الإمام ناصر محمد اليماني
14 - 02 - 1432 هـ
19 - 01 - 2011 مـ
12:45 صباحاً
ــــــــــــــــــــــ
البيان الحقّ للآية الكريمة {النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً} ..
بسم الله الرحمن الرحيم، وصلى الله وسلم على حبيب قلبي جدّي محمد رسول الله خاتم الأنبياء والمُرسلين إلى الناس كافة وعلى آله الأطهار، وجميع الأنصار للحقّ إلى يوم الدين..
سلامُ الله عليكم أحبتي في الله علماء المُسلمين وأمّتهم، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
ويا فضيلة الشيخ أبا فراس الزهراني، أفلا تكن من الشاكرين أنْ جعلك الله في أمّة الإمام المهديّ ليهديك بالقرآن المجيد إلى صراط العزيز الحميد؟ ويا أخي الكريم بارك الله فيك، وأراك تُحاجّ الإمام ناصر محمد اليماني بقول الله تعالى: {النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا ۖ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ ﴿٤٦﴾} صدق الله العظيم [غافر].
ومن ثم يقول فضيلة الشيخ الزهراني أنّ ذلك برهانٌ مبينٌ ودليلٌ ناصعٌ يلمع بالحقّ كما تلمع الشمس في كبد السماء وقت الظهيرة أنّ العذاب البرزخيّ من بعد الموت هو في حفرة القبر كونه ذكر الغدو والعشي في قول الله تعالى: {النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا} صدق الله العظيم. ومن ثمّ يزعم فضيلة الشيخ أبو فراس الزهراني أنّ ذلك دليلٌ فاضحٌ ضدّ ما يعتقده الإمام ناصر محمد اليماني بأنّ العذاب في النار في ذات النار؛ بل هو في حفرة القبر في هذه الأرض، والدليل قول الله تعالى: {النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا ۖ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ ﴿٤٦﴾} صدق الله العظيم [غافر]، ونقتبس من بيان فضيلة الشيخ الزهراني ما يلي باللون الأحمر:
ويا أخي الكريم إليك نصيحة الإمام المهديّ الحقّ من ربّك فليس بيان القرآن أن تأتي بآيةٍ ومن ثم تأتي ببيانها من عند نفسك بالظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً كمثل بيانك لقول الله تعالى: {النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا ۖ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ} صدق الله العظيم، ومن ثم تُبينها ببيانٍ من عند نفسك فتقول:" فإن ذلك برهانٌ مبينٌ أنّ العذاب البرزخيّ هو في حفرة السوءة في القبر في هذه الأرض كونه ذكر {غُدُوًّا وَعَشِيًّا}"! وجعلت هذه الآية دليلاً واضحاً على العذاب في القبر، ولكن بيانك لهذه الآية هو من عند نفسك بالظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً، وهذا هو الفرق بين بيانكم للقرآن العظيم وبيان ناصر محمد اليماني هو أنّكم تأتون بالآية فتكتفون وتفسّرونها على هواكم من عند أنفسكم حسب رأيكم، ولكن الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني يأتي بالآية فيحاجّكم بها ولم يكتفِ بها فيفصّل لكم بيانها من محكم كتاب الله تفصيلاً حتى لا تستطيعون الطعن في بيان الإمام المهديّ شيئاً، فأمّا الذين يريدون الحقّ فيتبيّن لهم الحقّ أنّه مع الإمام ناصر محمد اليماني، وأمّا الذين إن يروا سبيل الرشد فلا يتخذونه سبيلاً فسوف يعرضون عن بيان ناصر محمد اليماني لتلك الآية فيخوضون في موضوعٍ غير ذلك الموضوع الذي أقام عليهم فيه الحجّة الإمام ناصر محمد اليماني لكونهم لا يستطيعون الطعن في بيان ناصر محمد اليماني شيئاً إلا أن يكفروا بالقرآن وإمّا أن يأتوا ببيانٍ أهدى من بيان الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني، فهذا لن يحدث لو اجتمع علماء الجنّ والإنس ولوكان بعضهم لبعضٍ ظهيراً، وهل تدرون لماذا؟ وذلك لأنّ بيان الإمام ناصر محمد اليماني ليس مجرد تفسيرٍ ظني يَحتمل الصح ويَحتمل الخطأ بل بيان الإمام ناصر محمد هو قرآنٌ يأتيكم به من ذات القرآن.
وإلى بيان قول الله تعالى: {وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ ﴿٤٥﴾ النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا ۖ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ ﴿٤٦﴾} صدق الله العظيم، ونستنبط من هذه الآية المحكمة قول الله تعالى: {يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا} صدق الله العظيم، فهذا برهانٌ مبينٌ أنّ الكفار المعرضين عن الحقّ من ربّهم بعد أن أهلكهم الله أدخلهم النار فور موتهم في نفس اليوم الذي أهلكهم الله فيه فلا يزالون في النار يعذبون هذه الأيام فهم يعرضون عليها للتعذيب غدواً وعشياً، ولا يقصد أنّ في النار غدواً وعشياً كون النار سراجاً وهاجاً كمثل الشمس؛ بل بحساب أيام الأرض التي فيها غدوٌّ وعشيٌّ ويلبثون فيها غدواً وعشياً إلى يوم البعث، وكذلك الذين أدخلهم الله جنته من بعد الموت فهم يلبثون فيها غدواً وعشياً على مدار 24 ساعة حسب أيام الأرض، وليس في الجنة غدوٌّ ولا عشيٌّ. تصديقاً لقول الله تعالى: {مُّتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ ۖ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا ﴿١٣﴾} صدق الله العظيم [الإنسان]، وإنما ذكر الغدوّ والعشيّ بحسب أيام الأرض بمعنى أنّهم فيها منذ اليوم الذي يموتون فيه يدخلهم جنته وحتى اليوم وهذه الساعة وهم فيها يرزقون فيها بكرةً وعشياً بمعنى أنّهم الآن يرزقون فيها بكرةً وعشياً. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا ﴿٥٩﴾ إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَـٰئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شيئاً ﴿٦٠﴾ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمَـٰنُ عِبَادَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا ﴿٦١﴾ لَّا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا إِلَّا سَلَامًا وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا ﴿٦٢﴾ تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَن كَانَ تَقِيًّا ﴿٦٣﴾} صدق الله العظيم [مريم].
وهذا يعني أنّ أهل النار في النار في ذات النار يعذبون فيها بكرةً وعشياً حتى هذه الساعة لصدور هذا البيان، وكذلك أهل الجنة في الجنة يرزقون فيها بُكرةً وعشياً حتى هذه الساعة وهم في جنات النعيم والدليل على أنّ الذين ماتوا من أهل الجنة هم في الجنة الآن حسب أيام الأرض.
تصديقاً لقول الله تعالى: {إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَـٰئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شيئاً ﴿٦٠﴾ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمَـٰنُ عِبَادَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا ﴿٦١﴾ لَّا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا إِلَّا سَلَامًا وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا ﴿٦٢﴾ تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَن كَانَ تَقِيًّا ﴿٦٣﴾} صدق الله العظيم، والدليل على أنّ أهل النار منذ موتهم في النار في ذات النار وحسب أيام الأرض حتى يومنا هذا تجدوه في قول الله تعالى: {وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ ﴿٤٥﴾ النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أشدّ الْعَذَابِ ﴿٤٦﴾} صدق الله العظيم [غافر].
وذلك. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ ﴿١٠٦﴾ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ ﴿١٠٧﴾ وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ ﴿١٠٨﴾} صدق الله العظيم [هود].
فاعترف بالحقّ يا فضيلة الشيخ الزهراني للإمام ناصر محمد اليماني بالحقّ ولو في هذه النقطة، فتذكر أنك قد حكمت مسبقاً أن بيانها يكفي لتبيان من الذي الحقّ معه وحُكمك هو بما يلي:
وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين ..
أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني .
_________________