19 - 04 - 1433 هـ
12 - 03 - 2012 مـ
09:02 صباحاً
ــــــــــــــــــــــ
البيان الحقّ في قوله تعالى:
{ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَىٰ عَيْنِي } صدق الله العظيم ..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدّي محمد رسول الله وآله الأطهار وجميع المؤمنين إلى يوم الدين، أمّا بعد..
فأمّا البيان الحقّ لقول الله تعالى: {وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي} [طه:39]؛ ويقصد الله سبحانه أنهّ ألقى في قلب آسيا محبّة الطفل وهو نبيّ الله موسى عليه الصلاة والسلام حين رأت فرعون وجنوده أخرجوه من التابوت، فنظرت إليه امرأةُ فرعون ومن ثم ألقى الله في قلبها حبّاً عظيماً للطفل نبيّ الله موسى عليه الصلاة والسلام كحبّ الأم لولدها حتى تنقذه بإذن الله من القتل، كونها أحبّته وتريد أن تتّخذه ولداً لها، كون ليس لديها من فرعون أولاد، ولذلك قالت: {قُرَّتُ عَيْنٍ لِّي وَلَكَ ۖ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَىٰ أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ} [القصص:9].
إذاً المحبة التي ألقاها الله في قلب امرأة فرعون هي كمحبّة الأم لولدها، وذلك حتى تقول لفرعون: {قُرَّتُ عَيْنٍ لِّي وَلَكَ ۖ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَىٰ أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ}، وأما قول الله تعالى: {وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي} [طه:39]؛ ويقصد أن موسى بأعين الله من فرعون ومَلئِه، فلن يستطيعوا قتله وهو بأعين الله خير الحافظين، كما محمدٌ رسول الله بأعين الله من مكر المشركين وأعداء الدين، وقال الله تعالى: {وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا ۖ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ ﴿٤٨﴾} صدق الله العظيم [الطور].
وسلامٌ على المرسَلين، والحمد للهِ ربِّ العالمين ..
أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني .
_____________