14 - رمضان - 1443 هـ
15 - 04 - 2022 مـ
09:20 صباحًا
(بحسب التّقويم الرسمي لأمّ القرى)
[لمتابعة رابط المشاركة الأصلية للبيان]
https://albushra-islamia.com./showthread.php?p=378748
__________
إجاباتٌ للسّائلين والمُستهزئين ..
بِسم الله الرّحمن الرّحيم..
رَدٌّ مِن خليفة الله المهديّ وإجاباتٌ للسّائلين ونأذَن برفعه إلى الموسوعة لبيان ما ذكَره الله تعالى في وصف تَكبُّر واستهزاء فرعون مِن موسى، ولذلك قال الله في قصّة تَكبُّر فرعون واستهزاءه للحقّ لَمَّا جاءه؛ ولذلك قال فرعون: { وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَل لِّي صَرْحًا لَّعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَىٰ إِلَٰهِ مُوسَىٰ وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ ﴿٣٨﴾ وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ ﴿٣٩﴾ } [سورة القصص].
فذَكر الصَّرح على الطّين؛ قال ذلك مِن باب السُّخرية فقهقَه وقَهقهوا قومه المُستكبرون معه ضاحِكين مِن باب السّخرية بنبيّ الله موسى.
ويا أيّها السّائل العاقل قُل للذي يَتَّبِع الظّن فقل له أنّ الجبال الشّامخات أطوَل مِن الصّرح، فبَدل أن يُخسِر نفسه - فرعون - صَرحًا على الطّين سوف يصعدُ إلى قِمّة جبلٍ عالٍ مُرتفعٍ ليطَّلِع إلى إله موسى، فكأنَّ موسى أفتى فرعون أنّ ذات الله سبحانه بجانب القمر! بل قال له نبيّ الله موسى أنّ الله الذي خلق السّماوات واستوى على مَلكوت العرش العظيم ذلكم الله الذي خلق السّماوات والأرض يا فرعون وقال الله تعالى: { قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا ۖ إِن كُنتُم مُّوقِنِينَ ﴿٢٤﴾ قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلَا تَسْتَمِعُونَ ﴿٢٥﴾ قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ ﴿٢٦﴾ قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ ﴿٢٧﴾ قَالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا ۖ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ ﴿٢٨﴾ قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَٰهًا غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ ﴿٢٩﴾ } صدق الله العظيم [سورة الشّعراء].
وحسب تفسير الذين يقولون على الله ما لا يعلمون فكأنّ نبيّ الله موسى قال لفرعون أنّ ذات الله دون النّجوم أو في جوِّ السّماء الدّنيا! فكأنّه وبناءً على تحديد موسى لموقع ذات الله تمّ بناء الصّرح فتجاوز طوله القمر والشّمس وبلغ النّجوم، ما لكم كيف تحكمون؟! بل قاله استهزاءً وتكبّرًا وسُخريةً، وزيّن لفرعون غروره بمُلكه وتكبّره واستهزائه أنَّه لا أحد يُزيحُه مِن مُلكِه ولذلك قال الله تعالى واصِفًا فرعون وتكبُّره والسّخرية مِن نبيّ الله موسى واحتقاره بسبب فقره؛ وقال الله تعالى: { وَنَادَىٰ فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَٰذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي ۖ أَفَلَا تُبْصِرُونَ ﴿٥١﴾ أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِّنْ هَٰذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلَا يَكَادُ يُبِينُ ﴿٥٢﴾ فَلَوْلَا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِّن ذَهَبٍ أَوْ جَاءَ مَعَهُ الْمَلَائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ ﴿٥٣﴾ فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ ﴿٥٤﴾ فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ ﴿٥٥﴾ فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفًا وَمَثَلًا لِّلْآخِرِينَ ﴿٥٦﴾ } [سورة الزخرف].
وإنّما زُيِّن لفرعون التّفاخر على نبيّ الله موسى بمُلكِه والسّخرية مِن موسى الذي هو في نَظَر فرعون مَهينٌ ليس لديه مُلكٌ، فمِن أين جاؤوا بقصّة السّيف والدّم؟!
فلكَم في هذا التّفسير مِن الافتراء على نبيّ الله موسى، فلم أجده أفتى أنّ الله ساكنٌ في القمر أو في جوّ السّماء عند النّجوم! كونَه لو كان حقًّا بنى فرعون صرحًا ناطَح النّجوم ليَطَّلِع إلى إله موسى فحتمًا بِناء الصّرح وطوله بناءً على تحديد موسى لموقع ذات الله سبحانه، رغم أنّ موسى عَلَّم فرعون أنّ الله الذي خلق السّماوات والأرض وما بينهما مُستوٍ على العرش العظيم الذي يحيط بالسّماوات والأرض ليَعلو مَلكوته أجمعين، ولذلك قال فرعون مِن باب السُّخرية لوزيره هامان ابنِ لي صرحًا على الطّين ناطِحًا للسّماوات وما بينهم مِن النّجوم؛ قال ذلك لهامان استهزاءً بنبيّ الله موسى، فضحِك فرعون وهامان وقومهم قهقهوا ورائهم استهزاءً وتكبّرًا وغرورًا، وليس أنّهم قاموا ببناء الصَّرح، فهل ترونه سَيبني بُرجًا ناطح القمر والنّجوم؟ كَون فرعون قال: { وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَّعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ ﴿٣٦﴾ أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَىٰ إِلَٰهِ مُوسَىٰ وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا ۚ وَكَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ ۚ وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبَابٍ ﴿٣٧﴾ } صدق الله العظيم [سورة غافر].
فهل ترونه قادرٌ لبناء صرحٍ ناطِحٍ للسّماوات ليطّلع إلى إله موسى؟ كَون موسى قال أنّ ربّه الله الذي خلق السّماوات والأرض وما بينهما واستوى على العرش يَعلو مَلكوته سبحانه، ولم يقل له أنّ ذات الله في جوّ السّماء عند السّحاب حتى يبني صرحًا ناطحًا للسّحاب!
ونخرج بخلاصة أنّه لم يبنِ صَرحًا وإنّما قال ذلك استهزاءً بموسى، فأبلِغ الذي جادَلك بِردِّنا أنّ فرعون لم يَبنِ صرحًا ناطحًا للسّماوات، وقل له إذا كان سيَرقى فرعون إلى السّماوات فالجبل الشّامخ (بِبَلاش) سوف يصعد إلى قِمّة الجبل إذا كان سوف يُوصله إلى أسباب السّماوات (بِبلاش) بدلًا من أن يبني صرحًا على الطّين، أم أنّ صرحَ فرعون سوف يتجاوز الجِبال طُولًا ويتجاوز القمر والنّجوم طولًا؟! فما أجمل استخدام العقل؛ يُنكِر التّفسير الباطل حتى مِن قبل إحضار البُرهان مِن مُحكَم القرآن العظيم، ولكنّنا لم نَجِد في الكتاب إلّا أوتاد الأهرامات، فأين الصّرح (ناطحُ النّجوم)؟ فليَدُلّ الحكومة المصريّة عليه لجلب السُّيَّاح ليُساعد في نهضة الاقتصاد المصريّ كمثل المدخول السِّياحي للأهرامات إن كان مِن الصّادقين.
فلم أجد في الكتاب إلّا الأهرامات كالأوتاد رمز قوّة حضارة الفراعنة استعراضًا لقوّتِهم تصديقًا لقول الله تعالى: { وَالْفَجْرِ ﴿١﴾ وَلَيَالٍ عَشْرٍ ﴿٢﴾ وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ ﴿٣﴾ وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ ﴿٤﴾ هَلْ فِي ذَٰلِكَ قَسَمٌ لِّذِي حِجْرٍ ﴿٥﴾ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ ﴿٦﴾ إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ ﴿٧﴾ الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ ﴿٨﴾ وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ ﴿٩﴾ وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ ﴿١٠﴾ الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ ﴿١١﴾ فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ ﴿١٢﴾ فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ ﴿١٣﴾ إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ ﴿١٤﴾ } صدق الله العظيم [سورة الفجر].
وليس هذا وقت أسئلة؛ بل دَخَل البشر في بداية أحداثٍ كبرى؛ فالأمر خطيرٌ مِن بعد انقضاء التّحذير بالقمر النّذير الذي كان يَبدُر في اللّيلة التي يكون فيها القمر محاق؛ ليلة الاقتران المركزيّ، وكان السّبب كَون الشَمس أدركت القمر فَوُلِد الهلال مِن قبل الاقتران واجتمعت به الشّمس وقد هو هلالًا، ولذلك كان بدر المعجزة الكونيّة للإمام المهديّ طوال عدد سنين الذي كان يحدث في نفس اللّيلة التي يحدث فيها الاقتران المركزيّ بسبب ولادة الهلال مِن قبل الاقتران المركزيّ واجتماع الشّمس به وقد هو هلالًا.
فقد مضت وانقضَت طوال عدد سنين وجاء جواب القَسَم بالحقّ أنّه قد أفلح مَن زكّاها وقد خاب مَن دسَّاها مِن علماء الفلَك، وانقضَت آية الإدراك للقمر النّذير للبشر مِن قدوم شرٍّ مُستطير.
وسلامٌ على المُرسَلِين والحمد لله ربّ العالَمِين..
خليفةُ الله وعبده المهديّ؛ ناصر محمد اليمانيّ.
________________