( ردود الإمام على أبي عبد الله الباحث عن الحقّ )
- 1 -
الإمام ناصر محمد اليماني
02 - 07 - 1429 هـ
06 - 07 - 2008 مـ
08:23 مساءً
ـــــــــــــــــــــ
أفتيك في مصر أنها أرض مُباركة خصبة طيبة للشجر والثمر
وما دمت طالب علم فقد اخترت لنفسك درجة رفيعة المستوى عند مليك مُقتدر
ومرحباً بأبي عبد الله الباحث عن الحقّ..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمُرسلين وآله الطيبين الطاهرين وعلى التابعين للحقّ في كل زمانٍ ومكانٍ إلى يوم الدين، ثمّ أمّا بعد..
هذا ردُّ المهديّ المنتظَر أكتبه شخصياً بنفسي إلى الباحث عن الحقّ أخي في دين الله (أبو عبد الله)، سلامُ الله عليك ورحمته وبركاته أخي الكريم، السلام علينا وعلى جميع عباد الله الصالحين في الأولين وفي الآخرين وفي الملأ الأعلى يوم الدين..
ويا أخي أبو عبد الله الباحث عن الحقّ بعلم وسُلطان مُقنع، وما دمت طالب علمٍ فقد اخترت لنفسك درجةً رفيعة المستوى عند مليكٍ مُقتدرٍ وذلك لأنّ طالب العلم يجعله الله سراجاً لقومه من بعد رجوعه من رحلته لطلب العلم .تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَآفَّةً فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ} صدق الله العظيم [التوبه:122].
ولكنك إذا أخذت العلم من عند الذين يقولون على الله ما لا يعلمون بالظنّ الذي لا يُغني من الحقّ شيئاً فسوف تزيد قومك ضلالاً وتتحمل وزرهم ووزرك. تصديقاً لقول الله تعالى: {لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ} صدق الله العظيم [النحل:25].
وذلك لأنّ زلة عالِمٍ تكون سبب لزلة عالَم بأسره، وقد شرط الله على طالب العلم شروطاً وهي أنّه حين يستمع للعلم لكي يتعلم فعليه أن يستخدم سمعه وبصره وفؤاده فيفكر في برهان العلم المُلقى على مسامعه، وما هو البرهان والسلطان لحقيقة هذا العلم هل هو الحقّ أم باطل مُفترى؟ وذلك لأنّ الله نهاكم يا معشر طالبي العلم أن تتّبعوا ما ليس لكم به علم ووعدكم بأنّه سوف يسألكم عن سمعكم وأبصاركم وأفئدتكم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} صدق الله العظيم [الإسراء:36].
ولربّما يودّ أبو عبد الله أن يُقاطعني فيسألني: "وكيف لي أن أعلم علم اليقين من هم أهل العلم الحقّ حتى آخذ منهم العلم الحقّ وأرجع به إلى قومي لكي أنير دربهم إلى الصراط المستقيم؟". ومن ثم يردّ عليه المهديّ المنتظَر الإمام ناصر محمد اليماني وأقول: قال الله تعالى: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم [النحل:43].
وأما كيف تعلم أهل الذكر فسوف أعطيك الآية التي تعلم حقيقة العالم من خلالها فسَلْه عن تأويل آية في القرآن العظيم حتى إذا أعلمك بتأويلها ومن ثم قل له وهل تسطيع أن تُقسم بأن هذا التأويل هو الحقّ لا شك ولا ريب؟ فإن قال لك: الله أعلم إن أخطأت فمن نفسي وأن أصبت فمن الله! ومن ثمّ تردّ عليه وقل له: ولكنك أيُّها العالم قلت على الله ما لا تعلم علم اليقين وذلك من أمر الشيطان وليس من أمر الرحمن. وقال الله تعالى: {وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَان إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ﴿168﴾ إِنَّمَا يَأْمُرُكُم بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ(169)} صدق الله العظيم [البقرة].
وقول العالم بما لا يعلم علم اليقين من المحرَّمات في القرآن العظيم. تصديقاً لقول الله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم [الأعراف:33].
ومن ثمّ اترك هذا العالم فليس من أهل الذكر وأبحث عن العلم عند آخر، ثم سله عن شيء في القرآن العظيم فإن قال: لا أعلم، فقد آتاه الله كأجر مُفتٍ وكأنه أفتاك تصديقاً لحديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: [من قال لا أعلم فقد أفتى]؛ بمعنى إن الله أعطاه أجراً كما لو أفتاك بالحقّ، وذلك لأنه لم يطِع أمر الشيطان فلم يقُل على الله ما لا يعلم، ومن ثم سَلْهُ عن آية أخرى فإذا أفتاك بالبيان لها فقل له وهل تستطيع أن تُقسم بأن هذا البيان هو الحقّ؟ وسوف يقول لك: يا أخي الكريم حتى ولو أقسمت لك فإن الحجّة للتصديق ليست بالقسم بل بالعلم وسوف آتيك بسلطان البيان. حتى إذا أتاك بسلطان علمه فعند ذلك عليك أنت أن تستخدم عقلك هل هذا سُلطان مُقنع؟ فسوف تجد الحقَ يقبله عقلُك رغم أنفك، ولا تجد غير التصديق بالعقل والاطمئنان الكامل من بعد التدبر للبيان لآية في القرآن. تصديقاً لقول الله تعالى: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} صدق الله العظيم [ص:29].
وأما كيف تعلم علم اليقين هل ناصر محمد اليماني هو حقاً المهديّ المنتظَر فالأمر يسير على من كان له لُبّاً أو ألقى السمع وهو شهيد، فسوف يرى بأنّ ناصر محمد اليماني يمتلك الثقة الكاملة فيما علَّمه الله من الحقّ فيتحدى بعلم وسلطان مُنير من القرآن العظيم ويقول الحقّ الذي سوف يكون على علماء الأمّة غريب ما يقوله ناصر محمد اليماني، وعلى سبيل المثال أقول لمعشر علماء الأمّة: يا معشر عُلماء المُسلمين لقد أخرجكم طائفة من المؤمنين من صحابة رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- ظاهر الأمر من علماء اليهود أخرجوكم عن الصراط المُستقيم عن طريق السنة التي لم يعدكم الله بحفظها، فأضافوا إليها ما لم يُنزل الله به من سلطان كمثال حدّ الرجم للزاني المتزوج أو الزانية المتزوجة، وقد أنزل الله حدّ الزُناة في آيات في القرآن وجعلهن من أشدّ آيات القرآن وضوحاً وجعلهن من أمّ الكتاب لا يزيغ عنهن إلا هالكٌ، فبدلتم قولاً غير الذي قاله الله ورسوله وجعلتم الله يظلم في حُكمه سبحانه وتعالى علواً كبيراً. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا ﴿٤٩﴾} صدق الله العظيم [الكهف].
فكيف تقولون بأنّ الله حكم على امرأتين متزوجتين أتين فاحشة الزِّنا برضاهن وليس اغتصاباً من الزُّناة ومن ثمّ تقولون بأنّ الله حكم على إحداهن بالرجم بالحجارة حتى الموت والرجم من أشدّ أنواع القتل برغم إنكم تعلمون الحكم على الأخرى بأنه لم يحكم الله عليها بغير خمسين جلدةٍ نصف حدّ الزانية الحرة؟ ويا سبحان الله يا معشر علماء الأمّة! وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنّ محمداً رسول الله وأشهد بأنّي المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم أدعوكم للحوار وأجعل على مختلف مذاهبكم وفرقكم ثم أجعل جميع التابعين لكم شُهداءً بيني وبينكم بالحقّ، فإذا لم أخرس ألسنتكم بمنطق سلطان العلم من القرآن العظيم شرط علينا أن آتيكم بسلطان العلم بالحقّ من آيات القرآن المحكمات البيّنات هُنّ أمّ الكتاب لا يزيغ عنهنّ إلا هالكٌ نظراً لأنهنّ من أمّ الكتاب لأساس هذا الدين الإسلاميّ الحنيف جعلهن الله واضحاتٍ بيّناتٍ محكماتٍ ظاهرهن كباطنهن ولسن بحاجةٍ للتأويل نظراً لأنهنّ محكماتٌ بيّناتٌ واضحاتٌ كوضوح شمس الصيف في وسط السماء لا يزيغ عنهن إلا ظالمٌ لنفسه مُبين، كمثال حدّ الزنى في قول الله تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم {سُورَةٌ أَنزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَّعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (1) الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ(2)} صدق الله العظيم [النور].
فهل ترون هذه الآية من البيّنات المحكمات الواضحات من اللاتي لسن بحاجة للتأويل نظراً لوضوحهن الشديد لأنهنّ من أمّ الكتاب؟ وأعرف لكم كلمة الزاني أو الزانية: وهم الذين لم يحفظوا فروجهم من غير أزواجهم ولا تحلّ فروجهم إلا على أزواجهم، ومن ثم حكم الله عليهم بمائة جلدة للذكر والأنثى سواء كانا متزوجين أم غير متزوجين، وهذا الحكم للأحرار. وأما العبيد فعليهم نصف ما على الأحرار وحدهم خمسين جلدة، وبما أنّ على المحصنة المُسلمة الحرّة الزانية مائة جلدة إذاً على المحصنة الأمَة الزانية خمسين جلدة. وقال الله تعالى: {فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ} صدق الله العظيم [النساء:25].
أم إن الله قد استبدل حدّ الزنى في آية أخرى؟ فإن جميع الآيات التي يبدلهن الله بآيات محكمات أخرى فإن جميع الآيات التي تبدل حكمهن موجود في القرآن العظيم أجمعين وبقي لفظهنّ ولا يؤخذ بحكمهنّ؛ بل يؤخذ بحكم الآية التي جاءت بدلاً لها، إذاً فأتوني بآية الرجم إن كنتم صادقين!
ويا أبا عبد الله إني لا أملك قناةً فضائيًّة حتى أنشر دعوة الحقّ فإن استطعت أن تنشر هذا البيان الآتي في أحد القنوات الفضائية فافعل أخي الكريم وأجرك على الله ربّ العالمين، فإن ألجمت جميع عُلماء المُسلمين بالحقّ فلكلّ دعوى برهان وبرهان دعوة الحقّ للمهديّ المنتظَر آيات القرآن المحكمات البينات، وإن ألجمني علماء المسلمين بعلم هو أهدى من علم ناصر محمد اليماني فإن عليَّ لعنة الله إلى يوم الدين.
وسلام ٌعلى المرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
وإليك البيان المُفصَّل تفصيلاً لقوم يعقلون.
ــــــــــــــــــ
المهديّ المنتظَر ينفي الحدّ المُفترى في السّنة المحمديّة..
بسم الله الرحمن الرحيم، من المهديّ المنتظَر خليفة الله في الأرض الإمام ناصر محمد اليماني إلى جميع عُلماء الدين الإسلاميّ الحنيف، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى جميع المُسلمين في الأولين وفي الآخرين وفي الملأ الأعلى إلى يوم الدين، وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين، ثمّ أمّا بعد..
يا معشر عُلماء الدين الإسلاميّ الحنيف، لقد جعلني الله إمام الأمّة ليكشف بي الغُمَّة وأُخرج الناس من الظُلمات إلى النور ما عدا شياطين الجنّ والإنس حتى يذوقوا وبال أمرهم، وأجعل ما دون ذلك بإذن الله أمّة واحدة نعبد الله كما ينبغي أن يُعبد لا نُشرك به شيئاً ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله ولا ندعوا مع الله أحداً.
ويا معشر عُلماء المُسلمين، وتالله لا أريدكم أن تكونوا ساذجين فتصدقوا بأني المهديّ المنتظَر ما لم ألجمكم بالحقّ وأخرس ألسنتكم بمنطق هذا القُرآن العظيم الكتاب المُبارك المحفوظ الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه في عهد رسول الله لتحريفه ولا من خلفه بعد مماته، فلا يستطيعون أن يحرِّفوا كلمةً واحدةً من حديث الله في القُرآن العظيم، وذلك حتى يكون القُرآن حُجّة الله عليكم إن اتبعتم أحاديثاً تُخالف حديث الله جملةً وتفصيلاً، وقد جعل الله كتابه المحفوظ القُرآن العظيم حُجتي عليكم أو حُجتكم عليَّ فأُلجمكم بالبرهان الواضح والبيِّن من القُرآن إلجاماً فأخرس ألسنتكم بمنطق الحقّ والحُجة القاهرة للجدل يدركها ذو العقل ويفقهها أولو الألباب الذين لا يُقاطعون ويستمعون القول إلى آخره فيتبعون أحسنه ولا تأخذهم العزّة بالإثم إن اكتشفوا بأنهم كانوا على ضلالٍ مُبينٍ، وسوف يعلمون بأني الحقّ من ربّهم الإمام المُنتظر رحمة الله التي وسعت كُلّ شيء إلا اليائسين من رحمة الله كما يئس الكُفار من أصحاب القبور، وأولئك هم المُبلسون يؤمنون كما يؤمن الشيطان الرجيم بأنّ الله حقّ والبعث حقّ والجنة حقّ والنار حقّ ولكنهم بربهم كافرون وهم يعلمون إنهُ الحقّ وللحقّ كارهون، فإذا علموا سبيل الحقّ لا يتخذونه سبيلاً وإذا علموا سبيل الباطل اتخذوه سبيلاً، ويتخذون من افترى على الله خليلاً ملعونين أينما ثُقفوا أُخذوا وقتِّلوا تقتيلاً إلا قليل منهم من الذين لا يعلمون إن صدّقوا بالحقّ فسوف يؤتيهم الله من لدُنه أجراً عظيماً ويهديهم صراطاً مُستقيماً. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ مَا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتاً(66 )وَإِذاً لَآتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْراً عَظِيماً(67) وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطاً مُسْتَقِيماً(68)} صدق الله العظيم [النساء].
وكذلك من تاب من جميع شياطين الجنّ والإنس فسوف يجد بأنّ رحمة الله وسعت كُلّ شيء حتى إبليس الشيطان الرجيم عدو الله اللدود لو عاد إلى ربّ العالمين تائباً مُخلصاً فيأتي ساجداً لخليفة الله في الأرض بالطاعة سجوداً لأمر الله فسوف يجد بأن رحمة ربي وسعت كُلَّ شيء وإن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم، وذلك لأنّ الشيطان عبد من ضمن عبيد الله من الذين أسرفوا على أنفسهم وقنطوا من رحمة الله ويشمله قول الله الشامل والموجه بنصّ القُرآن العظيم إلى جميع عباده الذين أسرفوا على أنفسهم من كُلّ فصيلةٍ وجنسٍ في جميع الأمم ما يدبُّ أو يطير. وقال الله تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ الله يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴿53﴾ وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ ﴿54﴾ وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ العَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ﴿55﴾ أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ ﴿56﴾ أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ﴿57﴾ أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ﴿58﴾ بَلَى قَدْ جَاءتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ ﴿59 )} صدق الله العظيم [النور].
وإن أصرّوا على ما هم عليه يائِسون من رحمة الله فسوف يزيدهم الله بالقُرآن العظيم رجساً إلى رجسهم، ثم يصيبهم بعذاب من عنده فيدمرهم تدميراً أو بأيدينا سُنة الله في الذين خلوا ولن تجد لسُنة الله تبديلاً.
ويا معشر عُلماء المُسلمين لقد أخرجتكم طائفة من اليهود من النور إلى الظلمات فردوكم عن القُرآن؛ بل عن آياته المُحكمات وأنتم لا تعلمون، ولو لم تزالوا على الهُدى لما جاء ميلادي وعصري وقدر ظهوري لأخرجكم من الظُلمات إلى النور بالقُرآن العظيم لمن شاء منكم أن يستقيم تائباً مُنيباً إلى الله، فسوف يأخذ الله بيده فيحقق له إشاءته بالفعل والعمل إلى صراط العزيز الحميد، ويهدي الله من يشاء الهُدى من عباده ويهدي الله إليه من يريد من عباده الهدى ويهدي إليه من يُنيب من عباده، ولا يظلم ربك أحداً فيهدي هذا ويضل هذا؛ بل يهدي من يشاء الهُدى من عباده ويذر من لا يشاءون الهدى في طُغيانهم يعهمون، إنّ الله لا يظلم الناس شيئاً ولكن الناس أنفسهم يظلمون، والذين يُجاهدون بالبحث عن الحقيقة وهم يريدون الحقّ ولا غير الحقّ حقّ على الله أن يهديهم إلى سبيل الحقّ. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} صدق الله العظيم [العنكبوت:69].
وتالله لا تؤمنون بأمري ما لم تألموا في أنفسكم فتخشوا بأني لربما أكون المهديّ المنتظَر وأنتم عن أمري مُعرضون، ثم لا تأخذكم العزة بالإثم ثم تتدبروا البيان من أوله إلى آخره وأنتم لله خاشعون، فتقولوا: "اللهم إن كان هذا هو المهديّ المنتظَر الحق فبصِّرنا بأمره واجعلنا من السابقين إليه، وإن كان مُفترياً كغيره من المهديين السابقين فاجعل لنا الحجّة عليه فنلجمه من القُرآن إلجاماً، وإن ألجمنا بالقرآن وأخرس ألسنتنا فقد أثبت دعوته بالبرهان، وعَلَّمَنا بأنك اصطفيته إماماً لنا وزدته بسطة في العلم علينا وجعلته من أولي الأمر منا من الذين أمرتنا بطاعتهم بعد الله ورسوله وعلمتهم كيف يستنبطون الحكم الحقّ من القُرآن فيما اختلف فيه عُلماء الحديث" . فمن قال ذلك صادقاً أصدقه الله ومن أبى واستكبر ولم يتدبر ولم يحاور فمن لم يجعل الله له نور فما لهُ من نور.
وانتهت مُقدمة الخطاب بالبيان الحقّ للقرآن، وأقدم لكم البرهان لنفي الرجم للزاني والزانية المُتزوجة والذي ما أنزل الله به من سُلطان، وأنزل الله حدّ الزنى في القرآن فجعله من الآيات المفروضات البينات المُحكمات الواضحات هنَّ أمّ الكتاب ولكنكم نبذتموه وراء ظهوركم يا معشر علماء الأمّة، واتَّبعتم حداً وضعه اليهود حتى لا تستطيعون أن تحكموا، وإن حكمتم أهلكتم أنفساً لم يأمركم الله بقتلها بغير الحقّ، بل أمركم أن تجلدوا الزاني والزانية بمائة جلدة سواء كان الزاني مُتزوجاً أو عازباً فاجلدوا كُلّ واحد منهما مائة جلدةٍ ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين للعِظة والعبرة وذلك خزي عظيم لدى الزاني المؤمن ويودُّ لو إنكم تقتلونه فتحسنوا قتله ولا عذاب الخزي بمائة جلدة أمام طائفة من المؤمنين، فليس ذلك يسير يا قوم، وكفى به حداً للذين يأتون الزنى إنه كان فاحشة وساء سبيلاً.
وأنا المهديّ المنتظَر الإمام الشامل للمسلمين، أقول يا عجبي من عُلماء الدين الإسلاميّ الحنيف الذين يعلمون بأن الأَمَة الزانية عليها نصف ما على المُحصنة الحرّة من العذاب ومن ثم يقولون إنّما يقصد المائة جلدة للحرة العزباء بأن نجلد الأمَة المتزوجة بنصف ما على المرأة العزباء الحرّة غير المتزوجة، أما الحرّة أو الحرّ المتزوج فليس حده غير الرجم حتى الموت! فبالله عليكم أهذا حُكم عدل في نظركم يا معشر علماء الأمّة؟ فكيف أنكم تجلدون الأمَة المتزوجة أو العبد المتزوج بنصف ما على الأحرار من العذاب ومن ثم تحصرون المائة جلدة على الحرّ أو الحرّة غير المتزوجين؟ فما لكم كيف تحكمون؟ ألم تجدوا الحكم واضحاً وجلياً في القُرآن العظيم؟ وقال الله تعالى: {فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ} صدق الله العظيم [النساء:25].
بمعنى إنّ عليهن نصف ما على المُحصنات الحرّات من نساء المُسلمين سواء كانت الحرّة متزوجةً أو غير متزوجة فحد الزنى في كتاب الله {مِائَةَ جَلْدَةٍ} [النور:2] للحرّة والحرّ، وكذلك الزانية والزاني من العبيد فلكلّ واحدٍ منهما نصف ما على الحرّ أو الحرّة من العذاب سواء كان العبد متزوجاَ أو غير متزوج، وكذلك الأمَة خمسين جلدة سواء كانت الأمَة متزوجةً أو غير متزوجة فعليها نصف ما على المحصنات بالدين الحرّات المؤمنات سواء كانت الحرّة متزوجة أو غير متزوجة فعذابها مائة جلدة.
وأنا المهديّ المنتظَر أوجّه سؤالاً إلى عُلماء الدين الإسلاميّ الحنيف وهو: كيف تجدون حدّ الزنى للأمَة بنصِ القُرآن العظيم بأنّ حدها خمسون جلدة مع أنها متزوجة ولم يأمركم الله أن تجلدوها مائة جلدة حدّ الحرّة المُسلمة؟ بل قال الله تعالى: {فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ} صدق الله العظيم، مع إن هذه الأمَة متزوجة ثم تجعلون لقبيلتها الزانية الحرّة المُتزوجة الرجم بالحجارة حتى الموت، فهل هذا حُكم عدل في نظركم؟ ألسن جميعهن متزوجات الأمة والحرة؟ فأما الأمَة فلا تجدون عليها الحدَّ الكامل مائة جلدة مع إنها متزوجه بل خمسين جلدة بنص القرآن العظيم، فقلتم إن ذلك نصف ما على العزباء وإن المائة جلدة هي حدّ الحرّة العزباء، فنقول أليست هذه الحرّة الزانية عزباء ولا زوج لها وهذه الأمَة متزوجة فعمدت إلى الزنى فكيف تظنون بأن المائة جلدة للحرة المسلمة العزباء وأما الزانية الحرّة المتزوجة فرجم بالحجارة حتى الموت مع أن الحرّة والأمَة متزوجات فتجدون بأن حدّ الأمَة المتزوجة ليس إلا خمسين جلدة فقط، فكيف تجعلون لنظيرتها الحرّة المتزوجة الرجم بالحجارة حتى الموت ما لكم كيف تحكمون فقد حرَّم الله على نفسه الظلم فكيف يأمركم أن تجلدوا الأمَة المتزوجة بخمسين جلدة ثم يأمركم أن ترجموا أمَتَه الحرّة المتزوجة بالحجارة حتى الموت؟ سبحان الله عما تصفون! فأتوني بالبرهان لهذه الحدّ من القرآن بالرجم بالحجارة حتى الموت للزاني أو الزانية المُتزوجين من المُسلمين الأحرار إن كنتم صادقين!
وتعالوا لنحتكم إلى القُرآن العظيم المرجعية الحقّ لما اختلف فيه عُلماء الحديث في السنة، فسوف تجدون حدّ الزنى من أشدّ آيات القُرآن العظيم بياناً وأشدها وضوحاً، وذلك لأن حدّ الزنى من الآيات المُحكمات والتي جعلهنَّ الله هنّ أم الكتاب في أحكام هذا الدين الإسلاميّ الحنيف، فتدبروا قبل الغنَّة والقلقلة التي جعلتم جُل اهتمامكم في الغنة والقلقلة وأضعتم المعنى فأصبحتم تحفظون ما لا تفهمون كمثل الحمار يحمل أسفاراً ولكنهُ لا يعلم ما في الوعاء الذي يحمله على ظهره، وكذلك العالم الحافظ للقرآن قبل التدبر فسوف ينطبق عليه هذا المثل، وذلك لأنّ الله أمركم بنص القرآن العظيم بالتدبر في آيات هذا الكتاب المُبارك حتى إذا فهمتم حديث ربكم فعندها سوف يكون الحفظ يسير عليكم من بعد الفهم ولن تنسوه أبداً، وذلك لأنكم فهمتم ثم تيسر عليكم الحفظ كثيراً لو كنتم تعلمون، فتدبروا سورة النور لعل الله يجعل لكم نوراً ومن لم يجعل الله لهُ من نورٍ فما لهُ من نور، وقال الله تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم : {الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ ۖ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّـهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴿٢﴾الزَّانِي لَا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ ۚ وَحُرِّمَ ذَٰلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ ﴿٣﴾} صدق الله العظيم [النور].
وهذا هو الحد للزنى الذي أنزله الله في القرآن العظيم للزانية والزاني من المُسلمين والمسلمات الأحرار سواء كان الزاني متزوجاً أو عازباً غير متزوج فحدّهم سواء مائة جلدة في القرآن العظيم، وقد بين الله لكم إنه حدّ سواء على الأحرار المُسلمين مائة جلدة للزاني والزانية، وبيَّن الله لكم في نفس سورة النور إنه سواء للحرة المتزوجة وغير المتزوجة، فتابعوا آيات سورة النور: {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّـهِ ۙ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ ﴿٦﴾وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّـهِ عَلَيْهِ إِنْ كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ ﴿٧﴾وَيَدْرَأُ عَنْهَا الْعَذَابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّـهِ ۙ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ﴿٨﴾وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّـهِ عَلَيْهَا إِنْ كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ﴿٩﴾وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّـهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ﴿١٠﴾} صدق الله العظيم [النور].
فهل تريدون يا معشر علماء الأمّة أن يذكر الله لكم العذاب للزنى مرة أخرى في نفس السورة؟ ألم يُفصله لكم تفصيلاً في أول السورة؟ {سُورَةٌ أَنْزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنْزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴿١﴾الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ ۖ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّـهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴿٢﴾} صدق الله العظيم [النور].
ومن ثم جاء ذكر الذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم شهداء إلا أنفسهم وذكر الحدّ مرة أخرى للمتزوجة. وقال الله تعالى: {وَيَدْرَأُ عَنْهَا الْعَذَابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّـهِ ۙ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ﴿٨﴾وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّـهِ عَلَيْهَا إِنْ كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ﴿٩﴾وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّـهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ﴿١٠﴾} صدق الله العظيم [النور].
وما هو العذاب الذي يُدرأ عنها؟ إنهُ عذاب حدّ الزنى المذكور والمُفصل في أول السورة وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين، وذلك هو العذاب الذي يُدرأ عنها من بعد اللِّعان لو كنتم تعلمون، أم تريدون القرآن يذكره لكم مرةً أخرى في نفس السورة؟ واكتفى بقوله ويدرأ عنها العذاب وهو العذاب المذكور في أول السورة يا معشر علماء الأمّة.
ولربّما يودّ أحد علماء الأمّة أن يُقاطعني فيقول: "كيف تجعل حدّ الزانية المتزوجة كحد الزانية العزباء التي لا زوج لها؟ بل حدّ الزانية العزباء (مائة جلدة) لأنها معذورة فهي زنت نظراً لأنها غير متزوجة فأجبرتها شهوتها على الزنى، فأما المتزوجة فليس لديها عُذر وحدُها الرجم بالحجارة حتى الموت". ومن ثمّ يردّ عليه المهديّ المنتظَر الحق الإمام ناصر محمد اليماني وأقول: ما دمت أعذرت العزباء على الزنى فما هو العذر الذي التمسته للأمَة المُتزوجة والتي لا تُجلد إلا بخمسين جلدة فقط مع إنها متزوجة في نص القرآن العظيم؟ إنك أنت الحكيم الرشيد، وقال الله تعالى: {وَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ مِنكُمْ طَوْلاً أَن يَنكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِن مِّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم مِّن فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ فَانكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلاَ مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ} صدق الله العظيم [النساء:25].
فهل تبين لكم بأن حدّ الزنى مائة جلدة للزاني والزانية سواء كانوا متزوجين أم غير متزوجين من المُسلمين والمُسلمات الأحرار؟ وأما العبيد والإماء فعليهن نصف ما على المسلمين والمسلمات الحرات سواء كانت الأمَة عزباء أم متزوجة فحدها خمسين جلدة بنص القُرآن العظيم: {فَانكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلاَ مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ} صدق الله العظيم [النساء:25].
ولربما يزأر علينا عالم آخر ويزبد ويرعد كالبعير الهائج: "كيف تنفي سُنة مؤكدةً فقد قذف محمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- المرأة بالحجارة والتي جاءت فاعترفت بين يديه بأنها زنت وتابت إلى الله متاباً وتريد أن يُطهرها فيرجمها حتى الموت؟". ومن ثم أردّ عليه من القرآن العظيم وأبطل هذا الافتراء اليهودي الموضوع عن رسول الله وما كان عنهُ شيئاً وما ينبغي لرسول الله أن يُخالف أمر ربه في القُرآن العظيم بأن من تاب من قبل أن تقدر عليه يا محمد رسول الله والمسلمين فلا ينبغي لكم أن تقيموا عليهم الحدَّ حتى ولو كان مُفسداً في الأرض، وحتى لو قتل فساداً في الأرض وكان حدَّه الصلب فيقطع رأسه عن جسد هو لم يعلمُ أحدٌ بأنه من قَتَلْ، ولم يقدر عليه أحدٌ ولم يَعلم بأنهُ القاتل غير الذي يعلم السرَّ وأخفى الذي يعلمُ خائنة الأعين وما تخفي الصدور، ولكنهُ ندم على ذلك ندماً عظيماً وتاب إلى الله متاباً، ثم جاء إلى الحاكم فقال: أنا من قتلت فلان الذي لا يعلم أهله ولا الناس أجمعين من قتله، ولم أكن مُطارداً من أحد، وليس اعترافي إلا لأنني تُبت إلى ربي، فإن ترون الحُكم علينا بالصلب فتقطعون رأسي فتفصلونه عن جسدي فلا أبالي ما دام في ذلك مرضاة الله. ومن ثم يعود الحاكم إلى القُرآن العظيم ما هو الحدّ لهذا الرُجل الذي جاء واعترف بين أيدينا من قبل أن نقدر عليه ولا نُشك فيه ولا نُطارده، فسوف يجد الله يفتيه في القُرآن العظيم فيقول: لا تقتلوه فقد رفعنا عنه الحدّ والصلب أو حدّ القطع لأيديه وأرجله من خلاف، وذلك لأنه تاب إلينا ولم يعلم بفعله سوانا، فتاب إلى الله متاباً وجاء إليكم من قبل أن تقدروا عليه فلا حدّ عليه من بعد التوبة، ولو تاب حين قدرتم عليه وجاءه الموت لَما قبلنا توبته لأنه جاءه الموت وعلم أنكم سوف تصلبونه، فقال: إني تبت الآن، فلا توبة له عند ربه ولا الذين يموتون وهم كُفار. وقال الله تعالى: {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} صدق الله العظيم [المائده:33].
وأكرر لمن أراد أن يتدبر قوله تعالى: {إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِن قَبْلِ أَن تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} صدق الله العظيم [المائده:34].
ثم لا يُحكم عليه إلا بدِيَّة العمد إن كان قتلاً يُسلّمها إلى أهل المقتول، أو يرد السرقة أو السلب والنهب إلى أهله، وبَرِأت ذمتُه وتقبل الله توبته برغم أنّه قتل، وبرغم أنّ قتل النفس بغير حقّ سيئتها ليست سيئة مثلها فقط وأحياء النفس ليس بعشر أمثالها فقط بل عددهم بتعداد ذُرية آدم من أول مولود إلى آخر مولود، وسيئة القتل وحسنة الإحياء بالعفو هنَّ الوحيدات التي تساوت في الكتاب في الوزر وفي الأجر. تصديقاً لقول الله تعالى: {مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا} صدق الله العظيم [المائده:32].
فكيف يجرؤ محمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- أن يُخالف أمر ربه فيقوم برجم امرأة جاءت إلى بين يديه قبل أن يقدر عليها محمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- وصحابته، ولم يعلم بزناها أحد، وتابت إلى الله متاباً وجاءت معلنة توبتها النصوح بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ومن ثم يقول اذهبي حتى تضعي المولود، ومن ثم تعود إليه مرة أخرى بعد أن وضعته، ومن ثم يقول اذهبي فأرضعيه فترضعه حولين كاملين، ثم تعود ثم يأخذ ولدها من يدها ويأخذ الحجارة هو وصحابته فيقتلونها رجماً بالحجارة! قاتلكم الله أنى تؤفكون! فكم شوهت اليهود دينكم فاتبعتموهم بزعمكم إنكم مستمسكين بسنة رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- وأنتم لستم على كتاب الله ولا سنة رسوله بل مُستمسكين بسنة اليهود الموضوعة التي تُخالف لما جاء في كتاب الله جُملة وتفصيلاً، ومن ثم تنبذون كتاب الله وراء ظهوركم بحجة إنه لا يعلم تأويله إلا الله وإنما يقصد المُتشابه منه، ثكلتكم أمهاتكم.. ولكن اليهود أخرجوكم عن المُحكم الواضح والبيّن والذي أتحداكم به وألجمكم إلجاماً وأدافع عن سنة محمد رسول الله الحق بمنطق هذا القرآن العظيم والذي جعله الله مرجعية لسنة رسوله، وما كان من السنة من عند غير الله وليس من عند الله ورسوله فسوف نجد بينها وبين هذا القرآن اختلافاً كثيراً جُملة وتفصيلاً، وقد بينّا الآيات برغم وضوحها وفصّلناها من القُرآن العظيم تفصيلاً لقوم يؤمنون بكتاب الله وسنة رسوله الحق التي لا تخالف هذا القرآن بل تزيده بياناّ وتوضيحاَ للمُسلمين. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ} صدق الله العظيم [النحل:44].
فكيف يأتي البيان مُخالفاً للآيات المُحكمات في القرآن العظيم ما لكم كيف تحكمون؟ فصدِّقوا بأني أنا المهدي المُنتظر، وإن أبيتم الاعتراف بشأني يا معشر علماء الأمّة فإني أدعوكم إلى المُباهلة، فليتقدم إلى موقعي أشدّكم كفراً بهذا الأمر ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الظالمين، فقد طفح الكيل منكم ومن صمتكم عن الحق وضاق صدري عليكم يا معشر عُلماء المُسلمين الذين اطلعوا على أمري في الأنترنت العالمية ولم يحركوا ساكناً ولم يخبروا عُلماء المسلمين بالمدعو ناصر محمد اليماني فيقولوا: "إنه يزعم إنه المهديّ المنتظَر فتعالوا لنحاوره فنلجمه من القرآن إلجاماً، فإن كان على الباطل فنكفي الناس شره حتى لا يضل أحداً من المُسلمين إن كان على ضلال مُبين، أو يلجمنا بالقرآن العظيم بالحقّ، ثم نعلم إنه هو المهديّ المنتظَر قبل أن يصيبنا ما سوف يصيب الكافرين من جراء كوكب العذاب الذي سوف يمطر على الأرض حجارة من سجيل منضود." فصدقوني لعلكم تفلحون واكفروا بأحاديث اليهود ورواياتهم الموضوعة بين سنة رسل الله الحقّ صلى الله عليه وآله وسلم، فمن كان له أي اعتراض على خطابنا هذا فليتفضل للحوار مشكوراً شرط أن يكون حوارنا حصرياً من القرآن العظيم، وذلك لو أقول ومن السنة لعمدتم إلى الأحاديث الموضوعة والروايات المدسوسة وجادلتم بها حديث الله الواضح والبين، ومن أصدق من الله حديثاً؟ ومن ثم تزعمون إنكم بهذا القرآن مؤمنون ولم يبقَ غير رسمه بين أيديكم، ومن استمسك به نجى وهُدي إلى صراط مُستقيم ومن زاغ عنهُ هوى وغوى وكأنما خرَّ من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح إلى مكان سحيق.
ويا عجبي من أمركم يا معشر عُلماء المُسلمين وكلّ ذا لسانٍ عربيٍّ منكم يعلم المعنى لكلمة (محصنة لغة وشرعاً) بأن المحصنة هي المُتزوجة، وكذلك تطلق كلمة المحصنة على المحصنة لفرجها من الزنى، وقال الله تعالى: {وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ} صدق الله العظيم [الأنبياء:91]. وأنا المهديّ المنتظَر لا أعلم معنى ثالثاً لهذه الكلمة في شريعة الدين الإسلاميّ الحنيف، والمحصنة هي المتزوجة، وكذالك يطلق على المُحصنات لفروجهن المؤمنات. وقال الله تعالى: {وَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ مِنكُمْ طَوْلاً أَن يَنكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِن مِّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم مِّن فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ} صدق الله العظيم [النساء:25].
ويستوصي الله المؤمنين بالزواج من المحصنات لفروجهن لأنهن ذوات الدين. تصديقاً لحديث محمد رسول الله في الزواج: [فاظفر بذات الدين تَرِبَتْ يداك]صدق عليه الصلاة والسلام وآله، ومنكم من يحرّف كلام الله عن مواضعه بالتأويل وإثمه كإثم الافتراء على ربّ العالمين، والتأويل هو الأساس فإذا تغير التأويل بغير الحق فذلك تحريف للقرآن عن طريق التأويل، فتقولون على الله ما لا تعلمون وهو قد نهاكم أن تقولوا على الله ما لا تعلمون، ومن قال على الله ما لا يعلم فقد عصى أمر الرحمن وأطاع أمر الشيطان، وقال الله تعالى: {وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ﴿١٦٨﴾إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّـهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿١٦٩﴾} صدق الله العظيم [البقرة].
ولكن الله حرَّم عليكم يا معشر المُسلمين أن تقولوا على الله ما لا تعلمون، وقال الله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم [الأعراف:33].
وقال تعالى: {وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَـٰذَا حَلَالٌ وَهَـٰذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّـهِ الْكَذِبَ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّـهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ﴿١١٦﴾مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١١٧﴾} صدق الله العظيم [النحل].
ويا معشر عُلماء المُسلمين، إنما ابتعثني الله للدفاع عن سنة محمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- نظراً للتحريف الذي أحدثه أولياء الباطل في السنة المحمديّة الحقّ، ولم يعدكم الله بحفظ السنة المُهداة من التحريف، وقال الله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا} صدق الله العظيم [النساء:81].
ولكن الله لم يجعل لكم الحجّة عليه سُبحانه بل لله الحجّة البالغة فقد وعدكم بحفظ القرآن من التحريف ليكون القرآن المحكم هو المرجع لما اختلف فيه علماء الحديث، وذلك لأنّ القرآن وسنة البيان المحمديّة جميعهم من عند الله. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} صدق الله العظيم [النحل:44].
ولكن بيان القرآن بالسنة المحمديّة لا ينطق به محمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- من ذات نفسه بل كذلك بيان القرآن بالسنة من عند الله. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ﴿١٨﴾ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ﴿١٩﴾} صدق الله العظيم [القيامة].
إذاً يا معشر المُسلمين لقد تبيّن لنا أنّ السُّنّة المحمديّة إنّما جاءت من عند الله لتزيد القرآن بياناً وتوضيحاً، فلا ينبغي لبيان أن يزيد القرآن إلا توضيحاً، ولا ينبغي أن يكون بين كتاب الله وسنة رسوله أي اختلاف. وقد علمكم الله بأنّ الأحاديث التي تختلفون عليها بأن تقوموا بالتدبر لآيات القرآن المحكمات الواضحات البينات، فإذا كان هذا الحديث السُني من عند غير الله فسوف تجدون بينه وبين كتاب الله اختلافاً كثيراً، وذلك لأنّ الله لم يعدكم بحفظ السنة المحمديّة بل وعدكم بحفظ القرآن وأما السنة فلم يعدكم بحفظها، وأخبركم بأنّ أعداء الله يُبيتون المكر الكبير عن طريق السنة المحمديّة، ولكن الله لم يجعل في ذلك حُجة لكم إن أضلوكم عن الصراط المستقيم؛ بل لله الحجّة البالغة فقد حفظ لكم القرآن من التحريف ثم أمركم أن يكون القرآن هو المرجعية لما اختلفتم فيه من الأحاديث السنية. وقال الله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم [النساء].
ويا معشر الشعوب الإسلاميّة كونوا شُهداء على علمائكم بالحقّ، وهذا البيان هو البيان الحقّ وكفى به برهاناً من القرآن بأن المفترين على الله ورسوله من علماء اليهود قد أخرجوكم عن الحقّ وأضلوكم عن الصراط المستقيم، وإن ألجمني علماء الأمّة بعلم هو أهدى منه فقد تبيّن لجميع المسلمين بأنّ ناصر محمد اليماني على ضلالٍ مُبين فلا يتبعه أحد من المُسلمين فيضله عن الصراط المُستقيم إن كان ناصر محمد اليماني على ضلال مُبين، ولكنى المهديّ المنتظَر الحق من ربّ العالمين فإذا لم أُهيمن على جميع عُلماء المسلمين بسلطان العلم من القرآن العظيم فإن عليّ لعنة الله كما لعن الله إبليس إلى يوم الدين، ومن تبين له الحقّ في البيان الحقّ ثم لم ينصر الحقّ أو يعترف به وسكت عن الحقّ فالساكت عن الحق شيطان أخرس، وإن لعنة الله على الظالمين.
ويا معشر عُلماء المُسلمين، لا خيار لكم فإما أن تعترفوا بالحق بالتصديق فأظهر للمبايعة عند البيت العتيق إن كنتم ترونني على الحقّ وأهدي به إلى الصراط المُستقيم، وإن كنتم ترون أنّي على باطل وضلال مُبين فائْتُوني بعلمٍ هو أهدى من هذا إن كنتم صادقين! وأقسم بربّ العالمين قسماً مُقدماً لأخرسنّ ألسنتكم بالحق حتى لا يكون لكم خيار إلا الإيمان والاعتراف بالحق للظهور أو الإعراض والكفر بالقرآن العظيم، ومن ثم يهلككم الله مع الذين طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد فيصب الله عليكم وعليهم سوط عذاب بحجارة من سجيل منضود مسومة عند ربك وما هي من الظالمين ببعيد، وذلك من كوكب سجيل أسفل الأراضين السبع من بعد أرضكم، وهو بما يسمونه الكوكب العاشر نيبيروا ويسمونه الغربيون ( Planet X )، فإن كذبتم فسوف يظهرني الله بكوكب العذاب الأليم عليكم وعليهم في ليلة وأنتم من الصاغرين، وذلك شرط من شروط الساعة الكُبرى جعله الله آية التصديق للمهديّ المنتظَر الحقّ الذي أعرض عنه جميع المسلمين والناس كافة، وهو خليفة الله عليهم في الأرض ابتعثه الله بالبيان الحقّ للقرآن من نفس القرآن ليكون البرهان له بأنّ الله جعله خليفة عليهم فلم يُصدقني إلا قليل، ومن كذَّب المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني الذي يحاجّ الناس بالقرآن فقد كذب بالقرآن وأعرض عنه، والحكم لله وهو أسرع الحاسبين. وقد أقمت عليكم الحجّة بالدعوة إلى الله على بصيرة من ربي وأول من كذبني هم المسلمون، فبأي حق تُكذبون وما هي حُجتكم علي إن كنتم صادقين، فما خطبكم لا تسمعوني وكأني أنادي صماً بكماً من ورائهم فلم يسمعوا النداء، أم إنكم بآيات القرآن العظيم لا تؤمنون يا معشر المُسلمين. وقال الله تعالى: {فَإِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَىٰ وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ﴿٥٢﴾وَمَا أَنْتَ بِهَادِ الْعُمْيِ عَنْ ضَلَالَتِهِمْ ۖ إِنْ تُسْمِعُ إِلَّا مَنْ يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ مُسْلِمُونَ ﴿٥٣﴾} صدق الله العظيم [الروم].
وبدأ الدين غريباً في عصر التنزيل ثم شكى محمد رسول الله قومه إلى ربه. وقال الله تعالى: {وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا}صدق الله العظيم [الفرقان:30]، وكذلك أشكو إلى ربي في عصر التأويل وأقول كما قال جدي: {وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا}صدق الله العظيم [الفرقان:30].
الناصر لكتاب الله وسنة رسوله الحقّ؛ الإمام ناصر محمد اليماني.
ـــــــــــــــــــــــ