدون، ولم يجعل الله الصلوات المفروضات ثلاثاً بل جعلهن خمس صلواتٍ مفروضاتٍ، ولكل صلاة ركعتي فرض، وأما ركعتي السنة فهي بين الأذان والإقامة. وأما الفرض فهو ركعتان وتشهّدان اثنان وفاتحتان، فأمّا التشهد الأول فهو بعد الركعة الأولى يجلس الإمام ثم يقوم فيتمّ الركعة الثانية ثم التسليم، وذلك لكي تنضبط معكم صلاة القصر إذا خشيتُم أن يفتنكم الكُفار فتصلّي طائفة الركعة الأول مع الإمام حتى إذا أتمّ الركعة الأولى فجلس للتشهد الأوسط حتى إذا قام ومن ثم يسلم الطائفة الأولى ومن ثم يخلفهم الطائفة الثانية فيصلّوا الركعة الأخرى مع الإمام ثم يسلموا مع الإمام بعد إتمام التشهد الأخير.
ويا أمّة الإسلام يا حُجاج بيت الله الحرام، سألتكم بربِّكم الذي أمدّكم بالسمع والأبصار والأفئدة ألم تجدوا أنّ صلاة القصر هي من أصل الصلاة الأصل؟ تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا} صدق الله العظيم [النساء:101].
والسؤال الذي يوجهه المهديّ المنتظَر: فلماذا تُحرّفون بيان القرآن المُحكم فتقولون على الله ما لم يقلُه؟ وذلك لأنكم قلتم إنما يقصد القصر في السفر وهي ركعتان فأمرنا الله أن نقصرهن إلى ركعة في الخوف. ثم يردّ عليكم المهديّ المنتظر بالسؤال المُكرر: فكيف تركب هذه يا أمّة الإسلام؛ قصر القصر؟!ألم يبين الله لكم أنّ القصر هو من الصلاة الأصل؟ وإنّما القصر هو الركعات فتقصر من ركعتين إلى ركعةٍ واحدةٍ إلا الإمام فلا يصلّيها قصراً. وقال الله تعالى: {وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَن يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُّبِينًا﴿101﴾وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِّنْهُم مَّعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِن وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَىٰ لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ ۗ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُم مَّيْلَةً وَاحِدَةً (102)} صدق الله العظيم [النساء].
ولذلك أمركم الله أن تقصروا الصلاة من ركعتين إلى ركعةٍ واحدةٍ إلا الإمام فيصلي الصلاة المفروضة وهي ركعتان، وأمّا الجماعة فقسّمهم الله إلى قسمين اثنين فتصلّي الجماعة الأولى مع الإمام الركعة الأولى حتى إذا أتمّ التشهد الأوسط بين الركعتين ثم قام ومن ثم يسلمون فينصرفون فتأتي طائفة أخرى لم يصلوا ذلك الفرض فيكملوا مع الإمام الركعة الثانية ثم يسلموا مع الإمام بعد إتمام التشهد الأخير. ولكنّكم تقولون على الله ما لا تعلمون فلخبطتم الصلوات ولذلك فلن تستطيعوا أن تقصروا المغرب في صلاة القصر إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا فكيف تستطيعون أن تُقسموا بين الجماعتين صلاة المغرب؟ حتى تعترفوا بالحقّ في كتاب الله وفي سنة رسوله الحقّ أنّ الصلاة المفروضات خمس صلوات ولكُل صلاة ركعتين في سفر أو في حضر، وإنّما صلاة القصر لها شرط مُحكم في كتاب الله: {وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَن يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا} صدق الله العظيم.
ولربّما يود أن يقاطعني أحد الباحثين عن الحقّ فيقول: "مهلاً مهلاً يا ناصر محمد اليماني ولكنّ الصلوات المفروضات في أحاديث السنة ليس كما قلت من القرآن". ومن ثم يرد عليه المهديّ المنتظَر: بل لا يزال من الحقّ متواجداً في السنة النبوية الحقّ ومنها حديث عن عائشة رضي الله عنها عن رسول الله حق ولكنّكم تُأوِّلونه بالباطل لأنّهُ خالف أهواءكم، وفي روايات أخرى تزيدون فيه إدراجاً من عند أنفسكم الحديث الحقّ سوف يوافق الحقّ.
[قال ابن إسحاق : وحدثني صالح بن كيسان عن عروة بن الزبير ، عن عائشة رضي الله عنها ، قالت: افترضت الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم أول ما افترضت عليه ركعتين ركعتين كل صلاة ثم إن الله تعالى أتمها في الحضر أربعا ، وأقرها في السفر على فرضها الأول ركعتين.]
ومن ثم يرد عليكم الإمام المهديّ وأقول: يا أمة الإسلام هذا حديث حق لولا أنّهم أضافوا ركعتين السنة إلى الفرض فجعلوها أربعاً في الحضر، ولكن للفجر اثنتين وليس أربع، ولكن إذا أجملنا ركعتي الفرض والسُّنة فحتماً سيكون أربع ركعات ركعتين فرض وركعتين سنة، ولكن ركعتي السُّنة إنّما هي واجبة إذا دخلتم بيوت الله بين الأذان والإقامة، فعند ذلك تكون سنة واجبة على من دخل المسجد بين الأذان والإقامة، فيجب عليه أن لا يجلس حتى يركع لله ركعتين سنة. وهذا هو بيان الحديث الحقّ ركعتا فرض وركعتا سنة وليس أنّ الركعات المفروضات أربع في الحضر، فأنتم تعلمون إنّما تصلّون للفجر ركعتين بل الصلوات ركعتا فرض في السفر أو في الحضر، وإنّما تزيدون في الحضر ركعتي السنة فصارت أربع ركعات في الحضر؛ ركعتا فرض وركعتا سنة بين الأذان والإقامة.
وكلك توجد روايات وأحاديث أخرى تطابق للحقّ في كتاب الله، ومنها هذا الحديث كما يلي:
طرف الحديث الصحابي اسم الكتاب أفق العزو المصنف سنة الوفاة
1 - كيف أصلي إذا كنت بمكة إذا لم أصل مع الإمام فقال ركعتين سنة أبي القاسم صلى الله عليه وسلم عبد الله بن عباس مسند أحمد بن حنبل 2995 --- أحمد بن حنبل 241
2 - ركعتين سنة أبي القاسم صلى الله عليه وسلم عبد الله بن عباس صحيح مسلم 1117 690 مسلم بن الحجاج 261
3 - أكون بمكة فكيف أصلي قال ركعتين سنة أبي القاسم صلى الله عليه وسلم عبد الله بن عباس مسند أحمد بن حنبل 2532 2627 أحمد بن حنبل 241
4 - كيف أصلي بمكة إذا لم أصل في جماعة قال ركعتين سنة أبي القاسم صلى الله عليه وسلم عبد الله بن عباس السنن الكبرى للنسائي 1893 1914 النسائي 303
5 - ركعتين سنة أبي القاسم صلى الله عليه وسلم عبد الله بن عباس السنن الكبرى للنسائي 1894 1915 النسائي 303
6 - ركعتين سنة أبي القاسم صلى الله عليه وسلم عبد الله بن عباس السنن الكبرى للنسائي 511 515 النسائي 303
7 - ركعتين سنة أبي القاسم صلى الله عليه وسلم عبد الله بن عباس سنن النسائى الصغرى 1430 1443 النسائي 303
8 - ركعتين سنة أبي القاسم صلى الله عليه وسلم عبد الله بن عباس سنن النسائى الصغرى 1431 1444 النسائي 303
9 - كيف أصلي إذا كنت بمكة إذا لم أصل مع الإمام قال ركعتين سنة أبي القاسم صلى الله عليه وسلم عبد الله بن عباس تهذيب الآثار للطبري 291 331 ابن جرير الطبري 310
10 - إني مقيم ههنا يعني بمكة فكيف أصلي قال ركعتين سنة أبي القاسم صلى الله عليه وسلم عبد الله بن عباس مستخرج أبي عوانة 1866 2345 أبو عوانة الإسفرائيني 316
11 - كيف أصلي بمكة إذا لم أصل في جماعة فقال ركعتين سنة أبي القاسم صلى الله عليه وسلم عبد الله بن عباس صحيح ابن خزيمة 908 904 ابن خزيمة 311
12 - إني مقيم يعني بمكة فكيف أصلي قال ركعتين سنة أبي القاسم صلى الله عليه وسلم عبد الله بن عباس الأوسط في السنن والإجماع والاختلاف لابن المنذر 2192 2250 محمد بن إبراهيم بن المنذر 318
13 - الصلاة في السفر فقال ركعتين سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن عمر إتحاف المهرة 9114 --- ابن حجر العسقلاني 852
14 - أكون بمكة فكيف أصلي قال صل ركعتين سنة أبي القاسم صلى الله عليه وسلم عبد الله بن عباس صحيح ابن حبان 2823 2755 أبو حاتم بن حبان 354
15 - عن الصلاة في السفر فقال ركعتين ركعتين سنة نبيكم صلى الله عليه وسلم عبد الله بن عباس المعجم الكبير للطبراني 12505 12664 سليمان بن أحمد الطبراني 360
16 - أكون بمكة كيف أصلي قال ركعتين سنة أبي القاسم صلى الله عليه وسلم عبد الله بن عباس المعجم الكبير للطبراني 12732 12894 سليمان بن أحمد الطبراني 360
17 - إني أكون بمكة فكيف أصلي قال ركعتين سنة أبي القاسم صلى الله عليه وسلم عبد الله بن عباس السنن الكبرى للبيهقي 5055 3:153 البيهقي 458
ولكنّي لا أُريد أن أُحاجّكم بالأحاديث والروايات حتى ولو كانت حقاً فهل تدرون لماذا؟ وذلك لأنّ الباطل فيها أكثر من أحاديث الحقّ فلا يقتصد المنافقون في وضع الأحاديث المكذوبة بل كذبوا وأعطوكم بغير حساب من أحاديث الكذب والافتراء عن النبيّ، ولماذا تجدونني لا أحبّ أن أحاجّكم من السنة برغم إن إيماني بالحقّ منها كدرجة إيماني بهذا القرآن العظيم، ولأنّها غير محفوظة من التحريف والإدراج، وبل لن أستطيع أن أُخرس ألسنتكم من السنة لأنّكم تستطيعون أن تطعنوا في بُرهاني حتى ولو كان حقاً فتستطيعون أن تقولوا إنّه موضوعٌ أو أنّه ضعيفٌ أو مُفترى ولن أستطيع أن أجادلكم فأقول: بل هو حق! لأن السنة غير محفوظةٌ من التحريف، وأنتم تعلمون وأنا أعلم ومتّفقون أنّها غير محفوظة من التحريف، ولكنّي حين آتيكم بالحكم من كتاب الله فلن تستطيعوا أن تطعنوا في برهاني أبداً، ثم أهيمن عليكم بكتاب الله القرآن العظيم المُهيمن على التوراة والإنجيل والسنة النبوية.
وكذلك الحديث عن عائشة رضي الله عنها فأكثركم مُعترفٌ به ولكن بعضهم يُأَوله بغير الحقّ حتى يوافق أهواءهم، فمثلاً حديث:
[رواية معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت فرضت الصلاة ركعتين ركعتين ثم هاجر رسول الله فزيدت أربع].
[عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ - رضى الله عنها - قَالَتْ « فَرَضَ اللَّهُ الصَّلاَةَ حِينَ فَرَضَهَا رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ فِى الْحَضَرِ وَالسَّفَرِ ، فَأُقِرَّتْ صَلاَةُ السَّفَرِ].
ثم نقول فإذا كان حسب تأويلكم أنّه فرضها أربعاً ولكنّكم تصلون الفجر ركعتين والمغرب ثلاث فما خطبكم مُتناقضون؟ بل يقصد ركعتي الفرض ثم جاءت السنّة الواجبة إذا دخلتم بيوت الله بين الأذان والإقامة فأصبحتم تصلّون أربع ركعات لكل فرض: ركعتا فرض وركعتا سنة. فما خطبكم تُغالطون في الحقّ سواء يكون في كتاب الله أو في سنة رسوله أم أنّ الحديث يتكلم عن صلاة الظهر والعصر والعشاء؟ بل يتكلم عن الصلوات المفروضات: ركعتا سنة وركعتا فرض، ولكنكم أضفتم السنة إلى الفرض ولخبطتم ركعات الفرض. أفلا تتقون؟
ويوجد الكثير في السُّنة النبوية في أنّ الصلاة ركعتا فرضٍ لكل صلاة، فلا أدري كيف أضعتم صلواتكم يا قوم؟ وكيف كان الذين من قبلكم؟ ولا أذّمهم وحسابهم على ربهم بل أحاجِجكم بكتاب الله وحتماً تجدون الحقّ في السُّنة يأتي موافقاً للبيان الحقّ من كتاب الله مُباشرةً، فلا يزال لدينا تفصيل عن الصلوات ولكن للأسف لانزال مُنتظرين مُفتي دياركم، فهل هم مُستكبرون علينا ويرون ناصر مُحمد اليماني مُهيناً ولا يكاد يُبيِّن في نظرهم؟ أم إنّهم يرون حُجّتهم واهيةً وحجّة ناصر مُحمد اليماني هي الداحضة للباطل؟ إذاً لماذا لا يعترفون بالحقّ من ربهم؟ أم ما خطبهم وماذا دهاهم! إنا لله وإنا إليه راجعون.
ويا معشر عُلماء الأمّة إنّي لا أُريد أن أُفصّل الصلوات في الحضر لأنّي لا أُريد أن أَفْصِل أنصاري عن صلاة الجماعة في بيوت الله، وأعلم إنّ الله سوف يتقبل صلواتهم ما داموا مخلصين.
ويا معشر أمّة الإسلام، إنّما نُريد أن نوحّد صفّكم ونجمع شملكم ولا نُريد أن نزيدكم تفرّقاً إلى تفرقكم فنكون فرقةً جديدة، فأجيبوا داعي الاحتكام إلى كتاب الله لنحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون خيراً لكم إن كنتم تعقلون، ما لم فأجيبوني فما هو عذركم من عدم استجابة الدعوة إلى كتاب الله القرآن العظيم إن كنتم به مؤمنين؟ فما هو الحل معكم يا قوم؟ فنحن والله العظيم لا نُريد أن نُبدل دينكم بالباطل بل نُريد أن نعيدكم إلى منهاج النبوة الأولى وكأنكم في زمان مُحمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- في جميع أركان الإسلام.
وبيني وبينكم كتاب الله القرآن العظيم المحفوظ من التحريف لكي يكون المرجع لما كنتم فيه تختلفون، ولكنكم يا قوم تريدون أن أتبع أهواءكم ولكني أقول لكم: آسف فلن أتبع أهواءكم، فيا ليتكم تعلمون كم مدى اعتصامي بحبل الله لو حاورتكم ألف تريليون تريليون عام فيطيل الله عمري وعمركم لما لِنْتُ لكم وما ركنتُ إليكم شيئاً بإذن الله، ومن ربي التثبيت لقلب عبده حتى لا تفتنوني عمّا أنزل الله في مُحكم كتابه. فلماذا لا تُريدون أن تتبعوا ما أنزل الله في مُحكم كتابه أفلا تعقلون؟ ألم يقل الله تعالى: {وَهَٰذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴿155﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].
وقال الله تعالى: {اتَّبِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ } صدق الله العظيم [الأعراف:3].
وقال الله تعالى: {هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَىٰ عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِّيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۚ وَإِنَّ اللَّهَ بِكُمْ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ ﴿9﴾} صدق الله العظيم [الحديد].
وقال الله تعالى: {فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ ۙ أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴿157﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].
وقال الله تعالى: {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ ۖ هَٰذَا ذِكْرُ مَن مَّعِيَ وَذِكْرُ مَن قَبْلِي ۗ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ ۖ فَهُم مُّعْرِضُونَ ﴿24﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء].
وقال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا ﴿174﴾ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا ﴿175﴾} صدق الله العظيم [النساء].
وقال الله تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} صدق الله العظيم [آل عمران:103].
وقال الله تعالى: {إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَٰنَ بِالْغَيْبِ ۖ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ ﴿11﴾} صدق الله العظيم [يس].
فبمَ تُريدون أن نبشركم به يا معشر المُعرضين عن الذّكر المحفوظ من التحريف ليكون حجة الله عليكم؟ فلئن زِغْتُم عن الصراط المُستقيم فلا حُجة لكم على الله يا معشر المُعرضين عن كتاب الله، وقال الله تعالى: {وَهَٰذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴿155﴾ أَن تَقُولُوا إِنَّمَا أُنزِلَ الْكِتَابُ عَلَىٰ طَائِفَتَيْنِ مِن قَبْلِنَا وَإِن كُنَّا عَن دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ ﴿156﴾ أَوْ تَقُولُوا لَوْ أَنَّا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَىٰ مِنْهُمْ ۚ فَقَدْ جَاءَكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ ۚ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَّبَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَصَدَفَ عَنْهَا ۗ سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يَصْدِفُونَ ﴿157﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].
وقال الله تعالى: {كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴿2﴾ اتَّبِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ ۗ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ ﴿3﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].
وقال الله تعالى: {وَلَقَدْ جِئْنَاهُم بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَىٰ عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴿52﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].
وقال الله تعالى: {وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ ﴿170﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمُرسلين وآله التوّابين المُتطهّرين والتّابعين للحقّ إلى يوم الدين، وسلامُ الله عليكم أخي مُشبب القحطاني، إنّي وجدتك تقول وما يلي اقتباس من قولك:
انتهى الاقتباس
ومن ثمّ يردّ عليكم المهديّ المُنتظَر وأقول لك: إنّ هذا الأمر عظيم، وسبقت فتوانا أنّ أيّ عالم يُريد حوارنا في بيان الصلوات فعليه أن يُنزل اسمه وصورته بجانب اسمه، وعلينا التأكّد من حقيقة اسمه وصورته حتى يتمّ الحوار مع شخصيّات معروفة لدى المجتمع حتى إذا ألجمناهم بالحقّ يزداد الذين آمنوا إيماناً ويصدّق الآخرون ويطهّر الله قلوب الذين لا يزالون في ريبهم يتردّدون، ولذلك لا أُريد الحوار مع شخصياتٍ مجهولةٍ. وهذا الشرط جعلناه حصريّاً فقط في بيان الصلاة نظراً لأهميته وخطورته ولكنّنا تكريماً لك هذه المرّة سوف نردّ عليك بالحقّ ونقول لك: أخي الكريم بارك الله فيك فإنّي أُذكِّرك باقتباسك:
فعلى أيّ أساس تقدم هذا القول بالظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً برغم أنّك تقول إنك لست بعالم؟ إذاً أخي الكريم إذا كنت لا تعلم فتذكّر قول الله تعالى: { فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴿7﴾ } صدق الله العظيم [الأنبياء].
فإنّي والله لا أجرؤ أن أقول على الله بالظن الذي لا يغني من الحقّ شيئاً، فكيف تجعل الصلاة ركعةً واحدةً تقرأ فيها الفاتحة مرتين؟ (إشلون يصير هذا يا مُشبب القحطاني)؟ ونِعْمَ الرجل لو كنت من الأنصار السابقين الأخيار فقد علّمناهم أن لا يقولوا على الله ما لا يعلمون، وأضفنا إنّ ذلك من الشيطان وليس من أمر الرحمن أن يقول المؤمن على الله ما لم يعلم.
ويا أخي الكريم، بالنسبة لاسم الله المذكور في بيوت الله هو (الله) الله أكبر عند الإحرام، الله أكبر عند الركوع، وفي جميع حركات الصلاة تذكرون (الله) ولم نقصد إنّك تذكر الله بجميع أسمائه الحُسنى بل ادعُ الله أو الرحمن فبأيّ اسمٍ لله فهو واحد لا إله سواه وله مائة اسمٍ وإنّما جعل عدد الركعات بعدد أسمائه الحُسنى لأنّها جميعاً له وحده لا شريك له. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا ﴿18﴾} صدق الله العظيم [الجن].
فكم أدهشني قولك!
انتهى الاقتباس.
فكيف تقرأ الفاتحة مرتين في ركعةٍ واحدةٍ يا رجل؟ بل إننا أفتَينا بالحقّ بأنّ الفاتحة تُقرأ مرتين لأنّ لكُلّ صلاة ركعتين، ومن ثمّ أثبتنا أنّ القصر هو قصر الصلوات من ركعتين إلى ركعةٍ واحدةٍ، وأما صلاة السفر هي ذاتها سواء تضربون في الأرض في سبيل الله أو تمشون في مناكبها للبحث عن الرزق أو أيّ هدفٍ آخر فأحلّ الله لكم صلاة السفر وهي جمعاً صلاة العصر مع الظهر، و صلاة المغرب مع العشاء جمعاً، وحين يأتي الخوف من فتنة الذين كفروا أو حتى فتنة لصوص الطرقات وحتى لو كنت مسافراً فخشيت أن يفتك بك لصوص الطرقات فيحل لك القصر في صلاتك، كما يحل لك أن تصليها وأنت على خيلك، أو في راحلتك حتى يطمئن قلبك فتؤدّيها كما علمك الله. تصديقاً لقول الله تعالى: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ ﴿238﴾ فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا ۖ فَإِذَا أَمِنتُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُم مَّا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ ﴿239﴾} صدق الله العظيم [البقرة]. ولا يزال لدينا التفصيل الكثير والكثير في بيان الصلوات فلم نقُل بعد إلا بنسبة اثنين من عشرة أخي الكريم، واعلم إنّ صلاة الحضر لم نُفصِّلها بعد، وكأنّي أراك تُريد أن تقول بأنّا أفتينا في صلاة الحضر ولم نُفتِ بعد فيها ولم ندخل في التفصيل.
ويا أخي الكريم، إنّ ركن الصلاة لهو الركن الذي لم يُرفع عن الإنسان ما دامت الحياة تسري في جسده حتى تبلغ الحلقوم فيدخل في غيبوبة الموت، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا ﴿31﴾} صدق الله العظيم [مريم].
ولكنّ الله خفف في الصلوات ولم يتم قضاؤها إلى عدّةٍ من أيّام أُخر كمثل الصيام وهل تدري لماذا؟ وذلك لأنّ الصلاة هي الصلة بين العبد والربّ، ولكنّي أبشركم أنهّا أيسر مما أنتم عليه، فبسبب تصعيب الصلوات لا تجد المُصلين إلا قليلاً من أمّة مُحمدٍ صلى الله عليه وآله وسلم ليس إلا بنسبة عشرة في المائة تقريباً وتسعين في المائة لا يصلون وهذه مصيبة كُبرى. ولكنّي أبشرهم أنّ الصلوات سوف تكون هيّنة بإذن الله فلا تعود كبيرة إلا على الذين هم للحقّ كارهون، ولكني لم آمر أنصاري بالتطبيق نظراً لأنّنا لم نستكمل بعد التفصيل فلا يزال الكثير ولا نزال ننتظر مُفتي الديار الإسلاميّة والمشايخ المشهورين، وأهم شيء هو الالتزام بالشرط وهو الإثبات لهوية الشخص الذي سوف يحاورنا فعليه أن يأتي باسمه الثلاثي وصورته الشخصيّة حتى يتبيّن لنا وللأنصار وللباحثين عن الحقّ من هذا الشخص الذي يحاور المهديّ المُنتظَر في شأن بيان الصلوات من أهم أركان دين الإسلام من بعد شهادة التوحيد ولذلك أعرنا بيان الصلاة أهمية كُبرى وبُشرى للمؤمنين إن شاء الله باليسر والفرج.
وبالنسبة للغيث المُبارك فله شرط في الكتاب وهي الاستقامة فهل ترى القُرى قد استقاموا على الطريقة الحقّ؟ فلا نزال نسعى لجمعهم فنقوّمهم من بعد اعوجاجهم فنجعلهم بإذن الله على صراطٍ مُستقيم، ومن ثمّ يفتح الله عليهم بركاتٍ من السماء والأرض فيأكلوا من بين أيديهم ومن تحت أرجلهم تصديقاً لقول الله تعالى: {وَأَن لَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُم مَّاءً غَدَقًا ﴿16﴾} صدق الله العظيم [الجن].
فهل تعلم كيف هذا الماء الغدق؟ إنّه ماءٌ مباركٌ ينبت منه جنات من الفواكه أشكالاً وألواناً ومما يأكله الإنسان والحيوان. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَىٰ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَٰكِن كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴿96﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].
لدرجة إنّك لا تجد فسحة لأن تضع فيها رجلك لأنّ الأرض سوف تُخرج بركاتها لو استقام أهلُ القُرى جميعاً مع أنبيائهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِم مِّن رَّبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم ۚ مِّنْهُمْ أُمَّةٌ مُّقْتَصِدَةٌ ۖ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ ﴿66﴾} صدق الله العظيم [المائدة].
ولذلك قال نبيّ الله نوح لقومه: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا ﴿10﴾ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا ﴿11﴾ وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا ﴿12﴾} صدق الله العظيم [نوح].
ولكن هذه الآية لا تتحقّق باستقامة طائفةٍ واحدةٍ؛ بل لو استقاموا جميعاً على الصراط المُستقيم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَىٰ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَٰكِن كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴿96﴾} صدق الله العظيم [الأعراف]. وهذا ما سوف يتحقّق في زمن المهديّ المُنتظَر بإذن الله من بعد أن يجعل الناس بإذن ربهم أُمّةً واحدةً على صراطٍ مُستقيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
وأما بالنسبة كيف تعلم إنّي المهديّ المُنتظَر فهذا يعود على البُرهان في بسطة العلم، فإن وجدت الإمام ناصر مُحمد اليماني حقاً قد زاده الله بسطةً في العلم فوجدته المُهيمن على كافة عُلماء المُسلمين واليهود والنصارى فذلك هو بُرهان الإمام المهديّ أن يُزيده الله بسطةً في العلم على كافة عُلماء الأمّة، وذلك لكي يستطيع أن يحكم بينهم فيما كانوا فيه يختلفون فيوحد صفهم ويهدهم إلى الصراط المُستقيم. وبالنسبة للذين يدّعون إنّهم المهديّ فلكل دعوى برهان؛ {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} صدق الله العظيم. وإنّما البُرهان بُرهان العلم، تصديقاً لقول الله تعالى: {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ ۖ هَٰذَا ذِكْرُ مَن مَّعِيَ وَذِكْرُ مَن قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ ۖ فَهُم مُّعْرِضُونَ ﴿24﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء].
إذاً البُرهان هو العلم والسُلطان الحقّ، فمن كان مُفترياً على الله أنّه المهديّ المُنتظَر ولم يصطفِه الله فلن تجده مؤيّداً من الله بسُلطان العلم وسرعان ما يُهزم ويسقط في أوّل جولةٍ للحوار.
وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله رب العالمين..
أخوكم؛ الإمام المهديّ ناصر مُحمد اليماني.
_____________
الإمام ناصر محمد اليماني
05 - 11 - 1430 هـ
24 - 10 - 2009 مـ
03:36 صباحاً
ـــــــــــــــــــ
عاجل من المهديّ المنتظَر إلى كافة الأنصار الأنثى منهم والذكر ..
بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين..
ويا معشر الأنصار السابقين الأخيار، إن كنتم تخافون الله واليوم الآخر فبلّغوا هذا البيان الليل والنهار إلى كافة مُفتي الديار في جميع الأقطار وإلى كافة المواقع الإسلاميّة ذات الشهرة العالميّة حتى لا تكون لهم الحجّة عليكم وعلى المهديّ المنتظَر فيقولون: "إن من تسميهم بالأنصار السابقين الأخيار لم يبلغونا ببيان المهديّ المنتظَر في بيان ركعات الصلاة من محكم الذّكر بدعوة الحوار إلى طاولة الحوار، فالحجّة هي على الأنصار الذين لم يبلّغونا بذلك ولو بلّغونا لأجبنا دعوة الحوار". فاتقوا الله يا معشر الأنصار وبلّغوا بيان الصلاة الليل والنهار إلى مفتيي الديار وإلى مواقع علماء الأمّة وكافة المنتديات الإسلاميّة فقد برّأت ذمتي بكتابة البيان في طاولة الحوار وعليكم التبليغ.
ألا والله إنه لا يزال لدينا الكثير من البرهان المُبين على تفصيل الصلوات من كتاب الله فلم نكمل التفصيل بعد ولا نزال منتظرين لعلماء الأمّة للحوار، فماذا بعد رُكن الصلاة يا مسلمين؟ إنّ ناصر محمد اليماني قد جعلها ركعتين في جميع الصلوات، فهل يجوز لكم السكوت إذا كان ناصر محمد اليماني على ضلالٍ مبينٍ؟ بل وجب عليكم وأمراً من الله مفروضاً للحضور إلى طاولة الحوار للمهديّ المنتظَر حتى يتبيّن لكم إنّ ناصر محمد اليماني هو حقاً المهديّ المنتظَر يدعو إلى الحقّ ويهدي إلى صراط ٍ مُستقيم أو يتبيّن لكم أنّ ناصر محمد اليماني على ضلالٍ مبينٍ فتوقفوه عند حدّه بعلمٍ أهدى من علمه وأهدى سبيلاً وأصدق قيلاً، فلا تظنّوا إنّي سوف أمنع أنصاري تنفيذ هذا البيان سبحان الله العظيم وإنّما أمرتهم بعدم تطبيقه العملي لأنّي لم أفصّل بعد كيفية الصلاة ولم أفصّل بعد كيفية صلاة الحضر فلم نذكر بعد إلا صلاة القصر وصلاة السفر وتبقى صلاة الحضر وجميعهم ركعتين لكُل صلاةٍ سواء في السفر أو في الحضر فلا يوجد في الصلوات قصراً إلا في سبيل الله بشرط خشية أن يفتك بكم الذين كفروا أثناء صلاتكم كما سبق التفصيل، وأما صلاة السفر والحضر فهي جميعاً ركعتان كما فرض الله عليكم ولكنها حتماً ستختلف في المواقيت في صلاة الحضر عن السفر، فلا تفكّروا إنِّي سوف أمنع أنصاري من تنفيذ الصلوات كما أمرهم الله في مُحكم كتابه، فهل بعد الحقّ إلا الضلال؟ وإنما لأني لم أكمل التفصيل بعد في حكم الصلوات من محكم القرآن العظيم ولا نزال مُنتظرين لعلماء الأمّة ومفتيي الديار لنبدأ الحوار في أهم أركان الدين من بعد كلمة التوحيد ألا وهي ركن الصلاة عمود الدين. تصديقاً لقول الله تعالى: {مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (42) قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ (43) وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ (44) وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ (45)} صدق الله العظيم [المدثر].
فأسرعوا يا معشر الأنصار بتبليغ بيان الصلاة باكتساحٍ شديدٍ لكافة المواقع الإسلاميّة إن كنتم مؤمنين بالله واليوم الآخر وموقنين بالبيان الحقّ للذّكر بنفس وذات العنوان لبيان الصلاة ومن المفروض أن يكون البيان مرفقاً بصورة المهديّ المنتظَر.
ويا أيها الحُسين بن عمر مُشرف طاولة الحوار فاجعل حلاً لهذه المشكلة لدى الأنصار فبعضاً منهم لم يستطع نشر البيان مع الصورة، وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
أخوكم؛ الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني.
_____________
بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسَلين والحمدُ لله ربّ العالمين، ثُمّ أما بعد..
يا معشر القُرآنيين اتّقوا الله حقَّ تُقاته ولا تقولوا على الله مثل غيركم ما لا تعلمون في تأويل القُرآن العظيم واتّبعوني أهدِكم صراطاً ـــــــ مُستقيماً بالتأويل الحقّ للقُرآن العظيم وأنا به زعيم وهادي به إلى الصراط المُستقيم والسجود لله العزيز الحميد، ولن أجادلكم من السُّنّة في تقديم البُرهان بأنّ الصلوات خمسٌ وليست ثلاثاً؛ بل سوف ألجمكم بالحقّ إلجاماً من القُرآن العظيم فلا تستطيعون أن تلجموني من القرآن شيئاً ما دمتم به مُستمسكين؛ بل أنا من سوف ألجمكم وعُلماءَ الأُمّة أجمعين على مُختلف مذاهبهم وفرقهم أتحداكم أجمعين وليس تحدي الغرور بل الحقّ من ربكم المهديّ المُنتظَر خليفة الله على البشر زادني الله عليكم بسطةً في العلم فجعلني المُهيّمن عليكم أجمعين بالقرآن العظيم فألجمكم بالحقّ إلجاماً حتى لا يكون أمامكم إلّا التصديق بشأني أو تكفرون بهذا القرآن العظيم فلا خيار لكم، وانتهت مقدمة الخطاب..
وأقول يا معشر القُرآنيين هلمّوا لننظر هل الصلوات خمسٌ في القُرآن العظيم أم ثلاثٌ؟ فلا تُجادلونني بأرقام ما أنزل الله بها من سُلطان! بل بآياتٍ من حديث الله من القرآن العربي المُبين لقومٍ يؤمنون. ومددنا (حلمي 333) الباحث عن الحقيقة بآيةٍ أشدّ تفصيلاً تُبيّن بأن ما قلته لكم أنه الحقّ بأنّ الصلوات خمسٌ وليست ثلاثاً، ولسوف تجدها يا حلمي العليم ويكاد أن يهتدي إلى الصراط المُستقيم في هذا الخطاب المتطور.
والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمُرسَلين مُحمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- وعلى جميع الأنبياء والمُرسَلين الذين من قبله وعلى جميع المُسلمين التابعين ومن ابتغى غير الإسلام ديناً فلن يُقبل منه وهو في الآخرة لمن الخاسرين ولا نُفرّق بين أحدٍ من رُسله ونحنُ له مُسلمون، ثُمّ أمّا بعد..
إليكم الجواب على السؤال الأول وأهم الأسئلة أجمعين حول مواقيت الصلاة الخمس عمود الدين:
عليك أن تعلم أيّها السائل بأنّ أمر الصلاة تلقّاهُ مُحمد رسول الله مُباشرةً بالتكليم من وراء الحجاب ليلة الإسراء إلى المسجد الأقصى والمعراج إلى سدرة المُنتهى ليُريه الله من آياته الكُبرى بعين اليقين بالعلم لا بالحُلم، وكذلك مرَّ بأصحاب النار الذين يدخلونها بغير حساب قبل يوم الحساب من شياطين الجنّ والإنس، وكذلك الذين تأخذهم العزّة بالإثم بعد ما استيقن الحقّ أنفسهم فأعرضوا عنه وهم يعلمون إنّه الحقّ من ربِّهم، أولئك يدخلون النار بغير حساب قبل يوم الحساب ويوم الحساب يُدخلون أشدَّ العذاب.
وقد مرّ مُحمدٌ رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- بأصحاب النار في طريقه ليلة الإسراء بجسده وروحه فشاهد أصحاب النار بعين اليقين عِلماً وليس حُلماً؛ بل أُسري به بقدرة الله الواحد القهار. تصديقاً لقول الله تعالى في كتابه القُرآن العظيم: {وَإِنَّا عَلَىٰ أَن نُّرِيَكَ مَا نَعِدُهُمْ لَقَادِرُونَ ﴿95﴾} صدق الله العظيم [المؤمنون].
وكان ذلك برغم المسافة العُظمى بين الثرى وسدرة المُنتهى والتي جعلها الله مُنتهى المعراج للمخلوق وما بعدها الخالق، وتلك الشجرة المُباركة لا شرقيّة ولا غربيّة نظراً لأنّها تُحيط بعرش الملكوت كُلّه شرقاً وغرباً، ولو كانت شرقيّة لعلمنا أنّها صغيرةُ الحجم، نظراً لتواجدها في مكان بناحية الشرق، ولو كانت غربيّة لرأينا الأمر كذلك، وبرغم جهة المشارق وجهة المغارب فلو كانت صغيرة لكانت إمّا شرقيّة وإما غربيّة، ولكنّنا وجدناها في القُرآن بأنّها ليست شرقيّةً وليست غربيّةً، ومن ثمّ بحثنا عن هذه الشجرة المُباركة وعن سرّها وموقعها فوجدناها هي العرش الأعظم والمُحيط بالسماوات والأرض؛ بل وتحيط بالجنة التي عرضها كعرض السموات والأرض.
وقد يودّ سائلٌ أن يقول: "إذا كانت الجنة عرضها السماوات والأرض فكَم الطول؟". ومن ثُمّ نقول ليس للكرة طول بل عرض، والكون كرة وتحيط به أربعة عشر كرة وهُنّ السماوات السبع والجنة التي عرضها السموات والأرض، وكُلّ سماءٍ أوسع حجماً من التي قبلها؛ بمعنى أنّ السماء الدُنيا هي أصغر السماوات السبع، وهي الطبق الأول فتأتي من بعدها طبق السماء الثانية وهي الدور الثاني، فتكون أكبر حجماً من الأولى، وكُلّ بناء سماءٍ يحيط بالرقم الأدنى منه إلى أكبر السماوات وهي الرقم سبعة أوسعهن حجماً، وتُحيط السماء السابعة بالسماوات الست جميعاً وهي أوسعهن حجماً، وذلك معنى قوله تعالى:{وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ ﴿47﴾} صدق الله العظيم [الذاريات].
بمعنى أنّ كُلّ سماء تُحيط بالأدنى منها، فالسماء الأولى تُحيط بها السماء الثانية لأنها أوسع منها حجماً، وكلما ارتفَعْت في السماوات تجد بنائهنّ أوسع فأوسع إلى السماء السابعة، ومن ثُمّ تأتي من بعد ذلك كُرة الجنة التي عرضها كعرض السماوات والأرض إلى الأرض الأُمّ مركز الانفجار الكوني، ومن ثُمّ تأتي من بعد ذلك الشجرة المُباركة والتي تُحيط بما خلق الله أجمعين ومنتهى ما خلقه الله ومنتهى حدود الملكوت الشامل فتحيط بما قد خلق وهي تُحيط بالخلائق، وأعلى منها الخالق يغشى السدرة ما يغشى من نور وجهه تعالى؛ بل هي عَلَم كبير يُعرف بها موقع الجنة التي هي أقرب شيء إليها.
وبما أنّنا نعلم بأنّ الجنة عرضها كعرض السماء والأرض ولكنّنا نجد بأنّ سدرة المُنتهى أعظمُ حجماً من الجنة التي تُحيط بالسماوات والأرض. وقد وصف الله لكم حجمها في القُرآن العظيم لمن يتدبّر ويتفكّر، وقال الله تعالى: {عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَىٰ ﴿15﴾} صدق الله العظيم [النجم].
فإن سألني أحدكم عن بيت فلانٍ فقلت لهُ: الجبل الفُلاني عند بيت فُلان الذي تسأل عنه لقاطعني قائلاً: كيف تجعل الجبل وهو الأكبر علامة للبيت وهو الأصغر!! بل قُل: بيتُ فُلان عند الجبل الفُلاني. فأقول له: صدقت وصدق الله العظيم وقال: {عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَىٰ} وذلك لأنّ السدرة أكبر حجماً من الجنة التي عرضها كعرض السماء والأرض، أم تظنونها شجرةً صغيرةً؟ فكيف تكون الجنة عندها وأنتم تعلمون بأنّ الجنة عرضها السموات والأرض أفلا تتفكرون؟ بل هي من آيات ربه الكُبرى التي رآها مُحمدٌ رسول الله في مُنتهى موقع المعراج فتلقّى الكلمات من ربه من ورائها. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ} صدق الله العظيم [الشورى:51].
وهل تظنون الله كلّم موسى تكليماً في البقعة المُباركة جهرةً؟ بل من الشجرة المباركة وقرّبه الله نجيّاً وموسى عليه الصلاة والسلام في الأرض، وقال الله تعالى: {فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِن شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَن يَا مُوسَىٰ إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴿30﴾} صدق الله العظيم [القصص].
ولربما يستغل الضالون هذه الآية فيؤولونها بالباطل، فأما قوله تعالى في شطر الآية الأول فيتكلم عن موقع موسى بأنّ موقعه في البقعة المُباركة من شاطئ الوادي الأيمن، وأما موقع الصوت فهو من الشجرة لذلك قال الله تعالى بأنّه كلم موسى من الشجرة، وقال سبحانه: {نُودِيَ مِن شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَن يَا مُوسَىٰ إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴿30﴾} صدق الله العظيم [القصص].
وأما النار فالحكمة منها إحضار موسى إلى البقعة المُباركة، وهي في الحقيقة نور وليست ناراً وإنّما حسب ظنّ موسى بأنّها نارٌ ولكنّهُ حين جاءها فلم يجدها ناراً بل نورٌ آتٍ من سدرة المُنتهى، ولكن لم يرَ موسى بأنّ هذا الضوء آتٍ من السماء؛ بل كان يراه جاثماً على الأرض، فأدهش ذلك موسى عليه الصلاة والسلام ومن ثُمّ وضع رجله على ذلك الضوء الجاثم على الأرض فلم يشعر له بحرارة مُستغرباً من هذا الضوء الجاثم على الأرض، فإذا بالصوت يُرحب به من الشجرة؛ سدرة المُنتهى: {نُودِيَ أَن بُورِكَ مَن فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا وَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿8﴾} صدق الله العظيم [النمل].
فأما الذي بورك فهو موسى بعد دخوله دائرة النور التي ظنّها ناراً، ومن ثُمّ رأى بأنّ النور في الحقيقة مُنبعث من السماء فرفع رأسه ناظراً لنور ربه المُنبعث من سدرة المُنتهى ومن ثُمّ عرّف الله لموسى بأنّ هذا النور مُنبعث من نور وجهه سُبحانه لذلك، قال الله تعالى: {يَا مُوسَىٰ إِنَّهُ أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴿9﴾} صدق الله العظيم [النمل].
وذلك لأنّ الله نور السماوات والأرض ومن لم يجعل الله لهُ نوراً فما لهُ من نور، ولا يزال لدينا الكثير من البُرهان للتأويل الحقّ لهذه الآية والذي يُريد أن يستغلها المسيح الدجال فترون ناراً سحرية لا أساس لها من الصحة، ثم ترونه إنساناً في وسطها فيكلمكم، وخسِئ عدو الله ولأنّه يقول بأنّه أنزل هذا القُرآن سوف يعمُد إلى هذه الآية وقد روّج لها أولياؤه تأويلاً بالباطل للتمهيد له ولكنّنا نعلم بأنّ الله ليس كمثله شيء، فلا يُشبه الإنسان وليس كمثله شيء من خلقه في السماوات ولا في الأرض. وهيهات هيهات لما يمكرون.
وليس الله هو النور بل النور ينبعث من وجهه تعالى علواً كبيراً، وقال سُبحانه وتعالى: {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ ۖ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ ۖ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ ۚ نُّورٌ عَلَىٰ نُورٍ ۗ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ ۗ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴿35﴾} صدق الله العظيم [النور].
فلا تفكّروا في ذاته! فكيف تتفكرون في شيء ليس كمثله شيء؟ وتعرّفوا على عظمة الله من خلال آياته بين أيديكم ومن فوقكم ومن تحتكم وتفكّروا في خلق السماوات والأرض، ومن ثُمّ لا تجدون في أنفسكم إلّا التعظيم للخالق العظيم وأعينكم تسيلُ من الدمع مما عرفتم من عظمة الحقّ سُبحانه ومن ثم تقولون: {رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَـٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴿١٩١﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].
وأجبرني على بيان ذلك بُرهان حقيقة المعراج لمُحمدٍ رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- من الثرى إلى سدرة المنتهى بالجسد والروح لكي يرى من آيات ربه الكُبرى بعين اليقين ثم يتلقى الوحي مُباشرةً من ربّ العالمين في فرض الصلوات الخمس التي جعلهُنّ الله الصلة بين العبد والمعبود، من أقامهُنّ أقام الدين ومن هدمهُنّ هدم الدين، فانظروا لجواب أهل النار على المؤمنين السائلين عن سبب دخولهم النار:{مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ ﴿42﴾ قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ ﴿43﴾} صدق الله العظيم [المدثر].
وقد يقول أحد المُسلمين من الذين لا يُصلّون: "إنما تخص هذه الآية الكفار" ومن ثُمّ نقول لهُ: إذا لم تُصلِّ فأنت منهم، والعهد الذي بيننا وبينهم ترك الصلاة فإذا لم يسجد جبينك لربك فأنت مُتكبر بغير الحقّ وعصيت أمر ربك وأطعت أمر الشيطان في عدم السجود لله ربّ العالمين يوم يُدعَون وأولياؤهم إلى السجود فلا يستطيعون وقد كانوا يُدعَون للسجود لله في الدنيا وهم سالمون.
وأما مواقيت الصلوات الخمس فقد جاء ذلك في القُرآن العظيم بأنّ ثلاثاً من الصلوات الخمس جعل الله ميقاتهُنّ في زُلفةٍ من الليل؛ في أوله وآخره، ومعنى الزُلفة أي: ميقاتٌ قريبٌ من أول النهار وآخره، وأما اثنتين فجعلهُنّ الله في النهار فتكونا في طرفي نهار العشي.
ونهار العشي من الظُهر وينتهي بغروب الشمس، وقال الله تعالى: {إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ ﴿31﴾ فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَن ذِكْرِ رَبِّي حَتَّىٰ تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ ﴿32﴾} صدق الله العظيم [ص].
فمن خلال هذه الآية نفهم بأن نهار العشيّ طرفه الأول حين تكون الشمس بمنتصف السماء وطرفه الآخر عند الغروب فينتهي وقت صلاة العصر بتواري الشمس وراء الحجاب، فيدخل ميقات صلاة المغرب فيستمر إلى غسق الليل فيدخل ميقات صلاة العشاء، وقال الله تعالى: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ} صدق الله العظيم [هود:114].
فأما: {طَرَفَيِ النَّهَارِ} فهو يتكلم عن نهار العشي، وطرفيه هما: الظهر في طرف نهار العشي الأول فيكون عند وقت صلاة الظُهر والطرف الآخر في وقت صلاة العصر إلى الغروب وتواري الشمس بالحجاب. وأما: {زُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ} فقد بيّنا بأنّ الزُلفة أي: الوقت القريب من النهار، سواء في قطع من أول الليل وهو: وقت صلاة المغرب والعشاء، أو قطعاً من آخر الليل وهو: وقت صلاة الفجر ويمتد ميقاتها إلى لحظة طلوع الشمس.
ولربما يودّ ابن عُمر أو غيره أن يقول: "مهلاً، إنّما يقصد طرفي النهار أي الفجر والمغرب فكيف تجعل طرف النهار وسطه؟". ومن ثُمّ نقول له: اعلم بأنّ النهار يتكون من نهار الغدو وهو من طلوع الشمس إلى المُنتصف والانكسار فيدخل نهار العشي، وأطراف نهار الغدو والعشي تحتويهما بالضبط صلاة الظهر، وقال الله تعالى: {فَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا ۖ وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَىٰ ﴿130﴾} صدق الله العظيم [طه].
فأما قوله تعالى: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ} صدق الله العظيم، وذلك ميقات التسبيح لله في صلاة الفجر وينتهي ميقاتها بطلوع الشمس، وميقاتها من الدلوك إلى الشروق بطلوع الشمس.
وأما قوله تعالى: {وَقَبْلَ غُرُوبِهَا} صدق الله العظيم، وذلك ميقات التسبيح لله في صلاة العصر، وينتهي ميقاتها بتواري الشمس وراء الحجاب.
وأما قوله تعالى: {وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ} صدق الله العظيم، وهو أوانه الأول ويبتدأ من الشفق بعد الغروب إلى الغسق؛ وذلك ميقات صلاة المغرب والعشاء وهُنّ قريبات من بعض، فصلاة المغرب منذ أن تتوارى الشمس في الحجاب إلى إقبال الغسق فيدخل ميقات صلاة العشاء، وذلك هو آناء الليل ويقصد أوانه الأول من الشفق إلى الغسق.
وأما قوله تعالى: {وَأَطْرَافَ النَّهَارِ} صدق الله العظيم، وهو مُلتقى أطراف نهار الغدو ونهار العشي، ومجمعهما في ميقات صلاة الظهر، ولا أظن أحداً الآن سوف يقاطعني ليقول: "بل معنى قوله وأطراف النهار أي طرفه من الفجر وطرفه الآخر هو العصر"، فنقول: ولكنّك كررت صلوات وأضعت أُخر! فتدبر الآية جيداً تجد بأنه ذكر ميقات صلاة الفجر وكذلك ميقات صلاة العصر، فكيف تظن قوله: {وَأَطْرَافَ النَّهَارِ} بأنّه يقصد صلاة الفجر والعصر وهو قد ذكرهم بقوله تعالى: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا}، إذاً ليس لك الآن إلّا أن تتيقّن بأنه حقّاً ميقات صلاة الظهر تكون في مجمع أطراف النهار، ومجمع أطراف نهار الغدوة ونهار الروحة يحتويهما وقت صلاة الظهر.
ومن ثم نأتيكم بآية من القرآن العظيم تؤكد ما سلف ذكره بأنّ الصلوات خمس وليست ثلاثاً، وقال الله تعالى: {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ ﴿17﴾ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ ﴿18﴾} صدق الله العظيم [الروم].
وإلى التأويل المُطابق بالحقّ مع الآيات التي ذكرناها من قبل: {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ} صدق الله العظيم، وإنّما الحين هو: الوقت المُحدد للتسبيح في الصلوات. لذلك يقول: {حِينَ}، وأما التسبيح المُطلق فهو: في النوافل والذكر، وهي في أي وقت من الأوقات، كمثال قوله تعالى: {إِنَّ لَكَ فِي النَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا ﴿7﴾} صدق الله العظيم [المزمل].
وأما إذا تم التحديد بقوله: {حِينَ} فذلك تحديد الوقت، وذلك الوقت قد أصبح معلوماً للتسبيح لله في الفرض، تصديقاً لقوله تعالى: {إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا} صدق الله العظيم [النساء:103]، يكون وقت صلاة مفروضة بلا شكّ أو ريب نظراً لتحديد وقت التسبيح، ويقصد بذلك التسبيح لله في صلاة مفروضة؛ ألستم إذا ركعتم تُسبحون وتحمدون وإذا سجدتم تُسبحون وتحمدون؟ وقال الله تعالى: {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ ﴿17﴾ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ ﴿18﴾} صدق الله العظيم [الروم].
وإلى التأويل: {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ} وذلك تحديد الوقت للتسبيح من الشفق بعد غروب الشمس إلى الغسق؛ وذلك هو حين تمسون وهو أول الليل، ويقصد بذلك وقت صلاة المغرب من الشفق بعد غروب الشمس إلى الغسق وهو دخول ميقات صلاة العشاء؛ فذلك هو المعنى لقول حين تمسون، وهو زُلفاً من أول الليل وذلك الذكر والتسبيح في صلاة المغرب والعشاء.
وأما قوله تعالى: {وَحِينَ تُصْبِحُونَ} وذلك الوقت المعلوم للذكر والتسبيح في صلاة الفجر.
وأما قوله تعالى: {وَعَشِيًّا} وذلك الوقت المعلوم لصلاة العصر، وجاء مُطابقاً لما سبق ذكره وبيانه وبرهانه في أول الخطاب هذا بأن العشي هو العصر.
وأما قوله تعالى: {وَحِينَ تُظْهِرُونَ} وذلك هو الوقت المعلوم لصلاة الظُهر.
وجادلهم يا (حلمي 333) ولسوف نزيدك من العلوم ما تلجم به الممترين إلجاماً، ولو إنّي أراك تقول: "لست مُكذِّباً ولست مُصدِّقاً"، ولكنّي أراك مُصدِّقاً وأرجو من الله أن يزيدك نوراً ويشرح صدرك ويريك الحقّ حقاً ويرزقك اتباعه ويريك الباطل باطلاً ويرزقك اجتنابه.
ونأتي الآن لذكر الصلاة الوسطى؛ ويقصد بأنّها وسطى من ناحية وقتيّة ولا يقصد وسطى من ناحية عددية، وقال الله تعالى: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ ﴿238﴾} صدق الله العظيم [البقرة].
وهذا أمر إلهي بالحفاظ على الخمس الصلوات وهُنّ: الفجر والظُهر والعصر والمغرب والعشاء. ومن ثُمّ كرر التنويه بالحفاظ على الصلاة الوسطى نظراً لميقاتها الصعب، ومن ثُمّ أمرنا أن نقوم فيها بدعاء القنوت لله ولا ندعو سواه ولا ندعو مع الله أحداً، وكذلك هذه الصلاة مشهودة من قبل المعقبات والدوريات الملائكية وتلك هي صلاة الفجر.
وصلاة الفجر هي الصلاة الوسطى، ودخول ميقاتها هو الوحيد المعلوم في القُرآن بمنتهى الدقّة للجاهل والعالم وذلك في قوله تعالى: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ} صدق الله العظيم [البقرة:187]؛ فميقاتها بالوسط بين الليل والنهار، وتلك لحظة الإمساك، والأذان للفجر والإمساك معاً ومن ثمّ يتمّون الصيام إلى الليل وهو ميقات صلاة المغرب.
ومن ثم يأتي ذكر الصلوات الخمس مع التنويه والتوضيح أيّهنّ الصلاة الوسطى وذلك في قوله تعالى: {أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ۖ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا ﴿78﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].
وهذه الآية تحتوي على الصلوات الخمس مع تكرار التنويه للحفاظ على الصلاة الوسطى مع التوضيح أيهنّ من الصلوات، وقال الله تعالى: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ ﴿238﴾} صدق الله العظيم [البقرة].
فقد بيّن لنا أيهنّ بإشارة دعاء القنوت فيها وتلك هي الصلاة الوسطى، ومن ثم تأتي آية أُخرى لتوضيح أكثر للصلاة الوسطى بعد أن ذكر الوقت الشامل لصلوات الخمس في قوله تعالى: {أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ۖ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا ﴿78﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].
فهذه الآية ذكرت جميع الصلوات الخمس بدءًا من دلوك الشمس بالأرض من ناحية المشرق فتبين لنا الخيط الأسود من الخيط الأبيض من الفجر فهل كان ذلك إلّا بسبب دلوك الشمس من المشرق، وذلك ميقات صلاة الفجر أول ما يقوم النائم المصلي لأدائها فيستمر في أداء الصلوات الخمس من أولهُنّ عند دلوك الشمس فيبيّن لنا دلوك الشمس ظهور الخيط الأبيض بالمشرق إلى غسق الليل وهي آخر الصلوات وتلك هي صلاة العشاء، ومن ثُمّ يأتي التنويه للقيام والحفاظ على الصلاة الوسطى، وذلك قوله تعالى: {وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ۖ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا} صدق الله العظيم. إذاً صلاة الفجر هي الصلاة الوسطى، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَىٰ ﴿1﴾ وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّىٰ ﴿2﴾} صدق الله العظيم [الليل].
وذلك الليل يغشى النهار من جهة الفجر فيكور الليل على النهار من ميقات صلاة الفجر يولج الليل في النهار يطلبه حثيثاً. إذاً أقسم الله بوقتٍ واحدٍ وهو ميقات صلاة الفجر، وكذلك قول الله تعالى: {وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ ﴿17﴾ وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ ﴿18﴾} صدق الله العظيم [التكوير].
وكذلك أقسم بوقت صلاة الفجر، فمعنى قوله: {عَسْعَسَ} أي: أدبر وانجلى وتنفس الصُبح.
ولربما يُريد أحدكم أن يُجادلني فيقول: "بل أقسم بوقتين وهما: المغرب بقوله عَسعَس، والفجر بقوله تنفَّس"، ومن ثُمّ أرد عليه فأقول: ولكني لا أفسّر القرآن بالظنّ مثلك؛ بل أقول إنّهُ أقسم في هذه الآية بوقتٍ واحدٍ وهو وقت صلاة الفجر. وتعال لأعلمك بالبُرهان الأوضح لهذه الآية، وقال الله تعالى: {وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ ﴿33﴾ وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ ﴿34﴾} صدق الله العظيم [المدثر]. فهل ترى البيان واضحاً وجليّاً بأنّهُ وقت واحد وليس وقتين؟ والليل إذا أدبر أي ولّى، والصٌبح إذا أسفر أي ظهر. وجاء هذا القسم ليُبيّن قَسَماً آخر وهو: {وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ ﴿17﴾ وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ ﴿18﴾} صدق الله العظيم [التكوير].
وقد علمناكم بأنّ معنى عسعس أي: أدبر، والصبح إذا تنفس أي: ظَهَر، وتلك هي الصلاة الوسطى لو كُنتم تعلمون وهي صلاة الفجر، ولكنّكم حسبتموها من ناحية عدديّة بأنّها العصر، والقرآن حسبها من ناحية وقتية بأنّها الفجر، وذلك لأنّ ميقاته يكون في الخيط الأبيض؛ والخيط الأبيض هو خطٌ وسطٌ بين الليل والنهار، وذلك لأنّ ظهوره عند تنفُّس النهار وإدبار الليل فهو في الوسط لذلك يسميه القُرآن الصلاة الوسطى. ولو كنتم تخشون أن تقولوا على الله ما لا تعلمون لرجعتم إلى القرآن ولن يترك الله لكم الحُجة، فسوف تجدون القرآن يوضّحها لكم في موقع آخر في نفس الموضوع، فقد ذكر الصلاة الوسطى في آيةٍ مُبهمةٍ فيها الصلاة الوسطى، ولكنهُ جعل لها إشارةً بأنّها تلك الصلاة التي علّمكم رسول الله أن تقنتوا فيها نظراً لأنها في أول النهار وقبل بدء النشور في الأعمال وإنّ عليكم أن تقوموا فيها لله قانتين بالدعاء بعد الركوع الأخير، وقال الله تعالى: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ ﴿238﴾} صدق الله العظيم [البقرة].
ومن ثُمّ بيّنها الله لكم في آية أُخرى وإنّها التي يُجهر فيها بالقرآن، وقال الله تعالى: {أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ۖ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا ﴿78﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].
فتلقيتم نفس الأمر في قوله تعالى: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ ﴿238﴾} صدق الله العظيم [البقرة].
بمعنى أن تحافظوا على الصلوات الخمس، ثُمّ نوّه على الحفاظ على الصلاة الوسطى نظراً لأنها في ميقاتٍ صعبٍ؛ طرف السُبات الأخير عند بزوغ الفجر يؤذن المؤذن وعندها تمسكون عن الطعام وعن الشراب في شهر رمضان. ولكن للأسف جعلوا الدلوك هو الاختفاء وكأنّ صلاة المغرب هي الأولى! بل الدلوك هو اقتراب النهار ويتبيّن لك ظهوره بخيطه الأبيض إلى جانب الأرض من الشرق. فهل أنتم مؤمنون ومتّبِعون الهادي إلى الصراط ـــــــــــــــ المستقيم؟
إمام الأُمّة من يكشفُ به الله الغمّة ويوحد به الأُمّة، والناصر لمُحمدٍ رسول الله والقرآن العظيم، والذي جعل الله اسمه مواطئاً لاسم مُحمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وذلك حتى يوافق الاسم الخبر وعنوان الأمر للمهديّ المُنتظَر الإمام؛ ناصر مُحمد اليماني.
____________
- 11 -
الإمام ناصر محمد اليماني
02 - 04 - 1431 هـ
18 - 03 - 2010 مـ
08:08 مساءً
ـــــــــــــــــ
ما هي مواقيت الصلوات الخمس؟
وأما مواقيت الصلوات الخمس فقد جاء ذلك في القُرآن العظيم بأنّ ثلاث من الصلوات الخمس جعل الله ميقاتهُنّ في زُلفة من الليل، في أوله وآخره. ومعنى الزُلفة أي: ميقاتٌ قريبٌ من أول النهار وآخره. وأما اثنتين فجعلهُنّ الله في النهار فتكونا في طرفي نهار العشي. ونهار العشي من الظُهر وينتهي بغروب الشمس، وقال الله تعالى: {إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ ﴿31﴾ فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَن ذِكْرِ رَبِّي حَتَّىٰ تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ ﴿32﴾} صدق الله العظيم [ص].
فمن خلال هذه الآية نفهم بأن نهار العشي طرفه الأول حين تكون الشمس بمنتصف السماء وطرفه الآخر عند الغروب. فينتهي وقت صلاة العصر بتواري الشمس وراء الحجاب، فيدخل ميقات صلاة المغرب فيستمر إلى غسق الليل فيدخل ميقات صلاة العشاء. وقال الله تعالى: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ} صدق الله العظيم [هود:114].
فأما طرفي النهار فهو يتكلم عن نهار العشي، وطرفيه هم الظهر في طرف نهار العشي الأول فيكون عند وقت صلاة الظُهر والطرف الآخر في وقت صلاة العصر إلى الغروب وتواري الشمس بالحجاب. وأما زُلفاً من الليل فقد بيّنا بأنّ الزُلفة أي الوقت القريب من النهار، سواء في قطع من أول الليل وهو وقت صلاة المغرب والعشاء، أو قطعاً من آخر الليل وهو وقت صلاة الفجر ويمتد ميقاتها إلى لحظة طلوع الشمس.
ولربما يودّ ابن عُمر أو غيره أن يقول: "مهلاً، إنّما يقصد طرفي النهار أي الفجر والمغرب فكيف تجعل طرف النهار وسطه؟". ومن ثُمّ نقول له: اعلم بأنّ النهار يتكون من نهار الغدو وهو من طلوع الشمس إلى المُنتصف والانكسار فيدخل نهار العشي، وأطراف نهار الغدو والعشي تحتويهما بالضبط صلاة الظهر، وقال الله تعالى: {فَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا ۖ وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَىٰ ﴿130﴾} صدق الله العظيم [طه].
فأما قوله تعالى: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ} صدق الله العظيم، وذلك ميقات التسبيح لله في صلاة الفجر وينتهي ميقاتها بطلوع الشمس، وميقاتها من الدلوك إلى الشروق بطلوع الشمس.
وأما قوله تعالى: {وَقَبْلَ غُرُوبِهَا} صدق الله العظيم، وذلك ميقات التسبيح لله في صلاة العصر، وينتهي ميقاتها بتواري الشمس وراء الحجاب.
وأما قوله تعالى: {وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ} صدق الله العظيم، وهو أوانه الأول ويبتدأ من الشفق بعد الغروب إلى الغسق؛ وذلك ميقات صلاة المغرب والعشاء وهُنّ قريبات من بعض، فصلاة المغرب منذ أن تتوارى الشمس في الحجاب إلى إقبال الغسق فيدخل ميقات صلاة العشاء، وذلك هو آناء الليل ويقصد أوانه الأول من الشفق إلى الغسق.
وأما قوله تعالى: {وَأَطْرَافَ النَّهَارِ} صدق الله العظيم، وهو مُلتقى أطراف نهار الغدو ونهار العشي، ومجمعهما في ميقات صلاة الظهر، ولا أظن أحداً الآن سوف يقاطعني ليقول: "بل معنى قوله وأطراف النهار أي طرفه من الفجر وطرفه الآخر هو العصر"، فنقول: ولكنّك كررت صلوات وأضعت أُخر! فتدبر الآية جيداً تجد بأنه ذكر ميقات صلاة الفجر وكذلك ميقات صلاة العصر، فكيف تظن قوله: {وَأَطْرَافَ النَّهَارِ} بأنّه يقصد صلاة الفجر والعصر وهو قد ذكرهم بقوله تعالى: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا}، إذاً ليس لك الآن إلّا أن تتيقّن بأنه حقّاً ميقات صلاة الظهر تكون في مجمع أطراف النهار، ومجمع أطراف نهار الغدوة ونهار الروحة يحتويهما وقت صلاة الظهر.
ونأتي الآن لذكر الصلاة الوسطى؛ ويقصد بأنّها وسطى من ناحية وقتيّة ولا يقصد وسطى من ناحية عددية، وقال الله تعالى: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ ﴿238﴾} صدق الله العظيم [البقرة].
وهذا أمر إلهي بالحفاظ على الخمس الصلوات وهُنّ: الفجر و الظُهر و العصر و المغرب و العشاء. ومن ثُمّ كرر التنويه بالحفاظ على الصلاة الوسطى نظراً لميقاتها الصعب، ومن ثُمّ أمرنا أن نقوم فيها بدعاء القنوت لله ولا ندعو سواه ولا ندعو مع الله أحداً، وكذلك هذه الصلاة مشهودة من قبل المعقبات والدوريات الملائكية وتلك هي صلاة الفجر.
وصلاة الفجر هي الصلاة الوسطى، ودخول ميقاتها هو الوحيد المعلوم في القُرآن بمنتهى الدقّة للجاهل والعالم وذلك في قوله تعالى: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ} صدق الله العظيم [البقرة:187]؛ فميقاتها بالوسط بين الليل والنهار، وتلك لحظة الإمساك، والأذان للفجر والإمساك معاً ومن ثم يتمّون الصيام إلى الليل وهو ميقات صلاة المغرب.
ومن ثم يأتي ذكر الصلوات الخمس مع التنويه والتوضيح أيّهنّ الصلاة الوسطى وذلك في قوله تعالى: {أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ۖ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا ﴿78﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].
وهذه الآية تحتوي على الصلوات الخمس مع تكرار التنويه للحفاظ على الصلاة الوسطى مع التوضيح أيهنّ من الصلوات، وقال الله تعالى: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ ﴿238﴾} صدق الله العظيم [البقرة].
فقد بيّن لنا أيهنّ بإشارة دعاء القنوت فيها وتلك هي الصلاة الوسطى، ومن ثم تأتي آية أُخرى لتوضيح أكثر للصلاة الوسطى بعد أن ذكر الوقت الشامل لصلوات الخمس في قوله تعالى: {أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ۖ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا ﴿78﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].
فهذه الآية ذكرت جميع الصلوات الخمس بدءًا من دلوك الشمس بالأرض من ناحية المشرق فتبين لنا الخيط الأسود من الخيط الأبيض من الفجر فهل كان ذلك إلّا بسبب دلوك الشمس من المشرق، وذلك ميقات صلاة الفجر أول ما يقوم النائم المصلي لأدائها فيستمر في أداء الصلوات الخمس من أولهُنّ عند دلوك الشمس فيبيّن لنا دلوك الشمس ظهور الخيط الأبيض بالمشرق إلى غسق الليل وهي آخر الصلوات وتلك هي صلاة العشاء، ومن ثُمّ يأتي التنويه للقيام والحفاظ على الصلاة الوسطى، وذلك قوله تعالى:{وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ۖ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا} صدق الله العظيم.
ونزيدكم آية تُثبت بأنّ العشي هو العصر، وكذلك تُثبت مواقيت التسبيح لله في الخمس الصلوات المفروضة. وقال الله تعالى: {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ ﴿17﴾ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ ﴿18﴾} صدق الله العظيم [الروم].
{ فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ } وذلك حين وقت صلاة المغرب والعشاء.
{ وَحِينَ تُصْبِحُونَ } وذلك حين وقت صلاة الفجر.
{ وَعَشِيًّا } وذلك حين وقت صلاة العصر.
{ وَحِينَ تُظْهِرُونَ } وذلك حين وقت صلاة الظُهر.
فهل أنت من المُنتهين؟ فلا تفتِ بأنّ الصلاة ثلاث يا (حلمي ثلاثة وثلاثون) إنّي لك لمن الناصحين.
وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله رب العالمين..
أخوكم؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
________________
بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسلين أجمعين ولا اُفرّق بين أحدٍ من رُسله حنيفاً مُسلماً وما أنا من المُشركين..
السلام عليكم يا معشر الأنصار السابقين الأخيار، وسلام ُالله على كافة الزوار لطاولة الحوار الباحثين عن الحقّ ولا يُريدون غير الحقّ والحقّ أحقّ أن يُتبع..
ويا (بنور القُرآني)، أهلاً وسهلاً بك في طاولة الحوار العالميّة لكافة الذين فرَّقوا دينهم شيعاً وكُل حزبٍ بما لديهم فرحون.
ويا معشر القُرآنيين، لقد ظنّ كثيرٌ من الناس أنّ الإمام ناصر مُحمد اليماني قُرآنيٌّ ولستُ منكم في شيء، وسبب ظنّهم هو حين وجدوا أني أدعو الناس إلى اتّباع القرآن والاحتكام إليه ولذلك فظنّوا إن المهديّ المُنتظَر ناصر مُحمد اليماني من القُرآنيين وأنا لستُ منهم في شيء، ولم يجعلني الله أنتمي لأيّة طائفة من المذاهب الإسلاميّة الذين فرَّقوا دينهم شيعاً وكُلّ حزبٍ بما لديهم فرحون. وأعوذُ بالله أن أكون من الذين فرَّقوا دينهم شيعاً بل حنيفاً مُسلماً وما أنا من المُشركين ولم يجعلني الله من المُعذبين. وقال الله تعالى: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ ۚ وَأُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿105﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].. وذلك لأنهم خالفوا لأمر الله في مُحكم كتابه: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} صدق الله العظيم [آل عمران:103].
وما هو حبل الله؟ والجواب تجدوه في مُحكم الكتاب إنّهُ القُرآن العظيم. تصديقاً لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا ﴿174﴾ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا ﴿175﴾} صدق الله العظيم [النساء].
ولكن يا معشر القُرآنيّين، إنّما الاعتصام بحبل الله القُرآن العظيم هو الكفر بما خالف لمُحكم القرآن سواء يكون في السُّنة النبويّة أو في الإنجيل أو في التوراة، ولكنّكم تقولون على الله غير الحقّ، فلم ينهَكم الله عن اتّباع سُنة مُحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أفلا تعلمون أنّ أحاديث السُّنة النبويّة هي من عند الله كما القرآن من عند الله؟ تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ ﴿17﴾ فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ ﴿18﴾ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ﴿19﴾} صدق الله العظيم [القيامة].
غير إنّ الله لم يعِدُكم بحفظ سُنة البيان؛ بل وعدكم بحفظ القرآن من التحريف، وأما أحاديث سُنة البيان فقد أفتاكم الله إن ما كان منها من عند غير الله فإنكم سوف تجدون بين الحديث المُفترى وبين مُحكم القرآن اختلافاً كثيراً لأن الحقّ والباطل نقيضان مُختلفان، وبما إنّ القرآن محفوظ من التحريف، ولذلك جعله الله المرجع لأحاديث البيان في السُّنة النبويّة وما كان من الأحاديث ليس من عند الله فسوف تجدون بينه وبين مُحكم القرآن العظيم اختلافاً كثيراً، وقال الله تعالى: {مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ ۖ وَمَن تَوَلَّىٰ فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ﴿80﴾ وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا ﴿81﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿82﴾} صدق الله العظيم [النساء].
وفي هذه الآيات المُحكمات يبيّن الله لكم أنّ أحاديث السُّنة النبويّة الحقّ هي من عند الله، ومن ثُمّ أفتاكم أنّها ليست محفوظة من التحريف والتزييف، وأمركم الله إنّ ما اختلفتم فيه منها أن تحتكموا إلى آيات الكتاب المُحكمات البيّنات هُنّ أمّ الكتاب، وما كان من الأحاديث في السُّنة النبويّة مُفترًى من عند غير الله فسوف تجدون بينه وبين مُحكم القرآن اختلافاً وتناقضاً كثيراً، وبناءً على ذلك أدعو الذين فرَّقوا دينهم شيعاً إلى اتّباع كتاب الله وسُنَّة رسوله الحقّ وما خالف في السُّنة النبويّة لمُحكم القُرآن فإني آمر المُسلمين أن يعتصموا بحبل الله القُرآن العظيم وما خالف لمُحكمه فهو من عند شيطانٍ رجيم سواء يكون في التوراة أو في الإنجيل أو في السُّنة النبويّة.
ويا معشر القُرآنيين إنّي أنا الإمام المُبين المهديّ للعالمين إلى صراط العزيز الحميد على بصيرةٍ من ربي القُرآن المجيد ومُذكرٌ بالقُرآن من يخاف وعيد، ومُنذرٌ الناس المعرضين ببأسٍ من الله شديد.
ويا معشر القُرآنيين حقيقٌ لا أقول على الله إلّا الحقّ إنّما الصلوات خمس صلواتٍ مفروضاتٍ إحداهُنّ الصلاة الأُحاديّة وهي الوسطى وهي صلاة الفجر، واثنتين قبلها واثنتين بعدها، ولكنّ أكثركم يقولون على الله ما لا يعلمون. ويا معشر القُرآنيين لقد غرّكم ذكر الصلوات في كثيرٍ من آيات الكتاب في أول النهار وآخره، ونسيتم قول الله تعالى: {فَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا ۖ وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَىٰ ﴿130﴾} صدق الله العظيم [طه].
وإلى البيان الحقّ: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ} صدق الله العظيم، وتلك هي صلاة الفجر، وأما قول الله تعالى: {وَقَبْلَ غُرُوبِهَا} صدق الله العظيم، وتلك هي صلاة العصر، وأما قول الله تعالى: {وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ} صدق الله العظيم، وتلك هي صلاة المغرب والعشاء من الشفق إلى الغسق، وأما قول الله تعالى: {وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَىٰ} صدق الله العظيم، وتلك هي صلاة الظهر في مُلتقى طُرفي نهار الغدو ونهار العشي. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ ﴿17﴾ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ ﴿18﴾} صدق الله العظيم [الروم].
وإلى البيان الحقّ: {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ} صدق الله العظيم، وتلك هي أول الصلوات وهي صلاة المغرب في أول الليل ويليها صلاة العشاء، وأما قول الله تعالى: {وَحِينَ تُصْبِحُونَ} صدق الله العظيم، وتلك هي الصلاة الأُحادية وهي صلاة الفجر وهي الصلاة الوسطى، وأما قول الله تعالى: {وَعَشِيًّا} صدق الله العظيم، وتلك هي صلاة العصر وذلك لأن العشي غير العشاء. وقال الله تعالى: {وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ ۚ نِعْمَ الْعَبْدُ ۖ إِنَّهُ أَوَّابٌ ﴿30﴾ إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ ﴿31﴾ فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَن ذِكْرِ رَبِّي حَتَّىٰ تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ ﴿32﴾ رُدُّوهَا عَلَيَّ ۖ فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ ﴿33﴾} صدق الله العظيم [ص].
ويتبيّن لكم إنّ العشي هو قبل غروب الشمس، وذلك ميقات صلاة العصر. ولذلك قال الله تعالى: {إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ ﴿31﴾ فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَن ذِكْرِ رَبِّي حَتَّىٰ تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ ﴿32﴾ رُدُّوهَا عَلَيَّ ۖ فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ ﴿33﴾} صدق الله العظيم [ص].
وفاتت عليه صلاة العصر وانقضى وقتها وهو مشغول بعرض الخيول، وانتهى وقتها بتواري الشمس وراء الحجاب وكيف يصلي العصر بعد أن توارت الشمس وراء الحجاب فقد دخلت صلاة المغرب، ولذلك قال الله تعالى: {فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَن ذِكْرِ رَبِّي حَتَّىٰ تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ ﴿32﴾} صدق الله العظيم [ص].
وتبيّن لكم يا معشر القُرآنيين إنّ العشي هو ميقات صلاة العصر. لذلك قال الله تعالى: {وَعَشِيًّا} صدق الله العظيم، وتلك هي صلاة العصر، وينتهي ميقاتها بتواري الشمس وراء الحجاب، وأما قول الله تعالى: {وَحِينَ تُظْهِرُونَ} صدق الله العظيم، وتلك هي صلاة الظهر.
ويا معشر القُرآنيين، ما كان للحقّ أن يتبع أهواءكم، ويا معشر الشيعة والسُّنة ما كان للحقّ أن يتّبع أهواءكم، وإنّما أنا حَكَمٌ بينكم فيما كنتم فيه تختلفون. ولا نزال ندّخر التفاصيل للصلوات المفروضات ولا نزال نأمر أنصاري أن يصلّوا معكم ويسجدون لله معكم، فلا نُريد أن نزيدكم فرقةً إلى تفرّقكم، ولا نُريد أن نُشتت جماعاتكم، ولا نُريد أن نكون فرقةً جديدةً بينكم، بل نُريد جمع شتاتكم وتوحيد صفّكم لتقوى شوكتكم ويعود مجدكم ويقوم عزكم إن كنتم تعقلون، ألا وإنّ الصلاة لهي أيسر مما أنتم عليه؛ فبُشرى للمؤمنين.
ولا نزال مُنتظرين لأحد مُفتي دياركم أو أحد خُطباء منابركم المشهورين فإذا لم يجدني الأنصار قد هيّمنت عليهم بالحقّ فلستُ المهديّ المُنتظَر فذلك بيني وبينكم، ولا نزال ندّخر الكثير من السُلطان المُبين في مُحكم الذكر ولسوف نُسيطر عليهم بالحقّ وإنا لصادقون، ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر.
ويا أيها العضو (بنور)، أهلاً وسهلاً بك في طاولة الحوار فإنّي أراكم تخلطون بين صلاة النافلة وصلاة الفرض أفلا تتقون؟ ألا وإنّ ميقات الصلاة الجبرية ميقاتٌ معلوم، وميقات الصلاة النافلة الطوعية تجدونه مُطلقاً وليس معلوماً، وسوف تجدون في مُحكم الكتاب أنّ صلاة النافلة ليس لها ميقاتٌ معلوم، وأما الصلوات الفرضية الجبريّة فلها ميقاتٌ معلوم في مُحكم الكتاب، ولكن أخانا هداه الله لم يفرّق بين صلوات النافلة الطوعيّة وبين الفرضيّة! ألم تجد أنّ النافلة ليس لها ميقاتٌ معلوم؟ وقال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ ﴿1﴾ قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿2﴾ نِّصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا ﴿3﴾ أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا ﴿4﴾} صدق الله العظيم [المزمل].
وإنما تلك هي صلاة النافلة الليلية. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَىٰ أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا ﴿79﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].
بل نافلة الليل السرّيّة لهي أشدُّ وطأً على القلب لمن ذكر الله خالياً ففاضت عيناه تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا ﴿6﴾}صدق الله العظيم [المزمل].
وكذلك بيّن الله لكم أن صلاة النافلة الطوعيّة ليس لها ميقاتٌٍ معلومٌ، بل تكون ليلاً في أي وقتٍ من الليل أو نهاراً في أي وقتٍ من النهار لمن يشاء صلاة النافلة. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا ﴿6﴾ إِنَّ لَكَ فِي النَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا ﴿7﴾} صدق الله العظيم [المزمل]، وهي فرديّة ولذلك قال الله تعالى: {وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا ﴿8﴾} صدق الله العظيم [المزمل].
وأما صلوات الفرض فتجدون لها ميقاتاً معلوماً بقول الله تعالى: {حِينَ} وذلك تحديد ميقاتٌ معلوم للتسبيح في صلاة الفرض، ولذلك قال الله تعالى: {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ ﴿17﴾} صدق الله العظيم [الروم].
وكما قلنا إنّ البيان الحقّ لقول الله تعالى: {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ} صدق الله العظيم، وتلك هي الصلاة الأولى وهي صلاة المغرب ويليها العشاء، وأما قول الله تعالى: {وَحِينَ تُصْبِحُونَ} صدق الله العظيم، وتلك صلاة الفجر وذلك لأنّ الصلوات المفروضات لهن ميقاتٌ معلومٌ وليس مُطلق كميقات صلاة النافلة في أي وقتٍ من الليل أو النهار، بل ميقات الصلوات المفروضات كتابٌ موقوت. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ ۚ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا ﴿103﴾} صدق الله العظيم [النساء].
وأما ميقات صلوات النافلة فتجده مُطلقاً وليس معلوماً، ولذلك قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ ﴿1﴾ قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿2﴾ نِّصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا ﴿3﴾ أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا ﴿4﴾} صدق الله العظيم [المزمل].
فما خطبكم يا معشر القُرآنيّين تخلطون بين الآيات لصلوات النافلة وآيات صلوات الفرض، أفلا تتقون؟ ويا معشر عُلماء الأُمة من خُطباء المنابر المشهورين ومُفتي الديار، أليس فيكم رجُلٌ رشيد شُجاع لا يخاف في الله لومة لائم فيقوم بتنزيل صورةً له مع اسمه الثلاثي ومن ثم نتحرّى من حقيقة شخصيّته لكي نكمل بيان الصلوات المفروضات؟
ولربما يودّ أحد الباحثين عن الحقّ أن يقاطعني فيقول: قال الله تعالى: {أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَىٰ ﴿5﴾ فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّىٰ ﴿6﴾ وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّىٰ ﴿7﴾ وَأَمَّا مَن جَاءَكَ يَسْعَىٰ ﴿8﴾ وَهُوَ يَخْشَىٰ ﴿9﴾ فَأَنتَ عَنْهُ تَلَهَّىٰ ﴿10﴾} صدق الله العظيم [عبس]. ومن ثُمّ يردّ عليه المهديّ المُنتظَر بالجواب المُختصر ونقول: إنّما الصلوات المفروضات خمس صلوات لكُل صلاة ركعتان أحدهن الصلاة الأُحادية وهي الصلاة الوسطى وهي صلاة الفجر، وقبلها فرضان لا يفترقان جمع تقديم أو جمع تأخير، وبعدها فرضان لا يفترقان جمع تقديمٍ أو جمع تأخيرٍ في سفرٍ أو في حضرٍ. وإذا لم يُهيمن عليكم المهديّ المُنتظَر من مُحكم الذكر فلستُ المهديّ المُنتظَر.
فاشهدوا بالحقّ يا معشر الأنصار السابقين الأخيار ، ولم يجعلني الله من الشيعة الاثني عشر ألدّ أعداء المهديّ المُنتظَر الحقّ من ربهم. ولم يجعلني الله من أهل السنة المُعرضين عن المهديّ المُنتظَر الحقّ من ربهم، ولم يجعلني الله من القُرآنيّين الذين يقولون على الله ما لا يعلمون ويخلطوا بين آيات صلاة النافلة الطوعيّة وآيات الفرض الجبريّة، وإني أراك تقسم يا بنور ولكن الله لن يبرّ قسمك لأنّه قسمٌ بالباطل من غير علمٍ ولا سُلطان.
ويا بنور إنّي المهديّ المُنتظَر أقول لك قولاً بليغاً بالحقّ اتّقِ الله ولا تقُل على الله ما لا تعلم ومن ثُمّ يجعل الله لك فُرقاناً فتبصر نور البيان، أما حين يراك الله تجازف ولا تُبالي فتقول على الله ما لا تعلم علم اليقين إنّه الحقّ من ربّك فلن يجعل الله لك فُرقاناً ولن تبصر نور البيان. أفلا تعلم أنّ القسم بالرحمن لا يزال يحتاج إلى بُرهان؟ أم تُريد أن تجعل السُلطان هو القسم؟ هيهات هيهات .. إذاً لأصبح الشياطين هم أئمة المُسلمين لكثرة قسمهم بالباطل وهم يعلمون أنّهم على الباطل. وقال الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِم مَّا هُم مِّنكُمْ وَلَا مِنْهُمْ وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴿14﴾ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا ۖ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿15﴾ اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ فَلَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ ﴿16﴾ لَّن تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُم مِّنَ اللَّهِ شَيْئًا ۚ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴿17﴾ يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ ۖ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَىٰ شَيْءٍ ۚ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ ﴿18﴾ اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ ۚ أُولَٰئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ ۚ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴿19﴾} صدق الله العظيم [المجادلة].
فإذا لم تتّبعوا الحقّ يا معشر الشيعة والسُّنة فسوف تضيّعون صلاةً مفروضةً في يوم الجمعة وهي صلاة الظهر، ولكنّ الله يعلم إنّه أذن لكم أن تصلوا الظُهر والعصر جمع تقديم أو جمع تأخير، وذلك حتى تصلوا الظُهر والعصر في يوم الجمعة جمع تأخير نظراً لأنّه أُحلّ في ميقات صلاة الظُهر صلاة الجمعة الواجبة، ولكن لا ينبغي لصلاة الواجبة أن تحلّ محل الفرض الجبري أفلا تتقون؟ وكذلك الحكمة من الجمع بين الصلوات وذلك حتى تستطيعوا في رمضان أن تجمعوا صلاة المغرب مع صلاة العشاء جمع تأخير، وذلك لأنّكم صائمون وجائعون تُريدون أن تأكلوا وتشربوا ولذلك أحلّ الله لكم أن تجمعوا صلاة المغرب مع صلاة العشاء وما جعل عليكم في الدين من حرج، وكذلك الحكمة من جمع صلاة الظُهر بالعصر جمع تأخير أو جمع تقديم وذلك حتى لا تضيعوا صلاةً مفروضةً في يوم الجمعة. ويا عجبي منكم يا إخواني فكيف إنّكم تضيّعون صلاة الظُهر في يوم الجمعة في الحضر مع إنّكم تقيمونها في السفر أليس ذلك شيءٌ عجاب! أفلا تتفكرون؟
وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
الإمام المهديّ بالقُرآن المجيد إلى صراط العزيز الحميد عبد النعيم الأعظم؛ ناصر مُحمد اليماني.
_______________
الإمام ناصر محمد اليماني
08 - 05 - 1431 هـ
22 - 04 - 2010 مـ
01:22 صباحاً
ـــــــــــــــــــــــ
عاجل إلى كافة الأنصار وزوَّار طاولة الحوار ..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدي مُحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
السلام عليكم معشر الأنصار السابقين الأخيار، السلام على كافة الباحثين عن الحق في طاولة الحوار، وسلامُ الله على أخي الكريم (بنور صالح) الذي يسبني ويشتمني بغير الحق ولكني مُلتزمٌ بأمر الله في مُحكم كتابه في قول الله تعالى: {وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ ﴿55﴾} صدق الله العظيم [القصص].
ويجوز أن يكون ناصر مُحمد اليماني كمثل (بنور صالح) كأمثال المهديين الذين اعترتهم مُسوس الشياطين فيصبح كذاباً أشراً وليس المهديّ المُنتظَر، ويجوز أن يكون الإمام ناصر مُحمد اليماني هو حقاً المهديّ المُنتظر المُصطفى من ربّ العالمين.
ويا بنور صالح، إنّي أراك تدّعي الإمامة وتنكر بعث المهديّ المُنتظَر ونقول أهلاً وسهلاً ومرحباً بك في طاولة الحوار العالميّة لكافة المهديين والأئمة الذين يقولون على الله ما لا يعلمون من الذين تتخبطهم مُسوس الشياطين وبين المهديّ المُنتظَر الحقّ من ربهم، فبما إنّ البشر في زمان بعث المهديّ المُنتظَر فأيّنا زاده الله بسطةً في العلم فهو المهديّ المُنتظر الحقّ من ربّ العالمين.
ويا معشر الأنصار السابقين الأخيار إني تغيبت عن الموقع قدر ثلاثة أيام تقريباً لظروفٍ خاصة، وإنّما يدخل باسمي أحد الأنصار لنقل البيانات من الموقع القديم إلى الموقع الجديد بواسطة معرّفي واسمي الحقّ، ولربما يظنّ الآخرون إنّ ناصر مُحمد اليماني قد زار الموقع وعجز عن الرد على الذين يقولون على الله ما لا يعلمون وهم لا يعلمون إنّي مشغول ولم أدخل طيلة ثلاثة أيام ولم اطَّلع على بيان (بنور صالح) إلّا هذه الليلة، فكونوا من الشاهدين على الحوار بيني وبين هذا الرجل الذي يزعم إنّه إمام وينفي بعث المهديّ المُنتظَر ويقول أنّه ما أنزل الله به من سُلطان! فإن غلبني بعلمٍ وسُلطانٍ مُبينٍ فصدق وكذب ناصر مُحمد اليماني، وإن غلبته بعلمٍ وسُلطانٍ مُبينٍ وهيمنتُ عليه بالحقّ فكذب وصدق الإمام ناصر مُحمد اليماني، وبناءً على قول الله تعالى: {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿64﴾} صدق الله العظيم [النمل].
فسوف نحتكم إلى كتاب الله وسوف يجبرني (بنور صالح) أن نزيدكم تفصيلاً كثيراً من البُرهان للصلوات الخمس المفروضات ومن حُكم كتاب الله حصرياً وأشهدُ لله شهادة الحقّ اليقين لأخرسن لسانه بالحقّ حتى يُسلم للحقّ تسليماً، أو تأخذه العزّة بالإثم فيتّبع الشيطان فيلعنه الله لعناً كبيراً، ولكني لن أتنازل عن شرطي يا بنور صالح وهو أن تقوم بتنزيل اسمك الحقّ وصورتك الحقّ لا شك ولا ريب، ومن ثم تقسم بالله العظيم إنّها صورتك واسمك الحقّ و نقوم بالتّأكد من حقيقة شخصيتك.
ويستمر الحوار يا بنور... لقد غرّكم ذكر مواقيت الصلوات في أول النهار وآخرة وأنتم لا تعلمون إنّ العصر والظُهر لا يفترقان، والعصر هو آخر النهار والمغرب من الليل، وإنّما الحضور إلى بيوت الله للذين يصلّون في المساجد هو ثلاث مرات ولكنّ الصلوات هي خمس، وإنّما يجمع الظُهر مع العصر جمع تأخير أو يجمع العصر مع الظُهر جمع تقديم، ولكن النداء ثلاثة والإقامة خمس إقامات نظراً لأن صلاة الظُهر والعصر لا يفترقان وصلاة المغرب والعشاء لا يفترقان، وكذلك الحضور للصلاة الوسطى وهي الفجر.
ويا بنور ويا معشر الأنصار السابقين الأخيار وكافة الزوار لطاولة الحوار، كونوا شهداء على ما يلي وما يلي اقتباس من بيان بنور قال ما يلي:
انتهى الاقتباس من بيان بنور.
ومن ثُمّ يردُ عليك الإمام ناصر مُحمد اليماني وأقول: وعلى ذلك اتّفقنا يا بنور، وإذا لم أفصّل براهينك خيراً منك وأحسن تأويلاً فلستُ المهديّ المُنتظَر الحقّ من ربّ العالمين، ولسوف أجيبك على كافة نقاط بيانك نقطةً نقطةً ذلك وعد غير مكذوب ولكن بشرط أن تلتزم يا بنور بشرطنا الأساسي لمن سوف يُحاورنا في فرض الصلاة، وكان شرطنا أن يقوم من يحاورنا بشرط الصلاة بتنزيل اسمه وصورته ومن ثُمّ يقسم على ذلك إنّها صورته واسمه الحقّ ونكتفي بقسمه على حقيقة صورته واسمه لأنّ العلم هو البُرهان، وأما أن نكتفي بقسمه في المسائل الدينية فهذا غير منطقي! فإن وافقتنا على شرطنا فليستمر الحوار بيني وبينك وإذا أبيْتّ فنحن مُتمسكون بهذا الشرط حتى يتسنّى لنا التفصيل الشامل للخمس صلوات المفروضات تفصيلاً وحصرياً من كتاب الله القرآن العظيم والحكم لله يا بنور، فاتّقِ من يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور. وإذا لم أثبت الظُهر والعصر فلستُ المهديّ المُنتظَر فكونوا من الشاهدين يا معشر الأنصار السابقين الأخيار ويا كافة الزوار كذلك كونوا من الشاهدين بين المهديّ المُنتظَر وبنور وإلى الله تُرجع الأمور يعلمُ خائنة الأعين وما تخفي الصدور.
ويا أيها الحُسين بن عُمر وكافة أعضاء طاولة الحوار، فهل تدرون لماذا شتمني بنور برغم إنّي أوصيتكم فيه؟ وذلك لكي يفتنكم عن تنفيذ الأمر علّكم تحذفوا بيانه فصبرٌ جميلٌ.
ويا بنور، ما دمت سوف تحاجّني من القرآن فذلك ما أدعوكم إليه ولن يختلف تأويلي لكتاب الله عن آيةٍ واحدةٍ، ولكنّ تفاسيركم الظنيّة سوف أثبت فيها اختلافاً كثيراً في مُحكم كتاب الله لأنّها أصلاً تفاسير شيطانيّة لأنّكم أطعتم أمر الشيطان وقلتم على الله ما لا تعلمون! كمثل أن تأخذ الآية وتفسرها حسب ما تراها أنت، ولكن ناصر مُحمد اليماني يأتي ببيانها من مُحكم كتاب الله وأفصّل بيان القرآن تفصيلاً للآيات التي لا تزال بحاجة للتفصيل، ولكنكم تتّبعون التشابه اللفظي فتقعون في الخطأ.
وعلى كُل حال إني أذكِّرك بحكمك الذي شرفناه مسبقاً (إنّ الحَكَم هو الله)، وإنما سوف نأتي بأحكامه الحقّ من مُحكم كتابه، فنحن مُنتظرون لتنزيل صورتك يا بنور واسمك من غير لفٍّ ولا دوران، ولا ولن أحاور في فرض الصلاة مع مجهولٍ، وهذا شرطٌ قديمٌ من قبل أن يحضر إلينا بنور بأشهرٍ كثيرةٍ ولا نزال مستمسكين بهذا الشرط برغم إنّي لم أجعله إلّا في الحوار في رُكن الصلاة المفروضة، فالتزمْ بشرطنا ويستمر الحوار، فكم يسرّني من يتحدّاني بكتاب الله سروراً كبيراً لأنّي بالبيان للذّكر لخبير وعلى الإلجام بالحقّ منهُ لقدير بإذن الله العلي القدير.
وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله رب العالمين..
أخوكم؛ الإمام المهدي ناصر مُحمد اليماني.
______________
- 15 -
الإمام ناصر محمد اليماني
08 - 05 - 1431 هـ
22 - 04 - 2010 مـ
10:21 مساءً
ـــــــــــــــــ
وآن الأوان لبيان ميقات الدلوك بالحقّ، ألا وإن الدلوك هو في ذات الشمس فيتغيّر لونها إلى الأصفر ..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدّي مُحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وآله الأطهار والسابقين الأخيار من المُهاجرين والأنصار، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين في الأولين وفي الآخرين، وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين..
سلامُ الله عليكم أخي (بنور) الذي حكم على المهديّ المُنتظَر ناصر مُحمد أنّهُ كذّاب أشِر، أفلا تخاف الله الواحدُ القهار من فتواك بالباطل في خليفة الله الحقّ من ربك؟ وسوف تُسأل عن شهادتك بين يدي ربّك. تصديقاً لقول الله تعالى: {سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ} صدق الله العظيم [الزخرف:19].
وإنّما الشهادة هي شهادة بالبصر والسمع على الحدث الذي شهدوا عليه، كمثال الشُهداء على الذين يأتوا الفاحشة أو السرقة أو القتل أو التداين بالقرضة بين المؤمنين.
وأما بالنسبة لتنزيل الصورة فهذا الشرط لم يكن تعجيزاً لبنور، بل تمّ تنزيله في بيان الصلوات من الكتاب من قبل أن يأتينا بنور بأشهرٍ معدودةٍ، وجعلنا هذا الشرط حصريّاً في الحوار في بيان الصلوات فلا تتهرّب ولا تخَف في الله لومة لائم إن كنت من الصادقين.
ويا بنور إنّما الشهادة هي بالسمع والبصر على الأحداث فقط، وأمّا الدعوة إلى الله فيلزم الداعية بصيرة العلم من ربّ العالمين. تصديقاً لقول الله تعالى: {قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۖ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿108﴾} صدق الله العظيم [يوسف].
وتعتمد الدعوة في الدين على البرهان المُبين من الكتاب المُنزل. تصديقاً لقول الله تعالى: {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} صدق الله العظيم [البقرة:111]. وإنما البُرهان من الكتاب المُبين. تصديقاً لقول الله تعالى: {أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً ۖ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ ۖ هَٰذَا ذِكْرُ مَن مَّعِيَ وَذِكْرُ مَن قَبْلِي ۗ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ ۖ فَهُم مُّعْرِضُونَ ﴿24﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء].
وما يلي اقتباس من بيان بنور وقال فيه ما يلي:
انتهى الاقتباس.
ويا بنور، فهل عُلماء فرقة القُرآنيين على شاكلتك؟ إذاً فقد ضلّوا ضلالاً بعيداً! فأنت تُنكر صلاة العصر والظُهر وكذلك تُنكر صلاة الجمعة رغم أنها أُنزلت سورة باسم الجُمعة! ومن ثُمّ ذكرها في مُحكم كتاب الله في آياتٍ بيّناتٍ مُحكماتٍ في سورة الجُمُعة في قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ﴿9﴾ فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴿10﴾} صدق الله العظيم [الجمعة].
وميقاتها نهاراً وليس ليلاً، ولذلك قال الله تعالى: {فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ} صدق الله العظيم، ولا يمكن أن تُصلى الجمعة فرديّة ولذلك تُسمى صلاة الجُمُعة لأنّها جامعة، ولا يمكن أن تصلوها فُرادى لا في سفرٍ ولا في حضرٍ؛ بل هي جُمُعة جامعة ولذلك أمركم الله بالسعي لحضورها وترك البيع إلى حين انقضاء صلاة الجمعة لحضور صلاة الجُمُعة، بل وكذلك السعي لقضاء الصلوات المفروضات لمن استطاع أن يصليها جماعة. تصديقاً لقول الله تعالى: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ ﴿36﴾ رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ ۙ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ ﴿37﴾} صدق الله العظيم [النور].
فأما الغدو فهي صلاة الفجر، وأما الآصال فهي ميقاتين اثنين، فأمّا ميقات الأصيل الأول فهو في ذات الشمس مقرون بتغير لونها إلى الأصفر وتلك هي شمس الأصيل وذلك ميقات صلاة العصر والظُهر جمع تأخير، وأما الأصيل الآخر فهو مقرون بظهور شفق شمس الأصيل من بعد الغروب ميقات دخول الليل فيحين ميقات صلاة المغرب بعد ظهور الشفق، ومن ثم العشاء عند حلول الغسق لبداية الظُلمة وذلك جمع تقديم في غير شهر رمضان. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَلَا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ ﴿16﴾ وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ ﴿17﴾} صدق الله العظيم [الإنشقاق].
وإنّما يُقسم بميقاتٍ مُكرمٍ كونها تُقام فيه صلاةٌ مفروضةٌ. كمثال قول الله تعالى: {وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ ﴿33﴾ وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ ﴿34﴾} صدق الله العظيم [المدثر]. وذلك ميقات الإقامة لصلاة الفجر وليس ميقات الآذان، وذلك لأنّ ميقات الآذان حين يتبيّن لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر جهة الشرق، وأما ميقات الإقامة لصلاة الفجر فقد جعله الله طويلاً لكي يتسنى للمؤمنين الحضور لصلاة الفجر الصلاة الوسطى فمنهم من يحتاج إلى وقتٍ لكي يغتسل إذا كان جُنباً، وكذلك الميقات لكي يتهيّأون لصلاة الفجر من بعد منامهم ولذلك جعل الله من بعد النداء وقتاً طويلاً بين النداء حين يتبيّن الخيط الأبيض من الأسود من الفجر في جهة الشرق فذلك ميقات النداء لصلاة الفجر، وعقد الصيام للصائمين مقرون بسماع ميقات النداء لصلاة الفجر. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ۖ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ} صدق الله العظيم [البقرة:187].
وأما ميقات الإقامة لصلاة الفجر فهي عند إدبار النجوم عن الناظر إليها، فذلك حين ميقات الإقامة حين يُسفر الصباح فتدبر النجوم عن الناظر إلى السماء. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ ﴿49﴾} صدق الله العظيم [الطور].
وتصديقاً لقول الله تعالى: {وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ ﴿17﴾ وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ ﴿18﴾} صدق الله العظيم [التكوير].
والبيان الحقّ لقول الله تعالى: {وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ ﴿17﴾} صدق الله العظيم، أي ولّى فأدبر بسبب إسفار الصباح الباكر. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ ﴿33﴾ وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ ﴿34﴾} صدق الله العظيم [المدثر].
وأما ميقات الإقامة لصلاة العصر فهي حين يصفر لون الشمس، وبالرغم أنّي بيّنت الدلوك من قبل بغير المقصود لأنّي لم استطِع أن أبيّنه بالحقّ إلى أجلٍ مُسمى فلم أستطِع أن أبيّنه وهو لم يأتِ بعد بيان الصلوات بالجمع بالتفصيل؛ بل اهتممْتُ بإثبات عدد الصلوات الخمس، وآن الأوان لبيان ميقات الدلوك بالحقّ. ألا وإن الدلوك هو في ذات الشمس فيتغيّر لونها إلى الأصفر، وذلك هو ميقات صلاة العصر والظُهر جمع تأخير وخصوصاً في رمضان. تصديقاً لقول الله تعالى: {أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ۖ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا ﴿78﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].
وفي هذه الآية جاء بيان أربع صلوات وهُنّ: صلاة العصر والظُهر جمع تأخير وصلاة المغرب والعشاء جمع تأخير.
وكذلك جاء ذكر الصلاة الوسطى بالمفرد: {وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ۖ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا} صدق الله العظيم.
وهذه المواقيت لصلوات فتوى جمع التأخير، الظهر مع العصر والمغرب مع العشاء في ميقات الغسق، وذلك تيسير للمُسلمين ولذلك تجاوز ميقات صلاة المغرب في ميقات الشفق وجعلها جمع تأخير في ميقات الغسق وذلك حتى يتسنى للصائمين الإفطار على مهلهم، أفلا تتقون الله يا من تُقيمون الصلاة لأداء صلاة المغرب من بعد النداء بعدة دقائق في شهر رمضان؟ ولكن المُسلمين صائمون وليس كالفطر! بل شهر رمضان شهر الصيام والله أمركم أن تأكلوا عند بيوته في شهر رمضان ولا يُمنع من الإفطار معكم من كان من بني آدم مُسلمهم والكافر. تصديقاً لقول الله تعالى: {يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ﴿31﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].
وذلك لأنّ الأكل عند بيوت الله يضمن عدم الإسراف في الطعام الذي تذهبوا به للقمامة، وذلك لأنّ الطعام سوف يجد من يأكله عند بيوت الله مهما كثر فلن يتركه الضعفاء والمساكين بل سوف يأخذونه في أوعيتهم فيحتفظوا به للسحور، ولكنّكم تسرفون في رمضان في كثرة الطعام فيبقى منه الكثير فتقذفون به في القمامة برغم أنّكم سوف تجدون من يأكله فذلك هو الإسراف ولا خير في المُسرفين لأنّهم يستطيعون أن يذهبوا به للمساكين إن وجدوا. وعلى كُل حال حين تجعلوا الإفطار عند بيوت الله فلن يكون هُناك إسرافٌ في الطعام وإنّما ذلك في رمضان إلّا من يشاء أن يبقي اللحمة في داره ليدّخرها له وآل بيته فلا تثريب عليه أن يذهب بها إلى الجامع إلّا من كثير بل بطعام الفطور وليس كله، بل ويترك لآل بيته وإنّما يذهب بجزءٍ منه ويترك لهم ما يكفيهم من الطعام بغير إسراف.
وعلى كل حال حتى لا نخرج عن الموضوع فنعود إلى ذكر الصلوات جمع تقديم وجمع تأخير، فأما البرهان لجمع التأخير فتجدوه في قول الله تعالى: {أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ۖ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا ﴿78﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].
وفي ذلك ذكر الله الصلوات الخمس ولكن جمع تأخير، فأذن لكم أن تؤخّروا الظُهر مع العصر فتصلّوا العصر ومن ثُمّ الظُهر، وتصلوا العشاء في ميقات الغسق ومن ثُمّ المغرب ولذلك تجاوز ميقات صلاة المغرب عند الشفق فتجاوز ميقاتها إلى ميقات الغسق وهو ميقات صلاة العشاء لتجمعوا المغرب مع العشاء جمع تأخير. وأما البُرهان لجمع التقديم فتجدونه في قول الله تعالى: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ} صدق الله العظيم [هود:114].
ويا معشر القُرآنيين، لقد ضللتُم عن الصراط المُستقيم فأضعتم صلاة الظُهر والعصر وصلاة الجُمُعة أفلا تتقون الله! ويا معشر المؤمنين أشهدُ لله شهادة الحقّ اليقين إنّ الصلوات المفروضات خمس صلوات وإنّ لكل صلاة ركعتين فرضاً وركعتين سنة للفرض الأول. كمثال أن تؤذِّنوا لصلاة الظُهر ومن ثُمّ تفعلوا ركعتين سنة فرديّة بين الآذان والإقامة حتى إذا حان ميقات النداء لإقامة الصلاة حتى إذا انتهيتم من أداء صلاة الظُهر ومن ثُمّ تقيمون صلاة العصر مُباشرةً ولا سنّة إلّا للفرض المُهيمن، أي للفرض الذي هو ميقاته ولا سنة للفرض الذي سوف تجمعونه به بل تقيمون ركعتي الفرض فقط، فإذا صليتم العصر مع الظُهر فلا سُنّة للعصر بل السنة هي بين النداء والإقامة لصلاة الظُهر، وأما إذا صلّيتم الظُهر جمع تأخير مع العصر فأصبحت السُّنة هي للعصر المُهيمن بالميقات فتجعلوا له سُنّةً بين الآذان والإقامة. وكذلك صلاة المغرب فلها سنّة إذا كانت المهيمنة بالميقات فتكون السُّنّة بين الآذان والإقامة ولا سنّة لصلاة العشاء من بعد أداء فريضة صلاة المغرب، ومن ثُمّ تقيمون الصلاة لتؤدّون صلاة العشاء من غير سُنّة لصلاة العشاء إلّا إذا كان العشاء هو المُهيمن بالميقات فله سُنّة بين الآذان والإقامة حتى إذا أقمتم الصلاة لأداء فريضة صلاة العشاء ومن ثُمّ تصلّون المغرب مُباشرةً جمع تأخير ولا سُنّة للمغرب ما دام العشاء هو المهيمن بالميقات، وذلك لأنّ السُّنّة إنّما هي بين الأذان والإقامة، فلا يجلس أحدكم إذا دخل بيت الله من بعد النداء للصلاة بل يُصلّي ركعتين سُنّة الفرض المُهيمن وهو صاحب الميقات المعلوم ولا سُنّة للفرض الذي سوف تجمعوه به، وأما الصلاة الوسطى وهي صلاة الفجر فصلّوا ما استطعتم حتى يأتي ميقات الإقامة المعلوم في كتاب عند إدبار النجوم عن الناظرين.
ويا معشر الأنصار السابقين الأخيار، ما بالي رأيت بالأمس مُحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حزين وقال:
[ما بال بعض أنصارك يكاد يستفزّهم الذين لا يعلمون فيخرجونهم من النور إلى الظُلمات بعد أن اطمأنوا فلانت قلوبهم لذكر الله ودمعت أعينهم مما عرفوا من الحق؟ فذلك هُدى الله ومن أعرض عن دعوتك واتباعك فسوف يجعل الله صدره ضيقاً حرجاً فيذهب من قلبه السكينة والطمأنينة حتى يرجع إلى الحقّ، فهل بعد الحقّ إلّا الضلال؟ فذكرهم بقول الله تعالى: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ ﴿124﴾ قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَىٰ وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا ﴿125﴾ قَالَ كَذَٰلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا ۖ وَكَذَٰلِكَ الْيَوْمَ تُنسَىٰ ﴿126﴾} صدق الله العظيم [طه]
والذي بعث مُحمداً بالحقّ إنه لن يخشع قلب من أعرض عن دعوة المهديّ المُنتظَر ناصر مُحمد وأنكر أمره حتى يتوب إلى ربّه فيتّبع الحقّ، فهل بعد الحقّ إلّا الضلال؟ وأما المُتنافسون إلى ربهم الذي أضحكني منهم ربي بالحقّ فهم يعلمون أنفسهم، وأنت أيها الإمام بهم عليم فاكتم سرّهم إلى قدرٍ معلوم وفوض إلى الله أمرهم الذي هو معهم ويعلم مُتقلّبهم ومثواهم الذي يعلمُ بما في أنفسهم، أولئك من أحباب الله يحبّهم ويحبّونه إذا ذُكر الله وجلت قلوبهم وإذا تُليت عليهم آياته زادتهم إيماناً وعلى ربهم يتوكلون ويتنافسون في حُبّ الله وقربه.
ويا أيها المهديّ المُنتظَر أنذر الأنصار إنه من انقلب على عقبيه من بعد ما تبيّن له أن ناصر مُحمد اليماني يدعو إلى الحقّ ويهدي إلى صراطٍ مُستقيمٍ فإن لهُ معيشةً ضنكاً بعد أن أعرض عن ذكر ربه حتى يتوب إلى ربه متاباً فيتبع الحقّ وما بعد الحقّ إلّا الضلال أفلا يتقون الحق؟].
انتهت الرؤيا بالحقّ، ولن نبني عليها أحكاماً شرعية ولم يجعلها الله حُجّة عليكم بسبب أن ناصر مُحمد اليماني رواها لكم بالرؤيا، ولكن إذا تبيّن لكم إن الرؤيا حقٌّ على الواقع الحقيقي فقد أصدقني ربي الرؤيا بالحقّ وعند ذلك تكون حُجة لله عليكم.
ولربما يقول الذين لا يعلمون: "ويا ناصر مُحمد اليماني لماذا تبيّن الآن الدلوك وبينته من قبل بغير ذلك؟". ومن ثُمّ أقول له: وهل قدّمت لكم البرهان على أنّ الدلوك هو زُلفةً من الليل أوله وآخره؟ بل تركته من غير بُرهانٍ إلى أجله المُسمى، وأما الآن فأُبيّن الدلوك للشمس بالحقّ ألّا وإنّ دلوك الشمس هو تغيّر لونها إلى الأصفر وذلك ميقات الإقامة لصلاة العصر وهي شمس الأصيل الصفراء. تصديقاً لقول الله تعالى: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ ﴿36﴾ رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ ۙ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ ﴿37﴾} صدق الله العظيم [النور].
ويحدث الدلوك قبل غروب الشمس وذلك ميقات صلاة العصر وتجمعون الظُهر معها من بعدها مُباشرةً للذين لم يحضروا صلاة الظُهر، وذلك لأنّ الذين سوف يحضرون صلاة الظُهر سوف يُصلّون العصر جمع تقديم ولذلك لن يحضروا الصلاة في ميقات شمس الأصيل قبل غروب الشمس نظراً لأنهم صلّوا الظُهر والعصر جمع تقديم، ويريدُ الله بكم اليُسر ولا يريدُ بكم العسر.
ولكن للأسف إنّ القُرآنيين أضلّهم ذكر مواقيت صلاة الجمع وصلاة النافلة الليلية وخلطوا ولخبطوا وأخطأوا وأضلّوا عن سواء السبيل بسبب تركهم لسُنّة مُحمد رسول الله الحقّ، ألا وإن السُّنّة النبويّة إنّما جاءت لتُزيد القُرآن بياناً. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﴿44﴾} صدق الله العظيم [النحل]. وإنّما يكفر ناصر مُحمد اليماني بما جاء مُخالفاً لمُحكم كتاب الله في السُّنة النبويّة.
ويا معشر القُرآنيين، إنّي أنا الإمام المهديّ أشهدُ لله شهادة الحقّ اليقين إنّ الصلوات المفروضات خمس صلواتٍ ولكل صلاةٍ ركعتان في سفرٍ أو في حضرٍ إلّا صلاة القصر ركعةً واحدةً إن خشيتم أن يفتنكم الذين كفروا أثناء صلواتكم، ولذلك تمّ تقسيمكم إلى جماعتين اثنتين وكل جماعة تُصلّي مع الإمام ركعةً واحدةً فيسلّموا فيخلفهم آخرون لم يصلّوا فيصلّوا الركعة الباقية وتلك هي صلاة القصر تقصروها من الأصل. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَن يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُّبِينًا ﴿101﴾ وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِّنْهُم مَّعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِن وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَىٰ لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ ۗ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُم مَّيْلَةً وَاحِدَةً} صدق الله العظيم [النساء:101-102].
وأما الصلوات في الحضر فقد جعل الله صلاة الظُهر والعصر جمع تقديم، أو صلاة العصر والظُهر جمع تأخير، فالذين يُصلّون الظُهر مع العصر جمع تأخير فبإمكانهم أن يحرسوا الذين يُصلّون الظُهر والعصر جمع تقديم، وكذلك الذين صلّوا صلاة العصر مع الظُهر جمع تقديم فبإمكانهم أن يحرسوا إخوانهم الذين يُصلّون صلاة العصر والظُهر جمع تأخير وذلك حتى يحرس بعضكم بعضاً حتى لا يفتك بكم أعداؤكم أثناء صلواتكم لا في سفرٍ ولا في حضرٍ. فاتقوا الله واتّبعوا المهديّ المُنتظَر الذي يُفصّل لكم البيان الحقّ للذكر، ويا بنور اتّقِ الله الواحدُ القهار بل حتى الركوع تنفيه برغم ذكر الركوع وذكر السجود في مُحكم القُرآن العظيم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ ﴿43﴾} صدق الله العظيم [البقرة]، وكذلك قول الله تعالى: {فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا [[۩]] ﴿62﴾} صدق الله العظيم [النجم]، فكيف صلاتكم يا معشر القُرآنيّين يا من تقولون على الله ما لا تعلمون؟
ولا يزال المهديّ المُنتظر مُصِرّاً على (بنور) بتنزيل الصور لمن يحاور في بيان الصلوات من مُحكم الذكر حتى يتبيّن للأنصار وكافة الزوار أيّنا الكذاب الأشِر.
وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
أخو الأنصار السابقين الأخيار المهديّ المُنتظَر؛ ناصر مُحمد اليماني.
____________
بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله رب العالمين..
ويا بنور اتقِ الله ولا تقل عليه بالظن فإنّ الظنّ لا يغني من الحقّ شيئاً. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا ۚ إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ ﴿36﴾} صدق الله العظيم [يونس]
فانظر لفتواك بالظنّ ونقتبس من بيانك ما يلي:
انتهى الاقتباس.
ومن ثُمّ يردُ عليك الإمام ناصر مُحمد اليماني: أشهدُ لله يا بنور أنّك تقول على الله بالظنّ الذي لا يغُني من الحقّ شيئاً! وتفسيرك تفسير ظنّيٌّ وليس لهُ بُرهانٌ. وقال الله تعالى: {وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا ۚ إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ ﴿36﴾} صدق الله العظيم [يونس].
وأقول أولاً إنّ النداء لصلاة الفجر هو في وقت آخر الليل قبل أن تُفتح المتاجر حين يتبيّن لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر بالأفق الشرقي، ولذلك حتى إذا سمع النداء الصائمون يبدأوا صومهم فيتمّونه إلى الليل حين ظهور الشفق الغربي لشمس الأصيل التي توارت وراء الحجاب فينتهي النهار ويبدأ الليل بظهور الشفق بالأفق الغربي، والبرهان لنداء صلاة الفجر في قول الله تعالى: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ۖ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ ۚ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ ۗ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:187].
فانظر قول الله تعالى: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ۖ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ} صدق الله العظيم، إذاً بدء الصيام هو بسماع النداء لصلاة الفجر وأما الإفطار فهو بسماع النداء لصلاة المغرب، فكيف تجعل النداء لصلاة الفجر من بعد أن تُفتح المحلات والأسواق؟ ولكن هذا لن يجده الباحثون عن الحقّ أنّ الأسواق والمعارض تُفتح لتداول البيع في آخر الليل؛ بل بعد طلوع الشمس تبدأ الأسواق والمحلات شيئاً فشيئاً، ولكنّك تقول على الله بالظنّ الذي يُخالف للعقل والمنطق؛ بل جعلت وكأن الصلوات ليست إلّا يوم الجمعة، سبحان ربي! بل لأنّه يعلم أنه قد أنزل صلاة الجمعة في وقت تكون كافة المحلات والأسواق مفتوحة جميعاً ولذلك أمرهم إن يريدوا الخير لأنفسهم أن يذروا البيع فيسعوا إلى ذكر الله وهي الخطبة. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَىٰ تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ ﴿55﴾} صدق الله العظيم [الذاريات].
ومن ثُمّ ذكر الصلاة حتى إذا قُضيت فيذهبوا أينما يشاءوا سواءً إلى أسواقهم ليبتغوا من فضل الله أو إلى بيوتهم، وأما ميقات الظهيرة فذلك بعد تناول وجبة الغداء يشعر المرء أنه يُريد أن يسترخي فقد يضع ثيابه ولذلك جعل الله ذلك ميقات عورة وليس فيه قيام صلاةٍ مفروضةٍ على المؤمنين، فوقت الظهيرة هو ما بعد الظُهر في القيلولة، ولكنك تنفي التسبيح لله المفروض في صلاة الظُهر حين تكون الشمس بمنتصف السماء وذلك ميقات النداء لصلاة الظُهر. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ ﴿17﴾ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ ﴿18﴾} صدق الله العظيم [الروم].
وأرجو من بنور وجميع الباحثين عن الحقّ في طاولة الحوار التوقف قليلاً هُنا للتفكر والتدبر فما يقصد الله بقوله: {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ}، فهل ذلك ميقاتٌ معلوم بالضبط أم مطلق؟ وقال الله تعالى: {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا} صدق الله العظيم [الزمر:42]. فيتبيّن لكم المقصود بقوله: {حِينَ} أنه وقتٌ معلوم، ولذلك قال الله تعالى: {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ} صدق الله العظيم، وذلك وقتٌ معلوم في أول الليل من الشفق إلى الغسق لبداية الظُلمة ميقات التسبيح لصلاة المغرب والعشاء.
وأما قول الله تعالى: {وَحِينَ تُصْبِحُونَ}، وذلك ميقاتٌ معلوم لفرض التسبيح في صلاة الفجر حين يُسفر الصبح فتدبر النجوم عن الناظر، وذلك قبل طلوع الشمس في ميقات الظل وذلك ميقات الإقامة لصلاة الفجر وليس ميقات النداء؛ بل ميقات الإقامة لأداء صلاة الفجر حين يدبر الليل ويسفر الصبح. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ ﴿33﴾ وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ ﴿34﴾} صدق الله العظيم [المدثر]؛ وذلك ميقاتٌ مُكرَمٌ للتسبيح لله في صلاة فجر اليوم الجديد. فتبيّن لكم أنّ المُراد من قول الله تعالى: {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ} إنه يقصد ميقاتٌ معلوم لصلاةٍ مفروضةٍ على المؤمنين.
ونأتي لقول الله تعالى: {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ ﴿17﴾ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ ﴿18﴾} صدق الله العظيم [الروم].
فتبيّن لكم حين الظُهر أنّه توجد فيه صلاةٌ مفروضةٌ على المؤمنين في ميقات المُنتصف بين طرف نهار الغدو ونهار العشي حين يقتسم النهار إلى نصفين، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو لماذا قال الله تعالى: {وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ} صدق الله العظيم؟ فلماذا ذكر العصر ومن ثُمّ الظُهر؟ وذلك لأنّ صلاة العصر والظُهر لا يفترقان إما أن تكون جمع تأخير أو جمع تقديم، ولذلك تجدوه قدّم صلاة العصر على صلاة الظُهر، بقول الله تعالى: {وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ} صدق الله العظيم.
وسبق بيان ميقات العشي من مُحكم الكتاب وأنّه قبل غروب الشمس، والبرهان تجدوه في قول الله تعالى: {وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ ۚ نِعْمَ الْعَبْدُ ۖ إِنَّهُ أَوَّابٌ ﴿30﴾ إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ ﴿31﴾ فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَن ذِكْرِ رَبِّي حَتَّىٰ تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ ﴿32﴾ رُدُّوهَا عَلَيَّ ۖ فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ ﴿33﴾} صدق الله العظيم [ص].
فتبيّن لكم إنّ العشي هو قبل غروب الشمس وذلك ميقات صلاة العصر، ولكنّكم تجدون قوله تعالى: {وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ} صدق الله العظيم، فتجدون أنّه ذكر العصر ومن ثُمّ الظُهر وذلك ليكون استنباط البُرهان لجمع التأخير والتقديم لصلاة الظُهر والعصر. ويُريدُ الله بكم اليُسر ولا يُريدُ بكم العُسر. أفلا تتقون؟
وكذلك تجدون البُرهان لقيام صلاة الظُهر والعصر جمع تقديم في قول الله تعالى: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ} صدق الله العظيم [هود:114]، وحتى تعلموا إنه يقصد بقوله طرفي النهار إنه ليس بطرفه عند الغروب ولا عند الشروق، بل يقصد حين تقسم الشمس النهار إلى شطرين وهم نهار الغدو ونهار العشي، فيكون ميقات الظُهر بين طرفي نهار الغدو ونهار العشي. وبما إنّ هذا البيان ليس بقول الظن ولذلك تجدون البُرهان لذلك في قول الله تعالى: {فَاصْبِرْعَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا ۖ وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِلَعَلَّكَ تَرْضَىٰ﴿130﴾} صدق الله العظيم [طه].
فانظروا كيف إنّه ذكر صلاة الفجر والعصر بقول الله تعالى: {فَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا} صدق الله العظيم، ومن ثُمّ ذكر صلاة العشاء والمغرب في ميقات أول الليل بقوله تعالى: {وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ} صدق الله العظيم، ومن ثُمّ يتبيّن لكم قول الله تعالى: {وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَىٰ} صدق الله العظيم، إنه حقاً لم يقصد طرف النهار من جهة الغرب ولا طرف النهار من جهة الشرق، نظراً لأنّه ذكر صلاة الفجر والعصر بقوله تعالى: {فَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا} صدق الله العظيم. ومن ثُمّ ذكر صلاة المغرب والعشاء في آناء أول الليل بقوله تعالى: {وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ} صدق الله العظيم، فهل بقي غير ميقات الظُهر؟ ولذلك قال الله تعالى: {وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَىٰ} صدق الله العظيم.
فها نحن آتيناك بالبُرهان المُبين لصلاة الظُهر والعصر يا بنور، وبما أنّ بيانك يتبع فقط ظاهر الآيات من غير تدبّرٍ ولا تفكّرٍ هل يُناقض بيانك آياتٍ أُخرى في الكتاب من الآيات المُحكمات، وبما أنّ بيانك أصبح ظنّيٌّ فسوف تُعرض عن قول الله تعالى: {وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ} صدق الله العظيم؛ فهذا يعني إنّه أذن لكم بصلاة العصر والظُهر جمع تأخير أو جمع تقديم، وسبب الإذن بجمع التقديم من أجل المُسافرين من بعد الظُهر فيستطيعون أن يصلّوا الظُهر والعصر جمع تقديم. ويا بنور والله الذي لا إله غيره إنّ الصلوات المفروضات هي خمس صلوات ولكل صلاةٍ ركعتين فرضاً في سفر أو في حضر، وسمح الله لكم أن تجمعوا الظُهر مع العصر جمع تأخير أو تجمعوا العصر مع الظُهر جمع تقديم لحكمةٍ بالغةٍ لو كنتم تعلمون، حتى إذا غزاكم الكفار في الحضر أثناء صلواتكم فيستطيع الذين صلّوا الظُهر مع العصر جمع تقديم الدفاع عن أعراضكم ودياركم إذا أراد المكر بكم الذين كفروا أثناء صلاتكم في الحضر.
ولربّما يودّ أن يقاطعني آخر فيقول: "ويا أيها المهديّ المُنتظَر، وكيف إذا مكر بهم الذين كفروا أثناء صلاة الفجر؟". ومن ثُمّ يردُ عليه المهديّ المُنتظَر وأقول: لقد علّمكم الله بالشرط المُحكم في كتاب الله لصلاة القصر: {فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَن يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا} صدق الله العظيم [النساء:101].
وإن قال: "ولكن يا أيها المهديّ المُنتظَر فإذا لم يكونوا يعلمون بفتنة الكفار المُدبّرة أثناء صلاة الفجر؟" ومن ثُمّ يردُ عليهم المهديّ المُنتظر، وأقول: فإنما تأخذوا حذركم من البينات، وإذا لم يتبين لكم الخطر فتوكلوا على الله ومن يتوكل على الله فهو حسبه فقد وكّل بحراستكم في صلاة الفجر عند الخطر الحرسَ الذين يشهدون صلاة الفجر من ملائكة الليل والنهار. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا} صدق الله العظيم [الإسراء:78]، وإنما ملائكة الرحمن أولياؤكم في الحياة الدُنيا وفي الآخرة، ولذلك قالوا: {نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ} صدق الله العظيم [فصلت:31]، ولكن ذلك لمن توكّل على الله ومن يتوكل على الله فهو حسبه ويرسل إليه حرساً من عنده. وقال الله تعالى: {لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ ۗ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ ۚ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ ﴿11﴾} صدق الله العظيم [الرعد].
ولربما يودّ أن يقاطعني آخر فيقول: "إذاً لن يستطيع قتلنا الكُفارُ أثناء صلاة الفجر". ومن ثُمّ نردُ عليه بقول الله تعالى: {وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ ۚ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ} صدق الله العظيم [الرعد:11]، فلن يستطيع أن يمنع عنك القدر الذي كتبه الله لك كافة من في السماوات والأرض وإلى الله تُرجع الأمور تصديقاً لقول الله تعالى أنّ منكم من يُريدُ الآخرة ويُريدُ الشهادة فيقتل شهيداً وهو بين يدي ربه، ومنكم من يُريدُ البقاء من أجل الله ليزداد بحُبه وقُربه، ومنكم من يُريدُ الدُنيا ومن كان يُريدُ البقاء في الحياة الدُنيا محبةً للحياة الدُنيا فقد رضي بها وذلك مبلغهم من العلم أولئك قومٌ لا يعقلون. ألا والله الذي لا إله غيره إنها لن تكون حياتكم لله حتى لا تريدوا البقاء في هذه الدُنيا إلّا من أجل الله، وكذلك الذين يُريدون الممات من أجل الله فأولئك طلبوا الحياة الحقّ. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ﴿169﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].
وأكرم منهم قوم يحبهم ويحبونه، فهم لا يحذرون من الموت في سبيل الله ويرجون من الله أن يُبقيهم في هذه الحياة حتى يتحقق الهدف الحقّ، فيشاركوا طيلة حياتهم في إعلاء كلمة الله حتى يتحقق الهدف الحقّ والهُدى فتكون كلمة الله هي العليا فيصبح الناس أمةً واحدةً على صراطٍ مُستقيمٍ برغم إن الحياة الدُنيا كالحبس عليهم وطويلة على قلوبهم من شدّة اشتياقهم للقاء ربهم ولكنهم يعبدون رضوان الله كغايةٍ وليس كوسيلةٍ؛ أولئك قومٌ يحبهم ويحبونه لن يستطيع الله أن يرضيهم بملكوته أجمعين حتى يتحقق النعيم الأعظم.
ولربما يود أن يقاطعني أحد عُلماء الأمّة ويقول: "اتقِ الله يا ناصر مُحمد اليماني فكيف تقول: (لن يستطيع الله أن يرضيهم بملكوته أجمعين) أليس الله على كُلّ شيءً قدير؟" ومن ثُمّ يردّ عليه المهديّ المُنتظَر وأقول: إنّي لم أُحدد قدرة ربي سُبحانه فهو قادر أن يؤتيهم ملكوته ثُمّ يزيدهم بمثله ثُمّ يزيدهم بمثله إلى ما لا نهاية، ولكن ذلك العرض لا ولن يزيدهم إلّا إصراراً وتثبيتاً على تحقيق النعيم الأعظم من ملكوت الله أجمعين، وهو أن يكون الذي يحبهم ويحبونه قد رضي في نفسه فلم يعُد مُتحسراً ولا حزيناً على عباده الذين ظلموا أنفسهم، وليس ذلك منهم رحمةً بالناس بل لأنّ حبيبهم هو أرحم منهم بعباده ولذلك علموا بعظيم حُزنه وتحسره على عباده ورفضوا نعيم الجنة وحورها ويُريدون من ربهم أن يرضى وليس فقط يرضى عليهم؛ بل يريدون من ربهم أن يرضى في نفسه، ولكن لن يتحقق رضوان الله في نفسه حتى يُدخل عباده في رحمته، أولئك قوم أحبوا الله بالحُبّ الأعظم من حُبّ نعيم الدُنيا والآخرة؛ أولئك قومٌ {يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ}؛ أولئك الربانيون صفوة البشرية وخير البريّة ليسُوا بأنبياء ولا شُهداء، يتمّ حشرهم إلى الرحمن وفداً مُكرمين على منابر من نور يغبطهم الأنبياء والشُهداء وإنّا لصادقون، فمن كان منهم فوالله الذي لا إله غيره ليعلم أنّ ناصر مُحمد اليماني هو حقاً المهديّ المُنتظَر لا شك ولا ريب ولن يستطيع فتنته عن الحقّ أحدٌ وذلك بسبب اقتناعه الشديد بأنّ حُبّ الله وقربه ونعيم رضوان نفسه هو حقاً النعيم الأعظم من جنته، وبسبب اقتناعهم الشديد أنّ ربهم حقاً لن يستطيع أن يرضيهم بنعيم المُلك المادي فهو ليس إلا مُلكٌ مادي مهما كان ومهما يكون؛ بل يريدون من ربهم تحقيق النعيم الأعظم من ملكوت الدُنيا والآخرة وهو أن يكون من يحبهم ويحبونه قد رضي ولم يعد متحسراً ولا حزيناً، فما أعظم حبهم لله وما أعظم حب الله لهم أولئك قوم {يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} حقّقوا الهدف الحقّ من خلقهم، فهم لرضوان ربهم عابدون وليس كوسيلة بل كغاية فأحبّهم الله وجعلهم من أقرب المُقربين من عباده، فما أكرمهم عند ربهم؛ أولئك قومٌ لم يُبالغوا بغير الحقّ في تعظيم المهديّ المُنتظَر ولا مُحمد رسول الله صلى الله علينا أجمعين وعليهم من ربهم، ولم يقولوا وكيف نُنافس المهديّ المُنتظَر في حُبّ الله وقربه فهو أولى أن يكون أحبّ إلى الله وأقرب كونه خليفة الله المُكرم، كلا؛ بل أمرهم الله أن يقتدوا بهُدى رسوله وخليفته الحقّ فيتّبعوا فينافسوا عباده المُكرمين في حُب الله وقربه، ونُريد جميعاً تحقيق رضوان الله في نفسه فنحن نعبد رضوان الله كغاية وليس كوسيلة، وأما الذين عبدوا رضوان الله كوسيلة فلم يحرّم الله عليهم ذلك حتى إذا تحقق هدفهم (جنة النعيم والحور العين) فتجدوهم: {فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿170﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].
وأما الربانيون العابدون لنعيم رضوان ربهم كغاية فلن يفرحوا بجنّته ما لم يحقق لهم النعيم الأعظم منها وإنْ أمرهم بدخولها فسوف يقولوا: فهل الهدف من خلقنا هو حتى تدخلنا جنتك؟ ثُمّ يردُ عليهم ربهم ويقول: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴿56﴾ مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ ﴿57﴾} صدق الله العظيم [الذاريات].
أولئك من أكرم المتّقين لن يتمّ حشرهم إلى الجنة لأنّهم لن يرضوا بها، بل تمّ حشرهم إلى الرحمن وفداً مُكرمون يغبطهم الأنبياء والشهداء كما أفتاكم بذلك مُحمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- في الحديث الحقّ، ولكن الذين لا يؤمنوا بالله إلّا وهم مُشركون به عبادَه المقربين يرون الحقّ باطلاً والباطل حقاً! فويلٌ لهم ثُمّ ويلٌ لهم، فلم يقدّروا ربهم حقّ قدره بسبب التعظيم لأنبيائه ورُسله! وإنّما التعظيم بالباطل هو أن تعظِّموا العبد فتجعلوه حداً في حُب الله وقربه فتعتقدوا أنّه لا ينبغي لأحدٍ أن ينافسه في حُب الله وقربه فذلك شركٌ بالله يا معشر المؤمنين المُشركين بسبب التعظيم لعباد الله المقربين. وقال الله تعالى: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُم بِاللَّهِ إِلَّا وَهُم مُّشْرِكُونَ ﴿106﴾} صدق الله العظيم [يوسف].
فاتّقوا الله الذي أدعوكم إلى عبادته بالتنافس في حُبه وقربه ونعيم رضوان نفسه: {فَذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ ۖ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ ۖ فَأَنَّىٰ تُصْرَفُونَ ﴿32﴾} صدق الله العظيم [يونس].
ويا أيها البنور اتّقِ الله، فكيف يكون كذاباً من يدعوك إلى عبادة الله وحده فتنافسني في حُب ربي وقربه وتبتغي نعيم رضوان نفسه سبحانه وتعالى علواً كبيراً! ومن ثُمّ تُفتي في أمر ناصر مُحمد اليماني إنّه كذابٌ أشر! فهل الدعوة إلى الحقّ أصبحت افتراءً وزوراً؟ فمن يُنجيك من عذاب يومٍ عقيمٍ يا من تصدّ عن الصراط المُستقيم؟ وكذلك تُريد مُباهلة المهديّ المُنتظَر! ولكنّي أقسمُ برب العالمين لئن باهلتُك ليلعنك ربي كما لعن إبليس إلى يوم الدين. فاتّقِ الله ولا تأخذك العزّة بالإثم أخي الكريم فأنت جزء من هدفي فلن أفرّط فيك وإن أصررتَ على المُباهلة فسوف أقوم بلعن نفسي إن كنتُ من الكاذبين ولست المهديّ المُنتظَر الحقّ من ربّ العالمين. وبما إنّي المهديّ المُنتظَر لا شك ولا ريب مؤمن باختياري لي من ربي كمثل إيماني إنّ الله ربي الله وحده لا شريك له ولذلك فلن أخشى لعنة الله وذلك إنّما لعنة الله تُخشى مِمّن افترى على الله كذباً بغير الحقّ.
وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله رب العالمين..
أخوكم الإمام المهديّ المُنتظَر الذي صار هو من ينتظركم للتصديق ليظهر لكم عند البيت العتيق؛ ناصر مُحمد اليماني.
_____________
الإمام ناصر محمد اليماني
10 - 05 - 1431 هـ
24 - 04 - 2010 مـ
01:54 صباحاً
ــــــــــــــــــ
إنّ الوقت قد حان لبيان الدلوك بالحقّ ونقوم بتنزيل حُكمها الحقّ غير الحكم المؤقت بإذن الله ..
بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
ويا بنور قد آتيناك بالبُرهان المُبين لصلاة الظُهر والعصر، وأرى في أحد بياناتك ما يلي:
انتهى الاقتباس.
ومن ثُمّ يردُ عليك الإمام المهديّ الحقّ من ربك وأقول: إني أشكرك فقد حكمت على نفسك بنفسك، وبما أنّك من الجُبناء ولذلك لم تجرؤ بتنزيل صورتك واسمك كما فعل الإمام المهديّ الحقّ ناصر مُحمد اليماني.
وأما بالنسبة لبيان الدلوك فوالله إنّي أعلم إنّه عند الأصيل وأعلم إنّي سوف أبدله بالحقّ في الأجل المُسمى، ولم أفترِ على الله لأني لم أقُم بتنزيل البُرهان على الدلوك وذلك حتى لا يظنّ كثيرٌ من الباحثين عن الحقّ إني شيعي فيرجعوا عن مُتابعة أمري، وأنا لستُ من الشيعة في شيء ولا من السُّنّة ولا أنتمي لأيّ طائفة منكم، وهذه حُكم تبديل الدلوك وجعلنا لها حُكماً مؤقتاً بإذن الله وجرى في ذلك حوار بين المهديّ المُنتظر ومُحمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- فسألني عن البيان الحقّ لدلوك الشمس فأجبته بالحقّ، وقال:
[إذاً لا تثريب عليك فقد فعلت ذلك بإذن الله وسوف تقوم بتبيان الحقّ في الأجل المُسمى]
انتهت رؤيا الحقّ..
فإن كُنت كاذباً فعليّ كذبي وإجرامي، وقد جاء الأجل لنقوم ببيانها الحقّ للعالمين بالحقّ فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، وتالله لا أعلم بآيةٍ أخفيتُ بيانها منذ زمن بعيد إلّا الدلوك لأنّي لئن بيّنتها البيان الحقّ فقد بيّنت صلوات جمع التأخير ولم يحِن الوقت بعد وما نزال في إثبات عدد الصلوات.
وأما الآن فقد رأيت أنّ الوقت قد حان لبيان الدلوك بالحقّ ونقوم بتنزيل حُكمها الحقّ غير الحكم المؤقت بإذن الله، وكذلك جدي مُحمد رسول الله كان يعلّمه الله أحكاماً مؤقتةً في الكتاب ومن ثُمّ يقوم بتبديلها بالأحكام الأصلية، فأمّا من كان على شاكلتك فلا يزيدهم ذلك إلّا عمًى ورجساً إلى رجسهم. وقال الله تعالى: {وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَّكَانَ آيَةٍ ۙ وَاللَّـهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنتَ مُفْتَرٍ ۚ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴿101﴾} صدق الله العظيم [النحل].
وما فعلتُ بيان الدلوك المؤقت عن أمري؛ بل بالإلهام من الله برغم إنّي أعلم بيانه الحقّ ومن ثُمّ خشيتُ في نفسي أني أكتم الحقّ حتى إذا أراني الله جدي مُحمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- ومن ثُمّ سألني عن بيان الدلوك فأجبته بالحقّ، ومن ثم قال: [لا تثريب عليك]، ومن ثُمّ اطمأنّ قلبي، والحمدُ لله إني بيّنته البيانَ الحقّ وبرئت ذمتي، وأشهدُ لله إنّي لا أعلم بآيةٍ أخرى مكتوبة بغير بيانها الحقّ وأخفيت الحقّ في نفسي بل بيّنت لكم ما شاء الله ولا نزال نبيّن لكم ونفصّل البيان الحقّ تفصيلاً.
وأما أنت . فأنت تُنكر فرضين من الصلوات المفروضات وتُنكر صلاة الجُمُعة والصلاة على الجنازة وصلوات الأعياد! فما خطبك يا هذا تُنكر سنُّة رسول الله الحق؟ ولكن ناصر مُحمد اليماني لا ينكر من السُّنّة إلّا ما خالف لمُحكم كتاب الله بناءً على الناموس لكشف الأحاديث المكذوبة، فإن كنت من الصادقين فقُمْ بتنزيل صورتك واسمك الحقّ وأقسِم على ذلك بالله العظيم إنّك لا تُخادع وإنّها صورتك الحقّ، فإن كنت جباناً فلا حاجة لنا بحوار الجُبناء.
وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
الإمام المهديّ؛ ناصر مُحمد اليماني.
______________
الإمام ناصر محمد اليماني
13 - 07 - 1430 هـ
06 - 07 - 2009 مـ
07:42 مساءً
ـــــــــــــــــ
فتـــــوى : ما هي صلاة الأوابيـــن؟
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمُرسلين وآله الطيبين الطاهرين والتابعين للحقّ إلى يوم الدين..
إن شاء الله قريباً سوف يتمّ تنزيل بيانٍ نُفصِّله تفصيلاً بإذن الله نظراً لأهميتها الكُبرى فنأتيكم بالحكم الحقّ الداحض للجدل لكافة علماء الأمّة حتى يسلِّموا تسليماً، وسبق وأن افتينا في عدد فروض الصلاة وأوقاتها وطريقة الوضوء وباقي تفصيلاً كثيراً، وتقبل الله صلاتكم حتى يأتيكم البيان المفصل والشامل لأهميتها من بين أركان الإسلام، نظراً لأنّها الصلة بين العبد والربّ.
وسلامٌ على المُرسلين ، والحمدُ لله ربّ العالمين..
أخوكم؛ الإمام ناصر محمد اليماني.
________________
الإمام ناصر محمد اليماني
16 - 07 - 1430 هـ
09 - 07 - 2009 مـ
02:47 صباحاً
ــــــــــــــــــــــ
صبر جميل أيّها الأواب! فإن الجواب والتفصيل في الأصل قبل الفرع ..
بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
أخي الكريم ، تمهّل حتى يأتيك التفصيل في سؤالك الأول والأهم، فكيف أُجيبك على ما هو أدنى منه؟ وعلى كُلّ حال لا مُشكلة أخي الكريم فصلاة الكسوف والخسوف نافلةٌ طيبةٌ، وأمّا صلاة الأوابين أحباب ربّ العالمين فهي في الليل في سكونه وليست في أوله. تصديقاً لقول الله تعالى:
{ إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا ﴿6﴾ } صدق الله العظيم [المزمل].
الإمام المهديّ ناصر مُحمد اليماني.
________________
الإمام ناصر محمد اليماني
21 - رجب - 1430 هـ
14 - 07 - 2009 مـ
12:09 صباحاً
( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )
___________
المهديّ المُنتظَر قادرٌ أن يحكم في عدد الركعات لجميع الصلوات من مُحكم القرآن العظيم ..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمُرسلين مُحمد رسول الله صلى الله عليه وآله الطيبين والتابعين للحقّ إلى يوم الدين، وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
من الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني إلى كافة عُلماء الأمّة الإسلاميّة وشعوبهم أجمعين، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأنا الإمام المهديّ الحقّ من ربكم أراكم قد اتَّفقتم في الحديث الحقّ لمُحمدٍ رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- عن اسم المهدي: [يواطئ اسمه اسمي] صدق محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
ومن ثم اختلفتم فطائفةٌ قالوا: اسمه (مُحمد بن عبد الله أو أحمد بن عبد الله)، وأخرى قالوا: بل اسمه (مُحمد بن الحسن العسكري). والسؤال الذي أريد منكم الإجابة عليه: فما هو المقصود بالتواطؤ؟ ولربما يودّ علماء السُّنة والجماعة أن يُقاطعوني فيقولون: "نحنُ من سوف يفتيك في ذلك بالحقّ ما هو المقصود من حديث محمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- في فتوى اسم المهدي [يواطئ اسمه اسمي] أي: يُطابق اسمه اسمي، ومن خلال ذلك علمنا إن اسم المهديّ المُنتظَر لا بُدّ له أن يكون إما ((مُحمد بن عبد الله)) أو ((أحمد بن عبد الله)) وذلك لأن التواطؤ هو التطابق". ومن ثم يَرُدُّ عليهم الإمام المهديّ وأقول: بارك الله فيكم وهداكم إلى الصراط المُستقيم، إذاً أفتوني أيها العلماء الأجلاء ما هو المقصود من التواطؤ في قول الله تعالى: {إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُحِلِّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِّيُوَاطِؤُواْ عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللّهُ فَيُحِلُّواْ مَا حَرَّمَ اللّهُ (37)} صدق الله العظيم [التوبة]؟
فإذا كان المقصود بالتواطؤ أنه التطابق حسب فتواكم فأصبحت السَّنَة القمريّة للكفار تُطابق السَّنَة الهجريّة القمريّة اثنى عشر شهراً تبدأ في مُحرّم وتنتهي في ذي الحجّة، أفلا تتقون! فلماذا يا معشر السُّنة والشيعة تقولون على الله ما لا تعلمون؟ وذلك لأنّ الله أفتاكم في مُحكم كتابه أنّ التواطؤ ليس التطابق؛ بل يجعلون سنتهم تنتهي في شهر مُحرَّم الحرام ليحلّوا ما حرّم الله فأصبح التواطؤ المقصود من قول الله تعالى هو أن يكون شهر مُحرّم الحرام هو الأخير في سنة الكفار برغم أنّ شهر محرّم الحرام هو الشهر الأول في السّنة القمريّة فجعلوه يواطئ آخر سنة الكُفار ليحلوا ما حرّم الله في شهر محرم الحرام. أفلا ترون أنّكم قلتم على الله غير الحقّ يا معشر السُّنة والشيعة فأصبح اسم المهديّ المنتظر ليس مُحمداً ولكن الاسم (مُحمد) يواطئ في اسم المهديّ فيكون الاسم (مُحمد) هو الأخير في اسم ((المهديّ المنتظر ناصر مُحمد))؟
والحكمة من ذلك لأنّ الله لم يجعل المهديّ المُنتظَر نبيّاً ولا رسولاً يأتيكم بكتابٍ جديدٍ؛ بل يبتعث الله عبده وخليفته المهديّ المنتظَر ناصر محمد ليكون ناصر محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- فيدعوكم إلى منهاج النبوة الأولى كتاب الله وسنة رسوله مُحمد صلى الله عليه وآله وسلم وإن أبيتم، إلا أنّ المقصود بالتواطؤ هو التطابق. إذاً افتريتم على الله إنّه افترى على الكُفار وإنّهم لم يغيروا في السَّنة القمريّة شيء وإنّ سَنَة الكفار تُطابق السَّنة القمريّة فتبدأ في شهر مُحرم فتنتهي في شهر ذي الحجّة، والحمدُ لله إنكم الآن ستعلمون علم اليقين أنكم أخطأتم بظنّكم أنّ التواطؤ هو التُطابق لأنكم لا تستطيعون أن تُكذبوا بكلام الله في محكم القرآن العظيم، وجميع عُلماء أمّة الإسلام جميعاً يعلمون إن سَنَة الكفار لا تُطابق السَّنة القمريّة الحقّ فتنتهي في شهر ذي الحجّة بل جعلوها تنتهي في نهاية مُحرَّم فأصبح التواطؤ ليس كما تزعمون إنهُ التطابق، إذاً ليس اسم المهديّ مُحمد على الإطلاق وليس اسم أبي المهديّ عبد الله على الإطلاق؛ بل اسم المهديّ المنتظَر الحقّ من ربكم هو (ناصر محمد) فجعل الله التواطؤ في اسمي للاسم محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- في اسم أبي (ناصر مُحمد)، وبذلك تقتضي الحكمة من التواطؤ ذلك لأنّ الله لم يجعل المهديّ المنتظَر نبياً ولا رسولاً بل يبعثه الله ليكون ناصر لمحمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- فيدعوكم إلى اتّباع ما جاء به محمد رسول الله -صلى الله عليه واله وسلم- فيعيدكم إلى ما كان عليه مُحمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- والذين معه كانوا على منهاج النبوة الأولى كتاب الله القُرآن العظيم وسنة البيان لمحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} صدق الله العظيم [النحل:44].
وكذلك ليُبيّن من القرآن لأهل الكتاب فيما كانوا فيه يختلفون. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلاَّ لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ(64)} صدق الله العظيم [النحل]. تصديقاً لقول الله تعالى: {إنّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} صدق الله العظيم [النمل:76].
بمعنى أنّ الله جعل القُرآن هو المُهيّمن على التوراة والإنجيل والمرجع والحكم الحقّ من ربّ العالمين. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ} صدق الله العظيم [المائدة:48].
تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ أَمَرَ ألاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم [يوسف:40].
وتصديقاً لقول الله تعالى: {إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ} صدق الله العظيم [يوسف:67].
وتصديقاً لقول الله تعالى: {إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ} صدق الله العظيم [الأنعام:57].
بمعنى أنّ الله هو الحَكَمُ. تصديقاً لقول الله تعالى: {أَفَغَيْرَ اللَّـهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا ۚ وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ ۖ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ ﴿١١٤﴾وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا ۚ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ ۚ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴿١١٥﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].
وما على الأنبياء والرُسل إلا أن يستنبطوا للناس حُكم ربهم من كتابه فيما كانوا فيه يختلفون. تصديقاً لقول الله تعالى: {كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ} صدق الله العظيم [البقرة:213].
ونفَّذ مُحمدٌ رسول الله أمر ربه فدعى أهل الكتاب إلى الاحتكام إلى كتاب الله القُرآن العظيم المُهيّمن على التوراة والأنجيل والمرجع الحقّ المحفوظ من التحريف من ربّ العالمين ذكر للناس أجمعين إلى يوم الدين، ومن ثم دعاهم مُحمدٌ رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- إلى الاحتكام إلى كتاب الله تنفيذا لأمر ربه. وقال الله تعالى: {وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ }، ولكن فريقاً من المُختلفين في الدين من أهل الكتاب رفضوا دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم. وقال الله تعالى: {وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُم مُّعْرِضُونَ} صدق الله العظيم [النور:48].
ولكنّ رسول الله لم يدعُهم ليحكم بينهم هو بل ليستنبط لهم حكم الله الحقّ فيما كانوا فيه يختلفون فيأتيهم به من القرآن العظيم، ولكن فريقاً منهم أعرضوا عن دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم. وقال الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ} صدق الله العظيم [آل عمران:23].
ويا عُلماء أمّة الإسلام من المُسلمين والنصارى واليهود إني أنا المهديّ المُنتظر الحقّ من ربكم أدعوكم إلى كتاب الله القُرآن العظيم لأحكم بينكم بحُكم الله في القرآن العظيم فيما كنتم فيه تختلفون، ولا أحكمُ بينكم من رأسي من ذات نفسي بل من كتاب الله القرآن العظيم الذي أنزله الله على خاتم الأنبياء والمُرسلين إلى الناس أجمعين، وحفظه من التحريف إلى يوم الدين. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ أَمَرَ ألاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ} [يوسف:40].
وتصديقاً لقول الله تعالى: {إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ} صدق الله العظيم [الأنعام:57].
فهل أنتم مؤمنون؟ فأجيبوا دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم إن كنتم به مؤمنين. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} صدق الله العظيم [النور:51].
فإذا أجبتم دعوة الحقّ من ربكم فأقسمُ بالله العظيم أنني سوف أعلمكم كم الصلوات المفروضات في محكم القرآن العظيم وكم عدد ركعات الصلوات المفروضات عليكم في محكم القران العظيم وأفصّل الخمس الصلوات تفصيلاً فأتيكم بالحكم الحقّ من محكم القران العظيم، فإذا لم أستطيع أن ألجمكم بالحُكم الحقّ في عدد الركعات لكُل صلاة من القران العظيم فأنا لستُ المهديّ المُنتظَر الحقّ من ربكم وذلك بيني وبينكم. فأجيبوا داعي الله وعبده وخليفته الإمام المهديّ الذي يدعوكم إلى كتاب الله ليحكمُ بينكم فيما كنتم فيه تختلفون وقولوا سمعنا وأطعنا، وإن أبيتم فقد علمت أن الله يُريد أن يصيبكم ببعض ذنوبكم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ} صدق الله العظيم [المائدة:49].
وإنا لله وإنا إليه لراجعون، وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
أخو المؤمنين منكم الإمام المهديّ؛ ناصر محمد اليماني.
______________
- 20 -
الإمام ناصر محمد اليماني
06 - 01 - 1431 هـ
23 - 12 - 2009 مـ
10:14 مساءً
ـــــــــــــــــ
صلاة الجمعة واجبةٌ على أقوام وتسقط عن آخرين، وأما الصلاة المفروضة فإنّها رُكن من أركان الإسلام ولم تُرفع عن المُسلمين لا في سفرٍ ولا في حضرٍ ولا في مرضٍ ..
انتهى كلام طالب الهدى.
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمُرسلين وآله الطيبين والتابعين للحقّ إلى يوم الدين..
أخي الكريم طالب الهُدى، فإن كُنت حقاً تبحث عن الهُدى قلباً وقالباً فحقٌّ على الله أن يهديك إلى الحقّ. تصديقاً لوعده الحقّ في مُحكم كتابه: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} صدق الله العظيم [العنكبوت:69].
ويا أخي الكريم، لقد أمرك الله أن لا تتّبع عِلْمَ عَالمٍ ليس لك به عِلْمٌ أنّ علْمَه حقاً من عند الرحمن وليس من افتراء الشيطان، ولذلك أمركم الله أن تستخدموا عقولكم من قبل اتّباع الداعية فتُفكر بعلمه وبرهانه فهل هو من عند الرحمن فيقرّه عقلك ويطمئن إليه قلبك. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} صدق الله العظيم [الإسراء:36]، ومن خلال ذلك تعلمون أنّ الله نهاكم عن الاتّباع الأعمى.
ويارجل إنّي أراك تُفتي في شأن دعوة ناصر مُحمد اليماني إنّها تفتقد العلم والسُلطان! ويا سُبحان الله عليك! فهل عمي عليك البرهان من مُحكم القرآن وترى أنّ البرهان هو مع من يخالفنا! فما خطبك يا رجل وماذا دهاك؟ فتلك كذبة مكشوفة لمن تدبر بيان ناصر مُحمد اليماني ثم لا يجدوه يفتي بشيء إلا وجاء بالبرهان بالحُجة الداحضة للجدل حتى يُسلموا للحقّ تسليماً.
وإليك سؤال المهديّ المُنتظَر يا من تظنّ أنّ الصلوات لم يجرِ عليها التغيير، وسؤالي لك ولكافة الباحثين عن الحقّ: فكيف أسقطت صلاة الجمعة الواجبة صلاة الظهر الفرض الجبريّ والظهر من ضمن أركان الإسلام؟ فلو حذفت الظهر وجعلت الصلوات المفروضات أربعاً لاختل الركن الثاني من أركان الإسلام، أفلا تعقلون! ومن ثم تتفكر وتقول ولكن الجمعة كذلك مذكورة في القرآن وهي واجبة وليست فرضاً بدليل قول الله تعالى: {فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ} صدق الله العظيم [الجمعة:9].
ولكن الصلاة المفروضة إذا ألهتكم التجارة والبيع عنها تجد في ذلك تهديد ووعيد من الربّ المعبود. تصديقاً لقول الله تعالى: {رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ ۙ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ} صدق الله العظيم [النور:37].
وأما صلاة الجمعة فهي واجبةٌ على أقوام وتسقط عن آخرين، وأما الصلاة المفروضة فإنّها رُكن من أركان الإسلام وأوصانا الله بها ولم تُرفع عن المُسلمين لا في سفرٍ ولا في حضرٍ ولا في مرضٍ. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا} صدق الله العظيم [مريم:31].
وتصديقاً لقول الله تعالى: {رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ ۙ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ} صدق الله العظيم [النور:37].
ولربّما يودّ أحد الذين يقولون على الله ما لا يعلمون: "إذاً ما دامت صلاة الظهر فرضاً جبريّاً حتى في يوم الجمعة فعلينا أن نُصلي الجمعة ثم نقيم صلاة الظهر فنصلي الظهر". ثم يردُّ عليه المهديّ المُنتظَر من مُحكم الذكر: ولكني لم أجد بعد صلاة الجمعة مباشرةً فريضةً أخرى بل إذا قُضيت صلاة الجمعة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله. تصديقاً لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ﴿9﴾ فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (10)} صدق الله العظيم [الجمعة].
ومن ثم يتساءل أولو الألباب فيقولون: "ويا سُبحان الله العظيم، ولكنّ الله يعلم أنّه فَرَض علينا في ذلك الميقات صلاة مفروضةً وهي صلاة الظهر، فكيف يجعل ميقات الجمعة في ذات الميقات؟". ثم يردّ عليه المهديّ المُنتظر بفتوى صلاة الظهر جمع تأخير مع صلاة العصر من مُحكم الذّكر بالحقّ وأقول: قال الله تعالى: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ ﴿36﴾ رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ ۙ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ ﴿37﴾ لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ ۗ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴿38﴾ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّىٰ إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ ۗ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴿39﴾ أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُّجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ سَحَابٌ ۚ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا ۗ وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ (40)} صدق الله العظيم [النور]
فأين ذهبتم من قول الله تعالى: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ} صدق الله العظيم [النور:36].
فتلك صلاة العصر والظهر جمعاً في ميقات صلاة العصر. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ۖ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} صدق الله العظيم [الكهف:28].
وسبق وأن أثبتنا العشي إنه ميقات صلاة العصر وتجد إنّه تجاوز صلاة الظهر فجمعهما مع صلاة العصر في ميقات شمس الأصيل. تصديقاً لقول الله تعالى: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ} صدق الله العظيم [النور:36]
فتلك صلاة العصر والظهر جمعاً في ميقات صلاة العصر. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ۖ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} صدق الله العظيم [الكهف:28].
وسوف تجدون حين يحضر أحد مُفتيي الديار الإسلاميّة لحوار المهديّ المُنتظَر بالاسم والصورة كيف يتمّ التفصيل لصلاة الحضر فنُفصّلها من كتاب الله تفصيلاً، فإنّي لا أريد ان أُشتت جموع المُصلين في صلاة الجماعة؛ بل وحدة الصف هي الأهم لدينا حتى ولو كان في صلواتهم أخطاء غفر الله لهم وتقبلها منهم، ألم يتّفقوا على أن يضعوا وجوههم على الأرض بمستوى أقدامهم سجوداً لله فكيف لا يتقبل صلواتهم سبحانه وتعالى وهو الغفور الشكور؟ ولا مُشكلة في الأخطاء في العبادة غير المُتعمّدة؛ بل المشكلة هو في الإشراك فتلك هي الكارثة وتلك هي الطامة الكُبرى على المُشركين بربهم، ألا لله الدين الخالص ويتقبل من عباده عبادتهم على قدر جهدهم وقدرتهم واستطاعتهم ويتغاضى عن أخطائهم غير المتعمدة منهم، ولكنّه لا يتغاضى عن الشرك به أبداً ولا يغفر أن يُشرك به أبداً حتى يُخلص عبده في عبادته لربه وحده لا شريك له، وقال الله تعالى: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا} صدق الله العظيم [الجن:18].
وسوف يتقبّل الله عبادتكم ويغفر لكم أخطاءكم في صلواتكم، فكيف وهو يرى أنّ عبده قد سجد لربه فجعل وجهه على الأرض على مستوى قدمه يسبح لربه فيطمع في رضوانه وقُربه، فكيف لا يتقبل الله من عبده صلاته فيُقربه! ولكن حين يرى وجه عبده خرّ ساجداً على تُراب الحسين، فكيف يقبل الله صلاته؟ فاتّقوا الله يا إخواني الشيعة وتذكروا قول الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيمًا} صدق الله العظيم [النساء:48].
فهل عندكم سُلطان بهذا يا من سجدوا على تُراب الحسين؟ قُل هاتوا بُرهانكم إن كنتم صادقين، أم على الله تفترون؟ فاتقوا الله.. ولكني أُصلي على أهل السّنة والجماعة وأُسلمُ عليهم تسليماً وهل تدرون لماذا؟ وذلك لأنّهم أقلّ شركاً بكثير منكم، فهم لا يدعون مع الله أحداً لولا فتنة الشفاعة برغم أنّ شياطين البشر أوقعوهم في كثير من الأحاديث والروايات المكذوبة عن النبي ولكن قلوبهم أطهر من الشرك منكم، ولا أريد أن أظلم أحداً كان من الشيعة لا يشرك بالله شيئاً فهو يعلم نفسه إذا كان لا يدعو مع الله أحداً، ولكن للأسف كذلك الشرك بالله مُنتشر في قلوب كثير من المؤمنين بالله. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُم بِاللَّهِ إِلَّا وَهُم مُّشْرِكُونَ} صدق الله العظيم [يوسف:106].
ويا طالب الهُدى إنّي أراك تسأل فتقول فهل أنت آثمٌ إذا لم تتّبع المهديّ المُنتظَر؟ ثم يردّ عليك المهديّ المُنتظَر بالحقّ وأقول: إذا كُنت لا تشرك بالله شيئاً فتعبد الله وحده فتُنافس عباده جميعاً من الأنبياء والمُرسلين والصديقين والشهداء والصالحين فتؤمن أنّهم أجمعين إنّما هم عبيداً لله كما أنت عبد لله، فترى إنّ لك الحقّ في ربك كما لهم ثم تُنافسهم في حُب الله وقربه و نعيم رضوان نفسه، فإذا كنت كذلك فلن يجعلك الله بأسف المهدي المُنتظر ناصر مُحمد اليماني حتى يبعثه الله ليهديك بالقُرآن المجيد إلى صراط العزيز الحميد.
ويا أخي الكريم طالب الهُدى، إنّما يدعوكم الإمام ناصر مُحمد اليماني إلى صراط العزيز الحميد، فلا تتّبعوا السُّبل فتفرّق بكم عن سبيله، فهل بعد الحقّ إلا الضّلال؟ أفلا تكونوا من الشاكرين أن ابتعث الله المهديّ المُنتظَر في أمتكم وليس في الأمم من قبلكم؟ ولئن كفرتم فاعلموا أنّ الله لشديدُ العقاب.
وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
أخو المخلصين الربانيين الإمام المهديّ؛ ناصر مُحمد اليماني.
_____________
الإمام ناصر محمد اليماني
22 - 07 - 1430 هـ
15 - 07 - 2009 مـ
04:26 صباحاً
ـــــــــــــــــــ
أفلا تجيبوا داعي الحوار في عصر الحوار من قبل الظهور يا معشر عُلماء السُّنة والشيعة ؟
أشهدُ أن لا إله إلا الله، وأشهدُ أنّ مُحمداً رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وعجبت من قومٍ يضيّعون صلاة الجمعة الواجبة فيُخالفون أمر الله بحُجّة غياب الإمام! فهل تعبدون الإمام يا معشر الشيعة أم تعبدون الله وحده لا شريك له، أفلا تتقون؟ وعجبت من قومٍ يضيعون صلاةً مفروضةً يوم الجمعة ويقيمونها في السفر ويتركونها في يوم الجمعة في الحَضَر! إنّ هذا لشيءٌ عُجاب يا معشر السنة والجماعة الذين اتّخذوا هذا القُرآن مهجوراً بحُجّة أنه لا يعلمُ تأويله إلا الله، أفلا تتقون؟
أفلا تجيبوا داعي الحوار في عصر الحوار من قبل الظهور يا معشر عُلماء السُّنة والشيعة؟ أليس كُلّ مُفتٍ الآن صار له موقعٌ في الإنترنت العالميّة؟ فلماذا تستكبرون على ناصر محمد اليماني بالحضور إلى موقعه الذي أعددناه لكم ليكون لنا جميعاً فنتحاور بالعلم والسُلطان؟ فإذا لم أُبيّن لكم كيف كان يُصلي محمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- ومن محكم القرآن فأنا لستُ المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم.
ألا والله لولا أنّي أخاف أنّ أنصاري سيفارقون صلاة الجماعة في بيوت الله لفصَّلت لهم الصلوات تفصيلاً، فأجيبوا داعي الحوار يا معشر عُلماء السُّنة والشيعة وسوف نجعل أحكام الصلوات وعدد الركعات لكل صلاةٍ هي الحكم، فإذا لم آتِكم بعددهم من محكم القرآن العظيم فآتيكم بالحُكم المُلجم والمُهيمن بالحق فأنا لستُ المهديّ المُنتظَر الحقّ من ربكم وذلك بيني وبينكم، فهلمّوا للحضور فلا تستكبروا على دعوة الاحتكام إلى كتاب الله فيعذبكم الله مع المُعرضين عن كتابه، أفلا تتقون؟
وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
الإمام المهدي؛ ناصر محمد اليماني.
_____________
- 23 -
الإمام ناصر محمد اليماني
23 - 07 - 1430 هـ
16 - 07 - 2009 مـ
03:29 صباحاً
ـــــــــــــــــ
ههههههههه بارك الله فيك يا أبا وهبي لقد أضحكتني برغم حُزني ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى جميع عباد الله الصالحين، وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
ألا والله إنك أضحكتني يا أبا وهبي برغم حُزني، جعلك الله من الضاحكين يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ (34) عَلَى الْأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ (35) هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (36)} صدق الله العظيم [المطففين].
وأما الذي أضحكني من أبي وهبي حبيب قلبي هو قوله:
هههههههههههههههه فأبشر قد أُجيبت دعوتك بقدرٍ مقدورٍ في الكتاب المسطور.
ويا حبيب قلبي أبو وهبي، إنّ المهديّ المُنتظَر ناصر محمد اليماني يقول لك: أبشر إنّ بيان المهديّ المنتظَر في حُكم الصلوات وتفصيل الركعات لكُلّ صلاةٍ من مُحكم القرآن العظيم قد جعله الله من أسهل بيانات المهديّ المُنتظَر قاطبةً يفهمه العالمِ والجاهل بكُل بساطةٍ ويُسرٍ، وقد جعله الله يسيراً جداً في القرآن العربي المُبين وليس أعجمياً حتى لا تكون للعرب حُجّة فيقولوا كيف نفهمه أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ! وقال الله تعالى:
{وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآناً أَعْجَمِيّاً لَّقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ} صدق الله العظيم [فصّلت: 44].
وسلامُ على المُرسلين، والحمدُ لله رب العالمين..
أخوك الإمام المهديّ؛ ناصر محمد اليماني.
_______________
- 24 -
الإمام ناصر محمد اليماني
26 - 07 - 1430 هـ
19 - 07 - 2009 مـ
12:56 صباحاً
ــــــــــــــــــ
ويا معشر عُلماء أمّة الإسلام تيقّظوا ..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمُرسلين وآله الطيبين الطاهرين والتابعين للحقّ إلى يوم الدين، وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين..
ويا معشر عُلماء السّنة والشيعة وكافة المذاهب الإسلاميّة على مُختلف فرقهم وتفرّقهم وشيعهم، أقسمُ بالله العظيم إنّي لقادرٌ بإذن الله ربّ العالمين أن أُنزِّل بياناً في الصلوات الخمس بياناً تفصيلياً بدقةٍ مُتناهيةٍ عن الخطأ بإذن الله من مُحكم القرآن العظيم، فأعلِّمكم كم عدد الصلوات من مُحكم القرآن العظيم، وأعلمكم كم عدد ركعات كُل صلاة من مُحكم القرآن العظيم، وأعلمكم كم عدد التكبيرات لكُلّ صلاةٍ من مُحكم القرآن العظيم، وأعلمكم ما يُقال في الركوع من مُحكم القرآن العظيم، وأعلمكم ما تقولون من بعد الرفع من الركوع من مُحكم القرآن العظيم، وأعلمكم ما تقولون في السجود من مُحكم القرآن العظيم، وأعلمكم ما تقولون في الجلوس من بعد السجود من مُحكم القرآن العظيم، وأعلمكم ما لم تكونوا تعلمون، شرط إذا لم أخرس ألسنتكم جميعاً سُنّة وشيعة وكافة عُلماء المذاهب المُتفرقة فأنا لست المهديّ المُنتظر إذا لم أجعلكم بين خيارين اثنين لا ثالث لهما إما أن تؤمنوا بكتاب الله القرآن العظيم أو تكفروا به ثم يحكم الله بيني وبينكم بالحقّ وهو أسرع الحاسبين.
ولربّما يودّ أحد الأنصار أن يقول: "يا أيها الإمام العليم لما لا تُعلمنا نحن الأنصار كيف نُصلّي كما علمنا الله في القرآن العظيم كيف نُصلي؟". ومن ثم يردّ عليه الإمام المهديّ المُنتظر الحقّ من ربّ العالمين وأقول: اسمع يا قُرة عين إمامك وحبيب قلبي في حُب ربّي، إنّي لست كمثل عُلماء الدين الذين يدعون الى تفرّق المُسلمين إلى شيعٍ وأحزابٍ بسبب اختلافهم في الدين وذلك لأنّي لئن بيّنت لكم كيف تصلّون الصلاة الحقّ فآتيكم بها من مُحكم القرآن العظيم فسوف يُجبر كافة الأنصار السابقين الأخيار للانفصال عن الجماعة في بيوت الله نظراً لاختلاف صلاتهم عن صلاة الشيعة والسنة، ومن ثم يقومون ببناء بيوت لله تخصّهم ليصلّوا فيها لربِّهم فيكوّنون فرقةً جديدةً. ولكني لن أفعل حتى ولو كان الأمر مُتعلق بركنٍ من أركان الإسلام؛ بل من أهم أركان الإسلام حرصاً على لمّ شمل المُسلمين وتوحيد صفّهم، وإنّما قلنا للأنصار من قبل صلّوا كما يصلي أهل السنُّة والجماعة وذلك لأنّ صلاتهم على الأقل ليس فيها شرك بالله (خالية من تُراب الحُسين)، ولكن أضاع السُّنة والشيعة من أركانها وزادوا ما لم يأمرهم الله وما رعوا الصلاة حقّ رعايتها لا السُّنّة ولا الشيعة ولا كافة المذاهب الإسلاميّة.
ويا معشر عُلماء السُّنة والشيعة وكافة عُلماء المذاهب والفرق، إنّي الإمام المهديّ الحقّ من ربكم ولو لم تزالوا على الهُدى لما جاء قدر وعصر المهديّ المُنتظر ليهديكم والناس أجمعين إلى صراط العزيز الحميد فهلمّوا لموقع الحوار الحُرّ لكافة عُلماء الأديان لنتحاور بالعلم والسُلطان.
ويا معشر الأنصار السابقين الأخيار، إيّاكم ثم إيّاكم أن تستمروا في اتّباع ناصر محمد اليماني إذا لم يفِ بما وعد فيخرس ألسنة كافة عُلماء السّنة والشيعة في أحكام الصلاة الحقّ فآتيهم بها من مُحكم القُرآن العظيم وأفصل ركعاتها تفصيلاً وما يجب أن تقولوا من المقام إلى السلام فإنكم -أقسمُ بالله العلي العظيم- لا تصلّون كما كان يصلي مُحمد رسول الله وصحابته الذين معه قلباً وقالباً -صلى الله عليهم وسلم تسليماَ- من الذين قال الله تعالى عنهم: {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّار ِرُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً} صدق الله العظيم [الفتح:29].
ولكنه خلفَ خَلفٌ من بعدهم أضاعوا الصلوات واتّبعوا الشّهوات، فاتّبِعوني أهدِكم صراطاً مُستقيماً فأعيدكم إلى منهاج النبوة الأولى، فقد جعل الله لكم إماماً عليماً فأصدقكم الله ما وعدكم ورسوله ببعث المهديّ المُنتظَر الحقّ من ربكم ليهدُيكم من بعد ضلالكم ويوحّدُ صفّكم من بعد تفرقكم فيجمع شملكم فتقوى شوكتكم فتكون كلمة لا إله إلا الله وحده لا شريك له (الكلمة الطيبة) هي العُليا في العالمين فنُطهِّر الأرض من كلمة الشرك بالله كشجرةٍ خبيثةٍ اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار، إنّ الله لا يخلف الميعاد، فكونوا من الشاكرين يزيدكم ربكم علماً وحُكما وإن كفرتم فاعلموا إنّ الله شديدُ العقاب.
وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
أخو علماء الأمّة الإسلامية وأتباعهم أجمعين؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
____________
بِسم الله الرَّحمن الرَّحيم، والصَّلاة والسَّلام على خاتم الأنبياء والمُرسَلين جدّي مُحمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - والتَّابعين للحقّ إلى يوم الدِّين، وسلامٌ على المُرسَلين، والحَمدُ لله رَبّ العالَمين..
سلامُ الله عليكم فضيلة الشيخ أبا فراس الزهراني مِن حَفَظَةِ القُرآن العظيم، حَفِظَك الله وهَداك إلى الصراط المستقيم، وسؤالك للإمام ناصر محمد اليمانيّ: هل يُحيط بعلوم الفَلَك؟ ثمّ يردّ عليك الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ وأقول: اللهم نعم قد زادني الله بسطةً في العلم الفلكيّ، ولكني لا آتيكم به من كتب البشر بل آتيكم به من مُحكم الذِّكر وأُفَصِّله تفصيلًا من مُحكَم القرآن العظيم، تصديقًا لقول الله تعالى: {وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ ۖ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِّتَبْتَغُوا فَضْلًا مِّن رَّبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ ۚ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا ﴿١٢﴾} صدق الله العظيم [سورة الإسراء]، ولن تجد الإمام المهديّ يستطيع أن يُضِلّه عُلماء الفَلَك في البَشَر إن أخطأوا في شَيءٍ؛ فلن تجدني أتَّبِع أهواءهم بل أُصَدِّق بالحقّ منه بآياتٍ مُحكَماتٍ وأُبطِل الباطل منه بآياتٍ مُحكَماتٍ.
ويا أبا فراس من خِيار النَّاس وبناءً على الحقّ في قول الله تعالى: {وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ ۖ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِّتَبْتَغُوا فَضْلًا مِّن رَّبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ ۚ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا ﴿١٢﴾} صدق الله العظيم [سورة الإسراء]، يا أبا فراس مِن أُولي الألباب إني أجد اليوم للحساب في الكتاب يبدأ من لحظة تواري الشمس وراء الحجاب ومن ثمّ يحلّ الظلام، تصديقًا لقول الله تعالى: {وَآيَةٌ لَّهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُم مُّظْلِمُونَ ﴿٣٧﴾ وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ۚ ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ﴿٣٨﴾ وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّىٰ عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ ﴿٣٩﴾ لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ ۚ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ﴿٤٠﴾} صدق الله العظيم [سورة يس].
وفي هذه الآيات المُحكَمات يُبَيِّن الله لكم بدء الحساب بحركة الأرض والشمس والقمر، وعَلَّمكم الله بالتوقيت بالضبط لبدء اليوم في الحساب أنه يبدأ بغروب الشمس لدخول ليلة اليوم الجديد، تصديقًا لقول الله تعالى: {وَآيَةٌ لَّهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُم مُّظْلِمُونَ ﴿٣٧﴾} صدق الله العظيم [سورة يس].
إذًا الليلة تبدأ بالضَّبط بغروب الشمس وتواريها في الحِجاب، إذًا اليوم يبدأ من بدء ليلته بالنسبة للوقت وليس بالنسبة للحركة الذاتيَّة وذلك لأن النهار يَتَقدَّم الليل في الحركة الذاتية نُفَصِّله فيما بعد إن شاء الله، وحتى لا يختلط عليك الأمر فنحن الآن نتكلَّم عن الحساب الموقوت ومن أيِّ لحظةٍ يتم حساب اليوم وآتيناك بقول الله تعالى: {وَآيَةٌ لَّهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُم مُّظْلِمُونَ ﴿٣٧﴾} صدق الله العظيم [سورة يس].
إذًا اليوم الجديد لحساب الوقت في الكتاب يبدأ من صلاة المغرب بالضَّبط، ولذلك قال الله تعالى: {وَوَاعَدْنَا مُوسَىٰ ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً} صدق الله العظيم [سورة الأعراف:142].
ومن ثمّ تبيَّن لكم الحقّ في مُحكَم الكتاب أن الحساب للأيام يبدأ بالليالي أيْ: (من غروب الشمس إلى غروب الشمس في الحساب هو يومٌ واحدٌ) لأن اليوم هو 24 ساعةً ويبدأ الحساب في الكتاب بغروب الشمس وراء الحجاب، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَآيَةٌ لَّهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُم مُّظْلِمُونَ ﴿٣٧﴾} صدق الله العظيم [سورة يس].
وبما أن الصَّلوات هي كتابٌ مَوقوتٌ فتستطيعون الآن وبِكُلِّ يُسرٍ وسهولةٍ أن تعلموا أيَّ الصَّلوات هي الصَّلاة الوسطى التي توصَّاكُم الله بالحفاظ عليها لِعِلمه تعالى أنه سوف يضيِّعها كثيرٌ من المُسلمين، فبما أنه تبيّن لكم بالضبط من أيِّ لحظةٍ يبدأ حساب الأيام وأنه من لحظة دخول ليلة اليوم الجديد بتواري الشمس وراء الحجاب فأصبح جليًّا في البيان الحقّ أن أوّل صلوات اليوم الجديد هي حقًّا صلاة المغرب ومن ثمّ العشاء والفجر والظهر والعصر ثمّ تنتهي صلاة العصر بتواري الشمس وراء الحجاب فيدخل ميقات البدء لصلوات اليوم الجديد فتبدأ من صلاة المغرب وهكذا.
فتعال لننظر إلى الصَّلاة الوسطى بالضبط لا شكَّ ولا ريبَ وهي كما يلي:
1- المغرب
2- العشاء
3- الفــجر
4- الظهر
5- العصر
فتبيَّن لأبي فراس من خيار النَّاس أن الصَّلاة الوسطى هي حقًّا صلاة الفجر لا شكَّ ولا ريبَ وهي التي أمركم الله أن تقوموا فيها لدعاء القُنوت، تصديقًا لقول الله تعالى: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّـهِ قَانِتِينَ ﴿٢٣٨﴾} صدق الله العظيم [سورة البقرة]. وهي صلاةٌ مشهودةٌ يجتمع في ميقاتها المُعَقِّبات فيتمُّ تسليم الخدمة من ملائكة الليل إلى ملائكة النهار، ويتم تسليم الخدمة بالضبط في ميقات الصَّلاة الوسطى وهي صلاة الفجر ولذلك هي مشهودةٌ، تصديقًا لقول الله تعالى: {أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ۖ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا ﴿٧٨﴾} صدق الله العظيم [سورة الإسراء].
ولكن الذين حَسبوا أن الصَّلاة الوسطى هي صلاة العَصر من الذين يقولون على الله ما لا يعلمون عَفا الله عنهم وهداهم، فذلك قولٌ بالظنّ وأنتم تعلمون أن الظنّ لا يغني من الحقّ شيئًا، وسبب ظنّهم أن صلاة العصر هي الصَّلاة الوسطى وذلك لأنهم حسبوا الصَّلاة الأولى هي صلاة الفجر كما يلي:
1- الفجر
2- الظهر 3- العصر
4- المغرب
5- العشاء
ولكنهم لخبطوا التَّوقيت وذلك لأنهم حسبوا ثلاث صلواتٍ من صلوات اليوم المُنقَضي وهي صلاة الفجر والظهر والعصر وأمَّا صلاة المغرب والعشاء فحسبوها من صلوات اليوم الجديد وهذا حسب حسابهم أن الصلاة الوسطى هي العَصر، وهذا علمٌ ظنِّيٌّ اجتهادًا منهم وهم يعلمون أن علمهم يحتمل الصح ويحتمل الخطأ ولكنكم تعلمون يا أبا فراس فتوى الله إليكم أن الظنّ لا يغني من الحقّ شيئًا، تصديقًا لقول الله تعالى: {وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا ۚ إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا} صدق الله العظيم [سورة يونس:36].
ولكني الإمام المهديّ أفتي بالحقّ أنه مُحَرَّمٌ في الدين الفتوى الاجتهاديّة التي تحتمل الصح وتحتمل الخطأ، ومن ثمّ أُعرِّف لكم ما هو الاجتهاد: وهو البحث عن العِلْم الحقّ حتى يهديه الله إليه بعلمٍ وسلطانٍ مُنيرٍ من ربّ العالمين لا شكَّ ولا ريب. وفي هذا سرّ هيمنة الإمام المهديّ بسلطان العلم الحقّ على كافة علماء الأُمّة.
ويا أبا فراس إنَّك لن تستطيع أن تُقنع النَّاس بفتوى إذا كانت تحتمل الصح وتحتمل الخطأ لأنها تُعتَبر فتوى ظنّيةٌ وليست يقينيَّة بسبب أنك لا تملك سلطان العِلْم المُحكَم والبَيِّن حتى تُلجم به بالحقّ مَن يُجادلك.
إذًا الاجتهاد هو أن تبحثوا عن الحقّ، فإذا عَلِم الله أنكم حريصون أن لا تقولوا على الله إلّا الحقّ ومن ثمّ يفتيكم الله كما وعدكم بالحقّ في مُحكم كتابه: {وَاتَّقُوا اللَّـهَ ۖ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّـهُ ۗ وَاللَّـهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} صدق الله العظيم [سورة البقرة:282]، وذلك لأن الله نظر إلى أنك مُجتهدٌ تبحث عن الحقّ ولا تريد غير الحقّ وتكره أن تقول على الله غير الحقّ، فهنا يصْدقكم الله بما وعدكم في محكم كتابه فيهدي المُجتهد الباحث عن الحقّ إلى سبيل الحقّ: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} صدق الله العظيم [سورة العنكبوت:69]، أيْ: الذين يبحثون عن الحقّ ولا يريدون إلّا الحقّ كان حقًّا على الحقّ أن يهديهم إلى سبيل الحقّ لا شكَّ ولا ريبَ بعلمٍ من لَدُن حكيمٍ عليمٍ.
ولكن يا أبا فراس إن خطأ علماء الأمَّة وسبب ضلالهم هو عدم فهمهم لناموس الاجتهاد، وذلك لأن ناموس الاجتهاد في الكتاب هو: أن تبحث عن الحقّ حتى إذا هداك الله إلى الحقّ بعلمٍ وهُدًى من الكتاب المُنير ومن ثمّ تدعو الناس إلى الحقّ على بصيرةٍ من ربّك، تصديقًا لقول الله تعالى: {قُلْ هَـٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّـهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۖ وَسُبْحَانَ اللَّـهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿١٠٨﴾} صدق الله العظيم [سورة يوسف].
ولكن للأسف يا حبيبي في الله أبو فراس الزهراني إن علماء الأمَّة يدعون النَّاس وهم لا يزالون مُجتهدين ولم يتوصّلوا إلى علمٍ مُقنعٍ لِمَن يحاورهم لأن علومهم ظنِّيةً تحتمل الصح وتحتمل الخطأ، وليست هذه هي البصيرة من الله؛ بل علوم الدين ينبغي أن تكون يقينيَّةً وليست ظنّيةً وذلك لأنّها البُرهان المُبيْن لدعوتكم إلى الله فلا بدَّ أن تكون الدعوة على بصيرةٍ من الله لا شكَّ ولا ريبَ وليس أنكم تُفتون الأُمَّة ومن ثمّ تقولون: "والله أعلم فإن أخطأت فَمِن نفسي"! هيهات هيهات بل ذلك من أمر الشيطان أن تقولوا على الله ما لا تعلمون أنه الحقّ من ربّ العالمين، وقال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ﴿١٦٨﴾ إِنَّمَا يَأْمُرُكُم بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّـهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿١٦٩﴾} صدق الله العظيم [سورة البقرة]، وذلك لأنكم إذا قُلتم على الله بالظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئًا؛ فتقولون هذا حلالٌ وهذا حرامٌ بغير علمٍ بَيِّنٍ من ربّ العالمين؛ بل بقول الظنّ الذي لا يُغني من الحقّ شيئًا، وذلك لأنكم إذا حرَّمتم شيئًا لم يحرِّمه الله أو أحللتم شيئًا قد حرَّمه الله فقد كذبتم على الله بما لم يقله، وقال الله تعالى: {وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَـٰذَا حَلَالٌ وَهَـٰذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُوا عَلَى اللَّـهِ الْكَذِبَ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّـهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ ﴿١١٦﴾} صدق الله العظيم [سورة النحل].
إذًا أصبحت الفتوى بقول الظنّ الذي يحتمل الصَّح ويحتمل الخطأ بغير سلطانٍ بَيِّنٍ من الله مُحرَّمةً في كتاب الله وليس من أمر الله أن تقولوا عليه ما لا تعلمون عِلْم اليقين؛ بل من أمر الشيطان الذي يأمركم أن تقولوا على الله ما لا تعلمون غير مُبالين سواءً تكون الفتوى حقًّا أم خطأً فذلك من أمر الشيطان، تصديقًا لقول الله تعالى: {إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ﴿١٦٨﴾ إِنَّمَا يَأْمُرُكُم بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّـهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿١٦٩﴾} صدق الله العظيم [سورة البقرة].
وأمر الشيطان تجده دائمًا يختلف فيتناقض مع أمر الله؛ بل العكس تمامًا فما أحلَّه الشيطان تجده محرَّمًا عند الله، تصديقًا لقول الله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُوا بِاللَّـهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّـهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿٣٣﴾} صدق الله العظيم [سورة الأعراف].
ألا والله يا أبا فراس لو كان الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ اتَّبع أمر الشيطان وقال على الله ما لم يعلم لَما استطاع أن يُلجِم عالِمًا واحدًا من علماء الأمَّة ولكن سِرّ هيمنة الإمام ناصر محمد اليمانيّ هو لأنه اتَّبع أمر الرَّحمن ولا يقول على الله ما لم يعلم، ولذلك لن تجد الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ يُحاجُّ النَّاس بالعلوم الظنّية التي تحتمل الصَّح وتحتمل الخطأ ثمّ يقول والله أعلم فإن أخطأت فَمِن نفسي، إذًا لما استطعت أن أقيم الحجّة الحقّ على علماء الأمَّة ولَما استطعت أن أقنعهم بالحكم الحقّ بينهم فيما كانوا فيه يختلفون ما دام حُكمًا ظنِّيًا يحتمل الصَّح ويحتمل الخطأ، وأعوذُ بالله أن أكون من الجاهلين.
ولربّما يودُّ أن يقاطعني فضيلة الشيخ أبو فراس الزهراني فيقول: "يا أخي إن العُلماء ليسوا بأنبياء يوحى إليهم وإنما يجتهدون بالفتوى، ولذلك لا تجدهم موقنين بفتواهم ولذلك لا تجدهم يقسمون أنهم لا ينطقون إلّا بالحقّ؛ بل تجدهم يعترفون أن فتواهم تحتمل الصَّح وتحتمل الخطأ، فما هو السبيل الحقّ الذي إن اتّبعوه فلن يقولوا على الله ما لا يعلمون؟" ومن ثمّ يفتيه الإمام المهديّ بالسبيل الحقّ حتى لا يضِلّوا أنفسهم ويُضِلّوا أمّتهم فلا ينبغي لهم أن يتّبعوا الاتّباع الأعمى لِما وجدوا عليه أسلافهم فلعلَّهم ضلّوا (أسلافهم) في مسألةٍ وذريتهم لا يعلمون أنهم قد ضلّوا عن سواء السبيل فلن ينفعهم هذا القول بين يدي ربّهم، تصديقًا لقول الله تعالى: {أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّن بَعْدِهِمْ ۖ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ ﴿١٧٣﴾} صدق الله العظيم [سورة الأعراف].
وقال الله تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۛ شَهِدْنَا ۛ أَن تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَـٰذَا غَافِلِينَ ﴿١٧٢﴾ أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّن بَعْدِهِمْ ۖ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ ﴿١٧٣﴾ وَكَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴿١٧٤﴾} صدق الله العظيم [سورة الأعراف]. ولذلك أمر الله طالِب العِلم باستخدام العقل والتدبّر والتفكّر في سلطان الدَّاعية من قبل أن يتّبعه، وقال الله تعالى: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَـٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ﴿٣٦﴾} صدق الله العظيم [سورة الإسراء]، وذلك لأن العقل والمنطق دائمًا تجده يتَّفق مع الحقّ، فإذا تفكَّروا في سلطان عِلم الدّاعية فإذا كان من عند الله فحتمًا يجدون العقل يرضخ له ويُسَلِّم تسليمًا، ولذلك قال الله تعالى للمُعرِضين عن القرآن العظيم الذي جاء به محمدٌ رسول الله (ذِكْر العالمَين لمَن يشاء منهم أن يستقيم)، وقال الله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُم بِوَاحِدَةٍ ۖ أَن تَقُومُوا لِلَّـهِ مَثْنَىٰ وَفُرَادَىٰ ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا ۚ مَا بِصَاحِبِكُم مِّن جِنَّةٍ ۚ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَّكُم بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ ﴿٤٦﴾} صدق الله العظيم [سورة سبأ].
ولذلك اكتشفَت الأُمَم بعد فوات الأوان أن سبب ضلالهم عن الهُدَى من ربّهم هو الاتّباع الأعمى للذين من قبلهم وعدم استخدام عقولهم بالتفكّر في حُجَّة مَن يدعوهم إلى سبيل الحقّ من ربّهم، ولذلك تجد فتواهم عن سبب ضلالهم عن الحقّ من ربّهم هو عدم استخدام العقل، وقال الله تعالى: {وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ ﴿١٠﴾} صدق الله العظيم [سورة الملك].
ولذلك فإن أبا فراس حين يستخدم عقله في بيان الإمام ناصر محمد اليمانيّ للقرآن يجد أن عقله يتَّفق مع بيان الإمام ناصر محمد اليمانيّ للقرآن، فيجده أحسن تأويلًا وأهدَى سبيلًا وأنه حقًّا يدعو إلى الحقّ ويهدي إلى صراطٍ مستقيمٍ بسلطان العِلم من مُحكَم كتاب الله القرآن العظيم الذي لا يحتمل الطعن والتشكيك إلّا مَن يكفر بمُحكَم القرآن العظيم فيعذِّبه الله عذابًا أليمًا.
ويا أخي الكريم أبو فراس، كُن من خيار النَّاس ولا تُكذِّب عقلك وتُكذِّب الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ، وذلك لأن عقلك لن يختلف مع بيان الإمام المهديّ في شيءٍ وذلك لأن الأبصار لا تعمَى عن الحقّ إذا استُخدِمَت وإنما تعمَى القلوب التي في الصدور، تصديقًا لقول الله تعالى: {فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَـٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} صدق الله العظيم [سورة الحج:46]، ولذلك يا أبا فراس لن تَجِد الذين اتّبعوا الهُدى من النَّاس في كافة الأمم إلّا الذين يعقلون، تصديقًا لقول الله: {فَبَشِّرْ عِبَادِ ﴿١٧﴾ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ۚ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّـهُ ۖ وَأُولَـٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم [سورة الزمر]، ولذلك يُعلِن الإمام المهديّ المنتظَر إلى كافة البَشَر أنهم لا ولن يُصدِّق المهديّ المنتظَر في عصر الحوار من قبل الظهور إلّا أولو الألباب، تصديقًا لقول الله: {أَفَمَن يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَىٰ ۚ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿١٩﴾} صدق الله العظيم [سورة الرعد].
وقد جعل الإمام المهديّ عَقْل أبي فراس هو الحَكَم بين الإمام المهديّ وأبي فراس، فإن وجدتَ يا أبا فراس أن سلطان عِلْم ناصر محمد اليمانيّ لا يقبله العلم والمنطق فاعلم أن ناصر محمد اليمانيّ على ضلالٍ مبينٍ، وإن وجدت سلطان عِلم الإمام ناصر محمد اليمانيّ يقبله العقل والمنطق فاعلَم عِلْم اليقين أنه الحقّ من ربّك وقد جعل الله الحُجَّة على الإنسان هو عقله فإن ذهب عقله رفع الله عنه القَلَم.
فكيف السبيل لإنقاذك والمسلمين والنَّاس أجمعين من عذاب يومٍ عقيمٍ يا أبا فراس؟ أفلا تُساعد الإمام المهديّ على إنقاذك وإنقاذ الأُمَّة من فتنة المسيح الكذّاب؟ ولربّما يودّ أن يقاطعني أبو فراس ويقول: "يا رجل بالنسبة لفتنة المسيح الكذّاب فهي معروفةٌ كما أفتانا محمدٌ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - أن فتنة المسيح الكذاب أن يقول: "يا سماء أمطري فتمطر ويا أرض أنبتي فتنبت، ويقطع رجلًا إلى نصفين فيمرّ بين الفلقتين ثمّ يُرجع إليه روحه فينهض حيًا"، ومن ثمّ يردّ على أبي فراس من جعله الله إمامًا للناس، وأقول: سبحان الله العظيم وتعالى علوًّا كبيرًا، فكيف تُصدِّقون الافتراء الذي ينفي تحدِّي الله في مُحكَم القرآن العظيم إلى الباطل وأوليائِه أن يُرجعوا روح ميتٍ؟! وقال الله لئن فعلوا ذلك مع أنهم يَدَّعون الباطل من دون الله فقد صدَقوا في دعوتهم للباطل من دون الله، وقال الله تعالى: {فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ ﴿٨٣﴾ وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ ﴿٨٤﴾ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَـٰكِن لَّا تُبْصِرُونَ ﴿٨٥﴾ فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ ﴿٨٦﴾ تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٨٧﴾} صدق الله العظيم [سورة الواقعة].
إذًا المُفتَرون قد جعلوا المسلمين يكفرون بتحدِّي الله للباطل أن يحيي ميِّتًا في مُحكم القرآن العظيم، وبلغوا مرادهم فهم يعلمون أنه لن يحدث من ذلك شيءٌ، وإنما يريدون أن يردُّوكم من بعد إيمانكم كافرين بما أنزل الله في مُحكَم هذا القرآن العظيم في آياته المُحكَمات البيّنات هُنّ أُمّ الكتاب وذلك لأن الباطل لا يستطيع أن يفعل ذلك وهو يَدَّعي الربوبيّة من دون الله، تصديقًا لقول الله تعالى: {قُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ ﴿٤٩﴾} صدق الله العظيم [سورة سبأ].
ويا أبا فراس مِن خِيار النَّاس، والله الذي لا إله غيره لا يستطيع الإمام المهديّ أن يَحكُم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون حتى تؤمنوا بالناموس في مُحكَم كتاب الله لكشف الأحاديث والروايات المكذوبة على الله ورسوله، ولربّما يودّ أن يقاطعني أبو فراس ويقول: "وما هو سبيل النَّجاة من اتّباع فتنة الأحاديث المكذوبة عن النبيّ زورًا وبهتانًا؟" ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ وأقول: هو أن تتّبعوا كتاب الله وسُنّة رسوله الحقّ، وما خالف منها لمُحكَم الكتاب فاعتصموا بحبل الله القرآن العظيم واكفروا بما خالف لمُحكَم كتاب الله القرآن العظيم، فإن فعلتم فقد اهتديتم وإن أبيتم فقد ضللتم وما علينا إلَّا البلاغ المُبيْن بالبيان الحقّ للقرآن العظيم للعالَمين لِمَن شاء منهم أن يستقيم وذلك لأن بصيرة الإمام المهديّ هي ذاتها بصيرة جدّه محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - من رَبّ العالَمين لا شَكَّ ولا ريبَ، ولذلك قال الله تعالى: {وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ ۖ فَمَنِ اهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنذِرِينَ ﴿٩٢﴾} صدق الله العظيم [سورة النمل]، وذلك لأن مُحكَم القرآن العظيم هو البُرهان المُبين للدعوة إلى الله إلى النَّاس أجمعين، تصديقًا لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا ﴿١٧٤﴾ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّـهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا ﴿١٧٥﴾} صدق الله العظيم [سورة النساء].
إذًا حَبْل الله الذي أمرنا الله بالاعتصام به والكُفْر بِما خالَف لِمُحكمه هو القُرآن العظيم، فتذكَّروا قول الله تعالى: {فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّـهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا ﴿١٧٥﴾} صدق الله العظيم [سورة النساء]، ولا يقصد الله بالاعتصام بالقرآن أن تعتصموا به وحده وتذروا السُنّة النّبويّة الحقّ التي لا تزيد القرآن إلَّا بيانًا وتوضيحًا، فإن فعلتم فقد أعرضتم عن قول الله تعالى: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} صدق الله العظيم [سورة النحل:44]، ويقصد البيان للقرآن في السُنّة النّبويّة الحقّ التي لا تزيد القرآن العظيم إلَّا بيانًا وتوضيحًا للأُمَّة، ولكن الافتراء عن النبي - صلّى الله عليه وآله وسلّم - يأتي مُخالفًا للآيات البيّنات المُحكمات هُنّ أمّ الكتاب ومن بعد تطبيق الناموس لكشف الأحاديث المكذوبة ومن ثمّ تعلمون علم اليقين أن هذا الحديث في السُّنّة النّبويّة ليس من عند الله ورسوله صلّى الله عليه وآله وسلّم؛ بل جاء ذلك الحديث النّبويّ المُخالِف لمُحكَم القرآن من عند غير الله، تصديقًا لقول الله تعالى: {مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّـهَ ۖ وَمَن تَوَلَّىٰ فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ﴿٨٠﴾ وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿٨٣﴾} صدق الله العظيم [سورة النساء].
ويا أخي الكريم أبا فراس، إذا تدبَّرتم هذه الآيات البَيِّنات سوف تعلمون بما يلي:
1- إن القرآن وسُنّة البيان جميعهن من عند الله.
2- إن القرآن محفوظٌ من التحريف وسُنّة البيان ليست محفوظةً من التحريف.
3- فبما أن القرآن محفوظٌ من التحريف فحتمًا يكون هو المَرجِع لِما اختلفتم فيه في الأحاديث في السُنّة النّبويّة.
4- ومن ثمّ علّمكم الله بالناموس لكشف الأحاديث المكذوبة أنكم سوف تجدونها تُخالف لمحكم آيات الكتاب البيّنات المحكمات هُنّ أمّ الكتاب البيّنات لعالِمكم وجاهلكم، فاعتصموا بحبل الله القرآن العظيم واكفروا بما خالف لِمُحكَمه من آيات أمّ الكتاب هُنّ أمّ الكتاب؛ سواء تكون في التوراة أو في الإنجيل أو في السُنّة النبويّة، وذلك لأنّ الله قد جعل القرآن العظيم هو المَرجِع والحَكَم والمُهيمن على التوراة والإنجيل والسُنّة النّبويّة، تصديقًا لقول الله تعالى: {وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّـهُ إِلَيْكَ ۖ فَإِن تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ ۗ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ ﴿٤٩﴾ أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ ۚ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّـهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ ﴿٥٠﴾} صدق الله العظيم [سورة المائدة].
وأمّا سؤال أبي فراس: "لماذا يا ناصر محمد اليمانيّ تُفتي بضلال عُلماء الأُمَّة مع أنهم لم يُفتوا في شأنك أنك على ضلالٍ مُبينٍ؟" ومن ثمّ يترك الإمام المهديّ الردّ على أبي فراس من الله إلى المُخالفين لأمر الله وفرَّقوا دينهم شيعًا ولم يعتصموا بحبل الله فيتّبعوا مُحكَم القرآن العظيم ويكفروا بما خالف لمحكمه، فسوف نترك الردّ على أبي فراس من الله مباشرةً في قول الله تعالى: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ ۚ وَأُولَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿١٠٥﴾} صدق الله العظيم [سورة آل عمران].
فاتقوا الله يا أبا فراس ويا كافة النَّاس وما ينبغي أن يكون الإمام المهديّ شيعيًّا ولا سُنيًّا بل حنيفًا مُسلِمًا وما أنا مِن المُشركين؛ أدعو إلى الله على بصيرةٍ ولا أقول وأنا من الشّيعة فأدعو إلى مذاهبهم ولا أقول وأنا من السُّنّة والجماعة وأدعو إلى مذاهبهم؛ بل أدعو إلى الله على بصيرةٍ من ربّي وأقول وأنا من المُسلمين، تصديقًا لقول الله تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّـهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴿٣٣﴾} صدق الله العظيم [سورة فصلّت]، فكيف تريدون أن تقنعوا النَّاس بدينكم وأنتم فيه مختلفون يا معشر الشّيعة والسُنّة؟ فكيف تريدون أن تقنعوا العالَمين بالدّخول في دينكم وهم يعلمون أنكم يلعن بعضكم بعضًا ويُكَفِّر بعضكم بعضًا! أفلا تتّقون؟ فذروا التفرّق والاختلاف واعتصموا بحبل الله القرآن العظيم ولا تختصموا بِما خالف لِمُحكَمه فيعذِّبكم الله، أفلا تتقون؟
ويا حبيبي في الله أبا فراس مِن خيار النَّاس، كُن مِن الشاكرين أن بعث الله الإمام المهديّ في جيل أبي فراس، وكُن من الشاكرين أن أعثرك الله على دعوة المهديّ المنتظَر في عصر الحوار من قبل الظهور عبر هذه الشبكة العالميّة (النعمة الكُبرى لحوار العالَمين).
ويا أبا فراس إنه لا يجتمع النور والظلمات، وما الإمام المهديّ إلّا أحد علماء المسلمين غير أن مُعَلِّمه الله الذي زاده بسطةً في العِلم على كافة عُلماء الأمَّة ليجعله الله حَكمًا بين المُختَلِفين ويدعو إلى وحدة المسلمين فيُذهب فشلَهم بوحدتهم وجَمْع كلمتهم وعدم تفرُّقهم في دينهم فيُوحِّد صفَّهم فتقْوى شوكتُهم ويطهِّر قلوبهم من الشرك بالله ثمّ يُصْدِقهم ما وعدهم بالخلافة الإسلاميّة العالميّة، تصديقًا لقول الله تعالى: {وَعَدَ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴿٥٥﴾} صدق الله العظيم [سورة النور]، ولذلك نَسعَى إلى تطهير قلوب المؤمنين من الشِّرك لكي يتحقّق شرط الخلافة بالحقّ: {يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا} صدق الله العظيم [سورة النور:55].
ويا أبا فراس، إني أرى أنك تريد المهديّ المنتظَر أن يرُدّ عليك بالقول المُختَصر، ومن ثمّ يقول لك المهديّ المنتظَر: أفلا تعتقد أن بعث خليفة الله الإمام المهديّ هو نبأٌ عظيمٌ من أنباء الكتاب؟ فوجب علينا أن نُفَصِّل الحقّ تفصيلًا حتى لا تكون لهم الحُجّة فنُقيم عليهم الحجّة بالحقّ حتى لا يجدوا في أنفسهم حرجًا من الاعتراف بالحقّ فيُسَلِّموا تسليمًا فيقولوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربّنا وإليك المصير.
وإنّي بهم رؤوفٌ رحيمٌ مهما رأيتَ الإمام المهديّ قاسيًا عليهم في بعض بياناته، وذلك لأن إعراضهم عن دعوة الإمام المهديّ والاعتراف بشأن خليفة الله على العالَمين سوف يتسبّب في عذاب أنفسهم وعذاب أُمّة المسلمين وعذاب كافة قُرى البشر فيُظهر الله خليفته المهديّ المنتظَر على كافة البشر في ليلةٍ وهم صاغرون.
وسلامٌ على المُرسَلين، والحَمْدُ لله رَبّ العالَمين..
الذليل على المؤمنين خليفة الله الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ.
____________________
قال الله تعالى: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ ﴿٢٣٨﴾} صدق الله العظيم [البقرة].
يا معشر الأنصار السابقين الأخيار، لو يلقي إليكم المهديّ المُنتظَر بسؤالٍ ونقول لكم: فكم طول أيامكم حسب ساعاتكم التي بأيدكم؟ لأجبتموني جميعاً وجميع المُسلمين عالِمهم وجاهلهم ولقالوا: إن اليوم يتكون من 24 ساعة. ومن ثُمّ يُلقي إليكم المهديّ المُنتظَر بسؤالٍ آخر: ومن أي لحظةٍ وجدتم اليوم يبدأ في كتاب الله؟ لقال أهل العلم منكم. قال الله تعالى: {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَائِكُمْ ۚ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ ۗ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتَانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ ۖ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ ۚ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ۖ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ} صدق الله العظيم [البقرة:187].
فقد علمنا من خلال هذه الآية أنّ اليوم يبدأ من غروب الشمس لدخول ليلة الصيام فينتهي بغروب الشمس. ومن ثُمّ أقول صدقتم و بارك الله فيكم. إذاً أول الصلاة في الكتاب هي صلاة المغرب وآخرهُنّ هي صلاة العصر، فتعالوا لننظر أيهم بالوسط؟ ( المغرب العشاء الفجر الظُهر العصر )، {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ ﴿٢٣٨﴾} صدق الله العظيم [البقرة].
سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ، وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ..
أخوكم؛ الإمام ناصر مُحمد اليماني.
______________
- 27 -
الإمام ناصر محمد اليماني
30 - 07 - 1430 هـ
23 - 07 - 2009 مـ
12:50 صباحاً
ــــــــــــــــــــــــ
بِدء اليوم من الغروب، وصلاة الوسطى هي صلاة الفجر ..
بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
ويا أخي الكريم ، لقد علّمكم الله من أين يبدأ الحساب في الكتاب لحركة الدهر والشهر وكُل شيء فصّله الله في الكتاب تفصيلاً. تصديقاً لقول الله تعالى: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ ۚ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَٰلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ ۚ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴿5﴾} صدق الله العظيم [يونس].
{وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا} صدق الله العظيم [النساء:122].
أفلا ترى إنه بيّن لكم من أين يبدأ الوقت والحساب لليوم ومن أين يبدأ الشهر؟ وقال الله تعالى: {وَآيَةٌ لَّهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُم مُّظْلِمُونَ ﴿37﴾ وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ۚ ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ﴿38﴾ وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّىٰ عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ ﴿39﴾ لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ ۚ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ﴿40﴾} صدق الله العظيم [يس].
وفي هذه الآية بيّن بالضبط بحسب توقيت مركز الأرض والكون يوم خلق الله الكون وابتدأ اليوم والشهر لحساب الدهر وكان الوقت عند بدء الحركة للأرض عند غروب الشمس وظهور الشفق بالضبط فبدأت حركة الأرض نحو الشرق فبدأ اليوم بدخول الظلام بسبب غروب الشمس. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَآيَةٌ لَّهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُم مُّظْلِمُونَ ﴿37﴾} صدق الله العظيم [يس].
وتلك ليلة اليوم دخلت بسبب حركة الأرض شرقاً فإذا هم مُظلمون بسبب غروب الشمس، وتُكمِل الأرض دورانها حول نفسها بعد 24 ساعة فينتهي يومها عند غروب الشمس فينتهي ميقات صلاة العصر بغروب الشمس. تصديقاً لقول الله تعالى عن نبيِّه سليمان: {إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ ﴿31﴾ فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَن ذِكْرِ رَبِّي حَتَّىٰ تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ ﴿32﴾} صدق الله العظيم [ص].
فينتهي النهار بغروب الشمس ودخول ميقات صلاة المغرب التي هي أول الصلوات المفروضات جعلها في أول ميقات حركة الدهر والشهر، واليوم طوله 24 ساعة فإذا أردت أن تعلم أيُّهم الساعة الوسطى فتلك هي الميقات الوسط تجدها بالضبط ساعة الفجر مُنتصف أربع وعشرون ساعة، اثني عشر ساعة ليلاً واثني عشر ساعة نهاراً صارت الساعة الوسطى هي ساعة الفجر.
ولم أجد في الكتاب أنّ طول اليوم اثني عشر ساعة؛ بل وجدت طول اليوم في الكتاب هو 24 ساعة. تصديقاً لقول الله تعالى: {قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَ لَيَالٍ سَوِيًّا} صدق الله العظيم [مريم].
ومعنى قوله: { سَوِيًّا } أي ليلته اثني عشرة ساعة، ونهاره اثني عشرة ساعة، فأصبح اليوم طوله 24 ساعة يبدأ من غروب شمس العشي فتدخل ليلة اليوم فتنتهي عند الإبكار وهي صلاة الفجر حيث يبدأ النهار. تصديقاً لقول الله تعالى: {قَالَ رَبِّ اجْعَل لِّي آيَةً ۖ قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزًا ۗ وَاذْكُر رَّبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ ﴿41﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].
وكذلك أجد في الكتاب: إنّ اليوم الكامل والذي طوله 24 ساعة يُسمّيه الله في الكتاب ليلة أو يوم، ويتكون اليوم من ليل ونهار، ويبدأ ميقات اليوم من شفق الغروب بدء اليوم من ميقات صلاة المغرب ويسمى في الكتاب ليلة وطوله 24 ساعة.وقال الله تعالى: {وَوَاعَدْنَا مُوسَىٰ ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً} صدق الله العظيم [الأعراف:142].
أي أربعين يوماً، واليوم يتكون من ليل ونهار، وطول ليلة 12 ساعة وطول نهاره 12 ساعة، فأصبحت الصلاة الوسطى بين الرقمين 12 قبله 12 بعده. فأصبحت الصلاة الوسطى هي حقاً صلاة الفجر من ناحية وقتيّة ومن ناحية عددية ومن ناحية رقمية. وبالعقل والمنطق ما دام الله قال الصلاة الوسطى فلا بد أن تكون قبلها صلاتين وبعدها صلاتين، وبما إنّ اليوم يبدأ في الحساب في الكتاب من الشفق فأصبحت الصلاة الأولى هي بدء اليوم فيبدأ بالضبط بصلاة المغرب أول الصلوات لا شك ولا ريب ومن ثم يتسنّى لكم معرفة الصلاة الوسطى بالضبط بالحساب العادي.
فأول الصلوات تبيّنت بالحقّ إنّها المغرب ومن ثُمّ العشاء ومن ثُمّ الفجر ومن ثُمّ الظهر ومن ثُمّ العصر، أفلا ترون أنّ الله فصّل كُل شيءٍ تفصيلاً؟ تصديقاً لقول الله تعالى: {وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ ۖ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِّتَبْتَغُوا فَضْلًا مِّن رَّبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ ۚ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا ﴿12﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].
ويا قوم لا تتّبعوا الذين لا يعلمون، {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا} صدق الله العظيم [النساء:122].
سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ، وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ..
أخوكم؛ الإمام المُبين ناصر مُحمد اليماني.
____________
الإمام ناصر محمد اليماني
14 - 09 - 1431 هـ
24 - 08 - 2010 مـ
07:42 صباحاً
_________
إنّما الصلوات غير المفروضات هي صلوات نوافل ..
بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين..
أخي الكريم بارك الله فيك، وليس في الكتاب صلاة اسمها صلاة الضحى بل هي الصلاة النافلة، ولا تسمّى بوقتٍ معين؛ بل حين تتهيّأ نفسيّاً لذلك فلم يعد يشغل بالك عمل تريد فعله وصرت بوقت فراغٍ فهنا أنت مُهيّأ نفسيّاً للقيام بصلاة النافلة الطوعيّة، وهي حسب وقت فراغك لأنّها ليست فرضيّة بميقاتٍ معلومٍ؛ بل هي طوعيّة حسب وقت فراغك ومن ثم ترغب إلى ربك. تصديقاً لقول الله تعالى:
{فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ ﴿٧﴾ وَإِلَىٰ رَبِّكَ فَارْغَب ﴿٨﴾} صدق الله العظيم [الشرح].
غير أنّ نافلة الليل هي أشدُّ وطأً على القلب في خلوتك مع ربك لتذكر اسم ربك فتتبتّل إليه تبتيلاً، وكذلك لك في النهار سبحاً طويلاً في أي وقت فراغٍ.
أما تحديد النافلة بوقتٍ معلومٍ فلم أجد ذلك في كتاب الله وهي بدعةٌ لكوني لم أجد ميقات صلاة النافلة معلوماً في محكم كتاب الله القرآن العظيم.
وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين ..
أخوكم؛ الإمام المهديّ ناصر مُحمد اليماني .
_____________
- 29 -
الإمام ناصر محمد اليماني
07 - 07 - 1430 هـ
30 - 06 - 2009 مـ
11:15 مساءً
ـــــــــــــــــ
الحُكم الحق في الصلاة والوضوء ..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمُرسلين وآله الطيبين الطاهرين والتابعين للحقّ إلى يوم الدين..
قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ ليَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} صدق الله العظيم [المائدة: 6].
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، والفتوى الحقّ في قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ}صدق الله العظيم. وموضع سؤالك هو في قول الله تعالى: {وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ}صدق الله العظيم.
والحُكم الحقّ في هذه المسألة في المسح:
حقيق لا أقول على الله إلا الحقّ والطهارة من شروط الصلاة، ويا عُلماء الأمّة وكافة المُسلمين عليكم أن تستخدموا عقولكم فإنها لا تعمى الأبصار، فكيف أنّ الله يأمركم أن تغسلوا وجوهكم وأيديكم للتطهير ومن ثم يزعمون أنّ الله لم يأمرهم بغسل أرجلهم والأرجل من أكثر أعضاء الجسد عُرضةً للنجاسات! وإذا لم يتمّ تطهير الأقدام بالماء بمسح اليدين فحتماً سوف تُنجس أقدام المُصلين جميع مواضع السجود في بيت الله المُعظم الذي أمركم الله أن تطهروا بيوته للركع السجود، ولذلك أمركم الله أن تمسحوا أقدامكم بأيديكم.
فما هو مسح الأيدي على الأرجل إلى الكعبين؟ وهو الغُسل لهما بمشاركة المسح باليدين ليفركهنَّ من النجاسة فيطهّرهنّ تطهيراً ما لم فسوف تجعلون بيوت الله عفنة فتدوسون بأقدامكم غير طاهرةٍ مواضع سجود المُصلين.
أفلا يتّقون الذين يقولون على الله ما لا يعلمون من علماء الشيعة والسُّنة؟ فأمّا الشيعة فجعلوا المسح على الأقدام في الوضوء بشكل مُستمر!
وأما السُّنة فجعلوا المسح في مواطن ومواضع كالمسح على الجراب! ولكنّي المهديّ المُنتظَر الحقّ من ربكم أكفر بفتوى المسح على الأرجل باليدين المُبللات بالماء حسب ما يزعمون، ويختلف المسح على الرأس من المسح على القدمين، فكيف تجعلونهم سواءً! فهل أنتم تمشون على رؤسكم وأقدامكم حتى تجعلونهم سواء حسب فتواكم؟ فأمّا شعر الرأس إذا كان فيه شىء قليل من الغُبار فحتماً يزول بمجرد ما تمسح على رأسك ثلاث مرات بيديك وهنّ مُبللات بالماء فحتماً سيذهب الغبار، وأما الأرجل فمسحهم باليدين هو فركهم بالماء.
ولماذا قال الله أن تمسحوهم إلى الكعبين؟ وذلك لأنّ أعضاء الأرجل إلى الكعبين تلك المنطقة أسفل الساق هي أشد عرضة للنجاسات سواء من نجاسة الحذاء المكتومة فتترك في القدمين إلى الكعبين رائحة مؤذية جداً، ولذلك أمركم الله بغسلهم بالماء بالمسح باليدين لإزالة النجاسة، وإذا كانت الأصابع للرجل مُزدحمات فيجب التخليل بأصابع اليدين بين أصابع الرُجلين لإزالة النجاسة العالقة بين أصابع القدمين خصوصاً ما بين الإصبع الصغيرة والتي بجانبها تعلق فيها نجاسة فيجب فركها حتى لا تُنجسوا بأقدامكم أماكن سجودكم في بيوت الله الذي أمركم الله بتطهير بيته للعاكفين والرُكع السجود، أفلا يتقون الذين يقولون على الله ما لا يعلمون؟
ولا يُرفع الوضوء عن أي عضو من الأعضاء المذكورة إلا في حالة أنّ هذا العضو مريضاً والماء سيؤذيه، مثلاً: تكون أحد رجليه مجروحة. فلم يرفع الله الوضوء إلا عن العضو المريض والذي سيتأذى من الماء ولم يرفع عن المريض الوضوء بشكل كُلي! كلا ثم كلا؛ بل يرفع عن العضو المريض فقط. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ ليَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} صدق الله العظيم [المائدة:6].
فانظروا لـ ( أو العطف ) فهو معطوف على ما قبله: {وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا}صدق الله العظيم. وهنا وضّح الله أنّ الوضوء لم يرفعه عن المريض كُلياً والدليل القاطع {فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً} بمعنى أنّه لا يتيَمّم المريض مع وجود الماء؛ بل يتوضأ ويرفع الوضوء عن العضو المريض فقط من أعضائه إلا في السفر ذلك لأنّ المُسافر ليس معه إلا ماء الشُرب فلا يريد الله أن يعرض المُسافر لخطر العطش فيذهب شرابه بوضوء الصلوات. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ ليَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} صدق الله العظيم [المائدة:6]، ولذلك سمح الله له بالتيمم، أما إذا وجد الماء فتذكروا قول الله تعالى: {وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ} بالماء فيذهب به عنكم رجس الشيطان، فإذا حضر الطهور بَطل العفور، وكذلك لا تيمّم للمريض إلا إذا لم يجد الماء، وأما إذا وجد الماء فلم يرفع الله الوضوء إلا عن العضو المريض فقط إذا خشي الأذى من تعرض العضو للماء، وأما إذا كان المرض يعمّ جسمه كُلياً مثال مرض الجُدري فحتماً ستكون حُبيباته في وجهه وفي يديه وفي رأسه وفي رجليه وحتماً الوضوء سيعرضه للأذى فهنا يحلّ له التيمم صعيداً طيباً.
وأما المسح على الأرجل بأيدي مُبُللةٍ ليس إلا، فأشهدُ الله إنّي أنكره جُملةً وتفصيلاً، وإنّما المسح باليدين على الأرجل يقصد به الفرك باليدين للأرجل بالماء حتى تذهب النجاسة كُلياً من القدمين إلى الكعبين، ومنطقة القدم إلى الكعبين هن أشد عرضة للنجاسة، فمثل (الجزمة) كما نُسميها هي تُغطي القدم إلى الكعبين ومن ثم تترك رائحة نتنة لن تزول بمجرد أن تسكب الماء على قدميك، ولذلك أمركم الله أن تمسحوا على أقدامكم بأيديكم والمسح هو الفرك باليدين للقدمين.
اللهم قد أجبتُ بالحقّ وبيّنتُ للمُسلمين البيان الحقّ ما المقصود (بالمسح باليدين على القدمين)، ولكنّ الذين لا يعلمون جعلوا الماء كالدهان تُمسح به القدمين لأنّهم لا يُحكّموا عقولهم شيئاً.
وإنّا لله وإنا إليه لراجعون، وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
أخوكم؛ الإمام ناصر محمد اليماني.
___________
هل يَستوجب الوضوء لِكُلِّ صَلاةٍ أم يَكفي الوضوء لصلواتٍ عَديدة؟
بَل أنت مُتَوَضِّئٌ حَتى ينتقض وضوؤك ..
بِسْم الله الرَّحمن الرَّحيم، والصَّلاة والسَّلام على خاتم الأنبياء والمُرسَلين وآلِه الطيّبين الطاهرين والتَّابعين للحَقِّ إلى يوم الدين، وسلامٌ على المُرسَلين، والحمدُ لله رَبّ العالَمين..
أخي الكريم الأواب وكافة الأوَّابين التَّوابين إلى ربهم إنَّه كان للأوَّابين غَفورًا، وقد ذَكَر الله في مُحكَم القرآن العظيم أنَّ الوضوء الواحِد يَصِح لجميع الصلوات، وذلك لأنه ذَكَر لَكُم مِن نواقض الوضوء فإن لَم تجدوا ماءً فتيمَّموا صَعيدًا طَيِّبًا، ومن خلال ذلك نستنبط الحُكْم الحَقّ أنَّ الوضوء يَصِح لجميع الصَّلوات ما لم ينتقض وضوؤك، وقال الله تعالى: {وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا ۚ وَإِن كُنتُم مَّرْضَىٰ أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ} صدق الله العظيم [المائدة:6].
ويا عجبي مِن السُّنة والشِّيعة تجادَلوا في كلمة (آمين) هل هي تُقال سِرًّا أم جَهرًا وأضاعوا رُكنًا مِن أركان الصَّلاة (فاتحة الكِتاب المُبِيْن)!فلا صلاة لِمَن لَم يقرأ فاتحة الكِتاب. فَكَم ستحملون مِن أوزار الذين أضلَلتم مِن المُسلمين بِغَير عِلمٍ ولا هُدًى ولا كِتابٍ مُنيرٍ؛ بل بقول الظنّ الذي لا يُغني مِن الحَقّ شيئًا.
فَهَلمُّوا يا معشَر عُلماء الشيعة والسُّنة؛ وهَلمُّوا يا معشَر عُلماء السُّنة والشِّيعة لنَحكُم بينكم فيما كُنتُم فيه تختلفون في الصَّلاة التي هي مِن أهَمِّ أركان الإسلام مِن بَعْد كَلِمة التَّوحيد؛ أن تُقيموا الصِّلة بينكم وبين الله بإقامة الصَّلاة كما عَلَّمكم الله في مُحكَم كِتابه تصديقًا لقول الله تعالى: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّـهِ قَانِتِينَ ﴿٢٣٨﴾ فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا ۖ فَإِذَا أَمِنتُمْ فَاذْكُرُوا اللَّـهَ كَمَا عَلَّمَكُم مَّا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ ﴿٢٣٩﴾} صدق الله العظيم [البقرة].
وسلامٌ على المُرسَلين، والحمدُ لله رَبّ العالَمين..
أخوكم الإمام ناصر محمد اليمانيّ.
_____________
أخي الكَريم، لا يَنقُض الوضوءَ شَيئًا لَمْسُ القِطَط ولا لَمْسُ الزَّوجة والنِّساء المحارم ..
فَتاوى الإمام بِحُكْم لَمْسِ القِطَط ..
بِسْم الله الرَّحمن الرَّحيم، والصَّلاة والسَّلام على خاتم الأنبياء والمُرسَلين وآله الطيّبين الطاهرين والتَّابعين للحَقِّ إلى يَوم الدِّين..
أخْي الكَريم لا يَنقُض الوضوءَ شَيئًا لَمْسُ القِطَط ولا لَمْسُ الزَّوجة والنِّساء المحارم، فإني أرى بعض علماء الأُمَّة يقولون على الله ما لا يعلمون أنَّ الرجل إذا صافح أحد محارمه مِن النساء وكان مُتَوضِّئًا فإنّ ذلك يَنقُض وضوءه! وكذلك يقولون أنه إذا لَمْس زوجته بيده أو صافحها فإنَّ ذلك يَنقُض وضوءه! ولم يجعل الله لَمْسَ الزَّوجة أو النِّساء المحارم مِن نواقض الوضوء، وإنما المقصود بقول الله تعالى: {أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا} صدق الله العظيم [النساء:43]، بمعنى أنَّ الذي لَمَس زوجته بالجِماع وصار جُنُبًا فلم يَجد ماءً فلا يُؤَخِّر الصلاة حتى يجد الماء؛ بل يتيمَّم صَعيدًا طَيِّبًا، حتى إذا وجد الماء فلزمه التطهير.
وذلك لأني أجِد البيان الحَقّ في الكتاب أنَّه لا يقصد باللمس لحلائله أو محارمه أنه ينقض الوضوءَ، وإنَّما اللمس المقصود منه في قول الله تعالى في نواقِض الوضوء ومنها اللمس وهو الجِماع. تصديقًا لقول الله تعالى: {أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ ۚ مَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَـٰكِن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} صدق الله العظيم [المائدة:6]، ويقصد به الجِماع للزوجات، والدليل على أن لَمْس الزوجة هو مُجامعتها تصديقًا لقول الله تعالى: {وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِن نِّسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِّن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا} صدق الله العظيم [المجادلة:3].
وأما مُلامَسة النِّساء غَيْر المحارم فهذا مُحَرَّمٌ ليس فقط يَنقُض الوضوء؛ بل عليه إثمٌ يلزمه التوبة، فإذا كان الله حرَّم النَّظر إلى النساء الغير محارم فكيف باللمس بالمُصافحة؟! ما لم تستدعِ هُناك الضرورة لذلك كمثل الطبيب أو غير ذلك مِمَّا تستدعيه الضرورة؛ كمثل أن يُنقِذ امرأةً من الغرق فلهُ أجرٌ كبيرٌ وليس عليه وزرٌ لَئِن أمسكها فأخرجها مِن الغَرَق أو أنقذها مِن النَّار أو أنقذها مِن التَّردِّي، أمَّا أن يلمسها بالمُصافحة وهي ليست محرمًا لهُ فلا يجوز له ذلك، ولَمسهنّ إثمٌ يَنقُض الوضوء ويجب تطهير قلبه وبدنه، فأمَّا القلب فَيُطَهِّره الله بالتَّقوى وأمَّا البَدَن فَيُطَهِّره الله بالماء.
وكذلك إذا صَادَف المُتَوَضِّئ الذاهب إلى المسجد امرأةً فنظر إليها فأقرَّ طرفه ناظِرًا إليها ولم يَغُضّ البَصر فور رؤيتها الأولى فقد نَقَض وضوءه لمخالفته لأمر ربّه في قول الله تعالى: {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ ۗ إِنَّ اللَّـهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ﴿٣٠﴾} صدق الله العظيم [النور]. ألا وإنَّ إقرار البَصَر إلى المرأة الغَير محرم لَمِن خطوات الشيطان، فلا تتَّبِعوا خُطوات الشيطان إنه يأمر بالسوء والفحشاء وأن تقولوا على الله ما لا تعلَمون.
ولربَّما يَوَدّ عالِمٌ أن يقاطعني فيقول: "إذًا قول الله تعالى: {أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا} صدق الله العظيم؛ يُؤيِّد فتواك، فأصبح اللمس مُحَرَّمًا للمُتوَضِّئ فلا يَلمِس النِّساء بِشكلٍ عام". ومِن ثمّ نَردُّ عليه بالحقّ وأقول: وهل إذا لم يكن مُتَوَضِّئًا فهل يحلّ لهُ لَمْس النساء بشكلٍ عام؟! فلا تخلط بين الحلال والحرام ولا تَقُل على الله ما لم تعلَم.
وسلامٌ على المُرسَلين والحمدُ لله رَبّ العالَمين..
أخوكم الإمام ناصر محمد اليمانيّ.
_______________
-32 -
بسم الله الرحمن الرحيم
( ملخص لما جاء في الصلاة )
دعوة للبوح بركنٍ من أركان الإسلام وعمود الدين
الصــــــلاة ..
قال الله تعالى: {إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴿51﴾} صدق الله العظيم [النور].
فإذا أجبتم دعوة الحقّ من ربكم فأُقسمُ بالله العظيم إني سوف أعلّمكم كم الصلوات المفروضات في مُحكم القرآن العظيم، وكم عدد ركعات الصلوات المفروضات عليكم في مُحكم القرآن العظيم، وأُفصّل الخمس الصلوات تفصيلاً فآتيكم بالحُكم الحقّ من مُحكم القرآن العظيم فإذا لم أستطِع أن ألجمكم بالحُكم الحقّ في عدد الركعات لكُلّ صلاةٍ من القرآن العظيم فأنا لستُ المهديّ المُنتظَر الحقّ من ربكم وذلك بيني وبينكم، فأجيبوا داعي الله وعبده وخليفته الإمام المهديّ الذي يدعوكم إلى كتاب الله ليحكمُ بينكم فيما كنتم فيه تختلفون، وقولوا سمعنا وأطعنا، وإن أبيتم فقد علمت أنّ الله يُريد أن يُصيبكم ببعض ذنوبكم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ ۖ فَإِن تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ ۗ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ ﴿49﴾} صدق الله العظيم [المائدة].
وإنا لله وإنا إليه لراجعون، وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
______________
الوضوء ونقضــــه ..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمُرسلين وآله الطيبين الطاهرين والتابعين للحقّ إلى يوم الدين..
قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ ليَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} صدق الله العظيم [المائدة: 6].
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، والفتوى الحقّ في قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ}صدق الله العظيم. وموضع سؤالك هو في قول الله تعالى: {وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ}صدق الله العظيم.
والحُكم الحقّ في هذه المسألة في المسح: حقيق لا أقول على الله إلا الحقّ والطهارة من شروط الصلاة، ويا عُلماء الأمّة وكافة المُسلمين عليكم أن تستخدموا عقولكم فإنها لا تعمى الأبصار، فكيف أنّ الله يأمركم أن تغسلوا وجوهكم وأيديكم للتطهير ومن ثم يزعمون أنّ الله لم يأمرهم بغسل أرجلهم والأرجل من أكثر أعضاء الجسد عُرضةً للنجاسات! وإذا لم يتمّ تطهير الأقدام بالماء بمسح اليدين فحتماً سوف تُنجس أقدام المُصلين جميع مواضع السجود في بيت الله المُعظم الذي أمركم الله أن تطهروا بيوته للركع السجود، ولذلك أمركم الله أن تمسحوا أقدامكم بأيديكم. فما هو مسح الأيدي على الأرجل إلى الكعبين؟ وهو الغُسل لهما بمشاركة المسح باليدين ليفركهنَّ من النجاسة فيطهّرهنّ تطهيراً ما لم فسوف تجعلون بيوت الله عفنة فتدوسون بأقدامكم غير طاهرةٍ مواضع سجود المُصلين. أفلا يتّقون الذين يقولون على الله ما لا يعلمون من علماء الشيعة والسُّنة؟ فأمّا الشيعة فجعلوا المسح على الأقدام في الوضوء بشكل مُستمر!
وأما السُّنة فجعلوا المسح في مواطن ومواضع كالمسح على الجراب! ولكنّي المهديّ المُنتظَر الحقّ من ربكم أكفر بفتوى المسح على الأرجل باليدين المُبللات بالماء حسب ما يزعمون، ويختلف المسح على الرأس من المسح على القدمين، فكيف تجعلونهم سواءً! فهل أنتم تمشون على رؤسكم وأقدامكم حتى تجعلونهم سواء حسب فتواكم؟ فأمّا شعر الرأس إذا كان فيه شىء قليل من الغُبار فحتماً يزول بمجرد ما تمسح على رأسك ثلاث مرات بيديك وهنّ مُبللات بالماء فحتماً سيذهب الغبار، وأما الأرجل فمسحهم باليدين هو فركهم بالماء.
ولماذا قال الله أن تمسحوهم إلى الكعبين؟ وذلك لأنّ أعضاء الأرجل إلى الكعبين تلك المنطقة أسفل الساق هي أشد عرضة للنجاسات سواء من نجاسة الحذاء المكتومة فتترك في القدمين إلى الكعبين رائحة مؤذية جداً، ولذلك أمركم الله بغسلهم بالماء بالمسح باليدين لإزالة النجاسة، وإذا كانت الأصابع للرجل مُزدحمات فيجب التخليل بأصابع اليدين بين أصابع الرُجلين لإزالة النجاسة العالقة بين أصابع القدمين خصوصاً ما بين الإصبع الصغيرة والتي بجانبها تعلق فيها نجاسة فيجب فركها حتى لا تُنجسوا بأقدامكم أماكن سجودكم في بيوت الله الذي أمركم الله بتطهير بيته للعاكفين والرُكع السجود، أفلا يتقون الذين يقولون على الله ما لا يعلمون؟
ولا يُرفع الوضوء عن أي عضو من الأعضاء المذكورة إلا في حالة أنّ هذا العضو مريضاً والماء سيؤذيه، مثلاً: تكون أحد رجليه مجروحة. فلم يرفع الله الوضوء إلا عن العضو المريض والذي سيتأذى من الماء ولم يرفع عن المريض الوضوء بشكل كُلي! كلا ثم كلا؛ بل يرفع عن العضو المريض فقط. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ ليَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} صدق الله العظيم [المائدة:6].
فانظروا لـ ( أو العطف ) فهو معطوف على ما قبله: {وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا} صدق الله العظيم. وهنا وضّح الله أنّ الوضوء لم يرفعه عن المريض كُلياً والدليل القاطع {فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً} بمعنى أنّه لا يتيَمّم المريض مع وجود الماء؛ بل يتوضأ ويرفع الوضوء عن العضو المريض فقط من أعضائه إلا في السفر ذلك لأنّ المُسافر ليس معه إلا ماء الشُرب فلا يريد الله أن يعرض المُسافر لخطر العطش فيذهب شرابه بوضوء الصلوات. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ ليَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} صدق الله العظيم [المائدة:6]، ولذلك سمح الله له بالتيمم، أما إذا وجد الماء فتذكروا قول الله تعالى: {وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ} بالماء فيذهب به عنكم رجس الشيطان، فإذا حضر الطهور بَطل العفور، وكذلك لا تيمّم للمريض إلا إذا لم يجد الماء، وأما إذا وجد الماء فلم يرفع الله الوضوء إلا عن العضو المريض فقط إذا خشي الأذى من تعرض العضو للماء، وأما إذا كان المرض يعمّ جسمه كُلياً مثال مرض الجُدري فحتماً ستكون حُبيباته في وجهه وفي يديه وفي رأسه وفي رجليه وحتماً الوضوء سيعرضه للأذى فهنا يحلّ له التيمم صعيداً طيباً.
وأما المسح على الأرجل بأيدي مُبُللةٍ ليس إلا، فأشهدُ الله إنّي أنكره جُملةً وتفصيلاً، وإنّما المسح باليدين على الأرجل يقصد به الفرك باليدين للأرجل بالماء حتى تذهب النجاسة كُلياً من القدمين إلى الكعبين، ومنطقة القدم إلى الكعبين هن أشد عرضة للنجاسة، فمثل (الجزمة) كما نُسميها هي تُغطي القدم إلى الكعبين ومن ثم تترك رائحة نتنة لن تزول بمجرد أن تسكب الماء على قدميك، ولذلك أمركم الله أن تمسحوا على أقدامكم بأيديكم والمسح هو الفرك باليدين للقدمين.
اللهم قد أجبتُ بالحقّ وبيّنتُ للمُسلمين البيان الحقّ ما المقصود (بالمسح باليدين على القدمين)، ولكنّ الذين لا يعلمون جعلوا الماء كالدهان تُمسح به القدمين لأنّهم لا يُحكّموا عقولهم شيئاً.
وإنّا لله وإنا إليه لراجعون، وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
أخوكم؛ الإمام ناصر محمد اليماني.
___________
أخي الكَريم، لا يَنقُض الوضوءَ شَيئًا لَمْسُ القِطَط ولا لَمْسُ الزَّوجة والنِّساء المحارم ..
فَتاوى الإمام بِحُكْم لَمْسِ القِطَط ..
بِسْم الله الرَّحمن الرَّحيم، والصَّلاة والسَّلام على خاتم الأنبياء والمُرسَلين وآله الطيّبين الطاهرين والتَّابعين للحَقِّ إلى يَوم الدِّين..
أخْي الكَريم لا يَنقُض الوضوءَ شَيئًا لَمْسُ القِطَط ولا لَمْسُ الزَّوجة والنِّساء المحارم، فإني أرى بعض علماء الأُمَّة يقولون على الله ما لا يعلمون أنَّ الرجل إذا صافح أحد محارمه مِن النساء وكان مُتَوضِّئًا فإنّ ذلك يَنقُض وضوءه! وكذلك يقولون أنه إذا لَمْس زوجته بيده أو صافحها فإنَّ ذلك يَنقُض وضوءه! ولم يجعل الله لَمْسَ الزَّوجة أو النِّساء المحارم مِن نواقض الوضوء، وإنما المقصود بقول الله تعالى: {أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا} صدق الله العظيم [النساء:43]، بمعنى أنَّ الذي لَمَس زوجته بالجِماع وصار جُنُبًا فلم يَجد ماءً فلا يُؤَخِّر الصلاة حتى يجد الماء؛ بل يتيمَّم صَعيدًا طَيِّبًا، حتى إذا وجد الماء فلزمه التطهير.
وذلك لأني أجِد البيان الحَقّ في الكتاب أنَّه لا يقصد باللمس لحلائله أو محارمه أنه ينقض الوضوءَ، وإنَّما اللمس المقصود منه في قول الله تعالى في نواقِض الوضوء ومنها اللمس وهو الجِماع. تصديقًا لقول الله تعالى: {أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ ۚ مَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَـٰكِن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} صدق الله العظيم [المائدة:6]، ويقصد به الجِماع للزوجات، والدليل على أن لَمْس الزوجة هو مُجامعتها تصديقًا لقول الله تعالى: {وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِن نِّسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِّن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا} صدق الله العظيم [المجادلة:3].
وأما مُلامَسة النِّساء غَيْر المحارم فهذا مُحَرَّمٌ ليس فقط يَنقُض الوضوء؛ بل عليه إثمٌ يلزمه التوبة، فإذا كان الله حرَّم النَّظر إلى النساء الغير محارم فكيف باللمس بالمُصافحة؟! ما لم تستدعِ هُناك الضرورة لذلك كمثل الطبيب أو غير ذلك مِمَّا تستدعيه الضرورة؛ كمثل أن يُنقِذ امرأةً من الغرق فلهُ أجرٌ كبيرٌ وليس عليه وزرٌ لَئِن أمسكها فأخرجها مِن الغَرَق أو أنقذها مِن النَّار أو أنقذها مِن التَّردِّي، أمَّا أن يلمسها بالمُصافحة وهي ليست محرمًا لهُ فلا يجوز له ذلك، ولَمسهنّ إثمٌ يَنقُض الوضوء ويجب تطهير قلبه وبدنه، فأمَّا القلب فَيُطَهِّره الله بالتَّقوى وأمَّا البَدَن فَيُطَهِّره الله بالماء.
وكذلك إذا صَادَف المُتَوَضِّئ الذاهب إلى المسجد امرأةً فنظر إليها فأقرَّ طرفه ناظِرًا إليها ولم يَغُضّ البَصر فور رؤيتها الأولى فقد نَقَض وضوءه لمخالفته لأمر ربّه في قول الله تعالى: {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ ۗ إِنَّ اللَّـهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ﴿٣٠﴾} صدق الله العظيم [النور]. ألا وإنَّ إقرار البَصَر إلى المرأة الغَير محرم لَمِن خطوات الشيطان، فلا تتَّبِعوا خُطوات الشيطان إنه يأمر بالسوء والفحشاء وأن تقولوا على الله ما لا تعلَمون.
ولربَّما يَوَدّ عالِمٌ أن يقاطعني فيقول: "إذًا قول الله تعالى: {أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا} صدق الله العظيم؛ يُؤيِّد فتواك، فأصبح اللمس مُحَرَّمًا للمُتوَضِّئ فلا يَلمِس النِّساء بِشكلٍ عام". ومِن ثمّ نَردُّ عليه بالحقّ وأقول: وهل إذا لم يكن مُتَوَضِّئًا فهل يحلّ لهُ لَمْس النساء بشكلٍ عام؟! فلا تخلط بين الحلال والحرام ولا تَقُل على الله ما لم تعلَم.
وسلامٌ على المُرسَلين والحمدُ لله رَبّ العالَمين.. أخوكم الإمام ناصر محمد اليمانيّ. _______________
هل يَستوجب الوضوء لِكُلِّ صَلاةٍ أم يَكفي الوضوء لصلواتٍ عَديدة؟
بَل أنت مُتَوَضِّئٌ حَتى ينتقض وضوؤك ..
بِسْم الله الرَّحمن الرَّحيم، والصَّلاة والسَّلام على خاتم الأنبياء والمُرسَلين وآلِه الطيّبين الطاهرين والتَّابعين للحَقِّ إلى يوم الدين، وسلامٌ على المُرسَلين، والحمدُ لله رَبّ العالَمين..
أخي الكريم الأواب وكافة الأوَّابين التَّوابين إلى ربهم إنَّه كان للأوَّابين غَفورًا، وقد ذَكَر الله في مُحكَم القرآن العظيم أنَّ الوضوء الواحِد يَصِح لجميع الصلوات، وذلك لأنه ذَكَر لَكُم مِن نواقض الوضوء فإن لَم تجدوا ماءً فتيمَّموا صَعيدًا طَيِّبًا، ومن خلال ذلك نستنبط الحُكْم الحَقّ أنَّ الوضوء يَصِح لجميع الصَّلوات ما لم ينتقض وضوؤك، وقال الله تعالى: {وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا ۚ وَإِن كُنتُم مَّرْضَىٰ أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ} صدق الله العظيم [المائدة:6].
ويا عجبي مِن السُّنة والشِّيعة تجادَلوا في كلمة (آمين) هل هي تُقال سِرًّا أم جَهرًا وأضاعوا رُكنًا مِن أركان الصَّلاة (فاتحة الكِتاب المُبِيْن)!فلا صلاة لِمَن لَم يقرأ فاتحة الكِتاب. فَكَم ستحملون مِن أوزار الذين أضلَلتم مِن المُسلمين بِغَير عِلمٍ ولا هُدًى ولا كِتابٍ مُنيرٍ؛ بل بقول الظنّ الذي لا يُغني مِن الحَقّ شيئًا.
فَهَلمُّوا يا معشَر عُلماء الشيعة والسُّنة؛ وهَلمُّوا يا معشَر عُلماء السُّنة والشِّيعة لنَحكُم بينكم فيما كُنتُم فيه تختلفون في الصَّلاة التي هي مِن أهَمِّ أركان الإسلام مِن بَعْد كَلِمة التَّوحيد؛ أن تُقيموا الصِّلة بينكم وبين الله بإقامة الصَّلاة كما عَلَّمكم الله في مُحكَم كِتابه تصديقًا لقول الله تعالى: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّـهِ قَانِتِينَ ﴿٢٣٨﴾ فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا ۖ فَإِذَا أَمِنتُمْ فَاذْكُرُوا اللَّـهَ كَمَا عَلَّمَكُم مَّا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ ﴿٢٣٩﴾} صدق الله العظيم [البقرة].
وسلامٌ على المُرسَلين، والحمدُ لله رَبّ العالَمين.. أخوكم الإمام ناصر محمد اليمانيّ. _____________
الصلاة بالمساجد والتزام جماعة المُسلمين ..
وأما بالنسبة للصلاة قال الله تعالى: {إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا ﴿103﴾} صدق الله العظيم [النساء].
وأفضل الصلوات في الدرجات في الجامع في أوقاتهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ ﴿36﴾ رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ ۙ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ ﴿37﴾}
صدق الله العظيم [النور].
____________
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
أخي الكريم، صلِّ كما تراهم يصلّون أهلَ السّنة والجماعة وأضمم إليك جناحك إلى صدرك بين يدي ربك من الرهب منه سُبحانه.
وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين.. ______________
الصلاة ركعتين اثنين إلّا القصر فواحدةٌ عند الخوف ..
ويا معشر عُلماء المُسلمين إنّني المهديّ المنتظَر أشهد الله بأنّ الله فرض على نبيِّه خمسين صلاةٍ في الليلة واليوم، وفرض في كُلّ صلاة ركعتين، وبما أنّ الصلوات المفروضات خمسون صلاة فأصبح عدد الركعات مائة ركعة تساوي عدد أسماء الله الحُسنى مائة اسم؛ تصديقاً لقول الله تعالى: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ} صدق الله العظيم.
وبما إن لله مائة اسم ولذلك جعل الصلوات في بيوت الله في الليلة واليوم خمسين صلاةٍ ولكُلّ صلاةٍ ركعتان ليصبح إجمالي الركعات تساوى عدد أسماء الله الحُسنى مائة ركعة في الصلوات المفروضات في الليلة واليوم، ولكنّ ربي غفور شكور فقد خفف عن المُسلمين إلى خمس صلواتٍ مفروضات لكُل صلاة ركعتان، ثم جعل الصلاة بعشر أمثالها في الميزان حتى تساوي خمسين صلاة، والركعات تساوي مائة ركعة حتى تساوي عدد أسماء الله الحُسنى وذلك لأنّ لله مائة اسمٍ سُبحانه، وتعلمون منها 99 اسم و بعث الله المهديّ المنتظَر عبد النعيم الأعظم ناصر محمد اليماني ليعلّم البشر بحقيقة اسم الله الأعظم في الكتاب، وسبق أن فصّلناه تفصيلاً من مُحكم كتاب الله وأثبتنا إنّ لله مائة اسمٍ ولذلك كانت الصلوات المفروضات خمسين صلاة في الليلة واليوم، فجعل ركعتين في كُلّ صلاةٍ حتى تساوي الركعات عدد أسماء الله الحُسنى مائة ركعة، والحمدُ لله ربّ العالمين الرحمن الرحيم الذي خفف عن المسلمين من خمسين صلاة في الليلة واليوم إلى خمس صلواتٍ مفروضاتٍ وفي كُلّ صلاة ركعتان لتصبح عدد الركعات عشر ركعات في الصلوات الخمس المفروضات، ولكُلّ صلاةٍ ركعتان ثم ضاعف الله الركعات بعشر أمثالها لكي تعدل أسماء الله الحسنى مائة اسم، وبما أنّ الصلوات المفروضات خمس صلوات والصلاة بعشر أمثالها فأصبحت في الميزان كخمسين صلاة والركعات كمائة ركعة، وإنا لصادقون. وقال الله تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ} صدق الله العظيم [الحجر:87].
فما هي السبع المثاني؟ وهي فاتحة الكتاب المكوّنة من سبع آيات. تصديقاً لقول الله تعالى: {بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ ﴿1﴾ الْحَمْدُ لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿2﴾ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ ﴿3﴾ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ﴿4﴾ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴿5﴾ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ﴿6﴾ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ﴿7﴾} صدق الله العظيم [الفاتحة].
وأما المقصود من قول الله تعالى؛ { مِّنَ الْمَثَانِي } وذلك لأنّ الله أمركم بقراءتها مرتين في كُلّ صلاةٍ مفروضةٍ، ثم أمركم الله بالقصر في الصلوات إذا ضربتم في سبيل الله فخشيتم أن يفتنكم الذين كفروا فيفتكوا بكم أثناء الصلاة، ولذلك أمركم الله أن تقصروا الصلاة من ركعتين إلى ركعة واحدة إلا الإمام الذي يُصلي بكم فلم يأمره الله بالقصر في الصلاة بل يصليها كاملة، وإنّما القصر على جماعة المُصلين من ورائه، فقسّمهم الله إلى جماعتين حتى تُصلي الجماعة الأولى وراء الإمام ركعةً واحدةً ثم يُسلّمون فينصرفون فتخلفهم الجماعة الأخرى فيصلّون وراء الإمام الركعة الثانية، وذلك ما أعلمه من صلاة القصر في الكتاب إنها تُقصر الركعات من ركعتين إلى ركعة واحدة إلا الإمام فلم أجد في كتاب الله أن يصلي صلاة القصر، ولذلك خاطب الله الذين آمنوا ولم يوجّه الخطاب إلى رسوله لأنّ الله لم يأمره من أن يقصر في صلاته. وقال الله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ فَتَبَيَّنُوا وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَىٰ إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِندَ اللَّـهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ ۚ كَذَٰلِكَ كُنتُم مِّن قَبْلُ فَمَنَّ اللَّـهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا ۚ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا ﴿94﴾لَّا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ ۚ فَضَّلَ اللَّـهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً ۚ وَكُلًّا وَعَدَ اللَّـهُ الْحُسْنَىٰ ۚ وَفَضَّلَ اللَّـهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا ﴿95﴾ دَرَجَاتٍ مِّنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً ۚ وَكَانَ اللَّـهُ غَفُورًا رَّحِيمًا ﴿96﴾ إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنتُمْ ۖ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ ۚ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّـهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا ۚ فَأُولَـٰئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ۖ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ﴿97﴾ إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا ﴿98﴾ فَأُولَـٰئِكَ عَسَى اللَّـهُ أَن يَعْفُوَ عَنْهُمْ ۚ وَكَانَ اللَّـهُ عَفُوًّا غَفُورًا ﴿99﴾ وَمَن يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً ۚ وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّـهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّـهِ ۗ وَكَانَ اللَّـهُ غَفُورًا رَّحِيمًا ﴿100﴾ وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَن يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُّبِينًا ﴿101﴾وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِّنْهُم مَّعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِن وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَىٰ لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ ۗ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُم مَّيْلَةً وَاحِدَةً ۚ وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِن كَانَ بِكُمْ أَذًى مِّن مَّطَرٍ أَوْ كُنتُم مَّرْضَىٰ أَن تَضَعُوا أَسْلِحَتَكُمْ ۖ وَخُذُوا حِذْرَكُمْ ۗ إِنَّ اللَّـهَ أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُّهِينًا ﴿102﴾} صدق الله العظيم [النساء].
وهذه هي صلاة القصر في مُحكم كتاب الله تجدونها قصراً من ركعتين إلى ركعة واحدة إلا الإمام فيصليها ركعتين كما فرضها الله في محكم كتابه، ألا وإنّ صلاة القصر يجوز لكم فيها أن تقصروا صلاة الفجر من ركعتين إلى ركعة واحدة إلا الإمام فسبقت الفتوى بالحقّ أنّ إمام الجماعة لم يأمره الله بقصر الصلاة المفروضة؛ بل يُصلي الفجر ركعتين كما في محكم كتاب الله، وأمّا الجماعة فينقسموا إلى طائفتين فطائفةٌ يصلّون مع الإمام الركعة الأولى وأمّا الطائفة الثانية فيصلّون مع الإمام الركعة الثانية؛ وهذا بالنسبة لصلاة القصر فلها شرط واضحٌ محكمٌ في كتاب الله: {وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُواْ مِنَ الصَّلوةِ إِنْ خِفْتُمْ أَن يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُواْ لَكُمْ عَدُوًّا مُّبِينًا} صدق الله العظيم [النساء:101].
وأما صلاة السفر التي لا تخشون فيها فتنة الذين كفروا أثناء صلاتكم فهي تختلف عن صلاة القصر لأنّ الله أمركم أن تجمعوا بينهما فقط من غير قصر، بل تجمعوا (العصر مع الظهر) و (المغرب مع العشاء). تصديقاً لقول الله تعالى: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ} صدق الله العظيم [هود:114].
فأمّا طرفي النهار فهما: صلاة الظهر والعصر جمعاً في صلاة الظهر لأنّ صلاة الظهر هي في ميقات أطراف النهار.
ولربّما يود أن يُقاطعني أحد القُرآنيّين من الذين يقولون على الله بالتفسير ما لا يعلمون فيقول: "مهلاً مهلاً يا ناصر محمد اليماني؛ بل البيان الحقّ لقول الله تعالى: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ} صدق الله العظيم، إنما يقصد به أول النهار وآخره". ومن ثم يردُّ عليه المهديّ المنتظَر الذي يُحاجِج الناس بالبيان الحقّ للذكر وأقول: اسمع يا هذا، فإنك تحاجِج المهديّ المنتظَر الذي يُهيمن عليكم بالبيان الحقّ للذكر؛ بل طرفي النهار أي نهار الغدو ونهار العشي وميقات صلاة الظهر بينهما في طرفي نهار الغدوة والعشي، فأمّا البيان الحقّ لميقات طرفي النهار فهي صلاة الظهر والعصر جمعاً، وسبق وأن علّمناكم من قبل بأنّ طرفي النهار يقصد بها صلاة الظهر ولكنّي لم أستطِع أن أفصل الحقّ تفصيلاً واهتممت بإثبات الصلوات الخمس، ولكن بعد أن أراني الله في الرؤيا جدي مُحمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- و قال لي: {وَقُلْ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ} صدق الله العظيم [الكهف:29].
ومن ثمّ نفتي من مُحكم كتاب الله مُباشرةً ونقول: إنّ البيان الحقّ لقول الله تعالى: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ} صدق الله العظيم [هود:114]، فإنها صلاة الظهر والعصر جمعاً، فتعالوا لأعلمكم ما هو المقصود من قول الله تعالى: {طَرَفَيِ النَّهَارِ} صدق الله العظيم. وقال الله تعالى: {فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى} صدق الله العظيم [طه:130].
وأولاً فما هو المقصود بميقات التسبيح المفروض الذي أمر الله به نبيّه؟ والجواب أنّه يقصد التسبيح في الصلاة، وإنّما الصلاة تسبيح لله. تصديقاً لقول الله تعالى: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا} صدق الله العظيم [النور:36].
ونعلم ما هو المقصود بالتسبيح في الميقات المعلوم لأنّها الصلاة؛ ولذلك قال الله تعالى: {فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى} صدق الله العظيم [طه:130].
فأمّا البيان الحق لقول الله تعالى: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ} ويقصد بذلك ميقات صلاة الفجر.
وأما قول الله تعالى: {وَقَبْلَ غُرُوبِهَا} ويقصد الله بذلك ميقات صلاة العصر.
وأما قول الله تعالى: { وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ } وذلك ميقات آناء أول الليل وهنّ ميقات صلاة المغرب والعشاء من الشفق إلى الغسق.
وأما قول الله تعالى: { وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى } وذلك ميقات صلاة الظهر بين طرفي نهار الغدو ونهار العشي، ولم يقصد الله أبداً إن العشي هو الليل بل العشي يمتد من لحظة الإنكسار للشمس بعد الميل من المنتصف من وسط السماء وينتهي بالضبط عند غروب الشمس، فينتهي نهار العشي بنهاية ميقات صلاة العصر بغروب الشمس ودخول صلاة المغرب بظهور الشفق من بعد الغروب. وقال الله تعالى: {فَسُبْحَانَ اللَّـهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ ﴿17﴾ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ ﴿18﴾} صدق الله العظيم [الروم].
والبيان الحق لقول الله تعالى: { فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ } وذلك آناء الليل ميقات في أوله من الشفق إلى الغسق وهنّ ميقات صلاة المغرب والعشاء.
وأما قول الله تعالى: { وَحِينَ تُصْبِحُونَ } وذلك ميقات صلاة الفجر حين يتبيّن خيط الصباح يُنادي المنادي لصلاة الفجر.
وأما قول الله تعالى: { وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا } ويقصد صلاة العصر بذكر العشي.
وأما قول الله تعالى: { وَحِينَ تُظْهِرُونَ } ويقصد صلاة الظهر بين طرفي نهار الغدو و نهار العشي، وحتى تعلموا أنه يقصد بميقات العشي من الانكسار من منتصف السماء إلى لحظة الغروب فانظروا لقول الله تعالى: {وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ ۚ نِعْمَ الْعَبْدُ ۖ إِنَّهُ أَوَّابٌ ﴿30﴾ إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ ﴿31﴾ فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَن ذِكْرِ رَبِّي حَتَّىٰ تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ ﴿32﴾ رُدُّوهَا عَلَيَّ ۖ فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ ﴿33﴾} صدق الله العظيم [ص].
ومن ثم تعلمون أنّ المقصود بالعشي هو: من بعد انكسار الشمس من وسط السماء إلى لحظة غروب الشمس، فينتهي نهار العشي بغروب الشمس، فتنتهي صلاة العصر بانتهاء نهار العشي. وأما نهار الغدو فهو من طرف النهار من جهة الفجر فينتهي لحظة الانكسار من وسط السماء فيدخل نهار العشي ومجمع بينهما ميقات صلاة الظهر، وأحلّ الله لكم فيها الجمع في السفر فتجمعون جمع تقديم بين صلاة الظهر وصلاة العصر في ميقات صلاة الظهر، وأحلّ الله لكم الجمع بين صلاة المغرب والعشاء جمع تأخير زُلفاً من الليل. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ} صدق الله العظيم [هود:114].
وتلك صلاة الظهر والعصر جمعاً وصلاة المغرب والعشاء جمعاً وليس قصراً، وإنما القصر حين تكونون في سبيل الله فخشيتم أن يفتنكم الذين كفروا أثناء صلاة الجماعة كما فصلنا لكم ذلك، وتلك الصلاة تُسمى صلاة القصر وذلك لأنّ صلاة القصر يحلّ لكم أن تقصروا فيها الفجر من ركعتين إلى ركعة واحدة إلا الإمام ومثل شرطه كمثل شرط صلاة القصر في جميع الصلوات هو إذا خشيتم أن يفتك بكم الذين كفروا أثناء صلاتكم سواء صلاة الفجر أو الصلوات الأُخرى فقد أذن الله لكم بالقصر فيهما جميعاً، وصلاة القصر كما أفتيناكم بالحقّ أنهُ يقصد قصر الركعات من ركعتين إلى ركعة سواء الفجر أو الصلوات الأخر (ركعة واحدة فقط) إلا الإمام، وإنّما صلاة القصر حصرياً على الجماعة المُصلين وراء الإمام، وتنتهي صلاة القصر بانتهاء الخوف من الفتك بكم أثناء صلاة الجماعة.
وأما صلاة السفر فقد أمركم الله أن تصلوها جمعاً فقط ولا قصر فيها شيئاً بل هي جمع كما جمع محمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الحج العصر مع الظهر جمع تقديم والمغرب مع العشاء جمع تأخير. وذلك تصديقاً لقول الله تعالى: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ} صدق الله العظيم [هود:114].
ويا معشر الأنصار السابقين الأخيار إنّ المهديّ المنتظَر يأمركم بالأمر بعدم الالتزام بهذا البيان حتى يُلجم الإمام المهديّ عُلماء الأمّة في تفصيل الصلوات والركعات من مُحكم القرآن العظيم، فلا يزال لدينا مزيدٌ من البرهان العظيم في تفصيل الرُكن الثاني من أركان الإسلام رُكن الصلاة، وعليكم بتبليغ هذا البيان العظيم في تفصيل الصلوات والركعات إلى كافة مُفتيي الديار الإسلاميّة بأنّ عليهم الحضور إلى طاولة الحوار للمهديّ المُنتظَر المنبر الحُرّ موقع الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني حتى يذودوا عن حياض الدين وعدم إضلال المُسلمين إن كان ناصر محمد اليماني على ضلالٍ مُبينٍ أو يهيمن الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني بالبيان الحقّ للقرآن العظيم على كافة عُلماء الأمّة، ولكني أشهدُ الله إنّي ومن الآن أعلن بالنتيجة مُقدماً بأنّ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني لا شكّ ولا ريب سوف يهيمن على كافة عُلماء المُسلمين والنصارى واليهود حصرياً من القرآن العظيم المحفوظ من التحريف، وإذا حضر مُفتو الديار الإسلاميّة إلى طاولة الحوار نعمة من الله والتي لا تكلفهم سفراً ولا ترحالاً بل ليس عليهم إلا فتح الجهاز وهم في دارهم لمحاورة المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني.
ولا يجوز لكم معشر الأنصار أن تخالفوا أمر المهديّ المنتظَر! وأكرر لكم الفتوى إنّي لم آمركم بالالتزام بهذا البيان حتى تروا نتيجة الحوار بين المهديّ المنتظر ناصر محمد اليماني وبين مُفتيي الديار في جميع الأقطار العربيّة والإسلاميّة، وذلك لأنّكم كيف تستطيعون أن تُصلّوا ركعتين في صلاة الجماعة فتنصرفوا فيسلقونكم الناس بألسنةٍ حدادٍ ثم تكونون سبباً في فتنتهم بل قولوا: {رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا فِتْنَةً للقوم الظالمين} صدق الله العظيم [يونس:85].
لأنّهم حين يؤذونكم أو يسبونكم فيغتابونكم فيقولون: "أفلا ترون هذه الفئة الضالة كيف يصلون معنا ركعتين لكُلّ صلاة!" فيغتابونكم أو يؤذونكم، وعليه فلا تثريب عليكم فصلّوا مع الناس في بيوت الله كما يصلّون حتى يعترف عُلماء الأمّة بالحقّ أو يمكنّي الله في الأرض عليهم وهم صاغرون فأقيم الصلاة كما أمرني الله، وأما في عصر الحوار فلا يزال المهديّ المنتظَر يُصلّي كما يصلّي أهل السُّنة والجماعة ولا ولن آمركم بالخروج عن الجماعة أبداً، ولا ولن آمركم أن تكونوا طائفةً جديدةً بل كونوا دُعاة الأمّة إلى جمع شمل الأمّة إن كنتم تريدون توحيد أمّتكم، واعلموا أنّه لا يزال الكثير والكثير في جعبتنا من البيان في شأن الصلوات المفروضات من محكم القرآن العظيم ومزيداً من التفصيل من القول الثقيل بإذن الله، وإذا دخلتم بيوت الله قبل أن تُقام الصلاة فصلوا ركعتي السُّنّة الحقّ في بيوت الله فلا تجلسوا حتى تصلوا ركعتي السُّنة وميقاتهنّ بين الأذان والإقامة، وإذا لم تحضروا إلا مُتأخرين حين قيام الركعات المفروضات فصلّوا الفرض ولا سُنة لصلاةٍ من بعد الفرض للصلوات بل الصلاة ركعتين فرض وركعتين سُنة ولكنّكم جمعتم السنة إلى ركعتي الفرض فجعلتموهم أربعاً فرضاً، وإنّما السُنّة إذا دخلتم بيوت الله فلا تجلسوا حتى تركعوا لله ركعتين، وميقاتهم بين أذان الصلاة والإقامة.
ولكننا ننتظر وصول مُفتيي الديار الإسلاميّة حتى نتفق على الحقّ جميعاً بالعلم والمنطق، ولم يبعث الله الإمام المهديّ ليزيد الأمّة فرقةً إلى تفرقها وشتاتاً، هيهات هيهات.. فلن نُشتت الجماعات؛ بل بعثني الله لجمع الشتات ولنُفصّل الصلوات المفروضات مُباشرةً من كتاب الله تفصيلاً، ولم نقل بعد إلا شيئاً قليلاً، ولن أقبل الحوار إلا مع مُفتيي الديار الإسلامية في شأن بيان الصلاة وحتى ولو مُفتٍ واحد معروف بأنّهُ مُفتي أحد الدول الإسلامية سواء العربية أو الأعجمية، ولذلك نأمر جميع الأنصار بأن يبعثوا بهذا البيان إلى كافة مُفتيي الديار الإسلامية سواء العربية أو الأعجمية بدعوة الحضور لطاولة الحوار العالمية (موقع الإمام ناصر محمد اليماني)، وما لم يحضروا فقد أقمنا الحجّة عليهم بالحقّ، ومن أعرض عن ذكر الله فسوف يحكم الله بيني وبينه بالحقّ وهو خير الحاكمين.
ويا معشر الأنصار السابقين الأخيار، إني أكرِّر عليكم الأمر للمرة الثالثة بعدم تنفيذ هذا البيان الحقّ حتى يحقّ الله الحقّ فتجدوا إنّ المهديّ المُنتظَر ناصر مُحمد اليماني حقاً قد هيمن بالبيان الحقّ للقرآن العظيم على مُفتيي الديار الإسلاميّة حتى يعترفوا بالحقّ من ربهم أو يظهر الله خليفته عليهم والناس أجمعين في ليلة وهم صاغرون، وإذا استكبروا على المهديّ المُنتظَر ولم يحضر ولا واحد منهم فانتظروا وانظروا التنفيذ لهذا البيان بيان الصلوات وصلوا مع المُسلمين كما يصلون، واعلموا إنّ الله مُتقبل صلاتكم إذا كانت خالية من الشرك.
وإنّي المهدي المُنتظر أشهدُ الله شهادة الحقّ اليقين في الدُنيا ويوم يقوم الناس لربّ العالمين إنّ الذين يصلون على تُراب الحُسين فإنّ الله لا يقبل صلاتهم بسبب تُراب جدي الإمام الحُسين عليه الصلاة والسلام، وإني مُتبرئ منهم وجدي الحسين مُتبرئ منهم حتى يتطهروا من الشرك تطهيراً، فتلك بدعة ما أنزل الله بها من سُلطان لا في كتاب الله ولا سنة رسوله الحقّ، ألا وإنّ كُل بدعةٍ في الدين ضلالةٌ تؤدي إلى الشرك، ومن أشرك بالله فقد هوى وغوى وكأنّما خرّ من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح إلى مكانٍ سحيقٍ، وكذلك أنتم يا معشر المُسبّحين بالسَّحَر الفتّانين الذين يفتنون المسلمين النائمين في غير ميقات الصلاة المفروضة لا تَقَبّل الله تسبيحكم، إنّما الاستغفار بالسحر هو بالسرّ بين العبد وربه والناس نائمون في سكون الليل سراً، ولكنكم تعلنون بالتسبيح بالميكرفونات المُكبرة للصوت حتى تفتنوا النائمين ثم لا يتقبل الله تسبيحكم ولا استغفاركم ما دُمتم فتنتم عباده النائمين خصوصاً الذين يسكنون بجوار بيوت الله فتؤذونهم في الثلث الأخير من الليل بأصوات الميكروفونات المُكبّرة في غير ميقات الصلاة المفروضة، بل إذا تبيّن الخيط الأسود من الخيط الأبيض من الفجر فعند ذلك يتم النداء لصلاة الفجر عبر أكبر الميكروفونات المُكبرة للصوت فلا حرجَ عليكم، وإنّما لم يُجِز الله لكم أن تؤذوا الناس النائمين بالتسبيح والاستغفار بالسحر، فهل أمركم الله بذلك بالجهر؟ قل هاتوا بُرهانكم إن كنتم صادقين.
وإنّما النداء هو للصلاة فقط في ميقات الصلاة فلا حرجّ عليكم، ولكنّ الله لم يأذن لكم أن تفتنوا عباده في غير ميقات الصلوات المفروضات، فمن ينجيكم من الله يا أصحاب البدع التي لا تُرضي الله فلا تزيدكم منه إلا بُعداً؟ ولذلك لن تجدوا قلوبكم تخشع ولا أعينكم تدمع أيها المُعلنون بتسبيحهم بالسَّحَر من قبل ميقات صلاة الفجر، ألم تذكروا قول الله تعالى: {وَاذْكُرْ رَبَّكَ فـي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنْ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ وَلا تَكُنْ مِنْ الْغَافِلِينَ}صدق الله العظيم [الأعراف:205].
و لكنّكم تصرخون عبر الميكروفونات فتقولون: "اسمعونا يا ناس فإننا نحنُ المُسبحون". لا تقبّل الله تسبيحكم أيها الفتّانون للنائمين فتجعلونهم يشمئزون من ذكر الله فتكونون السبب في فتنتهم، فتوبوا إلى الله وتذكروا قول الله تعالى: {وَاذْكُرْ رَبَّكَ فـي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنْ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ وَلا تَكُنْ مِنْ الْغَافِلِينَ} صدق الله العظيم؛ و بيّن محمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- لكم ذلك وقال: [ خَيْرُ الذِّكْرِ الْخَفِيُّ ]، وذلك الذي يذكر الله خلوة دون أن يعلن للناس بذكر ربه وفاضت عيناه من ذكر ربه، وليس الذين يسمعون الناس ذكرهم فيؤذونهم وهم نائمون، فليس ذلك من الإخلاص في شيء، ولم يأمرهم الله أن يوقظوا عباده النائمين من نومهم في سكون الله. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا} صدق الله العظيم [الأنعام:96]. بمعنى إنّه مُحرّم إزعاج الناس النائمين في سكون الليل، وأثاب الله المُسبحين في سكون الله الذين لا يسمعون الناس أصواتهم في خلواتهم بربهم، فلا تسبيح عبر الميكروفونات وإنّما أعدت للنداء للصلوات أو لذكر الخُطب والمواعظ للناس في غير ميقات نوم الليل وسكون النائمين، أفلا تتقون؟
ونحن في انتظار مُفتيي الديار الإسلاميّة ليتمّ الحوار بين جميع مُفتيي كافة الأقطار الإسلاميّة، ومن ورد إلينا فعليه أولاً أن يظهر صورته كما أظهر الإمام المهديّ صورته بالحقّ وكذلك اسمه الحقّ، ومن كان جباناً ولن يُظهر لنا صورته ولا اسمه فلا يحاورنا ولا حاجة لنا بحوار الجُبناء، فإنّ الجبان لا ينتصر لا في ميدان القتال ولا في طاولة الحوار، ولو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالاً. وهذه الشروط حصرياً ليس إلا في هذا البيان والذي جعلناه بعنوان ((بيان الصلوات والركعات من مُحكم القرآن العظيم)) نظراً لأهميته الكُبرى.
فلا يزال لدينا الكثير من التفصيل يا معشر الأنصار السابقين الأخيار فلا يجوز لكم أن تُخالفوا أمري، ولذلك لا يجوز لكم تنفيذ هذا البيان في فتوى الركعات من محكم الكتاب حتى تجدوا عُلماء الأمّة ومُفتيي الديار الإسلاميّة قد هيمنوا على ناصر محمد اليماني بعلم أهدى من علم ناصر محمد اليماني وأصدق قيلاً وأهدى سبيلاً، وهيهات هيهات.. فمن أصدق من الله قيلاً؟ وإنّما أريد أن أعلمكم أن لا تكونوا إمّعات فتتّبعوا الدُعاة بغير علمٍ بل مُجرد ما يفتيكم فتتّبعونه! كلا ثم كلا.. بل أمركم الله أن تستخدموا عقولكم فلا تتّبعوا الاتّباع الأعمى لأمر الله إلى طالب العلم منكم. وقال الله تعالى: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} صدق الله العظيم [الإسراء:36].
وكذلك فليعلم الجميع إنّ الإمام المهديّ لَمِن أشدِّ الناس استمساكاً بكتاب الله وبسنّة رسوله الحقّ وأن لا يظنوا فينا بغير الحقّ، وإنّما ندعوهم للاحتكام إلى كتاب الله المحفوظ من التحريف كما أمر الله جميع أنبيائه ورسله بادئ الأمر، وكذلك المهديّ المنتظَر يدعو علماء الأمّة بادئ الأمر للاحتكام حصرياً من الكتاب.
ويا معشر عُلماء الأمّة، أفلا تعلمون أنّ الإمام المهديّ لقادرٌ أن يفصّل لكم جميع أركان الإسلام حصريّاً من كتاب الله تفصيلاً كما كان يفصله مُحمدٌ صلى الله عليه وآله وسلم؟ تصديقاً لقول الله تعالى: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} صدق الله العظيم [النحل:44].
ولكن للأسف إني مكثتُ أفصّل لكم الإخلاص في عقيدة لا إله إلا الله وحده لا شريك له طيلة خمس سنوات فلم تجيبوا دعوة الإخلاص في عبادة الله والكفر بشفعائكم بين يدي الله وأبى أكثركم إلا أن يكونوا مُشركين، وها نحن دخلنا في الرُكن الثاني من أركان الإسلام (إقامة الصلاة) ونُريد أن نُفصّلها حصريّاً من كتاب الله تفصيلاً في عدد ركعاتها وحركاتها وما تقولوا في جميع حركاتها، وقد يقول قائل: "إذا لن يقبل الله صلاتنا طيلة حياتنا الماضية" . ثمّ نردّ عليه: بل تقبلها الله إذا كنتم قد التزمتم بشرطها الأساسي في مُحكم كتاب الله: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً} صدق الله العظيم [الجن:18].
وتصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا} صدق الله العظيم [النساء:48].
ولكن للأسف قال الله تعالى: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلا وَهُمْ مُشْرِكُونَ} صدق الله العظيم [يوسف:106].
وإنّا لله وإنا إليه لراجعون، وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
أخوكم؛ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
_______________
صلاة الكفارة لمن أضاع صلاة سابقة ..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمُرسلين وآله الطيبين الطاهرين..
أخي الكريم هذا حديثٌ ما أنزل الله بهِ من سُلطان.!! صلاة الكفارة عن رسول الله أنه قال :
قال أبو بكر : سمعت رسول الله يقول:
فهل يصدق به عاقل؟! وإنما يريدون أن يتهاون المُسلمون في الصلاة ويقول أحدهم: "ولسوف أصلي صلاة الكفارة"، ومن ثم يضيعون الصلوات بزعمهم أنّ صلاة الكفارة أجرها أعظم من ذلك لدرجة أنه يمتدّ لأهله وذريته جيلاً بعد جيلٍ، وذلك حتى يعتمد على هذا المُتهاونون في الصلاة فيضيعونها عاماً أو عامين أو أكثر ومن ثمّ يصلّون صلاة الكفارة التي ما أنزل الله بها من سُلطان!
بل الصلاة صِلةٌ بين العبد والربّ وهي تخصّ صاحبها ولا تنوب صلاة عبد عن عبد أبداً! ويا سبحان الله فأيّ صلاة هذه التي يمتد أجرها لأولاده وأهل بيته وأهل بلده! بينما الذي حافظ عليها حتى لقي ربه لم نجدها تجاوزت صاحبها؟ وكلٌّ له صلاته عند ربه. فهذا حديثٌ مُفترى، وقد بيّنا لكم الحكمة الخبيثة منه، وذلك حتى يتمّ التهاون في الصلاة المفروضة فيتركها تفوته ويقول: "فيما بعد أصلي صلاة الكفارة". قاتلهم الله أنّى يؤفكون، وسلامٌ على المُرسلين ، والحمدُ لله ربّ العالمين.. ______________
الإمام ناصر محمد اليماني
04 - 12 - 2009 مـ
16 - 12 - 1430 هـ
03:25 صباحاً
ــــــــــــــــــ
صلاة الاستخارة ..
بسم الله الرحمن الرحيم وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين..
أخي الكريم، إنّما صلاة الاستخارة هي ركعتا إنابةٍ إلى الله ليهديك لما يُحبّهُ ويرضاه بين أمرين أو أكثر إذا لم تعلم أيهم فيه الخير لك، وربُك يعلم وأنت لا تعلم ومن يتوكل على الله فهو حسبه..
أمّا المُبايعة فهو شيء في علم الله أخي الكريم، فلا أستطيع أن أحدد لك رقم الذين سوف يبايعونني من بعد التصديق عند البيت العتيق، ولا يزال ذلك في علم الغيب وإلى الله تُرجع الأمور، فلا علم لي إلا بما علّمني الله نعم المولى ونعم النصير.
____________
صلاة الجنازة ..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمُرسلين وآله الطيبين الطاهرين والتابعين للحقّ إلى يوم الدين..
قال الله تعالى: {هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۚ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا ﴿43﴾} صدق الله العظيم [الأحزاب].
ويا معشر الأنصار السابقين الأخيار ويا معشر المُسلمين: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴿56﴾}صدق الله العظيم [الأحزاب]، اللهم صلِّ وسلم وبارك على جدي خاتم الأنبياء والمُرسلين مُحمد رسول الله وآله والتابعين للحقّ إلى يوم الدين..
ويا معشر المُسلمين، إني أراكم قد اختلفتم في الصلاة على أمواتكم لأنكم لا تعلمون ما هي صلاة العباد على العباد، وإنما هي الدُعاء والتضرع إلى ربّ العباد ليغفر للمُسلمين سواء الأحياء أو الأموات، وأما صلاة الله على عبادة هي إجابة الدُعاء.
وقال الله تعالى:{هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۚ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا ﴿43﴾} صدق الله العظيم [الأحزاب].
إذاً الصلاة على أمواتكم هي أن تقوموا لله خاشعين بالدُعاء لهم بالاستغفار فتستغفرون لهم كما يستغفر لكم الملائكة فتقولون: (( اللهم اغفر له وارحمه وجميع أموات المُسلمين ولنا معهم برحمتك يا أرحم الراحمين ))
فيدعوا الإمام ما شاء الله، ولا تضموا إليكم جناحكم كما في صلواتكم ولا تسربلون؛ بل ارفعوا أيدكم إلى من تجأرون إليه بالدُعاء ليغفر لميتكم وجميع أمواتكم ولكم معهم.
وكما نفتيكم أنّ التكبيرات سبع والاستغفار سبعين مرة، بعد كلّ تكبيرةٍ عشر مراتٍ تستغفرون لميتكم بعد كُلّ تكبيرةٍ، وعدد التكبيرات سبعاً فيصبح إجمالي الاستغفار سبعين مرةً. تصديقاً لقول الله تعالى:{اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ} صدق الله العظيم [التوبة:80]، ونعلم من خلال ذلك أن نستغفر لأمواتنا سبعين مرةً، وحتماً سيغفر الله لهم ما لم يكونوا مُنافقين، وذلك لأنّ المنافقين قد نهى الله رسوله أن يصلّي عليهم بالدُعاء. وقال الله تعالى: {وَلَا تُصَلِّ عَلَىٰ أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَىٰ قَبْرِهِ} صدق الله العظيم [التوبة:84].
وذلك لأنّ الله لن يغفر للمُنافقين الذين يُظهرون الإيمان ويبطنون الكفر ما لم يتوبوا إلى الله متاباً من قبل موتهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَا تُصَلِّ عَلَىٰ أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَىٰ قَبْرِهِ ۖ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ ﴿84﴾} صدق الله العظيم [التوبة].
ولن يغفر الله لهم حتى ولو استغفر لهم مُحمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حياتهم أو بعد موتهم سبعين مرةً فلن يغفر الله لهم. وقال الله تعالى: {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ﴿80﴾}صدق الله العظيم [التوبة].
ونعلم من خلال ذلك أنّ التكبيرات سبعٌ والاستغفار سبعون مرةً بعد كُلّ تكبيرةٍ تستغفرون له عشرا. ويا معشر المُسلمين إنما السبعون مضمونة أن يجعل الله قلوبكم تخشع وأعينكم تدمع فيرضى الله عنكم وعن ميتكم فيغفر لكم ويُجيب دعوتكم فيغفر لميتكم، وذلك فوزٌ عظيمٌ.
ويكُبر الإمام جهرةً ثم يتلو الفاتحة ثم يتلوها الدُعاء والمُصلين يقولون: اللهم آمين.. اللهم آمين.
فما أعظم أجر المُصلين على الجنائز الخاشعين الذي لو نظر إليهم الغريب لظنّ أنّ الميت أخوهم ابن أمّهم وأبيهم! ولذلك يراهم يبكون وإنما تذرف الدموع من الخشوع لله ربّ العالمين من التضرع بين يديه ليغفر لآخاهم ولهم فيزحزحه عن النار فينقذونه، إنّ ربّي سميع الدُعاء غفورٌ رحيمٌ، لأنّ المؤمنين يستطيعون الآن في الدُنيا أن يتضرعوا بين يدي الله فيستغفروا لأمواتهم فيحاجّوا الله برحمته التي كتب على نفسه ولكنهم لا يستطيعون أن يحاجّوا الله فيهم يوم القيامة. تصديقاً لقول الله تعالى: {هَا أَنتُمْ هَٰؤُلَاءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَن يُجَادِلُ اللَّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَم مَّن يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا ﴿109﴾ وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا ﴿110﴾ } صدق الله العظيم [النساء]. ____________
صلاة الجمعة ..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمُرسلين وآله الطيبين والتابعين للحقّ إلى يوم الدين..
أخي الكريم طالب الهُدى، فإن كُنت حقاً تبحث عن الهُدى قلباً وقالباً فحقٌّ على الله أن يهديك إلى الحقّ. تصديقاً لوعده الحقّ في مُحكم كتابه: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} صدق الله العظيم [العنكبوت:69].
ويا أخي الكريم، لقد أمرك الله أن لا تتّبع عِلْمَ عَالمٍ ليس لك به عِلْمٌ أنّ علْمَه حقاً من عند الرحمن وليس من افتراء الشيطان، ولذلك أمركم الله أن تستخدموا عقولكم من قبل اتّباع الداعية فتُفكر بعلمه وبرهانه فهل هو من عند الرحمن فيقرّه عقلك ويطمئن إليه قلبك. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} صدق الله العظيم [الإسراء:36]، ومن خلال ذلك تعلمون أنّ الله نهاكم عن الاتّباع الأعمى.
ويارجل إنّي أراك تُفتي في شأن دعوة ناصر مُحمد اليماني إنّها تفتقد العلم والسُلطان! ويا سُبحان الله عليك! فهل عمي عليك البرهان من مُحكم القرآن وترى أنّ البرهان هو مع من يخالفنا! فما خطبك يا رجل وماذا دهاك؟ فتلك كذبة مكشوفة لمن تدبر بيان ناصر مُحمد اليماني ثم لا يجدوه يفتي بشيء إلا وجاء بالبرهان بالحُجة الداحضة للجدل حتى يُسلموا للحقّ تسليماً.
وإليك سؤال المهديّ المُنتظَر يا من تظنّ أنّ الصلوات لم يجرِ عليها التغيير، وسؤالي لك ولكافة الباحثين عن الحقّ: فكيف أسقطت صلاة الجمعة الواجبة صلاة الظهر الفرض الجبريّ والظهر من ضمن أركان الإسلام؟ فلو حذفت الظهر وجعلت الصلوات المفروضات أربعاً لاختل الركن الثاني من أركان الإسلام، أفلا تعقلون! ومن ثم تتفكر وتقول ولكن الجمعة كذلك مذكورة في القرآن وهي واجبة وليست فرضاً بدليل قول الله تعالى: {فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ} صدق الله العظيم [الجمعة:9].
ولكن الصلاة المفروضة إذا ألهتكم التجارة والبيع عنها تجد في ذلك تهديد ووعيد من الربّ المعبود. تصديقاً لقول الله تعالى: {رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ ۙ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ} صدق الله العظيم [النور:37].
وأما صلاة الجمعة فهي واجبةٌ على أقوام وتسقط عن آخرين، وأما الصلاة المفروضة فإنّهما رُكن من أركان الإسلام وأوصانا الله بها ولم تُرفع عن المُسلمين لا في سفرٍ ولا في حضرٍ ولا في مرضٍ. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا} صدق الله العظيم [مريم:31].
وتصديقاً لقول الله تعالى: {رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ ۙ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ} صدق الله العظيم [النور:37].
ولربّما يودّ أحد الذين يقولون على الله ما لا يعلمون: "إذاً ما دامت صلاة الظهر فرضاً جبريّاً حتى في يوم الجمعة فعلينا أن نُصلي الجمعة ثم نقيم صلاة الظهر فنصلي الظهر". ثم يردُّ عليه المهديّ المُنتظَر من مُحكم الذكر: ولكني لم أجد بعد صلاة الجمعة مباشرةً فريضةً أخرى بل إذا قُضيت صلاة الجمعة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله. تصديقاً لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ﴿9﴾ فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (10)} صدق الله العظيم [الجمعة].
ومن ثم يتساءل أولو الألباب فيقولون: "ويا سُبحان الله العظيم، ولكنّ الله يعلم أنّه فَرَض علينا في ذلك الميقات صلاة مفروضةً وهي صلاة الظهر، فكيف يجعل ميقات الجمعة في ذات الميقات؟". ثم يردّ عليه المهديّ المُنتظر بفتوى صلاة الظهر جمع تأخير مع صلاة العصر من مُحكم الذّكر بالحقّ وأقول: قال الله تعالى: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ ﴿36﴾ رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ ۙ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ ﴿37﴾ لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ ۗ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴿38﴾ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّىٰ إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ ۗ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴿39﴾ أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُّجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ سَحَابٌ ۚ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا ۗ وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ (40)} صدق الله العظيم [النور]
فأين ذهبتم من قول الله تعالى: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ} صدق الله العظيم [النور:36].
فتلك صلاة العصر والظهر جمعاً في ميقات صلاة العصر. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ۖ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} صدق الله العظيم [الكهف:28].
وسبق وأن أثبتنا العشي إنه ميقات صلاة العصر وتجد إنّه تجاوز صلاة الظهر فجمعهما مع صلاة العصر في ميقات شمس الأصيل. تصديقاً لقول الله تعالى: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ} صدق الله العظيم [النور:36]
فتلك صلاة العصر والظهر جمعاً في ميقات صلاة العصر. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ۖ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} صدق الله العظيم [الكهف:28].
وسوف تجدون حين يحضر أحد مُفتيي الديار الإسلاميّة لحوار المهديّ المُنتظَر بالاسم والصورة كيف يتمّ التفصيل لصلاة الحضر فنُفصّلها من كتاب الله تفصيلاً، فإنّي لا أريد ان أُشتت جموع المُصلين في صلاة الجماعة؛ بل وحدة الصف هي الأهم لدينا حتى ولو كان في صلواتهم أخطاء غفر الله لهم وتقبلها منهم، ألم يتّفقوا على أن يضعوا وجوههم على الأرض بمستوى أقدامهم سجوداً لله فكيف لا يتقبل صلواتهم سبحانه وتعالى وهو الغفور الشكور؟ ولا مُشكلة في الأخطاء في العبادة غير المُتعمّدة؛ بل المشكلة هو في الإشراك فتلك هي الكارثة وتلك هي الطامة الكُبرى على المُشركين بربهم، ألا لله الدين الخالص ويتقبل من عباده عبادتهم على قدر جهدهم وقدرتهم واستطاعتهم ويتغاضى عن أخطائهم غير المتعمدة منهم، ولكنّه لا يتغاضى عن الشرك به أبداً ولا يغفر أن يُشرك به أبداً حتى يُخلص عبده في عبادته لربه وحده لا شريك له، وقال الله تعالى: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا} صدق الله العظيم [الجن:18].
وسوف يتقبّل الله عبادتكم ويغفر لكم أخطاءكم في صلواتكم، فكيف وهو يرى أنّ عبده قد سجد لربه فجعل وجهه على الأرض على مستوى قدمه يسبح لربه فيطمع في رضوانه وقُربه، فكيف لا يتقبل الله من عبده صلاته فيُقربه! ولكن حين يرى وجه عبده خرّ ساجداً على تُراب الحسين، فكيف يقبل الله صلاته؟ فاتّقوا الله يا إخواني الشيعة وتذكروا قول الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيمًا} صدق الله العظيم [النساء:48].
فهل عندكم سُلطان بهذا يا من سجدوا على تُراب الحسين؟ قُل هاتوا بُرهانكم إن كنتم صادقين، أم على الله تفترون؟ فاتقوا الله.. ولكني أُصلي على أهل السّنة والجماعة وأُسلمُ عليهم تسليماً وهل تدرون لماذا؟ وذلك لأنّهم أقلّ شركاً بكثير منكم، فهم لا يدعون مع الله أحداً لولا فتنة الشفاعة برغم أنّ شياطين البشر أوقعوهم في كثير من الأحاديث والروايات المكذوبة عن النبي ولكن قلوبهم أطهر من الشرك منكم، ولا أريد أن أظلم أحداً كان من الشيعة لا يشرك بالله شيئاً فهو يعلم نفسه إذا كان لا يدعو مع الله أحداً، ولكن للأسف كذلك الشرك بالله مُنتشر في قلوب كثير من المؤمنين بالله. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُم بِاللَّهِ إِلَّا وَهُم مُّشْرِكُونَ} صدق الله العظيم [يوسف:106].
___________
أفلا تجيبوا داعي الحوار في عصر الحوار من قبل الظهور يا معشر عُلماء السُّنة والشيعة ؟
أشهدُ أن لا إله إلا الله، وأشهدُ أنّ مُحمداً رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وعجبت من قومٍ يضيّعون صلاة الجمعة الواجبة فيُخالفون أمر الله بحُجّة غياب الإمام! فهل تعبدون الإمام يا معشر الشيعة أم تعبدون الله وحده لا شريك له، أفلا تتقون؟ وعجبت من قومٍ يضيعون صلاةً مفروضةً يوم الجمعة ويقيمونها في السفر ويتركونها في يوم الجمعة في الحَضَر! إنّ هذا لشيءٌ عُجاب يا معشر السنة والجماعة الذين اتّخذوا هذا القُرآن مهجوراً بحُجّة أنه لا يعلمُ تأويله إلا الله، أفلا تتقون؟
أفلا تجيبوا داعي الحوار في عصر الحوار من قبل الظهور يا معشر عُلماء السُّنة والشيعة؟ أليس كُلّ مُفتٍ الآن صار له موقعٌ في الإنترنت العالميّة؟ فلماذا تستكبرون على ناصر محمد اليماني بالحضور إلى موقعه الذي أعددناه لكم ليكون لنا جميعاً فنتحاور بالعلم والسُلطان؟ فإذا لم أُبيّن لكم كيف كان يُصلي محمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- ومن محكم القرآن فأنا لستُ المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم.
ألا والله لولا أنّي أخاف أنّ أنصاري سيفارقون صلاة الجماعة في بيوت الله لفصَّلت لهم الصلوات تفصيلاً، فأجيبوا داعي الحوار يا معشر عُلماء السُّنة والشيعة وسوف نجعل أحكام الصلوات وعدد الركعات لكل صلاةٍ هي الحكم، فإذا لم آتِكم بعددهم من محكم القرآن العظيم فآتيكم بالحُكم المُلجم والمُهيمن بالحق فأنا لستُ المهديّ المُنتظَر الحقّ من ربكم وذلك بيني وبينكم، فهلمّوا للحضور فلا تستكبروا على دعوة الاحتكام إلى كتاب الله فيعذبكم الله مع المُعرضين عن كتابه، أفلا تتقون؟
وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين.. الإمام المهدي؛ ناصر محمد اليماني. _____________
الخلاصـــــــــــــــة..
بسم الله الرحمن الرحيم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، والجواب المُختصر: إنّ جميع الصلوات سواء تكون صلاة فرضٍ أم صلاة واجبة أم صلاة تطوع فجميعهن ركعتان في كتاب الله سواء تكون فرضاً أو نافلةَ تطوعٍ فهي ركعتين فقط ثم التسليم.
ويصلّي ما يشاء من صلوات التطوع النافلة فهي كذلك ركعتان في كلّ نوافل الصلوات أو الفرض أو الجمعة أو السُّنن فهي جميعاً ركعتان في كلّ صلاةٍ سواء كانت فرضاً أو واجبةً كصلاة الجمعة أو سنة أو نافلة مُستحبة فجميعهن ركعتان إلا صلاة القصر والوتر فهي ركعة، فقد ورد إلينا على الخاص سؤال عن صلاة الوتر فوجب علينا تنزيل الإضافة بالمزيد من الإيضاح، ولم أفتِكم بعد إنّه اكتمل بيان الصلاة، ولم ننفِ صلاة الوتر من بعد ناشئة الليل، وإنّما تكلمنا عن الصلوات المفروضة والصلاة النافلة أنّها ركعتان سواء تكون فرضاً أم نافلة الصلاة التطوعية ولم نتكلم عن الصلاة ذات الركعة الواحدة في هذا البيان، ولذلك وجب علينا المزيد من التفصيل عن الصلاة ذات الركعة الواحدة وهُنّ صلاة القصر كما علمناكم بشرطها المحكم في كتاب الله وهي ركعة واحدة، فهي أقصر الصلوات صلاة القصر وصلاة الوتر التي تجعلوها آخر صلواتكم من بعد ناشئة الليل هي ركعةٌ واحدةٌ، وأنتم تعلمون أنّ صلاة الوتر ركعةٌ واحدةٌ.
وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله رب العالمين.. أخوكم؛ الإمام المهديّ المنتظر ناصر محمد اليماني. __________
من ضيعها إذاً عبر السنين؟
وما أضاع صحابة رسول الله الصلاة بل أضاعوها قومٌ آخرون ..
- 34 -
الإمام ناصر محمد اليماني
08 - 10 - 1430 هـ
28 - 09 - 2009 مـ
12:32 صباحاً
ــــــــــــــــــــــ
لم يأمركم الله أن تتلوا الفاتحة في صلاة الجماعة جهرةً ولا سراً في أنفسكم؛ بل بين الجهر والسرّ ..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على النبيّ الأميّ الأمين وآله التوّابين المُتطهّرين والتّابعين للحقّ إلى يوم الدين..
أخي أبو محمد الكعبي، معذرةً على تأخّر الردّ فلم أطَّلع عليه إلا متأخراً وأفتيك بالحقّ وأقول: بل هي رواياتُ حقٍّ مما علموا من الحقّ، وبدأ الدين غريباً على الناس وها هو يعود غريباً على المُسلمين وكأنه دينٌ جديدٌ لأنهم قد مرقوا من الحقّ منذ أمدٍ بعيدٍ وتعودوا على غير الحقّ، ولذلك سوف يكون وكأنهُ دينٌ جديدٌ، ولكنهم قد خرجوا عن الصراط الحقّ منذ أمدٍ بعيد.
ألا والله لو تعلمون كم ضللتم يا معشر المسلمين عن أمور كثيرةٍ من أساسيات الدين! فكم يدهشني أمر هؤلاء القوم وكم أنا في حيرةٍ وعجبٍ من عُلماء الدين يا أبا محمد الكعبي في أمور شتى، وعلى سبيل المثال إنّ الشيعة والسنّة أقاموا الدنيا وأقعدوها بينهم مُختلفين في كلمةٍ واحدةٍ وهي: "آمين". فأما السُّنة فقالوا تُقال جهرةً، وأما الشيعة فقالوا تُقال سراً. ولكنّ الإمام المهديّ إلى الحقّ يقول كُلّكم على خطأ كبيرٍ، فكيف إنّكم اختلفتم في كلمةٍ واحدةٍ وأضعتم فاتحة الكتاب؟ ألا والله الذي لا إله غيره ولا معبودَ سواه أنّهُ لا صلاة لمن لم يقرأ فاتحة الكتاب، ولذلك أمركم الله في محكم كتابه وأمركم محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بمزيد من البيان لآيةٍ محكمةٍ بالحديث الحقّ، وقال عليه الصلاة والسلام:
[لا صلاة إلا بفاتحة الكتاب] صدق عليه الصلاة والسلام.
وقال صلى الله عليه وآله وسلم: [لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب] متفق عليه.
إذاً لم يأمركم الله ورسوله أن تجهروا في الصلوات المفروضات وذلك حتى يتسنى للمُصلين جميعاً قراءة السبع المثاني وهي فاتحة الكتاب، ولم يأمر الله إمام صلواتكم أن يقرأها جهرةً ولا سراً في أنفسكم؛ بل دون الجهر من القول أي بين قراءة الجهر وبين السرّ في النفس، وقال الله تعالى في محكم كتابه: {وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَٰلِكَ سَبِيلًا} صدق الله العظيم [الإسراء:١١٠].
وذلك حتى يستطيع المُصلّون وراءه أن يقرأوا السبع المثاني فيرتّلوها ترتيلاً دون الجهر بالصوت ولا سراً في أنفسهم بل بين ذلك أي دون الجهر من القول وليس قراءةً سريّةً داخل الصدر؛ بل لم يأمركم الله أن تتلوها في صلاة الجماعة جهرةً ولا سراً في أنفسكم؛ بل بين ذلك أي بين الجهر والسرّ، وذلك حتى يتسنّى لجميع المُصلين وراء الإمام قراءة السبع المثاني في صلاة الجماعة.
ويا سُبحان ربي كيف أنهم يعلمون -أي علماؤكم- بذلك ومُتفقين على أنّه لا صلاة لمن لم يقرأ فاتحة الكتاب ومن ثم يخالفون أمر الله ورسوله فيتلوها الإمام جهرةً في صلاة الفجر والمغرب والعشاء وفي صلاة الجمعة وفي صلوات الأعياد! وقال الله تعالى:
{إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بِهَٰذَا ۚ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿٦٨﴾ قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ ﴿٦٩﴾} صدق الله العظيم [يونس].
وقال الله تعالى: {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} صدق الله العظيم [البقرة:111].
ويا عُلماء أمّة الإسلام، ألا والله الذي لا إله غيره ولا معبودَ سواه أنّي لا أقول على الله إلا الحقّ والحقّ أحقّ أن يُتّبع، ولكم شرط علينا أن تقولوا: "يا ناصر محمد اليماني إنّ أهم شيء لدينا أنّك لا تقول (وقال ناصر محمد اليماني) بل (قال الله وقال رسوله)، ثم تأتي لنا بالبرهان المُبين من مُحكم كتاب الله وسُّنة رسوله الحق، فإن ألجمتنا بقول الله وقول رسوله ثم أعرضنا عن دعوتكم وحكمك بيننا فإننا لم نعرض عن ناصر محمد اليماني؛ بل أعرضنا عن كتاب الله وسُّنة رسوله ولن نجد لنا من دون الله وليَّا ولا نصيراً، وسوف نلبّي طلب دعوتك للحوار وننظر أصدقت أم كُنت من الكاذبين". أليس ذلك هو العلم والعقل والمنطق يا قوم أن تلبّوا دعوة الحوار جميعاً خصوصاً مُفتي الديار الإسلاميّة جميعاً؟ فإنّي أريد أن أبيّن لكم صلواتكم لربكم وأفصّلها لكم تفصيلاً ، فتنظروا ما عند ناصر محمد اليماني، ولكن اسمحوا لي بالحقّ أن أعلن لكم نتيجة الحوار مُقسماً بالله الواحدُ القهار لئن أجبتم الدعوة للحوار أني سوف أُلجمكم بالعلم المُحكم للجاهل والعالم حتى لا يجد الذين يريدون الحقّ في صدورهم حرجاً من الإعتراف بالحقّ ولا يجدون في أنفسهم إلا أن يُسلّموا للحقّ تسليماً.
ولا يزال علمي في جُعبتي ولم أقل منه بعد إلا شيئاً يسيراً مُنتظراً تلبية الدعوة من سماحتكم للحوار، ومرّت خمس سنوات والمهديّ المنتظَر ينتظر لإجابتكم الدعوة للحوار من قبل الظهور، فإذا الفطحول منكم في نظركم يقول: "كلا وإنما سوف نشهره"! ثم أردّ عليه بالحقّ وأقول فبالله عليك هل تعرض عن إجابة دعوة ناصر محمد اليماني للحوار لكي لا تشهره ثم تتركه يضل المُسلمين إن كان على ضلالٍ مُبينٍ؟ أليس العقل والمنطق أن تجيب دعوة الحوار فتلجم ناصر محمد اليماني بسُلطان العلم، فإذا فعلت فقد رددتَ فتنة كُبرى عن المُسلمين إن كان ناصر محمد اليماني على ضلالٍ مُبينٍ، أو أن يُلجمك ناصر محمد اليماني ويخرس لسانك بالحقّ فيُهيمن عليك بسُلطان العلم حتى تُسلّم للحقّ تسليماً، فإذا لم تفعلوا فبالله عليكم كيف ستعلمون المهديّ المنتظَر فيكم إذا حضر و جاء قدره المقدور في الكتاب المسطور؟ أفلا تعقلون؟! فما هو الحلّ معكم يا معشر عُلماء المُسلمين؟ فهل تجازون المهديّ المنتظَر لأنّكم غاضبون منه لأنّكم انتظرتموه كثيراً، ولكن يا قوم ليس لي من الأمر شيء ولم تلدني أمّي إلا في جيل الأربعين منكم وجئتكم على قدرٍ مقدورٍ في الكتاب المسطور أنا والكوكب العاشر الذي يظهر لكم من الأعماق بالآفاق، وأنا وكوكب العذاب إليكم في سباق.
ويا قوم، أقسمُ بالله الواحدُ القهار أنّ كوكب العذاب حقٌّ في الكتاب وأنّه لفي جيلكم هذا وأنا فيكم، ويصرف الله عني وأنصاري السابقين المُخلصين شرّه، وأرجو من الله أن يصرف شرّه عن جميع المُسلمين والناس أجمعين بهداهم إلى الصراط المُستقيم، ولكنّي أخشى عليكم من قول الله تعالى: {قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا} صدق الله العظيم [الفرقان:٧٧].
وسلامُ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين.
إمام المؤمنين خليفة الله في الأرض وعبده؛ الإمام ناصر محمد اليماني.
____________
- 35 -
الإمام ناصر محمد اليماني
24 - 07 - 1430 هـ
17 - 07 - 2009 مـ
01:46 صباحاً
ــــــــــــــــــ
صلاة الكفارة لمن أضاع صلاةً سابقةً ..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمُرسلين وآله الطيبين الطاهرين..
أخي الكريم هذا حديثٌ ما أنزل الله بهِ من سُلطان.!! صلاة الكفارة عن رسول الله أنه قال :
قال أبو بكر : سمعت رسول الله يقول:
فهل يصدق به عاقل؟! وإنما يريدون أن يتهاون المُسلمون في الصلاة ويقول أحدهم: "ولسوف أصلي صلاة الكفارة"، ومن ثم يضيعون الصلوات بزعمهم أنّ صلاة الكفارة أجرها أعظم من ذلك لدرجة أنه يمتدّ لأهله وذريته جيلاً بعد جيلٍ، وذلك حتى يعتمد على هذا المُتهاونون في الصلاة فيضيعونها عاماً أو عامين أو أكثر ومن ثمّ يصلّون صلاة الكفارة التي ما أنزل الله بها من سُلطان!
بل الصلاة صِلةٌ بين العبد والربّ وهي تخصّ صاحبها ولا تنوب صلاة عبد عن عبد أبداً! ويا سبحان الله فأيّ صلاة هذه التي يمتد أجرها لأولاده وأهل بيته وأهل بلده! بينما الذي حافظ عليها حتى لقي ربه لم نجدها تجاوزت صاحبها؟ وكلٌّ له صلاته عند ربه. فهذا حديثٌ مُفترى، وقد بيّنا لكم الحكمة الخبيثة منه، وذلك حتى يتمّ التهاون في الصلاة المفروضة فيتركها تفوته ويقول: "فيما بعد أصلي صلاة الكفارة". قاتلهم الله أنّى يؤفكون، وسلامٌ على المُرسلين ، والحمدُ لله ربّ العالمين.. ______________
الإمام ناصر محمد اليماني
24 - 07 - 1430 هـ
17 - 07 - 2009 مـ
07:44 مساءً
ـــــــــــــــــ
لا يعوضها إلا التوبة والإنابة من عدم إضاعة الصلاة ..
بسم الله الرحمن الرحيم ، وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين ..
وعليكم أن تعلموا أنّ الصلوات المفروضات كتاباً موقوتاً فإذا ذهب وقت صلوات النهار، فلن تستطيع تعويضها حتى ولو صليّتها بعد غُروب الشمس مُباشرةً. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا} صدق الله العظيم [النساء:١٠٣].
ولو كان نبيّ الله سُليمان يرى أنه يستطيع أن يعوّض صلاته لما قام يقطّع سيقان وأعناق خيوله برغم أنه لا يحقّ له أن يفعل ذلك، ولكنه كان في حالة غضبٍ وأنّها السبب التي ألهتهُ عن الصلاة المفروضة فلن يستطيع أن يعوضها إلا بالتوبة والإنابة. وقال الله تعالى:
{وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ ۚ نِعْمَ الْعَبْدُ ۖ إِنَّهُ أَوَّابٌ ﴿٣٠﴾ إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ ﴿٣١﴾ فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَن ذِكْرِ رَبِّي حَتَّىٰ تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ ﴿٣٢﴾ رُدُّوهَا عَلَيَّ ۖ فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ ﴿٣٣﴾ وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَىٰ كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ أَنَابَ ﴿٣٤﴾ قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّن بَعْدِي ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ ﴿٣٥﴾ فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ ﴿٣٦﴾ وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ ﴿٣٧﴾ وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ ﴿٣٨﴾ هَٰذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴿٣٩﴾ وَإِنَّ لَهُ عِندَنَا لَزُلْفَىٰ وَحُسْنَ مَآبٍ ﴿٤٠﴾ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ ﴿٤١﴾ ارْكُضْ بِرِجْلِكَ ۖ هَٰذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ ﴿٤٢﴾ وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنَّا وَذِكْرَىٰ لِأُولِي الْأَلْبَابِ ﴿٤٣﴾ وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِب بِّهِ وَلَا تَحْنَثْ ۗ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا ۚ نِّعْمَ الْعَبْدُ ۖ إِنَّهُ أَوَّابٌ ﴿٤٤﴾ وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ ﴿٤٥﴾ إِنَّا أَخْلَصْنَاهُم بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ ﴿٤٦﴾ وَإِنَّهُمْ عِندَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيَارِ ﴿٤٧﴾ وَاذْكُرْ إِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَذَا الْكِفْلِ ۖ وَكُلٌّ مِّنَ الْأَخْيَارِ ﴿٤٨﴾ هَٰذَا ذِكْرٌ ۚ وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ ﴿٤٩﴾} صدق الله العظيم [ص].
فإذا غابت شمس النهار وأحدكم لم يُصلِّ فرضه فليس لهُ إلا التوبة في كتاب الله، فيصلي ركعتين نافلةً له عند ربه أن يغفر له ذلك، فلا تلهِه الحياة الدُنيا وزينتها عن ذكر ربه، فأمّا الصلاة المفروضة فقد ذهبت عليه بذهاب وقتها، وأما الرواية فهي مُفتراة؛ ذلك لأنّي أعلم الحكمة من افترائها وهو أن يضيّع المُسلمون صلواتهم ويعتمدوا على صلاة الكفّارة المُفتراة، فكيف لا وهي تُكفّر أربعمائة سنة فتُنقذ ولده وأهله ووالديه وأهل بلده! إذاً سوف يضيّعون الصلوات ويعتمدوا على صلاة الكفّارة لأنّها أعظمُ أجراً! قاتلهم الله أنّى يؤفكون، وإنّما الركعتين التي أخبرناكم عنها إنما هي ركعتا التوبة والإنابة أن يغفر له ما فعل؛ إنّ ربّي غفور رحيم، فتُكتب له الركعتان نافلة عند ربه ويتوب عليه ويغفر له ما حدث منه غفلة منه أو نسياناً، إنّ ربي غفور رحيم، وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين.
______________
الإمام ناصر محمد اليماني
14 - 09 - 1434 هـ
23 - 07 - 2013 مـ
11:33 صباحاً
ـــــــــــــــــــــــ
سلامُ الله عليكم أحبتي في الله المصلِّين في الجماعات وأقول سَوّوا الصفوف واجعلوا أقدامَكم إلى جانبِ أقدامِ بعضٍ ..
بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
سلامُ الله عليكم أحبتي في الله المصلّين في الجماعات، وأقول: سَوّوا الصفوف واجعلوا أقدامَكم إلى جانبِ أقدامِ بعضٍ دون أن تجعلوا فرقاً بين الاثنين كون ذلك قد يوسوس للذي بجانبه أنّه يكرهُه، ولذلك لا يريد أن يجعل قدمَه إلى جانبِ قدم ِالذي بجانبِه وقد ينفر منه ويتحسَّس. وأقول:
تلك فتوى حقّ، فتسويّة الصّفوف والوقوف بعضكم إلى جانب بعضٍ يزيد الأُلفة والمحبة بين المؤمنين وعدم الكِبر.
وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
_____________