- 5 -
الإمام ناصر محمد اليماني
ــــــــــــــــــــــ
يا أيُّها الأوّاب التّواب إليك الجواب ذكرى لأولي الألباب..
فلنفرض بأننا اكتشفنا أحداً قبل الله سبحانه هو من خلق الله سبحانه وتعالى علواً كبيراً، فإنه سوف ينتقل إلى السؤال ذاته فيقول السائل كذلك من خلق خالق الله؟ وحتى لو وجدنا لخالق الله خالقاً فإذا السؤال في استمرار إلى ما لا نهاية، ثم يعود إلى الجواب الحقّ في محكم الكتاب أنّه الأحد، فهل قبل الواحد إلا الصفر والعدم وليس قبله شيء؛ الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤاً أحد؟ وفكّروا في قدراته بين أيديكم وفي أنفسكم أفلا تبصرون؟ ولا تتفكروا في ذات الله سبحانه وتعالى علواً كبيراً؛ ليس كمثله شيء من خلقه أجمعين.
وأما بالنسبة لآيات الإعلام، فهو لا يقصد ليعلم الله نفسه سبحانه؛ بل ليُحيط الناس بما يعلمه هو سبحانه، مثال قول الله تعالى: {فَضَرَبْنَا عَلَىٰ آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا ﴿١١﴾ ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَىٰ لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا ﴿١٢﴾} صدق الله العظيم [الكهف].
فهل يقصد الله أنه يريد أن يَعلم هو أي الحزبين أحصى؟ بل يقصد ليُحيط الناس بما يَعلم هو سبحانه علام الغيوب الذي يعلم عددهم وعدد لبثهم وأسماءهم وقصتهم، وإنما يقصد ليعلِّم الناس أي الحزبين أحصى لما لبثوا أمداً.
ومعذرةً يا قرّة عيني على اختصار الجواب أيّها الأوّاب، فإذا لم تفهم بعد أرسِل إلينا مرةً أخرى عسى أن أكون غير مشغول فنأتيك بالجواب المفصَّل، ولكن مثلك من يفهم رؤوس الأقلام.
وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
أخوكم؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
ــــــــــــــــــــــ