بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على كافة الأنبياء والمرسلين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اقتباس من بيان الخبير بحال الرحمن صاحب علم الكتاب نون عليه الصلاة والسلام
"
وكذلك أخشى على المُسلمين من دعوة أحد أنصار المهديّ المُنتظَر.
ولذلك أقول يا أحباب قلبي ويا قُرّة أعيني يا معشر الأنصار السابقين الأخيار في عصر الحوار من قبل الظهور سألتُكم بالله العظيم ربّ السماوات والأرض وما بينهما وربّ العرش العظيم أن لا تجلبوا إلى نفس ربّي مزيداً من الحسرة على عباده لأنكم إذا دعوتم على القوم استجاب الله دُعاءكم تصديقاً لوعده الحقّ أن ينصركم على من كذّبكم فيُهلك عدوّكم ويستخلفكم من بعدهم إن الله لا يُخلف الميعاد.
ولكن يا أحباب قلب الإمام المهديّ والله الذي لا إله غيره ما سألتُكم بالله أن تفعلوا رحمةً مني بالناس؛ بلْ لأني وجدت أن ربّي هو حقاً أرحم الراحمين، ولم أجد في الكتاب أنّ عباده يهونون عليه برغم أنه لم يظلمهم شيئاً سُبحانه وتعالى علّواً كبيراً، ولا يظلم ربّك أحداً، ولكن يا إخواني لو تعلمون كم الرحمن الرحيم هو حقاً رحيمٌ! ألا والله الذي لا إله غيره إنه لا مجال للمُقارنة بين رحمة الله بعباده ورحمة الأُم بولدها حتى ولو عصاها ألف عامٍ لما هان عليها وهو يصرخ ويتعذّب في نار جهنم فتصوّروا كم حُزنها عظيم وكم مدى حسرتها على ولدها وهي تسمع صراخَه في نار جهنم، فما بالكم بمن هو أرحم منها بعباده الله أرحم الراحمين؟ فلا نزال نُذكّركم ونقول أن الله يتحسّر على عباده الذين ظلموا أنفسهم وأهلكهم بسبب دُعاء أنبيائِهم عليهم بعد أن كذّبوا بالحقّ من ربّهم، وبرغم أنَّ الله لم يظلمْهم شيئاً ولكن بسبب عظيم صفة رحمته في نفسه تجدونه حزيناً مُتحسّراً على عباده مُباشرةً فور هلاكِهم من بعدِ دُعاء الأنبياء والصالحين عليهم وقد علمتم ذلك في قول الله تعالى: {إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿٢٩﴾ يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [يس].
ولا يزال الإمام المهديّ يُذكّر أنصاره بهذه الآية المُحكمة لكي يُصدقوا الله فيصدقهم فيقولوا:
[يا إله العالمين لقد عرّفنا الخبير بالرحمن عن حالك فكيف نستطيع أن نستمتع بنعيم الجنة والحور العين وحبيبنا الله حزينٌ في نفسه ومُتحسّرٌ على عباده؟ هيهات هيهات أن نرضى حتى يكون من هو أحبّ إلينا من الجنة والحور العين الله ربّ العالمين راضياً في نفسه لا مُتحسّراً ولا حزيناً، فإذا لم تفعل فلِمَ خلقتنا يا إله العالمين؟ فهل خلقتنا من أجل الجنة وحورها، أم خلقتها من أجلنا وخلقتنا نعبد حُبك وقربك ونعيم رضوان نفسك؟ فكم نُحبك يا الله، وكيف يستطيع من يُحبّ أن يكون مسروراً وهو قد علم أن حبيبَه حزينٌ في نفسه حُزناً عظيماً! كلا وربي لا ترضى النفس حتى يكون الحبيب راضياً في نفسه مسروراً].
ولذلك أتوسّل إليكم يا أحباب الله يا من وعدَ اللهُ بهم في مُحكم كتابه إن كُنتم تُحبون الله بالحُبّ الأعظم أن تُساعدوني على تحقيق النعيم الأعظم، فلا تدعوا على المُسلمين والناس أجمعين، وإن كان لا بدّ فعلى الشياطين من الجنّ والإنس تدعون حتى يذوقوا وبال أمرهم وكلّ يومٍ هو في شأن سبحانه وسع كل شيءٍ رحمةً وعلماً، ولكنهم يائسون من رحمة ربّهم كما يئِس الكُفّار من أصحاب القبور، وهذا خطأهم فظلموا أنفسهم بسبب اليأس من رحمة الله الذي نادى عبادَه بما فيهم إبليس وكافة عبيده في السماوات والأرض وقال الغفور الرحيم: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّـهِ ۚ إِنَّ اللَّـهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴿٥٣﴾ وَأَنِيبُوا إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ ﴿٥٤﴾ وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ﴿٥٥﴾ أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّـهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ ﴿٥٦﴾ أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّـهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ﴿٥٧﴾ أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ﴿٥٨﴾ بَلَىٰ قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ ﴿٥٩﴾} صدق الله العظيم [الزمر].
فبالله عليكم هل يستطيع أن يقول أبٌ لأولادهِ وهو غاضبٌ غضباً شديداً يا (أولادي)؟ ولكن انظروا إلى الله أرحم الراحمين برغم غضبه الشديد من عباده المُجرمين يقول: {يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّـهِ ۚ إِنَّ اللَّـهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} صدق الله العظيم.
أفلا ترون ما أعظم رحمة الله العظيم المستوي على عرشه العظيم سُبحانه وتعالى علّواً كبيراً وما قدروه حقّ قدره! أليس ربّي العظيم الذي لا إله غيره يستحق أن نُحبّه أعظم من كلّ شيءٍ في الدُنيا والآخرة؟ فهو الذي خلقنا وصوّرنا ويرزقنا ويغفر لنا ويرحمنا في الدُنيا والآخرة سبحان ربّي الغفور الرحيم، فهل جزاء الإحسان إلّا الإحسان؟ فكيف ترضون بزينة الدُنيا ونعيم الجنان يا عبيد الرحمن؟ فلو تعلموا ما نحن فيه من النعيم لما تأخرتم عنه شيئاً إنه نعيم رضوان الله على عبيده، فاتّبِعوا رضوانه وتجنبوا سخطه وسوف تعلمون أن رضوان الله هو حقاً النعيم الأعظم من ملكوت الدُنيا والآخرة ثُمّ تعلمون وأنتم لا تزالون في الدُنيا أن نعيم رضوان الله على عباده هو حقاً النعيم الأكبر من جنته. تصديقاً لقول الله تعالى: {رَّضِيَ اللَّـهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} صدق الله العظيم [المائدة:119].
وتصديقاً لقول الله تعالى: {وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّـهِ أَكْبَرُ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} صدق الله العظيم [التوبة:72].
ويا أحباب قلبي إلى ربّي، لا تُيئِسوا الناس من رحمة الله مهما علمتم من ذنوبهم فاعلموا أنّ الله يغفر الذنوب جميعاً، فعظوهم وأرشدوهم إلى الطريق الحقّ وأهدى سبيلاً بالحكمة والموعظة الحسنة.
"
رابط البيان
https://albushra-islamia.com./showthread.php?p=942
اقتباس
"
ويا معشر الأنصار أنيبوا إلى حبيبكم الله الواحد القهّار وادعوه الليل والنّهار أن يهدي كافة المسلمين والكفار حتى يحقق الله هدفكم الذي جعله الله في قلوبكم ولا يستخفنّكم قومٌ لا يعقلون.
وهل أخبرناكم بأحد مواعيد البحر المسجور في الكتاب لكي يتمّ تحقيقه في الكتاب؟ بل ما أخبرنا به قوماً يحبّهم ويحبّونه إلا لكي يدعوا الله مع الإمام المهديّ أن يكشف عن المعذَّبين عذابه، وكذلك طلبنا منكم أن تبلّغوا أصحاب العذاب ليدعوا ربّهم ليكشف عنهم عذابه وأن لا يستيئسوا من رحمة الله، وما أعلن المهديّ المنتظَر للبشر أنّ البحر المسجور لن يكشف الله عذابه بل أكَّدنا وقلنا ادعوا الله ليكشف عذابه المسطور في محكم كتابه. فمال هؤلاء القوم لا يكادون أن يفقهوا قولاً؟
وختام بياني هذا أقول في دعائي ما قلته من قبل:
اللهم لا تستجب دعاء عبدك على عبادك إن نفد صبري عليهم، ولكن استجب دعاء عبدك لهم بالرحمة والعفو والمغفرة والهدى، اللهم إنّا على العهد الذي قطعناه طوعاً على أنفسنا أن لا نرضى حتى ترضى، فقد عَلِمْنَا أنّك لا ترضى لعبادك الكفر بل ترضى لهم الشكر.
ولذلك فإنّ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني والذين معه بقلوبهم (قوماً يحبّهم الله ويحبّونه) حريصون على تحقيق النّعيم الأعظم وما بدّلوا تبديلاً، وأمّا الذين يحزنون لو لم يهلك الله الكافرين ومن ثم نقول: هل يرضيكم أن يهلكهم الله بصيحة العذاب فإذا هم خامدون ومتحسرون على ما فرّطوا في جنب ربّهم، ومن ثم يتحسر ربّهم عليهم وهو أرحم الراحمين! فلا تنسوا أبداً قول الله تعالى : {إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿٢٩﴾ يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [يس].
فلا يستخفنّكم الذين لا يوقنون بأنّ الله قد استجاب دعاءكم، واعلموا إنْ لم يستجِب الله دعاءكم وأهْلَكَ من يشاء من عباده فإنّه ما أهلك إلا من كان من شياطين البشر، فلا تحزنوا عليهم حتى يذوقوا وبال أمرهم، وإلى الله ترجع الأمور، فلا تهنوا ولا تحزنوا وجادلوا ربّكم كما جادله علاء الدين نور الدين فلا يفتنكم عن تحقيق النّعيم الأعظم قومٌ لا يعقلون. ولكم أعجبني دعاء علاء الدين نور الدين الذي قال:
[ويا أرحم الرحمين إني أبتهل إليك يا الله، وأسألك بحقّ لا إله إلا أنت وبحقّ عظيم نعيم رضوان نفسك، وأجادلك كما جادلك نبيّ الله إبراهيم في قوم لوط، وأسألك وأنت الذي إذا دعيت أجبت أن تكشف عذابك الأدنى عن أهل أمريكا عسى أن يتوبوا إليك ويتّبعوا الحقّ من ربّهم، وما تريد بعذابهم يا الله وقد أفسدوا وبغوا وطغوا ولكن رحمتك وسعت كل شيء وأنت الغفور الرحيم، وأنت لا ترضى لعبادك الكفر بل ترضى لهم الشكر، وما لذلك عبدناك ولمَ خلقتنا يا الله، اللهم فقولك الحقّ ووعدك الحقّ وأنت أرحم الراحمين، وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين].
وكذلك دعاء (نورهم يسعى بين أيديهم) وغيرهم من الأنصار السابقين الأخيار، وأقول أشهد لله أنّكم من قومٍ لا يرضيهم ربّهم بملكوته كلّه حتى يرضى أحبّ شيء إلى أنفسهم الله أرحم الراحمين، وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين.
"
رابط البيان
https://albushra-islamia.com./showthread.php?p=68610