الموضوع: أشياء قبلها عقلي في دعوة اليماني وأشياء رفضها

النتائج 21 إلى 30 من 88
  1. افتراضي

    الإمام المهدي يثبت تحسر الله على عباده الضالين ..



    بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على جدي محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وجميع المؤمنين إلى يوم الدين أما بعد..

    ويا ضياء الذي ينفي حزن الله على عباده الضالين ماظنك بحديث محمد رسول الله الحق قال عليه الصلاة والسلام ما يلي:

    [لله أفرح بتوبة عبده من أحدكم سقط على بعيره وقد أضله في أرض فلاة] متفق عليه.

    وفي رواية لمسلم: [لله أشد فرحاً بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة، فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه فأيس منها، فأتى شجرة فاضطجع في ظلها، وقد أيس من راحلته، فبينما هو كذلك إذ هو بها قائمة عنده، فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح: اللهم أنت عبدي وأنا ربك، أخطأ من شدة الفرح] صدق محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

    فمن خلال هذا الحديث يتبين لكم أن الله يحزن ويفرح ويتأذى نفسياً ويتحسر ويغضب ويتأسف، ونقوم باستنباط البرهان على ذلك الحال في نفس الله من محكم كتابه كما يلي:

    سـ 1 - فهل الله يتأذى في نفسه بسبب الذين يؤذون أولياءه بغير الحق؟

    جـ 1 - قال الله تعالى:
    {إِنَّ اللَّـهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا 56 إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّـهَ وَرَ‌سُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّـهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَ‌ةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا57 وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ‌ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا58}صدق الله العظيم [الأحزاب]

    ونستنبط من ذلك أن الله يتأذى نفسياً بسبب الأذى النفسي في أنفس أولياءه بسبب افتراء الجاهلين.

    سـ 2 - وهل الله يتأسف على الذين أعرضوا عن اتباع الحق من ربهم ثم يدمرهم تدميراً؟

    جـ 2 - وقبل أن نستنبط لكم الجواب من محكم الكتاب عن بيان أسف الله سوف ننظر تفسير المفسرين عن المقصود من قوله تعالى:
    (فقال تعالى: فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ [الزخرف:55]، ومعنى: (فلما آسفونا): أغضبونا، فيكون المعنى: فلما أغضبونا انتقمنا منهم، ثم نقول: الانتقام هو لازم للغضب، فإن الله إذا غضب على عبد انتقم منه، فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ)) فالأسف محرك يستعمل في لغة العرب بمعنى شدة الحزن و بمعنى شدة الغضب و هو المراد في الآية والانتقام مكافأة بالعقوبة فيكون المعنى (فلما أسخطونا بأعمالهم السيئة عاقبهم الله تعالى) .
    قال الإمام ابن كثير : ((عَنْ اِبْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا: آسَفُونَا أَسْخَطُونَا ،وَقَالَ الضَّحَّاك عَنْهُ :أَغْضَبُونَا وَهَكَذَا قَالَ اِبْن عَبَّاس أَيْضًا وَمُجَاهِد وَعِكْرِمَة وَسَعِيد بْن جُبَيْر وَمُحَمَّد بْن كَعْب الْقُرَظِيّ وَقَتَادَة وَالسُّدِّيّ وَغَيْرهمْ مِنْ الْمُفَسِّرِينَ)) وعَنْ طَارِق بْن شِهَاب قَال َ "كُنْت عِنْد عَبْد اللَّه رَضِيَ اللَّه عَنْهُ فَذُكِرَ عِنْده مَوْت الْفَجْأَة فَقَالَ تَخْفِيف عَلَى الْمُؤْمِن وَحَسْرَة عَلَى الْكَافِر ثُمَّ قَرَأَ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ (فَلَمَّا آسَفُونَا اِنْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ)، وَقَالَ عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز رَضِيَ اللَّه عَنْهُ "وَجَدْت النِّقْمَة مَعَ الْغَفْلَة يَعْنِي قَوْله تَبَارَكَ وَتَعَالَى ( فَلَمَّا آسَفُونَا اِنْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ ). انتهى تفسير قوم يقولون على الله مالا يعلمون إلا من رحم ربي.

    ونأتي لبيان الأسف في نفس الله فنجد أن المقصود بالأسف هو الحزن على عباده الذين ظلموا أنفسهم فأعرضوا عن دعوة رُسل ربهم وسبب أسف الله على المعرضين كونه سوف يصدق رُسله ما وعدهم فيدمر عدوهم ويرثهم الأرض من بعدهم تصديقاً لوعده لرُسله وأولياءه بالحق. ولذلك قال الله تعالى:
    {وَلَقَدْ أَرْ‌سَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا إِلَى فِرْ‌عَوْنَ وَمَلَئِهِ فَقَالَ إِنِّي رَ‌سُولُ رَ‌بِّ الْعَالَمِينَ 46 فَلَمَّا جَاءَهُم بِآيَاتِنَا إِذَا هُم مِّنْهَا يَضْحَكُونَ 47وَمَا نُرِ‌يهِم مِّنْ آيَةٍ إِلَّا هِيَ أَكْبَرُ‌ مِنْ أُخْتِهَا وَأَخَذْنَاهُم بِالْعَذَابِ لَعَلَّهُمْ يَرْ‌جِعُونَ 48وَقَالُوا يَا أَيُّهَ السَّاحِرُ‌ ادْعُ لَنَا رَ‌بَّكَ بِمَا عَهِدَ عِندَكَ إِنَّنَا لَمُهْتَدُونَ 49 فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِذَا هُمْ يَنكُثُونَ 50 وَنَادَى فِرْ‌عَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ‌ وَهَـذِهِ الْأَنْهَارُ‌ تَجْرِ‌ي مِن تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُ‌ونَ 51 أَمْ أَنَا خَيْرٌ‌ مِّنْ هَـذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلَا يَكَادُ يُبِينُ 52 فَلَوْلَا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَ‌ةٌ مِّن ذَهَبٍ أَوْ جَاءَ مَعَهُ الْمَلَائِكَةُ مُقْتَرِ‌نِينَ 53 فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ 54 فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَ‌قْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ55 فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفًا وَمَثَلًا لِّلْآخِرِ‌ينَ 56} صدق الله العظيم [الزخرف]

    والتأسف من الرب على فرعون وقومه جاء بعد أن دعاء نبي الله موسى عليهم عليه الصلاة والسلام وقال الله تعالى:
    {وَقَالَ مُوسَى رَ‌بَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْ‌عَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَ‌بَّنَا لِيُضِلُّوا عَن سَبِيلِكَ رَ‌بَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَ‌وُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ 88 قَالَ قَدْ أُجِيبَت دَّعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلَا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ 89 وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَ‌ائِيلَ الْبَحْرَ‌ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْ‌عَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَ‌كَهُ الْغَرَ‌قُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لَا إِلَـهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَ‌ائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ 90 آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ 91 فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيرً‌ا مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ 92} صدق الله العظيم [يونس]

    السؤال الذي يطرح نفسه فهل تأسف الله في نفسه على فرعون وقومه حين الانتقام من فرعون وقومه والجواب في محكم الكتاب في قول الله تعالى:
    {فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ 54 فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَ‌قْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ 55 فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفًا وَمَثَلًا لِّلْآخِرِ‌ينَ 56} صدق الله العظيم [الزخرف]

    وبقي السؤال عن بيان الأسف في النفس وأجد بيانه المقصود في الكتاب أنه الحزن في النفس. وقال الله تعالى:
    {وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ 84} صدق الله العظيم [يوسف]

    ونستنبط من هذه الآية البيان الحق من الأسف في النفس أنه يقصد به الحزن في النفس على شيء ما، وكذلك نستنبط البيان المقصود من الأسف في قول الله تعالى:
    {فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً} صدق الله العظيم [الكهف:6]

    والسؤال الذي يطرح نفسه فهل التأسف هو ذاته التحسر في النفس؟ ونجد الجواب في محكم الكتاب في قول الله تعالى:
    {فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ} صدق الله العظيم [فاطر:8]

    ولكن الحسرة في نفس الله أعظم على عباده الذين ضل سعيهم وأعرضوا عن دعوة رسل ربهم فدعوا عليهم فأصدقهم الله ما وعدهم فأهلك عدوهم ومن ثم جاءت الحسرة في نفس ربهم عليهم بعد أن جاءت الحسرة في أنفسهم على ربهم الذي فرّطوا فيه وعبدوا ما دونه. وقال الله تعالى:
    {يَا حَسْرَ‌ةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّ‌سُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ 30 أَلَمْ يَرَ‌وْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُ‌ونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْ‌جِعُونَ31 وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُ‌ونَ 32}صدق الله العظيم [يس]

    والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا حسرة الله على عباده المعرضين لهي أشد وأعظم من حسرة مُحمد رسول الله على المُعرضين عن دعوة الحق من ربهم؟ والجواب تجدوه في محكم الكتاب في قول الله تعالى:
    {فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} صدق الله العظيم [يوسف:64]

    وبسبب درجة الرحمة في نفس الله من أعلى أرقام الرحمة في النفس وفي ذلك سر حسرة الله على عباده الذين ظلموا أنفسهم ولم يتخذوا السبيل سبيل ربهم بسبب ضلالهم عن الصراط المستقيم، ولا نقصد أن الله نادم على ما صنع بهم سبحانه كما يزعم ضياء وإنما يندم من أخطأ، ولكن الله لم يندم على تعذيبه لهم كونه لم يظلمهم شيء بل هم ظلموا أنفسهم، وإنما الحسرة في نفس الرب على ظلمهم لأنفسهم فكانوا من المعذبين وبرغم أن الله لم يظلمهم شيء ولكن ما أصابهم لم يكن هين في نفس الله أرحم الراحمين. ولذلك يقول:
    {يَا حَسْرَ‌ةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّ‌سُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ 30 أَلَمْ يَرَ‌وْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُ‌ونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْ‌جِعُونَ 31 وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُ‌ونَ32}صدق الله العظيم [يس]

    إذاً يا عباد الله المؤمنين الذين يحبهم الله ويحبونه فكيف سوف تهنأون بنعيم الجنة وحورها وأحب شيء إلى أنفسكم متحسرٌ حزينٌ أسفاً على القوم الضالين المعرضين عن دعوة رُسل ربهم إليهم ويعبدون غير الله قربة إلى الله ويحسبون أنهم مهتدون؟

    فلا تدعون الله بهلاك الذين لا يعلمون أنهم على ضلال مبين واصبروا عليهم ولا تعجّلوا عليهم بالهلاك عسى الله أن يهدي الناس جميعاً. تصديقا لقول الله تعالى:
    {أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أَن لَّوْ يَشَاءُ اللَّـهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُ‌وا تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُوا قَارِ‌عَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِ‌يبًا مِّن دَارِ‌هِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّـهِ إِنَّ اللَّـهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ 31} صدق الله العظيم [الرعد]

    فهل تعلمون المقصود بقول الله تعالى: {حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللّهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ} صدق الله العظيم؟
    وذلك إظهار المهدي المنتظر خليفة الله على البشر من بعد الحوار وتحقيق الإيمان بآية العذاب الأليم.. واستغفروا الله إنه هو الغفور الرحيم، وما كان الله ليعذب المستغفرين تصديقا لقول الله تعالى:
    {وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} صدق الله العظيم [الأنفال:33]

    وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين..

    أخوكم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.

  2. افتراضي لله الأمر من قبل ومن بعد

    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين الذي حفظ كتابه من التحريف ووصفه في محكم كتابه وقال جل من قائل ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) (الحجر/9) وقال تعالى في موضع آخر (لا يَأْتِيهِ البَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِّن حَكِيمٍ حَمِيدٍ) (41/فصلت) والصلاة والسلام على خير خلق الله من أرسله الله رحمة للعالمين وقال تعالى ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحمَةً لِلْعَالَمِينَ) (الأنبياء/107) وشرفه وجعله خاتم النبيين والمرسلين ولم يجعله أبا لأحد من رجالنا قال تعالى ( مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا) (الاحزاب/40) سيدنا محمد الصادق الأمين وعلى آله الطاهرين وأصحابه أجمعين وعلى جميع عباد الله الصالحين وعلينا بمنه وكرمه انه أكرم الأكرمين.
    وبعد:-
    الأخ ناصر محمد اليماني المحترم وجميع انصاره المحترمون السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد أن أرسلت لكم رسالتي الأولى وذكرت لكم بأن لدي بقية ملاحظات سأرسلها مستقبلا حول بعض النقاط وحول بيان أعظم كلام يكتبه المهدي ولأني لم أحصل الى الآن إلا على رد مبدئي من الشيخ ناصر محمد مسعد اليماني على الرسالة الأولى ووعد برد تفصيلي في الخاص والعام ولم أحصل عليه الى الان لسهو او شغل او سبب ما , ولذلك فقد شملت هذه رسالتي بالرسالة الأولى مع بقية الملاحظات لتكون أعم وأشمل وأنفع بإذن الله أرحم الراحمين.
    استنادا الى القاعدة القرآنية التي أمر الله بها نبيه محمد صلى الله عليه وسلم في كيفية أسلوب الدعوة والجدال كما قال سبحانه وتعالى ( ادعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالحِكْمَةِ وَالمَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالمُهْتَدِينَ) (النحل/125) , وبها نأتمر معشر المسلمين فقد أتبعنا بفضل الله هذا الأمر الرباني ودعونا الى الله بالحكمة والموعظة الحسنة وكان جدالنا بالتي هي أحسن بعيدا عن السب والشتم والتكفير.
    أخي العزيز اليماني : وبعد أن وجهت لي دعوة من أحد أنصارك المحترمين الى التعرف عليك وعلى دعوتك ولقد كانت اول مرة أسمع بك ومن خلال أدب الحوار الذي لمسناه ممن دعانا قرأنا العديد من بياناتك أعجبني بعضها مثل نبذ المذهبية ورفض الحديث المخالف لآيات القراءن الكريم وبيان الفرقة الناجية الذي أعجبني كثيرالأنه جاء موافق لما كنت أعتقده في قرارة نفسي قبل أن أعرفك وهو قولك بأن الفرقة الناجية هم الصالحون المتقون من جميع الفرق والمذاهب الاسلامية وليس فرقة بعينها والله على ما أقول شهيد وبعض البيانات الأخرى لم تعجبني ولم أعارضها لكن البعض الأخر من البيانات رفضها عقلي رفضا شديدا لأنها تتناقض مع ما أعتقد في ذات الله سبحانه وتعالى وما أعتقده في رسل الله وأنبيائه صلوات ربي وسلامه عليهم أجمعين وخروج الذين كفروا من النار وقد حق عليهم القول بالخلود الأبدي وليس لهم ولي ولا نصير ولم أستند في قولي على أي كتاب غير كتاب الله القراءن العظيم المحفوظ من الزيغ والتحريف و الضلال.
    وهاكم ما رفضه عقلي حول ذات الله سبحانه وتعالى وهو أني أعتقد بأن الله سبحانه وتعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير وبناءا على هذا أعتقد أن صفات الله سبحانه وتعالى لا تشبه صفاتنا فهو يرى من في السموات ومن في الأرض ونحن لا نرى الا امامنا رؤية محدودة حددها الخالق لنا و مخلوقات معينة أذن الله لنا برؤيتها فقد لا نستطيع رؤية الجن والملائكة وان كانوا أمامنا وكذلك السمع فهو سبحانه وتعالى وسع سمعه جميع أصوات من في السماء والأرض بل انه يعلم ما توسوس به النفوس ونحن لا نستطيع أن نسمع الا صوت واحد بشرط ان لا يكون جنبه ضوضاء, وهذا ينطبق على باقي صفاته جل جلاله فلا شيء مثله ولا يجوز أن نقارن اي صفة من صفاته سبحانه وتعالى بصفات المخلوقين , وعلى هذا الأساس فصفة رضوانه سبحانه عن المؤمنين في الجنة وصفة سخطه على الكافرين في النار هو في وقت واحد ولا يناقض احداهما الآخر ولا يشبهان صفة البشر ولذلك لا يمكن أن نقول انه اذا سخط على الكافرين فهو في حالة سخط مما يعني انه غير راضي عن المؤمنين فنحن في هذه الحال الحقنا النقص والعيب بالله وهو منزه عن كل نقص وعيب.
    لقد أعجبني تفسيرك القراءن بالقراءن في ذلك البيان الذي تفسر به معنى الظالمين في خطاب الله تعالى لأبو الأنبياء سيدنا إبراهيم عليهم الصلاة والسلام جميعا عندما قال الله ( وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) (البقرة/124) , ففسرت معنى الظالمين بآية أخرى بأنه الشرك بالله وهي في سورة لقمان قال الله تعالى ( وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ) (لقمان/13) .
    ولقد اتبعت أسلوبك في هذا البيان وتفسير معنى الحسرة وعلى من تكون بآيات أخرى من القراءن.
    فموضوع الحسرة التي تصفون بها الله تعالى الله عما تصفون في سورة يس في قوله تعالى ( يَا حَسْرَةً عَلَى العِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِّنْ رَّسُولٍ إِلا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ) فهي على الذين كذبوا وظلموا انفسهم وليست على الله سبحانه وتعالى واقرا ان شئت قوله تعالى ( وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّأُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ ومَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ) (البقرة/167 ) لمزيد من التوضيح على أن الحسرة والندامة على الظالمين وهي نتيجة لأعمالهم التي عصوا الله بها, الم تقرا قوله تعالى ( قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُوا يَا حَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ أَلا سَاءَ مَا يَزِرُونَ) (الانعام/31) يقولون يا حسرتنا وليس يا حسرة الله , هذه آيات الله البينات المحكمات يبين ما التبس على بعض الناس في اية يس وهذا تفسير القراءن بالقراءن لأن الله سبحانه وتعالى لا يتحسر ولا يرضى عن الفاسقين , فيا عجبا كيف يرضى عنهم ويدخلهم جنته وهو يقول ( يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنْ تَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يَرْضَى عَنِ القَوْمِ الفَاسِقِينَ )(التوبة/96) فالله سبحانه يخاطب نبيه (ص) ومعشر المؤمنين حتى وان رضيتم عن الفاسقين فان الله سبحانه لا يرضى عنهم.
    أخي العزيز هدانا واياكم الله الى الحق والى الصراط المستقيم:
    كيف يتحسر الله سبحانه على قوم أدخلهم النار نتيجة لكفرهم وعنادهم وتكذيبهم , كيف يتحسر الله على قوم ليس لهم وزن عنده و لوكان لهم وزن لتحسر عليهم ألم تقرأ قول الله تعالى في آخر سورة الكهف ( أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ وَزْنًا) (الكهف/105) نفهم انه ليس لهم وزن ولن يتحسر الله على قوم ليس لهم وزن في ميزانه العدل, بل أن الله سبحانه لا يتحسر على الظالمين بعد أن تأخذهم الصيحة بل يقول لهم بعدا وسحقا كما قال تعالى ( وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْبًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ (94) كَأَن لَّمْ يَغْنَوْا فِيهَا أَلا بُعْدًا لِّمَدْيَنَ كَمَا بَعِدَتْ ثَمُودُ) (هود/95), وقال في موضع آخر من القراءن الكريم ( فَأَخَذَتُهُمْ الصَيْحَةُ بِالحَقِّ فَجَعَلْنَاهُمْ غُثَاءً فَبُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) (المؤمنون/41). صدق الله العظيم , لقد تتبعت قصص القوم الذين أخذتهم الصيحة فوجدت أن الله لا يتحسر عليهم بل يقبحهم ويلعنهم ويقول لهم بعدا بعدا.
    أخي العزيز ناصر محمد اليماني : نحن نؤمن ايمانا كاملا بان رضوان الله في الجنة على أهل الجنة هو أكبر من نعيم الجنة والحور العين مصداقا لقوله تعالى في سورة التوبة ( وَعَدَ اللَّهُ المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الفَوْزُ العَظِيمُ) (التوبة/72) , لكن هذا الرضوان هو على الأنبياء والشهداء والصالحين والمتقين ويشمل اهل الجنة جميعا وليس على الكافرين الفاسقين لأن الله سبحانه غير راض عنهم أصلا فكيف يرضى عنهم ويدخلهم رحمته, حتى وان وسعت رحمته كل شيء سبحانه لكنه خصصها واعلمنا لمن سيكتبها وممن تكون قريبة قال الله تعالى ( وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ (156) الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ المُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ)( (الأعراف/157) فهذه الآيات البينات توضح لنا أن رحمت الله وسعت كل شيء وبين لنا مباشرة بما لا يدع مجالا للشك انه سيكتبها للمتقين أتباع النبي الأمي صلوات ربي وسلامه عليه , وقال عز وجل في بيان اختصاص رحمته ( يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَّشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الفَضْلِ العَظِيمِ) (3/74) , مما يعني أنها ليست عامة وإن كانت ستسع الكفار لكن الله خصصها لعباده الصالحين المحسنين , وقال تعالى ( وَلا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ المُحْسِنِينَ) (الأعراف/56) فرحمة الله بعيدة من الكفار والفاسقين الذين لا يرضى عليهم الله سبحانه بنص القراءن الكريم.
    أخي العزيز ناصر محمد اليماني انت تقول نعرض الأحاديث النبوية على القراءن الكريم فما كان منها موافق فهو عن رسول الله (ص) وما كان مخالفا للقراءن فهو مكذوبا عليه ونحن نؤيد هذا الكلام اضافة الى نبذ المذهبية وغيرها, لكن أيضا كلامك وبياناتك انت نعرضها على القراءن ونرفض ما كان مخالفا لنصه وأقسم بالله العظيم فاطر السموات والأرض لم يبعدني منك إلا بياناتك عندما عرضتها على القراءن الكريم , وهو ما يشمله بياني هذا اليك , وإني أدعو الله بقلب مخلص أن يجعلني من جنده فإن جنده هم الغالبون ومن حزبه فإن حزبه هم المفلحون ومن أولياؤه فإن أولياؤه لا خوف عليهم ولا هم يحزنون , وأنا أعلم حزب الله وجنده وأولياؤه هم أتباع ملة إبراهيم حنيفا مسلما وهو ما كان عليه سيدنا محمد رسول الله والذين معه وأتباعه الى يوم الدين, والمهدي الحق وأتباعه وأنصاره هم جزء من هذه الأمة على ملة ابراهيم التي لا يزيدون فيها ولا ينقصون ولا تختلف دعوتهم عن دعوة خاتم الأنبياء والمرسلين قيد أنملة لأن الله أكمل لنا الدين وأتم نعمته علينا معشر المسلمين كما نص كتاب الله الحكيم على ذلك.
    فعندما تحدثت عن اخراج الكفار من النار من أجل ان يرضى الرحمن وحاشاه أن يرضى عنهم لأنه لا يرضى عن القوم الفاسقين كما نصت الآية ( يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنْ تَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يَرْضَى عَنِ القَوْمِ الفَاسِقِينَ )(التوبة/96)
    هل تعلم ماذا قال لي أحد أصدقائي عندما ذكرت له بأنك تقول أن الكفار سيخرجون من النار ويدخلون الجنة ,قال لي في ما معناه إذن نغذي أنفسنا بأكل الحرام وشرب الخمر وتلذيذ النفس بالزنا وأكل الحرام وترك الصلاة بل ترك الاسلام واركانه وفروضه ما دام أن مأوى الكفار الى الجنة فلماذا نحرم أنفسنا من التمتع بملذاتها, فلو صدقك الناس لكفر من المؤمنين ثلاثة أرباعهم أو يزيدون الا من رحم ربي مادام انهم سيدخلون الجنة ولظل الكفار على ما هم عليه.
    وأما كلامك انه أرحم الراحمين فرحمته وسعت كل شيء ولكنه كتبها للمتقين فأين ذهبت بما سأورده لك الأن من أيات بينات عن خلود الكفار في النار خلودا أبديا وما هم بخارجين من النار وما لهم من ناصرين فهل أنت ناصرهم ليخرجو من النار قال الله تعالى ( وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّأُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ ومَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ) 167 البقرة ) وقال تعالى ( إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (21) أُولَئِكَ الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ (آل عمران/22) فلن تستطيع أن تنصرهم الا اذا بدلنا قول الله ولكن الله سبحانه قال ( مَا يُبَدَّلُ القَوُلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلاَّمٍ لِلعَبِيدِ )(ق/29) وساذكر لك بعض أيات الخلود وليس كلها فهي كثيرة فقد قال الله تعالى ( وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (البقرة/39).
    لنتدبر معا الآيات البينات في آخر سورة الجاثية وهي لا تحتاج الى تفسير أو شرح فهي واضحة بينة كالشمس في وسط النهار ,قال الله تعالى ( وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ والأَرْضِ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَخْسَرُ المُبْطِلُونَ (27) وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيةٍ كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا اليَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُم تَعْمَلُونَ (28) هَذَا كِتَابُنَا يَنْطِقُ عَلَيْكُم بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُم تَعْمَلُونَ (29) فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَات فَيُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ فِي رَحْمَتِهِ ذَلِكَ هُوَ الفَوزُ المُبِيْنُ (30) وأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا أَفَلَمْ تَكُنْ آيَاتي تُتْلَى عَلَيْكُم فَاسْتَكْبَرْتُمْ وَكُنْتُم قَوْمًا مُّجْرِمِينَ (31) وإِذَا قِيلَ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ لاَ رَيْبَ فِيهَا قُلْتُم مَا نَدْرِي مَا السَّاعَةُ إِنْ نَّظُنُّ إِلاَّ ظَنَّا وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ (32) وَبَدا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُوا وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (33) وَقِيلَ اليَوْمَ نَنْسَاكُمْ كَمَا نَسِيتُم لِقَاءَ يَوْمِكُم هَذَا وَمَأْوَاكُم النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِن نَّاصِرِينَ (34) ذَلِكَم بِأَنَّكُم اتَّخَذْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا وغَرَّتْكُمْ الحَيَاةُ الدُّنْيَا فَاليَوْمَ لا يُخْرَجُونَ مِنْهَا وَلا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ (35) فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَرَبِّ الأَرْضِ رَبِّ العَالَمِينَ (36) وَلَهُ الْكِبْرِيَاءُ فِي السَّمَاوَاتِ والأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الحَكِيمُ) (الجاثية/37),
    في هذه الأيات ذكر المولى عز وحل في علاه أن رحمته للمؤمنين الذبن عملوا الصالحات, وأما الكفار المتكبرين المجرمين سينساهم الله في النار وهو عز وجل لا يضل ولا ينسى, ولكن نحن عربا ونفهم لغتنا جيدا فمعنى النسيان هنا هو تركهم في النار و إستحالة دخولهم رحمة الله عز وجل أرحم الراحمين الذي وسعت رحمته كل شيء لكنه خصصها وكتبها للمتقين, بل وتوعد الكافرين بأنهم ليس لهم ناصرين من عذاب الله أخي ناصر ,وقال لهم لا خروج ولا حتى يقبل منهم عتاب لأن العتاب هو بين الأصدقاء والأحبة وليس بين الأعداء , فالكفار هم أعداء الله بنص القراءن قال تعالى ( مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلكَافِرِينَ) (البقرة/98) ,فيا عجبا كيف يدخل الله الكفار جنته ورحمته وهم أعداءه ,بل بعدا لهم وسحقا, قال الله تعالى ( وقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَسْمَعُوا لِهَذَا القُرْءانِ والْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُم تَغْلِبُونَ (26) فَلنُذِيقَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا عَذَابًا شَدِيدًا ولَنَجْزِيَنَّهُمْ أَسْوأَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ (27) ذَلِكَ جَزَاءُ أَعْدَاءِ اللَّهِ النَّارُ لَهُمْ فِيها دَارُ الخُلْدِ جَزَاءً بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ) (فصلت/28) ,وقال الله تعالى ( إِنَّ المُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ (74) لا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ (75) ومَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِن كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ (76) ونَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُم مَّاكِثُونَ (77) لَقَدْ جِئْنَاكُم بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ )(الزخرف/78) .
    كلها آيات بينات كالشمس في كبد السماء ولا تعارض الأيات التي فيهن استثناء لأن الأستثناء هو على بقاء السموات والأرض في قوله تعالى ( إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّمَنْ خَافَ عَذَابَ الآخِرَةِ ذَلِكَ يَوْمٌ مَّجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَّشْهُودٌ (103) وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلاَّ لأَجَلٍ مَّعْدُودٍ (104) يَوْمَ يَأْتِ لا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلاَّ بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ (105) فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ (106) خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ (107) وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ )(هود/108) ,في هذه الآيات البينات استثناء على بقاء السموات والأرض ودوامهن على ما هن عليه الآن من شكل وتركيب وهيئة وليس على خلود أهل النار في النار وخلود أهل الجنة في الجنة , ولا يمكن أن يصدر قول من عاقل متدبر أن الاستثناء هو على خلود أهل النار في النار لأننا لو طبقنا الاستثناء على الخلود لخرج أهل النار من النار ولخرج أهل الجنة من الجنة لأن الاسثناء عليهم أيضا وهذا محال لانه سيخالف كلام الله البين الواضح في كثير من آيات القراءن الكريم,وعندما نقول أن الاستثناء هو على بقاء الارض والسموات على حالهن نجد من آيات القراءن الكريم ما يؤكد ويدعم هذا القول قال الله تعالى ( يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الوَاحِدِ القَهَّارِ) (ابراهيم/48).
    يا أخي لقد حق على الكافرين القول بالخلود في النار وليس لهم حظ في الآخرة فهل ستجلب لهم حظ ونخالف كلام الله قال الله تعالى ( وَلا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الكُفْرِ إِنَّهُمْ لَن يَّضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا يُّرِيدُ اللَّهُ أَلاَّ يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِي الآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ )(آل عمران/176) وقال الله تعالى ( أُولَئِكَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ القَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلهِمْ مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ) (الأحقاف/18) ,قال الله تعالى ( وَمَنْ كَفَرَ فَلا يَحْزُنْكَ كُفْرُهُ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ فَنُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (23) نُمَتِّعُهُمْ قَلِيلا ثُمَّ نَضْطَرُّهُمْ إِلَى عَذَابٍ غَلِيظٍ ) (لقمان/24) , نجانا الله واياكم أخي ناصر وأنصارك وجميع المؤمنين من ذلك العذاب الغليظ ,وعندما نتدبر الآيتين السابقتين نجد أن الله سبحانه وتعالى يخبر نبيه ويأمره بأن لا يحزن ولا يتحسر على الكفار ,فكيف يتحسر الملك الجبار وقد خلقنا لهذه الحكمة ليبلونا معشر الجن والأنس أينا عمل صالحا وأينا عمل غير ذلك وقد بينا لمن سيكتب رحمته, انها للمتقين, فلو تحسر على الكفار وحاشاه لكان عمله عشوائيا وعبثا ولم يخلقنا عبثا , ولنقض الحكمة التي خلقنا من أجلها, وهي تمحيص الناس وقسمهم الى فريقين كما بين ذلك في قوله تعالى ( وَكذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْءَانًا عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ القُرَى ومَن حَوْلَهَا وتُنْذِرَ يَومَ الجَمْعِ لا رَيْبِ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الجَنَّةِ وفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ (7) ولَو شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَهُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً ولَكِن يُدْخِلُ مَن يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ والظَّالِمُونَ مَا لَهُمْ مِن وَلِيٍّ ولا نَصِيرٍ (8) أَمْ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ فاللَّهُ هُوَ الوَلِيُّ وهُوَ يُحْيِي المَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (9) ومَا اخْتَلَفْتُم فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمْ اللَّهُ رَبِّي عَليهِ تَوَكَّلْتُ وإِلَيهِ أُنِيبُ (10) فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ والأَرْضِ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا ومِنَ الأَنْعَامِ أزْوَاجًا يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ (11) لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ والأَرْضِ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ ويَقْدِرُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ )(الشورى/12) ,لا نحتاج الى شرح أو توضيح لأنه قراءنا عربيا كما ذكره الله في بداية هذه الآيات فعلا وحقيقة انه كما قال الله سبحانه في وصف كتابه ( لا يَأْتِيهِ البَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِّن حَكِيمٍ حَمِيدٍ) (41/فصلت).
    وقال تعالى ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (161) خَالِدِينَ فِيهَا لا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ العَذَابُ وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ) (البقرة/162) فلذلك هم خالدين في العذاب ولا يخفف عنهم ولا حتى ينظر الله اليهم لأنهم بعيدين من رحمة الله أبعدتهم أعمالهم السيئة التي جعلتهم في حسرة وندامة, وقال الله تعالى ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَن يُّقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلْءُ الأَرْضِ ذَهَبًا وَلَوِ افْتَدَى بِهِ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ) (ال عمران/91) هل تسمع كلام الله بأن الكفار لن يقبل منهم او من أحدهم ملء الأرض ذهبا ليخرج من النار وليس لهم أي ناصر يا أخي ناصر هدانا واياك المولى الى صراطه المستقيم, ألم تعلم بقوله تعالى ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا (168) إِلاَّ طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا) (النساء/169) أعد قراءة هذه الأية الكريمة والتي قد تكفينا في هذا الموضوع لتبين لك أن الله لن يهدي الكفارأي طريق إلا طريقا واحدا وحصره جل في علاه بطريق نار جهنم خالدين خالدين خالدين خلودا أبديا وأن خلودهم في النار يسيرا على رب العالمين ولم يقل وكان ذلك على الله عظيما وحسرة وحزنا سبحانه وتعالى عما تصفون وأن الله سبحانه لن يهديهم أي طريق غير طريق الخلود الأبدي وأن ذلك أمرا هينا وبسيطا ويسيرا على الله سبحانه.
    قال الله ( يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنمَّا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا (63) إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا (64) خَالِدِينَ فِيهَا أَبْدًا لا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلا نَصِيرًا )(الأحزاب/65) في هذه الأيات البينات يخبرنا الله سبحانه أن علم الساعة عنده ولا يعلم بها أحد و لعن الكافرين وتوعدهم بخلود أبدي في نار جهنم وقال بأن الكفار ليس لهم ولي ولا نصير ولم يقل الا ناصر اليماني.
    ذكرت في بعض بياناتك أن أهل النار يشركون بربهم في النارعندما يطلبون من خزنة جهنم أن يدعوا الله أن يخفف عنهم العذاب حتى ولو يوما واحدا وتطالب من عاصرك أنه اذا دخل النار أن يبلغ أهل النار أن المهدي يقول لكم أطلبوا الرحمة من الله مباشرة ولا تطلبوها من أحد غيره لا ملك ولا نبي ولكن أطلبوها من الله فهو أرحم الراحمين وحجتكم يا اهل النار أنه أرحم الراحمين أكبر من حجة الله عليكم بأنكم كذبتم وعملتم ما نهاكم عنه وعصيتموه في الدنيا , لقد خالفت قول الله سبحانه من قائل ( قُلْ فَلِلَّهِ الحُجَّةُ البَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ) (الأنعام/149) , فليس هناك حجة أكبر من حجة الله على الكفار بل إن الله ذكر بأن الكفار الذين كذبوا رسله ليس لهم حجة أبدا على الله وقال عز من قائل ( إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُدَ زَبُورًا (163) وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلاً لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا (164) رُسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (النساء/165) , وعند ما تستدل بهذه الآيات وتقول بأن الكفار أخطأوا بمخاطبتهم الملائكة الذين هم خزنة جهنم أن يشفعوا لهم ,وكان عليهم أن يطلبوا الرحمة من الله مباشرة وهي قول الله ( وقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكًم يَخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِّنَ العَذَابِ (49) قَالُوا أَو لَمْ تَكُ تَأْتِيَكُمْ رُسُلُكُم بِالبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَى قَالُوا فَادْعُوا ومَا دُعَاءُ الكَافِرِينَ إِلاَّ فِي ضَلالٍ) (غافر/50) , وترسل لهم توصية مع من ضل وكفر في عصرك ودخل النار أن يخبرهم بأن حجتهم على الله بانه ارحم الراحمين أكبر وأبلغ من حجة الله عليهم بكفرهم ومعصيتهم لله وعليهم أن لا يدعوا خزنة جهنم وانما يدعوا الله مباشرة دون وسيط لانه سيجيبهم ويخرجهم من النار لأنه أرحم الراحمين , ولكني قرأت ءاخر سورة المؤمنون فوجدتها تخالف ما تقول وتتوصى به لأهل جهنم لأنهم في ءاخر سورة المؤمنون يدعوا الله مباشرة ويجيبهم بالرفض وأن يخسئوا ولا يكلموه .
    قال الله تعالى ( وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ (103) تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيَهَا كَالِحُونَ (104) أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ (105) قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَآلِّينَ (106) رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ (107) قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلا تُكَلِّمُونَ (108) إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيرُ الرَّاحِمِينَ (109) فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيَّاً حَتَّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ (110) إِنِّي جَزَيْتُهُمُ اليَوْمَ ِبمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الفَائِزُونَ) (المؤمنون/111) صدق الله العظيم, اذن الفائزون هم عباد الله المؤمنون وليس اهل النار من الفائزين لأن ذلك يخالف قول الله سبحانه (لا يَسْتَوي أَصْحَابُ النَّارِ وَأصْحَابُ الجَنَّةِ أَصْحَابُ الجَنَّةِ هُمُ الفَائِزُونَ) (الحشر/20) ,لكن كلامك عن اخراج الكفار واصحاب النار من النار وادخالهم الجنة يفقد هذه الآية مضمونها ويجعلهم متساويين وفائزين جميعهم , وأيضا هناك أيات أخرى تروي قصة أصحاب النار وطلبهم من الله مباشرة العطف والرحمة وهم ناكسوا رؤوسهم بأن يرجعهم الى الدنيا يعملوا صالحا لكن هيهات فلا رجوع والنتيجة المكوث الأبدي والخلود في النار لأن قول الله حق عليهم بأنهم أصحاب النار من الجن والأنس, قال الله تعالى ( وَلَوْ تَرَى إِذِ المُجْرِمُونَ نَاكِسُوا رُؤُوسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالحًا إِنَّا مُوقِنُونَ (12) وَلَوْ شِئْنَا لآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ القَوْلُ مِنِّي لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الجِنَّةَ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (13) فَذُوقُوا بمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا إِنَّا نَسِينَاكُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الخُلْدِ بمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (السجدة/14) .
    الاخ الشيخ ناصر محمد مسعد ناصر اليماني المحترم هذا بعض ما لاحظناه في بياناتكم ورأينا انه مخالف لآيات بينات من القراءن العظيم وهو ما جعلني غير مصدق بك لمخالفة بعض بياناتك الآيات البينات من القراءن ولم أورد لك حديث واحد من أحاديث المصطفى (ص) , فهل يجوز لنا أن نكذب بآيات الله ونصدقك , قال الله تعالى ( تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ )(الجاثية/6) .
    إني أحس وأشعر بأنك صادق في رؤياك للنبي (ص) خلال ما أقرأ يمينك وحلفك بالله انك المهدي وأنه بشرك بذلك في المنام سيد الأنام صلوات ربي وسلامه عليه, لكن لن أكذب القراءن وبيانه وأصدق بياناتك التي تخالفه.
    أخي العزيز ناصر محمد ..أعلم انا وأنت بأن الدنيا فانية بكل متاعها وعندما سمعت بدعوتك ذهبت الى الحق وقول الحق القراءن الكريم بعد أن قرأت ما شاء الله أن أقرأ من بياناتك فوجدت تلك المخالفات لكتاب الله ولأن الدنيا فانية بمتاعها وملكها وملوكها أرجو الله أن يهدي بك الناس ولا يضل بك أحدا, عليك مراجعة نفسك وكلامك والرجوع الى جادة الصواب, فوالله الذي لا اله غيره فاطر السموات والأرض أني أفضل الموت على أن لا أضل عبدا واحدا من عباد الله ويدخله الله النار بتلك الضلالة, أعاذنا الله وإياك من الضلالات ومن النار, وأعتقد بأنك اذا كنت المهدي فهذه المخالفات من الشيطان ليغويك الطريق وليأخر ظهورك ما أستطاع حيث أعلم أنا علم اليقين بأنك لن تظهر اذا كنت المهدي إلا إذا قمت بإصلاحها وأرجو الله أن يوفقني لنصحك ومساعدتك إذا كنت المهدي, ولا أدعي أني أعلم منك أو أكثر زهدا منك أومن غيرك, ولا أزكي نفسي بل أدعو الله أن يزكيها قال الله تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالفَحْشَاءِ وَالمنْكَرِ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهِ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّه يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلَيمٌ )(النور/21) .
    عندما كتبت لك وأتيت ضيفا لطاولة حوارك ليس لإقامة الحجة عليك أو أن ألجمك أو تلجمني بالحجج وانما أردت النصيحة والخير لك ولأنصارك ولنا معشر المؤمنين بعد ما تبين لي ما ذكرت , بناءا على ذلك اذا كنت المهدي فعليك أن تأخذ ملاحظاتنا بعين الأعتبار وتراجع نفسك وبياناتك مع ما ذكرناه لك فانت لست نبيا اورسول معصوم من الخطأ وعليك أن تعلم اني لا أقول أصابك مس من الشيطان وتهلوس ولكني أريد أن اذكرك بأنك اذا كنت مهديا حقا وسيعز الله بك هذه الأمة المحمدية فأعلم أن أعدائك كثير من شياطين الجن والأنس وهم أعداء الأمة يحاولون ان يلبسوا عليك الحق بالباطل وأنت لا تعلم ,فالشيطان يجري من بن ءادم مجرى الدم ,وعليك بمتابعة قرينك لأجل أن لا يلبس عليك الحق بالباطل , ولأن لكل انسان قرين يعينه على الخير اذا كان قرينه مؤمنا ويغويه الى الشر والباطل ان كان كافرا,حتى ان رسول الله (ص) له قرين لكنه غلب قرينه حتى أسلم كما أخبر بذلك النبي (ص).
    أما بيانك المعنون بأعظم كلام يكتبه المهدي وبعضها الأخر فيعجبني عندما تقول بأنك تريد ارجاع الناس الى منهاج النبوة التي شرعها الله سبحانه وتعالى للأنبياء ولخاتمهم سيدنا محمد (ص) وقال الله ( وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الكِتَابَ بِالحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِيمَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ) (المائدة/48) , لكن يزعجني جدا عندما تقلب وتقول بأن هؤلاء الأنبياء والرسل لم يعبدوا الله حق عبادته ولم يقدروا الله حق قدره وهم من ذكرهم الله بالمدح والثناء عليهم في عدة مواضع وأنهم لمن المصطفين الأخيار, وأنهم الذين أنعم الله عليهم , ولم يقل الله بقولك هذا ,بل أن الله يقول ( اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) (المائدة/3) , وكلامك يدل على أن الدين ناقص ,ودين الأنبياء كلهم ناقص وفي هذا القول أجد يا أخي انك ظلمت نفسك ظلما عظيما ولم تظلم أنبياء الله مهما غلطت عليهم لأنهم في مكانهم ومنازلهم التي كتب الله لهم , وكلامك لا يرفعهم ولا ينزلهم.
    وهذا جزء مقتبس من بيانك أعظم كلام تقول فيه " إذا يا معشر المؤمنون الصالحون وجميع الكافرون لم تعبدوا الله كما ينبغي أن يعبد ولا تزالون مختلفين فمنكم من يعبد الدنيا وذلك مبلغهم من العلم فألهتهم عن الهدف الذي خلقهم الله من أجله ومنكم من يعبد الجنة والحور العين وإنما أتخذ رضوان الله وسيلة لتحقيق الغاية اذا لا تزالون مختلفين ولم تعبدوا الله كما ينبغي أن يعبد وهنا يأتي حكم الله الحق على الجن والإنس أجمعين بنار جهنم " أنتهى الأقتباس.
    لقد حكمت بجهنم على جميع عباد الله الصالحين بما فيهم الأنبياء والمرسلين ولم تستثني أحدا من العالمين إلا نفسك بأنك الوحيد الذي عبدت الله حق عبادته لأنك قلت أنهم لم يعبدوا الله حق عبادته وحاشاهم من ذلك فلقد عبدوا الله حق عبادته هم وأنصارهم ومن تبعهم من المؤمنين ,هل قرأت ماذا قال الله في السابقين من المهاجرين والأنصار , قال الله تعالى ( وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ المُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الفَوْزُ العَظِيمُ) (التوبة/100) ,بل بشرنا الله نحن التابعين لهم بإحسان برضوانه الذي هو أكبر من نعيم الجنات ثم بشرنا سبحانه بالجنات التي أعدها لهم وهم فيها خالدون , هذا قول الله في مهاجري وأنصار سيدنا محمد (ص) ومن تبعهم الذين هم الفرقة الناجية التي أشرنا لها في بداية الكلام, فما بالك بمقام سيدنا محمد (ص) الذي تتصدق وتنفق عليه درجتك العاليه في الجنة حسب قولك, أو لم تعلم بأن سيدنا محمد (ص) محرمة عليه الصدقة ودرجتك ستبقى لك.
    هل قرأت قول الله سبحانه ( وَمَن يَّرْغَبُ عَن مِّلَةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ مَن سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ) (البقرة/130) , و أنت تقول بأن دعوتك تختلف عن دعوة جميع الأنبياء بأنهم أخطأوا الوسيلة ولذلك لم يعبدوا الله حق عبادته , هل ترى يا أخي أنه من رغب عن ملة ابراهيم التي هي ملتنا وملة جميع الأنبياء وخاتمهم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين فقد جعل نفسه سفيها, ولقد أمر الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بإتباعها , قال تعالى ( قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ المُشْرِكِينَ (161) قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ (162) لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ المُسْلِمِينَ) (الأنعام/163) , وقال الله تعالى ( إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ المُشْرِكِينَ (120) شَاكِرًا لأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (121) وَآتَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالحِينَ (122) ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ المُشْرِكِينَ (النحل/123) صدق الله العظيم ,هل سمعت بأن ذلك النبي إبراهيم كان أمة وبما مدحه الله واجتباه وهداه وأمر سيدنا محمد صلوات ربي وسلامه عليهم أجمعين أن يتبع هذه الملة , وانت تقول أنهم لم يعبدوا الله حق عبادته (أستغفر الله العظيم لي ولك ولجميع المؤمنين وهدانا وإياكم الى الحق رب العالمين والى صراطه المستقيم) , ونحن نقول لك أن هذه الملة ملتنا لا نحيد عنها ولا نزيد ولا ننقص لأن الله سبحانه أكمل لنا ديننا وأتم نعمه علينا كما نص عليه القراءن الكريم ومن رغب عن هذه الملة فقد جعل سفه نفسه.
    وتقول في ذلك البيان بأنك ستكون خليفة الله في ملكوت الدنيا والأخرة وفي بعض البيانات بأمر كن فيكون , فهل تعب الله من ذلك حتى يعين له خليفة وهو الذي لا يؤده حفظ السموات والأرض وهو العلي العظيم, هل تعلم بأن كلامك أن الله سيعين له خليفة مخالفا لسورة الاخلاص قال تعالى ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (الإخلاص/4) لأن الخليفة الذي تقول أنه سيكون خليفة على ملكوت الله وأنه سيعطيه أمر كن فيكون, هذا يعني انه كفؤا لله بل انه اله ثاني واستغفر الله العظيم حتى من هذا الشرح المخالف للقراءن الكريم, هل تعلم بأن كلامك أن الله سيعين له خليفة على ملكوته كله يعني ذلك بصريح العبارة انه يعين له نائبا وسيكون خليفته بل إله وندا لله سبحانه وتعالى عما تصفون, ذلك ألوهيه وربوبية يا أخي ارجو أن تراجع مواقفك ولا تستحي من الحق, أعتقد وأجزم بأن الله لا يعين له خليفة على ملكوته, وليس في استطاعة أي مخلوق أو بشر يحمل تلك البطن الجيفة وسطه وعقله الصغير أن يكون خليفة لله في ملكوته العظيم الذي نعلم به والذي لا نعلم ولا يعلم حدود ملكه وتفاصيله الا هو , هذا الذي نعرف أرضنا وما عليها من مخلوقات وقوانين الاهية في حركتها وتركيبها وفيزيائيتها والكون وما يحويه الذي قال علماء الفلك أنهم لم يستطيعوا أن يبلغوا معرفة نهايته وحدوده ,والذي عرفو أن هناك مئات الملايين من المجرات وكل مجرة تحتوي مليارات النجوم وكم مخلوقات نعلمها ومخلوقات لا نعلمها في هذا الكون الفسيح ولا يستطيع عقل انسان ان يحفظ حتى أسماء المخلوقات فقط وليس التفاصيل لأن عقولنا وذاكرتنا محدودة كنظرنا المحدود الذي لا يرى الا امامه ولمسافة محدوده وأشياء معينة ولا يستطيع أن يرى بعض المخلوقات حتى لو كانت أمامه.
    اذا كان الله أكرمك بأنك المهدي وذلك من خلال رؤياك لسيدنا محمد (ص) وليس بوحي او كتاب فكيف تكون أفضل من ذلك الذي أكرمك الله برؤياه في منامك, وأنزل عليه الكتاب والوحي وأسري به وعرج به اليه وجعله خاتم النبيين وبعثه رحمة للعالمين وجعله شاهدا علينا وعليك و على جميع أمته يوم القيامة وجعله شاهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا الى الله وسراجا منيرا.
    ألم تعلم ما قال الله في أنبيائه قال جل من قائل ( أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيَّاً )(مريم/58) .
    وقال في من يطع الله ورسوله ( وَمَن يُّطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا) (النساء/69) صدق الله العظيم.
    وفي الأخير أشهد لله العزيز الجبار أن هؤلاء الأنبياء والمرسلين الذين أنعم الله عليهم ومن أطاع الله ورسوله فهو معهم وأنا منهم , وأن جميعنا عبدنا الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة كما ينبغي أن يعبد , وجعلنا رضوان الله غايتنا ومبتغانا كما نص القراءان الكريم على ذلك في عدة آيات قال تعالى ( مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهٌ أَشِدَّاءُ عَلَى الكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلا مِن اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِن أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّورَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا) (الفتح/29) , وهذه ملة أبينا إبراهيم عليه الصلاة والسلام نبتغي رضوان الله ابتغاءا وغاية , وقال تعالى في المهاجرين ( لِلْفُقَرَاءِ المُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانَا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ) (الحشر/8), هؤلاء عبدوا الله حق عبادته, هؤلاء قدروا الله حق قدره وأبتغوا رضوانه,هؤلاء أنعم الله عليهم وجعل صراطهم المستقيم الذي ندعو الله في كل ركعة أن يهدينا صراطهم ,وأن يجعلنا معهم وفي زمرتهم ,لقد باعوا أنفسهم والثمن رضوانه قال تعالى ( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَّشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَؤُوفٌ بِالعِبَادِ (البقرة/207) ,لأنهم عرفوا أن رضوان الله أكبر من نعيم جنته ولن يدخل الله عز وجل جنته ورحمته الا من فازوا برضوانه ولذلك جعلوه مبتغاهم وغايتهم ولذلك لم يقل الله يتوسلون فضلا من ربهم ورضوان بل قال الله(يَبْتَغُونَ فَضْلا مِن اللَّهِ وَرِضْوَانًا), أما الكفار الذين لعنهم الله وغضب عليهم بلا حسرة ولا ندم لأن ليس لهم يوم القيامة وزنا عند ربهم فكيف يتحسر على من ليس لهم وزن عنده, سبحانه و تعالى عما تصفون .
    أخي العزيز.. أرجو أن تتحمل كلامي اذا كان ثقيلا عليك وأن تراجع نفسك لأني قلت هذا الكلام مستندا الى كلام الله عز وجل ولقد كتبت لك ما رأيته ووفقني اليه ربي لا أخاف لومة لائم , وأريد أن أخبرك بأنه لا يهمني كثيرا من أي بلاد سيخرج المهدي الحق الذي يعز الله به هذه الأمة, لكن إذا كان من اليمن فأتمنى ذلك ويزيدني شرفا لأني يماني.
    أخي العزيز.. لو صدقتك وتيقنت أنك المهدي لأتيتك بنفسي ومالي ولو في جنح الظلام لأخرجك للناس وأقول لك أنه لن يقدر عليك أحد ولا تخاف دركا ولا تخشى , وأدفعك الى المساجد والمنابر والشاشات التلفزيونية وأنا أجعل رأسي فداء لرأسك وجسدي جدار حماية لك ,مع يقيني بأنه قد يصيبني موت أو قتل اثناء حراستك والجهاد معك لكن لا أخشاه , أما المهدي الحق فلن يستطيع عليه أحد حتى ولو كان معهم طائرات بدون طيار أو أي اسلحة تكنولوجيه حتى يظهر أمر الله مثل ما أظهر الله رسوله صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وأزواجه و أصحابه ومن تبعهم بإحسان الى يوم الدين وعلينا وعلى جميع عباده الصالحين, قال الله تعالى ( يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الكَافِرُونَ (8) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَو كَرِهَ المُشْرِكُونَ (الصف/9) صدق الله العظيم, وأقول لك بأنك إذا كنت المهدي فأخرج الى الجوامع والمنابر والساحات والشاشات ووالله لن يقدر عليك أحد حتى يظهرك الله ويتم نوره , ولا تختبئ إلا اذا كنت انت شاكا في أمرك ولم تتيقن بعد.
    ولقد استخرت الله ودعوناه بصدق ,اللهم يا رب العالمين ويا أكرم الأكرمين ويا أرحم الراحمين أرحمنا وأكرمنا وأرنا الحق حقا واجعلنا من اتباعه وأنصاره أرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه, ونكرر الدعاء الآخر الأن اللهم ان كان ناصر محمد اليماني المهدي الحق فاجعلنا من أنصاره وان كان مدعيا وباطلا فنجنا ومن تبعه وجميع المسلمين من فتنته يا رب العالمين فانت ولي ذلك والقادر عليه ورده الى الصواب والى الصراط المستقيم.

    وأني لأرجو الله أن يجعلك مهدي هذه الأمة الحق لما أعلم أن في ظهوره عز الاسلام والمسلمين.
    في الأخير تقبل مني كل تحية وسلامي موصول لكل من بحث عن الحق ومن ساهم في نشره ومن دعانا الى التعرف عليك وأنقل لك تحياته وسلامه على الرغم أنه قد يتواصل معك أكثر مني وينشر دعوتك ليل نهار لأني لاحظت بأنه أنصاري ومؤمن بما تقول وأعجبني أجتهاده واخلاصه في نشر دعوتك ,ولم أحب ان أشككه في ما يعتقد هو أو غيره ولكن طرحت عليكم ما أرى وعلى ربي التوفيق والرضى

    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
    أخوكم عبدالله عبدالرحمن الفقير الى ربه:-
    سلطان العنسي

  3. افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    والصلاة والسلام علي الانبياء والمرسلين
    وعلي الامام المهدي ناصر محمد اليماني خليفة رب العالمين
    اهلا بالضيف الكريم سلطان العنسي في طاوله الحوار العالميه عبر الانترنت للامام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني
    سأقتبس من كلامك التالي
    اقتباس المشاركة : سلطان العنسي
    فموضوع الحسرة التي تصفون بها الله تعالى الله عما تصفون في سورة يس في قوله تعالى ( يَا حَسْرَةً عَلَى العِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِّنْ رَّسُولٍ إِلا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ) فهي على الذين كذبوا وظلموا انفسهم وليست على الله سبحانه وتعالى واقرا ان شئت قوله تعالى ( وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّأُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ ومَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ) (البقرة/167 ) لمزيد من التوضيح على أن الحسرة والندامة على الظالمين وهي نتيجة لأعمالهم التي عصوا الله بها, الم تقرا قوله تعالى ( قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُوا يَا حَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ أَلا سَاءَ مَا يَزِرُونَ) (الانعام/31) يقولون يا حسرتنا وليس يا حسرة الله , هذه آيات الله البينات المحكمات يبين ما التبس على بعض الناس في اية يس وهذا تفسير القراءن بالقراءن لأن الله سبحانه وتعالى لا يتحسر ولا يرضى عن الفاسقين , فيا عجبا كيف يرضى عنهم ويدخلهم جنته وهو يقول ( يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنْ تَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يَرْضَى عَنِ القَوْمِ الفَاسِقِينَ )(التوبة/96) فالله سبحانه يخاطب نبيه (ص) ومعشر المؤمنين حتى وان رضيتم عن الفاسقين فان الله سبحانه لا يرضى عنهم.
    أخي العزيز هدانا واياكم الله الى الحق والى الصراط المستقيم:
    كيف يتحسر الله سبحانه على قوم أدخلهم النار نتيجة لكفرهم وعنادهم وتكذيبهم , كيف يتحسر الله على قوم ليس لهم وزن عنده و لوكان لهم وزن لتحسر عليهم ألم تقرأ قول الله تعالى في آخر سورة الكهف ( أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ وَزْنًا) (الكهف/105) نفهم انه ليس لهم وزن ولن يتحسر الله على قوم ليس لهم وزن في ميزانه العدل, بل أن الله سبحانه لا يتحسر على الظالمين بعد أن تأخذهم الصيحة بل يقول لهم بعدا وسحقا كما قال تعالى ( وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْبًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ (94) كَأَن لَّمْ يَغْنَوْا فِيهَا أَلا بُعْدًا لِّمَدْيَنَ كَمَا بَعِدَتْ ثَمُودُ) (هود/95), وقال في موضع آخر من القراءن الكريم ( فَأَخَذَتُهُمْ الصَيْحَةُ بِالحَقِّ فَجَعَلْنَاهُمْ غُثَاءً فَبُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) (المؤمنون/41). صدق الله العظيم , لقد تتبعت قصص القوم الذين أخذتهم الصيحة فوجدت أن الله لا يتحسر عليهم بل يقبحهم ويلعنهم ويقول لهم بعدا بعدا.
    أخي العزيز ناصر محمد اليماني : نحن نؤمن ايمانا كاملا بان رضوان الله في الجنة على أهل الجنة هو أكبر من نعيم الجنة والحور العين مصداقا لقوله تعالى في سورة التوبة ( وَعَدَ اللَّهُ المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الفَوْزُ العَظِيمُ) (التوبة/72) , لكن هذا الرضوان هو على الأنبياء والشهداء والصالحين والمتقين ويشمل اهل الجنة جميعا وليس على الكافرين الفاسقين لأن الله سبحانه غير راض عنهم أصلا فكيف يرضى عنهم ويدخلهم رحمته, حتى وان وسعت رحمته كل شيء سبحانه لكنه خصصها واعلمنا لمن سيكتبها وممن تكون قريبة قال الله تعالى ( وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ (156) الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ المُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ)( (الأعراف/157) فهذه الآيات البينات توضح لنا أن رحمت الله وسعت كل شيء وبين لنا مباشرة بما لا يدع مجالا للشك انه سيكتبها للمتقين أتباع النبي الأمي صلوات ربي وسلامه عليه , وقال عز وجل في بيان اختصاص رحمته ( يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَّشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الفَضْلِ العَظِيمِ) (3/74) , مما يعني أنها ليست عامة وإن كانت ستسع الكفار لكن الله خصصها لعباده الصالحين المحسنين , وقال تعالى ( وَلا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ المُحْسِنِينَ) (الأعراف/56) فرحمة الله بعيدة من الكفار والفاسقين الذين لا يرضى عليهم الله سبحانه بنص القراءن الكريم.
    أخوكم عبدالله عبدالرحمن الفقير الى ربه:-
    سلطان العنسي
    انتهى الاقتباس من سلطان العنسي

    ارجو منك الاطلاع علي هذا البيان للامام المهدي ناصر محمد اليماني حول اثبات صفه الحسره والحزن في نفس الله علي عباده الضالين المعذبين في النار من محكم القران ومن سنه رسول الله صلي الله عليه وسلم الغير مخالفه لمحكم القران

    [ رابط البيان الأصلي في موسوعة البيانات ]


    الإمام ناصر محمد اليماني
    13 - 04 - 1434 هـ
    23 - 02 - 2013 مـ
    03:48 صــــ
    ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــ


    فتوى الإمام المهدي إلى الشيخ أحمد عمرو في حقيقة قوم يحبّهم الله ويحبّونه لمن أراد أن يكون منهم فيفوز بالفوز الأعظم في الكتاب..


    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة الأنبياء وآلهم من أوّلهم إلى خاتمهم محمد رسول الله، يا أيها الذين آمنوا صلّوا عليه وعلى الأنبياء من قبله وسلّموا تسليماً، وصلّى الله وملائكته والمهدي المنتظر على قومٍ يحبّهم الله ويحبّونه صفوة البشريّة وخير البريّة المذنبون التائبون إلى الله متاباً، ولم يستيئسوا من رحمة الله وعلموا أنّ الله هو أرحم الراحمين مهما كانت ذنوبهم من قبل، فلم يستيئسوا ويطمعوا أن يكونوا من عباد الله المقربين المكرمين. وصلاة ربّي على جميع المسلمين الأرحم بهم من عبده ووعده الحقّ وهو أرحم الراحمين، أمّا بعد..

    ويا فضيلة الشيخ المكرم والمحترم أحمد عمرو، اسمع لما سوف أُفتي به بالحقّ مُزَكِّيه بالقسم بالله العظيم من يحيي العظام وهي رميم ربّ السماوات والأرض وما بينهما وربّ العرش العظيم بأنّه يوجد في هذه الأمّة قوم لا يرضون بملكوت الله أجمعين حتى يرضى كون رضوان نفس ربّهم هو النّعيم الأعظم بالنسبة إليهم، وهل تدري كيف يرونه النّعيم الأعظم؟ والجواب إنه بسبب أن ربّهم أحبّ إليهم من كل شيء ولذلك قالوا وكيف تهنأ لنا جنّات النّعيم والحور العين وربنا حبيب قلوبنا متحسر وحزين! هيهات هيهات أن نرضى حتى يرضى سبحانه وتعالى.

    ثم يزيدك الإمام المهدي علماً في شأن قوم يحبّهم الله ويحبّونه ومُزكيه بالقسم بربّ السماوات والأرض وما بينهما وربّ العرش العظيم، لو يؤتي الله أحدهم الدرجة العاليّة الرفيعة في جنّات النّعيم لاتّخذها وسيلةّ إلى ربّه وقال: يا رب قد أنفقتها إلى من تشاء من عبادك طمعاً في تحقيق النّعيم الأعظم منها فترضى.
    وليس ذلك فحسب، وأقسم بالله الرحمن الرحيم قسمَ المهدي المنتظر وليس قسمَ كافرٍ ولا فاجرٍ لو يجعل الله أحدهم أحبّ عبدٍ إلى نفسه وأقربَ عبدٍ إلى ذات عرشه في أعلى درجة في نعيم الملكوت فإنّه لن يرضى حتى يكون الله حبيبه راضياً في نفسه لا متحسر ولا حزين.
    وليس ذلك فحسب يا دكتور؛ بل لو يخاطبهم ربّهم فيقول لهم أن ما تتمنوه لن يتحقق أبداً فكيف أرضى في نفسي وكثيرٌ من عبادي ضلّوا عن الصراط المستقيم وظلموا أنفسهم وقليل من عبادي الشكور؟ فعليكم أن تستيئسوا أن يتحقق رضوان نفس الرحمن. فهل تدري ماذا سوف يكون جوابهم؟ فسوف يقولون: يا رب، نشهدك وكافة خلقك أننا لن نبدل تبديلاً فلن نتراجع عن أمنيتنا في تحقيق النّعيم الأعظم ثم نرضى بجنّات النّعيم، ولكن لنا منك طلب يا أرحم الراحمين وهو أن تتركنا بين الجنّة والنّار نتحسر ونبكي خالدين مخلدين في البكاء ما دمت متحسراً وحزيناً يا أرحم الراحمين.

    فانظر يا فضيلة الدكتور أحمد عمرو ما أعظم إصرار قوم يحبّهم الله ويحبّونه على تحقيق رضوان نفس حبيبهم الرحمن الرحيم فلن يرضوا بأي شيء مهما كان ومهما يكون حتى يكون ربّهم حبيبهم راضياً في نفسه لا متحسراً ولا حزيناً، وما بدلوا تبديلاً من بعد أن علّمهم الخبير بحال الرحمن عن حال ربّهم في نفسه.

    وربّما يودّ أن يقاطعني من يسمّي نفسه خادم رسول الله فيقول: "يا ناصر محمد، لسوف أقيم عليك الحجّة من محكم كتاب الله. وقال الله تعالى:

    {وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ}

    صدق الله العظيم [المائدة:116]

    فكيف يا ناصر محمد تعلم ما في نفس الله؟".

    ومن ثم يقيم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني الحجّة على خادم رسول الله وأقول: يا رجل، والله ما علمت ما في نفس الله من علوم الغيب إلا ما علّمنا به في محكم كتابه عن حاله بأنّ في نفسه حسرةٌ على عباده الضالين الذين كذبوا برسل ربّهم فدعوا عليهم فأجابهم ربّهم، فلا تحسبَنَّ الله مخلف وعده لرسله فإن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم خامدون، ومن ثم حلت الحسرة في أنفسهم على ما فرّطوا في جنب ربّهم وقال كلٌ منهم:

    { يَا حَسْرَ‌تَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّ‌طتُ فِي جَنبِ اللَّـهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِ‌ينَ ﴿
    56﴾ }
    صدق الله العظيم [الزمر]
    ومن ثم تحسّر الله عليهم حزناً وليس ندماً سبحانه! بل كما يتحسر فضيلة الشيخ أحمد عمرو لو شاهد أحد أولاده أو إخوته أو أمّه أو أبيه يصطرخ في نار جهنّم ولا قدر الله ذلك أبداً، وإنما أضرب مثلاً. فحتى ولو عصى الابن أمّه ألف عام ومن ثم رأته يصطرخ في نار جهنّم فتخيل عظيم حسرة الحزن في نفسها على ولدها، فما بالك بحسرة من هو أرحم من الأم بولدها الله أرحم الراحمين؟!! فتخيل حاله يا حبيبي في الله خادم رسول الله صلّى الله عليك وآل بيتك ليخرجكم من الظلمات إلى النور.

    وربّما يودّ فضيلة الشيخ أحمد عمرو أن يقول: "يا ناصر محمد اليماني، لقد جادلتنا فأكثرت جدالنا في تحسّر الله في نفسه حزناً على الذين ظلموا أنفسهم من عباده الضالين وليس الشياطين المغضوب عليهم فما هو برهانك المبين في محكم الكتاب على أن الله متحسر وحزين على عباده الضالين؟" . ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهدي وأقول:

    { فَاللّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ }
    صدق الله العظيم [يوسف:64]
    ويا فضيلة الدكتور المكرم والمحترم، فهل أنت من الموقنين بهذه الصفة في نفس الله أنه أرحم الراحمين لا شك ولا ريب؟ ومعلوم جواب أحمد عمرو فسوف يقول "يا ناصر محمد، هذه صفة يتصف بها الله لا يختلف عليها اثنين بأنّ الله حقّاً هو أرحم الراحمين، بمعنى أنه الأرحم من الأم بولدها" . ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهدي: فهل لو عصى الأمَّ ولدُها مليار عامٍ لم يطع لها أمراً ومن ثم رأته يصطرخ في نار جهنّم فهل تراها سوف تكون متحسرةً على ولدها وقد تبيض عيناها من الحزن وهي تقول يا أسفي على ولدي؟ فإن كان جواب أحمد عمروا يقول: "نعم يا أخي بالنسبة للأم فمهما عصاها ولدها وحتى ولو ضربها ومن ثم اطّلعت عليه يصطرخ في نار جهنّم فلا بد أن تأخذها الحسرة فتحزن على ولدها حزناً عظيماً" .
    ومن ثم يقيم الإمام المهدي الحجّة على حبيبي في الله أحمد عمرو وأقول: إذاً فما بالك بحزن من هو أرحم بعبده منها، الله أرحم الراحمين؟!! أليس جواب العقل والمنطق يقول: نعم لا شك ولا ريب، فبما أنّ الله هو حقّاً أرحم الراحمين فلا بدّ أنّه متحسرٌ وحزينٌ على عباده الذين ظلموا أنفسهم وهم يحسبون أنّهم مهتدون. فهذا ما يقوله العقل والمنطق فبسبب صفة الرحمة في نفس الله فلا بدّ أنّه متحسرٌ وحزينٌ في نفسه على عباده الضالين، وهذا فقط ما يقوله العقل والمنطق. ولكن فهل قول الله في محكم كتابه جاء مصدقاً لاستنتاج العقل والمنطق؟ ومن ثم نترك الردّ من الله مباشرةً على السائلين:

    {يَا حَسْرَ‌ةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّ‌سُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿
    30﴾ أَلَمْ يَرَ‌وْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُ‌ونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْ‌جِعُونَ ﴿
    31﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُ‌ونَ ﴿32﴾}
    صدق الله العظيم [يس]

    وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين..

    وربّما يودّ فضيلة الشيخ أحمد عمرو أن يقول: "مهلاً مهلاً يا ناصر محمد، وهل الله الآن متحسرٌ على المعرضين عن دعوة الحقّ من ربّهم الأحياء في العالمين؟" . ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهدي وأقول: هيهات هيهات؛ بل غاضبٌ عليهم، ولا ولن تأتي الحسرة في نفس الله عليهم حتى تأتي الحسرة في أنفسهم على ما فرّطوا في جنب ربّهم، ولكن للأسف لم تأتي الحسرة في أنفسهم والندم إلا بعد أن أخذهم الله بعذاب بئيس. تصديقاً لقول الله تعالى:

    {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَ‌فُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّ‌حْمَةِ اللَّـهِ ۚ إِنَّ اللَّـهَ يَغْفِرُ‌ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ‌ الرَّ‌حِيمُ ﴿
    53﴾ وَأَنِيبُوا إِلَىٰ رَ‌بِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُ‌ونَ ﴿
    54﴾ وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّ‌بِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُ‌ونَ ﴿
    55﴾ أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَ‌تَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّ‌طتُ فِي جَنبِ اللَّـهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِ‌ينَ ﴿56﴾}
    صدق الله العظيم [الزمر]

    فلا تأتي الحسرة في نفس الله عليهم من قبل أن يندموا وسبب تحسّر الله عليهم كونهم قد أصبحوا نادمين ويقول أحدهم:

    {يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّ‌سُولِ سَبِيلًا ﴿
    27يَا وَيْلَتَىٰ لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا ﴿28﴾ لَّقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ‌ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي ۗ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا ﴿29﴾}
    صدق الله العظيم [الفرقان]

    وقال الله تعالى:

    {يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا ﴿66﴾وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا ﴿67﴾رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا ﴿68﴾}
    صدق الله العظيم [الأحزاب]

    ولكن الحسرة في نفس الله لا تأتي وهم لا يزالون مصرين على كفرهم وعنادهم في الحياة الدنيا غير أنّ الله يفرح بتوبة عباده فرحاً عظيماً عظيماً لكونه لا يريد لهم العذاب. ولذلك قال محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:

    [[ لَلَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ حِينَ يَتُوبُ إِلَيْهِ مِنْ أَحَدِكُمْ كَانَ عَلَى رَاحِلَتِهِ بِأَرْضِ فَلَاةٍ ، فَانْفَلَتَتْ مِنْهُ وَعَلَيْهَا طَعَامُهُ وَشَرَابُهُ ، فَأَيِسَ مِنْهَا فَأَتَى شَجَرَةً فَاضْطَجَعَ فِي ظِلِّهَا قَدْ أَيِسَ مِنْ رَاحِلَتِهِ ،فَبَيْنَا هُوَ كَذَلِكَ؛ إِذَا هُوَ بِهَا قَائِمَةً عِنْدَهُ فَأَخَذَ بِخِطَامِهَا ثُمَّ قَالَ مِنْ شِدَّةِ الْفَرَحِ : اللَّهُمَّ أَنْتَ عَبْدِي وَأَنَا رَبُّكَ أَخْطَأَ مِنْ شِدَّةِ الْفَرَحِ ]]

    هذا لفظ مسلم (خ) (6309)، م (2747)
    صدق عليه الصلاة والسلام

    فانظر يا فضيلة الدكتور أحمد عمرو عظيم فرح الله بتوبة عبده حين يتوب فينيب إلى ربّه ليغفر ذنبه. إذاً الله يحزن لو لم يتُب عباده كونهم سوف يصْلَون ناراً فيصبحوا نادمين متحسرين على ما فرطوا في جنب ربّهم، ومن ثم تأتي الحسرة في نفس الله عليهم من بعد الانتقام نصرةً لأوليائه وتصديقاً لوعده لرسله ولأوليائه لا يخلف الله وعده. تصديقاً لقول الله تعالى:

    {يَا حَسْرَ‌ةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّ‌سُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿30﴾ أَلَمْ يَرَ‌وْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُ‌ونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْ‌جِعُونَ ﴿31﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُ‌ونَ ﴿32﴾}
    صدق الله العظيم [يس]

    وربّما يودّ فضيلة الشيخ أحمد عمرو أن يقول: "يا ناصر محمد، أني أراك تقسم بالله العظيم عن حقيقة ما بأنفس قوم يحبّهم الله ويحبّونه من أنصار الإمام المهدي ناصر محمد اليماني في عصر الحوار من قبل الظهور والسؤال يا ناصر محمد فكيف علمت هذه الحقيقة في أنفسهم؟" .



    ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهدي ناصر محمد اليماني وأقول:

    والله الذي لا إله غيره إنّ أكثر من وصفتهم لكم بالحقّ لم أرهم منذ أن ولدتني أمّي ولكن والله العظيم أنهم يقرأون بيان الإمام المهدي عن حقيقتهم ويرون وكأنّه يتكلم بألسنتهم لما يعلمونه من الحقّ في أنفسهم فهم على ذلك من الشاهدين، ولو شاءوا لألقوا بشهاداتهم بالحقّ في هذه الصفحات، فمن كان منهم فليلقي بشهادته بالحقّ مزكّيها بالقسم عمّا وصفكم به الإمام المهدي ناصر محمد اليماني لكون شهاداتهم من آيات التصديق للإمام المهدي. فكيف أجعل ذلك في أنفسهم ما لم يهدهم الله بالحقّ ويحبّهم ويحبّونه؟ ولذلك لن يرضوا حتى يرضى؛ فهذا وصف قوم يحبّهم الله ويحبّونه.



    والسؤال الذي يطرح نفسه للعقل والمنطق فإذا كانوا كذلك فكيف بردة الفعل من ربّهم الأكرم منهم فكيف سوف يكرمهم ربّهم كونهم متفرّقين في العالمين لا تربط بين جماعاتهم صلة رحم؛ بل جماعات هنا وهناك في مناطقٍ متفرّقةٍ في العالمين اجتمعوا على حبّ الله، ولا أقول كل من كان تحت اسمه من الأنصار السابقين الأخيار أنّه منهم لا شك ولا ريب؛ بل مَنْ هم قومٌ يحبّهم الله ويحبّونه في مناطق متفرقة في العالمين لا يعرفون بعضهم بعضاً ولا تربط بينهم أرحام ولا أموال يتعاطونها ولا تجارات اجتمعوا عليها؛ بل اجتمعت قلوبهم على حبّ الله والجهاد في سبيل الله بالدعوة إلى تحقيق رضوان نفس ربّهم حبيبهم ولن يرضوا حتى يرضى. وسوف أترك محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم يكمل لكم وصفهم بالحقّ:

    [ يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، اسْمَعُوا وَاعْقِلُوا ، وَاعْلَمُوا أَنَّ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ عِبَادًا لَيْسُوا بِأنبياء وَلا شُهَدَاءَ ، يَغْبِطُهُمُ النَّبِيُّونَ وَالشُّهَدَاءُ عَلَى مَجَالِسِهِمْ وَقُرْبِهِمْ مِنَ اللَّهِ " . فَقَالَ أَعْرَابِيٌّ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، انْعَتْهُمْ لَنَا ؟ جَلِّهِمْ لَنَا ؟ فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِقَوْلِ الأَعْرَابِيِّ ، قَالَ : " هُمْ نَاسٌ مِنْ أَفْنَاءِ النَّاسِ ، وَنَوَازِعِ الْقَبَائِلِ لَمْ تَصِلْ بَيْنَهُمْ أَرْحَامٌ مُتَقَارِبَةٌ ، تَحَابُّوا فِي اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَتَصَافَوْا ، يَضَعُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُمْ مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ لِيُجْلِسَهُمْ عَلَيْهَا ، فَيَجْعَلُ وُجُوهَهُمْ نُورًا وَثِيَابَهُمْ نُورًا ، يَفْزَعُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلا يَفْزَعُونَ ، وَهُمْ أَوْلِيَاءُ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ " ]

    صدق رسول الله صلّى الله عليه وسلم

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
    أخوكم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
    ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــ

  4. افتراضي

    جزاك الله خيرا علي التزامك بخلق النبي في التحاور ونسال الله العلي العظيم ان يهديك الصراط المستقيم وان يريك الحق حقا ويرزقك اتباعه وان يريك الباطل باطل ويرزقك اجتنابه كنت عندما اقرأ حديث الرسول " .... لله ارحم بعباده من هذه بولدها" فاخر سجودا لارحم الراحمين وادعوا للناس اجمعين واوقن قول الله " لو خلقتموهم لرحمتموهم" وما يريد الله بعذابنا ان انبنا؟! واذكرك بآيه فكرت فيها مليا: قال تعالي " ويوم يحشرهم جميعا يا معشر الجن قد استكثرتم من الانس وقال اولياؤهم من الانس ربنا استمتع بعضنا ببعض وبلغنا اجلنا الذي أجلت لنا قال النار مثواكم خالدين فيها الي ما شا ء الله ان ربك حكيم عليم " الي ماشآء الله " اذا الخلود يكون الي ماشاء الله هو ارحم عليهم من انفسهم وفي سورة هود قال تعالي " النار مثواكم خالدين فيها الي ما شاء الله إن ربك حكيم عليم " وقال ابن عباس ان هذه الايه آيه اذ لا ينبغي لاحد ان يحكم علي الله في خلقه ولا ينزلهم جنه ولا نار وانتظر رد الامام معك لنزداد يقينا انه من زاده الله بسطه في العلم فكان احق بالخلافه ولله الحمد

  5. افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحیم

    السلام علیکم ورحمة الله و برکاته اخی الکریم سلطان العنسی و اهلا وسهلا بک فی موقع الامام المهدی المنتظر ناصر محمد الیمانی

    و بالنسبة لاسئلتک فسبق وان اجاب علیها الامام مرارا وتکرا فی الکثیر من البیانات و لذلک اقتبس لک الانصار الرد من بیانات الامام فارجو الاطلاع علیها

    و تم نقل الموضوع الجدید الذی فتحته الی هذا الموضوع لکی یتسنی لکم و للمتابعین الاطلاع علی بیانات الامام

  6. Lightbulb الفتوى الحق في قوله تعالى {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ}...!

    اقتباس المشاركة : سلطان العنسي
    ولقد اتبعت أسلوبك في هذا البيان وتفسير معنى الحسرة وعلى من تكون بآيات أخرى من القراءن.
    فموضوع الحسرة التي تصفون بها الله تعالى الله عما تصفون في سورة يس في قوله تعالى ( يَا حَسْرَةً عَلَى العِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِّنْ رَّسُولٍ إِلا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ) فهي على الذين كذبوا وظلموا انفسهم وليست على الله سبحانه وتعالى واقرا ان شئت قوله تعالى ( وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّأُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ ومَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ) (البقرة/167 ) لمزيد من التوضيح على أن الحسرة والندامة على الظالمين وهي نتيجة لأعمالهم التي عصوا الله بها, الم تقرا قوله تعالى ( قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُوا يَا حَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ أَلا سَاءَ مَا يَزِرُونَ) (الانعام/31) يقولون يا حسرتنا وليس يا حسرة الله , هذه آيات الله البينات المحكمات يبين ما التبس على بعض الناس في اية يس وهذا تفسير القراءن بالقراءن لأن الله سبحانه وتعالى لا يتحسر ولا يرضى عن الفاسقين , فيا عجبا كيف يرضى عنهم ويدخلهم جنته وهو يقول ( يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنْ تَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يَرْضَى عَنِ القَوْمِ الفَاسِقِينَ ) (التوبة/96) فالله سبحانه يخاطب نبيه (ص) ومعشر المؤمنين حتى وان رضيتم عن الفاسقين فان الله سبحانه لا يرضى عنهم.
    أخي العزيز هدانا واياكم الله الى الحق والى الصراط المستقيم:
    كيف يتحسر الله سبحانه على قوم أدخلهم النار نتيجة لكفرهم وعنادهم وتكذيبهم , كيف يتحسر الله على قوم ليس لهم وزن عنده و لوكان لهم وزن لتحسر عليهم ألم تقرأ قول الله تعالى في آخر سورة الكهف ( أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ وَزْنًا) (الكهف/105) نفهم انه ليس لهم وزن ولن يتحسر الله على قوم ليس لهم وزن في ميزانه العدل, بل أن الله سبحانه لا يتحسر على الظالمين بعد أن تأخذهم الصيحة بل يقول لهم بعدا وسحقا كما قال تعالى ( وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْبًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ (94) كَأَن لَّمْ يَغْنَوْا فِيهَا أَلا بُعْدًا لِّمَدْيَنَ كَمَا بَعِدَتْ ثَمُودُ) (هود/95), وقال في موضع آخر من القراءن الكريم ( فَأَخَذَتُهُمْ الصَيْحَةُ بِالحَقِّ فَجَعَلْنَاهُمْ غُثَاءً فَبُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) (المؤمنون/41). صدق الله العظيم , لقد تتبعت قصص القوم الذين أخذتهم الصيحة فوجدت أن الله لا يتحسر عليهم بل يقبحهم ويلعنهم ويقول لهم بعدا بعدا.
    انتهى الاقتباس من سلطان العنسي
    [رابط البيان الأصلي في موسوعة البيانات]

    الإمام ناصر محمد اليماني
    02 -09 - 2011 مـــ
    04 - 10 - 1432 هـــ
    08:38 am
    ـــــــــــــــــــــــــ


    الفتوى الحق في قوله تعالى {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ}...!

    بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على جدي محمد رسول الله وآله الأطهار وجميع أنصار الله الواحد القهار إلى اليوم الآخرأما بعد.. فسؤالٌ يطرح نفسه متى خاطب الله عبده ورسوله المسيح عيسى ابن مريم بهذا الخطاب؟
    {وَإِذْ قَالَ اللَّـهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْ‌يَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـٰهَيْنِ مِن دُونِ اللَّـهِ ۖ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ ۚ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ ۚ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ ۚ إِنَّكَ أَنتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ ﴿١١٦﴾ مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْ‌تَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّـهَ رَ‌بِّي وَرَ‌بَّكُمْ ۚ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ ۖ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّ‌قِيبَ عَلَيْهِمْ ۚ وَأَنتَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ﴿١١٧﴾ إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ ۖ وَإِن تَغْفِرْ‌ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴿١١٨﴾}
    صدق الله العظيم [المائدة]

    والجواب ذلك الخطاب في محكم الكتاب يأتي تأويله على الواقع في يوم البعث الأول فخاطب الله عبده المسيح عيسى ابن مريم من وراء الحجاب في الدنيا في يوم البعث الأول والرجعة، كما خاطب نبيه موسى من قبل في الدنيا من وراء الحجاب وذلك بعد بعث الكافرين من أهل الكتاب جميعاً ورجعتهم إلى الدنيا لقضاء الحياة الثانية في الكتاب، ومن ثم يؤمن أهل الكتاب من النصارى واليهود بالمسيح عيسى ابن مريم جميعاً. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً}
    صدق الله العظيم [النساء:159]

    وذلك تصديقاً لقول الله تعالى:
    {عَسَى رَبُّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا}
    صدق الله العظيم [الإسراء:8]

    وكذلك أراك ياضياء تحاجج ناصر محمد اليماني برد المسيح عيسى في قول الله تعالى:
    {تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ ۚ إِنَّكَ أَنتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ ﴿١١٦﴾}
    صدق الله العظيم.
    ومن ثم يقول ضياء: وكيف علمت أنت بما في نفس الله يا ناصر محمد؟ ومن ثم يرد عليك الإمام المهدي ناصر محمد وأقول: وهل يا ضياء أفتاكم ناصر محمد اليماني أنه يعلم بجميع ما يدور في نفس الله سبحانه! فلا علم لي إلا بما علمني ربي في محكم كتابه، وإنما علمت بحال ما في نفس ربي من الحزن والأسف والتحسر على عباده الذين ظلموا أنفسهم فأهلكهم، فعلمت بمدى حسرة ربي عليهم من خلال قول الله تعالى:
    {إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿٢٩﴾ يَا حَسْرَ‌ةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّ‌سُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَ‌وْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُ‌ونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْ‌جِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُ‌ونَ ﴿٣٢﴾}
    صدق الله العظيم [يس]

    فما يقصد الله تعالى بقوله {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ}؟ فهل هذا يعني أن الحسرة هي في نفس ربي على عباده من جميع الأمم الذين كذبوا رسل ربهم فأهلكهم؟ وهل يحق لنا أن نتحسر عليهم فنسعى إلى إذهاب حسرتنا عليهم بهداهم، أم الحق أن نسعى إلى إذهاب حسرة من هو أرحم بعباده منى، الله أرحم الراحمين؟
    والجواب إذا سعينا لتحقيق الهدى للناس بسبب الحسرة في أنفسنا عليهم فلن يحقق الله لكم هداهم أجمعين كونكم لم تتفكروا بحال من هو أشد حسرة منكم على عباده الله أرحم الراحمين. ولذلك قال الله تعالى مخاطباَ نبيه الذي يكاد أن يذهب نفسه عليهم حسرات فقال:
    {فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاء وَيَهْدِي مَن يَشَاء فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ}
    صدق الله العظيم [فاطر:8]

    وكذلك قال الله لنبيه فلا تذهب نفسك من شدة التأسف عليهم. وقال الله تعالى:
    {فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً
    صدق الله العظيم [الكهف:6]

    فانظر لقول الله تعالى {فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ} صدق الله العظيم، ومن خلال ذلك علمت كيف حال مافي نفس ربي من الأسف والحزن والتحسر فقلت ما دام عبد من عباد الله هذاحاله يكاد أن يذهب نفسه على الناس حسرات فكيف بحال ما في نفس ربي من هو أرحم بعباده من عبده؟ كونه بالعقل والمنطق بما أن الله أرحم الراحمين فلا بد أنه أعظم تحسراً بسبب صفة الرحمة في نفس الله هي أعظم من الرحمة في قلوب عبيده بفارق عظيم، فكيف ياترى حال ربي فهل هو كذلك يتحسر على عباده الذين ظلموا أنفسهم وكذبوا برسل ربهم فأهلكهم الله تصديقاً لوعده لرسله بالحق؟ فوجدت الجواب في محكم الكتاب على هذا التساؤل في قول الله تعالى:
    {إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿٢٩﴾ يَا حَسْرَ‌ةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّ‌سُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَ‌وْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُ‌ونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْ‌جِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُ‌ونَ ﴿٣٢﴾}
    صدق الله العظيم [يس]

    ولكن لماذا نهى الله نبيه أن يذهب نفسه عليهم حسرات في قول الله تعالى {فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ} صدق الله العظيم؟
    والجواب كونه ليس بأرحم من عباده من عبده حتى يهديهم الله من أجله بسبب تحسر محمد رسول الله على العباد كونه ليس بأرحم من الله، بل حسرة الله في نفسه على عباده الذين أهلكهم بظلمهم من كافة الأمم هي أعظم.
    ألا والله لو علم أنبياء الله ورسله بحال ما في نفس ربي من الحسرة والحزن والأسف على عباده لما دعا نبي على قومه ولصبروا الدهر كله مهما لاقوا من الأذى ولكنهم يتحسرون بادئ الأمر على العباد، ولكن رحمتهم محدوده وصبرهم ينفد ومن ثم يجأرون إلى ربهم فيدعون عليهم كما دعا نبي الله موسى:
    {رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُواْ حَتَّى يَرَوُاْ الْعَذَابَ الأَلِيمَ}
    صدق الله العظيم [يونس:88]

    وكذلك الأنبياء يتحسرون على عباد الله بادئ الأمر ومن ثم ينفد صبرهم فيقولون:
    {رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ}
    صدق الله العظيم [الأعراف:89]

    وقال الله تعالى:
    {وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ‌ عَنِيدٍ ﴿١٥﴾ مِّن وَرَ‌ائِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَىٰ مِن مَّاءٍ صَدِيدٍ ﴿١٦﴾ يَتَجَرَّ‌عُهُ وَلَا يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ ۖ وَمِن وَرَ‌ائِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ ﴿١٧﴾}
    صدق الله العظيم [ابراهيم]

    وذلك ليس إلا العذاب في النار من بعد الفتح وهو العذاب البرزخي فتصوروا كم من الأمم بهذا الحال في نار جهنم وقد صاروا نادمين ومتحسرين على ما فرطوا في جنب ربهم ولذلك تجدون أنها جاءت الحسرة علي المعذبين من عباده فقط في نار الجحيم، كونه سكن الغضب في نفس تعالى من بعد البطش الأولى ذهب غيظه وغضبه، ومن ثم حلت الحسرة في نفسه من بعد أن علم أنهم نادمون على مافرطوا في جنب ربهم. ولذلك قال الله تعالى:
    {إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿٢٩﴾ يَا حَسْرَ‌ةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّ‌سُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَ‌وْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُ‌ونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْ‌جِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُ‌ونَ ﴿٣٢﴾}
    صدق الله العظيم [يس]

    ولا يمكن أن تجتمع الحسرة والغضب وإنما الغضب يستمر ما داموا معرضين عن داعي الحق من ربهم حتى إذا أهلكهم الله وأذهب غيظه وانتقم منهم ومن ثم يتحسرون على ما فرطوا في جنب الله ومن ثم تحلُّ الحسرة في نفس الله عليهم من بعد ذلك فقط كونها لن تأتي الحسرة في نفس الله عليهم من قبل أن تأتي الحسرة في أنفسهم على مافرطوا في جنب ربهم، ومن ثم تأتي الحسرة عليهم بعد علمه بندمهم ومن ثم تحدث الحسرة في نفسه فقط على الذين أهلكهم الله من الأمم المكذبين برسل ربهم. ولن أمل هذه الآية أبدا كونها البرهان المبين:
    {إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿٢٩﴾ يَا حَسْرَ‌ةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّ‌سُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَ‌وْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُ‌ونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْ‌جِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُ‌ونَ ﴿٣٢﴾}
    صدق الله العظيم [يس]

    وهنا يتوقف أحباب رب العالمين الذين تساوى حبهم لربهم كدرجة حب الرسل لربهم ولم نفتي أن الرسل بأكثر حباً لله من المهدي المنتظر وأنصاره كما وجدت أحد الأنصار يظن أني أفتيت بذلك أن أنصار المهدي المنتظر أقل حباً لله من حب الرسل لربهم حاشا لله، بل إن القوم الذي وعد الله بهم في محكم كتابه أشدُّ حبا لله كمثل شدة حبِّ الرسل لربهم فنحن نتساوى معهم في حب الله كونه الحبُّ الأعظم لرب هو برهان الإيمان في القلب. تصديقا لقول الله تعالى:
    {وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ}
    صدق الله العظيم [البقرة:165]

    ولا نخرج عن الموضوع ولكن الرسل لم يعلموا بحال ما في نفس الله كمثل المسيح عيسى إبن مريم قال:
    {تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ}
    صدق الله العظيم [المائدة:116]

    وكذلك ناصر محمد اليماني لا علم لي بما في نفس ربي إلا بما علمني ربي في محكم كتابه، وقد أخبرتكم بحال ما في نفس ربي بالحق فمن ذى الذي ينكر فتوى الله بالحسرة في نفسه على عباده في قول الله تعالى:
    {إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿٢٩﴾ يَا حَسْرَ‌ةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّ‌سُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَ‌وْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُ‌ونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْ‌جِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُ‌ونَ ﴿٣٢﴾}
    صدق الله العظيم [يس]

    وهنا يتوقف قوم يحبهم ويحبونه بصدور هذه الفتوى عن المهدي المنتظر بالبيان الحق للذكر الذي لم يحط بها أنبياءه ورسله، من ثم قال قوم يحبهم ويحبونه: فما الفائدة من جنة النعيم والحور العين وأحبّ حبيب إلى أنفسنا رب العالمين متحسر وحزين؟ ثم جأروا وقالوا: رباه لا تظلمنا فبعزتك وجلالك لن نرضى حتى ترضى فكيف نكون سعداء في جنة النعيم والحور العين والقصور وأنهار العسل والخمر واللبن وقد علمنا أن حبيبنا ليس بسعيد مثلنا بل متحسر وحزين على عباده الذين ظلموا أنفسهم؟ ثم يقول أحدهم: فما ذنبي يا إلهي حتى أكون تعيساً وحزيناً إلا إني أحبك حباً شديداً فكيف أكن سعيداً ومسروراً مالم يكون من أحببت سعيدا مسرورا؟ ولكني علِمتُ مما علَّمني المهدي المنتظر أنك حزين ومتحسر في نفسك على عبادك منذ آلاف السنين الليل والنهار ولو كنت تنام يا إلهي أو تسهو أو تنسى لكان الأمر أهون في نفسك، ولكنك الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم إنا لله وإنا إليه لراجعون..
    ياحسرتي من حسرة ربي ويا حزني من حزن ربي واأسفي من أسف ربي، ورجوت من ربي بحق لا إله إلا هو أن لا يجب دعوتي على الأمة إن نفد صبري يوماً ما ولن ينفد بإذن الله حتى لو استمرت دعوتي ألف ضعف عمر الحياة الدنيا وتعمرت ألف ضعف الحياة الدنيا فسوف أصبر وأصابر وأرابط حتى يحقق لي الله هدفي المنشود رب الوجود ووعده الحق وهو أرحم الراحمين.

    ويا عباد الله.. يا أحباب الله.. ياقوم يحبهم ويحبونه أستحلفكم بالله أن لا تدعوا على المسلمين ولا على أحد من الكافرين الذين لا يعلمون بالحق من ربهم، كون الله إن أجاب دعاءكم فأهلكهم فسوف تزيدون الحسرة في نفس الله أرحم الراحمين.
    وإني أقسم بالله العظيم أن الله هو حقاً أرحم الراحمين، فمن ذا الذي هو أرحم من الله أرحم الراحمين؟ فليتصور أحدكم لو أن ابنه عصاه ولو حتى قام بضربه ومن ثم أهلك الله ولده فاطّلع الوالد على ولده فرآه يصطرخ في نار جهنم من عذاب الحريق، فتصور أيها الوالد عظيم حسرتك في نفسك على ولدك فلن يبقى من الغيظ والغضب عليه شيء في نفسك كونه قد ذهب غيظك بسبب ما رأيت ما حدث له، ومن ثم حلت الحسرة في نفسك على ولدك وأنت تراه يصطرخ في نار جهنم صراخاً شديداً يقطع من قلبك ويزلزل جوارحك وشعرت بحسرة شديدة على ولدك فلذة كبدك الذي يصطرخ أمام عينيك في نار الحريق، ومن ثم نقول لك: أيها الوالد الرحيم وأيتها الأم الأرحم قد علمتم بعظيم حسرتكم في أنفسكم على وليدكم فما بالكم بمن هو أشد حسرة منكم عليه الله أرحم الراحمين؟ ولكن ولدكم يائس من رحمة ربه، فلتقل الأم: اللهم إنك أرحم بولدي مني ووعدك الحق وأنت أرحم الراحمين، اللهم أغفر لولدي ولجميع أموات المسلمين برحمتك با أرحم الراحمين.
    فيجبكم الله: مادمتم أقررتم وأيقنتكم بصفة الرحمة في نفسه أنه حقاً أرحم الراحمين فلا تلهكم رحمتكم عن التفكر في حال من هو أرحم بعباده منكم، الله أرحم الراحمين. فهل أنتم موقنون؟

    فشدوا أزر المهدي المنتظر لهدى الناس أجمعين الأحياء منهم والأموات المبعوثين من الكافرين حتى يجعل الله الناس أمة واحدة على صراط مستقيم.

    ولسوف يصدر منى بيان نبين فيه كيف استطاع الشيطان وأولياءه أن يصدوا الأمم عن الصراط المستقيم من البداية إلى النهاية، حتى يتبين للعالمين كافة مكرُ الشيطان ليحذروا مكرهم ويفشل الشيطان وخططه أجمعين من بعد بعث المهدي المنتظر خليفة الله الأكبر خصم الشيطان الأكبر وإني له لبالمرصاد بإذن الله الواحد الأحد سوف أنقذ الأمم من فتنة المسيح الكذاب، فتنة الأحياء والأموات المبعوثين الذي يريد أن يفتنكم أجمعين إلا ما سبق إنقاذه من قبل الرسل، وما أُنقذ إلا رهط قليل. وأكثر الناس أعرضوا عن اتباع رسل ربهم وآمن بالرسل قليل، ولكن للأسف أن القليل كذلك لا يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون، بسبب المبالغة في رسل الله إليهم من بعد موتهم فتشرك الأجيال المؤمنة بالله بسبب المبالغة في عباد الله المكرمين ولم ينجو من الشرك إلا الذين آمنوا في عهد الرسل كونهم لم يكونوا يسمحوا لهم أن يشركوا بالله بسبب المبالغة فيهم بغير الحق فسرعان ما ينهونهم عن ذلك ويحذرونهم كما يحذر المهدي المنتظر الأنصار من المبالغة فيه بغير الحق مهما كرمه الله، فسوف يظلّ عبداً ويموت عبداً ويبعث عبداً لا يغني عنكم من الله المعبود شيء. وكذلك أنبياء الله يحذرون حتى أبناءهم أن لا يعتقدوا أنهم يغنون عنهم من الله شيء، فعليهم بالله هو أرحم بهم من آباءهم. ولذلك قال محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: [يا فاطمة بنت محمد أنقذي نفسك من النار ، لا أُغني عنكِ من الله شيئًا] صدق عليه الصلاة والسلام. فهو يعلم انه لا يغني عن أرحامه شيء. تصديقاً لقول الله تعالى: {لَنْ تَنْفَعَكُمْ أَرْحَامُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} صدق الله العظيم [الممتحنة:3]، ولذلك قال محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لابنته فاطمة [يا فاطمة بنت محمد أنقذي نفسك من النار، لا أُغني عنكِ من الله شيئًا] صدق عليه الصلاة والسلام

    ويا عباد الله إني الإمام المهدي أدعوكم إلى الله أرحم الراحمين فلمَ تلتسمون الرحمة ممن هم دونه ليشفعوا لكم بين يدي أرحم الراحمين؟ فقد كفرتم بهذه بسبب عقيدة الشفاعة بصفة الله في نفسه أنه أرحم الراحمين، ويا ويلكم ما أعظم هذا الكفر بالله أرحم الراحمين، ولن تجدوا لكم من دون الله وليا ولا نصيراً.

    ويا ضياء يامن يسعى للصدِّ عن عبادة الله والتنافس في حب الله وقربه ويريد أن يعتقد الناس بشفاعة العبيد بين يدي الرب المعبود فبرغم غضبي منك العظيم ولكني لن أدعو عليك فعسى الله أن يهديك إلى سواء السبيل إن كنت لا تعلم الحق من ربك أو أن بك مسّ شيطان رجيم يريد أن يصد الناس عن طريقك وأنت لا تعلم.

    وأقسم لك برب العالمين رب السماوات والأرض وما بينهما ورب العرش العظيم أن طريقة صدِّك هي نفس طريقة صدِّ الشيطان الرجيم عن الصراط المستقيم إلى صراط العزيز الحميد، وذلك ما جعلنا نحكم عليك أنك من شياطين البشر الذين يصدون عن اتباع صراط العزيز الحميد تصديقاً لقسم الشيطن الرجيم الأكبر {قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَ‌اطَكَ الْمُسْتَقِيمَ ﴿١٦﴾ ثُمَّ لَآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَائِلِهِمْ ۖ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَ‌هُمْ شَاكِرِ‌ينَ ﴿١٧﴾} [الأعراف]، كما يفعل ضياء الذي يدعو إلى عدم تنافس المؤمنين إلى ربهم وإلى تعظيم أنبياء الله والمبالغة فيهم بغيرالحق حتى يحصر التنافس إلى الله لهم من دون الصالحين، ثم يجعل الناس يعتقدون بشفاعتهم يوم الدين فذلك ما يبغيه ضياء.

    ومن ذا الذي أغلق موضوع الحوار بغير إذن من المهدي المنتظر يا أعضاء طاقم الإدراة ؟ فلا تعودوا لمثل ذلك حتى يصدر الأمر من المهدي صاحب الدعوة للحوار.
    وأعلم أن الذي فعل ذلك من شدة غضبه ومقته لضياء، ولكني أقول لك يا حبيبي في الله ألم تكن من قبل أن يهديك الله كمثل ضياء تعتقد بشفاعة العبيد بين يدي الرب المعبود؟ فصبراً على الناس حتى يهديهم الله كما هداك، وما أجمل الصبر من أجل الله وما أجمل كظم الغيظ من أجل الله، فيزيدكم الله بحبه وقربه. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِين}
    صدق الله العظيم [آل عمران:134]

    اللهم إني أشهدك وكفى بالله شهيدا أني قد عفوت عمّن شتمني أو آذاني في هذه الحياة فاعفوا عنهم من أجل عبدك. ووعدك الحق وأنت أرحم الراحمين وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين..

    إمام الرحمة من الله للعالمين الإمام المهدي ناصر محمد اليماني
    ***********************************
    بأَبي أَنتَ وأُمي يا أًمِيْر المُؤمِنيْن وخَلِيفَة ربَّ العَالَمِيْن فمَا نَحنُ قائِلينَ لَك إِلا مَا قالَه الله تعالىْ:
    {فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِل لَّهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِّن نَّهَارٍ بَلَاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ (35)} [الأحقاف ]
    [صدق الله العظيم]
    ___________________
    قنــــاتي على اليوتيـــــوب

  7. Lightbulb لو لم يرضى الله عن عباده لما أدخلهم جنته...!

    اقتباس المشاركة : سلطان العنسي

    أخي العزيز ناصر محمد اليماني : نحن نؤمن ايمانا كاملا بان رضوان الله في الجنة على أهل الجنة هو أكبر من نعيم الجنة والحور العين مصداقا لقوله تعالى ( و رضوان من الله أكبر) لكن هذا الرضوان هو على الأنبياء والشهداء والصالحين والمتقين ويشمل اهل الجنة جميعا وليس على الكافرين الفاسقين لأن الله سبحانه غير راض عنهم أصلا فكيف يرضى عنهم ويدخلهم رحمته, حتى وان وسعت رحمته كل شيء سبحانه لكنه خصصها واعلمنا لمن سيكتبها وممن تكون قريبة قال الله تعالى ( وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ (156) الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ المُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ)( (الأعراف/157) فهذه الآيات البينات توضح لنا أن رحمت الله وسعت كل شيء وبين لنا مباشرة انه سيكتبها للمتقين وقال تعالى ( وَلا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ المُحْسِنِينَ) (الأعراف/56) اذا هي بعيدة من الكفار والفاسقين الذين لا يرضى عليهم الله سبحانه.
    انتهى الاقتباس من سلطان العنسي
    بسم الله الرحمن الرحيم
    والصلاة والسلام على جميع الأنبياء والمرسلين وآل بيتهم الأطهار وعلى المهدي المنتظر وآل بيته الأبرار وعلى جميع الأنصار السابقين الأخيار إلى اليوم الآخر السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    نرحب بأخينا وضيفنا الكريم سلطان العنسي ترحيباً كبيرا وأهلاً وسهلاً بك في طاولة الحوار العالمية للمهدي المنتظر في عصر الحوار من قبل الظهور حللت أهلاً ونزلت سهلاً في ضيافة خليفة الله وأنصاره السابقين الأخيار باحثاً عن الحق ولا شيء غير الحق والحق أحق أن يتبع وما بعد الحق إلا الضلال

    أخي الكريم أنت تقول في المقتبس من قولك أعلا هذا بأن رضوان الله في الجنة أكبر من نعيم الجنة والحور العين وأن هذا الرضوان سيتحقق للصالحين من العباد ولكنك يا حبيبي في الله نسيت أن الله لا يدخل أهل الجنة الجنة إلا بعد أن يكون راضياً عنهم وإلا لما أدخلهم جنته لذلك فرضوان الله على عباده يختلف عن رضوان الله في نفسه كون لو لم يكن الله راضياً عن عباده لما أدخلهم جنته ومن ثم بعد أن يدخل الله عباده جنته ويرضى عنهم ويرضوا عنه يبقى علينا أن ننظر في حال الله فهل الله بعد أن رضي عن عباده وادخلهم جنته قد رضى في نفسه ثم تعلم الحقيقة التي من أجلها خلقنا الله بأن الله لم يخلق الخلق ليعذبهم وما يفعل الله بعذابهم لذلك يبقى الله متحسراً في نفسه على عباده الذي ظلموا أنفسهم فأدخلهم النار بظلمهم ثم بعد أن هداء غضب الرب عليهم من بعد أن انتقم منهم تصديقاً لوعده لرسله لينصرنهم ومن ثم يتحسر الضالون منهم في النار ويندمون ويقول الواحد منهم يا حسرة على ما فرطت في جنب الله ثم تحل الحسرة في نفس الله عليهم كون الله أرحم الراحمين وأولئك عباده ولم يهونوا عليه بعد أن اعترفوا برحمة ربهم وندموا وهم في النار يصطلون وقد أخذوا قسطهم من العذاب.

    لذلك يرضى الله عن أهل الجنة ثم يدخلهم الجنة وهو راضياً عنهم ولكن رضوان الله في نفسه لم يتحقق كونه متحسر وحزين ولن يتحقق حتى يخرج أولئك الضالون النادمون على ما فرطوا في جنب الله من النار ومن ثم يرضى عنهم فتعم رحمته غضبه فيفزع عن قلوب أولئك الخائفون فيدخلون في رحمة الله جميعا فيرضى الله أرحم الرحمين وهنا تكون الشفاعة قد تحققت برحمة الله وحده بعد أن رضى في نفسه وذلكم هو النعيم الأكبر من نعيم الجنة والحور العين لو كنتم تعلمون أما رضوان الله على عباده في الجنة فلو لم يكن الله راضياً عنهم لما أدخلهم جنته وسلام على المرسلين والحمدلله رب العالمين.

    بأَبي أَنتَ وأُمي يا أًمِيْر المُؤمِنيْن وخَلِيفَة ربَّ العَالَمِيْن فمَا نَحنُ قائِلينَ لَك إِلا مَا قالَه الله تعالىْ:
    {فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِل لَّهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِّن نَّهَارٍ بَلَاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ (35)} [الأحقاف ]
    [صدق الله العظيم]
    ___________________
    قنــــاتي على اليوتيـــــوب

  8. Lightbulb القرين...!

    اقتباس المشاركة : سلطان العنسي

    وعليك بمتابعة قرينك لأجل أن لا يلبس الحق بالباطل , ولأن لكل انسان قرين يعينه على الخير اذا كان قرينه مؤمنا ويغويه الى الشر والباطل ان كان كافرا,
    انتهى الاقتباس من سلطان العنسي

    [رابط البيان الأصلي للبيان في موسوعة البيانات]

    الإمام ناصر مُحمد اليماني
    26 - 12 - 2011 مـ
    01 - 02 - 1433 هـ
    04:53 صبـــاحاً
    ـــــــــــــــــــــــــ


    من هو القرين في هذه الآية الكريمة:
    {قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِ‌ينٌ ﴿
    ٥١﴾ يَقُولُ أَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ ﴿٥٢﴾ أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَ‌ابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَدِينُونَ ﴿٥٣﴾ قَالَ هَلْ أَنتُم مُّطَّلِعُونَ ﴿٥٤﴾ فَاطَّلَعَ فَرَ‌آهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ ﴿٥٥﴾ قَالَ تَاللَّـهِ إِن كِدتَّ لَتُرْ‌دِينِ ﴿٥٦﴾ وَلَوْلَا نِعْمَةُ رَ‌بِّي لَكُنتُ مِنَ الْمُحْضَرِ‌ينَ ﴿٥٧﴾}
    صدق الله العظيم [الصافات]
    ............................................



    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدي مُحمد رسول الله وآله الأطهار وجميع أنصار الله الواحد القهار إلى اليوم الآخر..

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أحبتي الأنصار السابقين الأخيار، وإن القرين المقصود في هذا الموضع هو إنسان وليس شيطان بل كان له قرينٌ من قبل إيمانه بالحق من ربه، ومن ثُمّ حاول قرينه أن يردّهُ عن الاتباع فأبى ومن ثُمّ افترقا حين أبى أن يسمع نصيحته بعدم التصديق بالبعث والجنة والنار، ومن ثُمّ جرت العداوة بينهما كون أحدهما أبى أن يسمع نصيحة صاحبه واتبع الحق من ربه الذي بعث الله به أنبياءه فاتبع حزبه، وأما الآخر فاتبع الحزب المعادي ولم يعد قرينة بل كان قرينه من قبل الإيمان ومن ثم اتخذ له قريناً آخر من الكفار، وأما المؤمن فاتخذ له قريناً آخر من المؤمنين. ولذلك قال الله تعالى:
    {الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ}
    صدق الله العظيم [الزخرف:67]

    والرجل الصالح قد فارق قرينه كونه ليس على دينه، وقال مُحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
    [المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل]
    صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.

    وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين..



    بأَبي أَنتَ وأُمي يا أًمِيْر المُؤمِنيْن وخَلِيفَة ربَّ العَالَمِيْن فمَا نَحنُ قائِلينَ لَك إِلا مَا قالَه الله تعالىْ:
    {فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِل لَّهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِّن نَّهَارٍ بَلَاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ (35)} [الأحقاف ]
    [صدق الله العظيم]
    ___________________
    قنــــاتي على اليوتيـــــوب

  9. افتراضي

    مشكور اخي سلطان
    وقد وضحت بما ﻻ يدع مجال للشك ان الله يقول بعدا للقوم الظالمين

    واضيف الى ذلك
    ان الغضب لو زال من نفس الله بعد عذاب الصيحة في الدنيا لما ادخلهم الله في عذاب البرزخ وهو اشد من عذاب الهلاك
    ولو لم يكن الله غاضب عليهم لما اتبعهم في الاخرة لعنه وادخلهم العذاب الاشد والاخزى في الاخرة

    ومن يقول ان سبب عذاب الصيحة في الدنيا هو ان الله غضب عليهم
    بينما عذبهم الله في البرزخ والاخرة لسبب أخر وان الله ليس بغاضب عليهم فقد ظلم نفسه وافترى على الله كذبا

  10. افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    ونعم الرجل الذي يستمع قبل ان يحكم
    أرى فيك خيرا
    انب واستخير ربك ان الله يهدي من يشاء
    فاذا كنت باحثا عن الحق ولست من الذين يتبعون الاتباع الاعمى
    فوعد من الله ان يهديك ويريك الحق من الباطل
    اما موضوع الحسرة
    فالله تعالى تحدث الحسرة في نفسه عندما يتحسر عباده على ما فرطوا في جنب الله
    .....
    والايات التي عرضتها لنا فهي واضحة ولا تتعارض مع ما قاله امامنا الحق من رب العالمين الامام ناصر محمد اليماني ولو كره الكافرون والضالون

    حيث ان حسرة الله تحدث عندما يتحسر عباده على ما فرطوا في جنب الله

    قال الله تعالى : ( (يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ) [سورة يس : 30]
    فهذه الاية واضحة بان الحسرة في نفس الله
    اولست عندما تتحسر على احد تقول له يا حسرة عليك
    فيعني بانك تتحسر عليه
    فالله تعالى يتحسر على عباده يا حسرة على العباد كونهم تحسروا في انفسهم حيث قال الله تعالى عن حسرة العباد

    قال الله تعالى
    (أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَىٰ مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ) [سورة الزمر : 56]

    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

المواضيع المتشابهه
  1. ردا على دعوة ناصر محمد اليماني إلى أمير المؤمين أبو بكر البغدادي..
    بواسطة جند الدولة في المنتدى قسم الإستقبال والترحيب والحوار مع عامة الزوار المسلمين الكرام
    مشاركات: 90
    آخر مشاركة: 26-05-2019, 01:39 AM
  2. دعوة ناصر محمد اليماني المحترم إلى الحوار
    بواسطة إبن أحمد في المنتدى قسم الإستقبال والترحيب والحوار مع عامة الزوار المسلمين الكرام
    مشاركات: 26
    آخر مشاركة: 22-12-2014, 08:48 AM
  3. فيديو/ انتشار دعوة ناصر محمد اليماني
    بواسطة الملازم للامام المهدي في المنتدى المادة الإعلامية والنشر لكل ما له علاقة بدعوة الإمام المهدي ناصر محمد اليماني
    مشاركات: 16
    آخر مشاركة: 06-06-2013, 03:21 PM
  4. دعوة المهدي المنتظر الإمام ناصر محمد اليماني
    بواسطة دكي ياجبال في المنتدى المادة الإعلامية والنشر لكل ما له علاقة بدعوة الإمام المهدي ناصر محمد اليماني
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 02-12-2012, 05:54 AM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •